الكتّاب الصينيون يناوئون ثقافتهم ….. ماري هولزمان

الكتّاب الصينيون يناوئون ثقافتهم
ماري هولزمان (*)
إن كتّابا مثل بو يانغ، لو كسان، مو يان أو زهينغ يي سيوجهون، و بحدة، سهام النقد إلى ثقافتهم الأمّ.. إنه نوع من الاغتياب الذاتي مثلما هو تقريع للذات و تعذيب لها..
خارج التيمات الكبرى كالمجتمع، الأسرة، الحب، و الفرد.. سيتأتّتى للأدب الصيني أن يطور لونا تعبيريا على جانب من الخصوصية: إنه الرفض، أو، في أضعف الأحوال، النقد المحتد للثقافة للصينية. حقا إن كافة آداب العالم سوف تكبّ بالمعالجة و التصوير على فظاعات البشر، على اعتنافات الحروب و الاستبداد، و على انحرافات و شرور أخرى لكم هي عزيزة على الكائن الإنساني، إلاّ أن كتّابا صينيين بعينهم يبدون ممتازين (أو لنستعمل مرادف نابغين) في لون تعبيري خاص يمكن نعته باغتياب الذات، تقريعها، و تعذيبها.
إنهم يشكلون أقلية، بطبيعة الحال، و غالبا ما هم محطّ تنقيص من لدن مزامنيهم، بحيث لا يعطون حق قدرهم، سوى أن هذا لم يمنعهم من نيل أوراق نبالتهم و شرفهم. و إذا ما وددنا البحث عن جذور هذا اللون الأدبي فلا مندوحة لنا عن اتخاذ وجهتين، تتمثل أولاهما في السطوة الإرغامية للثقافة التقليدية الكونفوشيوسية، أمّا الثانية فيجسدها الخنوع و ليّ القامة لأنظمة استبدادية على مدى أكثر من خمسة قرون. فسيصير الصينيون، ال “هان”، بدون استثناء إلى مواطنين من الدرجة الثانية و ذلك تحت حكم أسرة “كينغ” (1644 – 1911) ذات الأصول المنشورية، ثم كان أن ساهمت القوى الأجنبية في انهيار إمبراطوريتهم، بفضل تفوقها العسكري و التقني، لتحل ديكتاتورية الكومينتانغ و تعقبها ديكتاتورية الحزب الشيوعي الشيء الذي سيجعلهم، أي الكتّاب المحسوبين على هذه القلة، يشعرون، بشكل لا رجعة فيه، بالخزي و الاشمئزاز ربما لحساسيتهم المفرطة أو لكونهم أكثر وعيا من الآخرين.
و لعل أشدهم تطرفا في مقالاته و تصريحاته هو، بلا ريب، بو يانغ (ولد عام 1920) الذي سيلمّ شتات مجموعة من المحاضرات كان قد ألقاها في الولايات المتحدة ضمن كتاب سينشر لأول مرة في تايوان عام 1985. فإثر نزوحه إلى تايوان عام 1949، حتى يصون حريته في التعبير، ستعتقله شرطة شيان كاي تشيك بين عامي 1968 و 1977 عقابا له على حدة انتقاداته و هو ما يفسر اعتناف نبرته و سلاطتها، أو ليس هو من يقول: “ينخر الثقافة الصينية فيروس ينقل إلينا عدواه خلفا عن سلف و ما زلنا، إلى يومنا هذا، لم نقدر على الشفاء منه. و كونهم، أي الصينيين، أخفقوا في التسلح بالتعاضد و التآزر و نزع فتيل صراعاتهم الأخوية الموروثة من الماضي فإن هذا ليس مدعاة إلى اعتبارهم عديمي المواهب أو المؤهلات. فهذا الفيروس، و لا شيء غيره، هو الذي يبث عدواه في كيان الثقافة الصينية و يبدو لنا، في أوقات معينة، بمثابة قوة لا تكاد تقهر و يجعلنا غير قادرين على التّحكم (…) الآخرون عندهم الديمقراطية، فمن قال إنها تعوزنا نحن ؟ كل ما هنالك أن الأمور لدينا تتخذ هيئة اندغامية: “الشعب هو أنت، الحاكم هو أنا”. الآخرون عندهم المساواة، نحن أيضا لا ينقصنا هذا. فكل ما يوجد عندهم يتوافر لدينا كذلك. عندهم ممرات الراجلين، عندنا نحن أيضا، غير أن التي عندنا مرصودة لكي نستدرج إليها فنسحق فيها بطريقة مثلى”. (1)
على أن ألمع حاملي لواء هذا اللون الأدبي التشاؤمي هو، بالتأكيد، لو كسان (1881 – 1936)، الأب المؤسس فعليا للأدب الصيني المعاصر. مروّعا بما يخيم على بلده و مواطنيه من مناخ استبلادي ثخين سيعرب عن موقف مدين للفوضى التي زجّت فيها الصين زجّا خلال ثلاثينات القرن المتصرّم إدانته، كذلك، للأخلاقية الباطنية التي تكبل الصينيين أفرادا و أمّة. إن شخصيته المتخيلة، المشهورة على نطاق واسع، “آه ك” (2) لتكتسب مجدها من كونها تتبدى عرضة لصنوف من الاضطهاد و الإهانة داخل محيطها، بل إنها تخال نفسها مجرد حشرة تستطيع، رغما من حقارتها، “تحقيق نصر أخلاقي على العدو”. فلا وجود في كتابته سوى لزمر من المعتوهين و المنبوذين الذين لا يكلّون عن رفع عقيرتهم بالصراخ “ربما هناك أطفال لم يتذوقوا بعد لحوم البشر ! لتنقذوا الطفولة !”.
إن موضوع أكل لحوم البشر ليراود، من حين لآخر، أقلام الكتّاب الصينيين المتبرّمين من ثقافتهم التي يرونها لا تكف عن كبح طاقاتها و إماتة قواها. فعين الرؤية التأفّفية التي نعاينها عند لو كسان تتبلور عند آخرين و منهم مو يان الذي يتكئ، على نحو ملموس، على جمالية فانتازية إيهامية تشخص تجمّع أطر مدينة صغيرة بغاية تذوق اللحم المشوي لرضّع جرى تسمينهم خصيصا لمزيد من أبهة المأدبة و فخامتها. شيء مقرف كهذا يفضح خللا ذريعا في الشخصية الصينية هو ما سيحدو بالكاتب الموهوب و العنيف اللهجة، يو جيي، الذي يوالي، و باستماتة عزّ نظيرها، نشر مقالاته الانتقادية في قلب بكين ذاتها معترفا بأنه لا توجد في حوزته، مع ذلك، كلمات من القوة و الكثافة تتيح له أن يصم بالعار هؤلاء الذين يعايشهم، “بلى، إن حكمنا النهائي سيصدر قريبا نكاية في كبار المثقفين الذين لا يأنفون من الزعيق مردّدين إن القرن الواحد و العشرين سيكون قرن الصين بامتياز”، و من جهتي لا أرى مانعا في تغيير هذه الجملة لأن الأنسب أن يقال: “إن القرن الواحد و العشرين سيكون القرن الذي سيتولى فيه الرّب الصينيين بالعقاب لقاء ما اقترفوه من جرائر طوال ثلاثة آلاف سنة”.
