كتاب الجسرة
دولة قطر
وزارة الثقافة والفنون والتراث
إدارة المراكز الشبابية
نادي الجسرة الثقافي
حصاد السنين
إعداد: د. حسن رشيد
ساهم في الإعداد:
غسان محمد مراد
البشير الهادي عبدالله
الاشراف: ابراهيم خليل الجيده
المحتويـــــــات
الموضوع الصفحة.
- · الإهداء ( )
- · تقديم ( )
- · نبذة تاريخيه عن تأسيس النادي ( )
- · رؤساء النادي ( )
- · أهداف النادي ( )
- · ولنا كلمة ( )
- · لقطات من منجزات النادي في الأعوام السابقة ( )
كلمة الإدارة:
في هذا العام. وبمناسبة أختيار الدوحة عاصمة للثقافة العربية نحتفل بمرور نصف قرن على ظهور هذا الكيان الثقافي الاجتماعي إلى حيز الوجود. وخلال نصف قرن ساهمنا بجهد وافر في تعريف الثقافة المحلية إلى الآخر في كافة أرجاء المعمورة. وقدمنا جل المبدعين العرب إلى المتلقي المحلي. وكان الأثر المباشر عبر الأسابيع الثقافية في العواصم المختلفة في مشارق الأرض ومغاربها. ولولا الدعم اللامحدود من قبل قادة هذا البلد الكريم المضياف. لما كان بمقدور النادي أن يسجل حضوره وتفرده وتميزه.
ولا يقتصر الأمر على إطار أحادي ، ذلك أن نادي الجسرة الثقافي الاجتماعي حلقة وصل بين المبدعين العرب المقيمين على ثرى هذا الوطن عبر الفعاليات المختلفة ويكفي أن نقول. أن الصالون الثقافي إحدى ابرز الروافد في خلق التواصل مع الآخر. كما أن المشاركة بفعالية في كافة الأنشطة المحلية جزء من رسالة النادي.
إننا إذ نشكر كل من ساهم في إبراز دور النادي محلياً وعربياً وعالمياً. فإننا نؤكد أننا على الدرب الذي آلينا على أنفسنا أن نقطعه. وان نواصل ما بدأناه بفضل الدعم والمساندة. من اجل أن نرفع اسم هذا الوطن الغالي عالياً وفي كل المحافل.. والله من وراء القصد.
الإهداء.
إلى روح الرعيل الأول ممن ساهموا بجهد وافر في إبراز النشاط الثقافي والاجتماعي في هذا الكيان.. نخص بالذكر :-
1- المرحوم الدكتور عبدالله الباكر
2- المرحوم عبدالرحمن نعمة جابر النعمة
3- المرحوم علي العوجان
4- المرحوم الدكتور صالح تلفت
ووفاء وعرفاناً بدورهم في ترسيخ العديد من المفاهيم. وخلق التواصل مع الآخر.
كيف تأسس هذا الكيان:
في العقد السادس من القرن الماضي ظهر العديد من الكيانات الصغيرة وفي كافة الأحياء القطرية. هذه الكيانات الصغيرة التي عرفت تحت مسمى (النادي) خلقت تواصلاً مع الأجيال عبر الحي الذي ينتمي إليه الشباب. كان دأب الشباب ممارسة هواياتهم البسيطة مثل ممارسة كرة القدم في الساحات المتواضعة. أو التجمع لممارسة كرة الطائرة، كرة الطاولة وغيرها من الألعاب البسيطة في هذه البيوت الصغيرة التي اتخذت كمقار للأندية. هذه الأندية شكلت فيما بعد نواة للحركة الرياضية محلياً ، ونظراً لتعدد الأحياء في الدوحة ، فقد ظهرت العديد من الأندية وهي تحمل أسماء ذات ارتباط عروبي. فكان هناك نادي الأحرار، ونادي العروبة، ونادي الوحدة (العربي حالياً) وكان مقره في شارع البنوك والتحرير (في الشرق) والجمهورية العربية المتحدة وقطر في الرميلة وغيرها من الأندية الصغيرة. حتى أن شارع البنوك (حالياً) قد شكل عبر البيوت المتناثرة أكثر من نادي رياضي مثل (الهلال، الكفاح) أما في فترة الخمسينات فقد ظهرت بعض الأندية الرياضية مثل النصر والنجاح ولعبتا دوراً مؤثرا لفترة زمنية من تاريخ الرياضة المحلية. ولكن بعض هذه الأندية لم تجد الدعم اللازم فآثرت الانزواء. والبعض قد اندمج مع كيانات أخرى أهم مثل (النجاح) (الأهلي حالياً).
في منطقة الجسرة كما في غيرها من المناطق. وعبر تجمعات الشباب المتحمس لممارسة دوره. ظهرت إلى حيز الوجود. نادي الجسرة. عبر اتحاد أكثر من فريق رياضي. فقد ظهر فريق بور سعيد في حي الجسرة، وفريق الجزائر بمنطقة شرق، والبدع في منطقة البدع.. وبحكم حيوية الشباب واختلاف أمزجتهم انشق عن فريق بورسعيد فريق آخر باسم الفردوس، ثم اتحد الفريقان تحت اسم فريق (شباب الجسرة).
وبمضي الأيام أصبح من الضروري التفكير في مقر لهذا الفريق، واجتمع رأي الجميع آنذاك على فكرة إنشاء نادي رياضي..
وبالفعل تم استئجار منزل قديم متواضع، يقع خلف مبنى بلدية الدوحة القديم، تزاول فيه الأنشطة الخفيفة مثل الكيرم – الدامة- الدومينو.. إضافة إلى كرة القدم. إلى أن صدر بعد ذلك قرار حل الأندية غير مسجلة لدى اللجنة الرياضية العليا فأغلق النادي. وما لبث أن افتتح الشباب مقراً آخر في حي الجسرة عام 1961
بعد ذلك تمت مخاطبة المرحوم سعادة الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني وزير التربية والتعليم ورعاية الشباب بطلب الترخيص بإنشاء ناد رياضي تحت اسم (نادي شباب الجسرة الرياضي).
وفي سنة 1962م صدر قرار وزير التربية والتعليم بالموافقة على إنشاء النادي بالدرجة الثانية، حيث شارك في مختلف الأنشطة الرياضية.
وفي سنة 1965م صعد النادي إلى الدرجة الأولى. وأحرز مراكز متقدمة في بعض الألعاب مثل كرة الطائرة، وكرة السلة، واليد وتأرجحت نتائج كرة القدم بين الصعود والهبوط واحتدم التنافس بين نادي الجسرة الرياضي، وكل من نادي النجاح (الأهلي الحالي) ونادي الوحدة (العربي حالياً).
