يوليو 10 2010
الآدب الاسبانى المعاصر بأقلام كتابه ….. الدكتور طلعت شاهين
الآدب الاسبانى المعاصر بأقلام كتابه
بقلم: الدكتور طلعت شاهين (*)
برزت فى الادب الاسبانى خلال السنوات الاخيرة عدة ظواهر أولها ان ذلك الادب الذى كان الشعر يحتل الصدارة فيه، تحول الى الرواية ليبرزها على غيرها من أنواع الكتابة الادبية الاخرى ، على رغم أن الرواية فى أسبانيا كانت فى تراجع طوال فترة ليست بالقليلة نظرا لسيطرة كتاب امريكا اللاتينية فى هذا المجال منذ بداية الستينات تقريبا، ويرى النقاد أن سبب تخلف الرواية الاسبانية خلال السنوات السابقة على موجة البوم أو الانفجار الروائى فى امريكا اللاتينية يعود بشكل أساسى الى أن الرواية الاسبانية كانت خالية من أى خلفيات جمالية لآنها كانت منقسمة بين مؤيدين لنظام فرانكو او معارضين له، دون أن تكون هناك رؤية واضحة لدى هؤلاء أو أولئك بل كان تأييد نظام فرانكو انتهازيا للفوز برضائه والتمتع بالمناصب المتاحه او التى يتيحها ذلك النظام لجذب مزيد من التأييد له فى الاوساط الثقافية الذى كان نظام فرانكو الخاسر فيه دائما لآن الجمهورية كانت فى الاساس نظاما مثقفا اعتمد على مثقفين، وكان المثقفون طليعتها منذ البداية وحتى هزيمتها أمام زحف قوات فرانكو، أما كتاب الرواية المعادون لنظام فرانكو كانوا يكتبون فى ظل المساحة المسموح لهم بها داخل الوطن، وهى مساحه لاتسمح بتطوير أدوات الكتابة جماليا، فتساوت كتاباتهم فى القبح مع كتاب النظام، جزء اخر من كتاب الرواية المعارضة للنظام كانوا يعيشون خارج الوطن لذلك تطورات كتاباتهم لكن جماليات الكتابه لديهم كانت مختلفة لانها كانت فردية الى حد كبير نظرا لتفرقهم فى المنافى بعضهم كان على علاقة بالداخل وبعضهم الاخر انفصل عن واقع اسبانيا الداخلى ، وحاول أن يعايش المجتمع الذى وجد فيه منفاه، بعضهم أحرز تقدما وسارت ابداعاته فى الرواية بشكل مواز للتطور الروائى العالمى، وحقق بعضهم انجازات لاتقل أهمية عما حققه كتاب الرواية فى أمريكا اللاتينية، لكن جماليات المنفى كانت فردية اى لاتستطيع أن تشكل حركة حقيقية يمكن أن تكون تيارا فى حد ذاته وأن يكون لها تأثيرها الفعال فى تطوير الرواية الاسبانية ولعل ابرز كتاب هذا الاتجاه (خوان غويتيسولو)الذى استطاع أن يتفرد بين جيله من الكتاب الاسبان، واكن وراء تفرده كانت هناك ثقافة متفرده ايضا واستعداد شخصى لتمثل ثقافات اخرى بعضها يعتبره الكاتب امتداد لثقافته الخاصة أو جزءا من ثقافته الوطنية كماهو الحال بالنسبة للثقافة الاسلامية، أو الثقافت التى يعتبرها امتدادا لثقافة بلاده كماهو الحال بالنسبة للثقافات المختلفة فى أمريكا اللاتينية، من روائيى الداخل ، هناك من اتبع منهم خطوات النظام وكانت له موهبة حقيقية وبالتالى كانت له لحظات تمرده التى تنتج أدبا جيدا، لكن الابداع الجيد كان يغرق فى خضم الانتاج الردئ الذى كان يحاول