يناير 25 2010
نظرية السرد الحديثة ………………….. والاس مارتن
نظرية السرد الحديثة
المؤلف : والاس مارتن – المترجم : حياة جاسم محمد
الناشر : المجلس الأعلي للثقافة – المشروع القومي للترجمة – عرض : عفاف عبدالمعطي
حفلت المكتبة العربية – لاسيما في أقطارالمغرب العربي – بعدد من المترجمات في حقل السرديات خاصة الفرنسية منها أما الدراسات الأمريكية فلا تزال نصب أعين المترجمين فضلاً عما ترجم منها ما هو إلا كتيبات – غير شمولية – معبرة عن مظهر من مظاهر السرد أو نظرية لناقد من نقاد السرد فقط .
لذا اختلفت الدراسة المترجمة في هذا الكتاب عن غيرها من المترجمات نظراً لشموليتها ونظرتها المؤسسة المتكاملة إضافة إلي حداثيتها ، حيث ظهرت في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1986 ، كما أنها تقدم مجهوداًُ أمريكياً – ليس بالقليل – في حقل السرديات وتطلع القارئ العربي علي مدي التباين بين الطريقتين الفرنسية والأمريكية ليس في السرديات فحسب بل في الدراسات النقدية عامة .
تبدأ مقدمة الكتاب بتقرير عن نظريات الرواية التي سادت في الستينيات ثم نظرة عُجلي إلي سوابقها من النظريات التي عنيت بالامر نفسه في الجزء الأول من هذا القرن فضلاً عن حديث مستفيض اهتماماً بالقضيتين اللتين كانتا ولا تزالان أخطر القضايا في تطور نظريات السرد الحديثة ، تغيرات المنظور الناتجة عن دراسة السرد عموماً بدلاً من دراسة الرواية ، وعن النظر إلي الواقعية بوصفها تقليداً أدبياً دارجاً لا تمثيلاً للحياة يُعول عليه ، كما يتضمن الكتاب إشارة إلي ما قد يبرهن علي أنه أهم تطور في نظرية السرد خلال السنوات القليلة التالية ، وهو تطبيقها علي دراسة التاريخ واسليرة الذاتية والتحليل النفسي .
كما يناقش الكتاب – ايضاً محاولات – البنيويين وغيرهم تعيين التقاليد المتحكمة في المتتاليات السردية سواء كانت تخيلية أو واقعية وبشكل أكثر دعاة التحليل البنيوية تأثيراً : وهم ” رولان بارت – جيرار جينيت سيمور تشاتمان ” أولوية الحديث في الفصل الخامس .
وقد أظهر المؤلف أن بين القصة والقارئ يوجد السارد ، من يسيطر علي ما سيروي وعلي كيفية رؤيته – وقد حظيت وجهة النظر التي يعتبرها النقاد الأمريكيون والألمان صفة السرد المحددة بأهمية متجددة في السنوات القليلة الأخيرة .
ومن هنا سيطر منظور وجهة النظر POINT OF VIEW علي الدراسة في الفصل السادس بوصفه مكوناً من مكونات الدراسات الحديثة خلال النصف الثاني من العقد الحالي بل يشمل – أيضاً – الفصل السابع من الدراسة معالجة منظور وجهة النظربوصفها أحد مظاهر التواصل السردي بين مؤلف وقراء قد يشاركونه أولا يشاركونه الافتراضات والتقاليد نفسها في التفسير وبناء علي ذلك تعتبر الفصول من الرابع إلي السابع نسقاً من النماذج النحوية المجردة في التحليل السردي إضافة إلي نماذج مبنية علي المواضعات والتواصل بين نظرية وأخري وبنا عليه يقبض الفصل الثامن علي أزمة طرق خروج أشكال سردية متنوعة متباينة ، مثل المحاكاة الساخرة PARODY وما وراء التخييل METAFICTION خارج الأطر المرجعية النظرية ثم يعود الفصل إلي درس القضايا الأساسية التي تكون حقل السرديات وهي الصفاات المميزة في التخييل FICTION والسرد .
ولما فرضت الدراسات السردية نفسها في الآونة الاخيرة علي دراسة بنية النص الروائي والقصصي فقد احتاج النص إلي البحث الممنهج في تعاضد بني النص السردي بغرض الكشف عن العناصر المكونة لهذه البني فضلاً عن البحث في ما يسمي هيئة القص ، وهو بحث يجاوز موقفاً كان يري أن القصة التي كتبها الكاتب هي أتوبوغرافية أي تعبر عن شخصه وهو ما يعني أنها مجرد سيرة ذاتية لصاحبها فبدلاً من الدرس النقدي للنفس تدرس حياة صحبه وشخصيته ولكن مع تطور النظريات النقدية تم وضع الكاتب خارج نصه أو ما دعا إليه رولان بارت ” موت المؤؤلف ” وبالتالي عدم المسائلة أو الربط التطابقي بين الكاتب وشخصيته الروائية داخل الحكي وعليه فالكاتب لا يمثل أياً من شخوص قصته أو عمله الروائي لذا أصبح علي الراوي الاكتفاء برواية مشاهد شخصيات الرواية ، وهكذا برز مفهوم الراوي الشاهد الذي يعتبر ” آلن روب جريبه ” من أبرز الروائيين المحدثين الممارسين له فالراوي هو أداة تقنية يستخدمها الكاتب ليكشف عن عالمه الروائي .
