الحاسوب وانتهاء عصر هوليود د. نبيل سليم

الحاسوب وانتهاء عصر هوليود د. نبيل سليم انتهى زمن النجوم وتنفس منتجو السينما الصعداء بعد ان حل لهم الحاسوب قضية مغالاة النجوم فى أجورهم لكن لم تكن الأجور هى المشكلة الوحيدة بل كان هناك العديد من المشاكل الانتاجية التى تكلف استوديوهات هوليود ملايين الدولارات سنوياً فقط استطاع الحاسوب توفير شخصيات ونجوم أفضل وأرخص عندما نفكر فى المشاهدين الأوائل للسينما ترد إلى الذهن فوراً صورة خاصة حول استجابات الفزع أو الفرح التى كان يعبر عنها هؤلاء المشاهدون فعندما عرض فيلم وصول القطار إلى المحطة الذى قدمه الأخوان لوميير فى فرنسا تراجع العديد منهم إلى الخلف أو صرخوا أو نهضوا وجروا خارجين من الجراند كافية وهى ذلك المكان الذى كان يتم عرض هذا الفيلم فيه وقد استخدمت مثل هذه الاستجابات فى وصف مدى استجابات الجمهور للسينما لكن استجابات الجمهور للسينما الحقيقية ليست هى مجرد الصراخ أو الفزع او الهروب أو الفرح فالمسألة تشتمل على العديد من الاستجابات المعرفية والوجدانية والسلوكية التى حاول العديد من العلماء كل حسب إطاره المعرفي وتوجهاته النظرية أن يفسرها فغن عمليات تقديم الفيلم والتمهيد له من خلال الإعلان عنه وكذلك الموسيقي المصاحبة له وغير ذلك من المؤثرات البصرية والسمعية تعمل على خلق جو خاص من التوقع والترقب وحب الاستطلاع لدى المشاهد ذلك الذى يسعي دائماً لمعرفة ألحداث التالية ونحو الاستمتاع بالمشاهد الحالية أيضاً وكما تكون هناك حاجة غلابة للجدة لإدراك غير المألوف خاصة مع زيادة خصائص الدهشة وكسر التوقعات والإثارة الدائمة للإنفعالات قثم العمل على حلها أو تصريفها أو إحداث التوازن فى التواترات المستثارة ومع إدخال المونتاج وأساليب السرد المركبة تغيرت أساليب الاستجابة للأفلام وتعارضت جماليات سابقة عليها تقوم على أساس التأمل المبتعد أو البعيد Detached Contemplation كما يحدث مثلاً عند التأمل للوحة أو تمثال موجود هناك على الجدران أو فوق قاعدة فى حالة انعزال واكتفاء بذاته لقد اعترفت الأفلام الأولي صراحة بوجود المشاهد واعترف المشاهد بوجودها وتم العمل مع تقدم فن السينما وتقنياتها على الاهتمام الدائم بإثارة خيال المشاهد وكذلك حب استطلاعه وانفعالاته وعلى غكمال هذه الحالات من خلال زيادة جاذبية ألفلام والتلاعب بعناصر الصوت والصورة والقصة وغير ذلك من المكونات. إن عمليات استثارة حب الاستطلاع والرغبة فى الجدة والجديد وكل ما هو جذاب وممتع ومثير للوجدان والخيال تقوم على أساس مفهوم قريب مما أسماه القديس أوجسطين فى أوائل القرن الخامس عشر باسم الفضول أو حب الاستطلاع curisitas وذلك خلال تصنيفه لما أسماه شهود الأعين The Lust Eyes ففى مقابل تلك المتعة البصرية المرتبطة أو التى تتعلق بالجمال فإن الفضول فى رأيه يتحاشي الجمال ويذهب خلف نقيضه تماماً من اجل لذة الاكتشاف والمعرفة فيجتذب الفضول المشاهد نحو المناظر غير المالوفة وغير الجميلة أيضاً إنه قد يتجه هذا المشاهد مثلاً نحو جثة مشوهة أو مبتورة الأطراف فى مقابل ذلك السعي الآخر نحو الجميل والمكتمل ولا يؤدى حب الاستطلاع أو الفضول فقط كما أشار أوجسطين إلى الافتتان أو الإعجاب الشديد بما نري فقط وتدركه الحواس على نحو مباشر بل تصاحبه أيضاً رغبة تؤدى