المؤتمر الدولي للفنون والحرف الإسلامية ….. د. خالد محمد عزب

تقرير المؤتمر الدولي حول

” الفنون والحرف الإسلامية ”

=====

د. خالد محمد عزب (*)

نظم مركز الأبحاث للتاريخ والفنون الإسلامية ( إرسيكا ) ، استانبول التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي ووزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي ، ورابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، عقد هذا المؤتمر الدولي حول الفنون والحرف الإسلامية في مدينة أصفهان .

وقد حاول المؤتمر إبراز الثقافة الإسلامية من خلال فنونها وحرفها اليدوية وإظهار جماليتها وقيمها ، إضافة إلي أن المؤتمر عمل علي اقتراح الطرق والوسائل الممكنة لتهيئة شروط معيشية جيدة للفنانيين والحرفيين ، والتي تعتبر الأساس لحثهم علي الاستمرار في تقديم مهاراتهم ، ومن ثم العمل علي نقلها في الأجيال القادمة ، وهي خطوات ضرورية لحماية واستمرار التراث الثقافي للعالم الإسلامي .

وقد تناول المؤتمر نقاطاً هامة تتعلق بقضايا التصميم والطرق المتبعة والتعاون الفني وتنمية المهارات ، وتبادل التقنيات المطبقة ، وتحسين جودة المنتج ، والتعليم والتدريب والتمويل ، والاقتصاد والسوق والمصاعب الموجودة . والرعاة والسياسات الوطنية .

وقد هدف المؤتمر إلي تحريك أطر التنمية والمساعدة في إثارة الانتباه للفنون والحرف الإسلامية في العالم ، كما قدم بعض التطلعات الجديدة والحلول الممكنة لبعض المشاكل الرئيسية التي تواجه مستقبل حركة تنمية الفنون والحرف الإسلامية ، وقد مثل الحدث فرصة جديدة لمعاينة وإيجاد آفاق تنمية الجوانب الاقتصادية والاجتماعية الثقافية للفنون الإسلامية في مناطق مختلفة .

وقد تم تقديم 75 ورقة بحث مختلفة لخبراء أكاديميين وأساتذة متخصصين في هذا الميدان أتوا من الدول الآتية : أفغانستان ، الجزائر ، أذربيجان ، بنغلاديش ، مصر ، إنجلترا ، فرنسا ، ألمانيا ، الهند ، إندونيسيا ، إيطاليا ، اليابان ، المملكة الأردنية الهاشمية ، قازاخستان ، الكويت ، لبنان ، ماليزيا ، المغرب ، هولندا ، سلطة عمان ،

———-

(*) كاتب مصري .

باكستان ، فلسطين ، قطر ، روسيا ، المملكة العربية السعودية ، السنغال ، سوريا تتارستان ، تونس ، تركيا ، دولة الإمارات العربية المتحدة ، أوزبكستان ، فنزويلا ، والدولة المضيفة الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، وقد ضمت الوفود المشاركة علماء تاريخ الفنون والخبراء والمتخصصين والحرفيين والفنيين وممثلي الجامعات والمؤسسات المعنية بميدان الفنون والحرف الإسلامية .

وقد وفر المؤتمر الفرصة لهم لتقديم خبرتهم لدراسة ومعاينة الوضع الحالي للفنون والحرف اليدوية وتطورات التنمية التي طرأت علي الميدان والإطلاع علي الأساليب المطبقة في دول مختلفة بغرض تحديد بعض القضايا الرئيسية ومناقشة آفاقها المستقبلية ، وبالإضافة إلي أن المؤتمر يمثل نقطة التقاء هامة لتبادل الخبرات بين المنظمات والدول المعنية ، فقد عمل علي دراسة قضايا محددة للتطوير المستقبلي في ميادين متعددة واسعة ، وقد ناقشت الأوراق المقدمة العديد من موضوعات الجلسات التي رأسها العلماء التالية أسماؤهم :

الجلسة الأولي : العمارة الإسلامية – رئيس الجلسة : الدكتور روبرت سكيلتون .

الجلسة الثانية : فن الخط – رئيسة الجلسة ب- صاحبة السمو الملكي الأميرة الدكتورة وجدان علي ، وقد ترأست أعمال الجلسة العامة أيضاً .

الجلسة الثالثة : الفنون والحوار الثقافي – رئيس الجلسة : أ.د/ صالح لمعي .

الجلسة الرابعة : الرسوم والمنمنمات الإسلامية – رئيس الجلسة : الدكتور عبدالرحمن أيوب .

الجلسة الخامسة : تأثير الفنون والحرب الإسلامية علي الفن الأوروبي – رئيسة الجلسة : أ.د/ كونسل رندا .

الجلسة السادسة : النسيج والتطريز والزي التقليدي – رئيس الجلسة : الدكتور علي صالح المغنم  .

الجلسة السابعة : إحياء الفنون والحرف الإسلامية – رئيس الجلسة : أ.د/ أتيليو بيتروشيولي .

الجلسة الثامنة : السيراميك والقلشاني الإسلامي – رئيس الجلسة : الدكتورة صبيحة الخمر  .

الجلسة التاسعة : حياة المدينة والحلي والأسواق الإسلامية – رئيسة الجلسة : أ.د/ ماكييل كيل .

