أجراس القدس ……… مبارك بن سيف آل ثاني

أجراس القدس

شعر : مبارك بن سيف آل ثاني (*)

أنا فى قعر زنزانة

أصيخ السمع للأجراس فى القدس

تزف الحب للإنسان

وترقب مولد الإنسان

ورقمى جاوز التسعين . .

بعد الألف والمية

تغطى جسمى المسلول . .

والمحروق بالجمر

بقايا بدلة صفراء كاكية

كلون الموت والغدر

*   *    *

أنا يا زارع الصلبان فى أرضى

وسارق قوت أولادي

ونابش قبر أجدادى لتفنينى

أنا باق بقاء المسجد الأقصى على أرضى

فأما سوطك القاسى فلن ـ أبداً ـ يعذبنى

ولا وشم الجروح الحمر . . يرهبنى

ولا سحلي ولا قتلي

ولا تقليع أظفاري سيؤلمنى

فهل خيرت ـ جلادى ـ

بأن الأرض تعرفنى ؟

غصون التين والزيتون تعرفنى

وحتى شوكها يحنو على قدمى

يضم الأرض عن عينيك . . يخفينى

وهل خبرت ـ جلادى

بأنى مثل هذى الأرض ؟

وأن الأرض لاتفنى

إليك أقول ـ جلادى ـ

جعلت مدينتى الشماء معتقلاً

ومن بيارة الزيتون متجراً

وحتى من بيوت الله حانات

فلم أكفر

أنا من أمة رضعت لهيب الشمس . . فى المهد

وصاغت من صخور الأرض

آيات من المجد

لتبني للعلا بيتاً

وترسي صادق الوعد

بنور الحق والإيمان والقرآن . . مهدية

أنا من أمة بالدم مروية

سقيناها ونسقيها

لتطعمنا ثمار الموت حرية

فهل خبرت ـ جلادى ـ ؟

وهل تعلم ؟