كتابه من خلاله التأكيد على ولائهم لذلك النظام وأكبر من يمثل هذه النوعية الروائى (اميليو خوسييه ثيلا) الذى كانت روايته (عائلة باسكوال دوارتى) استثناء فى الانتاج الروائى الاسبانى فيما بعد الحرب الاهلية ولكن قيمة تلك الرواية والضجة التى أحدثتها ضاعت بين ثنايا الانتاج التالى للكاتب وعمله لدى النظام فى أسوأ مكان يمكن أن يتصوره مثقف فى ظل دكتاتورى وهو جهاز الرقابة الفنية والادبية والادب عادة لايمكن ان يحافظ على علاقة طيبة مع جهاز عمله الاول قمع الابداع ، فما بالنا لو كان المبدع نفسه جزءا من هذا الجهاز القمعى، وربما كانت ديباجة منح (اميليو خوسيه ثيلا) لجائزة نوبل للاداب دليلا على رأينا فى اعماله ، اذا أكدت لجنة نوبل على أهمية روايته (عائلة باسكوال دوارتى) التى كانت عمله الاول، وأى عمل أول مهما كانت عبقريته لايخلو من عيوب العمل الاول لكاتب لم تكتمل أدواته بعد، مبدعو الرواية المعارضة فى الداخل كانوا ضحية أنفسهم أكثرهم كانوا أدوات فى يد الايدلوجية السياسية التى كانت تعمل جاهدة للتخلص من النظام الدكتاتورى، فكانوا أبواقا سياسية تبنت نظريات جمالية تخطاها الزمان ولم يحاولوا العثور على تميزهم الخاص من خلال ابداع جمالى جديد، بل كان بعضهم عقبة أمام ظهور جيل جديد فى الرواية المعارضه للنظام، لآنهم كانوا أكثر رجعية من مؤيدى النظام فى تعاملهم مع أى كاتب يحاول أن يتخلص من تأثير هذا الاتجاه أو ذاك وينتج أدبا جديدا متميزا يعكس صوته الخاص يضاف الى هذا أنه بعد رحيل الجنرال فرانكو، وتبنى اسبانيا للنظام الديمقراطى الغربى ودخولها فى منظومة الاتحاد الاوروبى، بدأت تزحف عليها التطورات الحديثة التى حدثت خلال فترات انعزالها عن ذلك المحيط الاوروبى بكل مافيه من سلبيات وايجابيات، بل أن أوساطها الثقافية حاولت أن تطبق كل مايصل الى أيديها فى سباقها للحاق باخر صيحات العصر الثقافية مثل قيام بعض دور النشر الكبرى باتباع نظام الدعاية الرخيصة لبعض الاتجاهات الجديدة لمجرد ايهام القارئ أن بلاده تنتج أدبا جديدا لايقل أهمية عن الابداع فى الثقافات الاوروبية الاخرى ونتج عن هذا اختلاط الجيد بالردئ فى محاولة لتبين الحقيقة فى الوقت الراهن الذى يمربه الابداع فى الثقافة الاسبانية المعاصرة حاولنا من خلال خطوة جريئة تعتبر الاولى من نوعها أن نقدم للقارئ العربى صةرة واضحة من خلال كتابات كتاب ونقاد تلك الثقافة فقمنا بتكليف عدد من أهم نقاد الاادب الاسبانى بكتابة رؤيتهم للحظة الابداع الراهنة فى بلادهم وكل منهم فى مجال تخصصه وتناولت تلك الكتابات التى تقدم ترجمتها هنا الى القارئ العربى- الرواية والشعر والقصة القصيرة والمسرح والنقد التنظير النقدى وتعتقد أن تلك المقالات تقدم صورة واضحة لهذا الادب الثرى وترسم خارطة متكاملة للادب الاسبانى المعاصر- مرسومة بأقلام متخصصين مهمتهم الاولى متابعة هذا الادب والتعريف به…..
