اما قبل ………………………….. العدد الثامن

بسم الله الرحمن الرحيم

(1)

يأتى العدد الثامن من الجسرة الثقافية فى ظل تغيرات عديدة يشهدها واقعنا المعاصر سياسيا واقتصادياوثقافيا وفكريا وقد انعكست هذه التغيرات على واقعنا الأدبى والنقدى ، لأن النص الأدبى بنية من بنى المجتمع . يعتريه التغير والتحول وفق المتغيرات حتى الواقع المعيش ، كما أنه مؤسسة اجتماعية أداته اللغة . وعلى حد تعبيرات تومارس Tomrs  : إن الاعراف الجمالية لاتقوم على الأعراف الاجتماعية ، بل إنها أعراف اجتماعية من نمط معين وتترابط فى صميمها مع بقية الأعراف . ولذلك نجد أن اختلاف التراكيب الاجتماعية يؤثر فى التراكيب اللغوية، ودراسة اليطور التاريخى لأنماط اللغة يكشف عن ارتباط اللغة بالأبنية الاجتماعية وفى النقد الهيجلى، ونقد هيبوليت تين تتساوى العظمة التاريخية أوالاجتماعية مع العظمة الفنية ومن ثم يمكن الفول إن الأدب أداة تعبيرية عن المجتمع سواء على مستوى اللغة أو الأفكار، وسسيولوجيا الكاتب لاتنفصل الأدبى.

(2)

ومن هنا تأتى الكتابات النقدية والإبداعية والفنية فى هذا العدد لتعبر عن الواقع المعيش – فقد جاء محور الدراسات ليعنى ببعض القضايا النقدية مثل ؛ ا  لطاقة الشعرية فى القصيد المعاصرة ، وتحاول هذه الدراسة أن يغير من معطيات علم اللسان وتربط بين اللغة الشعرية والواقع، وكذلك دراسة الساتياغراها واللاعنف     المغربى وهى دراسة فى التماثل والاختلاف لاسيما فى بلدان العالم الثالث ودراسة نحو مقاربة لتفسير اشكالية الغموض فى النص النقدى العربى المعاصر . وهى تعكس حالات الغموض الفنى التى طرأت على نقدنا المعاصر. وهى حالات الغموض الفنى التى طرأت على نقدنا المعاصر. وقد جسدت هذه الدراسات على التوالى لكل من الدكتور الدين حسنين وطالب الوائلى ويحيى بعطيش طبيعة المتغيرات التى طرأت على الواقع الأدبى والسياسى والنقدى.

وجاء محور السيرة الذاتية العربية الدكتور عبدالغنى ليعبر عن هذه الرؤية أيضا، وقد حوى هذاالعدد أيضا نصوصا شعرية وقصصية عربية ومترجمة لكل من عزت الطيرى وسعد الدين شاهين ولويس وجورج بونتى ومحمد الزينو السلوم، وفؤاد قنديل وإبراهيم سليمان وسلوى بكر ورفقى بدوى وناصر الهلابى وثناء حسن ولوساج أما حوار العدد مع الناقد كمال أبوديب فقد عنى بالعلاقة بين الحداثة والنص والسلطة . وتناول الدكتور نبيل سليم عناصر الرعب الأسطورية فى السينما العالمية . وجاءت الإضاءات الفكرية التى أعدها محمد عصفور عنمحاضرة للدكتور صلاح فضل ألقاها بنادى الجسرة الثقافى بعنوان ” السلطة والمثقفون ” .

وقد عنى محور المتابعات يالعديد من الموضوعات الجادة مثل الاستشراق فى جامعة ياجيلونسكى فى كراكوف للدكتورة بربارا ميخالاك بيكولسكا . وحركة الكتاب وملاعيب النقاد للدكتور أشرف الصباغ ، والأدب النسائى بين النظرية والتطبيق لزياد أبولبن ، واللسانيات التطبيقية للدكتور أحمد حسانى ومن العبودية إلى مابعد الحداثة لأمجد ريان ، وإضاءات حول البنيوية لحسن رشيد .

وجاء محور الفنون التشكيلية الذى أعده الفنان التشكيلى أسعد عرابى عن الفن التشكيلى البحرينى والتفوق على خارطة الزمان والمكان .

وكل هذه المحاور تجسد الرؤية الفكرية والإبداعية والسياسية والنقدية للواقع المعاصر تلك الرؤية التى يحملها على عاتقه المثقف العربى ، وتحاول الجسرة الثقافية أن تسهم مع المؤسسات الثقافية العربية الجادة فى بلورة هذه الرؤية وتطويرها بما يتوافق مع حاضرنا ومستقبلنا كما تعلن الجسرة الثقافية عن جائزة سنوية للإبداع الأدبى الشبابى تخصص فى كل عام لجنس أدبى معين وقد خصص لها هذا العام مجال الشعر الفصيح ، وتأتى هذه الجائزة بغية تفعيل الإبداع الثقافى العربى . وتوصيل رسالة الجسرة الثقافية إلى كل المستويات الثقافية العربية .