ديسمبر
15
2011
أزمة الثقافة العربية
د . يوسف إدريس
إعداد: محمد عصفور
دكتور يوسف إدريس شخصية طريفة جمعت بين العلم والأدب فهو عالم أديب وأديب عالم وهو فنان ملتزم وظف أدبه فى خدمة المجتمع ليجعل الواقع أجمل وأفضل وقد استضافه نادي الجسرة فى موسم 85 / 86 لإلقاء محاضرة حول أزمة الثقافة العربية ورغم مرور حوالى 15 سنة على المحاضرة فغن الثقافة العربية ما زالت أزمتها قائمة ولا يزال الحال هو الحال وفى العرض الآتي نعرض لأهم ما طرحه الدكتور يوسف إدريس فى هذه المحاضرة وكانت من الإضاءات الفكرية التى تعود النادي أن ينير بها درب الثقافة وقد استهل يوسف إدريس المحاضرة بتفسير توجهه من الطب إلى الأدب قائلاً: لقد تركت مهنة الطب وهى وإن كانت على المستوى العلمي صعبة وإنما هى أسهل بكثير من مهنة الكتابة والأدب الطب يعالج الجسم وتظهر نتائجه فوراً ولكن أن يتصدى إنسان لعلاج مجتمع فهو إما مجنون أحمق وإما إنسان لعلاج مجتمع فهو إما مجنون أحمق وإما غنسان يملك قدرة على الطموح سأفتح لكم قلبي وتفتحون لى قلوبكم هل توجد فعلاً أزمة للثقافة العربية؟ كل صحافتنا العربية دائماً تطرح الأزمات لدينا حوالي 150 جريدة عربية يومية صحافتنا الأدبية هى التى خلقت أزمة الثقافة العربية بل هى التى ابتدعت كلمة الزمة فلا يوجد أزمة فى الثقافة العربية بل هى هى التى ابتدعت كلمة الأزمة فى عصر المأمون كانت حاشية الخليفة كلها من المثقفين وكذلك فى عهد الرشيد وفيما تلا ذلك من عصور أما فى هذا العصر فإن الحاكم العربي خاف من الثقافة واعتبر أن الثقافة ممكن أن توجه ضده وأنه لا يستطيع أن يحكم شعباً مثقفاً ونتج عن ذلك إما إلجام الثقافة أو سوء إدارته وبلادنا العربية نوعان: دول قامت فيها ثورات استقلالية مثل مصر والجزائر وغيرهما ونوع ثاني قامت فيه ثورات جيولوجية مثل السعودية وقطر والكويت حيث أن الطبيعة أفرزت البترول والثروة أحدثت الثورة مثلما أحدثت الثورات الوطنية وغيرها ثروة هذه التورة رفعت انماطاً كثيرة من البشر كانت تعيش على هامش الحياة كالفلاح البسيط وراعي الغنم والطبقة المتوسطة طبقة تكره الثقافة ولذلك كان ترحيبها شديداً جداً بالتليفزيون والفيديو الأزمة إذا بالنسبة للثقافة العربية هى أزمة الطبقة المتوسطة فى العالم العربي التى نمت وتضخمت إلى حد بشع وجميع الكتاب الذين يكتبون فى الصحف العربية جميعاً من أبناء الطبقة المتوسطة ويؤمنون بقيم واهداف عليا وهى للأسف ليست مثلاً عليا عظيمة وإنما مثل عليا محدودة المبادئ لأنهم ينطلقون من مبدأ واحد مفهوم الطبقة المتوسطة الآن فى كل العالم العربي للثقافة هو مفهوم غريب وهى التى أطلقت شعار أزمة الثقافة العربية فى العصر الجاهلي كان هناك شعراء كبار جداً ولا نزال نحفظ لهم القصائد والمعلقات لأن شعرهم عظيم وسهل وجميل ولا احد تحدث عن ازمة الثقافة العربية ولا أزمة الوجود العربي لأن المجتمع كان تلقائياً لأنهم كانوا يعتبرون الشاعر هو المعبر عن إحساسهم والناطق بلسانهم وهو تاريخهم وطموحهم وقد كان هذا قبل الإسلام وجاء الإسلام وهناك من ادعي أنه كان ضد الشعر ولكن ذلك غير حقيقي