أما قبل
(1)
فلقد صدر العدد الأول من هذه المجلة بعنوان ” التنوير الثقافي ” في ديسمبر عام 1998 ، وكان عدداً تجريبياً ، وقد لاقي استحساناً كبيراً لدي كثير من المثقفين العرب في شتي أنحاء الوطن العربي وفي بعض العواصم الأوروبية . وقد شجعنا ذلك علي الاستمرار في أداء رسالتنا الثقافية العربية ، علي الرغم من أن هموم الثقافة العربية هموم جسيمة أكبر من أن تحتويها الدوريات الثقافية ، فمع سيطرة وسائل الاتصال السريعة والتقنيات المعلوماتية والعولمة الثقافية أصبح دور المجلات الثقافية محدوداً ، لأنها تواجه بكم هائل من الثقافات المتعددة التي تنقلها الفضائيات وشبكات المعلومات المختلفة ، وأصبح لزاماً علي المثقف العربي مواجهة كل هذه التحديات خشية الذوبان والتلاشي في الثقافات العالمية الأخري ، إذ عليه أن يثبت هويته الثقافية وأيديولوجيته الفكرية دون أن تلحقه عدميبة الذات ، غير أن ذلك ليس بالأمر اليسير ، فهناك عوامل اجتماعية وثقافية وسياسية وإقتصادية تحول دون تحقيق ذلك .
وأصبح علي المثقف الحقيقي الذي يؤمن برسالته الفكرية أن يكون قادراَ علي مواجهة كل هذه التحديات وألا تضعف عزيمته أمام التيارات الثقافية الجارفة التي تجرف أمامها كل ثقافة هزيلة أو استهلاكية أو إمعة أو أميبية .
ومن ثم أخذنا علي عاتقنا عبء مشاركة المثقفين العرب همومهم الثقافية من خلال محاولة بناء لبنة صغيرة في صرح الثقافة العربية ، وحتي لو كانت هذه اللبنة سيزيفية فيكفينا شرف المحاولة .
(2)
ولما كان الفكر الإنساني لا يرقي إلا بهضم أفكار والآخرين ، فإننا حاولنا أن نستنير بآراء المثقفين والكتاب في كثير من الأقطار العربية ، وقد رأي كثير منهم ضرورة أن يعبر اسم المجلة عن خصوصية البيئة التي تصدر منها ، ولما كانت معظم الاقتراحات تدور حول واختيار اسم ” نادي الجسرة الثقافي ” المسئول عن هذا الإصدار ، فإننا رأينا أن يحمل اسم المجلة عنوان ” الجسر الثقافية ” ويرجع هذا الاختيار إلي مجموعة من العوامل أهمها:
1- إن اسم ” الجسرة ” هو اسم حي من الأحياء الأثرية القديمة في مدينة الدوحة بدولة قطر ويوجد به معالم أثرية ومعمارية عديدة .