بصاحبها إلى الاهتمام بتلك التحولات والحالات الخاصة المصاحبة للعلم أو السحر فهذا الانجذاب نحو الكريه والمنفر والمثير للخوف والاشمئزاز كان هو ما يقف فى راى أجسطين وراءه هذا الدافع المثير للشك وغير المرغوب لأسباب دينية طبعاً والمسمي حب الاستطلاع العقلي الذى ربطه فرويد واتباعه بعد ذلك بحالات التلصص والفضول الجنسي وربط برلين بينه وبين عمليات التفضيل الجمالي وربط توم جيننجز بينه وبين الجاذبية المتعلقة بالسينما خاصة فى جوانبها غير المثيرة للاسترخاء أو الراحة لقد تطور الانجذاب الجمالي بالنسبة إلى العديد من ألفلام على نحو مناقض تماماً لفكرة التوحد الخاصة بمتعة النظر من خلال التامل للجميل ذلك الجالس أو المقيم او الموجود هناك بعيداً وكل عروض العجائب والسخرية والغرائب فى القرون الماضية كانت تصاحبها معلومات شارحة لهذه الكائنات العجيبة من البشر أو الحيوانات أو النباتات السينما الحديثة واشباع الانفعالات وعلى نفس الشاكلة تعهتم السينما بالعقارب المفترسة والنمل الكبير والفيضانات والزلازل والجرائم وافلام العصابات والقصص البوليسية والخيال العلمي والكائنات الغريبة والحيوانات الضارية وكل ما من شأنه أن يثير حب الاستطلاع والخوف والترقب والتوتر والتوجس أولاً ثم التخفف الراحة والتوازن بعد ذلك وتستعين السينما بعمليات تجسيم الصوت الحديث والموسيقي وكذلك البعد الثالث المرتبط بتجسيم الصورة وغير ذلك من المؤثرات ومن أجل وضع المشاهد هنا فى قلب الأحداث لقد أصبح الفيلم كما سماه كراكوير KRA Couer عملاً فنياً كلياً من المؤثرات عملاً يحاول ان يهاجم كل حاسة من حواسنا باستخدام كل الوسائل الممكنة إن الاشباع المفاجئ للانفعالات والأفكار الذى يتحقق فى السينما الحديثة إنما يكشف عن تفكك أو تشظي خبرة الإنسان الحديث فالحاجة الغلابة للإثارة وكذلك المشهدية الكاملة لكل انواع المثيرات البصرية والسمعية والشمية إلخ هى الشكل الحديث لحب الاستطلاع القديم الذى سعى وراء الغامض والغريب والخفي فى عالم يشعر فيه الإنسان بانه فقد او يفتقد أشياء كثيرة كانت ترتبط بالجماليات القديمة جماليات التأمل والاسترخاء إن قيمة السينما إنما تكمن الآن كما يشير العديد من النقاد والمنظرين لهذا الفن فى عرضها لهذا الافتقاد الجوهري للتماسك الذى يعاني منه الإنسان الأن ويكمن جمال السينما كذلك فى أنها تعرض هذا الفقدان وتعرض معه أيضاً حالة من الاستعادة له ولذاك نلاحظ أن العديد من الأفلام الحديثة التى تعرضها السينما ألمريكية مثلاً تقدم هذه المشاهد الهائلة الخاصة بالبراكين كما فى فيلم البركان أو أحداث العنف الهائلة مثل فيلم CON – AIR الذى ترجم تجارياً باسم هروب الأشرار لكنها تقدم معها لمسة إنسانية بسيطة مرهفة شديدة الرقة والحساسية تتمثل فى قصة حب تكتمل مع نهاية الفيم أو حكاية طفل ينقذ أو أسرة مفككة تستعيد تكاملها وهكذا إذن هذه الحداثة فى التكنيك تصاحبها أيضاً عملية استعادة ضمنية للثقافة التقليدية والفن التقليدي ولعمليات التأمل الجمالي ولحالات الاكتمال التى هى نقيض التفكك الذى يستثير حب الاستطلاع كما إن مظاهر الرعب التى نواجهها على شاشة السينما تفوق ردود الفعال الجسيمة البسيطة التى توجد لدينا خلال خبرة المشاهدة الفعلية لها لكنها تماثل كذلك العديد من مظاهر الرعب التى قد