الفنانان القطريان : يوسف أحمد وعلى حسن
من اللوحة الحر وفية إلي التشكيل الشمولي
أسعد عرابي
في الوقت الذي تحولت فيه موجة الحروفية إلي اكتساح ذوقي مبتذل يغرق الأسواق والمعارض وصالات البيع يحافظ رواد هذا الاتجاه على رصانتهم ومفهوم اللوحة التي لا تقبل التنميط او التكرار الاجترار أو الأسلبة لقد وجد أصحاب المواهب المواضعة من المتطفلين مهنة لا تحتاج إلي تدريب على الرسم والتلوين ونحت السطوح والتقنيات يكفي أن يكتب الهاوي بشكل متعثر عبارة قدسية أو عاطفية حتي تأخذ لوحته شهادة حسن سلوك وتبدأ بعد آلة الاستهلاك والانتاج بالجملة .
في هذا المناخ من السبيل والخفة الاستهلاكية العامة تبزر أكثر من أي وقت ندرة أعمال وتجارب أصلية من نماذج الفنانين القطريين والمبدعين التوأمين يوسف احمد وعلى حسن شريكين في انتسابهما الي الجيل المجدد من المحترف القطري وشريكين في مساحات توأمية متقابلة من الإضاءات الجمالية الأصيلة الأخري لعل أهمها التيار الذي رسخا أقدامه بصورة نخبوية ثقافية دؤوبة التطور والصيرورة والتحويل في المحترف المحلي ذلك التيار الذي سماه النقد الصحفي المتسرع تعميماً بالحروفية ودرجنا على الإذعان ألي شيوعه رغم تعسفه وعدم دقته .
فلنبدأ من تحالفهما التشكيلي الأول المتمثل في استثمار الحرف العربي واعتماده ذريعة شطحية تقود إلي تعبير تشكيلي حر متحرر من صفحة التخطيط والأقلام والطرز ومن النتظير والخطاب وحتي الادعاء الحداثي في تجريداته يصوران كما تجترع رئتهما الأوكسجين في شهيق وزفير تشكيلي يومي وكما ينبض القلب والوجدان وكما يرف الحدس بمكنونات اللوحة ومغامرتها الوجودية أو تبرجا أو أدني محسنات بديعية مخلقة اللوحة مثل الكينونة الحية تمثل حادثا استثنائيا عضويا يملك سماته وبصماته وخصائص انفعالاته مثله مثل أية ورقة شجر في الطبيعة لا تماثل أية ورقة لوحة سابقة كانت أم لاحقة .
إذا ابتدا الاثنان من معرفة وخبرة وتدريب على أوصل وطرز وأقلام الخط العربي فقد توصلا في مسيرتهما عبر السنين إلي نفس الهجرة عن هيئة الحرف ودلالته ثم التخلي نسبيا ً حتي أشباح نصوصه وتخطيطاته التقليدية قد يكون على حسن أطول ممارسة مع قصبة الخط مقارنة بيوسف أحمد ولكنه ومن الواجب الاعتراف أن يوسف احمد انقلب بسرعة حاسمة واسبق من زميله في هذه الهجرة :من شبكت الحروف إلي خامات اللوحة وتنغيم رعشاتها البصرية والحياكة الاهتازية بمعزل عن السرد الكتابي او الحروفي كذلك لا يكمن تجاوز اصالة المحاولات البزخية المتوسطة بين الحدين لدي على حسن فقد امتحن بتاني وتاكل وجوه اللم عيب والمخاتلات الكرافيكية المرتبطة بذاكرة الكتابة والتخطيط ثم خرجه بادئ ذي بدء عن نظام الاسطر والهوامش بحيث اختط مفهوم اللوحة الخطية بالنص المخطوط السريع وهو ما يفسر ابتداءه بالكتابة بقلم الفارسي ( نصطليق أو نصتعليق ) ثم اعتمادة على النسخ الحر او الكتابة التى لا تنبط من اداب وتقاليد الطرز المعروفة 0