2- إن النادي الثقافي الذي يصدر هذه المجلة يوجد في هذا الحي الأثري القديم وهو أقدم النوادي الثقافية بدولة قطر ، فقد تأسس في عام 1960 ومر بمجموعة من التحولات خلال العقد الأول لتأسيسه ، ومنذ ذلك الحين أخذ النادي علي عاتقه عبء تقديم الثقافة الإنسانية الرفيعة علي المستويين الداخلي والخارجي ، واستضاف عدداً كبيراً من المفكرين الأوروبيين والعرب ، ومنهم علي سبيل التمثيل وليس الحصر البروفيسور جاك بيرك ، وروبارت مابرو والدكاترة زكي نجيب محمود ، ويوسف إدريس ، وأسامة الباز ، وأنطوان زحلان ، ولويس عوض وأحمد هيكل ، وسعد الدين إبراهيم وعبدالقادر القط ، وعلي الدين هلال ، ومحمد سيد طنطاوي وعبداللطيف الطيب ، وحنا عشراوي ، وحمد عبدالعزيز الكواري ، وجورج عطية ، ومصطفي الفقي ، وثروت عكاشة وفؤاد زكريا ومحمد عبدالرحيم كافود ، وعبدالعزيز المغيصيب ، ومحمد عمارة كما استضاف أيضاً بعض المفكرين والكتاب والأدباء والفنانيين ومنهم محمود رياض ، وأحمد بهاء الدين ، وفتحي غانم وجمال الغيطاني ، وأحمد بهجت ، وعبدالرحمن الأبنودي ، والأخضر الإبراهيمي ، وأحمد عبدالمعطي حجازي ، وعبدالوهاب البياتي ، والطيب صالح وفهمي هويدي ، والمشير محمد عبدالغني الجمسي ، والفريق إبراهيم العرابي ، والفريق أول محمد فوزي ، ومحمد الفيتوري ، وعبدالله البردوني ، وموفق العلاف ومحمود عباس أبو مازن ، وفاروق حسني ومحمد مزالي ، ولطفي الخولي ، ونزار قباني ، وأمين الجميل ، ورياض نجيب الريس ، ونور الشريف وغيرهم ، كما أسس النادي صالوناً ثقافياً يعقد بشكل دوري ، ويسعي إلي تفعيل الثقافة العربية داخلياً وخارجياً ، فضلاً عن تأسيسه لهذه المجلة ” الجسرة الثقافية ” .
3- إن كلمة الجسرة يعني بها ” المعبر أو المكان المرتفع عن الأرض وجسر جسوراًُ وجسارة أي شجع وجرؤ ومصي ونفذ … والجسر هو القنطرةو ونحوها مما يعبر عليه ، ومن ثم نحاول العبور ” بالجسرة الثقافية ” من هذا الحي العربي الأثري إلي كل الأحياء الثقافية العربية العريقة من خلال جهود وإبداعات ودراسات كل المثقفين العرب .
(3)
علي أن هذا التحول في اسم المجلة والذي جاء نتيجة لضرورة فنية وموضوعية ، لا يعني تحاول المجلة عن نهجها الفكري من حيث حمل رسالة التنوير الفكري ، بل إنها ستظل علي نفس نهجها التنويري الأصيل ، من حيث حمل رسالة الانفتاح الفكري والثقافي والحضاري علي الثقافات الإنسانية الأخري دون لالذوبات أو التلاشي فيها ، بل إنه تنوير يتفاعل مع الآخر دون أن تضيع فيه هويتنا وثقافتنا ومنتوجنا الفكري المستنير .
وقد جاءت المادة الثقافية المنشورة في العدد السابق ، وفي هذا العدد لتعبر عن هذه الرسالة الثقافية التي يحمله علي عاتقه المثقف العربي يتضح ذلك من خلال الدراسات الجادة لكل من سامي حنا ، ومحمد عبدالمطلب ، وسعيد يقطين وليلي علام وعلوي الهاشمي كما يتضح ذلك أيضاً من خلال الأعمال الإبداعيةى الشعرية والقصصية لكل من جمال الغيطاني وأحمد الشيخ وحلمي سالم ، وحسن طلب ، وحمدي البطران ، وعصام ترشحاني وغيرهم وتأتي المتابعات الثقافية لتعبر عن ذهه الروية من متابعات أحمد زكريا الشلق ، ومحمود حامد وعفاف عبدالمعطي و، وفخري قعوار وعلي بن حسين المفتاح وغيرهم .
وإذا تتوجه هيئة تحرير المجلة بالشكر والتقدير لكل المفكرين والمثقفين العرب في العواصم العربية أو الأوروبية علي جهودهم البناء في حمل رسالة الثقافة العربية ، فإن الامل يحدونا في مواصلة هذه الرسالة الثقافية بموضوعيبة تامة ومنهجية شديدة .
