أكتوبر 18 2011
وصف قصور الأمراء ودورهم في شعر الأندلسيين…د.مفتاح عبد الجليل
وصف قصور الأمراء ودورهم في شعر الأندلسيين
أثناء حكم ملوك الطوائف
د . مفتاح محمد عبد الجليل
امتازت بلاد الأندلس بجمالها المثال ، وخضرتها الدائمة ومناخها المعتدل ، وأنهارها الكثيرة ، وخيراتها المتنوعة ، ففاقت بأوصافها المتعددة جميع البقاع في الشرق والغرب .
وقد فتحها العرب المسلمون في العصر الأموي ، وأسسوا بها دولة أموية متميزة استطاعت أن تصمد في وجه التيارات المعادية والفتن النصرانية العديدة فترة لا بأس بها من الزمن ، غير أن عوامل الهدم والتشرذم ألحقت بكيانها ضعفاً سياسياً ملحوظاً انتفع به عداء النصارى الذين اتحدوا في شرق أسبانيا وغربها من أجل المواجهة ، وطرد العرب المسلمين من كافة الحواضر الإسلامية آنذاك .
علي أن عصر الطوائف الإسلامية كان إيذاناً بالانهيار والسقوط بالرغم من التطور الذي شهدته الحياة العامة في ظل الترف والبذخ ، ووفرة الخيرات والغلال التي نتاج الطبيعية الأندلسية الغنية بفوائدها ومنافعها .
وقد تباينت أقوال الجغرافيين والعلماء والرحال فيما يتعلق بطبيعتها الخلابة ، وجمالها البديع فأبو عبيد البكري قال عنها : ” الأندلس شامية في طيبها ، وهواتها ، يمانية في اعتدالها ، واستوائها ، هندية في عطرها ، وذكائها ، أهوازية في عظيم جبايتها ، صينية في جواهر معادنها ، عدنية في منافع سواحلها فيها آثار عظيمة لليونانيين أهل الحكمة وحاملي الفلسفة [1] أما الوزير الكاتب لسان الدين بن الخطيب فإنه وصفها بقوله :
” خص الله تعالي بلاد الأندلس من الريع ، وغدق السقيا ، ولذاذة الأقوات ، وفراهة الحيوان ، ودرور الفواكه ، وكثرة المياء ، وتبحر العمران ، وجودة اللباس وشرف الآنية وكثرة السلاح ، وصحة الهواء وابيضاض ألوان الإنسان ، ونبل الأذهان ، وفنون الصنائع ، وشهامة الطباع ونفوذ الإدراك ، وأحكام التمدن ، والاعتمار بما حرمه الكثير من الأقطار مما سواها .[2]
وقد أجمع المؤرخون علي تفوقها في جمال طبيعتها ، ووفرة غلالها وتباين تضاريسها بين جبال ، ووديان ، ووهاد ، وحقول ، وضياع.
كشف شاعرها المعروف ابن خفاجة عن مظاهر سحرها الفريد بقوله :[3]
إن للجنة بالأندلـــس مجتلى حسن ، وريا نفس
فسنا صبحتها من شنب ودجي ليلتها من لعس
وإذا ما هبت الريح صبا صحت واشوقي إلي أندلس !
علي أن هذه الطبيعة المطبوعة التي حبا الله بلاد الأندلس بها أعانت علي بناء حضارة رائدة ، وترف كبير في ظل الماء الفياض والدوح المثمر ، والطيور الصداحة ، والنماء الممتد ، والخضرة الأبدية التي جعلت البلاد فردوساً عجيباً لا منافس له في جمالة وحسنه غير أن تلك الحضارة الراقية التي شهدتها البلاد الأندلسية يسرت السبيل نحو التعمير والبناء والترقية فأنشئت القصور المنيفة والدور الشاهقة ، والبرك والحدائق والرياض الغناء ، وانتعشت أسباب التجارة ، والكسب وظهرت فنوناً ، وأشغالا حياتية مختلفة بعد تبحر العمران ، واستقرار الناس ، وسكونهم .
وفي هذا الجانب طرأ علي الحياة الإنسانية تغيير ملحوظ في كافة المجالات وظهرت الصنائع والحرف العديدة ، ونافس الإنسان الطبيعة المطبوعة فشيد والدور ، والبرك والنوافير ، والصهاريج والخمائل والرياض مدفوعاً بحبه للاستجمام والرفاهية بعد انقطاعه عن الحرب والنزال وعرف أساليب التأنق ، والتبويب في المأكل والملبس ، وأضحي مغرماً بوسائل الترويج واللهو، ولذلك اتجه نحو مجالس الأنس والسمر ومنتديات الأدب والفكر ، وعكف علي تعمير الأرض ، واستغلال الطبيعية بما يحقق له متطلباته في عيشه وقد منحت تلك الحياة المستقرة الهانئة أهل الأدب فرصة الحضور ، فوجدوا أبواب الأمراء مفتوحة لاستقبالهم ، والاحتفاء بأشعارهم ، وبذل الأموال لهم جعل التنافس بينهم أمرا عادياً في مجالس الخلفاء علي اختلاف مراتبها ، ومراكزها .
ومما هو جدير بالذكر أن المظاهر المتعددة للطبيعية التي صنعها الإنسان ببراعة ، وإتقان نالت حظها من وصف الشعراء وعنايتهم الأدبية فنوهوا بالقصور الرائعة ، الدور الفريدة ، والبرك والنوافير ، والصهاريج والحدائق الوارفة لما وجدوه فيها من تأنق ، وإحكام صنع .