إن طريقة التفاعل النفسي والفكري من قبل السارد إزاء الأحداث والشخصيات التي تشكل المادة السردية تشكل مصطلحاً مهماً ، ألا وهو مصطلح منظور السرد ذلك المصطلح الذي يجد كيانه الموضوعي في العمل السرد يمن خلال مساحات الوصف والتعليق داخل الفقرات المسرودة عبر أحكام القيمة علي الأشياء والتقييم الأخلاقي للشخصيات وتصرفاتها فبقراءة هذه الاحكام ، يمكننا التعرف علي إيديولوجية الكاتب ونظرته إلي العالم من خلال المادة المسرودة وطبيعة موقفه واتجاهاته في التعامل معها والحكم عليها ، ذلك الموقف الذي يؤثر في النهاية علي طبيعة خياراته لأساليب السرد الممكنة فالطريقة التي يحدد بها السارد طبيعة علاقته بالمادة المسرودة ترتبط بما يمكن تسميته به ” النسيج الفني للحظة السرد ككل ” والواقع أن هذه اللحظة لا يمكن أن يغفل فيها المعني بالسرد وهو الطرف الآخر الذي تتجه إليه المادة المسرودة ، والذي يبرز قيام فعل السرد بفاعليته ، إنه القارئ أو المتلقي ومدى الأثر الفكري والنفسي عليه من قبل تلك الماد المسرودة .
لقد أفاض الكتاب في الحديث عن نظريات السرد الحديثة ، وقد أظهر المؤلف أن مناقشة النظريات الأدبية دون إظهار كيفية تطبيقها أمر صعب إن لم يكن عديم الجدوي ، كذلك عرض كيفية تطبيقها علي مدي واسع في الأعمال التي قد لا تكون مألوفة للقراء عمل أحمق – حسب رأي المؤلف – لذلك جنح فيما بعد حلاً وسطاً غير مرض إلي تطبيق النظريات المناقشة علي قصص تدور حول الموثقية الشعبية التقليدية مثل ” هدية المحب تستعاد ” وعلي قص ” غبطة ” لكاثرين مانفسيلد والتي ذيل بها ملحق الكتاب وقصة ” حياة فرنسيس ماكو مبر السعيدة القصيرة ” لأرنست همنجواي .
كما ذيل الكتاب – أيضاً – بمسرد للمصطلحات والمصادر التي نتجت عن تكاثر المصطلحات التقنية في نظرية السرد .
ويعد فقد أظهرت الدراسة بين ثناياها جنوح المدرسة النقدية الفرنسية بنظرياتها إلي الغموض والإغراب في المصطلح ، وأسلوب التعبير وطريقة التناول ، كما تتصف الطريقة الأمريكية – كما تبدو في الدراسة – بالوضوح في المصطلحات وصياغة الجمل وأسلوب التعبير ، موضحة ذلك في أكثر وأقصر الطرق ، فالكتاب يمثل مسحاً شاملاً لنظريات السرد في عقدي الستينيات والسبعينيات ، فضلاً عن الإشارة إلي جهود ما قبل هذين العقدين في المدرستين الأوروبية والأمريكية حسب وجودها دياكرونيا وسينكرنيا دون أغفال للتحليل والمناقشة .
يناير 30 2010
اما قبل …………………….……… العدد الاول
بسم الله الرحمن الرحيم

أمــــا قبــــــل
مع إرهاصات القرن الحادي والعشرين يطل علينا العدد الأول من مجلة ” التنوير الثقافي ” ليعبر عن الرسالة الثقافية التي يجب علي المثقفين القيام بها ، وهي تبني قيم الحق والعدل والحرية ، وتنمية الوعي الفكري في مجتمعاتنا العربية بعيداً عن الزيف والتضليل .
كما تطمح هذه المجلة لأن تكون رسالة تنويرية لكل المثقفين العرب ولكل البني والتراكيب الاجتماعية العربية المختلفة حتي نستطيع الدخول للقرن القادم بعزيمة قوية وخطي ثابتة .
كما يحدونا الأمل لأن تكون هذه المجلة شعاراً حقيقياً للثقافة العربية من حيث الإنتام الحقيقي للفكر العربي المتجدد والمستنير ، والفكر الإنساني المعتدل الذي لا يجور علي فكر الآخرين بالفوقية أو الدونية ،وتوحيد رؤي المثقفين حول ثوابتنا المصيرية ، ومواجهة كل أشكال الفرقة والتمزق بعقول واعية وأفكار مستنيرة .