وفي سنة 1968م استضاف النادي (الجسرة) النادي الاسماعيلي بطل الدوري المصري، وأقيم حفل تكريم، وزعت فيه الهدايا التذكارية.
وفي عام 1972م تحول النادي إلى ناد ثقافي اجتماعي تحت اسم (نادي الجسرة الثقافي الاجتماعي).
المؤسسون:
1. د. يوسف محمد عبيدان.
2. د. احمد محمد عبيدان.
3. المرحوم/ عبدالرحمن نعمه جابر
4. المرحوم/ علي جاسم العوجان.
5. السيد/ حسن عبدالله الخال.
6. السيد/ عبدالله عبدالحسين ابراهيم.
7. السيد/ محمد ناصر عبيدان.
8. السيد/ علي احمد الكواري.
9. السيد/ عبدالعزيز عبدالرحمن جيده.
10. السيد/ احمد محمد زيني.
11. السيد/ جاسم محمد زيني.
12. السيد/ عبدالله نعمه جابر.
13. السيد/ عبدالرحمن سنان المسلماني.
14. السيد/ عبدالله عبدالرحمن الملا.
وتعاقب على رئاسة النادي منذ تأسيسه وحتى الآن كل من:
1. الأستاذ/ عبدالله عبدالرحمن الملا.
2. الأستاذ/ د. يوسف محمد عبيدان
3. الأستاذ/ د. احمد محمد عبيدان
4. الأستاذ/ حسن عبدالله الخال
5. الأستاذ/ علي احمد الكواري
6. الأستاذ/ ماجد محمد ماجد السعد
7. الأستاذ/ يوسف عبدالله درويش
8. الأستاذ/ يوسف محمد درويش
9. الأستاذ/ ناصر عبدالرحمن درويش.
10. الأستاذ/ ابراهيم خليل الجيده.
11. الأستاذ/ محمد ناصر عبيدان.
12. الأستاذ/ ابراهيم عبدالله الجيده.
13. الدكتور/ احمد محمد عبيدان (الرئيس الحالي)
تنقل النادي من مقر إلى آخر، وبعد تأسيسه عام 1962م ، استقر في الأماكن التالية:
- · منطقة الجسرة منزل حسن مطر.
- · بجوار مصلى العيد إلى عام 1967م.
- · مقابل بنك الدوحة (مكان بنك المشرق الحالي) إلى عام 1974م.
- · مبنى القنصلية البريطانية السابق مقابل الديوان الأميري حتى عام 1984م.
- · مبنى وزارة العمل والشئون الاجتماعية سابقاً الذي افتتحه الشيخ محمد بن حمد آل ثاني وزير التربية والتعليم في أكتوبر 1984م.
- · مبنى البنك البريطاني (الجسرة)
- · مبنى عبارة عن مجموعة فلل في منطقة مريخ (خلف شرطة مرور الريان).
- · وأخيراً بالقرب من الهلال الأحمر القطري بالقرب من حديقة المتحف القديم.
لعل أبرز أهداف النادي:
1. نشر الوعي الثقافي والاجتماعي، وتهيئة الوسائل والسبل، لشغل أوقات فراغ الشباب، بما يعود عليهم بالفوائد البدنية، والصحية والاجتماعية، والروحية والثقافية.
2. دعم وتشجيع المواهب الشابة، وإتاحة الفرص أمامها، من اجل صقلها وتنميتها، لإبراز تفوقها ونبوغها، في ظل الإشراف والتوجيه السليمين، وذلك من أجل الارتقاء بمستواها في شتى المجالات، لخدمة المجتمع.
3. العمل على تحقيق الأهداف المذكورة أعلاه، في حدود السياسة العامة التي ترسمها إدارة المراكز الشبابية.
4. تقديم الندوات الفكرية والفنية والثقافية واستضافة كبار المفكرين لإلقاء المحاضرات والندوات طوال العام.
5. المشاركة بفعالية في الأسابيع الثقافية خارج قطر. والفعاليات الثقافية والاجتماعية محلياً.
6. إصدار مجلة الجسرة الثقافية. حلقة الوصل مع المفكرين والأدباء العرب محلياً وعربياً.
من هنا نرى أن الدور الثقافي والاجتماعي للنادي مهم جداً لأداء دورها المرسوم من قبل الجهات المسئولة
تقوم فلسفة رعاية الشباب على حقيقة علمية، مؤداها أن المؤسسات المتخصصة تستطيع من خلال ما يتوفر لها من كفاءات بشرية، وكوادر وإمكانات، أن تقوم بدور بناء وفاعل في التوجيه والإرشاد، وتصريف الطاقات، ورعاية المواهب وتنميتها في كل الاتجاهات سواء اتجاهات اجتماعية. أو اتجاهات ثقافية متميزة.
والنوادي على اختلاف أهدافها وبرامجها، تعتمد على وقت الفراغ في تحقيق أهدافها المرجوة والمرسومة لها. لذا فإن الدور الأساسي لجل الأندية أن تبذل جهداً كبيراً في تحقيق الانتماء الذي هو حجر الزاوية في تحقيق رسالتها التربوية الاجتماعية إن جل رأس مال هذه العملية هو تزجيه وقت الفراغ، وتقاس كفاءة مؤسسات رعاية الشباب بقدرتها على توظيف وقت فراغ أعضائها، فيما يعود عليهم وعلى المجتمع بالنفع والخير.
في نادي الجسرة الثقافي الاجتماعي، هناك إيمان بقدرة هذا النادي عبر أهدافه، في تنمية وتوجيه طاقات الشباب في اتجاهات اجتماعية، تعود على أفراده وعلى المجتمع القطري كله بالنفع العميم.
فالنادي يوفر مكاناً متميزاً، لالتقاء الأصدقاء، وكما يوفر مجموعة من الهوايات المنوعة، التي يستطيع الأعضاء ممارستها كالموسيقى والغناء، والفنون المسرحية، وألعاب القوى، والألعاب الرياضية والذهنية وتنس الطاولة، والبلياردو والشطرنج، بجانب المكتبة وصالة القراءة، وقاعة المحاضرات والندوات، والمرسم ونشاط أعضائه، والمسابقات الثقافية وتعليم الحاسوب وغيرها ، كما ينظم النادي بانتظام المحاضرات والندوات، والأمسيات الشعرية والثقافية، والبرامج النوعية المختلفة، التي تشبع الحاجات والاهتمامات، وترضى أذواق الأعضاء وتنمي مواهبهم وثقافتهم، عبر مجموعة من الاختصاصيين في مختلف الفنون، ليقدم لأعضائه خدمة ممتازة، تستند إلى أصول فنية علمية، أساسه قيم وتقاليد هذا المجتمع، المستمدة من الشريعة الإسلامية الغراء.