يوليو 10 2010
الاتجاهات المعاصرة فى الرواية الاسبانية ….. انا رود ريغيث فيشر
الاتجاهات المعاصرة فى الرواية الاسبانية
بقلم : د. انا رود ريغيث فيشر (*)
هناك عدة عناصر يمكن أن تفسر التطور الكبير الذى طرأ على الرواية الاسبانية خلال الثلث الاخير من هذا القرن،يمكن الاشارة الى أبرز تلك العناصر التى تتمثل فى:أولا التقدم الاقتصادى الذى اثر فى تطوير عالم الكتب والنشر، الذى تحول من نشر تقليدى محدود ليصبح صناعة قوية وثانيا التحول الاجتماعى الثقافى الذى يوازى التطور الاقتصادى مماشجع على ظهور جمهور قارئ يتكون من شرائح عريضة من الشعب الاسبانى بعض تلك الشرائح ام يكن يملك القدرة على امتلاك الكتاب سواء بسبب قدرته الشرائية أو بسبب تشكيله الثقافى، وثالثا التطور الذى طرأ على وسائل الاتصال الحديثة التى اثرت بشكل كبيرعلى تقرب الكاتب الاسبانى من جمهور القراء حتى أصبحت القراءة فى أسبانيا عادة وبشكل خاص الرواية التى يكتبها كتاب محليون، وذلك شئ لم يكن يحدث فى الماضى، لكل هذه الاسباب فان أفق الرواية فى بلادنا متسع وجمعى، يتعايش فيه خمسة أجيال من الكتاب، لآن التطور الاقتصادى شجع على بروز أسماء شابة جديدة، نظرا لسهولة نشر العمل الاول، اضافة الى الكاتبات اللاتى اأصبح عددهن كبيرا، ووجودهن فى أدبنا طبيعيا ويتسع كل يوم، اضافة الى استمرار الابداع عند المؤلفين الكبار الذين استقرت أسماؤهم فى الاذهان ولايزالون ينشرون أعمالا جديدة، من هؤلاء الكتاب الكبار نجد(اميليو خوسيه ثيلا) الحاصل على جائزة نوبل عام 1989 نشر رواية(مقتل الخاسر)عام1994،(وصليب سان اندريس)عام1995 ، والروائى (غونثالو تورنتى بايستير)نشر روايات (أنا لست أنا)عام1987 و(موت العميد)عام1992 والكاتب(ميغيل ديليبس) نشر روايات (سيدة ترتدى الاحمرعلى خلفية رمادية)عام1991 و(يوميات متقاعد)عام1995، أماالكاتبة (انا ماريا ماتوتيس) التى يعتبر أهم كاتبة اسبانية حاليا حيث نشرت بعد فترة صمت طويل أربع روايات مهمة وصلت الى قطاع عريض من القراء منها:(ملكة الجليد)عام1994 والملك الغوطى المنسى عام1996 و(الذهاب من البيت)عام1998 والكاتبة(خوسيفينا ألديكو)وصلت الى قمة نضوجها فى ثلاثيتها(حكاية معلمة)عام 1990 و(سيدات الحداد)عام1993 و(قوة القدر)عام 1997 والتى تقص فيها معلمة باحدى المدارس شاركت فى الحركة الجمهورية والحرب الاهلية ،ووبعد الحرب ذهبت الى المنفى،ثم عادت الى الوطن من جديد، الكاتب(خوان مرسيه)لايزال يكتب من خلال مذكراته الشخصية مركزا على فترة هامة من تاريخنا المعاصر وهى فترة مابعدالحرب من اهم اعماله الاخيرة (عاشق بلغتين)1990، و(ساحر شنغهاى)عام1993 ويمكن أن نذكر هنا ايضا (خوان غويتيسولو)الذى يعيش خارج اسبانيا ويفضل كتابة الرواية التجريبية، أماشقيقة (لويس غويتيسولو) فان أعماله الكثيرة تلفت النظر مثل رواية تناقض وكذلك الكاتب (فرانثيسكواومبرال)الذى أبدع خلال السنوات الاخيرة عددا كبيرا من الروايات المهمة، اضافة الى هؤلاء الكتاب الذين ينتمون الى جيل منتصف القرن، هناك مجموعة بدأت النشر خلال السبعينيات وتعيش الان فترة النضوج الابداعى الكامل وهم مؤلفون اهم شخصيتهم المتميزه، ويشكلون تيارات عدة أهمها ذلك التيار الذى حول الرواية اقرب الى الشعر من خلال التعامل اللغوى لكن الطابع الغالب لهؤلاء الكتاب ان لكل منهم شخصيته المتميزة داخل عملية الابداع الروائى الاسبانى تعتبر رواية الزئبق