وفي مضمار الوصف الشعري الأندلسي لتلك المظاهر المصنوعة في عهد ملوك الطوائف بالذات أمكن الوقوف عندها وفق الآتي :
( 1 ) وصف القصور والدور الرائعة
برع أمراء الحواضر الأندلسية في العهد الطائفي براعة منقطعة النظير في تشييد القصور الشاهقة ، وتزيينها بالنقوش ، والزخارف والرسوم المختلفة متأثرين في عملهم بفنون المعمار الإسلامي المشرقي ، وأساليب العمارة اليونانية والأسبانية ، وجري التنافس بينهم في إتقان البناء ، وإحكام الصنع والزخرفة ، وتعدد النقوش والرسوم التي تزيد غالياً من جمال الأبنية وسحرها في العيون .
ويبدو أن أغلب الشعراء في عهد ملوك الطوائف أولوا قصور خلفائهم ووجهائهم اهتماماً واضحاً في آثارهم الشعرية ، فوقفوا عندها منوهين بملامح الحسن والجمال ومواضع الدقة والبراعة ، وقد أضحت مدينة الزهراء التي أنشاها عبد الرحمن الناصر أثناء فترة ولايتة أمثل الشواهد علي مهارة المسلمين في فنون المعمار ، والبناء ببلاد الأندلس كلها في كلها في ذلك الزمان [4].
غير أن أمراء الممالك الأندلسية احتذوا حذوه ، وتفننوا في تشييد قصورهم ، ومراكز سلطانهم في جميع الحواضر المعروفة آنذاك في شرق الأندلس وغربها ، مما جعل أكثر شعرائهم يهتمون بوصفها ، فينوهون بعظمة بنيانها ، تعدد قبابها ، وزخارفها ، وكثرة نقوشها التي برع فيها الصناع والبناؤون باقتدار ملحوظ . وقد كنت الشاعر المعروف ابن زيدون إلي متعمد بن عباد أمير أشبيلية يذكره بمجالس الشراب واللهو بقصوره الجميلة . ومنها الثريا والمبارك . فقال :[5]
فز بالنجاح واحرز الإقبال
وحز المني ، وتنجز الآمالا
وليهنك التأييد والظفر اللذا
صدقاك في السمة العلية فالا
يا أيها الملك الذي لولاه لم
تجد العقول الناشدات كمالا
أما الثرايا فالثريا نسبة
وإفادة ، وإنافة وجمالا
قد شاقها الإغباب حتى أنها
لو تستطيع سرت إليك خيالا
وفي موضع آخر من هذه القصيدة نصف
قصر المبارك . فيقول :[6]
وتأمل القصر المبارك وجنة
قد وسطت فيها الثريا خالا
وأدر هناك من المدام كؤوسها
وأتمها ، وأشفها جريالا
قصر يقر العين منه مصنع
بهج الجوانب لو مشي لاختالا
لا زلت تفترش السرور حدائقاً
فيه ، وتلتحف النعيم ظلالا
وهذه الأبيات اشتملت علي إعجاب مفرط بقصر المبارك ، وما يحويه من أسباب الراحة ، والسرور فالحدائق الغناء تملاً جنباته ، وتظله بمختلف أنواع الشجر والزهر مما يزيد جماله وضوحاُ ، وفتنة .
أما قصر الزاهي الذي شيده المعتمد بعد توليه الإمارة ، فإنه حظي بوصف شاعره عبد الجليل بن وهبون الذي أشاد به في شعره فقال :[7]
وللزاهي الجمال سناً وحسنا
كما وسع الجلالة والكمالا
يحاط بشكله عرضاً وطولاً
ولكن لا يحاط به جمالا
وقور مثل ركن الطود ثبت
ومختال من الأنس اختيالا
فلو أوتوا حرام السحر منه
لا ضحى يعبد السحر الحالا
فقد كان اللبيب يهال منه
ويحسب أن بحر الجود سالا
فما أبقي شهاباً لم يصوب
ولا بدراً ينير ، ولا هلالا
وبعد وصفه وصفاً ظاهرياُ عاما انتقل إلي الحديث عن محتواه الداخلي ، وما يشتمل عليه من ملامح الحسن المفضض والمذهب الذي يحاكي السماء في لونها عند ظهور الشقق فقال :[8]
وللبهو البهي سماء نور
يمثل خلقها شكلاً ، وحالا
مزخزفة كأن الوشي ألقي
عليها من طرائفه خيالا
وما خلت الهواء يكون روضاً
ولا شمساً يكون هناك آلا
وأما تماثيل القصر ، وزخارفه ورسومه ، فقد نالت نصيبها من شعره فقال :[9]
وكل مصور خلي جمادا
يبين فيه زهواً أودلالا
له عمل ، وليس له حراك
وإفهام وما أوفي مقالا
ويقرع فيه مثل النصل بدع
ومن الأفيال لا يشكو ملالا
ومن غريب الصدف أن تلتقي القصيدتان السابقتان في القافية ويجمعها روي واحد وهذا ليس بسمة مخصوصة في الوصف ولكن الأمر أتي دون ترتيب عفو الخاطر حسبما يبدو لي ، غير أن التنويه بالقصور وقع في إطار المديح الذي خص به المعتمد بن عباد من الشاعرين في قصيدتيهما المذكورتين .