ولا بد أن نشير إلى أن إدارة المراكز الشبابية لاتألوا جهداً في الدعم اللامحدود والاهتمام وتشجيع الشباب وتحفيزهم. وعلى الشباب أن يقدر أن الدولة لم تقصر في دعم كافة المؤسسات بهدف شغل أوقات الفراغ بطريقة مثمرة. وما تعود بالفائدة عليهم.
الثقافة والمجتمع:
هناك تعريفات عده للثقافة تتفق جميعها على أن الثقافة تختلف من مجتمع إلى آخر. والثقافة هي محصلة الإرث الاجتماعي الحضاري في أي مجتمع، وهي تتسع لتشمل الفنون والآداب. ومختلف العلوم الطبيعية والاجتماعية.
والأصل في موضوع الثقافة هو استخلاف الإنسان في الأرض لعمارتها، ومن هنا تتحدد مهمة الثقافة:
1. نقل التراث الإنساني السليم عبر الأجيال المتعاقبة.
2. تنقية هذا التراث من كل ما يعلق به من شوائب، قد تنحرف به عن مساره الصحيح.
3. تنمية هذا التراث بإثرائه، والإضافة إليه، بما يتناسب وظروف الحياة الحالية والمستقبلية.
4. توظيف ثقافة المجتمع في خدمة أهدافه الاجتماعية والاقتصادية، وحل مشكلاته الحياتيه. وهو ما يعنينا في هذا المقام.
فالثقافة هي محصلة ما تجمع لدى الأمة من فكر وفن وإبداع إنساني ومعتقدات وقوانين، ومثل وقيم وعلوم، وعادات وتقاليد، وتفاعل كل هذه العناصر في خدمة هذه الأمة بأساليب شتى. ومن هنا تتحدد مهمة أجهزة الثقافة وأدوارها وأساليبها في خدمة المجتمع.
الأسابيع الثقافية:
سعياً الى إحداث نقلة نوعية في نشاطه، وحرصاً على تجاوز النطاق المحلي الى نطاق اوسع خارج الحدود ولتعريف مختلف شعوب العالم بقطر ماضيها وحاضرها وتطلعاتها أقام نادي الجسرة الثقافي الاجتماعي العديد من الأسابيع الثقافية في بعض عواصم العالم.
1. الأسبوع الثقافي الأول (قطر في باريس) أقيم في معهد العالم العربي في باريس من 22 الى 28 فبراير 1990م.
2. الأسبوع الثقافي الثاني (قطر في برلين) أقيم في مركز المؤتمرات ببرلين من 17 الى 23 فبراير 1992م.
3. الأسبوع الثقافي الثالث (قطر في امريكا) أقيم في واشنطن ونيويورك من 1 الى 7 فبراير 1993، حيث أحرز النادي بفضل هذا الأسبوع جائزة أفضل عمل فني في امريكا لعام 1993، كما تم تسليم الجائزة لرئيس النادي في احتفال أقيم في مقر الكونجرس في شهر اكتوبر من نفس العام.
4. الأسبوع الثقافي الرابع (قطر في إسبانيا) الذي أقيم في مدريد في ربيع 1995 من 27 مارس الى 2 ابريل 1995.
5. الأسبوع الثقافي الخامس (قطر في الأرجنتين) أقيم في بيونس ايرس من 12 الى 17 يونيو 1997 م.
6. الأسبوع الثقافي السادس قطر في فنلندا) أقيم في هلسنكي من 20 الى 25 مايو 1998م.
7. الأسبوع الثقافي السابع (قطر في اليابان ) أقيم في طوكيو من 9 الى 15 ابريل 1999م.
المحاضرات:
تغطي المحاضرات مساحة هامة في خريطة النشاط الثقافي بنادي الجسرة حيث أقام النادي على مدى مواسم عديدة ما لايقل عن مائة محاضرة وندوة وأمسية القاها جمع متميز ونخبة من الكتاب والشعراء والشخصيات السياسية والاقتصادية وقد لاقت إقبالا جماهيريا منقطع النظير نظراً لثقل هذه الشخصيات ولحسن الاعداد والتنظيم ونذكر على سبيل المثال لا الحصر من المشاركين في هذه المحاضرات والندوات والأمسيات ” محمود رياض، احمد بهاء الدين، فتحي غانم، جمال الغيطاني، د. زكي نجيب محمود، أ.أحمد بهجت ، أ. الأخضر الابراهيمي، د. أسامة الباز، د. يوسف ادريس، أ. الطيب صالح، أ. لطفي الخولي، أ.فهمي هويدي، أنيس منصور، د. محمد عمارة، ومن الشعراء: نزار قباني، احمد فؤاد نجم، سميح القاسم، عبدالوهاب البياتي، عبدالله البردوني، عبدالرحمن الابنودي، فاروق جويدة، ومن الفنانين نور الشريف ، محمود عبدالعزيز، سعد الفرج، وغير هؤلاء كثير لايتسع المجال لذكرهم جميعاً.
جائزة الإبداع الأدبي:
بادرة جديدة حققها النادي لخلق فرص التنافس بين المبدعين محلياً وعربياً حيث خصصت جائزة للإبداع المحلي وأخرى للإبداع العربي ، وقد شارك فيها مالايقل عن خمسين كاتباً من مختلف دول الوطن العربي وتولت لجنة تحكيم متخصصة فرز الأعمال وإسناد الجائزة لمستحقيها. وقد ساهم بنك قطر الوطني في دعم هذه الجائزة.
قضايا ثقافية:
ذلك هو عنوان الإصدار السنوي للنادي الذي يأتي في إطار الحرص على توثيق أنشطة النادي وإفادة جمهور المثقفين بما ينجز من محاضرات وندوات وأمسيات وقد أصدر النادي سبع مجلدات متضمنة ماتم تنفيذه وهو يعد للإصدار الثامن.
النشاط الديني:
يتنوع النشاط الديني الذي ينفذ في النادي ويشمل:
× اقامة المحاضرات الدينية التي يلقيها مفكرون بارزون : الشيخ محمد سيد طنطاوي، الدكتور محمد عمارة ، الشيخ محمد الراوي ، الدكتور صلاح الصاوي وغيرهم.
× إقامة دورات في تحفيظ القرآن الكريم.
× إقامة دورات في الحديث وفي التفسير.
× إقامة مسابقة دينية في شهر رمضان المبارك بالتعاون مع الجرائد المحلية.
× إصدار نشرات دينية خاصة شهر رمضان الكريم
× المشاركة في المسابقة الدورية للقرآن الكريم والحديث الشريف.
