قراءة في رواية (والهمس لا يتوقف أبداً)
د.سليمان الأزرعي كاتب من الأردن
أصدرت الدكتورة ليلى نعيم روايتها الجديدة الموسومة بعنوان (والهمس لا يتوقف أبداً)عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر ضمن سلسلة إصداراتها للعام2010 .
وكانت ليلى نعيم الكاتبة الأردنية التي عُرفت مترجمة عن الألمانية من الطراز الأول قد نقلت إلى المكتبة العربية خيرة الإنجازات الأدبية الألمانية،وهي المختصة في الأدب المقارن وتحمل درجة الدكتوراه في هذا الاختصاص من جامعة هامبورغ في ألمانيا.
فقد ترجمت ليلى نعيم (ثلاثة رفاق)لإريش ماريا ريماك عام 1982كما ترجمت (ليلة لشبونة)للكاتب نفسه بعد بضع سنوات ،وكذلك( الخنوع) لهاينريش مان ،بالإضافة لكتابها (إشكاليات الترجمة الأدبية) بالألمانية .واليم تضيف نعيم إلى مجمل إصداراتها المترجمة والنقدية ،روايتها الجديدة .
وتأتي رواية الدكتورة ليلى نعيم في سياق الكتابات والإبداعات العربية والآسيوية التي تقف في مواجهة الحرب ،وتناقش تلك الموضوعة التي طالما رزحت شعوب الشرق ،والشرق العربي على وجه الخصوص تحت وطأتها ،وتجرعت ويلاتها ،وتشربت نتائجها القاسية والمدمرة على الناس،بغض النظر عن قربهم أو بعدهم عن مركز صناعة الظاهرة .
ويبدو أن موضوعة الحرب قد أمست في العقود الثلاثة الأخيرة موضوعة ملحّة في شرقنا العربي ،إضافة إلى موضوعة الاستبداد السياسي ،ونظم الحكم الشمولية ،وما ينتج عن هذه التركيبة المخالفة لحركة سير التاريخ البشري من نتائج ومخرجات معادية لإنسانية الإنسان على مستوى سلامته وحريته وكرامته.
ولا تخلو مثل هذه الكتابات الواعية والمسئولة من منظومة الإدانات المرافقة في العادة لموضوعة الحرب والاستبداد السياسي التي تتلازم جدليا مع الاضطهاد، وامتهان المرأة وتشوه الواقع الراهن ،والاستثمار الانتقائي للتاريخ ،والتخطيط القهري للمستقبل المظلم الذي يفرضه المستبدون بحسب ميولهم وتطلعاتهم المريضة وجنون العظمة الفارغة التي يعيشونها…
وفي هذه السياقات ظهرت الأعمال الأبية الكبرى مثل رواية (اسمي أحمر) للتركي أورهان باموك،حامل نوبل، وكذلك سلسلة إصدارات أمين المعلوف ،وأهمها في هذا الاتجاه روايته (سلالم الشرق) ..وتتوالى الأعمال الإبداعية العربية في هذا الاتجاه وأكثرها يأتينا من العراق وكتابها ،ككتابات عبد الستار ناصر ،وكذلك رواية لطيفة الديلمي الأخيرة (سيدات زحل)الصادرة عن دار فضاءات للنشر والتوزيع 2010،والتي تناقش هي الأخرى موضوعتي الحرب والاستبداد السياسي،وما ينتج عنهما من ويلات أقلـّها هدر كرامة الإنسان وتهديد حقه في الحياة .
وكان عبد الرحمن منيف قد أنجز في هاتين الموضوعتين العديد من الأعمال وأبرزها روايته (شرق المتوسط)…
وعلى الساحة الأدبية الأردنية سجل الأديب الأردني الراحل مؤنس الرزاز قصب السبق في فضح المحتوى الوسخ لهاتين الظاهرتين ابتداءً من رواية (متاهة الأعراب )وانتهاءً بآخر أعماله الأدبية (ليلة عسل).
ليلى نعيم في هذه الرواية تنطلق وتبدأ مباشرة من وضع الانهيار واليأس والدمار الكلي الذي أحاق بالشخصيات ،فدمّر رغبتها في الحياة مع المحيط الذي خلقته ظاهرتا الحرب والاستبداد والعنصرية وثقافة الإلغاء والكراهية ،فدفع بها القرف والضيق ورفض الاندماج والتعاطي مع مخرجات النزعات العدوانية والاستبدادية، دفع بالشخصية البطلة إلى الهروب والاعتكاف في دير منقطع عن حركة الحياة بحكم وقوعه في قرية جبلية نائية ليست بعيدة عن البحر (المتوسط).. وخلا الرواية التي تقع في ثلاثماية صفحة تبتعد الكاتبة عن التسميات والمحددات..