الجلسة العاشرة : الورق اليدوي والتذهيب والتجليد والأبرو – رئيس الجلسة : الدكتور حمدان طه .

الجلسة الحادية عشرة : الفنون والحرف الخشبية – رئيسة الجلسة : الدكتورة مهرانجيز مظاهري .

الجلسة الثانية عشرة : الوضع الحالي للحرف اليدوية والتنمية – رئيسة الجلسة : الشيخة ألطاف سالم العلي الصباح .

الجلسة الثالثة عشرة : التسويق والتنمية والرعاية – رئيس الجلسة : الدكتور / أسعد عرابي .

الجلسة الرابعة عشرة : التصاميم الإسلامية والحرف المعدنية – رئيس الجلسة : الأستاذ ناوتو سوزوكي .

أهداف المؤتمر :

هدف المؤتمر إلي تحقيق الأهداف التالية :

  • تقييم الوضع الراهن للفنون والحرف الإسلامية في العالم الإسلامي وتحديد المعايير الاقتصادية والاجتماعية والثقافية الواجب مراعاتها للتطوير المستقبلي لهذا الميدان .
  • مناقشة الإجراءات التي يمكن إتخاذها ، لتفاد يفقدان القيم والتقاليد الإسلامية بهدف المحافظة علي الطبيعة المميزة والخاصة لتراث الفنون والحرف الإسلامية .
  • حث الشباب الحرفي علي إنتاج أعمال جديدة .
  • اتخاذ التدابير اللازمة لحماية بعض الفنون والحرف التقليدية التي تتعرض للخطر وضمان استمراريتها .
  • تطوير إستراتيجية للتعاون الدولي في هذا الصدد .

تعتبر المداولات الإقليمية حول وضع تنمية الفنون والحرف اليدوية إحدي ثمرات هذا المؤتمر بالإضافة إلي جمع البيانات والمعلومات حول قضايا ومسائل وآفاق تطوير هذا الميدان ، والتي ستشكل قاعدة معلومات رئيسية لتطوير برامج عمل ومساعدات فنية تهدف للخروج بإستراتيجية واضحة لإعادة تأهيل العامل التجاري للفنون والحرف اليدوية .

وقد بدأت البرنامج يوم الجمععة الموافق 4 أكتوبر من خلال كلمة سماحة الشيخ محمد العراقي ، رئيس منظمة الثقافة والعلاقات الإسلامية ، والتي افتتح بها معارض الحرفيين في قصر شهلستون ( جهلستون ) بمدينة أصفهان ، وقد رحب بكافة المشاركين الذين حضروا من دول عديدة ، وأكد علي أهمية الحدث كوسيلة للمزيد من الحوار الثقافي في العالم ، وقد اقترح تأسيس مركز للفنون والحرف الإسلامية في مدينة أصفهان بهدف تشجيع المزيد من خطوات التعاون بين الأطراف المعنية في هذا الميدان.

ويعد ذلك افتتحت الوفود المشاركة برئاسة معالي وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي في الجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد أحمد مسجد جامع ومعالي الدكتور عبدالواحد بلقيز ، أمين عام منطقة المؤتمر الإسلامية والأستاذ الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلي مدير عام مركز أرسيكا وسماحة الشيخ محمد العراقي رئيس منظمة الثقافة و العلاقات الإسلامية ، كافة أجنحة المعارض والتي ضمت قطع متميزة أنجزها حرفيون من دول عديدة وقد تبع المجموعة استعراض لمئات من طالبات وطلاب المدارس يحملون أعلام الدول المشاركة وشعار المؤتمر وعروق فلكلورية تحت شعار إحياء وحماية التراث التقليدي الإسلامي ، وقد سارت مسيرة المشاركين وأعضاء الوفود مع حوالي 30 ألف من سكان أصفهان من قصر شهلستون حتي ساحة الإمام .

وقد بدأ حفل المؤتمر بتلاوة من آي الذكر الحكيم ، ثم كلمة معالي الوزير أحمد مسجد جامع وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي والذي أشار إلي أهمية المؤتمر في هذه الأيام كفرصة لتنشيط حركة التعاون بين مختلف الجهات والمؤسسات المعنية التي تعمل في ميدان الفنون والحرف الإسلامية ، وقد عبر عن سعادة الدولة المضيفة لإتخاذ مدينة أصفهان لاحتضان هذا المؤتمر الهام وقد شكر كافة المشاركين لحضورهم لمدينة أصفهان ليكونوا جزءاً من شبكة التعاون في هذا القطاع المحدد ، وقد اختتم كلمته بالدعوة إلي المزيد من جهود التعاون بين الحرفيين من خلال طرح فكرة تأسيس اتحاد للحرفيين ومتحف مدينة أصفهان وتخصيص جائزة إيرانية للرواد الحرفيين في العالم الإسلامي .

