لقاء الأندلس …………. علي بن سعود آل ثاني

لقاء الأندلس

شعر : علي بن سعود آل ثاني (*)

تشبثت بالأطلال لما بداليا

تراث الكرام الغر يشمخ عالياً

وقفت على الرسم الذى فيه عزتى

وقد كان دين الله حياً وباقياً

سألت بقايا من بقايا فلم يجب

سوى طلل يحكى إلى تراثيا

تراث رجال جاهدوا بنفوسهم

وما صنعوا زحفاً وما كان بادياً

يقر بفعل المؤؤمنين بربهم

ويدحض قول الكاذبين منافياً

وقد كان للهندى وقع وقصة

وما فعلت فيه الرمال العواليا

بأيدي رجال صادقين بعزمهم

يردون دار الخلد يوم التلاقيا

أأندلس ألقى أم الحق ضائع

أم الناس فى واد أم العقل ساهياً ؟

وإنى غريب فى ذراك وإن يكن

عليك بغاة يجحدون عطائياً

عطاء لآباء ورثت علومهم

وما سطروا بحثاً من العلم حاويا

وقد ينصر الله الحقوق بأمة

تعود إلى أصل من الخير شافياً

ولن يعدم الرهط الكرام خليفة

يسود ربوع المسلمين مناوياً

بما جاء فى التبيان وحياً مطهراً

يعيد جموع العائدين محامياً

يشدبهم أزراً ويرفع ظلمهم

ويدحر جمع الكافرين معادياً

وما جاء فى القرآن حكماً منزلاً

يرص صفوف الساجدين موالياً

كذلك كنا فى رباك أعزة

وكنت لنا داراً وكنا مثاويا

نذود حماها بالتواتر عنوة

وتصدع جور العابثين تماديا

ذهبت فلن أنساك يادرة الحشى

وقد بقيت أحراننا مثل ماهيا

ومرت سنون سالفات عوابس

تجر بأذيال من البين كاويا

يفيض لها دعم من العين سائل

يهز بأعماق النفوس مجافياً

وقد كان فيها كل قرم وفطحل

يرج قلوب الكافرين لياليا