أغسطس 20 2010
أما قبل…………………………………….. العدد الثانى
أما قبل
(1)
فلقد صدر العدد الأول من هذه المجلة بعنوان ” التنوير الثقافي ” في ديسمبر عام 1998 ، وكان عدداً تجريبياً ، وقد لاقي استحساناً كبيراً لدي كثير من المثقفين العرب في شتي أنحاء الوطن العربي وفي بعض العواصم الأوروبية . وقد شجعنا ذلك علي الاستمرار في أداء رسالتنا الثقافية العربية ، علي الرغم من أن هموم الثقافة العربية هموم جسيمة أكبر من أن تحتويها الدوريات الثقافية ، فمع سيطرة وسائل الاتصال السريعة والتقنيات المعلوماتية والعولمة الثقافية أصبح دور المجلات الثقافية محدوداً ، لأنها تواجه بكم هائل من الثقافات المتعددة التي تنقلها الفضائيات وشبكات المعلومات المختلفة ، وأصبح لزاماً علي المثقف العربي مواجهة كل هذه التحديات خشية الذوبان والتلاشي في الثقافات العالمية الأخري ، إذ عليه أن يثبت هويته الثقافية وأيديولوجيته الفكرية دون أن تلحقه عدميبة الذات ، غير أن ذلك ليس بالأمر اليسير ، فهناك عوامل اجتماعية وثقافية وسياسية وإقتصادية تحول دون تحقيق ذلك .
وأصبح علي المثقف الحقيقي الذي يؤمن برسالته الفكرية أن يكون قادراَ علي مواجهة كل هذه التحديات وألا تضعف عزيمته أمام التيارات الثقافية الجارفة التي تجرف أمامها كل ثقافة هزيلة أو استهلاكية أو إمعة أو أميبية .
ومن ثم أخذنا علي عاتقنا عبء مشاركة المثقفين العرب همومهم الثقافية من خلال محاولة بناء لبنة صغيرة في صرح الثقافة العربية ، وحتي لو كانت هذه اللبنة سيزيفية فيكفينا شرف المحاولة .
(2)
ولما كان الفكر الإنساني لا يرقي إلا بهضم أفكار والآخرين ، فإننا حاولنا أن نستنير بآراء المثقفين والكتاب في كثير من الأقطار العربية ، وقد رأي كثير منهم ضرورة أن يعبر اسم المجلة عن خصوصية البيئة التي تصدر منها ، ولما كانت معظم الاقتراحات تدور حول واختيار اسم ” نادي الجسرة الثقافي ” المسئول عن هذا الإصدار ، فإننا رأينا أن يحمل اسم المجلة عنوان ” الجسر الثقافية ” ويرجع هذا الاختيار إلي مجموعة من العوامل أهمها:
1- إن اسم ” الجسرة ” هو اسم حي من الأحياء الأثرية القديمة في مدينة الدوحة بدولة قطر ويوجد به معالم أثرية ومعمارية عديدة .