بعد ذلك تناول الكلمة معالي الدكتور عبدالواحد بلقيز ، أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي واذلي خاطب المشاركين مغبراً عن عميق التقدير للدولة المضيفة لاحتضان هذا المؤتمر وأضاف بأن المؤتمر ينعقد في وقت تزداد فيه التحديات أمام الأمة ، مشيراً إلي أنه من غير الخافي علي أحد بأن الفنون والحرف اليدوية والصناعات التقليدية تعكس المستوي الحضاري والاجتماعي الذي بلغه مجتمع من المجتمعات البشرية ، كما تعبر هذه الفنون عن خصوصية ثقافته وأصالة تراثه وتميز عاداته عن العادات وهوية الشعوب والأمم الأخري التي يتكون منها النسيج البشري كله ، فهي في الحقيقة مرآة صادفة عن مختلف التطورات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي مرت بها تلك المجتمعات في تاريخها الحضاري الطويل وأضاف بأن مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة حتي أصبح مرجعاً للعديد من الباحثين والمؤرخين يتوجهون إليه ويقصدونه عندما يتناولون بالدراسة والبحث موضوعاً سوف يخرج من هذا المؤتمر بإستراتيحية تستجيب للتطلعات الجديدة والحلول الممكنة للمشاكل الرئيسية التي تواجه مستقب حركة تنمية الفنون والحرف الإسلامية ، وإيجاد آفاق تنموية لها .

ثم ألقي الأستاذ الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلي ، مدير عام مركز آرسيكا كلمته معبراً عن تقديره لوزارة الثقافة والإرشاد الإسلامية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومنظمة الثقافة والعلاقات الإسلامية لاحتضان مدينة أسفهان لهذا المؤتمر واشار إلي أنه من الأهمية التنويه بأن منظمة المؤتمر الإسلامي كانت أول منظمة دولية تقدر رسمياً أهمية الفنون كميدان لتنمية التعاون ، وكعامل يساهم في تنشي التضامن الدولي ، وأضاف بأنه كان من الفخر لدي مركز آرسيكا بأن يكون الجهاز التابع المنظمة المؤتمر الإسلامي والمسؤول عن هذا الميدان الهام من الدراسة ، وأن يكون ايضاً أول مؤسسة دولية حكومية ووحيدة في العالم تحتل الفنون أهم ميادين عملها الرئبسية ، وأشار إي زن مركز أرسيكا يعرف عالمياً بميادين عمله كنقطة رئيسية للفنون الإسلامية ويتعاون في إنجاز برنامجه لتطوير الحرف اليدوية مع الوزارات المعنية في الدول الأعضاء ومع المنظمات الدولية ، وأكد بأن المؤتمر سوف يسهم في تطوير التفاهم بين الثقافات وبان عقده في مدينة أصفهان يكتسب معني خاصاً وأهمية ترمز علي تطوير الحوار بين الحضارات .. واختتم كلمته بتقديم الشكر والتعبير عن وافر التقدير لجهود التعاون التي تم تقديمها لتنظيم المؤتمر من قبل منظمة الثقافة والعلاقات الإسلامية ، ووزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي .

وفي الختام ، ألقي المهندس / حسيني ، والي أصفهان كلمة رحب فيها بالمشاركين باسم مدينة أصفهان مضيفاً بأن المدينة تشعر بالاعتزاز لاحتضانها هذا الجمع الهام وبأن كافة الإمكانات سيتم وضعها تحت تصرف المؤتمر ، كما بين بأن مدينة أصفهان مدينة الفنون ترحب بعلماء ومتخصصي الفنون والحرف اليدوية ، والتي سيسرها تقديم أية تسهيلات لضمان نجاح هذا الحدث ، كما رحب أيضاً بفكرة اقتراح عمل متحف مدينة أصفهان للفنون والحرف الإسلامية .

وعدد بدايات جلسات المؤتمر ، قدم نزيه طالب معروف المنسق الدولي للمؤتمر رئيس برنامج تطوير الحرف اليدوية في مركز أرسيكا نبذة عن العلماء والوفود المشاركة ، وأعطي بسطة موجزة حول مراحل الإعداد المختلفة للمؤتمر منوهاً بالمستوي النوعي لورقات البحث المختلفة المقدمة من علماء من مختلف مناطق العالم وأضاف بأن هذه البحوث تبين بأن مداولات المؤتمر لابد وأن تؤدي إلي المزيد من التعاون بين الوفود المشاركة ، وإنجاز العديد من جهود التنمية في هذا القطاع ، وأشار السيد حسن أمينيان ، المنسق المحلي للمؤتمر ، رئيس المنظمات الدولية في منظمة الثقافة والعلاقات الإسلامية إلي اعتزاز إيران باستضافة المؤتمر ، وبين بأن مدينة أصفهان تزهو بوجود العلماء والخبراء من مناطق مختلفة في العالم ،وأضاف بأن وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي عملت مع مركز أرسيكا من خلال منطقة الثقافة والعلاقات الإسلامية لضمان الإنجاز الناجح لهذا الحدث .

توصيات المؤتمر :

أصدر المؤتمر التوصيات التالية :

الحوار بين الثقافات :

إن الاختلاف الثقافي واقع يجب عدم التركيز عليه لأن عصرنا هذا يشهد إزالة جميع الحدود بين اشعوب والدول ، حيث حولت وسائل الإعلام عالمنا إلي قرية عالمية فالحوار بين الحضارات من شأنه أن يحقق الوعي الثقافي والتعايش السلمي والتفاهم ، لأنه لا يمكننا العيش بمعزل عن الآخرين ، ولهذا فنحن بحاجة ماسة للبدء لعملية الحوار الثقافي الإسلامي أولاً ، وتوسعة نطاقه ، ثانياً  لشمل الحوار بين الحضارات .