تواجهنا فى شوارع المدن الحديثة حيث السيارات المندفعة والموت الذى يكاد يطال كل إنسان وهذه الخبرة الخاصة بالمشاهدة ذات الطبيعة المزدوجة من حيث أنها تشبه الحياة لكنها ليست الحياة تحول الصور الساكنة إلى إيهام متحرك إيهام تلعب فيه الدهشة والفضول والمعرفة الحقيقية أدواراً مهمة ويستمد من خلال ذلك كله ومعه نوع خاص من المتعة الناتجة عن ذلك التخفف من التوتر الناشئ وكذلك التراوح بين الصدمة وإثارتها نتيجة الإيهام بالخطر والبهجة وحدوثها نتيجة للتعرف على أن الأمر كله مجرد إيهام ممتع وخيال يوشك أن يكون كاملاً وقد وصف لوتون LOWTEN عام 1992 الأسلاوب الجديد بأنه يعطي انطباعاً خاصاً بأن الأفلام التى تقدم الأن أفلام متحررة من الأسلوب أى طبيعية وغن ذلك يتم من خلال الكاميرا أو الصورة والميكروفون الصوت فى المكان المناسب وفى اللحظة المناسبة بحيث يلتقط ما هو جوهري ومناسب بالنسبة لحبكة الفيلم ومن أفضل الزوايا الممكنة و تسمح الكاميرا أو التقنيات السينمائية الخيالية بالتعاطف أو التقمص مع ما يحدث أمامنا على الشاشة ويكون هذا ممكناً من خلال ذلك الشعور الخاص بأننا نرى دون أن نري ونلاحظ دون أن ي قوم أحد بملاحظتنا ويسمح هذا بظهور حدوث درجة عالية من الحرية الخاصة فى الفهم والانفعال فغن ما يفعله المبدعون فى السينما هنا هو أنهم يختارون جدياً تلك الخبرات المكثفة وتلك الفترات أو المراحل غير العادية وغير المألوفة من الانفعال وبشكل نادراً ما نجده فى الحياة ولعل ذلك يتجلي أوضح ما يكون التجلي فى العديد من أفلام الإثارة والعنف والرعب والمغامرات التى يفضلها العديد من الناس عبر العالم فلماذا يفضل هؤلاء الناس مثل هذه النوعيات من الأفلام؟ إن نماذج معالجة المعلومات وهى السمة السائدة الآن فى مجال علم النفس المعرفي عامة وسيكولوجية الفنون خاصة قد اهتمت بدراسة ردود الأفعال والاستجابات التى يصدرها الأفراد عندما يشاهدون أحداثاً مشحونة بالطاقة الانفعالية وأنها حاولت تفسير هذه الاستجابات من خلال مفاهيم جديدة لكنها تقوم فى جوهرها على أساس فكرة التطهر والتقمص أو التعاطف كما طرحها أرسطو أو ليبس فأصحابها يقولون إن هذه العملية عملية معرفية أكثر منها عملية انفعالية وهنا نلاحظ انقساماً كبيراً بين هؤلاء العلماء ما بين التأكيد على الانفعال أو التأكيد على المعرفة فى حين أننا نرى أن هذه القسمة للاستجابات الجمالية قسمة مفتعلة ذلك لأن استجاباتنا للأعمال الجمالية عامة والفنية خاصة استجابة تتراوح دوماً وبدرجات متفاوتة بين ألإدراك والفهم والذاكرة والخيال والتوقع وهى عمليات معرفية وبين الفرح أو الحزن أو الغضب إلخ وهى استجابات انفعالية السينما الحديثة مصدر للمعلومات يتجلى هذا المر على نحو خاص فى تلك الدراسات الحديثة التى اهتمت بتفسير استجابات الناس لأفلام السينما وهى الدراسات التى وصلت الآن إلى نوع من الاتفاق النسبي على أن ظاهرة التقمص هذه ظاهرة متعددة الأبعاد فهى تشتمل على جوانب انفعالية وجوانب معرفية وجوانب دافعية وبدرجات متفاوتة فقد نظر لازاروس LAZARUS إلى عملية التقمص على أنها تتعلق بقدرة المرء على أن يشارك الآخرين انفعالاتهم ووفقاًَ له فإن دور التقمص فيما يتعلق بالاستجابة لأفلام الرعب هو دور متعدد ألأبعاد ويشتمل على عمليات سابقة أى عملية المشاهدة خاصة