تعريفاتٌ بدائية جدًّا ………………………. محمد بلمو

تعريفاتٌ بدائية جدًّا

محمد بلمو

شاعر من المغرب

الحمامُ

على عشِّه انكفأْ

ومضَ نورُه وانطفأْ

أضْربَ عنِ الهديلْ

وموائدِ الكلامْ

يئِسَ تمامًا

مِنْ وَقْفِ حُروبٍ

تزدهرُ

تحتَ راياتِه

القطيعة

بينها والقطيعِ تاءٌ

هو

لمستقبلهِ الزّاهِرِ

تنسجُ مراكزُ بحثٍ

أزرارًا متطورة

هِيَ

لمْ تُعرفْ بعدُ

أنّها

وَهمْ

الشعر

يهجو المعنَى الواحدْ

يتبادلُ الحديثَ مع الرِّيحِ

على رصيفِ مقهَى البياضْ

السياسة

شجرةُ الخشبْ

لمْ تحظُرْ فاكهةٌ قطُّ

كرنفالَ الحَطبْ

الظلم

فرقٌ شاسعٌ

بينَ لكَ

وعليكْ

هذا الفَجُّ لا يموتُ أبدًا

اليأس

يشعلُ في العروق

حرائقَ مبهمة

يومِنُ كثيرا بالخرافات

لذلك يسهُلُ ركوبُ ظهرِه

السعادة

ما لا يُدرَكُ

إلَّا لِيُترَكْ

الأمرُ مرهونٌ

بمزاجِ المطرْ

المرأة

خيمةٌ

أكبرُ من عينينِ

و نهدينِ وقدّ

هِي مهدُ العالمِ

فجرُ الغدْ

التاريخ

حِبْرٌ ينتظرُ السراحَ

منْ قاضي جلساتٍ

تُؤجَّلُ باستمرارْ

الرجل

يُخلي المواقع تِبَاعًا

ويكتفي بالذكرياتْ

التطبيع

آخرُ تقليعاتِ الهزيمةْ

الجلباب

صوتُ الصّبرِ

منْ كمانِ أبي

القناع

رسالةٌ مَكِرَةْ

الإنترنِتْ

نافذةٌ في أقصى غرفةِ نوم

تتسكعُ منها في العالم

ثم تنامْ

لكنك لستَ في مأمنٍ دائما

الزهرة

كانت صديقتي في الحقل

جميلةٌ

هشّة

لذلك لا تُخطِئُها الحوافرْ

الفوضى

تُوقِظُ النِّظامَ

تنتشلهُ من وَحلِ أحلامه

تُمرِّنُه قليلًا

كيفَ يعزِفُ لحنَ التَّعايُشِ

على كمانٍ جاهزْ

حين تتوارى عن أعين الشرطة

تتركُ لهُ رسالةً:

أنا ابنتُكَ الشرعية

النجوم

استقلتْ كلُّ الطائراتِ دفعةً واحدة

تجهَّمتْ مطاراتٌ

تزاحمتْ سماواتٌ

بسرعةٍ دبّتْ في الكون أزمةٌ حادة

بسرعةٍ استقالتْ حكومةُ الأرض الفدرالية

الحب

يذهبُ كل صباح

إلى العمل

يشربُ قهوته في أقلِّ من دقيقة

يبتسمُ للزوار

يغرقُ في عرقِ جبينهْ

عندما يعودُ في المساء

يسقي حشائشَ الطريق

يزرعُ قطعَ جُبنٍ طريٍّ

للقِطَطِ اللَّقِيطَة

يسألُ الشجرةَ عن حالِ الحقولْ

يركبُ غيمةً

لِعيادةِ صبايا الحرب

يُنصِتُ لشكاوى الفراشات

عندما يصلُ في الليل إلى عشه

ينهالُ على كتاب

يُقبِّلُ حبيبتَهُ بلا نهاية

وينامْ

العدل

لا نحلمُ به جميعا

سفينةٌ قديمةٌ

لا تَجيءْ

الأرض

على فراش المشفى

مُنهمِكةٌ في وجبةِ سيرومْ

الكتاب

مُنْزَوٍ في أحدِ الرّفوفْ

يَحكي للغبارِ أسطورتَه

ينتظرُ زبونًا ميئوسًا منه

اليسار

مستقبلٌ نائمٌ

عندما كانَ يحبو

خاصمَ عظامَهُ الرِّخوةْ

نسي أزهارَهُ

غرقى في مِحْبرة

هو أيضا

نَحَتَ آلهةً لدينِهِ

ومَقْبرَة

الحزب

إمارةٌ صغيرة

شديدةُ الشَّبهِ بالرَّمادْ

الجريدة

على أسْطحٍ طازجةٍ

تنشرُ الغسيلَ المتاحْ

وتنسى ملابسها الداخلية

عندَ المُحَقِّقْ

الجار

تحت سقف واحدٍ

أتبادل معه التهاني والمواساة

بالبريد فقطْ

في نفسِ الدارِ

الآيلةِ للسّقوطْ

الشجرة

تحرسُ ساحةَََ الاحتجاج

الحلم

وحده لا يستطيعُ العسَسُ

إلقاءَ القبضِ عليه

القلم

قطعَ عطلتَهُ

وعادَ متعجلا

إلى بستانِ الحروف

الجنس

كالخبزِ

كلما استطابَ الجوعُ

هبَّتِ الثوراتُ

الحصار

إحدى حِيَلِ اللُّصوصْ

القهوة

إن لم تكُنْ مُرّةً

لا يقرَبُها صديقي

رائحتُها حُقولٌ شهية

وكذلك النبيذُ القليلْ

الإنسان

يغازلُ غربتَه

في الغابرِ

اكتشفَ النارَ

واليوم

دخان

دخان

دخانْ

المثقف

مولعٌ بالمآزق

خانتْهُ سُحبٌ

أو

استعادَهُ ركنٌ صغير

يسأل الكتبَ عن سرِّ هذه الضوضاءِ

والبلادِ الغامضة

العامِل

يحكمُ بفتاتِ القانون

أو

يعتصمُ أمامَ مذبحٍ مغلق

والنقابة تاهتْ في الحكاية

الكرسي

مثل معطوبي الحروبْ

لا يفكرُ حتى في الوقوفْ

حين نصحَه الطبيبُ

بتمارينَ رياضية

طلبَ إجازةً مفتوحةً

واختفى في أطرافِ المدينة

المقاومة

حصنُ النازحين تحت الموت

يفتشهُم عساكرٌ كلَّ صباحٍ

على باب مرحاضٍ لصيقٍ بغرفةِ نومٍ صغيرة

في الليل ينامون قليلا

بين قبرٍ وسقفْ

قديمًا ضاعتِ الأرض

زِنادُ العساكرِ اليومَ

على القلبْ

الحكمة

خيمةُ المجانين

حينما تسرقها عواصفٌ مع الغبار

نتعذَّرُ بالموت

ونبكي

الشمس

تُحيك للحياة ظلالا وارفة

وتحميها من البرد

القمر

هناك أزورُ كل مساءٍ أحلامي

أتسللُ منْ نافذةْ

نلتقي في المطارٍ الوحيدِ

هُناكْ

نُسرِعُ نحوَ الجبالِ البعيدةْ

نَعرُجُ على الصحاري الرَّطبةْ

السّمكُ لذيذٌ

في الميناءِ الوقورْ

نحتسي بعضَ الشَّايِ

ونَتوادَعْ

السجن

سيركُ المأساة

فسيحٌ بلا نهاية

وغيرُ مرئي

الصبا

شمسٌ تشرق

مرةً واحدة

رائحةٌ

فاكهةٌ

حين تغيبُ

لا تعود في الصباح

لا تعودْ

ن ينزاح تماما

الصحراء

بحرٌ

تتلاطم الكثبانُ

تتوجعُ باستمرار

كأنها معلقةٌ في السماءْ

والقصيدةُ لم تكتملْ

محمد بلمو

سلا ، في 16-24 يونيو 2010