الجسرة الثقافية:
نظراً لفراغ الساحة الثقافية من المجلات الثقافية المتخصصة والمتميزة كانت احدى طموحات النادي المكملة لرسالته والمتميزة لنشاطه بعث وإصدار مجلة ثقافية تستجيب لحاجة المثقفين وفي بادرة ثقافية رائعة وسابقة في النشاط الثقافي بادر النادي الى اصدار مجلة ” التنوير الثقافي” التي صدر عددها الأول في ديسمبر 1998، ثم تطور اسمها الى مجلة الجسرة الثقافية لتكون أكثر دلالة على جهة الإصدار واستجابة لرغبات العديد من المثقفين والأعضاء . ومجلة الجسرة الثقافية مجلة فصلية محكمة تعنى بنشر الدراسات الأدبية والنقدية والاجتماعية وكذلك نشر الإبداع الأدبي المتميز في القصة القصيرة والشعر على امتداد الوطن العربي.
ملتقى الجسرة لثقافة الأسرة:
• إيماناً من نادي الجسرة بأهمية دور الأُسرة في تنمية المجتمع و مشاركة منه في الاحتفال بالذكرى العاشرة للسنة الدولية للأُسرة مع المجلس الأعلى لشؤون الأسرة وتفاعلاً مع متغيرات العصر التي تحيط بنا جميعاً تقرر إنشاء مقر آخر للنادي بحيث يخدم منطقة جغرافية أخرى و يسمى المقر ملتقى الجسرة لثقافة الأسرة.
كنوز تراثية من دولة قطر القديمة:
أصدر النادي كتاباً وثائقيا تحت عنوان “كنوز تراثية من دولة قطر القديمة”، وهو كتاب يوثق بالصورة لمرحلة من تاريخ دولتنا الفتية، وقد حظي هذا الكتاب وشرف بإعجاب سمو أمير البلاد المفدى، وفي الكتاب صورة لمطار الدوحة التقطت في فترة السبعينيات، وصورة لأحد الأحياء القديمة لمدينة الدوحة حيث تظهر طريقة البناء القديم، ورصد لأهم القلاع التراثية واحد الأحياء القديمة في مدينة ام صلال محمد في سنة 1956 وتظهر خلفها قلعة ام صلال محمد ويمكن ملاحظة طراز البناء في تلك الأيام الخوالي. أو صورة لأحد الشوارع في فترة الأربعينيات وتعطي هذه الصورة فكرة عن نظام المباني وهندستها خاصة المسجد والمئذنة. كما قدم الكتاب صورة لقلعة الوجبة في نهاية الخمسينيات وقلعة الكوت في فترة الستينيات وبقايا برج في قلعة سلوى وقلعة الشيخ عبدالله بن جاسم آل ثاني في حي السلطة القديمة في صورة التقطت في الأربعينيات.
وهناك صورة اخرى من الدوحة يعود الى أواسط القرن العشرين حيث يشاهد جانب من مستشفى الدوحة القديم من جهة البحر حيث ترسو بعض القوارب.
أما جانب البحر والغوص فقد جسدها الكتاب بعدة صور تظهر ارتباط الإنسان القطري بالبحر مثل مشهد لسفن الغوص حيث يستعد الغواصون لرحلة أخرى في ذلك العهد الذي يعتز به الإنسان الخليجي ويشكل منبعا من منابع افتخاره بوطنه وتراثه، حيث كانت المعاناة تحديا لظروف الحياة الصعبة في تلك الأيام. وتظهر صور تمثل عودة الغواصين بعد معاناة على ظهر سفينة قديمة، وتظهر رؤوس الغواصين تطل أسفل المركب، وقد خرجوا من الأعماق للتزود بنفس جديد. بجانب العديد من سفن الغوص في عرض البحر، الصورة التي التقطت في أواخر العشرينيات وتظهر جانباً من سفينة غوص تتدلى منها أقفاص المحار التي يقوم الغواصون بإخراجها من البحر.
وهكذا يقدم كتاب “كنوز تراثية من دولة قطر القديمة قصة الإنسان القطري في مختلف مراحلها التاريخية، ونقل صورة حقيقية للأجيال الجديدة عن كفاح هذا الإنسان من أجل الحياة وتطوير البلاد والحفاظ على عزتها.
المحاضرات – الندوات – الأمسيات الشعرية
م | عنوان المحاضرة | اسم المحاضر | التاريخ | ||
1. | الصيام سلاح الشباب | اسماعيل الكيلاني | 22/9/86 | ||
2. | الشباب والطلاق في المجتمع القطري | عبدالقادر العماري | 8/10/86 | ||
3. | حماية حقوق المؤلف | صالح بن عبادة | 18/11/86 | ||
4. | إدارة التنمية في الوطن العربي | د. أحمد رشيد | 30/12/86 | ||
5. | قضايا الأدب العربي المعاصر | فتحي غانم | 8/2/87 | ||
6. | الإيدز هذا الخطر الزاحف | د. عبدالله الباكر | 16/2/87 | ||
7. | واقع الأمة العربية بين الأمس واليوم | محمود رياض | 22/2/87 | ||
8. | نحن في عالم متغير | أحمد بهاء الدين | 2/3/87 | ||
9. | تأصيل الرواية العربية | جمال الغيطاني | 22/3/87 | ||
10. | أمسية شعريه | عبدالرحمن الأبنودي | 11/10/87 | ||
11. | أساليب كشف الكذب | د. عبدالله الباكر | 25/10/87 | ||
12. | هموم مبدع عربي | يوسف القعيد | 9/11/87 | ||
13. | نحو ثقافة عربية معاصرة | احمد هيكل | 21/11/87 | ||
14. | الأدب الساخر | احمد بهجت
عبدالله الشيتي |
6/12/87 | ||
15. | هموم المسرح والسينما العربيتين | نور الشريف / محمود عبدالعزيز/ سعد الفرج/ غانم السليطي/ عبدالرحمن المناعي | 16/12/87 | ||
16. | دورنا في ثقافة العصر | د. زكي نجيب محمود | 16/1/88 | ||
17. | امسية شعرية | عبدالوهاب البياتي | 7/2/88 | ||
18. | الأمة العربية وأسباب تأخر وحدتها | منح الصلح | 22/2/88 | ||
19. | مصر والقضايا العربية | د. اسامة الباز | 1/3/88 | ||
20. | التحديات التي تواجه العمل العربي المشترك | الأخضر الإبراهيمي | 2/4/88 | ||
21. | حرب اكتوبر في الميزان الاستراتيجي العسكري | محمد عبدالغني الجمسي | 18/10/88 | ||
22. | الاسلام بين الاعتدال والغلو | فهمي هويدي | 5/11/88 | ||
23. | موقفنا الفكري تجاه الغرب (ندوة) | د. عبدالقادر القط
د. لويس عوض الطيب صالح |
15/11/88 | ||
24. | ظرفاء العصر | محمود السعدني | 88/89 | ||
25. | أزمة الديمقراطية في الوطن العربي | د. سعدالدين ابراهيم | 12/12/88 | ||
26. | صناعة السلاح العربي | فريق ابراهيم العرابي | 26/12/88 | ||
27. | الوضع النفطي والمستقبل العربي | د. روبرت مايرو | 10/1/89 | ||