اصبحت اللوحة اقرب الى التكوينات وتشكيلا من التواقع الحرة والمتراكمة لا تصلح ابدا للقراءة ، فطلسمها الوحيد الواجب كشف حسياسيتة هو لغة التشكيل المجرد عن اية دلالية او سيميولوجة متملة 0
انقلب يوسف احمد اذن بسرعة اكبر من اسراب الكتابة الى اشباحها التعوذية ، مستغرقا فى مجهرية السطح وتناعم حبكاتة وذراتة وخاماتة ورفيقة البصرى ، موظفا هذة التاثيرات المنغاطسية المخدرة بطريقة تعبرية ، تستعيد ما كان يجرى فى محافل “الكرافزم ” التراثى من التباسات وحيرات بصرية وبصرية تثبت ان العين لا ترى الا اكاذيب ، محلية الى العين الباطن او القلب فى التجلى الذوقى 0 كان يحاول ان يخفت صوت الحرف الصالح صمت السطح وتحييدة بطريقة غنائية قانعا بسلوكة الكرافيكى او الحركى ن وسرعان مت انطلف الى ساحة حرة من التجريد تحمل ذاكرة هذا الحقل المغناطيسي الكتابي فنسي الحرف والكتابة وترك للاشعور والحدس وخزان اللاوعي المتصل برحم الذاكرة الذوقية الثقافية إملاءات أخري ووميض لوني آخر ومباغتات حياكية أخري تقترحها طبيعية المادة المحدثة مثل ” الأكريليك والملصقات وسواها ووصل به الأمر إلي تحزيم الفراغ ببعض الحبال من اجل تقسيمه إلي رباعيات فراغية ثم لجأ إلي الملصقات فقد كان بحاجة إلي تغطية وتدمير كل ما يقود إلي النمطية والأسلبة وهكذا دخل في عقيدة التجريد الحر الذي يمارس من خلاله لعبة الوجود والعدم الغناء والبقاء الفراغ والامتلاء .
من يطالع اعماله الحالية من اى تصنيف حروفي ولكنه يخرجه ابدا من جعبة الثقافة التنويهية وخصائص حساسية الموروث الكرافيكي .
بدأت شخصية لوحاته مؤخرا تحيل نحو خيانة تقاليد لوحة الحامل مقتصراً في اختزالاته وتقشاته المتسارعة على ملصقات هشة عبثية ” وأدائية ” وكأننا بإزاء جدار متهافت متغضن مخدش بشتي أنماط الحك والقلع والقشر والتثليم الحز والمتزيق كتابة تصوفية ومأزومة آن تتشظي في مركز الفراغ أشكال بؤرية تكاد ” هناك فرق بين الخط العربي والفن في الحط العربي فالمقصود بالخط العربي هو الخط الجميل الذي يكتب حسب قواعد وأصول الخط ( … ) أما الفن في الخط أو الحرف العربي فيعني بكل سمات الفن فهو إبداع ( …. ) من خلال ذات الفنان وتنوع في أساليب التعبير والحرية في استخدام أدواتها ”
ورغم ملامسة هذا التحليل لجوهر المشكلة الحروفية وموجتها العارمة في محترفات الخليج وبقية المحترفات العربية فإن خروج يوسف عن خرائط الحرف والكتابة قادته إلي إشكالية من نوع آخر تتمثل في البحث عن مادة إلي إشكالية من نوع آخر تتمثل في البحث عن مادة أخري قابلى لاقتراح حلول بصرية أخري ابتداء من غلبة مصدادفات المادة الصباغية على بقايا سولك الخط والبحث في جسد اللوحة عن تضاريس وتماوجات وخامات وملصقات أخري قاده الخروج عن قدستة الحرف إلي الخروج التالي عن قدسية ثوابت فن الحامل وطقوس اللوحة وآدابها وكياساتها الأكاديمية العامة .