بالشخص والبيئة وعلى عمليات وسيطة تنشط خلال عملية المشاهدة هذه ثم على عمليات لاحقة لها وتتفاعل كل هذه العمليات معاً كى تكون خبرة التقمص الفعلية فالعوامل الخاصة بشخصية المرء عمره أو نوعه أو ثقافته أو سماته إلخ تتفاعل مع عوامل موقفية (مضمون الفيلم) وتؤدى إلى تقييم خاص على أساس المعرفة والانفعال وينتج عنه فى النهاية محصلة أو ش عور أو حالة معينة كالشعور بالخوف أو التهديد أو الإهانة أو الخطر أو غير ذلك من المشاعر المصاحبة لعملية المشاهدة لهذه الأفلام. وهذه النتيجة الخاصة التى تقوم بتقييم معين لما يحدث أمامنا على الشاشة هى عملية معرفية وسيطة تحدد كل الاستجابات التى تحدث فى أثناء هذه المشاهدة او بعدها والتى قد تشمل أساليب مواجهة مثل الإنكار أو الابتعاد أو التحاشي أو عدم مواصلة المشاهدة أو التهكم والشعور بالاستعلاء على ما يحدث أمامنا والاستنكار له كذلك تلك الاستجابات الانفعالية التى قد تستمل على القلق أو الضحك الممزوج بالخوف أو الشعور بالمتعة وحب الاستطلاع والرغبة فى المواصلة إن تذوق المثيرات المخيفة والمثيرة للرعب والكئيبة على نحو غير سوى أى تفضيلها ليس شيئاً جديداً الوسائط فقط هى التى تغيرت فالمشاهدون لحلبات المصارعة أو لعمليات تنفيذ احكام الإعداد فى الساحات العامة لدى الرومان أو غيرهم لم يكونوا يعتبرون ما يشعرون به من إثارة ومتعة أمراً مرضياً أو غير عادي ولم يكتب أى مفكر روماني بارز أى مقالة يتساءل خلالها عن السبب الذى كان يجعل الناس يستمعون وهم يشاهدون الحيوانات الضارية تفترس أخوتهم من البشر وقد عادت أساطير الوحوش والكائنات المخيفة المنظورة أو غير المنظورة التى سادت التفكير الإنساني فى مراحله البدائية على نحو خاص تتجول الآن وتتجسد على نحو حر وممتع من خلال وسائل تكنولوجية حديثة كالسينما والتليفزيون لقد قالت بعض الدراسات أن الدافع السابق الخاص بالميل نحو مشاهدة أفلام الرعب والعنف يتعلق بتكوين أساليب مواجهة Coping Styles مناسبة تجعل الإنسان يسيطر ولو من خلال التخييل على مظاهر الخوف التى لا يستطيع ان يسيطر عليها فى الواقع ثم غنه كما يقولون يستطيع أن يمتد بأساليب المواجهة التخيلية هذه إلى عالم الواقع فيواجه مخاوفه الخاصة المرتبطة بهذا الواقع ويحاول جاهداً أن يسيطر عليها لكن عمليات المشاهدة لهذه ألفلام لا ترتبط فقط بتكوين أساليب مواجهة للخوف إنها ترتبط كذلك بالحصول على متعة خاصة بها موجودة بداخلها أو متأصلة فيها وهذه المتعة قد ترتبط بعمليات تنشيط الخيال وكذلك إثارة التوقعات ومتابعة الأحداث والوصول إلى نوع معين من الفهم ومن ثم تكون هناك متعة معرفية مرتبطة بهذه الأفلام فأفلام الخيال العلمي أو الأفلام البوليسية قد تزود المرء بعدد كبير من المعلومات وأساليب التفكير أفلام شرلوك هولمز مثلاً كما أن عمليات استبعاد المشاعر العنيفة والانفعالات المخيفة قد تؤدى إلى عكسها الا وهو الشعور بالمتعة والارتياح أيضاً وكلما كلن الشحن الانفعالي أو الاثارة الانفعالية أكبر وأقوى كان الشعور بالمتعة أو الارتياح الذى يعقبها أكبر وأقوى إن كان الفيلم مقنعاً كما أشار فريدجا Fridga سواء أكان من أفلام الإثارة أم لا سينظر إليه الملتقى على أنه يتعلق بأحداث حقيقية تحدث فى عالم خيالي إن الملتقى هنا سيميل إلى استبعاد العناصر غير