علي أن المعتمد بن عباد كان من أبرز الأمراء الموهوبين في مجال الأدب واحد المجيدين في قرض الشعر ، عندما نفي إلي إغمات ، آخر نظريه علي قصوره الجميلة التي قضي بين جدرانها ، وخمائلها أمتع أيام أنسه ، وليالي سمره بين لهو ، وشراب ، وعبث ، ثم قال : [10]
بكي المبارك في إثر ابن عباد
بكي علي إثر غزلان وآساد
بكت ثرياه لا غمت كواكبها
بمثل نوء الثريا الرائح الغادي
بكي الوحيد ، بكي الزاهي ، وقبته
والنهر ، والتاج ، كل ذله بادي
ماء السماء علي أفيائه درر
يالجة البحر دومي ذات أزباد
ومن جيد الوصف ما خص به ابن الحداد مقر المعتصم بن صمادح صاحب المرية حين مدحه فقال : [11]
رأس يظهر النون إلا أن
سام فقبته بحيث النون
هو جتة الدنيا تبوأ نزلها
ملك تملكه التقي والدين
فكأنما الرحمن عجلها له
ليري بما قد ما سيكون
وكأن بانيه سنمار فما
يعدوه تحسين ولا تحصين
وجزاؤه فيه نقيض جزائه
شتان ما الإحياء والتحيين
وقد على الشاعر بالرسوم والنقوش الزخرفية والخطوات الهندسية التي ميزت القصر ، وزادت في جماله ، وسحر بنيانه ، فقال:[12]
عطفت حنياه ، وضمن بعضها
– بعضها – وسحر ذلك التضمين
كتقاطع الافلاك إلا أنه
متباينان تحرك وسكون
وكأن هرمس بث حكمته به
وأدار فيه الفكر إفلاطون
وكأن راسم خطه إقليدس
فموائل الأشكال فيه فنون
من دائر ومكعب ومعين
ومحجم تقويسه التحجين
وهذه القصيدة تناولت بالوصف معالم ، وما يحويه من مظاهر الأبهة ، الجمال سواء في ظاهر عمارته وبنيانه أو ما يخص زخافه ونقوشه الداخلية التي ميزته عن غيره من القصور المشيدة في تلك الحقبة الزمنية بالحراضر القريبة والبعيدة أما أبو الحسن البكري فإنه عني بوصف قصر المعتمد بن عباد ، فوقف عند تماثيله ، ورسومه فقال : [13]
أقرن الغزالة أم معقل
يكاد الجماد به يعقل
قراره أنس بكنس الظباء
بدار الضراغمة البسل
تجرد أفواهما في الصفاء
سيوفأ بشمس الضحي تصقل
وليست سيوفأ ، ولكنها
لظامي الثري منهل سلسل
تشق المياه بهن المياه
كما شق في اللأمة المنصل
محاسن للروض فياضة
بها تضع الأرض ما تحمل
ترضع أطفال أشجارها
ضروع منابعها الحفل
تلي الحوض مذنبة مثل ما
جثا الردف واندمج الأيطل
تلف الثري في برود الربيع
إذا علت الروضة الشمال
وبعد هذا الوصف اللمزوج بالصور العجيبة ، يتحدث عن التماثيل والنقوش التي تزين مجلس الأمير فيقول : [14]
وفي صحن ساحته مجلس
شرود اللحاظ به يعقل
كأن تماثيل جدرانه
علي من يقابلها تقبل
تبين بفصل الخطاب الفصيح
لديك وإن أخرس المقول
وبهذه الطريقة تتابع وصف البكري لمعالم القصر الجمالية ، فنوه بسحرها وانفرادها ببراعة النقض ، ودقة النحت والرسم النادر المثال .
وقد بدا ‘عجاب الوزير أبو مروان عبد الملك بن إدريس الجزيرى كاتب المنصور بن أبي عامر بباحة القصر العامري ، ولفت انتباهه المجلس البديع الذي اتخذه الأمير وسط قصره محلالجوسه ، وسكنه ، فقال : [15]
للياسمين تطلع في عرشه
مثل المليك عراه زهو مطرق
ونضائد من نرجس ، وبنفسج
وجني خيري ، وورد يعبق
ترنو بسحر عيونها وتكاد من
طرب إليك بلا لسان تنطق
وعلي يمينك سوسنات طلعت
زهر الربيع فمن حسناً تشرق
فكأنما هي في اختلاف رقومها
رايات نصرك يوم بأسك تخفق
في مجلس جمع السرور لأهله
ملك إذا جمعت قناه يفرق
وفي هذا الوصف ملامح حسن ، وجمال ندر مثالها ، وتباينت أنواعها حسبما ذكر الشاعر ، ولكن القصيدة تخلصت إلي المدح بعد تنويه متعمد بباحة القصر وما تشتمل عليه من ألوان السحر ، والإبداع .