عاني خلال السنوات الأخيرة وبإيقاع متسارع تدميراً ذاتياً لهاتين العقيدتين ابتدا بتحزيم اللوحة واقتحام سطوحها بالملصقات وانتهي إلي استبدال القماشة بصفيحة من الخشب وذلك من أجل ترسيخ معني ” الجدار ” وتآكله مع الزمان والحت وعصف الأيام محاولاً دفع شتي وسائل الإخصاب التشكيلية في رحم الفراغ .
أما على حسن فقد استغرقت أعماله الأخيرة في امتحان أثلام الصفائح الخشبية والحفر عليها ثم تلقيحها بخامات وتبصيمات متعددة تتوازي مع ملصقات أحمد يوسف عثر في بعض تجاربه على بعض الرموز العرفانية خاصة الباب والمحراب وسراب الهياكل البشرية وذلك ضمن صيغة بيولوجية بالغة الأصالة توحي وكانها بإزاء مشهد مجهري خلوي في ثنايا الطبيعة مع ذلك فإن ذاكرة الحرف والتخطيط الكتابة تظل أصداؤها ماثلة في سلوك الطباعة لدي على حسن في حين تنثر نهائيا لدي احمد يوسف توأمان متكلامان يحافظ كل واحد منهما على سر أسلوبه المرصود تماما مثل المتصوف الذي لا يملك شيئا ولا يملكه شئ لا تستعبده عاد الحرف ولا يبغي استجداء صدقية نصية أو جماعية أو مؤسساتية .
خرجت موهبة الاثنين من تحررها على ربقة مصنف ” الحروفية ” وحشود هواتها المكتظين بمتواضعى الموهبة ، والمعرفة وكان من حسن حظ المحترف القطرى هذا التحالف وللقاء فى بوتقة الحكمة ، رغم تباعد ظروفهما المعشية والعلمية وسواهما 0
لاندرى ما الذى يمنع اقامة معرض مشترك ومنتقل فى العواصم التشكلية العربية ، يرافقة اعادة الحوار حول ما الت الية تحريفات الحروفية من تلفيق ثقافى يهدف التسويق وساة ، لقد طمست ه1ة الموجة الاتجاهات التصورية الاخرى بمباركات رسمية ، وغابت بالتالى الصورة عن الجدران العرض وعن الذائقة العربية ، فرسخت بالتالى فكرة كراهية الصورة التى لفقها المستشرقون والفنانون الحروفيون الفرانكوفونيون ، هؤلاء الذين يكنبون الخط العربى من اليسار الى اليمين ، على الطريقة الفرنسية ، او يدغمون الحرف العربى مع الصينى وحتى مع العبرى 0
والنصيحة السهلة التى يتبعها مراهقو الحروفية اليوم “كن حروفيا تصيخ فنانا ثريا ” دون حاجة الى موهبة او تدريب او ادنى معرفة تضخمت قمامة هذة الاكوام مؤخرا فاصبحت هراوة اضطهاد لبقية الانجاهات خاصة التعبرية واى اتجاة تشخيصى 00
نذكر كيف كان يعامل التجريد الاصيل فى الستينات بعنصرية من قبل نجار المناظر الواقعية ،يجرى اليوم العكس فاصحاب التجريد الاستهلاكى والدهمائى يتعاملون بنفس العنصرية مع التعبيرية التشخصية ، وذلك رغم تنسيق التجريد فى حاضنتة الغربية منذ اوئل الستينات
ان اعادة الاحتكاك بتجارب اصيلة من مثال يوسف وحسن تساعد على ايقاف الفاشية الابداعية فى الاتجاهين ، لانها تثبت ان الصراع الاساسي لا يجرى بين الاتجاهات المختلفة المتنافسة والمتعايشة ، وانما بلاخرى بين المبدعين المحترفين والهواة المتطفلين من شتي ميادين الابداع “الحابل بالنابل ” وتساوى ” الذين يعملون بالذين لا يعلمون ” ونجاما الله من المصادرة والوصاية “الفواكورية ” ومن حداثة الاتباع دون إبداع .