ومحن ثم لم تقف المجلة عند الدراسات النقدية الأدبية بل امتدت لتشمل كل الرؤي التجديدية في الفكر الغنساني شريطة أن تبني هذه الري علي فكر منهجي سديد وأن تهضم الماضي هضماً جيداً وتحتوي الحاضر إحتواء واعياً وتتطلع للمستقبل بخطوات مدروسة ومرتكزات قوية .
وعليه فقد جاء المحور الأول ليعني بالدراسات النقدية في الفكر الإنساني فجاءت دراسة الدكتور عاطف العراقي عن ” الاتجاه النقدي في الفكر العربي خلال القرن التاسع عشر ” والتي جسد فيها الجوانب المشرقة في فكرنا العربي الحديث عند كل من رفاعة الطهطاوي وخير الدين التونسي وجمال الدين الأفغاني، عبدالرحمن الكواكبي ، ومحمد عبده ، وأن هلاء المفكرين كانت لهم بعض الآراء الإصلاحية التي تركت أثراً بارزاً في حياتنا الفكرية .
وجاءت دراسة الدكتور صلاح فضل عن ” الخطاب القومي في الشعر المعاصر ” والتي يري فيها أن وظيفة الشعر اليوم لا يمكن أن تنحصر في أنكفاء اللغة علي ذاتها أو تأملها لمفاتنها واحتفائها بألعيبها التقنية الجميلة ، لا تزال رؤية العالم هي مناط أهمية الشعر وخلاصة وظائفه الجمالية الحيوية بشروطها المعرفية والتجميلية الخاصة .
كما تعني الدراسة بمزايا الخطاب القومي من خلال دراسة مجموعة من الشعراء العرب الذين شكل الخطاب القومي في شعرهم ملمحاً بارزاً .
وجاءت دراسة د. عبدالحميد إبراهيم عن الأدب المقارن من منظور التأصيل ليوضح بدايات هذا الأدب في الجامعات الفرنسية ونشأته في الجماعات العربية مقيماً دور الدكتور غنيمي هلال وناقداً كتابه في الأدب المقارن .
وعنيت دراسة الدكتور عبدالسلام المسدي ” بالمرأة وجسور الثقافة الأممية” وذلك خلال نظرة الأمم والثقافات المختلفة إلي المرأة ومنها ثقافتنا العربية كما عنيت دراسة الدكتور / أحمد درويش ” بمخاطر الغموض في المصطلح النقدي ” بعد أن سادت فوضي المصطلح في دراسات المعاصرة وأصبحنا في حاجة إلي منهجية علمية تقعد في هذه المصطلحات وتوحدها ، ويبدو أن فوضي المصطلح أنعكاس لفوضوية الواقع الحياتي المعيش ، ومن ثم تأتي هذه الدراسة لترصد مخاطر هذا الغموض وكيفية تجاوزه .
كما جاءت دراسة الدكتور محمد بربري عن ” الخصومة بين الوعي الشفاهي والوعي الكتابي ” ليوضح من خلالها أهمية الفوارق البينة بين التعبيريين المكتوب والمنطوق وأهمية ذلك في كشف الغموض الذي يحيط بالموقف الادبي والرؤ النقدية .
وجاء محور الإبداع الشعري ليجسد التنوير الفكري في قصائد عبدالرحمن الأبنودي ، سعدي يوسف ، ومحمد إبراهيم أبوسنة ، وأحمد سويلم وحسن توفيق وجميل أبوصبيح وزكية مال الله وحسين نجم ، وجاء محور الإبداع القصصي ليرصد أهم الملامح المستحدثة في الفن القصصي المعاصر وذلك من خلال إبداعات أدوار الخراط ، جمال الغيطاني ، حسن رشيد ، كلثم جبر ، خليل الفزيع، إلي جانب قصة لكاترين مسفيلد Kathrine Mausfield وترجمها البروفيسور سامي حنا .
كما عني محور المتابعات الثقافية بعرض وتحليل الملفات القيمة في العلوم الغنسانية والفنون المختلفة ومنها كتاب ” عرب الخليج في المصادر الهولندية ” (1602 – 1784 ) ل ب – ج لوت وقام بعرضه وتحليله الدكتور أحمد زكريا الشلق وكتاب ” المرايا المحدبة ” للدكتور عبدالعزيز حمودة قام بعرضه وتحليله الكاتب أنور جعفر وكتاب نظريات السرد الحديثة لوالاس مارتن وقامت بعرضه الباحثة عفاف عبدالمعطي كما تم عرض نماذج من فن الباستيل للفنان العالمي محمد صبري وقامت بالعرض والدراسة والأستاذة سلوان محمود ولعل هذه المبادرة المطروحة في هذا العدد البكر بما تحمله من أفكار وروؤي مختلفة في النقد والإبداع والفنون تكون نواة لفكر تنويري عربي يساير الواقع ويستشرف المستقبل بوعي مستنير ..
أسرة التحرير ،،
بواسطة admin • 00-اما قبل • 0 • الوسوم : أسرة التحرير, العدد الاول