إحياء الفنون والحرف الإسلامية :

ليس من السهل إحياء التقاليد ، ونحن بحاجة لدراسة الأزمات والتغييرات التي طرأت علي بعض أنواع الفنون والحرف الإسلامية علي مر التاريخ ، حتي يتسني لنا الوقوف بشكل أفضل في وجه الأزمات والتحديات ، لذلك علينا نقييم مرحلة أول منعطف تاريخي سببه ظهور التقنيات الجديدة ودراسة ردود فعل الفنانيين آنذاك حياله ، والتي يمكن تقسميها إلي نوعين : فالبعض منهم قاموا برفضها وشعروا بالهزيمة أمامها، والبعض الآخر اختل عمله إثرها .

إن عبر الماضي تدلل علي أن المشكلة لم تكن تكمن في التقنيات الجديدة ، وليست ناتجة عن الاستخدام الواسع للحاسوب ولا عن تطوراته وتكامله ، كما وإنها لم تكن بفعل فتح الأبواب أمام العالم الآخر والإلتزام بقيم الفن العالمي المعاصر .

إن تاريخ الفن الإسلامي واجه أزمات كثيرة جداً بفعل تنمية التقنيات الجديدة والتأثر بفنون سائر الحضارات ، لكنه تغلب علي جميعها عبر محاكاته للآخر ، وإقامة جسور العلاقات معه ، وفي كل من هذه الأزمات واعتماداً علي عمق الفكر ووضوح الرؤية وانطلاقاً من المبادئ الفلسفية للفن الإسلامي ومظاهره ، وجد الحل النهائي في تكوين فهو كامل ورؤية عالمية للبشرية والكون ، وهي العناصر التي يجب أن يتحلي بها كل الفنانين ،ولهذا فإن استطعنا أن نكون علي مستوي المشكلة والتحدي ، سنحقق نجاحاً في تبديل ما نعتبره هزيمة إلي نصر مؤزر .

وإذا استطعنا أن ننطلق من هذه النقطة فإننا سوف ننجح في تحقيق التنمية لبلادنا وذلك ليس من خلال الاستعانة بأحدث التقنيات فقط وإنما من خلال الاستعانة بالوعي الديني البعيد عن الانحراف ، ومع الأسف ظلت القضايا الجزئية والفرعية تشغل حياتنا وفكرنا طوال القرون الثلاثة الماضية .

ولابد أن نتذكر بأن الإسلام عندما وصل إلي ذروة التقدم في مجالات الثقافة والفنون والعلوم والتجارة والحكم السياسي ، والتفوق العسكري ، فإن كل ذلك التقدم لم يتحقق إلا عن طريق التعليم والتوعية ونشر المعرفة ، وقبول وتحمل الآخر كما أن نماذج وأمثلة من هذه المميزات لا زالت موجودة في ميداني الفن والأدب الإسلاميين  .

إن الإنجازات الفنية الرائعة تلعب دور الحوافز التعليمية والجمالية والدينية للمتلقين أو المستهلكين لذلك يجب الاهتمام بالجانب الجمالي والفني للأعمال الفنية والحرفية وذلك لإيجاد مضمون إسلامي فاعل ومؤثر لهذه الأعمال وفي الواقع يجب الاهتمام بما تنطوي عليه مميزات للفنون والحرف من قدرة وقابلية ليس لإثراء الجانب السياحي أو تصدير هذه المنتجات إلي الأسواق الخارجية فحسب ، وإنما بهدف تنمية مشاعر الاعتزاز بالذات والوعي الذاتي ، وكذلك تطوير وإيحاء هذه التقاليد للثرية باعتبارها فنوناً حية فاعلة ، وفي هذا الصدد نحن بحاجة إلي :

–   تفعيل بحوث ودراسات العمارة الإسلامية في ليات العمارة والفنون ، وذلك بهدف التعرف علي القيم والمفاهيم الجمالية ، وأسلوب التعبير ،وتطوير مجالات التخطيط المدني .

–      تأسيس مدارس ومعاهد تتولي تعليم وتدريب الحرفيين والفنانيين .

–   ترتيب زيارات طلابية جماعية للمتاحف بهدف تعرف الطلاب علي المميزات الجمالية الفنية .

إعادة بناء وصيانة تراثنا المعماري :

لقد أصبح التراث المعماري الإسلامي الذي يشكل جانباً مهماً من الحضارة العالمية ، يواجه تهديدات بيئية واجتماعية واقتصادية من شأنها أن تؤدي إلي زواله بالكامل أو تعرضه للضرر والخسارة ، وهناك مجتمعات كثيرة في عالمنا المعاصر باتت تناضل من أجل تقديم تعريف هويتها أمام العولمة الغربية ، إذ أن علينا أن نعكف علي إحياء أنماط قيمة ونماذج عريقة من هذا التراث المعماري وذلك كجزء من هذا النضال العام .

كما يتوجب علينا أن ننسق جهودنا علي الأصعدة الوطنية والإقليمية والعالمية لنتمكن من ترميم وصيانة المباني الضخمة التي تمثل التراث المعماري ، وأن نحفظها من أي أخطار تهددها .

