اما قبل …………………….……… العدد الاول

بسم الله الرحمن الرحيم
أمــــا قبــــــل

مع إرهاصات القرن الحادي والعشرين يطل علينا العدد الأول من مجلة ” التنوير الثقافي ” ليعبر عن الرسالة الثقافية التي يجب علي المثقفين القيام بها ، وهي تبني قيم الحق والعدل والحرية ، وتنمية الوعي الفكري في مجتمعاتنا العربية بعيداً عن الزيف والتضليل .
كما تطمح هذه المجلة لأن تكون رسالة تنويرية لكل المثقفين العرب ولكل البني والتراكيب الاجتماعية العربية المختلفة حتي نستطيع الدخول للقرن القادم بعزيمة قوية وخطي ثابتة .
كما يحدونا الأمل لأن تكون هذه المجلة شعاراً حقيقياً للثقافة العربية من حيث الإنتام الحقيقي للفكر العربي المتجدد والمستنير ، والفكر الإنساني المعتدل الذي لا يجور علي فكر الآخرين بالفوقية أو الدونية ،وتوحيد رؤي المثقفين حول ثوابتنا المصيرية ، ومواجهة كل أشكال الفرقة والتمزق بعقول واعية وأفكار مستنيرة .
ومحن ثم لم تقف المجلة عند الدراسات النقدية الأدبية بل امتدت لتشمل كل الرؤي التجديدية في الفكر الغنساني شريطة أن تبني هذه الري علي فكر منهجي سديد وأن تهضم الماضي هضماً جيداً وتحتوي الحاضر إحتواء واعياً وتتطلع للمستقبل بخطوات مدروسة ومرتكزات قوية .
وعليه فقد جاء المحور الأول ليعني بالدراسات النقدية في الفكر الإنساني فجاءت دراسة الدكتور عاطف العراقي عن ” الاتجاه النقدي في الفكر العربي خلال القرن التاسع عشر ” والتي جسد فيها الجوانب المشرقة في فكرنا العربي الحديث عند كل من رفاعة الطهطاوي وخير الدين التونسي وجمال الدين الأفغاني، عبدالرحمن الكواكبي ، ومحمد عبده ، وأن هلاء المفكرين كانت لهم بعض الآراء الإصلاحية التي تركت أثراً بارزاً في حياتنا الفكرية .
وجاءت دراسة الدكتور صلاح فضل عن ” الخطاب القومي في الشعر المعاصر ” والتي يري فيها أن وظيفة الشعر اليوم لا يمكن أن تنحصر في أنكفاء اللغة علي ذاتها أو تأملها لمفاتنها واحتفائها بألعيبها التقنية الجميلة ، لا تزال رؤية العالم هي مناط أهمية الشعر وخلاصة وظائفه الجمالية الحيوية بشروطها المعرفية والتجميلية الخاصة .
كما تعني الدراسة بمزايا الخطاب القومي من خلال دراسة مجموعة من الشعراء العرب الذين شكل الخطاب القومي في شعرهم ملمحاً بارزاً .
وجاءت دراسة د. عبدالحميد إبراهيم عن الأدب المقارن من منظور التأصيل ليوضح بدايات هذا الأدب في الجامعات الفرنسية ونشأته في الجماعات العربية مقيماً دور الدكتور غنيمي هلال وناقداً كتابه في الأدب المقارن .
وعنيت دراسة الدكتور عبدالسلام المسدي ” بالمرأة وجسور الثقافة الأممية” وذلك خلال نظرة الأمم والثقافات المختلفة إلي المرأة ومنها ثقافتنا العربية كما عنيت دراسة الدكتور / أحمد درويش ” بمخاطر الغموض في المصطلح النقدي ” بعد أن سادت فوضي المصطلح في دراسات المعاصرة وأصبحنا في حاجة إلي منهجية علمية تقعد في هذه المصطلحات وتوحدها ، ويبدو أن فوضي المصطلح أنعكاس لفوضوية الواقع الحياتي المعيش ، ومن ثم تأتي هذه الدراسة لترصد مخاطر هذا الغموض وكيفية تجاوزه .
كما جاءت دراسة الدكتور محمد بربري عن ” الخصومة بين الوعي الشفاهي والوعي الكتابي ” ليوضح من خلالها أهمية الفوارق البينة بين التعبيريين المكتوب والمنطوق وأهمية ذلك في كشف الغموض الذي يحيط بالموقف الادبي والرؤ النقدية .
وجاء محور الإبداع الشعري ليجسد التنوير الفكري في قصائد عبدالرحمن الأبنودي ، سعدي يوسف ، ومحمد إبراهيم أبوسنة ، وأحمد سويلم وحسن توفيق وجميل أبوصبيح وزكية مال الله وحسين نجم ، وجاء محور الإبداع القصصي ليرصد أهم الملامح المستحدثة في الفن القصصي المعاصر وذلك من خلال إبداعات أدوار الخراط ، جمال الغيطاني ، حسن رشيد ، كلثم جبر ، خليل الفزيع، إلي جانب قصة لكاترين مسفيلد Kathrine Mausfield وترجمها البروفيسور سامي حنا .
كما عني محور المتابعات الثقافية بعرض وتحليل الملفات القيمة في العلوم الغنسانية والفنون المختلفة ومنها كتاب ” عرب الخليج في المصادر الهولندية ” (1602 – 1784 ) ل ب – ج لوت وقام بعرضه وتحليله الدكتور أحمد زكريا الشلق وكتاب ” المرايا المحدبة ” للدكتور عبدالعزيز حمودة قام بعرضه وتحليله الكاتب أنور جعفر وكتاب نظريات السرد الحديثة لوالاس مارتن وقامت بعرضه الباحثة عفاف عبدالمعطي كما تم عرض نماذج من فن الباستيل للفنان العالمي محمد صبري وقامت بالعرض والدراسة والأستاذة سلوان محمود ولعل هذه المبادرة المطروحة في هذا العدد البكر بما تحمله من أفكار وروؤي مختلفة في النقد والإبداع والفنون تكون نواة لفكر تنويري عربي يساير الواقع ويستشرف المستقبل بوعي مستنير ..
أسرة التحرير ،،