المنشورة عام1968 التى كتبها (خوسيه ماريا غيلبنثو)قطيعة مع ماسبقها من اعمال روائية اسبانية كتبت بعدها عدة روايات كانت كل منها تمثل خطوة تجديدية عن ماسبقتها الى روايته المشاعر المنشورة عام1995 والتى تعكس صراعا بين امرأتين تختلفان اجتماعيا وثقافيا وعلميا كل منهما تحاول ان تتمرد على وضعها تلك الرواية القصيرة تشكل عالما شاعريا ويزداد شاعرية كلما تعمق الكاتب فى الحديث عن الزمن والمشاعر التى تعبر عنها كل من البطلتين الواقعية استمرت فى الرواية الاسبانية من خلال كتابات (لويس ماتيودييث) الشخصيات التى تسكن رواياته شخصيات نصف موهربة وغامضة وفى اكثرها ينتمون الى الريف ويعيش احداثا مقلقة ولديهم القدرة على تحويل العالم الروائى الى عالم جديد وخيالى غيرمسبوق يجذب القارئ اليه بشكل غير عادى مثل رواياته (ملف الغريق) الصادرة عام1992و(طريق الضياع)عام1995و(جنة البشر)عام1998 يعتبر (خوان خوسيه مياس) خبيرا فى تحويل الوقائع الغريبة الى اسطورة وشخصيات رواياته بها دائما شخصيات شاذة تعيش احداثا مقبولة لكنها فى الواقع احداث غير منطقية مقلقة تثير دهشة القارئ هذا التناقض يعود الى أن احداث تلك الروايات تجرى كلها فى مناطق حضرية معروفة بالمدن وقريبة الى التفسير الواقعى وتتمثل الحياة اليومية: (ورقة مبللة)عام1983 (وحرف ميت)عام 1984 و(فوضى اسمك)عام 1988 و(عبيط وميت وخادع خفى)عام1995 ويشبه هذا الابداع روايات الكاتب (خافيير توميو)مع اختلاف فى استخدام السخرية التى تشيع فى كتابات هذا الاخير، لكنها سخرية مختلطة بالعبث وتميل الى التجريب السوريالى ولاتزال روايته (حوار فى حرف رى صغير) الصادرة عام1980 والتى تقص حكاية مسافرين يلتقيان فى عربة قطار ويتبادلان حوارا ساخرا يشبه حوارات بيكيت أما الكاتب(انريكى فيلا- ماتاس) فانه يعشق دائما رؤية الجانب المظلم للاشياء بحثا عن التعمق فى الجانب النفسى، يتعمق فى الحياة الداخلية للشخصية ليصنع كتابات تشبه الهوس، وتدورأكثرها فى ليالى سنوات الخمسينيات لمدينة برشلونة الباردة،صعلوك يفاجئه البوليس أثناء سرقة أكوابا من صالة جنائزية فيدعى الجنون وينكر شخصيته مما يؤدى به الى مستشفى للامراض العقلية وتقرأ سيدتان الخبر فى الصحف فتعتقد كل منهما انه زوجها المختفى وهذه الحكاية موضوع رواية (المخادع)عام1984، ثم روايات(بعيدا عن فيراكروث)عام1995 و(شكل الحياة الغريب)عام 1997، تعكسان مشاكل هوية الانسان المعاصر، وتقدمان وجها الليل والنهار لحياة فرد واحد، ممايمكن اعتبارها رواية البطل المعاكس أيضا الكاتب(خافيير مارياس) يتفرد عالمه الروائى بين زملائه وبشكل خاص فى الفترة الاخيرة من حياته الابداعية، روايته(الانسان الحساس)عام1986، تحكى قصة مغنى اوبرا يعيش حياة متناقضة من الحب والصداقة و(القلب الابيض)عام1992و(تذكرنى غدا فى الحرب)عام1994 تعتبران روايتان تحاولان البحث فى غموض الموت والقدروالحب، والزمن،دون أن تتخليا عن التعامل مع الحياة اليومية وأسرارها، ومن خلال لغة قوية ومعبرة، اما(مانويل لوبى) فان روايته (جميلة فى الضباب) فانها عمل رائد، ادواردو مندوثا والفارو بومبو كلاهما من الاسماء الجديدة التى دخلت المشهد الادبى خلال السنوات الاولى من السبعينيات، وهنا أريد أن ألفت النظر الى حدث جديد اثرى الرواية الاسبانية المعاصرة وهو دخول عدد كبير من الشعراء لهذا المجال مثل(أنا ماريا مويس) و(أنا ماريا ناباليس) و(انطونيو