لأن الشاعر الكبير حسان بن ثابت ظل يقول الشعر فى عهد الرسول عليه الصلاة والسلام وكان الرسول يستعذب شعره ويستدعيه لقول الشعر ولم يكن الرسول ضد الشعر وإنما كان ضد الشعر الذى يمجد مجالس الخمر ويتناول موضوعات لا يريدها الإسلام وقد تكون غلطة المأمون أنه انحاز إلى رأي دون الآخر واستعمل السلطة لنصرة الرأي الذى انحاز إليه وهذا خطأ لأن واجب لسلطة أن تلازم الحياد الثقافي ولهذا كان عصر المأمون عصر ازدهار الثقافة فى نفس الوقت أدخل السلطان كطرف فى النزاع بين المثقفين وأغلق باب الاجتهاد وأنا أتعجب من بعض الناس الذين يدعون إلى رفض الحضارة الغربية فهؤلاء على خطأ لأننا إذا أخذنا بتلك الحضارة الغربية فإنما هى بضاعتنا ردت إلينا نحن اللذين صنعنا أسس علم الهندسة والكيمياء والطبيعة وفى حكومات ما بعد الاستقلال فى بلادنا العربية عامة ومصر خاصة بعد ثورة ي وليو تولى السلطة أولئك الذين قاموا بالثورات وهؤلاء غير مثقفين وإنما هم عسكريون ذو بطش بأيديهم السلاح وهم وطنيون ولكن على طريقتهم التى تعتمد على الطاعة والتنفيذ بينما المثقفون لا حول لهم ولا قوة ولا سلاح لهم سوى القلم وقد حدث صدام بين ثورة يوليو والمثقفين قلباً وقالباً وكنا فى السجون نهتف بحياة عبد الناصر والثورة ولم تقدر هذا الموقف بل فسرته على أنه نوع من النفاق لها. مأساة الثقافة العربية أن نظم الحكم العربية اعتبرت المثقفين أعداء للثورة ووقعت معاداتهم ونتج عن ذلك انحراف الحكومات الوطنية والابتعاد عن الثقافة والمثقفين ولعل الاستثناء الوحيد كان فى دول الخليج وعلى رأسها قطر يوجد تشجيع كبير للثقافة والثقافة تحتاج إلى قليل من تشجيع الدولة وكثير من الاجتهاد الفردي فالدولة هنا مدركة لأهمية الثقافة فى حين أن الدول الأخري التى حدثت فيها الثورة كانت الدولة غير منتبهة للثقافة مما أدي إلى ظاهرتين ازدهار دولي للثقافة وضمور تشجيع الثقافة أو انعدام التشجيع إطلاقاً وهناك فى ثقافتنا العربية غير كل ما سبئق أزمة من نوع آخر وهى أزمة التواصل حيث لا يوجد تواصل ثقافي عربي رغم أننا ابناء ثقافة عربية واحدة فغن هناك تنافساً قطرياً وهو أمر غريب كل دولة تريد لنفسها ثقافة أهم من غيرها وتريد أن تكون لها عاصمة ثقافية نحن لا نريد هذا إنما هدفنا أن يكون لنا كتاب تكون له عاصمة ثقافية ويكون لنا شعراء مبد عون فى مستوى المتنبي أو المعري حتى فى المسرح هناك نوع من التنافس وانتحال لأشياء لا مبرر لها. سنة 1962م كتبت حول المسرح سلسلة من المقالات تحت عنوان نحو مسرح عربي بينت فيها أنه يجب أن نستوحي الأشكال المسرحية من الطبقات الشعبية ونستمد من التراث مادة لمسرحنا العربي وكتبت مسرحية الفرافير ونجحت وأثبت هذا الشكل وجوده واستيعابه لكل مكونات المسرح رغم ذلك ظهر فى بلاد المغرب من نسب هذا الاتجاه إليه وادعي أسبقية التوجه إلى التراث ولا يهمني أن أنسب شيئاً لنفسي وإنما المشكلة فى انعدام أخلاقية ثقافية وذلك من نواتج انعدام التواصل الثقافي الأدب العربي أدب له قيمة كبيرة ومكانة عالية ويتربع على قمة الآداب العالمية وليس من الصدفة أن يكون نصف الشعب