ومن بديع الوصف ما جاء علي لسان أبي محمد المصري في صفة قصر طليطة :[16]
قصر يقصر عن مداه الفرقد
عذبت مصادره ، وطاب المورد
نشر الصباح عليه ثوب مكارم
فعليه ألوية السعادة تعقد
وكأنما المأمون في أرجائه
بدر تمام قابلته أسعد
وكأنما الأقداح في راحاته
در جمان ذاب فيه العسجد
وهنا يتبادر إلي الذهن انبهار الشاعر وإعجابه بأميره المأمون الذي شيد قصراً فاق جميع القصور بهاء ، وحسناً ، وحوي كل فضل ، ونبل فساكنيه خيار الناس ، وأميرهم يشبه البدر التمام كمالا وفتنة عندما يكون في مجلسه بداخل القصر الطليطلي المنيف ، وأما الراضي بن عباد فقد كنت إلي ابن عمار الشاعر بقصيدة وصف ذكر فيها قصر الشراجيب الرائع الذي ينافس زوراء العراق في حسنه وإشراقه . وهو بكورة شلب فقال :[17]
ألا حي أوطاني بشلب أبابكر
وسلهن هل عهد الوصال كما أدري
وسلم علي قصر الشراجيب من فتي
له أبدا ً شوق إلي ذلك القصر
ويبدو أن بيت المتعمد بن عباد كان يعج بأصحاب المواهب الأدبية والذوق الرفيع فابناه المعتد والراضي يحبان الشعر ، ويطربان له ، ويقرضانه ، ويقبلان علي مجالسه ، وزوجته الرميكية كانت أدبية بارعة الجمال ، ورفيعة الذوق ، أما رب الأسرة فأمير شاعر ، وفي أشعاره جدة ، واقتدار.
وفي جانب آخر من جوانب الوصف الطريف تتضح ملامح البراعة ، ومظاهر السحر في قصر الأمير عبد الرحمن الظافر بن ذي النون صاحب طليطة الذي دعي إلية الشاعر الأندلسي ابن السيد في حفل شراب فدهش لما رآه من حسن وروعة ، وقال :[18]
لم ترعيني مثله ، ولا تري
أنفس في نفسي ، وأنهي منظرا
إذا تردي وشيه المصورا
من حوك صنعاء ، وحوك عبقرا
ونسخ قرقوب ونسج تسترا
خلت الربيع الطلق فيه نورا
كأنما الأبريق حين قرقرا
قدام لثم الأكس حين فغرا
كأنما مج عقيقا أحمرا
أوفت مت رياه مسكا أذفرا
لو أن كسري راءه أو قيصرا
هلل إكبارا ، له وكبرا
وبالتأمل في الأبيات السابقة يتبين المزج بين الملامح الجمالية المنقوشة وقيم المديح الموجه للأمير في طابع محبوك يتسم بحسن التخلص ، ودقة التصرف في وجوه الكلام . أما فضيلة التميز في هذا الفن من الشعر الأندلسي فقد قصرت علي علي ابن حمد يس الصقلي الذي فاق في وصف القصور والأبنية جميع معاصريه حتي قال عنه صاحب نفخ الطيب : ” الحسن الإحسان يقادان في أرسان لعبد الجبار بن حمد يس .. ذي المقاصد الحسان خصوصاً في وصف المباني ، والبرك فما أبقي لسواه حسناً ولا ترك “[19]
ويتحقق هذا الرأي في وصف ابن حمد يس لقصر المنصور بن أعلي الناس حين قال :[20]
قصر لو أنك قد كحلت بنوره
أعمي لعاد إلي المقام بصيرا
واشتق من معني الحياة نسيمه
فيكاد يحث للعظام نشورا
اعيت مصانعه علي الفرس الألى
رفعوا البناء ، وأحكموا التدبيرا
ومضنت علي الروم الدهور ، وما بنوا
لملوكهم شبهاً له ونظيرا
أذكرتنا الفردوس حين أريتنا
غرفاً رفعت بناءها وقصورا
أبصرته فرأيت أبدع منظر
ثم انثنيت بناظري محسورا
وظننت أني حالم في جنة
لما رأيت الملك فيه كبيرا
وفي وصف ابن حمد يس تعلق ملحوظ بالحسن ، وشغف به ، وذلك التعلق جهله يحيط بمعاني الإطراء والتنويه في تضاعيف قصيدته التي حاول من خلالها تمييز قصر الأمير ، والارتفاع به عن كافة الأبنية في صور خيالية فاقت حدود الواقع مما يؤكد رقي الذوق عند الشاعر ، وصفاء الملكة وانتفاعها بالموهبة الخاصة إلي حد كبير .
وأما معاصره ابن عمار فإنه خصص وصفه للقصر القرطبي المعروف بـ ” الدمشق ” وهو قصر منيف شيده بنو أمية . فقال عنه :[21]
كل قصر بعد الدمشق يذم
فيه طاب الجني ، وفاح المشم
منظر رائق ، وماء نمير
وثري عاطر ، وقصر أشم
بت فيه ، والليل والفجر عندي
عنبر أشهب ، ومسك أحم
وبهذه الطريقة تناول ابن عمار قصر الدمشق وصفاً وتنويهاً محاولاً توضيح معالمه ، ومظاهر حسنه ، وروعته حتي يبدو جميلا في عيون الناس الذين يتأملون هذا الوصف الشعري ويطيلون النظر فيه.
وقد حظي القصر المبارك الذي أنشأه المعتمد بن عباد بأشبيلية أثناء ولايته باهتمام الشاعر عبد الجليل بن وهبون ووصفه فقال : [22]
أربع الندي تهمي به وتصوب
ومغني العلا ، نأوي له ونثوب
وفي إطار وصفه ، وثنائه اللطيف . قال :[23]
فيا أيها القصر المبارك لا تزل
وأنت جديد الحلتين قشيب
ويا أيها الملك المؤيد دم به
ليترع كوب أو يثار عكوب
أسم فيه سرح اللحظ من طرف باسل
مراد الوغي فى ناظريه عشيب
ستظاره ام النجــوم تحــــله
لها كوكب لا حان منه غروب
محيط بما أحببت من كل صورة
تروقك حتي شكلهن مريب
ومن حبك دون السموك كلها
أفاريد روض الحزن وهو هضيب
إلي طرر تحكي أصائل مكله
تكاد بأنداء النضار تصوب
ومن مرمر أحذاه رونقه المها
فأخطا فيه اللحظ وهو مصيب
وبحر عليه للرياحين فيئة
كيمنالك مخضر البرود لحوب
للن كان مكظوماً كغيظك إنه
كعرضك مصقول الأديم خشيب
علي أن وصف الشاعر ارتكز علي معان طريقة جعلها وسيلته لمدح الأمير والثناء عليه ، والتنويه بما شيده ، فالقصر المبارك يعد أعظم البنية وأفضلها لانفراده بمظاهر جمالية نادرة ، وزخارف طريقة ونقوش وتماثيل رائعة من مرمر ونحوه.