إن حملة إعادة البناء ستؤدي بطبيعة الحال إلي إحياء ورش الصناعات اليدوية وكذلك إلي توظيف للقنانين في جوانب مختلفة من عملية إعادة بناء التراث المعماري ، مما يؤدي بدوره إلي تفعيل حركة إعادة البناء والإعمار في الدول المعنية .

إن هذا الأمير سيؤول إلي اكتشاف الماضي وتقديم تعريف عن الشكل والأسلوب في علم الجمال المعاصر ، وفي النهاية ستساهم في تطوير المعايير الثقافية والقيم الاجتماعية في المجتمعات التي تشهد مرحلة التغيير ، وأن هذه الخطوات تقود بنا إلي إقامة علاقة مع القيم الراسخة الماضية ، وخلق تصاميم جديدة من خلال تقديم تعريف جديد عن مبادئ التصميم والتخطيط في العمارة التقليدية .

ولابد أن يكون عنصر الإيمان مرتكزاً علي أسس القيم والمعايير الخاصة بالعمارة الإسلامية بحيث لا يتغلب الشكل علي المضمون ، إن التطبيق الناجح لمعايير العمارة التقليدية سيؤدي إلي توحيد المفردات التقليدية والحديثة .

التدريب في مجال رفع مستوي المهارات :

إن التدريب يعتبر عنصراً ضررورياً لتأهيل الفنانين المطلوبين للورش التي تجمع الفنانين ذوي الخبرة من المعماريين والمصميين الفنيين ، ليحققوا أفضل النتائج فيما يتعلق بأساليب الإنتاج أو المباني العصرية والمواد الحديثة .

إن بذل الجهود من أجل الحفاظ علي الملابس التقليدية باعتبارها عنصراً تقليدياً حباً سيعطي نتائج أفضل داخل المجتمعات التي لا تزال تحمل هذه الملابس في ذاكرتها، ولا تزال تستخدمها فعلاً كملابس محلية إقليمية والشرط الأول لنجاح مثل هذه الخطوة يكون بتوفر برنامج عمل لتدريب الأفراد علي المهارات المطلوبة مما يضمن استمرارية هذه التقاليد وبما أن التخلي عن الملابس التقليدية ظاهرة يشهدها الواقع المعاصر ، فإننا أمام حلقة مفرغة آخذة في الظهور : إن الفنانين الذين ينتجون المواد الأولية المطلوبة لإنتاج الملابس التقلدية ربما سيتخلون عن هذه الحرفة ، وهذا سيؤدي إلي استحالة إعادة الأوضاع إلي ما كانت عليه ، لذا فإنه من الضروري أن لا نهمل حرفاً مهمة مثل الحياكة والصياغة والغزل والخياطة .. وأن لا نتركها لتندثر وتغيب مع الزمن .

ولهذا فقد اقترح المؤتمر إيجاد مؤسسات تتولي مهمة تدريب الرواد الحرفيين وتطوير وتحسين عملية التصميم وتقديم خدمات استشارية في مجال التسويق .

حملة وطنية من أجل العودة إلي القيم الثقافية المحلية وإيجاد بنك المعلومات :

لقد دعا المؤتمر إلي القيام بحملة وطنية بهدف العودة إلي قيمنا الثقافية والجوانب المختلفة لثقافتنا المادية أي : المعمارية والفنون والصناعات اليدوية والملابس التقليدية ، ولابد من الاستعانة في هذه الحملة بالأدوات والوسائل المتاحة ، كما يتوجب القيام بحملة تعبئة إعلامية تهدف إلي الارتقاء بمستوي الوعي العام بالنسبة لأهمية تراثنا الوطني ، ولهذا فلابد من الاهتمام بقيام مشروعات تساعد علي إحياء الصناعات والحرف التقليدية الخاصة وأنها تتميز بأهمية ثقافية ، وإلا يتم اعتبارها كسلع استهلاكية ، وإنما يجب دعمها من خلال المصادر المالية الخاصة بالتنمية ومنحها تشجيعاً يتمثل بتخفيضات ضريبية ، كما يجب العمل علي عرض الأزياء المحلية في المتاحف الصغيرة المحلية بغية تعزيز الشعور بالانتماء للتراث والاعتزاز به وإثارة الإحساس بأهمية ارتداء هذه الأزياء التراثية ، كما يتوجب تخصيص مصادر مالية لطباعة الملصفات الترويجية وإجراء الدراسات الجامعية خدمة لهذا الهدف .

لا شك أن التخيط لمثل هذه الحملة الرامية إلي العودة إلي التراث أمر صعب وأن تنفيذها أصعب بالإضافة إلي إن موضوع تحقيق أو عدم تحقيق الأهداف المرجوة من مثل هذا المشروع أمر مثير للنقاش ولا جدل ، وإذ لا نود الدخول في حلقة التشاؤم فإن ما يجب فعله هو تقيم الدعم الحكومي لشاطات إحياء الأزياء التقليدية ، شأنها شأن غيرها من مجالاتنا الثقافية التي تتعرض للخطر ، حتي تجد مكانها في المتاحف الوطنية وتقوم الجامعات بإجراء البحوث والدراسات حولها كما يجب تقديم الدعم للمجموعات والمقتنيات المتحفية الخاصة ، وللبحوث والدراسات والإصدارات التي تعني بهذا الجانب، لأن هذا الأسلوب كفيل بإبقاء ذكراها حية ماثلة للأجيال القادمة .

