كان الموضوع العربى حاضرا فى الرواية الاسبانية منذ العصور الوسطى وظل هذا الحضور متواصلا حتى وقتنا الحالى كان خاضعا بالطبع لتذبذبات مختلفة فرضتها تحولات الاحداث التى مر بها هذا التواصل المتذبذب كان بالتالى من العناصر المميزة للادب الايبانى ووصل الى أن أصبح فى بعض الحالات من عناصر التفرد على الاقل فى علاقة الادب الاسبانى بالاداب الاوروبية الاخرى وبالمقارنة بها يعتبرهذا أمرا طبيعيا ويستجيب للنسيج الاسبانى الحيوى خلال تشكله الطويل والمعقد طوال العصور الوسطى بل اكثر من هذا فانه يتعلق بظاهرة أبعد من الموضوع الادبى ويصل الى مستويات مادية ورمزية راقية فى الكثير من المظاهر المثالية والتركيبية التى تتخذ مساحات جدلية ويمكن اكتشافه فى اسماء كبرى محددة ويكفى ذكر الملك(ألفونسو العاشر) العلامة ورجل الدين رامون لول انه يتعلق بفعل جوهرى خاص بالفطرة الاسبانية يتم طواعية واختيارا وليس من قبيل التقليد ويعبر عن هذا جيدا البروفيسور(ماركيث بيانويبا) باشارته الى الفعل الفطرى: أن يعتاد الملك العلامة على تكرار شخصية السلطان أو الملك الطائفى فأنه شئ معروف، لكنه لم يفهم ذلك بعد على أنه لايعود الى المصادفة البحته، ولايتعلق بظاهرة التقليد الآعمى ) الامر الذى لاخلاف عليه أن الثقافة الاسبانية تكون جزءا من الثقافة الاوربية الغربية، وهى كذلك بشكل من الاشكال، بخصوصيتها أو تفردها. لاخلاف على أن أكثر مناطق تفردها يمكن فهمه من خلال تداخل وبقاء عناصر غريبة فى الثقافة الاسبانية لكنها تأقلمت معها فيمابعد، ومن بين تلك العناصر العنصر العربى الاسلامى الذى لعب دورا خاصا وظاهرا وشكلها فى الكثيرمن جوانبها من هنا غربية اسبانيا التى لاخلافعليها تكون فى ظل وضعها المتفرد ليس فقط على مستوى الشكل بل أيضا فى العديد من محتوياتها فى مجال الادب نؤكد أنه واضح جلى وله استمرارية كبيرة مثال على ذلك تمكنت (لوثى لوبث – بارت)من تتبع أثر الاسلام فى الادب الاسبانى من خلال تحليل تفرد غربية اسبانيا لذلك فى رأينا انه من العبث نفى هذا الواقع الموضوعى لان الجمعى يعتبر علامة على الثراء والخصوبة الموضوعات والعناصر العربية لاتزال تجد حضورها الواضح سواء على مستوى الكم أو الكيف خلال فترة ازدهار مجموع الادب الاسبانى أى خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر التى تعتبر فترة الكلاسيكية الحقيقية فى أدبنا فان بعض تلك الاشياء تشكل لب وفحوى التعبير الادبى مثالها الشكل المعروف باسم (الرواية الموريسكية) النابع والناتج عن السياق المأساوى للفترة التى كانت تعنى النهاية الرسمية للاسلام الاسبانى سقوط غرناطة فى الواقع فان أعمال كبار الكتاب الاسبان فى العصر الذهبى تلمس بطريقة ما الموضوع العربى تستدعيه وتعكسه ولايمكن نسيان المثال الاكثر خصوصية الذى يعتبر اكبر الكتاب للاسبان فى كل العصور والذى يعكس بشكل مثالى ذلك العنصر العربى الاسلامى فى اعماله وحياته يمكن أيضا تبين تلك الظاهرة نفسها خلال فترات الرومانسية والحداثية كما حدث فى مجموع النتاج الادبى الاوروبى تزايدا فى التوجه نحو البحث عن طريق للهروب الى مناطق للغرابة فوجدت نفسها فى (استشراق) شره لايشعر بأى نوع من التناقض فى مزج الاكتشاف الجمالى الايجابى والفعل السياسى الاستعمارى السلبى والاسماء التى يمكن ذكرها هنا أو الاشارة اليها كثيرة جدا ويكفى أن نذكر بعضها لآسباب متعددة ومهمة علينا أن نتذكر الاضافات الاستشراقية لكتاب الحداثيةفى امريكا اللاتينية الذين يبرز منهم (اميليو غوميث كاريو) ومن بين الكتاب الاسبان الغرناطى الشهير (اسحاق مونيوث) الذى تم الكشف مؤخرا عن كتاباته الروائية من جديد بعد أن كان منسيا تماما بعض هذا الاهتمام بالعالم العربى فى الادب الاسبانى المعاصر ومابعد الحرب الاهلية أشرت اليه فى دراسة لى نشرتها منذ عدة سنوات وفى هذه الدراسة القصيرة والمتواضعة التى بين أيدينا الان سأشير فيها الى الاعمال الروائية الرئيسية التى ظهرت فى اسبانيا خلال العقدين الاخيرين كأمثلة مختارة من انتاج ضخم جدا ومتعدد يجد فى الموضوع العربى نقطة انطلاق ويعتبره قاعدة للعمل والتعبير وأنبه منذ البداية الى أننى لن أشير أبدا الى أعمال الكاتب الاكثر تشخيصا وقيمة فى هذا المجال : خوان غويتيسولو لآسباب من بينها أن اسمه وأعماله معروفة بشكل جيد- وعن استحقاق – ولان اشارتى الى أعمال أخرى ليست على هذا المستوى ولكن بعضها لكتاب من الدرجة الاولى ويمكن