تابعونا فى العدد الثانى والعشرين
أغسطس 3 2012
قراءة في رواية:والهمس لايتوقف أبداً. د.سليمان الازرعي
قراءة في رواية (والهمس لا يتوقف أبداً)
د.سليمان الأزرعي كاتب من الأردن
أصدرت الدكتورة ليلى نعيم روايتها الجديدة الموسومة بعنوان (والهمس لا يتوقف أبداً)عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر ضمن سلسلة إصداراتها للعام2010 .
وكانت ليلى نعيم الكاتبة الأردنية التي عُرفت مترجمة عن الألمانية من الطراز الأول قد نقلت إلى المكتبة العربية خيرة الإنجازات الأدبية الألمانية،وهي المختصة في الأدب المقارن وتحمل درجة الدكتوراه في هذا الاختصاص من جامعة هامبورغ في ألمانيا.
فقد ترجمت ليلى نعيم (ثلاثة رفاق)لإريش ماريا ريماك عام 1982كما ترجمت (ليلة لشبونة)للكاتب نفسه بعد بضع سنوات ،وكذلك( الخنوع) لهاينريش مان ،بالإضافة لكتابها (إشكاليات الترجمة الأدبية) بالألمانية .واليم تضيف نعيم إلى مجمل إصداراتها المترجمة والنقدية ،روايتها الجديدة .
وتأتي رواية الدكتورة ليلى نعيم في سياق الكتابات والإبداعات العربية والآسيوية التي تقف في مواجهة الحرب ،وتناقش تلك الموضوعة التي طالما رزحت شعوب الشرق ،والشرق العربي على وجه الخصوص تحت وطأتها ،وتجرعت ويلاتها ،وتشربت نتائجها القاسية والمدمرة على الناس،بغض النظر عن قربهم أو بعدهم عن مركز صناعة الظاهرة .
ويبدو أن موضوعة الحرب قد أمست في العقود الثلاثة الأخيرة موضوعة ملحّة في شرقنا العربي ،إضافة إلى موضوعة الاستبداد السياسي ،ونظم الحكم الشمولية ،وما ينتج عن هذه التركيبة المخالفة لحركة سير التاريخ البشري من نتائج ومخرجات معادية لإنسانية الإنسان على مستوى سلامته وحريته وكرامته.
ولا تخلو مثل هذه الكتابات الواعية والمسئولة من منظومة الإدانات المرافقة في العادة لموضوعة الحرب والاستبداد السياسي التي تتلازم جدليا مع الاضطهاد، وامتهان المرأة وتشوه الواقع الراهن ،والاستثمار الانتقائي للتاريخ ،والتخطيط القهري للمستقبل المظلم الذي يفرضه المستبدون بحسب ميولهم وتطلعاتهم المريضة وجنون العظمة الفارغة التي يعيشونها…
وفي هذه السياقات ظهرت الأعمال الأبية الكبرى مثل رواية (اسمي أحمر) للتركي أورهان باموك،حامل نوبل، وكذلك سلسلة إصدارات أمين المعلوف ،وأهمها في هذا الاتجاه روايته (سلالم الشرق) ..وتتوالى الأعمال الإبداعية العربية في هذا الاتجاه وأكثرها يأتينا من العراق وكتابها ،ككتابات عبد الستار ناصر ،وكذلك رواية لطيفة الديلمي الأخيرة (سيدات زحل)الصادرة عن دار فضاءات للنشر والتوزيع 2010،والتي تناقش هي الأخرى موضوعتي الحرب والاستبداد السياسي،وما ينتج عنهما من ويلات أقلـّها هدر كرامة الإنسان وتهديد حقه في الحياة .
وكان عبد الرحمن منيف قد أنجز في هاتين الموضوعتين العديد من الأعمال وأبرزها روايته (شرق المتوسط)…
وعلى الساحة الأدبية الأردنية سجل الأديب الأردني الراحل مؤنس الرزاز قصب السبق في فضح المحتوى الوسخ لهاتين الظاهرتين ابتداءً من رواية (متاهة الأعراب )وانتهاءً بآخر أعماله الأدبية (ليلة عسل).
ليلى نعيم في هذه الرواية تنطلق وتبدأ مباشرة من وضع الانهيار واليأس والدمار الكلي الذي أحاق بالشخصيات ،فدمّر رغبتها في الحياة مع المحيط الذي خلقته ظاهرتا الحرب والاستبداد والعنصرية وثقافة الإلغاء والكراهية ،فدفع بها القرف والضيق ورفض الاندماج والتعاطي مع مخرجات النزعات العدوانية والاستبدادية، دفع بالشخصية البطلة إلى الهروب والاعتكاف في دير منقطع عن حركة الحياة بحكم وقوعه في قرية جبلية نائية ليست بعيدة عن البحر (المتوسط).. وخلا الرواية التي تقع في ثلاثماية صفحة تبتعد الكاتبة عن التسميات والمحددات..
تابعونا فى العدد الثانى والعشرين
بواسطة admin • 09-متابعات ثقافية • 0 • الوسوم : العدد الثانى والعشرون, سليمان الازرعي