غرناطــــة …………………… عبد محمد بركو

غرناطــــة

=====

عبد محمد بركو (*)

جالساً علي مصاطب النار

أحصي الجراح من ألف عام

ولا مكان لجرح جديد في جسد الشهيد

القتلة نحن والشهداء نحن

باعة الكلام ومشتروه

حملة الرايات واللافتات والصور

جالساً علي مصاطب النار

ولا دموع تكفي لهزائم البلاد

لا ورد يكفي لقبور الشهداء

القتلة نحن

والشهـداء نحن

……………

جالساً علي مصاطب النار

في البلاد الحزينة وعيوني علي الانهار الغريقة

اليمني علي دجلة واليسري علي الفرات

وكما لو أنني أقضم الجمر وأشرب الدخان

أصلي علي الأنهار الغريقة

وأبحث

عن وجه

لبلادي

—————

(*) شاعر سوري .

جالساً علي مصاطب النار

وحيداً كمومياء ملكي في عزلته الأبدية

جالساً علي أنين جسدي

أحصي شموس الأمس

وهي تسقط إلي الظلام الذي يخيم علي البلاد

ويمسح عيونها

بأصابعه

السوداء

***************

جالساً علي مصاطب النار

أتمري وجهي في مرايا الهلاك

وغرناطة بعيدة

ولا رائحة لمحمد بن عبدالله

لا حداء يأتي من الصحراء

والأعراب

كإبرة تخيط الصدي

يأكلون الهواء

ويشربون النعاس

ويشخرون

في

مراجيح

القبائل ..

والمدائن الجميلة

نقلت من قلبي

كمسافات

تركض إلي الوراء

في نوافذ

الحافلات

************

جالساً علي مصاطب النار

وفي يدي وردة غرناطة

لا النار تذوي إلي جمر ينكسر في فمي كصرخة

ولا تقع

من يدي

وردة غرناطة

وغرناطة بعيدة

كحبيبة غريقة

في

فم

الموج

***********

الدموع رسول الندم يا أماه

ودموع الاحمر الصغير تملأ أنهار الأندلس

الدموع رسول الندم يا أماه

ودموع تغمر العالم

جفت دموعي يا أماه

وما زلت أركض إلي السراب

وفي يدي

وردة

غرناطة

وكما لو أن السؤال

شفرة في القلب

أتقلب علي مصاطب النار

وفي رأسي

تحفر

ممالك

النمل

والأعراب

يجرحون رباباتهم

بأعواد الرمان

ويضمدون

نزيفها

بالدموع

***********

لك

أن تنام علي مصاطب النار

في البلاد / الجحيم

ولك

أن تضحك في سرك علي نفسك

ولك

– بملء خسرانك

أن

تصرخ

في

كل

الجهــات