مقارنتهم فى أعمالهم الكاملة بأعمال خوان غويتيسولو ومن الممكن أن تكون بعض مظاهرها اكثر امتيازا منه لهذا فان ذلك سوف يكون أكثر جدة للقارئ العربى *** كررت كثيرا أنه من أجل النظر الى العالم العربى وتمثله فان الاسبانى غيرمطالب بالنظر الى الخارج بل يكفيه أن ينظر الى داخله المساحة فى جزء منها تبدأ من داخل أنفسنا وهذا يفردنا بين الشعوب الاوروبية الغربية الاخرى أشير بالطبع الى (الواقع الاندلسى) انه اسبانى عربى بروحه ومعناه نتقاسمه مع العرب كماض وميراث مستمر كذاكرة جمعية وأيضا يجب المحافظة عليه فى أعلى درجاته كمشروع ثقافى يتخطى الزمان والمكان الاندلس انتهت كواقع تاريخى لكنها تبقى كواقع رمزى وسبب لايبارى للقاء والتأثير المتبادل لآنها تمثل مجموعة علاقات يمكنها أن تربط بين جانبين أنها أساس جدلى وتكاملى لايقارن رغم أننا فكرنا فى هذة النقطة أقل
ماتستحق كعرب واسبان كان يجب علينا أن نفعل أكثر من ذلك خاصة أننا لم نفعل ذلك بالجديه والموضوعية المطلوبة أحد اكبر مشاهير الادب المعاصر (انطونيو غالا) له رواية معبرة من عة أوجه ( المخطوط القرمزى) المستوحاة من شخصية اخرسلطان نصرى أبو عبدالله الصغير الذى يسميه الاسبان بوعبدل حسب ميراثهم الدرامى الذى لايقل عنه درامية نهاية مملكة غرناطة كتب غال فى هذه الراوية مرثية أندليسة خالصة روايته كانت بكاء وغناء للاندلس التى كان ان تكون ولم تكن وعلى النسق نفسه اسبانيا التى كان يمكن ان تكون ولم تكن الرواية مكتوبة بنثر جميل وسهل ومشع وأحيانا مثقل بالاوصاف الرائعة يرسم غالا فى روايته مأساة رجل يتعاطف معه بشكل شبه كامل يتعاطف مع زمنه ومع مجتمعات أخويه ومتصارعة فى الوقت نفسه متقاربة ومتباعدة فى حالة تحول واندماج وانفصال فى ان واحد يبدع غالا عالما قرمزيا بشكل حقيقى – اى فى اعلى درجات احتدامه – ليس فقط بسبب العنوان بل بسبب العاطفة المسكوبة فى الرواية وتعصف بشخصيتها بسبب أنهار الدماء التى تغذيها والجراح المفتوحة التى تعتبر سبب بقائها فى العام نفسه1990 نشرت فى غرناطة رواية للكاتب كارلوس اسينخو سيدانو)تعتبر ايضا مرثية لشخصية تاريخية كان لها واقع مأساوى ابن أمية ، ملك الاندلسيين) كما يعبر العنوان فان المؤلف يستوحى عمله من المأساة الحياتية لآحد أحفاد الامويين القرطبيين المتنصرين وكان معروفا باسم السيد دون فرناندو دى فالور دى قرطبة (فرناندو شجاع قرطبة) عاد بعد ذلك الى اعتناق الاسلام بقرار ذاتى وقاد الموريسكيين المضطهدين المتمردين فى البوخارا ضد الملك (فيليبى الثانى) فقامت حرب أهلية اسبانية كانت لها اثار عميقة وكما قال مؤخرا أحد المتخصصين فى هذا الموضوع كانت حربا مفجعة استمرت لعامين ممادفع الملكية الاسبانية الى أن تستخدم فى تلك الحرب جيوشا وقادة من افضل ماتملك من عسكريين وتسببت فى حالة استنفار من الجانبين الاسلامى والمسيحى هذا الملك الاخير للاندلسيين (ابن أمية) مات غيلة على يد جماعة مناتباعه الكاتب (فيليكس أثوا) له قصة اعتقد أنها تستحق الاهتمام وجديدة منصورة (برشلونة 1983 وكما المؤلف نفسه الرواية رؤية حرة لنص فرنسى يعود الى منتصف القرن الثالث عشر من تأليف (جيندى جوينفيل) وتحكى مغامرة ومعاناة حملة صليبية قطالونية فى الاراضى المقدسة المشهد بالتالى هوتلك المواجهة بين الاسلام والمسيحية ليس فى شبه الجزيرة الايبيرية بل فى المشهد الروائى والثقافى الاسبانى كتاب اثوا ينفرد باسلوبه واعادة كتابة رواية تعود الى القرون الوسطى على مستوى المعجمى والموضوع يعتبر مثيرا بلا شك ان الموضوع مطروح من خلال رؤية شخصيات مسيحية لكن المظاهر السلبية والايجابية فى مجملها فى رأيى تتكرر بطريقة عادلة رواية أثوا لاتعكس يييياسا معاصرا يأس قديما بل تعكس ايضا كما قال النقاد ياسا معاصرا يأس جيل المؤلف نفسه اعمال الكاتب الكبير (فرانثيسكو أومبرال) تعد من الاعمال الضخمة ويشيرفيها اومبرال بشكل متكرر هنا وهناك الى استدعاءات واشارات تؤكد اهتمامه بماهو عربى وايضا بماهو يهودى وهو مايؤكد ان همه الاساسى هو اسبانيا وماهو اسبانى رواية مثل (بريق أفريقيا) برشلونة 1989 دليل جيد على ذلك المغامرة الاستعمارية الاسبانية البائسة فى المغرب من خلال رؤية قشتالية تعتبرسياقا مناسبا فى تلك الرواية لتقصى تناقض الفطرة المعقدة للشعب الاسبانى الذى يسبح فى مشاعر متناقضة محاولا العثور على تشكيل جدلى صعب جدا ومن المستحيل تحقيقة دائما اعمال اومبرال تكشف عن عمق التفكير