28. | التواصل الحضاري بين الثقافتين العربية والغربية | د. جاك بيرك | 17/1/89 | ||
29. | الوضع الراهن على الساحة اللبنانية | حسن صبرا | 31/1/89 | ||
30. | الوطن العربي مابعد سنة 2000 | د. أنطوان زحلان | 13/2/89 | ||
31. | تجربة في مسيرة الثقافة | د.ثروت عكاشة | 20/2/89 | ||
32. | أمسية شعرية | أحمد عبدالمعطي حجازي | 13/3/89 | ||
33. | نحو مفهوم معاصر للأمن القومي العربي | د. مصطفى الفقي | 4/11/89 | ||
34. | الأزمة اللبنانية ومسار الحل العربي | كمال شاتيلا | 26/11/89 | ||
35. | الثقافة والتحديث | فاروق حسني | 9/12/89 | ||
36. | امسية شعرية | محمد الفيتوري | 6/1/90 | ||
37. | دور الجالية العربية في الولايات المتحدة الأمريكية | د. جورج عطية | 25/3/90 | ||
38. | امسية شعرية “الاستعمار العربي” | عبدالرحمن الأبنودي | 3و4/11/90 | ||
39. | أزمة الخليج : واقع وعبر | محمد مزالي | 13/1/91 | ||
40. | رسالة المسلم في الحياة | د. محمد سيد طنطاوي | 1/4/91 | ||
41. | العراق – المأزق والمأساة.. | حسن العلوي | 30/4/91 | ||
42. | العرب والنظام الدولي الجديد | د. علي الدين هلال | 1/10/91 | ||
43. | قضايا المكفوفين بين الأمس واليوم | علي محمد الكميت الخيارين | 15/10/91 | ||
44. | مؤتمر مدريد والبحث عن السلام | لطفي الخولي | 12/11/91 | ||
45. | محنة المثقفين العرب | د. عبدالله الطيب | 19/11/91 | ||
46. | الاتحاد السوفياتي من البروسترويكا الى الانهيار | يوسف القعيد | 21/12/91 | ||
47. | أزمة العقل العربي | د.فؤاد زكريا+د.محمد عمارة | 19/10/92 | ||
48. | الأمسية العشرية | فاروق جويدة | 14/12/92 | ||
49. | بعد عام من المحادثات ، مسيرة السلام الى اين؟.. | د. حنان عشراوي | 5/1/93 | ||
50. | من مدريد الى واشنطن والمفترق الصعب | موفق العلاف | 12/1/93 | ||
51. | الأمسية الشعرية | عبدالله البردوني | 11/10/93 | ||
52. | أوسلو العملية السياسية التاريخية | محمود عباس ابومازن | 16/11/93 | ||
53. | طاقة بلا حدود مفتاحك للنجاح والسعادة | د.جبر فضل النعيمي | 29/11/93 | ||
54. | الأمسية الشعرية | أحمد فؤاد نجم | 13/12/93 | ||
55. | الثقافة العربية في عالم متغير | د.حمد عبدالعزيز الكواري | 2/10/94 | ||
56. | الأمسية الشعرية | سميح القاسم | 2/11/94 | ||
57. | واقعنا العربي في ظل المتغيرات الدولية | أنيس منصور | 19/12/94 | ||
58. | التهديدات الاسرائيلية واحتمالات المواجهة | فريق أول محمد فوزي | 18/4/95 | ||
59. | الأمسية الشعرية | نزار قباني | 6/5/95 | ||
60. | القلب ضحية الوراثة ونمط الحياة | د.حجر أحمد حجر | 95 | ||
61. | معاهدة السلام الأردنية الاسرائيلية | توجان الفيصل | 21/11/95 | ||
62. | الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر | حسين عمرمحفوظ بن شعيب | |||
63. | هوية الأمة بين الأصالة والاغتراب | د. صلاح الصاوي | |||
64. | حديث القرآن عن الإنسان | الشيخ محمد الراوي | 12/2/96 | ||
65. | مفاوضات السلام في الشرق الأوسط الى أين | الرئيس أمين الجميل | 6/3/96 | ||
66. | الديمقراطية وحقوق الانسان في الوطن العربي | الاستاذ محمد فائق والاستاذ رياض نجيب الريس | 5/11/96 | ||
67. | اشكالية الثقافة العربية بين الاصالة والمعاصرة | د. محمد عبدالرحيم كافود | 19/12/96 | ||
68. | الإنسان والدين | حامد العلي | 18/1/97 | ||
69. | التعليم التعاوني من منظور جامعي | د. كمال ابو الخير | 5/4/1997 | ||
70. | التطبيع الثقافي الأبعاد والمخاطر | عبدالله الحوراني | 12/4/1997 | ||
71. | تكنولوجيا الاتصال | د. محمد عرفة | 1997 | ||
72. | الانتخابات البلدية في قطر | د. نجيب النعيمي | 15/4/1997 | ||
73. | العملية التربوية في الثقافة الإبداعية | د. عبدالرحمن الابراهيم | 1997 | ||
74. | أزمة السينما العربية بين الكم والكيف | الفنان نور الشريف | 4/10/1997 | ||
75. | تحديات الثقافة العربية المعاصرة | إقبال الغربللي | 13/12/1997 | ||
76. | شؤون التعليم وشجون الثقافة | د. محمد عبدالرحيم كافود | 15/4/1998 | ||
77. | العولمة وتحديات القرن 21 | د.اسامة الباز | 6/5/1998 | ||
78. | ظرفاء العصر | عبدالله الشيتي
احمد بهجت+جعفر عباس |
13/10/1998 | ||
79. | امسية شعرية /عبدالرحمن الابنودي | عبدالرحمن الابنودي | 25/10/1998 | ||
80. | الاحزاب والتعددية السياسية في المجتمع الاسلامي. | د. محمد عمارة | 17/11/1998 | ||
81. | دور الصحافة العربية في المتغيرات العصرية | جمال الغيطاني | 5/12/98 | ||
82. | الشخصية العربية في الثقافة الغربية | عبدالرحمن محسن/
د. هشام عبدالله |
12/10/99 | ||
83. | الإسلام بين العولمة والعلمانية | د. احمد الكبيسي | 6/11/99 | ||
84. | وسائل الإعلام العربية بين التبعية والاستقلال | د. فيصل القاسم /
عبدالله العمادي |
14/11/99 | ||
85. | التبعية السياسية والاقتصادية في العالم العربي | د. يوسف عبيدان
د. محمد زكريا مطر |
23/11/99 | ||
86. | دور العرب والمسلمين في الانتخابات الأمريكية | د. خالد صفوري | 4/12/99 | ||
87. | مأساة الشيشان والصمت العالمي | د. عدنان زرزور
د. يوسف يحيى بلتو |
26/1/2000 | ||
88. | دور الإعلام في المرحلة الناصرية | احمد سعيد | 3/3/2000 | ||
89. | الإسلام في امريكا | قيس الكلبي | 6/3/2000 | ||
90. | لقاء فكري | كملا ثريا | 21/3/2000 | ||
91. | العولمة وموقف الثقافة العربية والإسلامية منها | احمد جمال عثمان | 16/4/2000 | ||
