من الصعب بمكان أن نتحدث عن طبيعة وخصائص المقام العراقي بمعزل عن سياقات التدفق التاريخي والحضاري الذي روي أرض الرافدين ثقافة وعلماً وفكراً وتمييزاً … وهذا الفن الخالد شأنه شأن كل الفنون والاداب والعلوم والفلسفات التي تعرضت إلي أنواع وممارسات سعت إلي الحقائق التاريخية والتقليل من أهميتها ومنابعها الوطنية والقومية وليس غربياً أن تنبري الشعوبية وزعانقها ومخططاتها لابعاد النبوغان العربية في حقل الإبداع الموسيقي والثقافي عن موطنها في محاولة لا لباسها لبوسات غير عربية أو جعلها تمضي بتبعية مثقلة بافرازات الاحتلال والغزو التي شهدتها بلاد الرافدين منذ فئات السنين ومع هذا وذلك ظل فن الرافدين متجذراً في تربته وظلت ملامحه الوطنية تبهر الزائر والمغادر … إن عقدة الأخذ من العرب لا زالت قائمة في اذهان وكتابات الغربيين والشرقيين واستطاعوا من دفنها وابنات فكرة الأخذ من الغرب بعد مراحل الثورة الصناعية .. بيد أن الموسيقي والمقام يلاقيان تفسيرات وتعويقات وتشويهات … بسبب قلة
الانغام في بنية الكيان الموسيقي الأوروبي … فهذه البنية تعتمد علي مقامين موسيقيين رئيسيين هما ( المينز والمايجر ) أي المقام الصغير والمقام الكبير وفي المصطلح العربي النهاوند والعجم … وهما مقامات ( ربع توت ) أو ( ربع الصوت ) ويخلوان من شحنة التطريب والتعبير ويتوافقان مع التوزيع الهاروموني .. في حين أن الموسيقي العربية الشرقية تعتمد علي سبعة مقامات موسيقية ( سلالم ) هي ( الرست ، البيات ، الحجاز ، السيكاه ، الصبا ، النهاوند ، العجم ) وقبل الحديث عن مكونات المقامات العرقية واختلافها وتوافقها مع هذه السلالم الموسيقية وانفرادها بخصائص عراقية
أبريل 16 2011
المقام العراقي بيت الماضي والحاضر ….. يحيي إدريس
المقام العراقي بيت الماضي والحاضر
يحيي إدريس
من الصعب بمكان أن نتحدث عن طبيعة وخصائص المقام العراقي بمعزل عن سياقات التدفق التاريخي والحضاري الذي روي أرض الرافدين ثقافة وعلماً وفكراً وتمييزاً … وهذا الفن الخالد شأنه شأن كل الفنون والاداب والعلوم والفلسفات التي تعرضت إلي أنواع وممارسات سعت إلي الحقائق التاريخية والتقليل من أهميتها ومنابعها الوطنية والقومية وليس غربياً أن تنبري الشعوبية وزعانقها ومخططاتها لابعاد النبوغان العربية في حقل الإبداع الموسيقي والثقافي عن موطنها في محاولة لا لباسها لبوسات غير عربية أو جعلها تمضي بتبعية مثقلة بافرازات الاحتلال والغزو التي شهدتها بلاد الرافدين منذ فئات السنين ومع هذا وذلك ظل فن الرافدين متجذراً في تربته وظلت ملامحه الوطنية تبهر الزائر والمغادر … إن عقدة الأخذ من العرب لا زالت قائمة في اذهان وكتابات الغربيين والشرقيين واستطاعوا من دفنها وابنات فكرة الأخذ من الغرب بعد مراحل الثورة الصناعية .. بيد أن الموسيقي والمقام يلاقيان تفسيرات وتعويقات وتشويهات … بسبب قلة
الانغام في بنية الكيان الموسيقي الأوروبي … فهذه البنية تعتمد علي مقامين موسيقيين رئيسيين هما ( المينز والمايجر ) أي المقام الصغير والمقام الكبير وفي المصطلح العربي النهاوند والعجم … وهما مقامات ( ربع توت ) أو ( ربع الصوت ) ويخلوان من شحنة التطريب والتعبير ويتوافقان مع التوزيع الهاروموني .. في حين أن الموسيقي العربية الشرقية تعتمد علي سبعة مقامات موسيقية ( سلالم ) هي ( الرست ، البيات ، الحجاز ، السيكاه ، الصبا ، النهاوند ، العجم ) وقبل الحديث عن مكونات المقامات العرقية واختلافها وتوافقها مع هذه السلالم الموسيقية وانفرادها بخصائص عراقية
More
بواسطة admin • 07-فنون • 0 • الوسوم : العدد السادس, يحيي إدريس