الجمعى المرتبط بالشخصية الاسبانية التى توجد فيها بشكل بارز دائما من المؤسف حقا ان اومبرال كاتب لايزال مجهولا فى البلاد العربية تعصب اسبانيا المنتمية الى الاتحاد الاوروبى المطاردة للعرب واليهود يشهر بها الكاتب دائما نمضى التاريخ نطاردهم وهكذا هم كانوا يدرسون الرياضيات ونحن لالهذا طردتهم الملكة ايسابيل كان المسلمون والعرب يعرفون ثقافة الماء ونحن لا وبدل من التعلم منهم وتمثل ثقافتهم نطردهم من اسبانيا ونبقى مع ترينتو وتوركيمادا ورفض الاصلاح هكذا نظل اكرر لنترك الاعمال والاوضاع التى تتعلق بالماضى بشكل أواخر ولنأتى الى الحاضر المساحة العربية لن تصبح بالنسبة للروائى الاسبانى نفس الهدف الذى يجذب اهتمامه ولاحتى عاطفته او اثارته كما كان فى الماضى اذن هى نفس المساحة المتنازع عليها بشكل او اخر والمتقاسمة بشكل او اخر لكنها دائما مشتركة سواء بقبول او اجبار المواقع محددة الان بشكل كبير كل فى المكان الذى يستحقه بالطبع عند تغيير اطار العلاقة يتغير هذا الوضع وتجرى عليه تعديلات ولنرى كيف يتم هذا ولوكان بشكل مختصر وموجز من خلال بعض الروايات التى ظهرت خلال العقدين الاخيرين ظلت المساحة العربية استلهاما لبعض الروايات التى يمكن تسميتها برواية المغامرات وبالتالى فهى اقرب الى الانتاج السينمائى أو التليفزيونى انها تلك الحكايات أو القصص التى يمتزج فيها الحب بالجنس والخمر والتغريب من خلال مزيج غير محدد المعالم قصص تخضع لسيطرة العادى ولاتضيف شيئا الى الفن الروائى فى هذا المجال يوجد انتاج (ألبيرتو فيلاثكيث فيغوروا)ربمايكون هوأفضل ممثل لهذه الظاهرة فى الادب الاسبانى المعاصر وهناك اكثر من فيلم سينمائى تم استيحاؤه من خلال هذه الظاهرة أذكر هنا رواية لكاتب اقل شهرة الساخطون برشلونة1982 للكاتب(جيمى خيمينيث أرناو) أما رواية (مؤامرة الخليج) للكاتب (فرناندو شوارتز) فانها تخضع للنموذج الروائى الاكثر طموحا خلفيتها السياسة الدولية وماتنتجه من صراعات وبشكل خاص اوضاع الشرق الاوسط وكما هومعروف فانه مشهد مناسب وعمل المؤلف فى المجال الدبلوماسى وممارسة هذة المهنة فى تلك المنطقة اضافا للرواية جرعة كبيرة من الواقعية رغم ان تلك الجرعة تبدو تفصيلية انها رواية مثيرة للانتباه مؤامرة فى حد ذاتها والتى يبدو فيها المؤلف كما لو كان شبه عراف بكشفه بشكل جزئى عن الصراع الذى سيبدأ فى الخليج بعد ذلك بعدة سنوات يبدو موحيا ذلك المزيج من الخيال السابق على الواقع الذى تبرزه رواية شوارتز فى الطرف المقابل لروايات (التأمر الخارجى) هناك تاك التى يمكن ان نعتبرها (التامر الخارجى) التى تحاول الاجابة على رموز وأوضاع اكثر جدلية واشكالية اكثر عمقا وتعقيدا وتعبر من خلال شعور وسلوك فردى وجمعى ومن خلال الاطار الاجتماعى الذى يضم تلك الوقائع تتعلق بالطبع بروايات اقل تخطيطا انها روايات تهتم بعكس مايمكن ان نسميه الازمات الداخلية والعميقة اكثر من الازمات الخارجية والعارضة الصراعات التى تقدمها نتيجة الفوارق القائمة بين الافراد والثقافات المختلفة الاتجاهات والقيم المتباينة لكن فى الوقت نفسه على وعى بتلك الفوارق والتناقضات مابين هذه وتلك وتهدف ايضا الى تخطيها والعثور على طرق للحوارواللقاء واشكال انسانية حقيقيةللتعايش التضامن والعزلة يوجدان فى وقت واحد ويتمازجان مما يخلق علاقة معقدة قد تؤدى أحيانا الى سيطرة التالف والتكامل من بين أشياء اخرى والا فانها تؤدى الى الخلاف والقطيعة المساحة العربية تفرض نفسها على هذا النوع من الرواية لاسباب كثيرة ومتعددة ليس فقط بالنسبة للكاتب الاسبانى بل للكاتب الاوروبى الغربى بشكل عام من المناسب التحذير من أن المساحة المغاربية من بين كل العربى الاسلامى الاكثر جذبا للانتباه والذى يحتل جزءا كبيرا أو ينعكس عليها وهذا ينطبق على الرواية الاسبانية خلال العقدين الاخيرين هذه المساحة المغاربية وبشكل خاص المغرب لازالت تشكل طريقا ومكانا للهروب الجسدى والروحى والمادى والعقلى وايضا علامة على البحث عن امكانيات جديدة ومساحات انسانية يجوز أنها مفتقدة اوعلى وشك ان تتلاشى فى الحياة اليومية لوجود الانسان على الشاطئ الشمالى للمتوسط يفتح بشكل كبير فى تلك الروايات احساس باغلاق الم لفتح عالم اخر ويبدو رمزا لليأس والامل وكماأشرت من قبل فان الحبكة تبدو جدلية وتقابلية اكثر منهاسطحية والية لذلك ليس هذا غريبا بل على العكس تماما أن يجرى تغيير وتبادل الشخصيات والمشاهد التى تعبر عن