و بخصوص زهينغ يي، صاحب الشهادة البليغة، و المدمية في آن معا، حول ما اعتبره ازدرادا وحشيا للحوم البشر حصل في أثناء الثورة الثقافية التي ستخلّف زهاء عشرة ملايين ضحية، فسيذهب بعيدا في تموقفه الإداني من مجريات الحياة في بلده راكبا رؤيا قيامية هاتفة “لقد سعينا إلى امتلاك مجتمع أفضل و لو بسومة إنسانية باهضة، قلنا لا بأس فنحن سنستيقظ، بعد ليل تخبطنا في الدم و تعثرنا في أكداس الجثث، على بزوغ الفجر الأكثر بهاء في تاريخ البشرية. فماذا كانت الحصيلة ؟ فجرنا الملتمع  المأمول ذاك لم يبزغ أبدا في حين تحولنا نحن إلى حشد من المخلوقات البهيمية. لقد فرطنا في آدميتنا و خطوة خطوة انوجدنا متدحرجين إلى دياجير سافلة الجحيم. أيها الصينيون، يا مواطنيّ في الدم و اللحم لتعملوا عقولكم، امتحنوا ضمائركم: أفليس الغوانكسي مجرد غوانكسي ؟ أو ليس أكلة لحوم البشر هم فقط تلك الحفنة من ملايين أو عشرات الألوف ؟ كلاّ، لعل الغوانكسي هو الصين، أمّتنا برمّتها تأكل لحوم البشر، و أكثر من ذلك فنحن لا نكتفي بالتهام لحوم البشر و إنما نلتهم أيضا لحمنا الخاص، روحنا الخالصة، نحن نأكل حياتنا الصميمة التي يتوقف عليها وطننا، إننا نشيّد من كامل الجنس البشري شيئا قد لا يكون جنة لأنه عنصرا جوهريا ينقصه ألا و هو المعنى الإنساني”. (3)
لكم نحن بعيدون عن مدار قصائد تانغ البديعة و الفاتنة و روايات مينغ الرهيفة و المستلذة، و إذا ما كانت قوة ثقافة ما تتحدد في كونها تعرف كيف تضع نفسها موضع سؤال فما من شك في أن الصين و لا ثقافتها تكنزان ما يقتضيه هذا السؤال من إجابة، أو إجابات، شافية.
____________________________
(*) رئيسة لجنة التضامن مع الصين، صدر لها مؤخرا، بالتعاون مع شين يان، “كتابات استطلاعية و موجبة    للعبرة” حول صين الألفية الثالثة، منشورات الفجر.
1- ترجمة مارتين فاييت هيمري، ضمن “عوالم صينية”، عدد خاص لمجلة “مراسلات”، 2003.
2- أنظر لو كسان: “القصة الحقيقية ل “آه ك”، منشورات بكين باللغات الأجنبية.
3- سيعاد نشر مقالات زهينغ يي و يو جيي في مجلة “كيفانغ”، هونغ كونغ، 2001.
– عن شهرية “الماغازين ليتيرير”، ع 429، مارس 2004.

الكتّاب الصينيون يناوئون ثقافتهمماري هولزمان (*)
إن كتّابا مثل بو يانغ، لو كسان، مو يان أو زهينغ يي سيوجهون، و بحدة، سهام النقد إلى ثقافتهم الأمّ.. إنه نوع من الاغتياب الذاتي مثلما هو تقريع للذات و تعذيب لها..
خارج التيمات الكبرى كالمجتمع، الأسرة، الحب، و الفرد.. سيتأتّتى للأدب الصيني أن يطور لونا تعبيريا على جانب من الخصوصية: إنه الرفض، أو، في أضعف الأحوال، النقد المحتد للثقافة للصينية. حقا إن كافة آداب العالم سوف تكبّ بالمعالجة و التصوير على فظاعات البشر، على اعتنافات الحروب و الاستبداد، و على انحرافات و شرور أخرى لكم هي عزيزة على الكائن الإنساني، إلاّ أن كتّابا صينيين بعينهم يبدون ممتازين (أو لنستعمل مرادف نابغين) في لون تعبيري خاص يمكن نعته باغتياب الذات، تقريعها، و تعذيبها.