2- إن النادي الثقافي الذي يصدر هذه المجلة يوجد في هذا الحي الأثري القديم وهو أقدم النوادي الثقافية بدولة قطر ، فقد تأسس في عام 1960 ومر بمجموعة من التحولات خلال العقد الأول لتأسيسه ، ومنذ ذلك الحين أخذ النادي علي عاتقه عبء تقديم الثقافة الإنسانية الرفيعة علي المستويين الداخلي والخارجي ، واستضاف عدداً كبيراً من المفكرين الأوروبيين والعرب ، ومنهم علي سبيل التمثيل وليس الحصر البروفيسور جاك بيرك ، وروبارت مابرو والدكاترة زكي نجيب محمود ، ويوسف إدريس ، وأسامة الباز ، وأنطوان زحلان ، ولويس عوض وأحمد هيكل ، وسعد الدين إبراهيم وعبدالقادر القط ، وعلي الدين هلال ، ومحمد سيد طنطاوي وعبداللطيف الطيب ، وحنا عشراوي ، وحمد عبدالعزيز الكواري ، وجورج عطية ، ومصطفي الفقي ، وثروت عكاشة وفؤاد زكريا ومحمد عبدالرحيم كافود ، وعبدالعزيز المغيصيب ، ومحمد عمارة كما استضاف أيضاً بعض المفكرين والكتاب والأدباء والفنانيين ومنهم محمود رياض ، وأحمد بهاء الدين ، وفتحي غانم وجمال الغيطاني ، وأحمد بهجت ، وعبدالرحمن الأبنودي ، والأخضر الإبراهيمي ، وأحمد عبدالمعطي حجازي ، وعبدالوهاب البياتي ، والطيب صالح وفهمي هويدي ، والمشير محمد عبدالغني الجمسي ، والفريق إبراهيم العرابي ، والفريق أول محمد فوزي ، ومحمد الفيتوري ، وعبدالله البردوني ، وموفق العلاف ومحمود عباس أبو مازن ، وفاروق حسني ومحمد مزالي ، ولطفي الخولي ، ونزار قباني ، وأمين الجميل ، ورياض نجيب الريس ، ونور الشريف وغيرهم ، كما أسس النادي صالوناً ثقافياً يعقد بشكل دوري ، ويسعي إلي تفعيل الثقافة العربية داخلياً وخارجياً ، فضلاً عن تأسيسه لهذه المجلة ” الجسرة الثقافية ” .
3- إن كلمة الجسرة يعني بها ” المعبر أو المكان المرتفع عن الأرض وجسر جسوراًُ وجسارة أي شجع وجرؤ ومصي ونفذ … والجسر هو القنطرةو ونحوها مما يعبر عليه ، ومن ثم نحاول العبور ” بالجسرة الثقافية ” من هذا الحي العربي الأثري إلي كل الأحياء الثقافية العربية العريقة من خلال جهود وإبداعات ودراسات كل المثقفين العرب .
(3)
علي أن هذا التحول في اسم المجلة والذي جاء نتيجة لضرورة فنية وموضوعية ، لا يعني تحاول المجلة عن نهجها الفكري من حيث حمل رسالة التنوير الفكري ، بل إنها ستظل علي نفس نهجها التنويري الأصيل ، من حيث حمل رسالة الانفتاح الفكري والثقافي والحضاري علي الثقافات الإنسانية الأخري دون لالذوبات أو التلاشي فيها ، بل إنه تنوير يتفاعل مع الآخر دون أن تضيع فيه هويتنا وثقافتنا ومنتوجنا الفكري المستنير .
وقد جاءت المادة الثقافية المنشورة في العدد السابق ، وفي هذا العدد لتعبر عن هذه الرسالة الثقافية التي يحمله علي عاتقه المثقف العربي يتضح ذلك من خلال الدراسات الجادة لكل من سامي حنا ، ومحمد عبدالمطلب ، وسعيد يقطين وليلي علام وعلوي الهاشمي كما يتضح ذلك أيضاً من خلال الأعمال الإبداعيةى الشعرية والقصصية لكل من جمال الغيطاني وأحمد الشيخ وحلمي سالم ، وحسن طلب ، وحمدي البطران ، وعصام ترشحاني وغيرهم وتأتي المتابعات الثقافية لتعبر عن ذهه الروية من متابعات أحمد زكريا الشلق ، ومحمود حامد وعفاف عبدالمعطي و، وفخري قعوار وعلي بن حسين المفتاح وغيرهم .
وإذا تتوجه هيئة تحرير المجلة بالشكر والتقدير لكل المفكرين والمثقفين العرب في العواصم العربية أو الأوروبية علي جهودهم البناء في حمل رسالة الثقافة العربية ، فإن الامل يحدونا في مواصلة هذه الرسالة الثقافية بموضوعيبة تامة ومنهجية شديدة .
بواسطة admin • 00-اما قبل • 0 • الوسوم : أسرة التحرير, العدد الثانى