وفيما يختص بالخضرة والنماء وكثرة الأشجار والأزهار في قصور الخلفاء فقد عني بها الوزير الشاعر أبي عبد الله بن زمرك حين نزع إلي وصف نزهه من نزه الأمير ابن الأحمربالقصر السلطاني بغرناطة فقال :[24]
ياقصر شينيل وربعك آهل
والروض منك علي الجمال قد اقتصر
لله بحرك والصبا قد سردت
منه دروعاً تحت أعلام الشجر
والأس حف عذاره من حوله
عن كل من يهوي العذار قد اعتذر
قبل بثغر الزهر كف خليفة
يغنيك صوب الجود منه عن المطر
وهناك بعض الشعراء الذين نوهوا بدور واسعة جميلة أعجبوا بها فحظيت بعنايتهم ، ووصفهم ، ومن بين أولئك ابن حمد يس الصقلي الذي وصف دار بناها المتعمد بن عباد فقال :[25]
ويا حبذا دار قضي الله أنها
يجدد فيها كل عز ، ولا يبلي
مقدسة لو أن موسي كليمه
مشي قدماً في أرضها خلع النعلا
إذا فتحت أبوابها خلت أنها
تقول بترحيب لداخلها : أهلا
وقد كشف ابن حمد يس شرف مقامها ، وعظمة منزلتها بين الدور ، والأبنية المشيدة إلي جوارها فنوه بفضائل أهلها الذين جعلوا أسباب الراحة والسكون من نصيب زوارها ، واستعان في تنويهه بتلك الفضائل النادرة بصور بيانية ملائمة مكنته من الاقتراب من الواقع وتوضيح ملامحه .
ومن جانب آخر أشاد الشاعر أبي صخر القرطبى بديار آل عباد التي شيدها العباديون بحاضرة ملكهم مدينة أشبيلية وهو في وصفه لها حذا ابن حمد يس وتمثل طريقته ، ولكنه كان متحسرا لفراق أهلها الذين كانوا يسكنونها ، فقال :[26]
ديار عليها من بشاشة أهلها
بقايا تسر النفس أنساً ومنظرا
ربوع كساها المزن من خلع الحيا
برودا وحلأها من النور جوهرا
تسرك طواً ، ثم تشجيك تارة
فترتاح تأنيساً ، وتشجي تذكرا
ومما هو جدير بالذكر أن رثاء الديار المهجور التي نزح عنها ساكنوها لون مستقل من ألوان الشعر الشائع آنذاك ، ويكشف ذلك وقوف الوزير الأديب أبو حزم بن جهور علي آثار الأمويين التي تقوضت أبنيتها ، وأضحت أطلالا ورسوماً بالية فقال : [27]
قلت يوماُ لدار قوم تفانوا:
أين سكانك الكرام علينا ؟
فأجابت : هذا أقاموا قليلاً
ثم ساروا .. ولست أعلم أبنا !
ومن المعروف أن المشارقة سبقوا إلي وصف القصور والدور وبكاء أطلالها ولكن الأندلسيين تفننوا في أساليب الوصف وابتكروا قيما طريفة في صوغ موضوعاته ، ومعانية وصوره .
وقد تباينت طرائق الشعراء في التنويه بالقصور المنيفة ، والأبنية الشاهقة ، وتعددت في تضاعيف قصائدهم ملامح التصوير ، والتخيل منتفعين بقيم فنية كثيرة في الوصف والإشادة بفنون العمارة ، وهندسة ابناء ، والزخرفة الأنيقة ، والنقش النادر ، ومن أبرز الشعراء المجيدين في هذا الفن ابن حمد يس الصقلي ، وعبد الجليل بن وهبون ، وأبو عبد الله الحداد وأبو الحسن الشنتمرى ، وابن عمار ، وأبو الحسن البكري ، والأمير الشاعر المعتمد بن عباد ، وغير هؤلاء كثير من أهل الشعر الذين امتازوا بجودة الوصف والتفوق فيه .
(2 ) وصف النوافير والبرك :
يعد هذا اللون من الوصف من أبرز الألوان الشعرية التراثية عند المشارقة وبخارصة في عهد العباسيين الذين عرفوا بتفننهم في مجال العمران ، والتشييد وتنافسهم في بناء القصور ، والدور ، والبرك والنوافير التي يلحقونها عادة بقصورهم ، ويعنون ببنائها ، وزخرفتها ، وينفقون عليها المال بسخاء .
وقد عني الأندلسيون بمسائل العمران ، فأولوا قصورهم عناية مخصوصة وألحقوا بها النوافير والبرك والرياض الوارفة احتذاء بأهل المشرق الذين سبقوهم في هذا الميدان ، هذا الميدان ، ولكنهم أضفوا علي مظاهر عمرانهم وبالتحديد قصورهم مسحة جديدة من الزخرفة ، وإحكام البناء وهندسة المعمار منتفعين في عملهم بمهارة أهل البلاد ، وبراعتهم في فنون الزخرفة والنحت والعمارة .
