ديسمبر 17 2011
ثلاث قصص قصيرة جداً …………… حسين المناصرة
ثلاث قصص قصيرة جداً
حسين المناصرة
1. الدجاجة
الدجاجة لم تعد تبيض بيضاً ميلوقاً ولم تعد تبيض كل شهر بيضة ذهبية فى جيب طفل ولم تعد صالحة بوصفها لاحمة بين فكي سيد البيت ولم تعد تعجب الديك الذى يكبس كل الدجاجات عداها ولم تعد تقاقى مقاقاة الغزل ولم تعد قادرة على أن تحضن البيض فيفقس بعد واحد وعشرين يوماً ولم تعد تتفعفل فى التراب فتستر عري البذور انتظاراً لموسم هطول المطر ولم تعد صالحة للعب مع الأطفال فتغسل شيئاً من نزقهم وعصبيتهم التى لا تطاق عند الأمهات ولم تعد تناجي دجاجة أخرى فتشتكي لها همومها وتسمع منها همومها وتخفف عنها بؤسها بتعاطي بؤسها ولم تعد تتعمد أن تتحرش بالديك الذى ينقرها فى رقبتها فتستسلم لجبروته مستعرضاً عضلاته أمام ألخريات ولم تعد تهجم مع بقية الدجاج على العلف الذى تعلفة ربابة ربة البيت وهى تتنغم بصوت طروب تيعا تيعا تيعا ولم تعد تقفز إلى خمها المرتفع فى جدار السقيفة بعيداً عن تحرشات القطط وبقايا المطر ولم تعد تتشبه بصوت الديكة فتحاول التماثل مع صوتها لعبتها هذه مكشوفة إذ مهما حاولت فهى دجاجة وهو الديك لذلك ينزعج من ص وتها فينقرها نقراً فيه القسوة وشيء من الدلال بل قد يغازل دجاجة أخرى ليءفجر غيرتها ولكن الدجاج ربما لا يغار ولم تعد تتحرش بمذوذ الحمارة باحثة عن بقايا الحب المتناثرة هنا أو هناك وساعية احياناً إلى القفز داخل المذوذ مما يثير الحمارة فتنهق عدة نهقات هاق هاق هاق ولم تعد تصعد غلى كومة التبن تتفعفل بها فتمثل ولادة بيضة تبيضها تشعر أنها تنساب إلى الجوار تزغرد قيق قيق قيق فتتوهم أن بيضة جارتها الفتية هى بيضتها ولم تعد تصفق جناحيها محاولة الطيران عندما ترى عصفوراً بجانبها يسرق الحب فتهجم عليه فيطير فتتخيل نفسها دجاجة برية تطمح أن تعلو أن تتحرر من الدجاج الداجن ولم تعد تمارس الركض فاردة جناحيها تمثل أنها تسخن للطيران ولم تعد قادرة على النوم واقفة على رجل واحدة غامرة رأسها تحت جناحها ولم تعد تغسل نفسها فى سطل الماء فتنفش ريشها وتنقر جلدها بمنقارها شاعرة بنشوة الماء تتسلل إلى منخريها كانت دجاجة متيبسة فى التفكير العميق الذى اخذها إلى جهة الموت حملتها ربابة ربة البيت وطوحت بها بعيداً لترتطم بين الحجارة وحينها كأنها لفظت أنفاسها الأخيرة.
(1) كتابة المستقبل
الخوف الأبيض ينسج أعصاب الأنين على أمن شرايين أطفالهم الصغار الخوف الأصفر غول شرس يسكن القلوب الآيلة إلى الانهيار الخوف الدموي ورقة سوداء نكتب عليها بالحبر الأسود كل الذين جعلوا عيشتنا سوداء وعندما يقبضون علينا متلبسين بالكتابة يضحك الغول الشرس المنشغل بتناول المهدئات الخطرة فنعلق أحزاننا ساخرين جادين ألا ترون هذه الورقة السوداء والقلم الأسود والحروف السوداء الفكرة السوداء لا دليل يدين هذا النحن العبد المستكين الواقف أمامكم
قالوا: لا فرق بين الورقة السوداء والأخرى البيضاء المهم أنكم متلبسون بالكتابة التى حرمت عليكم منذ أن قررنا أنها تضر بصحتكم المرهفة
نشر حروفة الأولي فصادروها وزع أوراقة البيضاء بعنوان ما أريد قوله تعرفونه فصادروها قرر أن ينشر كتابة الأسود بعنوان أيام س ودة فصادروه أيضاً وحكموا عليه بالجنون الذى علاجه أن ينسخ دساتيرهم مئات المرات!!
(2) التجاوز
قهقهة الصباح بكلماته الواعظة عليك أن تتجاوز الصغائر اكمل بقايا القهوة الباردة دعك عقب السيجارة على الأرض بحذائه المتسخ توجه إلى عمله همهم على أن اتجاوز الصغائر أنا لا دخل لى بما يحدث المدير قال وقع فوقعت صحيح أنه سيصرف لى مكافأة ضئيلة لكن هذا لا يهم فأنا مجرد موظف صغير يوقع على تجاوزاته الكثيرة حتى المسمار حسبه بعشرين والمؤسسة تحتاج مائة مسمار فقط والملعون أضاف صفراً على الورق يعنى أن الصفقة ستكون ألف مسمار ولا نشتري إلا مائة الألف مسمار بعشرين يعني عشرين ألف دولار ثمن مائة مسمار بمائة دولار اللعين يعرف كيف يصب أموال المؤسسة فى حجرة مؤسسة الطيران المدني العامة بطولها وعرضها تصب فى حجرة الم ينتفخ ؟!! مع كل صفقة مكافأة لى مائة دولار مقابل عشر صفقات بآلاف الدولارات أمررها له … اللعنة … ما على … على أن أتجاوز .. أن أوقع … توقيع المدير هو الأهم … انا يا عمي عبد مأمور … هل أستطيع الوقوف فى وجه المدير … هذا مدير … بإمكانه ان يستغني عني كما استغني عن كثيرين … سأتجاوز … سأتجاوز … إذا كان غريمك القاضي … فلمن تشتكي؟!!
ديسمبر 17 2011
حالات ………………………… عائشة النعيمي
حالات
عائشة النعيمي
حالة (1):
راقصة مجنونة دارت حول النار لفت على ايقاع الروح جلست وألقمت ثدييها لجراء تعوى.
حالة (2):
مالت الشمس للمغيب أرادت أن تلهو رقصت فى ساحة السماء اندهشت الشمس لأن أحداً لم يندهش.
حالة (3)
ترجل الفارس انصهر فى الحشود خرج يحمل علبة دخان وممحاة أقلام وغصون على الجبين تبتسم
حالة (4)
أبو الفراس مات غرقاً ولم ينزل بعده القطر
حالة (5)
المروحة الصدئة بحثت عن كلمة هاربة مع صنوبره باكية إلى مساحة للحلم المروحة صرخت بهدوء ثم نامت
حالة (6)
عند كل صباح أزيح الضباب عن عيني تلالاً وأحمد الله عن وخزة فى ضميري المشلول.
حالة (7)
الثور المجنح تاق للطيران لكنهم اثقلوه بالاحلام ذرف شوقه والتهم الكلمات وهو يبكي.
بواسطة admin • 04-نصوص قصصية • 0 • الوسوم : العدد العاشر, عائشة النعيمي