لقد بدأت هذه المسيرة اليوم وخير دال علي ذلك هو حضورنا في هذا المؤتمر بمدينة أصفهان ، وبما أن جوانب كثيرة من العناصر المادية لثقافتنا تواجه خطر الإندثار والزوال ، فمن أجل الحفاظ علي ذكراها وإيصالها إلي الأجيال القادمة ، يوصي المؤتمرون أصحاب المجموعات الشخصية للفنون والحرف اليدوية التي تتعرض للخطر، بأن يودعوا سجلاً عن مجموعاتهم الموثقة لدي مركز أرسيكا ، كما دعا المؤتمرون إلي العمل علي الارتقاء بمستوي الفنون والحرف اليدوية الإسلامية بين الجاليات المسلمة المقيمة في دولة غير إسلامية .

الحكـومــة والدعــم :

من الضروري أن  نعكف الحكومات والجهات المعدية علي تقديم دعم أوسع بغية تفعيل هذا القطاع في أوسع نطاق ممكن ، وذلك عبر إقرار بعض الإجراءات التي تكفل أجوراً ومكافأت مناسبة للحرفيين لحثهم علي الإبداع المتواصل ولا يمكن تحميبل الحكومات – حصاً – مسؤولية الحفاظ علي استمرارية هذه الصناعات التقليدية ، إذ يتوجب علي جميع المواطنين وأفراد المجتمع أن يقوموا بدور مهم في هذا المجال ، حيث لا يمكن استمرارية الصناعات التقليدية إلا من خلال هذا التوجه .

وفيما يخص مشاكل هذا القطاع ، فلابد أن نبحث عن أسباب معظم هذه المشاكل وخاصة مكامن الضعف والقصور التي توجد في محيط العمل ، إذ أن جزءاً من هذه المشاكل يعود سببه إلي قصور المنتجين والحرفيين أنفسهم ، إننا بحاجة إلي وضع سياسات فعالة من قبل الدول واستخدام مؤسسات مؤهلة لهذا الغرض ، وتوفير القدرة الجماعية لتمكين منتجي الحرف اليدوية من الاستفادة من فرص العمل كوسيلة لتطوير الإنتاج الفني بشكل مؤثر ، بالإضافة إلي ذلك وفي إطار السياسات الحكومية ، ينبغي تقديم الخدمات وتنفيذ برامج لدعم الفنانين والمنتجين من قبل المؤسسات الحكومية والمنظمات غير الحكومية في مجال خدمات التنمية التجارية ، ومن ثم إدراجها ضمن السياسات والإستراتيجية التنموية .

من جهة أخري ليس من الضروري تحقيق الاكتفاء الذاتي الفردي لكل من المنتجين والفنانين عملاً علي تطوير حرفهم إذ أن الوحدات الإنتاجية كالمجموعات الحرفية القروية من شأنها أن تتحمل المسؤولية في تقديم الدعم اللازم ، كما ينبغي توطيد العلاقات والصلات الإقليمية من خلال شبكات تبادل المعلومات في مجال تنمية الحرف والفنون . وهو ما سيؤدي إلي تنفيذ البرامج المشتركة للتسويق .

التعليــم :

بالرغم من إدراج الفن ضمن المواد الدراسية للمدارس ، فإن تدرس الفن في هذه المدارس يواجه صعوبة نظراً لنقص الأساتذة المتخصصين في هذا المجال ، لذلك من الضروري أن تقوم الحكومات بإعداد المعلمين لمادة الفن من خلال رفع مستوي التعليم في هذا المجال .

ونظراً لوجود مجموعات مهمة من الفنون والآثار الفنية الإسلامية في المتاحف، والتي تعتبر مصدراً لتدريس هذه المادة ، فإن تعليم الفن يعتبر أمراً مهماً نظراً للعائد الاقتصادي المهم لهذا الجانب ، وبما أن المشكلة الوحيدة الموجودة في مجال تدريب الفنون والحرف الإسلامية تتمثل في النقص الذي نشهده في عدد المؤهلين للقيام بهذا العمل ، فلا بد من إدراج التقنيات التقليدية ضمن المواد الدراسية في المدارس المحلية ، وتدريس هذه التقنيات عبر فصول ودورات فنية ، ليصبح ذلك ضماناً لتحقيق تطور دائم متزايد في مجال المهارات التقليدية ، ودفع الأجيال القادمة للاهتمام بهذه المهارات .

متحف مدينة أصفهان :

لقد طرح المؤتمر فكرة تأسيس متحف مدينة أصفهان المتمثل في مجموعة نقش جهان ، وذلك لما تتميز به مدينة اصفهان كمتحف مفتوح للتراث الثقافي الحي .

العلاقة بين السياحة والفنون والحرف الإسلامية :

أكد المؤتمر علي أهمية إقامة علاقة بين الفنون والحرف من جهة ، وبين السياحة من جهة أخري ، وذلك بهدف الارتقاء بمستوي الوعي العام إلي أقصي حد ممكن نظراً لأهمية هذا القطاع ، وهذا الهدف يمكن تحقيقه من خلال إنشاء أو تعزيز المراكز الخاصة بتنمية الحرف والفنون كإيجاد قري الفنون والحرف التقليدية ، وهذه القري من شأنها أن تعمل كمراكز :

أ – للتطوير الفني .

