المحاق…………………………………..حسين نجم

المحاق
شعر / حسين نجم *
لم يعد يرقب .. في الليل … النهارا
وبكي النهر .. بجنبيه .. انحساراً
وانكساراً ..
.. كان موجاً عارماً يغزو الدنا
بأماني توافيه انهماراً …
تومض الحكمة من شدقيه …
في سمت الثقاة العارفين ..
مطمئناً في حصون من يقين ..
ويضئ الليل بالبهجة
والأنس إلي الأحباء والأتراب ..
.. ودي الهموم الناعمة ..
لم يكن يلمح .. في أيامه
الخضراء بالآمال ..
أشواك زمان جاثمة ..
كانت الأيام في قاموسه ..
مأوي طموحات
عزيزات علي الصيد …
وميدان تحد
هو .. فيه .. الفارس الأمثل
والصياد ذو الهمة
يستعذب .. في الصيد .. النفارا …
.. وعلي خطو حثيث للأماني.
في بساتين الأمان الحانية
صاحبته الشمس ..
تأتيه .. مع الأيام
من أفق الرضا ..
وليال تمزج العنبر بالفضة ..
تسقيه انبهاراً
… ومضي يرتاد .. في العمر ..
صن وفأ من كروم وشجر ..
ويمد الطرف للأثمار ..
في أعلي الغصون …
ليس يدري لم .. في عينيه ..
تمتاز علي باقي الثمر ..
لم .. من حين إلي حين …
تناديه .. فيمضي صاعداً
يقطف  الفرحة حينا
من جني العزم ..
وحيناً لا يصيب ..
ربما شاكته شوكة ..
ربما آذته أطراف الغصون ..
إنما كل صعود فيه إغراء رطيب
… وبجنبيه .. بروض القلب ..
أطياراً من العزمة والأشواق
تشدو للغيوب .
ومدي وجدانه الرحب .
يضم الكون ..عرساً
من طموحات .
وأطياف كفاح منتصر
..ومشي الدهر به ..
في جنبات العمر ..
يستكشف أياماً لها وجه ..
طليق بالوعود ..
ثم صارت تتغشي وجهها ..
تحت مساحيق التمني ..
أحجيات من قتام ..
تتنامي كلما جد بدنياه المشيب ..
ومع التكرار يذوي وقعها في قلبه .
حتي تماحي الشرق فيها والمغيب ..
واستحالت لرماد .
تتساوي فيه .. عقماً ..ووقاراً
.. تحته تضطرم الحيرة .
في كل حصاد العمر ..
من فكر.. ومن أنس
إلي أرجوحة الدنيا ..
وتذروه رياح
تترك الساح يبابا
غيرمن هم صبيب ..
..وسباقات الأماني ابطأت
حتي تناهت لدبيب ..
وإذا بالنفس قدساخت .. عميقاً
.. في وحول من خواء وضجر ..
تختفي فيها الأزاهير ..
كما تخفي الحفر ..
واستحالت كل أقمار لياليه محاقاً
… تتغشاه تباريح عناء
ووجوه .. غاربات .. للأحبة ..
وتقاسيم حسابات
علي عود الذنوب ..
وانطوت .. تحت حظي الدهر به ..
بهجة البستان .. واستشرت
به الأشواك والحيات ..
وارتد إلي دغل كئيب ..
تتعالي فيه أصوات ضواري الدهر ..
من شتي الخطوب …
..واختفت .. من أفق الوجدان …
أطياف الظباء ..
واستحال الكون كوماً .
من ضياع .. وهباء ..
ليس فيه .. من بصيص من ضياء
غير ومض من رجاء .. أو سراب
ضاع منه .. في السماء ..