إنهم يشكلون أقلية، بطبيعة الحال، و غالبا ما هم محطّ تنقيص من لدن مزامنيهم، بحيث لا يعطون حق قدرهم، سوى أن هذا لم يمنعهم من نيل أوراق نبالتهم و شرفهم. و إذا ما وددنا البحث عن جذور هذا اللون الأدبي فلا مندوحة لنا عن اتخاذ وجهتين، تتمثل أولاهما في السطوة الإرغامية للثقافة التقليدية الكونفوشيوسية، أمّا الثانية فيجسدها الخنوع و ليّ القامة لأنظمة استبدادية على مدى أكثر من خمسة قرون. فسيصير الصينيون، ال “هان”، بدون استثناء إلى مواطنين من الدرجة الثانية و ذلك تحت حكم أسرة “كينغ” (1644 – 1911) ذات الأصول المنشورية، ثم كان أن ساهمت القوى الأجنبية في انهيار إمبراطوريتهم، بفضل تفوقها العسكري و التقني، لتحل ديكتاتورية الكومينتانغ و تعقبها ديكتاتورية الحزب الشيوعي الشيء الذي سيجعلهم، أي الكتّاب المحسوبين على هذه القلة، يشعرون، بشكل لا رجعة فيه، بالخزي و الاشمئزاز ربما لحساسيتهم المفرطة أو لكونهم أكثر وعيا من الآخرين.و لعل أشدهم تطرفا في مقالاته و تصريحاته هو، بلا ريب، بو يانغ (ولد عام 1920) الذي سيلمّ شتات مجموعة من المحاضرات كان قد ألقاها في الولايات المتحدة ضمن كتاب سينشر لأول مرة في تايوان عام 1985. فإثر نزوحه إلى تايوان عام 1949، حتى يصون حريته في التعبير، ستعتقله شرطة شيان كاي تشيك بين عامي 1968 و 1977 عقابا له على حدة انتقاداته و هو ما يفسر اعتناف نبرته و سلاطتها، أو ليس هو من يقول: “ينخر الثقافة الصينية فيروس ينقل إلينا عدواه خلفا عن سلف و ما زلنا، إلى يومنا هذا، لم نقدر على الشفاء منه. و كونهم، أي الصينيين، أخفقوا في التسلح بالتعاضد و التآزر و نزع فتيل صراعاتهم الأخوية الموروثة من الماضي فإن هذا ليس مدعاة إلى اعتبارهم عديمي المواهب أو المؤهلات. فهذا الفيروس، و لا شيء غيره، هو الذي يبث عدواه في كيان الثقافة الصينية و يبدو لنا، في أوقات معينة، بمثابة قوة لا تكاد تقهر و يجعلنا غير قادرين على التّحكم (…) الآخرون عندهم الديمقراطية، فمن قال إنها تعوزنا نحن ؟ كل ما هنالك أن الأمور لدينا تتخذ هيئة اندغامية: “الشعب هو أنت، الحاكم هو أنا”. الآخرون عندهم المساواة، نحن أيضا لا ينقصنا هذا. فكل ما يوجد عندهم يتوافر لدينا كذلك. عندهم ممرات الراجلين، عندنا نحن أيضا، غير أن التي عندنا مرصودة لكي نستدرج إليها فنسحق فيها بطريقة مثلى”. (1)على أن ألمع حاملي لواء هذا اللون الأدبي التشاؤمي هو، بالتأكيد، لو كسان (1881 – 1936)، الأب المؤسس فعليا للأدب الصيني المعاصر. مروّعا بما يخيم على بلده و مواطنيه من مناخ استبلادي ثخين سيعرب عن موقف مدين للفوضى التي زجّت فيها الصين زجّا خلال ثلاثينات القرن المتصرّم إدانته، كذلك، للأخلاقية الباطنية التي تكبل الصينيين أفرادا و أمّة. إن شخصيته المتخيلة، المشهورة على نطاق واسع، “آه ك” (2) لتكتسب مجدها من كونها تتبدى عرضة لصنوف من الاضطهاد و الإهانة داخل محيطها، بل إنها تخال نفسها مجرد حشرة تستطيع، رغما من حقارتها، “تحقيق نصر أخلاقي على العدو”. فلا وجود في كتابته سوى لزمر من المعتوهين و المنبوذين الذين لا يكلّون عن رفع عقيرتهم بالصراخ “ربما هناك أطفال لم يتذوقوا بعد لحوم البشر ! لتنقذوا الطفولة !”.