ب- وللتسويق والخدمات الاستشارية والتجارية .

ج- ولتقديم الدعم والرعاية للحرف التقليدية .

د- وللسياحة .

كما أن هذه القري من شأنها أن تسهل عملية الاتصال بالمؤسسات الدولية غير الحكومية والمراكز الدولية وتحريك قنوات التسويق في هذا المجال .

مراقبة الجـــودة :

يجب العمل علي تحقيق تنمية جماعية لمجموعة من الحرف والفنون وذلك من أجل تحسين مسار الإنتاج والتصميم وفتح الأسواق الجديدة ، ودعم الجهود الجماعية الرامية لتلبية الحاجات وعملية التسويق ، وفي إطار عملية التنمية يمكن القيام بالدراسات الخاصة بالظروف التي تمر بها الفنون والحرف ، وتجديد المتطلبات وذلك عملاً علي تحسين الجود والنوعية ، كما يمكن القيام بإجراء بحوث حول القطاعات الفرعية للحرف اليدوية .

الجوانب الاقتصادية وشبكة التعاون الإقليمية :

علي واضعي السياسات والخطط إعادة النظر في السياسات الرامية إلي تنمية الحرف والصناعات الريفية ، والاهتمام بتنمية الفنون والحرف المتميزة بقابليتها الواسعة في إيجاد فرص عمل جديدة وتحقيق الإيرادات المالية وفي إطار وضع السياسات والأطر ، لابد من العمل علي تقديم تعريف عن الحرف التقليدية والفنون الجميلة والصناعات اليدوية .

وبالإضافة إلي ذلك فإن إقامة علاقة وثيقة بين الجهات الدولية المعنية بالفنون والحرف اليدوية والجهات الحرفية في العالم الإسلامي ، من شأنها أن تؤدي إلي إستراتيجية تنموية مهمة ، لأن ذلك يكشف مساحة رحبة من الخدمات التجارية ويسهل عملية الولوج إلي أسواق التصدير .

إن المؤسسات الدولية غير الحكومية هي الأخري من شأنها أن تؤدي دوراً كبيراً في تقديم الخدمات التجارية بهدف تقديم التطوير النوعي ، وتحسين الجودة ، خاصة فيما يتعلق بالصناعات والحرف التقليدية في المناطق النائية الريفية والجبلية .

إن إيجاد شبكة فاعلة بين مختلف الجهات المعنية مثل المجموعات الصناعية الحرفية ، والمؤسسات الداعمة والمنظمات غير الحكومية والجهات العاملة في هذا المجال ، يشكل عنصراً مهماً للنجاح في التطوير التقني وتنمية سوق الصادرات .

علي هذا الأساس فإن إنشاء القري الخاصة بالفنون والحرف الريفية أو دعم وتعزيز إمكانيات هذه القري في حالة وجودها ، من شأنه أن يكون محاولة فاعلة في هذا المجال ، كما أنه يمكن لمثل هذه المشاريع أن تضمن عملية الحفاظ علي الفنون والحرف ، وأن تعمل علي إيجاد شبكات أوسع نطاقاً علي الصعيد الإقليمي .

دور الإعلام :

طالب المؤتمر بتحديد مسؤولية وسائل الإعلام والدور الذي تلعبه في مجال التعريف بالفنون والحرف الإسلامية ، والترويج لها علي جميع الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية ، وذلك من خلال قيامها بالارتقاء بمستوي الوعي الجماهيري العام ، فيما يخص أهمية هذا القطاع وإحيائه ودعمه .

حفل الختام :

وقدم نزيه طالب معروف رئيس برناكج تطوير الحرف اليدوية في حقل الختام تقرير المؤتمر ، ثم ألقي كلمة مركز أرسيكا ، مقدماً وافر التقدير لكافة المشاركين للنجاح الذي أنجزه المؤتمر ، وأكد علي أن مركز أرسيكا سوف يستمر في إعطاء الاهتمام لتنمية الحرف اليدوية في الدول الأعضاء ، وأضاف بأن المداولات المعمقة وورقات البحث التي تم تقديمها قد تلمست الآفاق المستقبلية لتنمية الفنون والحرف الإسلامية ، أشار إلي أهمية المؤتمر حيث بين بأن قد تم من خلال المداولات المعمقة جمع بيانات هامة حول الوضع الحالي للقطاع في دول منظمة للمؤتمر الإسلامي وأضاف بأن غني وتنوع المتخصصين والخبراء والباحثين والفنانين الذين حضروا من المراكز والجهات المعنية ويعملون في تحديد سياسة تنمية هذا الميدان . قد وفر فرصة فريدة للجميع للالتقاء والتشاور وتبادل الخبرات ووجهات النظر حول المصاعب والمعوقات والآفاق المستقبلية ، وأشاد بالجهود المستمرة لفريق وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي ،ومنظمة الثقافة والعلاقات الإسلامية في إيران محيياً جهود الاستضافة الحارة للمضيفين ، وبشكل خاص محافظ وبلدية أصفهان ، واختتم كلمته بتوجيه التقدير لعديد الأعضاء الآخرين الذين قدموا مساهمات كبيرة لضمان إنجاز النجاح الموفق للمؤتمر .