الانهاك الحيوى بتلك التى تعبر عن مدى اهمية الحياة أؤكد أنها روايات تنتمى بشكل واضح الى عصر ملتبس وأزمة عميقة وظاهرة ويحتاج الى قناعات كبرى جديدة يحتاج الى اعادة تنظيم كامل للوجود البشرىاى أن تلك الروايات بنات عصرنا من هذه الناحية يبدو لى انه من المفيد دراسة الرواية الاسبانية المعاصرة بعضها بشكل محدد- بالمقارنة مع الرواية العربية بشكل عام والرواية المغاربية خاصة ليس غريبا أنه فى تلك الروايات يتم التعبير عبر طرق عدة ومن خلال أدوات وأشكال عديدة أنها نوع من الاحساس بالمتوسطية أو الافضل القول الفكر المتوسطى بالطبع هذا لايعنى شيئا محددا بل مستهدفا وبديهيا وحتى لاواعيا ومضببا فى حالات كثيرة انه هدف اكثر منه افتراضا كامنا اى واقعى وقائم نجد أنفسنا اكثر فى مايمكن أن يكون الذى هو فى النهاية ماهو كائن انه يتعلق بأمر من المؤكد أنه قديم وعميق يسكن الجحيم الانسانى وغير معروف جيدا بكل حجمه وامكانياته انه شئ انثروبولوجى يوجد فى حالة الاكتشاف الكاتب (رفائيل تشيربس) واحد من الممثلين الرئيسىىن لذلك التوجه الادبى وهوينجح فى التعبير بهذه الكلمات (اعجابى بالمتوسط لم يولد فجائيا وخلال لقاء غير متوقع بل من خلال الاكتشاف الحثيث للطبقات الجيولوجية لكينونتى التى لم أكن اعرف وجودها أو اعتقد أنها انتهت للابد لم تكن ومضة بل حفرا) من بين العناوين التى يمكن اعتبارها من هذا النوع من الرواية من المهم ذكر (ميمون)برشلونة1988 للكاتب الذى ذكرناه من قبل (رفائيل تشيربس ) ورواية (أركايدو والرعاة) مدريد1986 للكاتب (اميليو سولا) انهما روايتان عن موضوع واحد لكنهما تستخدمان تركيبا مختلفا وتعكسان الانطباع نفسه التوجه والبحث عن مما أشرنا اليه كل على طريقته وتوجهه فى التعبير والابداع فى رأيى هناك أنواع أدبية مثيرة فى شكل روائى تريد أن تعكس تهجين اشكال تعبير انسانية اسم (أديلايدا غارثيا موراليس)سوف يكون اخر الاسماء التى سأذكرها فى رأيى اننا امام روائية تفاجئ بشفافيتها خاصة فيما اعتقد انها روايتها الاخيرة (نسمية) برشلونة 1986 حيث تتناول الكاتبة عالما بسيطا ومثيرا لامرأة اسبانية معاصرة أعتنقت الاسلام تطور الكاتبة من خلال هذه الكتابة الروائية عناصر أستعرابية أشرنا اليها من قبل تناولتها بشكل حذر فى أعمال سابقة لها مثل (صمت عرائس البحر) المنشورة عام1985 من نثرىة دقيقة وهادئة تضفر المؤلفة فى نسمية تحليلا دقيقا للبطلة والشخصيات القريبة منها ومن مجتمعها الجماعة الاسبانية التى اعتنقت الاسلام حديثا وتعيشفى مدينة مثل مدريدوتعرض الكاتبة تقاطعات التخطيطات والمشاكل والصراعات بدقة وعاطفية عميقة تقدم للقارئ رؤى فريدة اضافة الى طرحالتساؤلات قدمت هنا محاولة بسيطة للاقتراب المبدئى للموضوع المعروض الذى يأخذ أهمية متنامية فى الرؤية الادبية الاسبانية وارجو أن تزداد وسائل ونوعية الدراسات التى تبحث فى هذا التوجه سواء من الجانب العربى – حيث يمكن أن تكون هذه الدراسات مهمة وكاشفة- تماما كما فى الجانب الاسبانى المساحة العربية تشكل فى الجانب الاسبانى المعاصر وبالتحديد فيما نتحدث عنهالان الرواية كهدف للتأمل كنص خارجى أوداخلى وليس فقط كوصف انها هدف للتحليل الواضح على الاقل فى الجانب منه وليس كعرض فقط الطرق والعناصر والوسائل التى تستخدم فيها لها تأثيرها ليس فقط على مؤلف طبقا لما يميله االموضوع بل أيضا لانها تتعاملمع علاقات واشارات تاريخية من الماضى أو الحاضر والانى على اى حال هناك العديد من الحوافز والذرائع المتراكمة والكامنة التى تتحول الى الفعل فى حالات متعددة حتى لوكان ذلك بطريقة غير واعية كجزء من عناصر متعددة حتى لوكان ذلك بطريقة غير واعية كجزء من عناصر جمعية كامنة فى طبقات عميقة جدا ولهذه الاسباب تبدو مجهولة تماما أو منسية مع ذلك فان هذه المساحة العربية تبدو ظاهرة وليست غريبة عنا وفى أحيان كثيرة نشعر بها قريبة منا وتشكل كما هى الان جزءا من حساسيتنا أتذكر ان التعليقات الرائعه لمفكرنا الاسبانى (أمريكو كاسترو) الانسان يكون حقا متحضرا عندما يكون قادرا على ادراك اقيم الكامنة تحت ماهو ظاهر لانها معبرة ذاتيا عن نفسها وعندما يعرف أن وجوده يعنى تمازجه بالتواصل ونتائجه هذا التعليق يجب ان يكون حاضرا دائماو بشكل خاص عندما يتعلق بأى نوع من العلاقة بين العرب والاسبان……
يوليو 10 2010
العرب فى الرواية الاسبانية المعاصرة ….. د. بدرو مارتينيث مونتابث
العرب فى الرواية الاسبانية المعاصرة