الخيالية أو غير المقنعة فى الفيلم ويميل إلى الاندماج فى حالة خاصة من التعليق لعدم تصديقه لها Suspending disbelief وكلما كان الفيلم مقنعاً كان قد تم انتاجه جيداً وتم الاهتمام بكل تفصايله ومال الملتقى إلى عدم التفكير فى الجوانب غير الواقعية او الخيالية منه وكان الاستمتاع به أكبر سواء اكان المضمون الذى يحمله الفيلم مخيفاً أم لا أم تسوكرمان M.ZUCKERMAN فقد ربط بين هذا الميل نحو التفضيل لأفلام الرعب وأفلام الإثارة الجنسية كذلك وبين سمة البحث عن التنبيه الحسي او الإثارة الحسية Sensation seeking والتى عرفها على أنها سمة تتجلي فى البحث عن المتنوع والجديد والمركب وعن الاحساسات والخبرات القوية والمكثفة وكذلك الرغبة فى القيام بمخاطرات جسيمة واجتماعية وقانونية ومالية من اجل الوصول إلى مثل هذه الخبرات والاحساسات الرعب والتشويق من سمات التفضيل وتشمل الحياة على عديد من السلوكيات الدالة على وجود مثل هذه السمة ومن ذلك مثلاً تسلق الجبال والغطس تحت الماء والمشاركة فى ألعاب رياضية عنيفة والمضاربة فى البورصة والمقامرة والحفلات الصاخبة ومشاهدة مصارعة الثيران وغير ذلك من سلوكيات البحث عن افثارة الحسية التى تعد عمليات مشاهدة افلام العنف والرعب والإثارة من بينها وهناك امثلة عديدة على هذه السمة فى عديد من مظاهر السلوك الفنية أو غير الفنية ولنضرب مثلاً على ذلك وهو Whotlias Panaeth بمعنى الحقيقة الخفية التى تدور أحداثة حول د. نورمان سبنسر الذى يقوم بدوره الممثل هارسون فورد وزوجته كلير سبنسر التى تقوم بدوررها الممثلة ميشيل فايفر وقد مضى عام على خيانة د . نورمان لزوجته الجميلة كلير ومع ذلك تبدو حياتهما طبيعية فكلير عازفة فى فرقة موسيقية ولها ابنة تدعى كاترين تعتني بها عناية فائقة وذات يوم عندما تركت المنزل لتلتحق بالجامعة شعرت وكأن السجادة تنسحب من تحت قدميها ثم بدات تسمع أصواتاً غامضة وترى شبح امرأة فى المنزل وتحاول اقناع نفسها بأن ما يحدث ليس إلا تخيلات ولكن عندما زادت هذه الأحداث أخبرت زوجها الذى اخبرها بأن هذا مجرد وهم وتخيلات ولأنه عالم فهو لا ؤن بالأشباح فبدأت هى تشك فى قدرتها العقلية إلا أنها تحاول اكتشاف الحقيقة وأن تقنع نفسها بأن هذه الأشياء حقيقية وليست خيالاً وأنها موجودة فعلاً داخل المنزل وتستمر الأحداث فى مشاهد الفيلم من الرعب إلى التشويق. لقد تم تصوير هذا الفيلم فى نيوإنجلاند وتم بناء المنزل الذى تقع فيه الأحداث على ضفاف بحيرة شامبلان وكذلك المنزل المجاور له والمرسي الخشبي الذى يصل بين المنزل والماء كما تم ب ناء منزل مطابق له من الداخل وتم غخراجه فى استوديوهات لوس أنجلوس ويقول المخرج: لقد تخيلت ما يمكن أن يفعله المخرج الراحل هيتشكوك لو كان مازال حياً بيننا ولديه كل تلك الأجهزة العصرية من حواسيب وأجهزة رقمية وجرافيك. ومن الأفلام التى أنتجت أيضاً هذا العام فيلم X-Men أو الرجال إكس وهو من أفلام الخيال العلمي حيث يستعرض العنصرية والاضطهاد فى اطار سياسي كوميدي من خلال المغامرات مع كائنات متفوقة على القدرات البشرية والبيئة السياسية والاجتماعية فى عالم مستقبله غريب وهذا الصراع بين الخير والشر ومحاولة ايجاد وضع وسط مفيد لكل الأطراف وهو مفهوم فلسفي يثير الشقاق بين كل الأطراف فى نفس الوقت وتدور أحداث الفيلم