وبدوره ، قدم السيد حسن أمينيان ، المنسق المحلي للمؤتمر بيان أصفهان الدولي وألقي كلمة باسم منظمة الثقافة والعلاقات الإسلامية أشار فيها إلي أن مدينة اصفهات  قد تشرفت وسعدت باستضافة هذا الجمع وهي المدينة التي تعتبر متحفاً مفتوحاً لغني التراث الثقافي وأضاف بأن المؤتمر استطاع من خلال المحاضرات القيمة والغنية والمناقشات البناءة الوصول إلي أهدافه المنشودة ، مما دفع كلا من المشاركين للتطلع إلي مستقبل واعد ملئ بالمزيد من خطوات التعاون في ميدان الفنون والحرف الإسلامية، وأفاد أيضاً بأن مدينة أصفهان ستظل فخورة بنتائج ومداولات هذا اللقاء ، كما قدم وافر الشكر للجهات المنظمة وخاصاً بالذكر جهود مركز أرسيكا ،ووزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي ، ووالي أصفهان وبلدية أصفهان ، وكافة الجهات الأخري التي ساهمت في الجهود التنظيمية ، واختتم كلمته بتقديم الشكر والتقدير لكافة المشاركين متمنياً لهم رحلة موفقة وعودة سالمة إلي بلادهم .

ثم تناول الكلمة سعادة المهندس جوادي رئيس بلدية أصفهان الذي أشار إلي أن مدينة أصفهان ستبقي تشعر بالفخر لاستضافة هذا الجمع من العلماء والأكاديميين والخبراء والفنانيين من مناطق مختلفة من العالم وأشاد بالنشاطات التي تم تنظيمها واعتبرها جميعاً كاحتفال للفنون والحرف الإسلامية، وتحدث بشكل خاص حول نجاح الاستعراض والمعارض ،حيث تمت مشاركة الآلاف من سكان مدينة أصفهان ،وأضاف بأن الشعب هنا كان يمتلئ بالسعادة لمشاهدة كل من المشاركين في مدينة أصفهان ، وأيضاً لتنظيم مثل هذا المؤتمر والجمع الإكاديمي العام .

بعد ذلك تناول الكلمة سعادة المهندس حسيني وإلي مدينة أصفهان معبراً عن  السعادة لرؤية أصفهان مدينة الفنون والتراث الثقافي هي المكان الحاصن لهذا الحدث الدولي وعبر عن شكره للمشاركين لاقتراح فكرة إنشاء متحف مدينة أصفهان وأضاف بأنه سيتم المساهمة وتوفير كافة الجهود من أجل تحقيق هذا المشروع كما هنأ المشاركين والجهات المنظمة لنجاح المؤتمر وتمني لهم رحلة موفقة إلي بلادهم .

كما تم تقديم كلمات ممثلي الوفود والمنظمات المشاركة ، حيث ألقي الدكتور روبرت سكيلتون ، كلمة المشاركين وأشار فيها إلي تنوع المؤتمرات الدولية والإقليمية التي حضرها في دول عديدة طوال رحلة حياته العملية مضيفاً بأن مؤتمر أصفهان كان من أفضل اللقاءات التي حضرها علي الإطلاق .

وقد شكر الدولة المضيفة والجهات المنظمة لتنظيم هذا الحدث الذي أعطي فرصة للعديد من العلماء والأصدقاء القدامي للاجتماع مرة أخري وتبادل النظر حول تنمية نقاط الاهتمام المشترك .

أما كلمة المجموعة الإفريقية فقد ألقاها الدكتور عبدالرحمن أيوب الذي عبر بالنيابة عن مجموعة دول شمال إفريقيا عن بالغ السعادة في أن يكون مشاركاً في هذا المؤتمر ، الذي اعتبره خبرة تعليمية جدية بالاهتمام ، والتي قدمت للعلماء مناسبة جديدة للالتقاء وتبادل الأفكار والقضايا المتعلقة بميدان الفنون والحرف الإسلامية .

أما الشيخة ألطاف سالم العلي الصباح ، فقد ألقت كلمة المجموعة العربية مشيدة بجهود الجهات المنظمة والاستضافة الحارة ، وعبرت باسم المجموعة العربية عن مدي الإحساس بنجاح المؤتمر ووصوله إلي أهدافه المرجوة في كافة مداولاته والنشاطات المنجزة ، التي وفرت فرصة فريدة حتي للفنانين للتواصل مع العلماء والمختصين .

وألقي الأستاذ الدكتور علي ألب أرسلان كلمة المجموعة الآسيوية مشيراً إلي أن هذا اللقاء مثل فرصة فريدة له للمشاركة في مؤتمر أصفهان ، وعبر عن وافر الشكر للجهات المنظمة والدولة المضيفة ، وقدم لمحات موجزة حول الورقات التي تم تقديمها.

أما كلمة المنظمات الدولية فقد ألقاها السيد نأوتو سوزوكي الذي عبر باسم منظمة اليونيدو عن سعادته بالمشاركة في هذا المؤتمر ، حيث أشار إلي تعلمه الكثير من المداولات وورقات البحث التي تم تقديمها وأضاف بمدي تأثره بالمستوي النوعي العام لورقات البحث ، والتي يعتقد بأنها لابد وأن ترسم خطة لتنمية القطاع في كافة مناطق العالم .

وقد اختتم الحفل بتلاوة من آي الذكر الحكيم …