يونيو 6 2011
يوم في حياة امرأة وحيدة روساريو كاستيانوس * Rosario Castellanos ( المكسيك 1925 – 1974 )
يوم في حياة امرأة وحيدة
روساريو كاستيانوس *
Rosario Castellanos
( المكسيك 1925 – 1974 )
-1-
مخجل أن تكون المرأة وحيدة
تقضي اليوم والحياء الرهيب يلهب وجنتها
( الوجنة الأخري تموت في الخفاء )
*****
تقضي الوحيدة يومها في إحياء الرماد
أعمال تفاهة بلا ثمار
ساعة يتجمع الأقارب
حول النار والحكايات
يسمع صراخ امرأة
في صحراء شاسعة
حيث كل صخرة
كل جذع
يأكله السوس الحارق
كل فرع ملتو
قاض أو شاهد لا يرحم
******
تقضي الوحيدة الليل
ممددة علي فراش الاحتضار
تنبت عرق المعاناة الذي يبللا الشراشف
يسكن الفراغ حوار
مع أطياف الرجال
*****
الوحيدة تنتظر
تنتظر
تنتظر
******
لا يولد الطفل في أحشائها
لا يموت جسدها
البكر
أرض لم يعرف المكتشفون وجودها
لم تقع عيونهم عليها
الوحيدة تتأمل مرايا معتمة
– تبحث عن نجم هوي –
دماء بالقلم علي الشفاه
دماء مفتقدة
*****
تبتسم لفجر بلا رجال
-2-
من أضعف من إله ؟
يفح فحيحا جائعاً
يتلصص
دم الضحية
يأكل الأضحيات يبقر أحشاءها
بحثاً عن مخلوق في طور التكوين
ينشب فيه جوارحه المائة
*******
( إله
أو بعض الرجال محددي المصير )
*****
كل يوم يشرق
ينهشها العالم من جديد
-3-
عينا السمكة الكبيرة مفتوحتان ابدا
لا تنامان
تحملقان دائما
( لمن ؟
في أي اتجاه ؟ )
تنظران في عالمهما المحيط .
في صمت
******
ينبض قلبها أحياناً
ينبض محاطاً بالشوك
يردد :
أنا أحب
السمكة العظيمة
تنهش
تدوس
تلون المياه بغضبها
تتحرك بأعصاب من البرق
بينما تنظر الوحيدة عبر المرايا المعتمة
يونيو 30 2011
أما قبل ………………………. العدد السابع
بسم الله الرحمن الرحيم
أما قبل
(1)
يأتي العدد السابع من الجسرة الثقافية ليواصل رسالته الفكرية في وطننا العربي ، وليجسد الرسال الثقافية التي حملها نادي الجسرة الثقافية علي عاتقه في العقود الثلاثة الأخيرة وعلي الرغم من الصعوبات التي تواجهها معظم المؤسسات الثقافية العربية في واقعنا الراهن نتيجة لأسباب عديدة لا تخفي علي المثقف العربي ، وعلي الرغم من التحول الذي طرأ علي ثقافاتنا العربية في العقود الأخيرة ، وظهور بعض الشرائح الطفيلية التي قفزت علي سطح الثقافة العربية بغية تشويهها ، نقول علي الرغم من ذلك إلا أن المثقف العربي الحقيقي عليه أن يقف صامداً كالصخرة التي لا تحركها الرياح ، والجسرة الثقافية تحاول أن تواصل رسالتها وسط هذه العواصف المتقلبة بغية التفعيل الثقافي البناء .
(2)
وقد جاءت محاور هذا العدد مجسدة لهذه الرؤية الفكرية فعني محور الدراسات بنظرية الإيقاع عند المسعدي في ضوء الأسلوبية المعاصرة ، وفي هذه النظرية عالج الدكتور / محمد عبدالمطلب الإيقاع في السجع العربي من خلال رؤية المفكر الكبير محمود المسعدي ، الذي فطن إلي أهمية الإيقاع في النثر العربي ، معتمداً علي المنهج الأسلوبي قبل أن تستفيض المناهج اللغوية المعاصرة بماتحويه من أسلوبيات في التعامل مع النص الأدبي ،ويري الدكتور محمد عبدالمطلب أن المستوي الصوتي كان منطلق المسعدي في دراسته لمقامات الهمذاني لكشف خواصها الإيقاعية ،وربطها بالمكونات الصياغية علي نحو تحليلي ينزل إلي أصغر جزئية في تكوين الدال، ثم يصعد إلي الدال عندما يكون منفرداً وعندما يدخل في السياق التركيبي وصولاً إلي القطعة الكاملة وهذا النزول ثم الصعود محكوم بمنهجح استقرائي يتابع مجمل ما تركه العرب من سجع المقامات، وتعد هذه الدراسة إضافة كبيرة للدراستا الأسلوبية العربية المعاصرة .