92. | معوقات انعقاد القمة العربية | جميل مطر | 29/4/2000 | ||
93. | الإغتراب في الرواية العربية | بهاء طاهر | 7/5/2000 | ||
94. | حرية الرأي في الفكر الإسلامي | عبدالسلام بسيوني | 7/10/2000 | ||
95. | الصراع العربي الإسرائيلي ومزاعم الصهيونية | د. محمد حرب فرزاد | 25/10/2000 | ||
96. | دور الإعلام في مذبحة الأقصى | د. أحمد عبدالملك | 1/11/2000 | ||
97. | السلطة والمثقفون | صلاح فضل | 22/11/2000 | ||
98. | لقاء مع شوقي عبدالأمير | شوقي عبدالأمير | 17/1/2001 | ||
99. | أمسية شعرية | قاسم حداد | 31/1/2001 | ||
100. | ركائز الدين | وجدي غنيم | 14/3/2001 | ||
101. | أمسية شعرية | سيف الرحبي | 10/4/2001 | ||
102. | حوار الحضارات | هداية نجيب | 1/5/2001 | ||
103. | الجمرة الخبيثة | د. حسام الصعوب
د. عبداللطيف الخال |
7/10/2001 | ||
104. | أمسية شعرية | عبدالرحمن رفيع | 16/10/2001 | ||
105. | الإرهاب (صناعة اسلامية ام امريكية؟) | عبدالسلام البسيوني
د. محمد المسفر |
23/10/2001 | ||
106. | تغيب الإعلام العربي في الغرب | د. احمد القديدي | 31/10/2001 | ||
107. | الأمسية الشعرية | عبدالرحمن الأبنودي | 7/1/2002 | ||
108. | عرب السينما قبل وبعد 11 سبتمبر | عبدالرحمن محسن
د. مراد مبروك د. حسن رشيد |
21/1/2002 | ||
109. | التمازج بين فن الغناء العربي في افريقيا ودول المشرق | عبدالكريم الكابلي | 20/2/2002 | ||
110. | مشروعية الجهاد في الإسلام | عبدالعليم محمد علي ابو ليلة | 30/3/2002 | ||
111. | الأمن الخليجي العربي في ظل الإحداث الجارية | د. مصطفى عقيل | 3/4/2002 | ||
112. | القنوات الفضائية والمقاومة الفلسطينية | د. ابتسام الجندي
د. نائلة عمارة |
14/4/2002 | ||
113. | مستقبل الأمة العربية في ظل الهيمنة الأمريكية | د. فيصل القاسم
د. محمد المسفر |
30/10/2002 | ||
114. | العلاقات الإسلامية الأمريكية تفاهم ام تصادم | د. عبدالحميد الأنصاري | 3/11/2002 | ||
115. | المسيرة الفنية لمحمد وردي | محمد وردي | 3/2/2003 | ||
116. | دور المثقفين العرب في الإحداث الجارية | محمد محي الدين
عبدالله العمادي |
18/2/2003 | ||
117. | المحكمة الجنائية الدولية واختراق القانون الدولي | د. محمد الشلال | 2/4/2003 | ||
118. | رحلتي مع العلاج النفسي | د. موزة المالكي | 23/4/2003 | ||
119. | نظرات في مشروع الدستور القطري الدائم | اعضاء لجنة الدستور | 26/4/2003 | ||
120. | الإيدز غضب من الله وحرب صامته | احمد عبدالقادر الفرجابي | 14/12/2003 | ||
121. | أدب السخرية في الواقع العربي | عبدالسلام البسيوني
جعفر عباس |
17/12/2003 | ||
122. | صلاح القلوب | محمد حسان | 21/2/2004 | ||
123. | امسية شعرية | احمد الشهاوي | 25/2/2004 | ||
124. | أطفالنا والعام الدراسي الجديد | طاهر شلتوت | 2/10/2004 | ||
125. | عجائب القلوب | محمد حسين يعقوب | 19/10/2004 | ||
126. | محمد صلى الله عليه وسلم في رمضان | حسن عيسى عبدالظاهر | 31/10/2004 | ||
127. | صراع مع الشيطان | محمد سعيد الحاج | 2/11/2004 | ||
128. | العنف ضد المرأة في السينما العربية | ايناس الدغيدي/
ليلى العثمان/ عبدالرحمن محسن |
3/1/2005 | ||
129. | أمسية شعرية | علي ناصر كنانة وآخرون | 17/1/2005 | ||
130. | المدارس المستقلة وهاجس الآباء | صباح الهيدوس | 28/2/2005 | ||
131. | معاناة وحقوق الشعب الفلسطيني في ظل جدار الفصل العنصري | د. يوسف عبيدان
د. يحيى الآغا |
6/3/2005 | ||
132. | سوق الأسهم المحلية الى اين؟ | بشير كحلوت
عبدالله ظاهر |
13/3/2005 | ||
133. | امسية شعرية | عباس جيجان الكعبي | 21/3/2005 | ||
134. | حقوق الطفل في الاتفاقات الدولية | المستشار محمد فؤاد | 12/7/2005 | ||
135. | تفجيرات لندن وشرم الشيخ تحت المجهر | سفير بريطانيا
محمد النعيمي ناصر عثمان احمد الفرجاني ياسر الشواف |
27/7/2005 | ||
136. | هنيدي بين ابتسامات الجمهور نقد النقاد | محمد هنيدي | 15/9/2005 | ||
137. | الاسلام والمسلمون في امريكا | يحيى هندي | 18/10/2005 | ||
138. | التحولات الديمقراطية في الوطن العربي | د. عبدالحليم قنديل
د. محمد شومان |
20/12/2005 | ||
139. | تجربتي | الفنان محمد العربي | 21/12/2005 | ||
140. | أزمة الكتاب العربي | علي عبدالحميدعلي | 1/1/2006 | ||
141 | شهادة من جيل الرواد | د. فاروق الباز | 25/4/2006 | ||
142 | أناشيد الحب والحرية | سيد حجاب | 30/4/2006 | ||
143 | توبة ساحر | حسن عمر الزومي
داوود محمد فرحان |
14/5/2006 | ||
144 | ترجمة الكتب في الحضارة الإسلامية | د. راجي محمد رموني | 15/5/2006 | ||
145 | أمسية شعرية: لبنان، فلسطين، الأمة العربية | سميح القاسم | 11/9/2006 | ||
146 | الإعلام الديني – ماله وما عليه | عبير صبري
منى عبدالغني |
14/9/2006 | ||
147 | نفوسنا في احضان رمضان | جعفر الطلحاوي | 20/6/2006 | ||
148 | الانطلاق العربي نحو المستقبل في ظل الأوضاع الراهنة | د. يحيى الجمل | 4/2/2007 | ||
149 | فروقات النهضة بين قطر والكويت | خالد ناصر الوسمي | 21/2/2007 | ||
150 | التيار السياسي الأساسي | د. طارق البشري | 7/3/2007 | ||
160 | انا والنحت | محمد غني حكمت | 11/4/2007 | ||
هذا بالإضافة الى الأنشطة الموازيه كالأمسيات الشعرية لشعراء عرب يعيشون في قطر أو دعوة كبار الشعراء أثناء حصدهم للعديد من الجوائز.