حول مجموعة من الأشخاص كل منهم له قدرة خاصة تميزه منهم سابكلويس جيمس مارسون الذى تصدر عيناه أشعة لها طاقة قوية تستطيع صنع فجوات فى الجبال وجين جراى أو فامك جانسن تتركز قدرته فى التخاطر الذهني أما ستورم هال بري فيمكنه ان يتحكم فى الجو بكل الأشكال وبالرغم من انهم مكروهون من المجتمع لشدة خوف الناس منهم ومعرضون للأخطار من قبل السيناتور روبرت بروس دافيوس وهو سياسي مكلف بمحاربة ألخطار إلا انهم استطاعوا ان يظلوا أحياء فقد تعلموا من الأستاذ شارلز زافيير باتريك سيتورات الذى يمتلك أعلى قوة فى العالم أن يتحكموا فى قواتهم ويوجهونها لصالح الإنسان والخير ويستضيف الأستاذ شارلز اثنين هما ولفرين وهو حاكمان وله قدرات علاجية عالية ومخالب قاتلة ويكسو جسده فراء مثل الحيوانات وروج اناباكين وهى فتاة تستطيع ان تستوعب قوة وذاكرة أى إنسان تلمسه يطلق عليهم الرجال أكس وتبدأ معركتهم مع ماجنتو أيان مكلين وهو أحد أقوياء العالم ومن نفس نوعيتهم إلا انهم يعملون لخير البشرية وهو لا يتواني عن فناء البشر كلهم فى سبيل مصالحه الشخصية وتحقيق ما يريد من اهداف خاصة أيضاً هناك فيلم كيوتي القبيحة Ugly Coyote وهو من أحدث الأفلام الأمريكية التى تنتقد بعنف الواقع الأمريكي بولاية نيويورك حيث العنف والجريمة والصخب الشديد وكيوتي القبيحة فيلم يعرض تفاصيل حياة فتاة متوحشة الطباع فى مدينة اكثر توحشاً فالفتاة فيوليت سانفورد ذات العشرين عاماً التى أصرت على التوجه إلى نيويورك لتحقق حلمها فى كتابة الأغاني كما وعدها البعض فى سبيل ذلك تقبل فيوليت العمل فى إحدى الحانات وهناك تتعرف على فريق غنائي نسائي تحاول أن تنضم إليهن لتؤلف لهن الأغنيات لكنها تجد صعوبة فى ذلك الأمر فهى فى نظرهن مجرد خادمة فى ذلك البار لكن فيوليت تقرر أن تصل إلى هدفها مستخدمة كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة حتى تسقط أخلاقياً وتفقد احترام كل من حولها حتى والدها الذى كان يعقد عليها أملاً كبيراً الفيلم بطولة بيبر بو وماريا وإيزابيلا ميكو وتيبرا بانكس ومن إخراج ديفيد ماكنلي ومن الأفلام العربية التى استطاعت استخدام تقنية الحاسوب وتقديم لغة سينمائية جديدة فيلم المخرج أحمد عاطف عمر 2000 الذى تم عرضه أول مرة فى مهرجان الاسكندرية السينمائي الدولي الأخير فهو فيلم جديد فى جديد مخرجة جديد على السينما العربية الروائية وإن كان سبق له أن اخرج عدداً من الأفلام القصيرة كما أن موضوع الفيلم أيضاً جديد أما لغة السينما والسيناريو فهى اكثر من جديدة والطريف أن مخرج الفيلم هو نفسه مؤلف القصة والسيناريو والحوار إنه عاطف ألفين. التكنولوجيا الجديدة مبهرة ورخيصة كان أحمد عاطف قد نشر فى الصحف بياناً بمناسبة عرض فيلم عمر 2000 لأول مرة فى مهرجان الإسكندرية قال فيه إننى أسعي إلى سينما تهتم بروح الإنسان وعقله أكثر مما تهتم بغرائزه سينما تضحك معه لا تضحك عليه تناقش إحباطاته وتساعده على الخروج منها ولا تمارس الخداع بتصوير الحياة بسيطة والواقع وردياً باستخدام أحدث ما فى العصر من تقنيات علمية لخدمة العمل السينمائي فلم يكن الواقع فى أى مرحلة من مراحل التاريخ وردياً ولكن كما أن هناك دائماً من يكذبون فإن هناك دائماً من يقولون الحقيقة أو يحاولون قولها وأملي أن أكون ومعى فريق فيلم عمر 2000 