طارق الشعر …….. محمد بن خليفة العطية

طارق الشعر

ــــــ

شعر : محمد بن خليفة العطية (*)

من  دجى النسيان من حجب الضباب

جلت بابى

نكسر القفل الذى قد صدأ

نخمش الجرح الذى قد برأ

فى متاهات اغترابى

وتنادي خلف بابي

كل أحلامى السجينة

بين عينى عندما أجهضها

مولد الذكرى الفينة

حيث تحيا فى كتابى

صورة أرسمها من لمحاتك

وصدى كم يتغنى بفمى

نشوة من همساتك

ثم يبقى ألمى

ذاتى الكبرى . . .

وأبقى بعض ذاتك

ياعذابى . . ياعذابى

كل عام مر من عمرى وعمرك

قبل هجرك

كنت أستنشق من ظلمة يأسى

ضوع فجرك

وأضم الحزن طفلاً باسماً

وشوشته الروح من رقة تغرك

ثم يمتد اغترابى

لتجىء اليوم تبكى خلف بابى . .

بعدما طال انتظارى

كان عنوانى الطريق

وديارى . .

ظلك الصارخ فى صمت الحريق

بيد أنى قد نسيت

أنك القادم من نفس الطريق

وتدق الآن بابى

بعدما شاب بمصباحى الضياء

وذوي حسك فى أوتار صوتى

وبدا الصمت خواء

حيث آثارك وشم غائر فى شفتى

ظل يمحى بيدى

فأراه بصمة فوق كتابى

من حروف زرعت فى مقلتى

كنجوم فى السماء

وثقوب وسط بابى . .

أترى الواقع كالشرخ العظيم

حاجزاً بينى وبينك

ينزف النور على وجهى القديم

وينادى الأمس أينك

من كتابى . .

ذلك البرواز ذو الصدع الهشيم

حيث باتت صورتك

وستبقى حيث أنى مانسيت

أن عنونك بابى

فى كتابى