عشر قصائد للشاعر الإيطالي ميكيلي كاكامو … ترجمة د. علاء الدين رمضان

عشر قصائد

للشاعر الإيطالي المعاصر ميكيلي كاكامو(*)

ترجمة

د. علاء الدين رمضان


العصر يقتلني

العصر بنفسه يقتلني

معزولًا

في هذا المأزق المحكم

أضم ذراعيَّ دائمًا صوب قلبِي

مثل عصفور مطعون

أنا عنصر من رماد

بلا بكاء

ولا هرج الرجال

وسوف نتابع

وسوف نتابع

دون أي هوى جديد

… أية معادلة أخرى

دون توقع الأشياء

التي حطت بعيدًا

فوق سطح من جليد

نقبل بعضنا بعضًا

بأفواه رءوم

وانسجام في أيدينا

الحب -رنين محبتي

الحبّ

رنين محبتي

خيط من الريح

ذراعان مربعان

كذلك يتحرك البحر

عشرة آلاف نجم

موغل في البعاد

الليلة دعنا نتبادل القبل

ونرتعش معًا

لأنه ما من فرصة أخرى هناك

نحن فردوسان خفِيَّان

المعقل الأخير

وراء كل محبة

مُتَّقِدَة

والآن تَخْفق

والآن تخفق

مثل جناح

شفيف لكي تنطلق

ما من أحد في الأفق

إنما هي الأحراش الخلفية

وسموق أشجار الزيتون

ما من كلام

ربما صوت

اخترق العشب

مِن الزرَّاع

لكنه ليس حتى لفظًا

مثل كلام السمك

يا نجمة الله

يا نجمة الله

يا نصلَ سكينٍ

لا يرتقُ السماءَ

دعي الملائكةَ

والأرواحَ المتأهِّبة تمرُّ

دعيهم يُفَككون الأرضَ

مثل شلةِ خيطٍ

وكوني حصَّادةً

ماءً كيميائيًّا شديدَ الانفجارِ

كوني عاصفةً

أو دوامةً

دعيهم يرفعونَ مقصلةً

أو شَرَكًا

اسْتَثْنِ أَيَّةَ رحمةٍ

لألفِ خلود جديد

وأهملي التكوينَ

هكذا سوفَ نُوغِلُ بعيدًا

عن هذه القائمة

عن هذا المستقبلِ

نحو السماءِ المقابلة

إنها الغرفةُ الإنسانيةُ

العملُ المُكْتَمِلُ

بينما هُنا وفي استشراءِ الغازِ

يكونُ خيطٌ

فتيلًا مشتعلًا

والأصابعُ تتشبث بالأرضِ

مثلُ السراطينِ مثلُ الأفاعي

تَنْقِلُ حامضًا

طلقة نحو آفاق ذلك الشيطان

شرذمة من العروق

من الصدر المستديرِ

ملفوفة

وأنا في كل النيران

بمزاج مهتاج

بكل تسميم الغاز

مثل مرهم أنزلق

صوب النهاية

نحو الحيلة

وميت تمامًا

وهناك أرى الله ناظرًا

إلى شرائعه في الدنيا

بينما هذه الأرض المقدّسة تنهار

في المنحدر

الإسفنجي مندفعة

من قطب إلى قطب

بسبب هذا الانسلاخ

الأمواج تتقلب

والأرض على الأرض

مغمورة بالنفاية

في كل مكان

فوق خط القمم

في ضغط الهواء

نحن كيان واحد في الشفاه

وبعدئذ سيدك انثنى قليلًا

مثل الفلين أو طيارٍ

أو طائرٍ

افتح يديك ونل مددًا

ثم تحطم

بلا خطايا

مثل مغناطيس

حطم هذه الأطواق

هذه الدوائر في الأرض

هكذا بوحشية

سنتمايل مثل الصهارة

مادة غير مقدرة

مثل النفايات في السماء

كتمان الهوى

أتكتم

المحبة

كما لو أنك ما كنت هنا

كما لو أن صوتك الجذاب

ليس بملكه أن يصل إليّ

كما لو لم نكن حبيبين

على الطرف المقابل للسفينة

فقلبي كسير

أعيش

أتطلع للتغيير

نقض العهد

قبل أن يصبح كل شيء أسن

مثل حبل في الماء

أنا أود سياجًا حاميا

أو خيطًا يحمل سيقاننا

أنت تعرف فمي مكمما

ولا شيء سوى المرارة

ربما ستكون هذه هي البداية

مرض المحبة

أنت استخدمت نسيجًا كهربيًّا

لإتلافي

في عُشْرِ الوقت

كما لو أنني كنت طائرًا عجوزا

يَرَقةً مهيضة

أو كنتُ صلصالًا

وأنا أردتُ تحطيم فمك

مع صرخة مدوية أو هياج

أردت تقييدك كلك

إلى أخدود في البحر

بعيدًا عن العالم

تحت مقصلة من السيوف

لأبقيك مقتولًا

لأجعلك بغير هدى

لست بعيدًا

قيد لأجلي

لي وحدي قيد

أقوى مِنْ غيابِكَ

قنطرة من الضوء تنقذني

بحر يعيش بآلام السمك

أو الأمان بالليل

يا حبّي المستور

أنت في نهاية رحلتي

قلب القدر

فلا تتعبيني كثيرا

أمسكي بيدي

وقبِّليني

هكذا أنا أستطيع التنفس من جديد

عندما تتجاوزنا أرواحنا

في النهاية عندما

أرواحنا تتجاوزنا

لتتركنا نتمدد

عندئذ تبدأ بتعليمنا

أننا ذاهبون

ونحن نستهل الذهاب إلى النشوة

والهواء الوحيد

أيا كان هو غير طبيعي

ونحن لا نملك مزيدًا من مبررات الحياة

ونحن واهنون ومذعنون

قبل أن أقبر

قبل قبرِي

أريد (مزمارًا) في رئتي

يشبه سارية علم

وريحًا من الكون

وسمكًا طائرا

أو أجنحة

أريد أن أمسك بأصابعك

حتى حبة قلبك

عندئذ سأترك نفسي لتقبر

حتى في بئر من حديد

(*) ميكيلي كاكامو Michele Caccamo : شاعر إيطالي معاصر، ولد في 21/12/1959م؛ في توريانوفا بجنوب إيطاليا، وهي مدينة من مناطق مقاطعة ريجيو كالابريا الأقرب إلى تونس منها إلى الشمال الإيطالي ، من أعماله المنشورة : ” مُكلل بالورود / مسرحية2003″، و”الصداع نفسه.. الكلام نفسه/ شعر 2005″، و”الفراولة البرية الغامضة / شعر 2005″، و”التفاحة وشجرة التفاح / شعر – بالاشتراك مع دونا أماتي Dona Amati 2006″، و”كيف سأجوب البحر / شعر 2007″، و”مختارات / شعر – بالإسبانية، مدريد 2009 “، و”مرض المحبة / شعر – بالإنجليزية، نيويورك 2010″، و”قصائد بلغة النور / شعر – بالاشتراك مع الشاعر الفلسطيني منير مَزْيَد، بالعربية والإنجليزية والإيطالية، تقديم علاء الدين رمضان ، وفرانز كراوسبينهار ، بيروت – نيويورك – روما 2010″؛ نشرت أعماله في عدد كبير من الدوريات بلغات مختلفة في إسبانيا وفرنسا وتشيلي والأرجنتين والبرازيل والولايات المتحدة الأمريكية والشرق الأوسط وجنوب آسيا .

ترجمة : د. علاء الدين رمضان