أكتوبر 17 2011
الفنانان القطريان : يوسف أحمد وعلى حسن…أسعد عرابي
الفنانان القطريان : يوسف أحمد وعلى حسن
من اللوحة الحر وفية إلي التشكيل الشمولي
أسعد عرابي
في الوقت الذي تحولت فيه موجة الحروفية إلي اكتساح ذوقي مبتذل يغرق الأسواق والمعارض وصالات البيع يحافظ رواد هذا الاتجاه على رصانتهم ومفهوم اللوحة التي لا تقبل التنميط او التكرار الاجترار أو الأسلبة لقد وجد أصحاب المواهب المواضعة من المتطفلين مهنة لا تحتاج إلي تدريب على الرسم والتلوين ونحت السطوح والتقنيات يكفي أن يكتب الهاوي بشكل متعثر عبارة قدسية أو عاطفية حتي تأخذ لوحته شهادة حسن سلوك وتبدأ بعد آلة الاستهلاك والانتاج بالجملة .
في هذا المناخ من السبيل والخفة الاستهلاكية العامة تبزر أكثر من أي وقت ندرة أعمال وتجارب أصلية من نماذج الفنانين القطريين والمبدعين التوأمين يوسف احمد وعلى حسن شريكين في انتسابهما الي الجيل المجدد من المحترف القطري وشريكين في مساحات توأمية متقابلة من الإضاءات الجمالية الأصيلة الأخري لعل أهمها التيار الذي رسخا أقدامه بصورة نخبوية ثقافية دؤوبة التطور والصيرورة والتحويل في المحترف المحلي ذلك التيار الذي سماه النقد الصحفي المتسرع تعميماً بالحروفية ودرجنا على الإذعان ألي شيوعه رغم تعسفه وعدم دقته .
فلنبدأ من تحالفهما التشكيلي الأول المتمثل في استثمار الحرف العربي واعتماده ذريعة شطحية تقود إلي تعبير تشكيلي حر متحرر من صفحة التخطيط والأقلام والطرز ومن النتظير والخطاب وحتي الادعاء الحداثي في تجريداته يصوران كما تجترع رئتهما الأوكسجين في شهيق وزفير تشكيلي يومي وكما ينبض القلب والوجدان وكما يرف الحدس بمكنونات اللوحة ومغامرتها الوجودية أو تبرجا أو أدني محسنات بديعية مخلقة اللوحة مثل الكينونة الحية تمثل حادثا استثنائيا عضويا يملك سماته وبصماته وخصائص انفعالاته مثله مثل أية ورقة شجر في الطبيعة لا تماثل أية ورقة لوحة سابقة كانت أم لاحقة .
إذا ابتدا الاثنان من معرفة وخبرة وتدريب على أوصل وطرز وأقلام الخط العربي فقد توصلا في مسيرتهما عبر السنين إلي نفس الهجرة عن هيئة الحرف ودلالته ثم التخلي نسبيا ً حتي أشباح نصوصه وتخطيطاته التقليدية قد يكون على حسن أطول ممارسة مع قصبة الخط مقارنة بيوسف أحمد ولكنه ومن الواجب الاعتراف أن يوسف احمد انقلب بسرعة حاسمة واسبق من زميله في هذه الهجرة :من شبكت الحروف إلي خامات اللوحة وتنغيم رعشاتها البصرية والحياكة الاهتازية بمعزل عن السرد الكتابي او الحروفي كذلك لا يكمن تجاوز اصالة المحاولات البزخية المتوسطة بين الحدين لدي على حسن فقد امتحن بتاني وتاكل وجوه اللم عيب والمخاتلات الكرافيكية المرتبطة بذاكرة الكتابة والتخطيط ثم خرجه بادئ ذي بدء عن نظام الاسطر والهوامش بحيث اختط مفهوم اللوحة الخطية بالنص المخطوط السريع وهو ما يفسر ابتداءه بالكتابة بقلم الفارسي ( نصطليق أو نصتعليق ) ثم اعتمادة على النسخ الحر او الكتابة التى لا تنبط من اداب وتقاليد الطرز المعروفة 0
