مايو 21 2014
ضحكة صغيرة ……………………………….. خلدون إبراهيم
ضحكة صغيرة
خلدون إبراهيم
شاعر من سوريا
إنّها ناقة ُ الشمس ِ
لا تعقروها
وصلّوا لها
كي تصلـّي عليكم
وصلـّوا على من يباغتكم بالزمرّد
في أوّل الفجر
لا تدعوها تمرّ
مرورَ الغريب
ولا تمنعوها عن الماء
حتّى يطال َ الخضارُ الرمال َ
َويندى قميصُ التراب ِ
وتعبر من دون سرج
خيول ُ الكلام
إلى نجمة في السماء البعيدة
أخلوا لها ما يعيق الهبوب
وكونوا على ثقة أنّ ما سترون
سيدهشكم لا محالة
بعض ُ البياض المبكـّر
في الليل
يدهش ُ
بعض ُ السحاب المبكـّر
في الصيف
يدهش ُ
بعض ُ الكلام المبكـّر
في الصمت
يدهش ُ
لا تعقروها
لكي لا تدمدم فوقكم ُ الكلمات ُ
وكي لا تسوّى الأماني عليكم
أواخرَ أحزانكم
إنـّها ضحكة ٌ
في الزمان الذي يتأخّر ُ
تعرف ُ كيف تسدّ الفراغ
بوجه الفراغِ
فيا أيّها الآخـِـرون
إذا ما أردتم عبادة أضغاثكم
فاعبدوها
ولكنـّني لا أريد ُ
بأن توصموا ضحكتي بالضلال
فلا هي تعبد
ما تعبدون
ولا هي تأكل
ما تزرعون
ولا هي تشرب
ما تنهلون
ولا هي تسلك
ما تسلكون
لكم شوككم
ولها زهرها
لكم شأنكم
ولها شأنها
إنّها هسهسات ُ جناح الفراشة
حين ترشّ السماء َ
بألوانها
وهي كالضوء
حين يثير الطيور
ويلقي بأسماك أحلامنا
في المياه
أريد لنا أن نجمّل شكل الحياة
لكي لا نظلَّ بهذا الضياع
الذي يشتهينا
لكي لا نصاب بداء الندامة
في آخر الأمنيات ْ
إنها ناقة الريح
ون |
قاموس حبّ من الكلمات ْ
خلد إبراهيم
مايو 21 2014
وأنت إذ تكتب على الريح أنور ……………. محمد سليمان الأسمر
وأنت إذ تكتب على الريح
أنور محمد سليمان الأسمر
شاعر من الأردن
وأنت إذ تكتب على الريح
جملتك الأخيرة /
النجوم صخور معلقة فوق صدرك
والقلب يموء كقطٍ
في زاوية العمر
والذكريات غيم على النافذة
قد يجيئك قمرٌ
يحطُّ على شرفتك أغنيةً
يوقظ شاعرًا فيك
ويركض كطفل
بين المفردات
تخيل
خذ غصنًا طريًّا من الماضي
وابتكر أملًا على فرس
يعبر فيك المرايا التي تنثرك
ويعبر فيك المرايا التي تجمعك
تعرف على نفسك واحدًا
واحدًا
تمسك بأطراف القصيدة
على أجنحة الحمام
قد تجد في آخر الأفق
من يشبهك
وقد تأسرك
امرأة أرق من أنوثتها
في الكلام
اقرأ على الليل
بعضًا من اسمها العالي
لا تفصح عن باقي الحروف
وقل للطير أن تحفظ سرّك
قد يأتيك من أول الاسم سهمّ
يهوى إلى أول الحب
كي يقتلك
ويطير من آخره يمام
نقرّ في فضاء الحزن عمرك
***
وأنت إذ تكتب على الريح
تخيل /
ابتكر قاربًا يحمل على بحر
حزنك مفرداتك كلها
ربما يأتيك شاعر يحمل موجةً
ويرسم وردة لحبيبته النائمة
ربما تأتيك ذكرياتك المُتعبةْ
وذكرياتك المتعَبَة
تخيل وابتكر أملًا على فرسٍ
واصعد إلى برق
يفضي إليك بأسرار الغياب
والى وطن يسكن فكرة
في غموض المطر
***
وأنت إذ تكتب على الريح
ربما تخيلتَ أغنية وبكيتها
وقالت لك الأغنية:
ضع أمامك كله أمامي لأقتله
وحدي أمامك
وحدي وراءك
وقالت لكَ ياغبي
من أين يأتيك الصبي ؟!
ولا مريم ثانيةٌ
لينفخ الحب في روحها
ويجيء النبي
وربما خَيَّرتْكَ الأغنية
أن تعود إلى بطن أمك
وترتب على مهلٍ
شكل الحياة المهملة
وشكل الحياة المتعبة
هل ستختار مثلًا
أُمًّا غير أمك ؟
أرضًا غير أرضك ؟
حبيبة غير التي حملتك الدمع
وأنت مبتسمٌ
وتمشي غامضًا في المرايا ؟
هل ستحفظ أشياء الحياة المهملة ؟
وتحمل أشياء الحياة المتعبة ؟
أم سترميها في نهر الأسئلة ؟
لتبحرَ للنهاية مطمئنًا
وتختار شاعرًا فيك
تمرد على كل الأمكنة
***
وأنت إذ تكتب على الريح
وصادفتك جملة عارضة
مثلًا:
“نحلةٌ تلسع دمعة لتمتص وردة”
“وردة تحمل قبلة على يد امرأة
لتشكل من منفًى وطنا ”
“وطن على رف مكتبة ”
“مكتبة للهديل
وما تخثر من صهيل”
“صهيل الأنوثة على جسد”
فوضى الورد والدمع”
“دمع على خد طفل يفكر كيف
يرسم من لعبة أفقا”
“أفق من حنين
يعيد العشب للروح”
“روح فراشة تفتش في حجر
عن أقحوانة نائمة”
“أقحوانة على نجمة تمازح
ليلة العاشقة”
وأنت إذ تكتب
لا تلتفت خلفك
وارسم فتوحاتك
على لوح من جنونك العاطفي
واصعد إلى برق
يفضي إليك بكل أسرار الغناء
وشيد بالنشيد
صروح أحلامك العالية
وقل للطير أن تحفظ سِرَّك
أنور محمد سليمان الأسمر
بواسطة admin • 03-نصوص شعرية • 0 • الوسوم : العدد الثالث/الرابع والعشرون, محمد سليمان الأسمر