وقد تميز الأمير المعتمد بن عباد صاحب أشبيلية ، بموهبة أدبية نادرة ، وذوق جمالي رفيع ، وشاعرية متدفقة ، ها هو يصف لنا نافورة قصره فيقول :[28]
ولربما سلت لنا من مائها
سيفاً ، وكان علي النواظر مغمدا
طبعته لجياً فذابت صفحة
منه ، ولو جمدت لكان مهندا
وفي هذين البيتين وصف المعتمد حركة الماء في نافورة قصره منتفعاً بصورة خيالية استعار فيها السيف المصقول لبيان الطبيعة الجمالية للمشهد المائي والاقتراب منه .
أما ابن حمد يس الصقلي فإنه أعجب ببركة يشقها نهر تتدافع وفود الماء فيه للناظر في أبهي مشهد ، وتلك الملامح الجميلة لفتت انتباهه ، وهيمنت علي مشاعره فقال :[29]
وزرقاء في لون السماء تنبهت
لتحبيكها ريح تهب مع الفجر
يشق حشاها جدول متكفل
بسقي رياض ألبست حلل الزهر
كما طعن المقدام في الحرب دارعاً
بعضب فشق الخصر منه إلي الخصر
يريك رؤوساً منه في جسم حية
سعت من حياض في حدائقه الخضر
وكان أبو يحيي بن صمادح الأمير المعروف أحد الموهوبين في مجال القريض .
وقد وصف بركته التي أنشاها بالصمادحية .
فقال :[30]
كأن انسياب الماء في صفحاتها
حسام صقيل المتن سل من الغمد
نفورية فوارة مستديرة
لها مقلة زرقاء موصولة السهد
أدرنا بها كأساً كأن حبابها
حباب سقيط الطل في ورق الورد
وقد تناول ابن صمادح في الأبيات الثلاثة انبثاق المياه من النافورة مشبهاً لها بالسيف الذي يجرد من غمده ، وهذه الصورة شائعة بين الشعراء غير أنه ألم بصورة فريدة عندما جعل النافورة مقلة زرقاء مؤرقة للدلالة علي تدفق الماء باستمرار من ثقبه المخصوص .
وأما الوزير الحكيم أبو محمد المصري فإنه وصف البركة التي تقع في قصر طليطلة ، ونوه بالقبة المضروبة فوقها :[31]
شمسية الأنساب ، بدرية
يحار في تشبيهها الخاطر
كأنما المأمون بدر الدجى
وهي عليه الفلك الدائر
ومن أجمل الوصف ما جاء علي لسان ابن حمد يس الصقلي أثناء تنويهه ببركة قصر المنصور بن أعلي التي برع الصناع في إنشائها ، فالأشجار المصنوعة من ذهب وفضة علي جوانبها ترمي فروعها بالمياه والأسود القاذفة للماء علي حافتها تبدو في الطف منظر ، وأحسن تصوير ، وفي كل تلك المناظر ، يقول :[32]
وضراغم سكنت عرين رياسة
تركت خرير الماء فيه زئيرا
فكأنما غشي النضار جسومها
وأذاب في أفواهما البلورا
أسد كأن سكونها متحرك
في النفس لو وجدت هناك مثيرا
وتذكرت فتكاتها فكأنما
أقعت علي أدبارها لتثورا
وبديعة الثمرات تعبر نحوها
عيناي بحر عجائب مسجورا
شجرية ذهبية نزعت إلي
سحر يؤثر في النهي تأثيرا
قد صولجت أغصانها ففكأنها
قنصت لهن من الفضاء طيورا
ووصف الشاعر أبو الحسن بن هارون الشنتمري بركة مائية في حديقة غناء بمدينته ، فقال :[33]
وحديقة شرقت بغمد نميرها
يحكي صفاء الجو صفو غديرها تجري
تجري المياه بها أسود أحكمت
من خالص العقيان في تصويرها
وكأنها أسد الشرى في شكلها
وكأن وقع الماء صوت زئيرها
وفي أبيات الشنتمري وصف مباشر لمنظر المياه الوافدة التي تقدب بها الأسود نحو الأشجار والنبات بالحديقة وقد استخدم تشبيهاً مناسباً في بيته الثالث لإبراز فنه الشعري، وتجسيد واقع البركة المتحرك في بيان .