أمسية شعرية | عبدالله الحامدي مع عازف الكيتار محمد اسكندراني | 23/5/2007 | |
1. | الكاتبات العراقيات في زمن الحرب | مريم كوك | 4/6/2007 |
2. | هل السلام ممكن | ايلان بيبي وألن هارت | 27/6/2007 |
3. | غزة قضية لن تموت | مصطفى بكري | 30/1/2008 |
4. | أمسية شعرية للشاعر السوداني | هاشم صديق | 1/2/2008 |
5. | أمسية شعرية – الشعر يجمعنا | ملتقى الشعر العربي للتقارب بين الجاليات | 9/2/2008 |
6. | أمسية شعرية – عناقيد الضياء | للشاعر عبدالرحمن العشماوي | 24/2/2008 |
7. | أمسية شعرية بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للشعر | محمد عفيفي مطر
علي ميرزا محمود |
20/3/2008 |
8. | الأزمة العالمية وسيناريو المستقبل | د. ابراهيم عويس | 15/10/2008 |
9. | حرية الصحافة بين التنفيس والتعبير | ابراهيم عيسى | 20/11/2008 |
10. | أمسية شعرية | إيمان بكري | 5/11/2008 |
11. | غزة وأزمة الأنظمة العربية | د.عزمي بشارة | 10/1/2009 |
12. | حماس الثورة والسلطة وإشكالية التعامل مع المجتمع الدولي | أ.فهمي هويدي | 26/1/2009 |
هذا بجانب الأنشطة التي أقامها “ملتقى الجسرة لثقافة الأسرة” التابع لنادي الجسرة الثقافي الاجتماعي ، وشملت العديد من الفعاليات مثل:-
م | الفعاليــــــــة | تاريخها |
1. | ندوة علمية للشيخ/ سلمان بن جبر آل ثاني بعنوان (علوم الفلك) | 22/12/2004 |
2. | الشاعر/ خالد البوعينين والشاعر/ احمد الكبيسي وندوة حول (الشعر الشعبي بين التقليدية والحداثة) | 26/2/2005 |
3. | الكاتبة/ بشرى ناصر والأستاذ/ علي ميرزا محمود وندوة حول
(مايريد المثقف القطري من مهرجان الدوحة الثقافي) |
12/3/2005 |
4. | المهرجان الترفيهي (يومك امي) | 19/3/2005 |
5. | امسية شعرية للشاعر/ خالد عبيدان | 9/4/2005 |
6. | د/ كلثم جبر وندوة حول (مقومات القصة القصيرة) | 16/4/2005 |
7. | محاضرة دينية للداعية /هناء ثروت بعنوان
(الإلتزام الأجوف) |
18/12/2005 |
8. | محاضرة دينية للداعية هناء ثروت بعنوان (ايمانيات) | 20/12/2005 |
هذا الفعاليات الثقافية والفكرية لم تتوقف ابداً فقد استمرت حتى عند الانتقال الى المقر الجديد وأهم الفعاليات:-
م | الفعالية | المشارك بها | التاريخ |
1. | حوار مفتوح حول الديمقراطية “هل الديمقراطية ضرورة لنا؟. | ساهم فيه الأستاذ محسن مرزوق ، الأمين العام للمؤسسة العربية للديمقراطية | 10/3/2010 |
2. | محاضرة حول الانتخابات السودانية تحت عنوان “الواقع السياسي الراهن في ظل الانتخابات السودانية”
(احتمالات الوحدة أو التفكك) |
للإعلامي السوداني حسن إبراهيم المذيع بقناة الجزيرة الانجليزية | 15/3/2010 |
3. | ندوة فنية (الفن والمتغيرات) | للفنان محمد صبحي | 21/3/2010 |
4. | حوار مفتوح حول الديمقراطية في الوطن العربي | للإعلامي الشهير حمدي قنديل | 23/3/2010 |
5. | جلسة للصالون الأدبي لمناقشة رواية “دحل الحمام” | لأشرف العوضي و”صائد اليرقات ” لأمير تاج السر | 30/3/2010 |
6. | أمسية شعرية للشاعر احمد فؤاد نجم | احمد فؤاد نجم | 7/4/2010 |
7. | لقاء حديث الذكريات مع الإعلامي الكبير الأستاذ | وجدي الحكيم | 13/4/2010 |
8. | أمسية للصالون الأدبي لمناقشة كتاب
“الخل الموافق والصديق الصادق” – والذي قامت بدراسته وتحقيقه د. مريم النعيمي |
تأليف الشاعر والأديب عبدالله بن صالح الخليفي
إعداد دراسة د. محمود كحيل + ماجد الخليفي |
20/4/2010 |
9. | أمسية للصالون الأدبي لتكريم إمام مصطفى وتقديم دراسة لأعماله بمناسبة انتهاء عمله في قطر. | محمد بغدادي | 27/4/2010 |
10. | جلسة الصالون الأدبي لمناقشة “إبداعات الروائي السعودي | عبده الخال بمشاركة سحمي الهاجري | 11/5/2010 |
11. | محاضرة أ. ضياء الموسوي | المسلمون إشكالية الفكر وأزمة الواقع | 23/5/2010 |
12. | محاضرة د. محمد العادل | العلاقات العربية التركية | 26/5/2010 |
13. | الأمسية الشعرية للشاعرين | محمود الباتع وبسام علواني | 27/5/2010 |
14. | محاضرة د. محمود رمضان | مساجد قطر – تاريخها وعمارتها | 9/6/2010 |
15. | ندوة في الصالون الثقافي حول أعمال: محسن الهاجري، راشد الشيب، احمد عبدالسلام، مسعود عبدالهادي. | الدكتور حسن رشيد
الدكتور محمد مصطفى |
6/10/2010 |
صالون الجسرة الثقافي:
1- المفهوم.