بقلم : د. بدرو مارتينيث مونتابث (*)
كان الموضوع العربى حاضرا فى الرواية الاسبانية منذ العصور الوسطى وظل هذا الحضور متواصلا حتى وقتنا الحالى كان خاضعا بالطبع لتذبذبات مختلفة فرضتها تحولات الاحداث التى مر بها هذا التواصل المتذبذب كان بالتالى من العناصر المميزة للادب الايبانى ووصل الى أن أصبح فى بعض الحالات من عناصر التفرد على الاقل فى علاقة الادب الاسبانى بالاداب الاوروبية الاخرى وبالمقارنة بها يعتبرهذا أمرا طبيعيا ويستجيب للنسيج الاسبانى الحيوى خلال تشكله الطويل والمعقد طوال العصور الوسطى بل اكثر من هذا فانه يتعلق بظاهرة أبعد من الموضوع الادبى ويصل الى مستويات مادية ورمزية راقية فى الكثير من المظاهر المثالية والتركيبية التى تتخذ مساحات جدلية ويمكن اكتشافه فى اسماء كبرى محددة ويكفى ذكر الملك(ألفونسو العاشر) العلامة ورجل الدين رامون لول انه يتعلق بفعل جوهرى خاص بالفطرة الاسبانية يتم طواعية واختيارا وليس من قبيل التقليد ويعبر عن هذا جيدا البروفيسور(ماركيث بيانويبا) باشارته الى الفعل الفطرى: أن يعتاد الملك العلامة على تكرار شخصية السلطان أو الملك الطائفى فأنه شئ معروف، لكنه لم يفهم ذلك بعد على أنه لايعود الى المصادفة البحته، ولايتعلق بظاهرة التقليد الآعمى ) الامر الذى لاخلاف عليه أن الثقافة الاسبانية تكون جزءا من الثقافة الاوربية الغربية، وهى كذلك بشكل من الاشكال، بخصوصيتها أو تفردها. لاخلاف على أن أكثر مناطق تفردها يمكن فهمه من خلال تداخل وبقاء عناصر غريبة فى الثقافة الاسبانية لكنها تأقلمت معها فيمابعد، ومن بين تلك العناصر العنصر العربى الاسلامى الذى لعب دورا خاصا وظاهرا وشكلها فى الكثيرمن جوانبها من هنا غربية اسبانيا التى لاخلافعليها تكون فى ظل وضعها المتفرد ليس فقط على مستوى الشكل بل أيضا فى العديد من محتوياتها فى مجال الادب نؤكد أنه واضح جلى وله استمرارية كبيرة مثال على ذلك تمكنت (لوثى لوبث – بارت)من تتبع أثر الاسلام فى الادب الاسبانى من خلال تحليل تفرد غربية اسبانيا لذلك فى رأينا انه من العبث نفى هذا الواقع الموضوعى لان الجمعى يعتبر علامة على الثراء والخصوبة الموضوعات والعناصر العربية لاتزال تجد حضورها الواضح سواء على مستوى الكم أو الكيف خلال فترة ازدهار مجموع الادب الاسبانى أى خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر التى تعتبر فترة الكلاسيكية الحقيقية فى أدبنا فان بعض تلك الاشياء تشكل لب وفحوى التعبير الادبى مثالها الشكل المعروف باسم (الرواية الموريسكية) النابع والناتج عن السياق المأساوى للفترة التى كانت تعنى النهاية الرسمية للاسلام الاسبانى سقوط غرناطة فى الواقع فان أعمال كبار الكتاب الاسبان فى العصر الذهبى تلمس بطريقة ما الموضوع العربى تستدعيه وتعكسه ولايمكن نسيان المثال الاكثر خصوصية الذى يعتبر اكبر الكتاب للاسبان فى كل العصور والذى يعكس بشكل مثالى ذلك العنصر العربى الاسلامى فى اعماله وحياته يمكن أيضا تبين تلك الظاهرة نفسها خلال فترات الرومانسية والحداثية كما حدث فى مجموع النتاج الادبى الاوروبى تزايدا فى التوجه نحو البحث عن طريق للهروب الى مناطق للغرابة فوجدت نفسها فى (استشراق) شره لايشعر بأى نوع من التناقض فى مزج الاكتشاف الجمالى الايجابى والفعل السياسى الاستعمارى السلبى والاسماء التى يمكن ذكرها هنا أو الاشارة اليها كثيرة جدا ويكفى أن نذكر بعضها لآسباب متعددة ومهمة علينا أن نتذكر الاضافات الاستشراقية لكتاب الحداثيةفى امريكا اللاتينية الذين يبرز منهم (اميليو غوميث كاريو) ومن بين الكتاب الاسبان الغرناطى الشهير (اسحاق مونيوث) الذى تم الكشف مؤخرا عن كتاباته الروائية من جديد بعد أن كان منسيا تماما بعض هذا الاهتمام بالعالم العربى فى الادب الاسبانى المعاصر ومابعد الحرب الاهلية أشرت اليه فى دراسة لى نشرتها منذ عدة سنوات وفى هذه الدراسة القصيرة والمتواضعة التى بين أيدينا الان سأشير فيها الى الاعمال الروائية الرئيسية التى ظهرت فى اسبانيا خلال العقدين الاخيرين كأمثلة مختارة من انتاج ضخم جدا ومتعدد يجد فى الموضوع العربى نقطة انطلاق ويعتبره قاعدة للعمل والتعبير وأنبه منذ البداية الى أننى لن أشير أبدا الى أعمال الكاتب الاكثر تشخيصا وقيمة فى هذا المجال : خوان غويتيسولو لآسباب من بينها أن اسمه وأعماله معروفة بشكل جيد- وعن استحقاق – ولان اشارتى الى أعمال أخرى ليست على هذا المستوى ولكن