أجراس ……………………………….. أنوار عبد العزيز

أجراس

أنوار عبد العزيز

كان مركوناً في غرفته الصغيرة المنزوية في طرف الدار بشباكها المربع الصغير المطل علي ذلك الزقاق الضيق في المحلة المكتظة بالبيوت المتقاربة المتجاورة ، وبصخب وضجيج أصوات النساء العالية وزحمة حركة الصغار ولعبهم ولهوهم وعراكهم وزعيقهم الذي لا يهدأ طول النهار ليمتد الي جزء من الليل حتى في أيام الشتاء الباردة ، وإلي ساعات طويلة من ليالي الصيف القائظة الوخمة … لم ينم ليلة البارحة ، كامن لية متجمدة قاسية ببردها ، وبذلك الوجع المستديم في مفاصله زاده ضراوة شدة البرد كلما زاد الليل عمقاً … كان الوقت ضحي ، قطعت أغفاءته القصيرة أصوات النسوة وهن يساومن بائع النفط ، كان يكيل لهن بطريقة لصوصية وشحة واضحة مكشوفة ، وكن يستعطفنه أن يؤدي حق الكيل ، لكنه ما كان يلتفت لشئ ، حتي لأصوات بعضهن المشحونة بالأثارة والغنج ويبقايا من سهرة ليلتهن تلمحها في عيونهن وشعرهن وفساتين النوم …

More