من هؤلاء وفى مكان آخر من بيان المخرج قال لقد اعتاد الجمهور أن يتناول الوجبات الفاسدة وادمنها وهو فى عمر 2000 يحاول أن يقدم لوجبة طازجة مفيدة مدركاً تماماً أنه من أجل تحقيق ذلك يحتاج إلى أساليب جديدة ورؤى متطورة للتعبير عن عالمنا المعقد فمن غير المعقول أن يستخدم كاتب مفكر لغة تلميذ السنة الأولي الابتدائية للتعبير عن افكاره فالحاجة إلى سينما جديدة فى مصر والوطن العربي ضرورة حتمية لا بد منها من أجل هدف محدد هو الوصول إلى المتلقي وليس الإبحار عنه وعمر هو النجم الشاب خالد النبوي الذى يفاجأ بظهور شعيرات بيضاء فى رأسه وهو على شفا الثلاثين من عمره فيصاب بالذعر ويسمع صوت ضميره يدق له ناقوس الخطر إنك لم تحقق شيئاً نصف حب ونصف نجاح كل شيء لم تعبر نصفه وليس هناك ما يؤكد انك ستنال النصف الآخر وماذا بعد؟ هل ستترك أحلامك وطموحاتك تحبط فى هذا البلد؟ هكذا يأخذ القرار إن الحلم الأمريكي يناديه وعليه أن يلبي يروي الفيلم هذه المقدمة القصيرة لكن كيف قرر أن يعيش عمر الثلاثين يوماً الباقية على السفر لقد انطلق ليرى الحياة بأسلوب آخر ويمنح نفسه فرصة التعبير وبأسلوب تقني مبتكر وسريع الإيقاع جديد الرؤية ساخر الفكر تتوالي الأحداث والشخصيات التى يلتقى بها عمر شخصيات من بيئات وثقافات مختلفة نبتت وسط مجتمعات متباينة أحياناً هم احياء يعيشون فى المقابر واحياناً هن مثقفات درسن بالجامعة الأمريكية وفى أحيان ثالثة ممن يقسطون حياتهم ليعيشوا حتى يبيعوا ملابسهم ويترك هؤلاء رغم الاختلاف النمطي ردود أفعال متباينة ومتوالية على عمر لقد نجح خالد النبوي فى التعبير بقدراته فى الأداء التمثيلي فهو الشخصية المحورية التى تقدم الفعال وتعكس ردود الفعال وتؤثر فى الآخرين وتتأثر بهم حتى يشعر بتأثره الأعظم وهو حبه الأكيد الذى يربطه بأرضه وناسه وبلاده إلى أن يلتقي بخبر رفض سفره إلى أرض الحلم الأمريكي من سفارة الأحلام ليعكس سعادته من الداخل وكأنه يقول: الحمد لله وقد نجح أيضاً فى التعبير عن انطلاقته وعن اختلاف أحاسيسه كلما اقترب من موعد سفره لتحقيق أحلامه فى أرض الأحلام ونجح كذلك فى تقمص شخصيته الجديدة التى انهي بها الفيلم وقد أصبح كهلاً حليق الرأس يعكس صوته المتهدج المضطرب ضعفاً لا يخلو من بقايا تمرد كما لمعت الممثلة منى زكى فى شخصية جديدة تماماً ليس عليها فقط ولكن على السينما المصرية إنها بيبو الفتاة التى داسوها تحت عجلات سياراتهم خطأ ثم دفنوها قبل أن يتأكدوا من موتها تأكيداً لعبثهم وعبث الحياة لكن حياتها تستمر بين القبور بمرح وانطلاق من تحيا حياة وردية وقد جسدت منى الشخصية بأسلوب يمتلئ بالسخرية والبهجة فى نفس الوقت وبساطة وعفوية تؤكد قدراتها ومواهبها فى الأداء التمثيلي وقد ش ارك تصوير سعيد الشيمي المبتكر دائماً وموسيقي هشام نزيه ومونتاج منى ربيع فى صنع تلك اللغة السينمائية الجديدة التى قدم ب ها المخرج أحمد عاطف فيلمه هذا ولا شك أن الشركة المنتجة التى أقدمت على انتاج هذا الفيلم بتقنيات جديدة وبلغة عصرية جديدة وبمخرج جديد وبعيداً عن الأساليب المعروفة لشباك التذاكر تستحق أن نرفع لها القبعة على هذه الجرأة المدروسة الواعية ورغم كل هذا النجاح للممثلين والنجوم إلا أن مشاكل النجوم لم تنته وهى تسبب كثيراً من العوائق أمام إنجاز الأعمال السينمائية