بعضها لكتاب من الدرجة الاولى ويمكن مقارنتهم فى أعمالهم الكاملة بأعمال خوان غويتيسولو ومن الممكن أن تكون بعض مظاهرها اكثر امتيازا منه لهذا فان ذلك سوف يكون أكثر جدة للقارئ العربى *** كررت كثيرا أنه من أجل النظر الى العالم العربى وتمثله فان الاسبانى غيرمطالب بالنظر الى الخارج بل يكفيه أن ينظر الى داخله المساحة فى جزء منها تبدأ من داخل أنفسنا وهذا يفردنا بين الشعوب الاوروبية الغربية الاخرى أشير بالطبع الى (الواقع الاندلسى) انه اسبانى عربى بروحه ومعناه نتقاسمه مع العرب كماض وميراث مستمر كذاكرة جمعية وأيضا يجب المحافظة عليه فى أعلى درجاته كمشروع ثقافى يتخطى الزمان والمكان الاندلس انتهت كواقع تاريخى لكنها تبقى كواقع رمزى وسبب لايبارى للقاء والتأثير المتبادل لآنها تمثل مجموعة علاقات يمكنها أن تربط بين جانبين أنها أساس جدلى وتكاملى لايقارن رغم أننا فكرنا فى هذة النقطة أقل
ماتستحق كعرب واسبان كان يجب علينا أن نفعل أكثر من ذلك خاصة أننا لم نفعل ذلك بالجديه والموضوعية المطلوبة أحد اكبر مشاهير الادب المعاصر (انطونيو غالا) له رواية معبرة من عة أوجه ( المخطوط القرمزى) المستوحاة من شخصية اخرسلطان نصرى أبو عبدالله الصغير الذى يسميه الاسبان بوعبدل حسب ميراثهم الدرامى الذى لايقل عنه درامية نهاية مملكة غرناطة كتب غال فى هذه الراوية مرثية أندليسة خالصة روايته كانت بكاء وغناء للاندلس التى كان ان تكون ولم تكن وعلى النسق نفسه اسبانيا التى كان يمكن ان تكون ولم تكن الرواية مكتوبة بنثر جميل وسهل ومشع وأحيانا مثقل بالاوصاف الرائعة يرسم غالا فى روايته مأساة رجل يتعاطف معه بشكل شبه كامل يتعاطف مع زمنه ومع مجتمعات أخويه ومتصارعة فى الوقت نفسه متقاربة ومتباعدة فى حالة تحول واندماج وانفصال فى ان واحد يبدع غالا عالما قرمزيا بشكل حقيقى – اى فى اعلى درجات احتدامه – ليس فقط بسبب العنوان بل بسبب العاطفة المسكوبة فى الرواية وتعصف بشخصيتها بسبب أنهار الدماء التى تغذيها والجراح المفتوحة التى تعتبر سبب بقائها فى العام نفسه1990 نشرت فى غرناطة رواية للكاتب كارلوس اسينخو سيدانو)تعتبر ايضا مرثية لشخصية تاريخية كان لها واقع مأساوى ابن أمية ، ملك الاندلسيين) كما يعبر العنوان فان المؤلف يستوحى عمله من المأساة الحياتية لآحد أحفاد الامويين القرطبيين المتنصرين وكان معروفا باسم السيد دون فرناندو دى فالور دى قرطبة (فرناندو شجاع قرطبة) عاد بعد ذلك الى اعتناق الاسلام بقرار ذاتى وقاد الموريسكيين المضطهدين المتمردين فى البوخارا ضد الملك (فيليبى الثانى) فقامت حرب أهلية اسبانية كانت لها اثار عميقة وكما قال مؤخرا أحد المتخصصين فى هذا الموضوع كانت حربا مفجعة استمرت لعامين ممادفع الملكية الاسبانية الى أن تستخدم فى تلك الحرب جيوشا وقادة من افضل ماتملك من عسكريين وتسببت فى حالة استنفار من الجانبين الاسلامى والمسيحى هذا الملك الاخير للاندلسيين (ابن أمية) مات غيلة على يد جماعة مناتباعه الكاتب (فيليكس أثوا) له قصة اعتقد أنها تستحق الاهتمام وجديدة منصورة (برشلونة 1983 وكما المؤلف نفسه الرواية رؤية حرة لنص فرنسى يعود الى منتصف القرن الثالث عشر من تأليف (جيندى جوينفيل) وتحكى مغامرة ومعاناة حملة صليبية قطالونية فى الاراضى المقدسة المشهد بالتالى هوتلك المواجهة بين الاسلام والمسيحية ليس فى شبه الجزيرة الايبيرية بل فى المشهد الروائى والثقافى الاسبانى كتاب اثوا ينفرد باسلوبه واعادة كتابة رواية تعود الى القرون الوسطى على مستوى المعجمى والموضوع يعتبر مثيرا بلا شك ان الموضوع مطروح من خلال رؤية شخصيات مسيحية لكن المظاهر السلبية والايجابية فى مجملها فى رأيى تتكرر بطريقة عادلة رواية أثوا لاتعكس يييياسا معاصرا يأس قديما بل تعكس ايضا كما قال النقاد ياسا معاصرا يأس جيل المؤلف نفسه اعمال الكاتب الكبير (فرانثيسكو أومبرال) تعد من الاعمال الضخمة ويشيرفيها اومبرال بشكل متكرر هنا وهناك الى استدعاءات واشارات تؤكد اهتمامه بماهو عربى وايضا بماهو يهودى وهو مايؤكد ان همه الاساسى هو اسبانيا وماهو اسبانى رواية مثل (بريق أفريقيا) برشلونة 1989 دليل جيد على ذلك المغامرة الاستعمارية الاسبانية البائسة فى المغرب من خلال رؤية قشتالية تعتبرسياقا مناسبا فى تلك الرواية لتقصى تناقض الفطرة المعقدة للشعب الاسبانى الذى يسبح فى مشاعر متناقضة محاولا العثور على تشكيل جدلى صعب جدا ومن المستحيل تحقيقة دائما