اصبحت اللوحة اقرب الى التكوينات وتشكيلا من التواقع الحرة والمتراكمة لا تصلح ابدا للقراءة ، فطلسمها الوحيد الواجب كشف حسياسيتة هو لغة التشكيل المجرد عن اية دلالية او سيميولوجة متملة 0
انقلب يوسف احمد اذن بسرعة اكبر من اسراب الكتابة الى اشباحها التعوذية ، مستغرقا فى مجهرية السطح وتناعم حبكاتة وذراتة وخاماتة ورفيقة البصرى ، موظفا هذة التاثيرات المنغاطسية المخدرة بطريقة تعبرية ، تستعيد ما كان يجرى فى محافل “الكرافزم ” التراثى من التباسات وحيرات بصرية وبصرية تثبت ان العين لا ترى الا اكاذيب ، محلية الى العين الباطن او القلب فى التجلى الذوقى 0 كان يحاول ان يخفت صوت الحرف الصالح صمت السطح وتحييدة بطريقة غنائية قانعا بسلوكة الكرافيكى او الحركى ن وسرعان مت انطلف الى ساحة حرة من التجريد تحمل ذاكرة هذا الحقل المغناطيسي الكتابي فنسي الحرف والكتابة وترك للاشعور والحدس وخزان اللاوعي المتصل برحم الذاكرة الذوقية الثقافية إملاءات أخري ووميض لوني آخر ومباغتات حياكية أخري تقترحها طبيعية المادة المحدثة مثل ” الأكريليك والملصقات وسواها ووصل به الأمر إلي تحزيم الفراغ ببعض الحبال من اجل تقسيمه إلي رباعيات فراغية ثم لجأ إلي الملصقات فقد كان بحاجة إلي تغطية وتدمير كل ما يقود إلي النمطية والأسلبة وهكذا دخل في عقيدة التجريد الحر الذي يمارس من خلاله لعبة الوجود والعدم الغناء والبقاء الفراغ والامتلاء .
من يطالع اعماله الحالية من اى تصنيف حروفي ولكنه يخرجه ابدا من جعبة الثقافة التنويهية وخصائص حساسية الموروث الكرافيكي .
بدأت شخصية لوحاته مؤخرا تحيل نحو خيانة تقاليد لوحة الحامل مقتصراً في اختزالاته وتقشاته المتسارعة على ملصقات هشة عبثية ” وأدائية ” وكأننا بإزاء جدار متهافت متغضن مخدش بشتي أنماط الحك والقلع والقشر والتثليم الحز والمتزيق كتابة تصوفية ومأزومة آن تتشظي في مركز الفراغ أشكال بؤرية تكاد ” هناك فرق بين الخط العربي والفن في الحط العربي فالمقصود بالخط العربي هو الخط الجميل الذي يكتب حسب قواعد وأصول الخط ( … ) أما الفن في الخط أو الحرف العربي فيعني بكل سمات الفن فهو إبداع ( …. ) من خلال ذات الفنان وتنوع في أساليب التعبير والحرية في استخدام أدواتها ”
ورغم ملامسة هذا التحليل لجوهر المشكلة الحروفية وموجتها العارمة في محترفات الخليج وبقية المحترفات العربية فإن خروج يوسف عن خرائط الحرف والكتابة قادته إلي إشكالية من نوع آخر تتمثل في البحث عن مادة إلي إشكالية من نوع آخر تتمثل في البحث عن مادة أخري قابلى لاقتراح حلول بصرية أخري ابتداء من غلبة مصدادفات المادة الصباغية على بقايا سولك الخط والبحث في جسد اللوحة عن تضاريس وتماوجات وخامات وملصقات أخري قاده الخروج عن قدستة الحرف إلي الخروج التالي عن قدسية ثوابت فن الحامل وطقوس اللوحة وآدابها وكياساتها الأكاديمية العامة .