العربي أدباء وشعراء وقصاصين لأن اهم أهم بضاعة لدينا ونملكها هى الثقافة فالإنسان العربي فصيح والفصاحة العربية شيء خالد ونادر ومهم جداً والعرب فصحاء بالسليقة فقد وهبنا الله تعالي طبيعة سمحاء ساعدتنا على ذلك والتعبير الإنساني عن الموقف هو المهم عندنا حتى فى المعارك لا ننظر إلى النتائج بقدر ما ننظر إلى مقالة القائد ماذا قال عند النصر وماذا قال عند الهزيمة نحن بالسليقة أدباء ونحن شعب فنان مرهف الحس خلقنا لنكتب فناً جميلاً راقياً ونبدع فناً فإذا كان هناك أزمة فى الثقافة العربية فهى أزمة بعض الفئات من الفن بشكل عام الكلمة هى السلاح العربي العام الذى لو ترجم لغزا العالم كله وسيطر عليه ولبني حضارة عربية تغزو الدنيا كلها ولكننا نحتاج فقط إلى بعض الدعم من السلطة فى بلادنا لدفع الكلمة وترجمة هذا السلاح المشار إليه فمن المؤسف فمن المؤسف أن بعض الحكومات العربية لا تنفق على الترجمة حتى تساعد على تعريف العالم بنا وتقديم صورة مشرفة عن العربي الفصيح الفنان المفكر المبدع نحن مقدمون فى صورة مشوهة للعالم بعيدة كل البعد عن واقعنا وقد أفلح أعداؤنا فى تشويه صورتنا بينما نحن شعب فنان راق ويحب الابداع ولكن يجب أن تتغير الصورة ويعرف العالم أننا رواد حضارة وشعب عميق الصلة بالارض شاعري الروح مرهف الحس إن الحديث عن أزمة الثقافة العربية ذو شجون لا آخر له فاسمحوا لى بالاكتفاء بما قلت ولكم جزيل الشكر.
بواسطة admin •
08-إضاءات فكرية •
• الوسوم : العدد العاشر, محمد عصفور
ديسمبر 15 2011
أزمة الثقافة العربية د . يوسف إدريس إعداد: محمد عصفور
أزمة الثقافة العربية
د . يوسف إدريس
إعداد: محمد عصفور
دكتور يوسف إدريس شخصية طريفة جمعت بين العلم والأدب فهو عالم أديب وأديب عالم وهو فنان ملتزم وظف أدبه فى خدمة المجتمع ليجعل الواقع أجمل وأفضل وقد استضافه نادي الجسرة فى موسم 85 / 86 لإلقاء محاضرة حول أزمة الثقافة العربية ورغم مرور حوالى 15 سنة على المحاضرة فغن الثقافة العربية ما زالت أزمتها قائمة ولا يزال الحال هو الحال وفى العرض الآتي نعرض لأهم ما طرحه الدكتور يوسف إدريس فى هذه المحاضرة وكانت من الإضاءات الفكرية التى تعود النادي أن ينير بها درب الثقافة وقد استهل يوسف إدريس المحاضرة بتفسير توجهه من الطب إلى الأدب قائلاً: لقد تركت مهنة الطب وهى وإن كانت على المستوى العلمي صعبة وإنما هى أسهل بكثير من مهنة الكتابة والأدب الطب يعالج الجسم وتظهر نتائجه فوراً ولكن أن يتصدى إنسان لعلاج مجتمع فهو إما مجنون أحمق وإما إنسان لعلاج مجتمع فهو إما مجنون أحمق وإما غنسان يملك قدرة على الطموح سأفتح لكم قلبي وتفتحون لى قلوبكم هل توجد فعلاً أزمة للثقافة العربية؟ كل صحافتنا العربية دائماً تطرح الأزمات لدينا حوالي 150 جريدة عربية يومية صحافتنا الأدبية هى التى خلقت أزمة الثقافة العربية بل هى التى ابتدعت كلمة الزمة فلا يوجد أزمة فى الثقافة العربية بل هى هى التى ابتدعت كلمة الأزمة فى عصر المأمون كانت حاشية الخليفة كلها من المثقفين وكذلك فى عهد الرشيد وفيما تلا ذلك من عصور أما فى هذا العصر فإن الحاكم العربي خاف من الثقافة واعتبر أن الثقافة ممكن أن توجه ضده وأنه لا يستطيع أن يحكم شعباً مثقفاً ونتج عن ذلك إما إلجام الثقافة أو سوء إدارته وبلادنا العربية نوعان: دول قامت فيها ثورات استقلالية مثل مصر والجزائر وغيرهما ونوع ثاني قامت فيه ثورات جيولوجية مثل السعودية وقطر والكويت حيث أن الطبيعة أفرزت البترول والثروة أحدثت الثورة مثلما أحدثت الثورات الوطنية وغيرها ثروة هذه التورة رفعت انماطاً كثيرة من البشر كانت تعيش على هامش الحياة كالفلاح البسيط وراعي الغنم والطبقة المتوسطة طبقة تكره الثقافة ولذلك كان ترحيبها شديداً جداً بالتليفزيون والفيديو الأزمة إذا بالنسبة للثقافة العربية هى أزمة الطبقة المتوسطة فى العالم العربي التى نمت وتضخمت إلى حد بشع وجميع الكتاب الذين يكتبون فى الصحف العربية جميعاً من أبناء الطبقة المتوسطة ويؤمنون بقيم واهداف عليا وهى للأسف ليست مثلاً عليا عظيمة وإنما مثل عليا محدودة المبادئ لأنهم ينطلقون من مبدأ واحد مفهوم الطبقة المتوسطة الآن فى كل العالم العربي للثقافة هو مفهوم غريب وهى التى أطلقت شعار أزمة الثقافة العربية فى العصر الجاهلي كان هناك شعراء كبار جداً ولا نزال نحفظ لهم القصائد والمعلقات لأن شعرهم عظيم وسهل وجميل ولا احد تحدث عن ازمة الثقافة العربية ولا أزمة الوجود العربي لأن المجتمع كان تلقائياً لأنهم كانوا يعتبرون الشاعر هو المعبر عن إحساسهم والناطق بلسانهم وهو تاريخهم وطموحهم وقد كان هذا قبل الإسلام وجاء الإسلام وهناك من ادعي أنه كان ضد الشعر ولكن ذلك غير حقيقي لأن الشاعر الكبير حسان بن ثابت ظل يقول الشعر فى عهد الرسول عليه الصلاة والسلام وكان الرسول يستعذب شعره ويستدعيه لقول الشعر ولم يكن الرسول ضد الشعر وإنما كان ضد الشعر الذى يمجد مجالس الخمر ويتناول موضوعات لا يريدها الإسلام وقد تكون غلطة المأمون أنه انحاز إلى رأي دون الآخر واستعمل السلطة لنصرة الرأي الذى انحاز إليه وهذا خطأ لأن واجب لسلطة أن تلازم الحياد الثقافي ولهذا كان عصر المأمون عصر ازدهار الثقافة فى نفس الوقت أدخل السلطان كطرف فى النزاع بين المثقفين وأغلق باب الاجتهاد وأنا أتعجب من بعض الناس الذين يدعون إلى رفض الحضارة الغربية فهؤلاء على خطأ لأننا إذا أخذنا بتلك الحضارة الغربية فإنما هى بضاعتنا ردت إلينا نحن اللذين صنعنا أسس علم الهندسة والكيمياء والطبيعة وفى حكومات ما بعد الاستقلال فى بلادنا العربية عامة ومصر خاصة بعد ثورة ي وليو تولى السلطة أولئك الذين قاموا بالثورات وهؤلاء غير مثقفين وإنما هم عسكريون ذو بطش بأيديهم السلاح وهم وطنيون ولكن على طريقتهم التى تعتمد على الطاعة والتنفيذ بينما المثقفون لا حول لهم ولا قوة ولا سلاح لهم سوى القلم وقد حدث صدام بين ثورة يوليو والمثقفين قلباً وقالباً وكنا فى السجون نهتف بحياة عبد الناصر والثورة ولم تقدر هذا الموقف بل فسرته على أنه نوع من النفاق لها. مأساة الثقافة العربية أن نظم الحكم العربية اعتبرت المثقفين أعداء للثورة ووقعت معاداتهم ونتج عن ذلك انحراف الحكومات الوطنية والابتعاد عن الثقافة