ثم تأتي دراسة الدكتور عبدالستار جواد لتعالج مشكلات النص النقدي في ضوء نظريات النص ، وذلك من خلال تتبعهع لمفاهيم النص وقضاياه في النظريات النقدية المعاصرة عند البنيويين والتفكيكيين لاسيما نظرية التلقي ، ودور القارئ ونظريات التأويل والتفسير وغيرها .
أما دراسة الدكتور محمد عبدو فلفل تناولت بنية اللغة الشعرية بين القدماء والمحدثين ، وذلك من خلال تحليله لأداء القدماء والمحدثين في اللغة الشعرية .
وجاء ملف العدد عن الشعر المعاصر في أمريكا اللاتينية وقام الدكتور طلعت شاهين بترجمته وتقديمه ، وفيه عني بتقديم بعض النماذج الشعرية المختلفة لبعض الشعراء ونظراً لصعوبة التناول التحليلي الدقيق لكل دولة من دول أمريكا اللاتينية فقد تناول بعض النماذج الشعرية لشعراء من التشيلي وأوروجواي ، وكوبا وسانتياجودي تشيلي ، والمكسيك ، وبيرتو ريكو ، وفنزويلا ،وبوليفيا ، والبيرو ، ونيكاراجوا ،وبنما ، ولعل هذه النماذج الشعرية تتيح للقارئ العربي معرفة النصوص الإبداعية الشعرية للثقافات الأخري ، وكيفية التعامل معها والإلمام بها لتوسيع دائرتنا الثقافية ، أما محور الإبداع الشعري فقد تناول قصائد شعرية لشعراء عرب هم ، عصام ترشحاني ، وجميل محمود عبدالرحمن ، وحسين نجم والهواري الغزالي ،ومحمد أبو المجد فضلاً عن قصيدة للشاعر الفرنسي ألفريد دي فيني وعنيت القصائد العربية بمعالجة بعض قضايا الواقع العربي الراهن والتطلع لواقع أفضل .
وتناول المحور القصصي إبداعات قصصية لكتاب وروائيين عرب من مختلف الأجيال بغية تحقيق أواصر التلاقي والتلاحم الإبداعي بين الكتاب العرب ومن هؤلاء إدوار الخراط ، وجمال الغيطاني ، ومحمد حمد الصويغ ، وغالية خوجة ، وهدي النعيمي ، ومحمد الكاظم ، وخيري السيد ،وعني حوار العدد بمناقشة أهم القضايا النقدية التراثية والمعاصرة من منظور الناقد العربي الدكتور جابر عصفور أما محور الفنون فقد تناول قضيتين هما، علي شاشات التليفزيون لاسيما فيلم ” الزمار ” لعلي عوض الله كرار ،ولحظات سياسية سينمائية مشرقة للناقد الفني محمود قاسم .
وعني محور إضاءات فكرية بعرض موجز لمحاضرة الدكتور زكي نجيب محمود التي ألقيت في إحدي فعاليات نادي الجسرة الثقافي بالدوحة وقام بعرضها محمد عصفور .
وجاء محور المتابعات ليعني بأهم القضايا التراثية والفكرية والنقدية في درسنا العربي وقد ساهم فيه كل من الدكتور / محمد رجب النجار أحد الرواد البارزين في حقل الدراسات الفولكلورية العربية ، والدكتور كاظم حمد المحراث ، والناقد سعيد الغانمي ، والباحث علي حسين المفتاح والدكتور رشيد بن مالك ، والدكتور سيد قطب .
وعلي المحور الأخير في هذا العدد بدراسة أكاديمية جادة للفنان التشكيلي الدكتور أسعد عرابي عن التعبيريين الجدد في محترف الحداثة السورية .
(3)
وما من شك في أن هذه المحاور النقدية والفكرية والإبداعية تأتي لترصد واقع الثقافة العربية المعاصرة بحس نقدي مستنير ، يعتمد علي الوعي والإدراك من خلال مزج الرؤية بالأداء والأصالة الناضجة بالمعاصرة البناءة ، ونظن أن كل عمل ثقافي جاد لابد وأن يشكل لبنة من لبنات الثقافة العربية الواعية التي نصوب إليها .
أسرة التحرير
بواسطة admin • 00-اما قبل • 0 • الوسوم : العدد السابع