عاني خلال السنوات الأخيرة وبإيقاع متسارع تدميراً ذاتياً لهاتين العقيدتين ابتدا بتحزيم اللوحة واقتحام سطوحها بالملصقات وانتهي إلي استبدال القماشة بصفيحة من الخشب وذلك من أجل ترسيخ معني ” الجدار ” وتآكله مع الزمان والحت وعصف الأيام محاولاً دفع شتي وسائل الإخصاب التشكيلية في رحم الفراغ .
أما على حسن فقد استغرقت أعماله الأخيرة في امتحان أثلام الصفائح الخشبية والحفر عليها ثم تلقيحها بخامات وتبصيمات متعددة تتوازي مع ملصقات أحمد يوسف عثر في بعض تجاربه على بعض الرموز العرفانية خاصة الباب والمحراب وسراب الهياكل البشرية وذلك ضمن صيغة بيولوجية بالغة الأصالة توحي وكانها بإزاء مشهد مجهري خلوي في ثنايا الطبيعة مع ذلك فإن ذاكرة الحرف والتخطيط الكتابة تظل أصداؤها ماثلة في سلوك الطباعة لدي على حسن في حين تنثر نهائيا لدي احمد يوسف توأمان متكلامان يحافظ كل واحد منهما على سر أسلوبه المرصود تماما مثل المتصوف الذي لا يملك شيئا ولا يملكه شئ لا تستعبده عاد الحرف ولا يبغي استجداء صدقية نصية أو جماعية أو مؤسساتية .
خرجت موهبة الاثنين من تحررها على ربقة مصنف ” الحروفية ” وحشود هواتها المكتظين بمتواضعى الموهبة ، والمعرفة وكان من حسن حظ المحترف القطرى هذا التحالف وللقاء فى بوتقة الحكمة ، رغم تباعد ظروفهما المعشية والعلمية وسواهما 0
لاندرى ما الذى يمنع اقامة معرض مشترك ومنتقل فى العواصم التشكلية العربية ، يرافقة اعادة الحوار حول ما الت الية تحريفات الحروفية من تلفيق ثقافى يهدف التسويق وساة ، لقد طمست ه1ة الموجة الاتجاهات التصورية الاخرى بمباركات رسمية ، وغابت بالتالى الصورة عن الجدران العرض وعن الذائقة العربية ، فرسخت بالتالى فكرة كراهية الصورة التى لفقها المستشرقون والفنانون الحروفيون الفرانكوفونيون ، هؤلاء الذين يكنبون الخط العربى من اليسار الى اليمين ، على الطريقة الفرنسية ، او يدغمون الحرف العربى مع الصينى وحتى مع العبرى 0
والنصيحة السهلة التى يتبعها مراهقو الحروفية اليوم “كن حروفيا تصيخ فنانا ثريا ” دون حاجة الى موهبة او تدريب او ادنى معرفة تضخمت قمامة هذة الاكوام مؤخرا فاصبحت هراوة اضطهاد لبقية الانجاهات خاصة التعبرية واى اتجاة تشخيصى 00
نذكر كيف كان يعامل التجريد الاصيل فى الستينات بعنصرية من قبل نجار المناظر الواقعية ،يجرى اليوم العكس فاصحاب التجريد الاستهلاكى والدهمائى يتعاملون بنفس العنصرية مع التعبيرية التشخصية ، وذلك رغم تنسيق التجريد فى حاضنتة الغربية منذ اوئل الستينات
ان اعادة الاحتكاك بتجارب اصيلة من مثال يوسف وحسن تساعد على ايقاف الفاشية الابداعية فى الاتجاهين ، لانها تثبت ان الصراع الاساسي لا يجرى بين الاتجاهات المختلفة المتنافسة والمتعايشة ، وانما بلاخرى بين المبدعين المحترفين والهواة المتطفلين من شتي ميادين الابداع “الحابل بالنابل ” وتساوى ” الذين يعملون بالذين لا يعلمون ” ونجاما الله من المصادرة والوصاية “الفواكورية ” ومن حداثة الاتباع دون إبداع .
بواسطة admin • 10-فنون تشكيلية • 0 • الوسوم : أسعد عرابي, العدد التاسع