وفي اطار الوصف الطريف ارتجل ابن ظافر أبياتا ثلاثة في فسقية ماء لفتت نظره إليها . فقال :[34]
أبدعت يا ابن هلال في فسقية
جاْءت محاسنها بما لم يعهد
عجباً لأمواه الدساتير التي
فاضت علي نارنجها المتوقد
فكانهن صوالج من فضة
رفعت الضرب كرات خالص عسجد
ومن النوافير البديعة التي نوه بها الشعراء نافورة قصر المنصور بن أبي عامر في قرطبة ، وقد ذكرها وزيره وكاتبه الشاعر أبو مروان الجزيري . فقال : [35]
وتوسطتها لجة في قعرها
بنت السلاحف ما تزال تنقنق
تنساب من فكي هزبر إن يكن
ثبت الجنان فإن فاه أخرق
صاغوه من ند ، وخلق صفحتي
هاديه محض الدر فهو مخلق
علي أن هناك اهتماك ملحوظا بصهاريج الماء التي تنافس الوجهاء ، والسادة المبرزون في إنشائها بدورهم وحدائقهم وقد حفل الشعر الأندلسى بشواهد مؤكدة للعنياة بتلك الصهاريج المائية ورعايتها ومن بين الشعراء الذين أشادوا بها في آثارهم الشعرية . الكنتدي حين قال : [36]
وصهريج تخال به لجيناً
يذاب ، وقد يذهبه الأصيل
كأن الروض يعشقه فمنه
علي أرجائه ظل ظليل
وتمنحه أكف الشمس
عشقاً دنانيرا فمنه لها قبول
إذا رفع النسيم القضب عنها
فحينئذ يكون لها سبيل
وأما الأعمي التطيلي فإنه أعجب بأسد مصنوع من نحاس يقذف ماء من فيه في روضة مزدهرة فقال :[37]
أسد ولو أني أنا
قشه الحساب لقلت صخره
فكأنه أسد السماء
يمج من فيه المجرة
وقد تنوعت صور الوصف الشعري لوسائط المياه ، وأدواتها فتغني الشعراء بالرياض ومصادر ريها من فساقي وصهاريج ، وبرك ونوافير ودواليب ونواعير ، نحوها وأكثروا من التنويه بملامح البناء ، والتنظيم فيما يتعلق بملحقات القصور والأبنية الشاهقة التي تنافسوا في إنشائها وتنسيقها ، وكان لهم فضل السبق في عمرتها وتحسين رونقها بين العالمين.
وقد ثبت من خلال استجلاء الملامح الأدبية والفنية لطائفة الأشعار التي عليها هذا العمل الأدبي ان مظاهر العمران ، والترف الحضاري ، وأسباب الرفاهية والسكون كانت من أظهر السمات والميز التي اختصت بها حواضر الأندلس في عهدها الطائفي ، وتأكد نشاط الشعراء وارتيادهم للبلاطات وتنافسهم في فنون المديح من أجل جمع المال لما ظهر في الإمارات الإسلامية آنذاك من عيث وتهتك ومجون ، غير أن نهضة الشعر كانت مقرونة بانشغال ملحوظ باللهو ، وانصراف متعمد من الخلفاء والوجهات عن أمور السياسية ، والسلطان ، وهذا الأوضاع أتاحت للنصارى الأسبان فرصة النيل من الأمة وعقيدتها بتدبير الخطط العدوانية الموصلة إلي بث الفتنة ، وإشعار نار الخصومة والنزاع بين الطوائف المبعثرة في شرق الأندلس ، وغربها حتي تتهياً السبل لاجتياحها ، وغزوها بيسر وسهولة .
الهوامش :
[1] المقري التلمساني . أحمد بن محمد نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب تحقيق يوسف البقاعي . منشورات دار الفكر للطباعة والنشر – بيروت – لبنان ( ط / الأولي 1986 ) جـ 1 / 128 .
[2] أنظر – المصدر نفسه . جـ 1/ 127 .
[3] ابن خفافة . أبو الفتح إسحاق بن إبراهيم – الديوان – جمع وإشراف مصطفي سلامه البخاري منشورات المطبعة الخاصة بجمعية المعارف المصرية . القاهرة –مصر ( ط1 / الأولي 1986 ) ص 136 .
[4] محمد عبد الله عنان تراجم إسلامية ، شرقية وأندلسية ، ومنشورات دار المعارف بمصر ( ط/ الأولي 1974 )ص 159 .
[5] ابن زيدون – أبو وليد احمد بن عبد الة المخزومي . الديوان جمع وتحقيق علي عبد العظيم . ومنشورات مطبعة الرسالة : القاهرة – مصر ( ط / الأولي 1957 ) ص 520
[6] المصدر نفسه 5010
[7] الشنتريني . أبي الحسن علي ابن بسام الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة تحقيق احسان عبد الله منشورات الدار العربية للككتاب طرابلس تونس ( ط/ الأولي 1975 2/1 ص 508
[8] المصدر نفسه 2/1 ص 508 -509
[9] المصدر نفسه 2/1 ص
[10] المقري . نفح الطيب من غصن الأندلس الرصيب 6 /54
[11] الشنتريني . ابن بسام الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة مصدر السابق 4/1 ص 698 الذخيرة المطوطة جـ2/ 534
[12] مصدر نفسه 4/1 ص 698 الذخيرة المطوطة جـ2/ 534
[13] المصدر نفسه 4/1 ص 698
[14] امصدر نفسه 3/1 ص 891
[15] المقري نفخ الطيب من غصن الأندلس الرصيب 20 / 71 مصدر سابق
[16] المصدر نفسه 2/70
[17] المصدر نفسه 2/184
[18] المصدر نفسه 2/184
[19] المصدر نفسه 2/40
[20] الصقلي عبد الجباربن حمد يس الديوان تحقيق د . احسان عباس منشورات دار صادر بيروت – لبنان (ط/ الأولي 1960 ) ص 545
[21].المقري – نفخ الطيب من غصن الاندلس الرصيب 2/191 مصدر سابق
[22] انظر – ابن بسام الشنتريني الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة
[23] المصدر نفسه
[24] المقري – نفخ الطيب من غصن الاندلس الرصيب 8/80
[25] ابن حمد يس الصقلي الديوان ص 378 ص مصدر سابق
[26] المقري – نفخ الطيب من غصن الاندلس الرصيب 2/45 مصدر سابق
[27] المصدر نفسه 2/67
[28] المصدر نفسه 5/143
[29] ابن حمد بس الصقلى . الدبوان ص 187
[30] العماد الاصفاني جريدة القصر وجريرة اهل العصر
القسم الرابع / الجزء الاول تحقبق عمر الدسوقي وعلى عبد العظيم منشورات دار تهضة مصر الفجالة مصر
(ط / الأولي 1964 ) جـ 11 لوحة 171
[31] ابن بسام الشنترينى الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة 4/1 ص 355
[32] ابن حمديس الصقبي . الديوان ص 545
[33]ابن بسام الشتنريتى الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة 2/2 ص 638
[34] المقري نفخ الطيب من غصن الأندلس الرطيب 4/ 241 مصدر سايق
[35] المصدر نفسه 2/71 مصدر سابق
[36] المصدر السابق 5/ 45
[37][37][37][37] التطيلي الأعمي أبو جعفر أحمد بن عبد اللة بن أبي هبيرة الديوان تحقيق الدكتور إحسان عباس منشورات دار الثقافة بيروت لينان
( ط الأولي 1963 ) ص 49 .