والفنية الكبيرة والعملاقة ومن هذه المشاكل مثلاً تأخر النجوم عن الوصول إلى مواقع التصوير وتأجيل العمل عدة أيام بسبب مزاج النجوم والنجمات غير الرايق أحياناً بالاضافة إلى مشاكل النجوم العاطفية والصحية التى تؤثر على العمل بطريقة أو باخرى الحاسوب أنهى هذه المشاكل حيث نجح فى خلق نجوم من صنعه أطلق عليها اسم سايبر CYBERSTARS فهذه الشخصيات نجحت برامج الحاسوب فى تكوينها وتحريكها وتصويرها وانتاج أفلام أقل تكلفة بواسطتها والتخلص من النجوم الآدميين ومشاكلهم واهمها كما تقول مصادر هوليوود تعاطي المخدرات والنجم سايبر لا يتأخر عن عمله أو موعد التصوير ولا يغضب عندما لا يجد نوع المياه المعدنية التى يفضلها ولا يفرض شروطه على إدارة الانتاج ولا يفرض النجم مثلاً على المخرج نجمة معينة تمثل أمامه وقد حذرت استوديوهات هوليوود النجوم بانها قد تتحول إلى تلك التكنولوجيا الجديدة المبهرة والرخيصة التى أنتجت بالفعل فيلماً سينمائياً جيداً يثير الخيال ويمتع العين ويخاطب أحاسيس الجمال وهو فيلم الفانتازيا الأخيرة كما نجح اليابانيون فى انتاج فيلم كامل بهذه الطريقة الجديدة دون الاستعانة بالنجوم البشريين وتسمي هذه الطريقة باسم الصور المخلقة عن طريق الحاسوب Computer Generated Images لقد اوضح أحد العاملين فى هوليود أن التقنية الجديدة لا تهدد نجوم الدرجة الأولى وحدهم بل تمتد إلى نجوم الدرجة الثانية الذين يحاولون تقليد الكبار فى طلباتهم والتى لا تنتهي أبداً وأضاف أن المخرجين قد ي عشقون الطريقة الجديدة ويذكر أن فيلم الفانتازيا الأخيرة قد أنتجته شركة سدني وتكلف خمسة وأربعين مليوناً من الجنيهات الاسترلينية وفى حالة اعتمادهم على النجوم البشر كان من الممكن أن تصل تكلفة الانتاج إلى مائة مليون جنيه استرليني أو تزيد ويذكر أن الأسماء الكبيرة مثل توم كروزن وتوم هانكر وهاريسون فورد يتقاضي الواحد منهم خمسة عشر مليون جنيه استرلينياً على الأقل مقابل قيامه بدور البطولة فى فيلم واحد بينما تصل أجور نجوم الدرجة الثانية إلى عشرة ملايين جنيه استرليني ويقوم برنامج الحاسوب برسم الاطار الخارجي للشخصية ثم تملأ الفراغات ويقال أن أصعب شيء فى شخصيات أو نجوم الحاسوب هو تحريك أو إشعال الانفعالات الإنسانية إلا ان الحاسوب نجح أيضاً فى ذلك بدرجة مذهلة كما ان الصورة القريبة ؤلنجوم الحاسوب باجماع المصورين والمخرجين أكثر من مدهشة ورغم الاستغناء عن تمثيل ءالنجوم البشر إلا أن برنامج الحاسوب ما زال فى حاجة إلى أصواتهم وربما تكتفي هوليوود فى المستقبل المنظور بتسجيل أصوات الممثلين باجور زهيدة حيث لن تحتاج إلى ظهور هم على الإطلاق. المراجع: 1. د. شاكر عبد الحميد – التفضيل الجمالي – سلسلة عالم المعرفة – العدد 267 – الكويت 2. د. نبيل سلي م – السينما والكمبيوتر – دار المعرفة الجامعية – ط1 الاسكندرية – 2000م. 3. Krietler. H & Kritler, s (1972), Psychology of the arts: duraham, N,C: Duuke univ. press, 75 4. Portenus, J.P(1999) Envirosnebn TICS: Aerthetics: ideas: polities and PLannoing London: Routledge. 5. Eysenck. H.J. (1998) Aerthetic prethetic prefesences. And individual differences. In: D. O. Hare (ed) psyc hology and the arts. N. N. the Haruester press. 76 – 101.