اعمال اومبرال تكشف عن عمق التفكير الجمعى المرتبط بالشخصية الاسبانية التى توجد فيها بشكل بارز دائما من المؤسف حقا ان اومبرال كاتب لايزال مجهولا فى البلاد العربية تعصب اسبانيا المنتمية الى الاتحاد الاوروبى المطاردة للعرب واليهود يشهر بها الكاتب دائما نمضى التاريخ نطاردهم وهكذا هم كانوا يدرسون الرياضيات ونحن لالهذا طردتهم الملكة ايسابيل كان المسلمون والعرب يعرفون ثقافة الماء ونحن لا وبدل من التعلم منهم وتمثل ثقافتهم نطردهم من اسبانيا ونبقى مع ترينتو وتوركيمادا ورفض الاصلاح هكذا نظل اكرر لنترك الاعمال والاوضاع التى تتعلق بالماضى بشكل أواخر ولنأتى الى الحاضر المساحة العربية لن تصبح بالنسبة للروائى الاسبانى نفس الهدف الذى يجذب اهتمامه ولاحتى عاطفته او اثارته كما كان فى الماضى اذن هى نفس المساحة المتنازع عليها بشكل او اخر والمتقاسمة بشكل او اخر لكنها دائما مشتركة سواء بقبول او اجبار المواقع محددة الان بشكل كبير كل فى المكان الذى يستحقه بالطبع عند تغيير اطار العلاقة يتغير هذا الوضع وتجرى عليه تعديلات ولنرى كيف يتم هذا ولوكان بشكل مختصر وموجز من خلال بعض الروايات التى ظهرت خلال العقدين الاخيرين ظلت المساحة العربية استلهاما لبعض الروايات التى يمكن تسميتها برواية المغامرات وبالتالى فهى اقرب الى الانتاج السينمائى أو التليفزيونى انها تلك الحكايات أو القصص التى يمتزج فيها الحب بالجنس والخمر والتغريب من خلال مزيج غير محدد المعالم قصص تخضع لسيطرة العادى ولاتضيف شيئا الى الفن الروائى فى هذا المجال يوجد انتاج (ألبيرتو فيلاثكيث فيغوروا)ربمايكون هوأفضل ممثل لهذه الظاهرة فى الادب الاسبانى المعاصر وهناك اكثر من فيلم سينمائى تم استيحاؤه من خلال هذه الظاهرة أذكر هنا رواية لكاتب اقل شهرة الساخطون برشلونة1982 للكاتب(جيمى خيمينيث أرناو) أما رواية (مؤامرة الخليج) للكاتب (فرناندو شوارتز) فانها تخضع للنموذج الروائى الاكثر طموحا خلفيتها السياسة الدولية وماتنتجه من صراعات وبشكل خاص اوضاع الشرق الاوسط وكما هومعروف فانه مشهد مناسب وعمل المؤلف فى المجال الدبلوماسى وممارسة هذة المهنة فى تلك المنطقة اضافا للرواية جرعة كبيرة من الواقعية رغم ان تلك الجرعة تبدو تفصيلية انها رواية مثيرة للانتباه مؤامرة فى حد ذاتها والتى يبدو فيها المؤلف كما لو كان شبه عراف بكشفه بشكل جزئى عن الصراع الذى سيبدأ فى الخليج بعد ذلك بعدة سنوات يبدو موحيا ذلك المزيج من الخيال السابق على الواقع الذى تبرزه رواية شوارتز فى الطرف المقابل لروايات (التأمر الخارجى) هناك تاك التى يمكن ان نعتبرها (التامر الخارجى) التى تحاول الاجابة على رموز وأوضاع اكثر جدلية واشكالية اكثر عمقا وتعقيدا وتعبر من خلال شعور وسلوك فردى وجمعى ومن خلال الاطار الاجتماعى الذى يضم تلك الوقائع تتعلق بالطبع بروايات اقل تخطيطا انها روايات تهتم بعكس مايمكن ان نسميه الازمات الداخلية والعميقة اكثر من الازمات الخارجية والعارضة الصراعات التى تقدمها نتيجة الفوارق القائمة بين الافراد والثقافات المختلفة الاتجاهات والقيم المتباينة لكن فى الوقت نفسه على وعى بتلك الفوارق والتناقضات مابين هذه وتلك وتهدف ايضا الى تخطيها والعثور على طرق للحوارواللقاء واشكال انسانية حقيقيةللتعايش التضامن والعزلة يوجدان فى وقت واحد ويتمازجان مما يخلق علاقة معقدة قد تؤدى أحيانا الى سيطرة التالف والتكامل من بين أشياء اخرى والا فانها تؤدى الى الخلاف والقطيعة المساحة العربية تفرض نفسها على هذا النوع من الرواية لاسباب كثيرة ومتعددة ليس فقط بالنسبة للكاتب الاسبانى بل للكاتب الاوروبى الغربى بشكل عام من المناسب التحذير من أن المساحة المغاربية من بين كل العربى الاسلامى الاكثر جذبا للانتباه والذى يحتل جزءا كبيرا أو ينعكس عليها وهذا ينطبق على الرواية الاسبانية خلال العقدين الاخيرين هذه المساحة المغاربية وبشكل خاص المغرب لازالت تشكل طريقا ومكانا للهروب الجسدى والروحى والمادى والعقلى وايضا علامة على البحث عن امكانيات جديدة ومساحات انسانية يجوز أنها مفتقدة اوعلى وشك ان تتلاشى فى الحياة اليومية لوجود الانسان على الشاطئ الشمالى للمتوسط يفتح بشكل كبير فى تلك الروايات احساس باغلاق الم لفتح عالم اخر ويبدو رمزا لليأس والامل وكماأشرت من قبل فان الحبكة تبدو جدلية وتقابلية اكثر منهاسطحية والية لذلك ليس هذا غريبا بل على العكس تماما أن يجرى تغيير