كوليناس) و(بينتيس رييس) و(كلارا خانيس) أو( خوليو ياماثاريس) وبعض هذه الاسماء حققت انجازات مهمة فى الابداع الروائى،فى رواية (أفراس الحلم) الصادرة عام1989 تقصكلارا خانيس حكاية ثلاثة أزمنة من تاريخ جيلها، وفى روايتها(رجل عدن) الصادرة عام1991 تقدم حكاية سيدة غربية تسافر الى اليمن لحضور مهرجان شعرى وتبدأ هناك قصة حب تحول الرواية الى غنائية ثرية مكتوبة فى نثر جميل أما خوليو ياماثاريس فانه يركز على عالم ملئ بالكتل البشرية بادئا من الحياة نفسها فيقص حكاية المقاومة فبمابعد الحرب الاهلية فى روايته (قمر الذئاب)الصادرة عام1988م أو يعود الى الصور التى تحتشد فى ذكريات الطفولة فى روايته( مشاهد سينما صامته)الصادرة عام1994، يعتبر خوليو ياماثاريس واحدا من أفضل كتابنا الذين ظهروا خلال سنوات الثمانينيات وايضا الكاتب (لويس لانديرو) رغم أنه يكتب بشكل مخالف تماما روايته(ألعاب العمر المتقدم) الصادرة عام1989 أو(فرنسان الحظ)الصادرة عام1994 فأنهما تشكلان جزءا مهما من اعمال الرواية الاسبانية المعاصرة أما انطونيو مونيوث مولينا فانه بعد صدور روايته(شتاء لشبونة)عام1987 و(بلتنيبريس)عام1989 اللتان تنتميان الى الرواية الاقرب الى الرواية البوليسية الا أنه فى روايته الاخيرة(تمام القمر)عام1997 فانه يتجه فى ابداعه الى الواقعية التى تستقى جذورها من الحياة اليومية المعاشة يأتى بعد ذلك بدرو سوريلا الذى ينحت عالما روائيا جديدا يستقى جذورة من الرواية فى أمريكا اللاتينية ويخضع لتأثيراتها لكن بنكهة ايبيرية تمزج مابين الواقع والخيال وتمارس الشخصيات حياتها فى ضبابية تشبه حياة(كونت الضباب) ويبرز هذا فى روايته(رحلات ضبابية) الصادرة عام1997 ، خافيير غارثيا سانشيث لايتنازل عن ترحالة فى عالم الاخرين الغامض كانتحار شاعرة رومانتيكية فى روايته (اخر رسالة حب)عام1986 أويصنع عالما من الرعب النفسى والعبث كما فى روايته(طابعة الالة الكاتبة)عام1990 او الحياة اليومية لرياضى سباق الدراجات كما فى روايته (جبل دى هويث) عام1994 أو تطور الحياة المادية لبائع صحف يعيش فى كشكه الخشبى يراقب مرور البشر من امامه، ويشعر بصرخات الاشياء من حوله كما فى رواية (الحياة المتجرة)عام1996 تماما كما ظهرت أسماء أخرى لاتقل اهمية يمكننا ذكرهم هنا مثل(خوستو نافارو)و(اغناثيو مارتينيث دى بيسون)و(بدرو ثارالوكى)و(مارثيدس سوريانو و اليخاندرو غاندارا، أو(انياكى ايثكيرا)و(نوريا امات) تلك الاسماء استطاعت ان تثبت اقدامها فى عالم الرواية المعاصرة فى أسبانيا، بالطبع هناك ايضا اسماء جديدة انضمت الى هذا الحشد الذى يشكل عصب الابداع فى الرواية الاسبانية المعاصرة، لآسباب كثيرة ذكرنا بعضها من قبل هناك الكثير من الاسماء التى برزت من خلال عمليات(تسويق تجارى)لا علاقة لها بنجاح اعمالهم الابداعى، وهذا النوع من الروايات الخفيفة التى تحاول جذب القارئ المرهق واللامبالى الذى يحب ان يرى نفسه فى اعمال تتحدث عن عالم الليل: الخمر والمخدرات والجنس، وهذا بالطبع يخلق صراعا مع العديد من الاسماء الجديدة التى تحاول ان تجد لها مكانا فى عالم الابداع الروائى من خلال اعمال حقيقية ومن الكتاب الجدد الذين يحاولون الصعود فى مناخ من التسويق التجارى والتغلب عليه هناك اسماء مثل: (خوان بونيا)و (لويسماغرينيا أو بيلين غوبيغى….
بواسطة admin • 02-ملف العدد • 0 • الوسوم : العدد الرابع, انا رود ريغيث فيشر