يافقراء العالم ……………. علي ميرزا محمود

يافقراء العالم

ــــــ

شعر : علي ميرزا محمود (*)

يتحدر دمعى . .

يحفر فوق خدودى درباً يدعوكم نحوى

يافقراء العالم . .

تتمثل فى مأواها النار حريقاً

من فوق جبينى

تشطرنى نصفين

نصفى معكم

والنصف الآخر

. . .أيضاً معكم

كل القوالين . .

من بعض جماجمكم . . .  علق سادتهم

أوسمة فوق البزات الرسمية

باسم الإنسان سموا فى علياء أبدية

برحيق الورد . .

تسجل فى سفر التاريخ ” أساميهم ”

وأساكم يؤخذ تعليلاً من فوق

هذا يصرخ

هذا يهتف

هذا ينادى

نبغى

نبغى

فوق منابر حرية هذا العالم يبكون

فوق الأكتاف . . وفوق حناجركم

هم يصلون . . وأنت تبقون كما أنتم

*  *   *

يافقراء العالم . .

لو كان بوسعى . .

كنت زرعت لكم قلبى سنبلة

قنبلة فى وجه الطغيان

سداً فى وجه الطوفان

وجعلت دموعى نهراً يسقى كل منابتكم

تغسل آثار الذل على أوجاع مناكبكم

وأنا ـ واخجلى ـ عطشان

دمعى مسلوب الشطآن

يتحدًر . . .

يحفر فوق خدودى درباً يدعوكم

*  *  *

حجرت عيونى . .

ووضعت برغم الليل الدامس نظارات سواء

حتى لا أبصر نفسى فيهم

لا أتضاءل

لكنى أبقى أتساءل

ما معنى أن يأكل قرص الشمس الدجالون

ما معنى أن يرقص فوق الغيم

على نغمات المطر الأسود

من نادى يوماً . . حرية

فوق منابر كل العالم . .

فوق حناجر من لا يقتاتون سوى أنفسهم

تحمله الأكتاف

ينادى باسم الفقراء

ولكن . .

حين بنى عرش الطاووس على أكتاف الفقراء

وحين تلامس أكتاف السادة هامات النجم

تعتقل الأكتاف

وتمرغ فى أوحال الذلة هامات الفقراء

ويعود البؤس

ويعود السادة يصطنعون المجد على ظهر البؤساء

وتضيع كما ضاعت فى الفوج السابق

أصوات الفقراء

فيا فقراء

وياتعساء

ويا موبوئين بعار الحرية فى هذى الدنيا ياشرفاء

” إن كان هنالك من يرعى حق الشرفاء ”

يا سادة كل الدنيا

ما معنى أن يسكن هذا ريش نعام

يأكل ورداً جورياً

بين صبايا تجلب من فوق سماوات سبع والآخر يقطر جرحاً

يسكن حجراً

بل يأكل صخراً ورصاص

يلبس كسرة خبز لاكتها آلاف الأفواه

هل هذا باسم الفقراء

هل هذا باسم . .

هل هذا . .

هل . . .يتحدر دمعى . . أبكى

يتساقط . .

لا يتبخر

لا يتحول

لا تشرب به الأرض

ولا يصبح فى صحراء العمر غيوماً

انظر

فإذا دمعى يتساقط فوق حذاء حرسيه

يافقراء العالم . .

إنى لا أملك حتى الدمع