أكتوبر 30 2011
اما قبل …………………..……. العدد التاسع
بسم الله الرحمن الرحيم
اما قبل
(1)
أن الرسالة الثقافية الجداة فى عالمنا العربى المعاصر تواجة بكثير من التحديات داخليا وخارجيا , ربما تكون العراقبل والتحديات الداخلية أشق وأكبر من التحديات الخارجية والمتتبع لمسيرة الدوريات الثقافية العربية الجادة فى العقود الاخيرة بجد انها تعانى مهاناة شديدة وقاسية من سيل الدوريات الثقافية الفضقاضة التى عزت عقول شبابنا وكتابنا ومبدعينا وبيوتن . حتى اصبح القابض على المبادئ الثقافيه والفكريه الجاده كالغارق فى الجحيم.غير ان المتغيرات العاتية التى تمر بها عالمنا العربى المعاصر هى التى تفرز الثقافية البناءة عن ذلك الثقافية الطفيلية التى تطفو على السطح فى مراحل الضعف والتخاذل والاستلاب . (2) فى ظل هذة التيارت الجارفة لكل عمل ثقافى جاد وحقيقى تحاول” الجسرة الثقافية” مواصلة طريقها , لتعكس الفكر العربى المستنير فى عالمنا العربى . ولتنقل رسالة الجسرة القطرية بكل عمق الى شتى انحاء الوطن العربى وبعض العواصم الاوروبية . ولعل الرسائل الثقافية التى تصلنا من بعض المؤسسات الثقافية والعلمية والاكاديمية والعريقة هى التى تدفعها لمواصلة المسيرة برغم العناء الذى نتكدة فى توصيل هذة الرسالة الثقافية . وقد جاءت محاور هذا العدد التاسع لتجسيد هذة الرؤية الفكرية للجسرة فعنى محور الدراسات بموضوعات جادة لكل من , الدكتور أحمد زكريا عن الفكر والقومى والحركة العربية , والدكتور حفناوى بعلى عن نظريات المهنج فى تحليل الخطاب النقدى , والدكتور مفتاح محمد عبد الجليل عن وصف قصور الامراء ودورهم فى شعر الاندلسيين والدكتور وليد مدير عن الدوائر المتقاطعة فى تداخل الشعر كع غيرة من الفنون . اما محور الادب الجزائرى فقد عنى بمستوى التلقى فى الشعر الجزائرى وأشكالية النص فى المسرح الجزائرى وبعض النصوص الشعرية والقصصية الجزائرى وحاول هذا الملف ان يعكس صورة الادب الجزائرى المعاصر فى واقعنا الراهن . أما محور الشعر فقد شارك فية كل من يوسف شحادة ومدير محمد خلف وياتريشيا إكبرا , ومحمد أبو الفضل بدران , وجعفر العقيلى , وكمال عبد الرحمن , قيس البشير , وشارك فى محور القصة القصيرة كل من إدوار الخراط ووليم سارياون , وخليل الفرزيع , وسحر توفيق , ومحسن يونس , وحمدى البطران , وغالية خوجة . وقد عبر هذان المحوران – الشعر والقصة عن طبيعة الواقع العربى المعيش . وقد جاء حوار العدد عن الأديب الامريكى ارنست هيمنجواى , وقد أعدة الفنان التشكيلى والقاض الدكتور نعيم عطية , وعنى محور الفنون بالسجن السياسى والمثقف العربى من المنظر السينمائى . وتناولت الاضاءات الفكرية عرضا للمحاضرة التى القاها جاك بيرك فى نادى الجسرة حول التواصيل الحضارى بين الثفافتين العربية والغربية وقد أعد هذة المحاضرة محمد عصفور. وقد عنى محور المتابعات بموضوعات ثقافية جادة تناولها كل من الكتور أحمد درويش والكاتب ماجد السامراتى والدكتور مصطفى عبد الغنى والناقد حسن رشيد والكاتبة فاطمة يوسف العلى , جاء محور الفنون التشكلية عن الفنانين القطريين يوسف احمد وعلى حسن واعد هذا المحور الناقد التشكيلى أسعد عرابى كما أعد رسوم العدد الفنانان يوسف أحمد وعلى حسن . ولعل هذا التنوع الثقافى البناء الذى تحملة الجسرة الثقافية إنما يعكس شمولية الثقافية والعربية ووحدتها فى إطار التنوع حتى تستطيع أن تساير متغيرات الواقع العصرى .
بواسطة admin • 00-اما قبل • 0 • الوسوم : اسرة التحرير, العدد التاسع