وتبادل الشخصيات والمشاهد التى تعبر عن الانهاك الحيوى بتلك التى تعبر عن مدى اهمية الحياة أؤكد أنها روايات تنتمى بشكل واضح الى عصر ملتبس وأزمة عميقة وظاهرة ويحتاج الى قناعات كبرى جديدة يحتاج الى اعادة تنظيم كامل للوجود البشرىاى أن تلك الروايات بنات عصرنا من هذه الناحية يبدو لى انه من المفيد دراسة الرواية الاسبانية المعاصرة بعضها بشكل محدد- بالمقارنة مع الرواية العربية بشكل عام والرواية المغاربية خاصة ليس غريبا أنه فى تلك الروايات يتم التعبير عبر طرق عدة ومن خلال أدوات وأشكال عديدة أنها نوع من الاحساس بالمتوسطية أو الافضل القول الفكر المتوسطى بالطبع هذا لايعنى شيئا محددا بل مستهدفا وبديهيا وحتى لاواعيا ومضببا فى حالات كثيرة انه هدف اكثر منه افتراضا كامنا اى واقعى وقائم نجد أنفسنا اكثر فى مايمكن أن يكون الذى هو فى النهاية ماهو كائن انه يتعلق بأمر من المؤكد أنه قديم وعميق يسكن الجحيم الانسانى وغير معروف جيدا بكل حجمه وامكانياته انه شئ انثروبولوجى يوجد فى حالة الاكتشاف الكاتب (رفائيل تشيربس) واحد من الممثلين الرئيسىىن لذلك التوجه الادبى وهوينجح فى التعبير بهذه الكلمات (اعجابى بالمتوسط لم يولد فجائيا وخلال لقاء غير متوقع بل من خلال الاكتشاف الحثيث للطبقات الجيولوجية لكينونتى التى لم أكن اعرف وجودها أو اعتقد أنها انتهت للابد لم تكن ومضة بل حفرا) من بين العناوين التى يمكن اعتبارها من هذا النوع من الرواية من المهم ذكر (ميمون)برشلونة1988 للكاتب الذى ذكرناه من قبل (رفائيل تشيربس ) ورواية (أركايدو والرعاة) مدريد1986 للكاتب (اميليو سولا) انهما روايتان عن موضوع واحد لكنهما تستخدمان تركيبا مختلفا وتعكسان الانطباع نفسه التوجه والبحث عن مما أشرنا اليه كل على طريقته وتوجهه فى التعبير والابداع فى رأيى هناك أنواع أدبية مثيرة فى شكل روائى تريد أن تعكس تهجين اشكال تعبير انسانية اسم (أديلايدا غارثيا موراليس)سوف يكون اخر الاسماء التى سأذكرها فى رأيى اننا امام روائية تفاجئ بشفافيتها خاصة فيما اعتقد انها روايتها الاخيرة (نسمية) برشلونة 1986 حيث تتناول الكاتبة عالما بسيطا ومثيرا لامرأة اسبانية معاصرة أعتنقت الاسلام تطور الكاتبة من خلال هذه الكتابة الروائية عناصر أستعرابية أشرنا اليها من قبل تناولتها بشكل حذر فى أعمال سابقة لها مثل (صمت عرائس البحر) المنشورة عام1985 من نثرىة دقيقة وهادئة تضفر المؤلفة فى نسمية تحليلا دقيقا للبطلة والشخصيات القريبة منها ومن مجتمعها الجماعة الاسبانية التى اعتنقت الاسلام حديثا وتعيشفى مدينة مثل مدريدوتعرض الكاتبة تقاطعات التخطيطات والمشاكل والصراعات بدقة وعاطفية عميقة تقدم للقارئ رؤى فريدة اضافة الى طرحالتساؤلات قدمت هنا محاولة بسيطة للاقتراب المبدئى للموضوع المعروض الذى يأخذ أهمية متنامية فى الرؤية الادبية الاسبانية وارجو أن تزداد وسائل ونوعية الدراسات التى تبحث فى هذا التوجه سواء من الجانب العربى – حيث يمكن أن تكون هذه الدراسات مهمة وكاشفة- تماما كما فى الجانب الاسبانى المساحة العربية تشكل فى الجانب الاسبانى المعاصر وبالتحديد فيما نتحدث عنهالان الرواية كهدف للتأمل كنص خارجى أوداخلى وليس فقط كوصف انها هدف للتحليل الواضح على الاقل فى الجانب منه وليس كعرض فقط الطرق والعناصر والوسائل التى تستخدم فيها لها تأثيرها ليس فقط على مؤلف طبقا لما يميله االموضوع بل أيضا لانها تتعاملمع علاقات واشارات تاريخية من الماضى أو الحاضر والانى على اى حال هناك العديد من الحوافز والذرائع المتراكمة والكامنة التى تتحول الى الفعل فى حالات متعددة حتى لوكان ذلك بطريقة غير واعية كجزء من عناصر متعددة حتى لوكان ذلك بطريقة غير واعية كجزء من عناصر جمعية كامنة فى طبقات عميقة جدا ولهذه الاسباب تبدو مجهولة تماما أو منسية مع ذلك فان هذه المساحة العربية تبدو ظاهرة وليست غريبة عنا وفى أحيان كثيرة نشعر بها قريبة منا وتشكل كما هى الان جزءا من حساسيتنا أتذكر ان التعليقات الرائعه لمفكرنا الاسبانى (أمريكو كاسترو) الانسان يكون حقا متحضرا عندما يكون قادرا على ادراك اقيم الكامنة تحت ماهو ظاهر لانها معبرة ذاتيا عن نفسها وعندما يعرف أن وجوده يعنى تمازجه بالتواصل ونتائجه هذا التعليق يجب ان يكون حاضرا دائماو بشكل خاص عندما يتعلق بأى نوع من العلاقة بين العرب والاسبان……
بواسطة admin • 02-ملف العدد • 0 • الوسوم : العدد الرابع, بدرو مارتينيث مونتابث