والمثقفين ولعل الاستثناء الوحيد كان فى دول الخليج وعلى رأسها قطر يوجد تشجيع كبير للثقافة والثقافة تحتاج إلى قليل من تشجيع الدولة وكثير من الاجتهاد الفردي فالدولة هنا مدركة لأهمية الثقافة فى حين أن الدول الأخري التى حدثت فيها الثورة كانت الدولة غير منتبهة للثقافة مما أدي إلى ظاهرتين ازدهار دولي للثقافة وضمور تشجيع الثقافة أو انعدام التشجيع إطلاقاً وهناك فى ثقافتنا العربية غير كل ما سبئق أزمة من نوع آخر وهى أزمة التواصل حيث لا يوجد تواصل ثقافي عربي رغم أننا ابناء ثقافة عربية واحدة فغن هناك تنافساً قطرياً وهو أمر غريب كل دولة تريد لنفسها ثقافة أهم من غيرها وتريد أن تكون لها عاصمة ثقافية نحن لا نريد هذا إنما هدفنا أن يكون لنا كتاب تكون له عاصمة ثقافية ويكون لنا شعراء مبد عون فى مستوى المتنبي أو المعري حتى فى المسرح هناك نوع من التنافس وانتحال لأشياء لا مبرر لها. سنة 1962م كتبت حول المسرح سلسلة من المقالات تحت عنوان نحو مسرح عربي بينت فيها أنه يجب أن نستوحي الأشكال المسرحية من الطبقات الشعبية ونستمد من التراث مادة لمسرحنا العربي وكتبت مسرحية الفرافير ونجحت وأثبت هذا الشكل وجوده واستيعابه لكل مكونات المسرح رغم ذلك ظهر فى بلاد المغرب من نسب هذا الاتجاه إليه وادعي أسبقية التوجه إلى التراث ولا يهمني أن أنسب شيئاً لنفسي وإنما المشكلة فى انعدام أخلاقية ثقافية وذلك من نواتج انعدام التواصل الثقافي الأدب العربي أدب له قيمة كبيرة ومكانة عالية ويتربع على قمة الآداب العالمية وليس من الصدفة أن يكون نصف الشعب العربي أدباء وشعراء وقصاصين لأن اهم أهم بضاعة لدينا ونملكها هى الثقافة فالإنسان العربي فصيح والفصاحة العربية شيء خالد ونادر ومهم جداً والعرب فصحاء بالسليقة فقد وهبنا الله تعالي طبيعة سمحاء ساعدتنا على ذلك والتعبير الإنساني عن الموقف هو المهم عندنا حتى فى المعارك لا ننظر إلى النتائج بقدر ما ننظر إلى مقالة القائد ماذا قال عند النصر وماذا قال عند الهزيمة نحن بالسليقة أدباء ونحن شعب فنان مرهف الحس خلقنا لنكتب فناً جميلاً راقياً ونبدع فناً فإذا كان هناك أزمة فى الثقافة العربية فهى أزمة بعض الفئات من الفن بشكل عام الكلمة هى السلاح العربي العام الذى لو ترجم لغزا العالم كله وسيطر عليه ولبني حضارة عربية تغزو الدنيا كلها ولكننا نحتاج فقط إلى بعض الدعم من السلطة فى بلادنا لدفع الكلمة وترجمة هذا السلاح المشار إليه فمن المؤسف فمن المؤسف أن بعض الحكومات العربية لا تنفق على الترجمة حتى تساعد على تعريف العالم بنا وتقديم صورة مشرفة عن العربي الفصيح الفنان المفكر المبدع نحن مقدمون فى صورة مشوهة للعالم بعيدة كل البعد عن واقعنا وقد أفلح أعداؤنا فى تشويه صورتنا بينما نحن شعب فنان راق ويحب الابداع ولكن يجب أن تتغير الصورة ويعرف العالم أننا رواد حضارة وشعب عميق الصلة بالارض شاعري الروح مرهف الحس إن الحديث عن أزمة الثقافة العربية ذو شجون لا آخر له فاسمحوا لى بالاكتفاء بما قلت ولكم جزيل الشكر.
بواسطة admin • 08-إضاءات فكرية • 0 • الوسوم : العدد العاشر, محمد عصفور