تصريح بالدفن
حمدي البطران
كاتب من مصر
جاءني صوت ابن خالي في التليفون متهدجا :
– عمار مات . الوحش أكله . ضروري تحضر .
كان هذا في الصباح الباكر , وأنا أغالب النوم , أذهلتني المفاجأة والخبر , كانت جملته الأخيرة لا تزال ترن في أذني ” ضروري تحضر ” .
وضعت السماعة تحاصرني الهواجس .
. . .
عمار قريبي من ناحية والدتي .
بيته في قرية بعيدة عن قريتنا . بعد نصف ساعة كنت بجوار جثمان عمار , مع الضابط الذي سيعاينه ليكتب تقريره وبعدها نحصل علي تصريح الدفن .
. . .
قلب الضابط في الجثمان , كان ملفوفا في بطانية قديمة , تماما كما غطي نفسه قبل أن يموت , وينهش الوحش وجهه .
كان الضابط ينظر إلي الجثمان بإشمئزاز , ربما كانت نفس النظرة التي كان يرمقه بها وهو حي .
أشفقت علي الجثمان الذي كانت عيناه شاخصتان لأعلي من وطأة النظرة القاسية التي وجهها له الضابط عديم الذوق .
إنحني الضابط مشمئزا علي الجثمان يقلب فيه , فك لفافات عمامته .
قلت له أن يسجل ما يراه دون تقليب , أنا أكبر من الضابط سنا ورتبة وخبرة , تلاشت من عيني الضابط نظرة الاشمئزاز , وحل محلها نوع من عدم المبالاة وقال بتهكم :
– ماشي .
وبدأ يكتب علي ظهر دفتر حكومي كان في يده
البقية فى العدد الثانى والعشرين
أغسطس 3 2012
تصريح بالدفن………………….…..حمدي البطران
تصريح بالدفن
حمدي البطران
كاتب من مصر
جاءني صوت ابن خالي في التليفون متهدجا :
– عمار مات . الوحش أكله . ضروري تحضر .
كان هذا في الصباح الباكر , وأنا أغالب النوم , أذهلتني المفاجأة والخبر , كانت جملته الأخيرة لا تزال ترن في أذني ” ضروري تحضر ” .
وضعت السماعة تحاصرني الهواجس .
. . .
عمار قريبي من ناحية والدتي .
بيته في قرية بعيدة عن قريتنا . بعد نصف ساعة كنت بجوار جثمان عمار , مع الضابط الذي سيعاينه ليكتب تقريره وبعدها نحصل علي تصريح الدفن .
. . .
قلب الضابط في الجثمان , كان ملفوفا في بطانية قديمة , تماما كما غطي نفسه قبل أن يموت , وينهش الوحش وجهه .
كان الضابط ينظر إلي الجثمان بإشمئزاز , ربما كانت نفس النظرة التي كان يرمقه بها وهو حي .
أشفقت علي الجثمان الذي كانت عيناه شاخصتان لأعلي من وطأة النظرة القاسية التي وجهها له الضابط عديم الذوق .
إنحني الضابط مشمئزا علي الجثمان يقلب فيه , فك لفافات عمامته .
قلت له أن يسجل ما يراه دون تقليب , أنا أكبر من الضابط سنا ورتبة وخبرة , تلاشت من عيني الضابط نظرة الاشمئزاز , وحل محلها نوع من عدم المبالاة وقال بتهكم :
– ماشي .
وبدأ يكتب علي ظهر دفتر حكومي كان في يده
البقية فى العدد الثانى والعشرين
بواسطة admin • 04-نصوص قصصية • 0 • الوسوم : العدد الثانى والعشرون, حمدي البطران