إن موضوع أكل لحوم البشر ليراود، من حين لآخر، أقلام الكتّاب الصينيين المتبرّمين من ثقافتهم التي يرونها لا تكف عن كبح طاقاتها و إماتة قواها. فعين الرؤية التأفّفية التي نعاينها عند لو كسان تتبلور عند آخرين و منهم مو يان الذي يتكئ، على نحو ملموس، على جمالية فانتازية إيهامية تشخص تجمّع أطر مدينة صغيرة بغاية تذوق اللحم المشوي لرضّع جرى تسمينهم خصيصا لمزيد من أبهة المأدبة و فخامتها. شيء مقرف كهذا يفضح خللا ذريعا في الشخصية الصينية هو ما سيحدو بالكاتب الموهوب و العنيف اللهجة، يو جيي، الذي يوالي، و باستماتة عزّ نظيرها، نشر مقالاته الانتقادية في قلب بكين ذاتها معترفا بأنه لا توجد في حوزته، مع ذلك، كلمات من القوة و الكثافة تتيح له أن يصم بالعار هؤلاء الذين يعايشهم، “بلى، إن حكمنا النهائي سيصدر قريبا نكاية في كبار المثقفين الذين لا يأنفون من الزعيق مردّدين إن القرن الواحد و العشرين سيكون قرن الصين بامتياز”، و من جهتي لا أرى مانعا في تغيير هذه الجملة لأن الأنسب أن يقال: “إن القرن الواحد و العشرين سيكون القرن الذي سيتولى فيه الرّب الصينيين بالعقاب لقاء ما اقترفوه من جرائر طوال ثلاثة آلاف سنة”.و بخصوص زهينغ يي، صاحب الشهادة البليغة، و المدمية في آن معا، حول ما اعتبره ازدرادا وحشيا للحوم البشر حصل في أثناء الثورة الثقافية التي ستخلّف زهاء عشرة ملايين ضحية، فسيذهب بعيدا في تموقفه الإداني من مجريات الحياة في بلده راكبا رؤيا قيامية هاتفة “لقد سعينا إلى امتلاك مجتمع أفضل و لو بسومة إنسانية باهضة، قلنا لا بأس فنحن سنستيقظ، بعد ليل تخبطنا في الدم و تعثرنا في أكداس الجثث، على بزوغ الفجر الأكثر بهاء في تاريخ البشرية. فماذا كانت الحصيلة ؟ فجرنا الملتمع  المأمول ذاك لم يبزغ أبدا في حين تحولنا نحن إلى حشد من المخلوقات البهيمية. لقد فرطنا في آدميتنا و خطوة خطوة انوجدنا متدحرجين إلى دياجير سافلة الجحيم. أيها الصينيون، يا مواطنيّ في الدم و اللحم لتعملوا عقولكم، امتحنوا ضمائركم: أفليس الغوانكسي مجرد غوانكسي ؟ أو ليس أكلة لحوم البشر هم فقط تلك الحفنة من ملايين أو عشرات الألوف ؟ كلاّ، لعل الغوانكسي هو الصين، أمّتنا برمّتها تأكل لحوم البشر، و أكثر من ذلك فنحن لا نكتفي بالتهام لحوم البشر و إنما نلتهم أيضا لحمنا الخاص، روحنا الخالصة، نحن نأكل حياتنا الصميمة التي يتوقف عليها وطننا، إننا نشيّد من كامل الجنس البشري شيئا قد لا يكون جنة لأنه عنصرا جوهريا ينقصه ألا و هو المعنى الإنساني”. (3)لكم نحن بعيدون عن مدار قصائد تانغ البديعة و الفاتنة و روايات مينغ الرهيفة و المستلذة، و إذا ما كانت قوة ثقافة ما تتحدد في كونها تعرف كيف تضع نفسها موضع سؤال فما من شك في أن الصين و لا ثقافتها تكنزان ما يقتضيه هذا السؤال من إجابة، أو إجابات، شافية.____________________________(*) رئيسة لجنة التضامن مع الصين، صدر لها مؤخرا، بالتعاون مع شين يان، “كتابات استطلاعية و موجبة    للعبرة” حول صين الألفية الثالثة، منشورات الفجر.1- ترجمة مارتين فاييت هيمري، ضمن “عوالم صينية”، عدد خاص لمجلة “مراسلات”، 2003.2- أنظر لو كسان: “القصة الحقيقية ل “آه ك”، منشورات بكين باللغات الأجنبية.3- سيعاد نشر مقالات زهينغ يي و يو جيي في مجلة “كيفانغ”، هونغ كونغ، 2001.- عن شهرية “الماغازين ليتيرير”، ع 429، مارس 2004.