- · صالون الجسرة الثقافي منتدى ثقافي أدبي يعنى بمناقشة أهم القضايا الثقافية والفكرية والحضارية في واقعنا الراهن على المستويين العربي والدولي، كما يعنى بأهم المستجدات الابداعية والثقافية التي تطرأ على واقعنا الثقافي المعاصر، لاسيما وأن الواقع المعاصر يشهد مجموعة من المتغيرات السريعة والمتلاحقة.
- · وأهم العوامل التي أدت إلى نشأة الصالون الثقافي تتمثل في أهمية الدور الذي تقوم به المنتديات العصرية في حياة الشعوب، فالصراع الحضاري الآن هو صراع ثقافي بالدرجة الأولى، ومن هنا كان اهتمام نادي الجسرة الثقافي بإنشاء هذا الصالون لما له من دور فعال في تنمية الحياة الثقافية بدولة قطر، ولما له من أثر حيوي فعال في نمو الوعي الثقافي لدى الشباب القطري حتى يستطيع أن ينهض بتبعاته الفكرية وأن يواجه قادم الأيام بفكر مستنير ومنفتح على كل الثقافات الإنسانية. كذلك يحرص الصالون الثقافي بنادي الجسرة على تنمية الوعي الإبداعي لدى المبدعين القطريين وإبراز جيل من المبدعين يعي قضاياه الأدبية والإبداعية والثقافية والفكرية والسياسية لكي يواكب مسيرة الأدب العربي والعالمي بعامة.
2- الأهداف:
- · تنمية الوعي الثقافي لدى الكتاب والمثقفين والشعراء والإعلاميين بغية النهوض بواقعنا الثقافي القطري والعربي ومواكبة المتغيرات الثقافية العالمية.
- · رعاية المواهب الشابة في مجالات الشعر والقصة والرواية والمسرح وذلك بهدف تكوين جيل من المبدعين القطريين.
- · مناقشة أهم الاصدارات الثقافية المتميزة للكتاب العالميين والعرب إلى جانب مناقشة الاصدارات الأدبية المستحدثة لرواد الصالون الثقافي وللكتاب بدولة قطر.
- · مواكبة المتغيرات الثقافية العالمية الراهنة وإلقاء الضوء عليها بما يوثق الصلة بين الكتاب العرب ورواد الصالون الثقافي والمستجدات العالمية في مجالات الأدب والشعر والقصة والرواية والمسرح والسينما والفنون التشكيلية والموسيقى.
3- التأسيس:
تأسس الصالون الثقافي بنادي الجسرة في مارس 1996 وتنعقد جلسات الصالون الثقافي الاسبوعية في موسمين ثقافيين كل عام منذ تأسيسه، الموسم الأول هو موسم الربيع الثقافي ويبدأ في أول مارس ويختم أعماله في آخر مايو والثاني موسم الخريف الثقافي ويبدأ من أول أكتوبر ويختم أعماله في منتصف يناير. ويعنى كل موسم من هذه المواسم بعقد مجموعة من الندوات الدورية الأسبوعية لمناقشة إحدى القضايا الأدبية أو الثقافية أو الفكرية، كما تعقد ندوة شهرية تتناول إحدى القضايا الفكرية الجادة ويشارك فيها كبار الكتاب والمفكرين في الوطن العربي.
موجز عن الدورات الثقافية من مارس 1996 الى مايو 1998:
الدورة الأولى (من مارس الى يونيو 1996):
عنيت هذه الدورة بمناقشة أهم القضايا الأدبية في الأدب القطري من شعر وقصة ومسرح ورواية وشارك فيها نخبة من كبار النقاد المتخصصين في قطر والوطن العربي كما عنيت بالإبداعات الأدبية لرواد الصالون الثقافي.
الدورة الثانية (من اكتوبر الى اخر يناير 1997):
عنيت هذه الدورة بمناقشة أهم الاصدارات المستحدثة التي صدرت للكتاب والأدباء القطريين والعرب كما توقشت الأعمال الابداعية لرواد الصالون وأهم القضايا المستحدثة في الأدب العربي، ونوقشت في هذه الدورة قضايا ثقافية هامة حاضر فيها كبار النقاد والمسؤولين العرب.
الدورة الثالثة (من أول مارس الى آخر مايو 1997):
عنيت هذه الدورة بمناقشة أهم القضايا الثقافية والفكرية حول المسرح والتربية الى جانب مناقشتها الأعمال الابداعية لرواد الصالون الثافي.
الدورة الرابعة (من أول اكتوبر الى آخر يناير 1997):
عنيت هذه الدورة باستضافة الشعراء العرب من الأقطار العربية المختلفة مثل الموسم الثقافي الليبي القطري، كما عنيت بمناقشة قضايا السينما والنص الروائي، والمسرح الشعري، وتحديات الثقافة الى مناقشة وتحليل الأعمال الابداعية المستحدثة على الساحة القطرية والتي صدرت للكتاب القطريين ورواد الصالون الثقافي كما خصصت محوراً لمناقشة بعض الأعمال الابداعية العالمية خاصة في مجال القصة القصيرة.
الدورة الخامسة ( من أول مارس إلى آخر مايو 1997):
حفلت هذه الدورة بمناقشة أهم القضايا الفكرية والثقافية واستضافة كبار المفكرين في قطر والوطن العربي وكانت أهم المحاور مناقشة مسرحية أمجاد يا عرب للفنان غانم السليطي من منظور المسرح السياسي في الوطن العربي، ومناقشة قضايا التعليم والثقافة من وجهة نظر سعادة وزير التربية والتعليم والتعليم العالي بدولة قطر، وكذلك قضية الثقافة العربية من منظور الثقافة الغربية، ومناقشة إبداعات الأعضاء.
هذا وسوف يواصل الصالون الثقافي بنادي الجسرة بإذنه تعالى في دوراته الثقافية المقبلة مناقشة أهم القضايا الفكرية والثقافية والابداعات على المستوى العربي والعالمي.
المؤسسون:
- · تأسسس الصالون الثقافي بنادي الجسرة الثقافي الاجتماعي على يد نخبة من المثقفين القطريين والعرب البارزين نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر: (د.محمد عبدالرحيم كافود، يوسف درويش، درويش العمادي، ابراهيم الجيده، د. مراد مبروك، د. حسن رشيد، د. عمر الفاروق، أنور جعفر، جمال فايز، ناصر الهلابي، مبارك عمر سعيد، حازم طه، جميل ابو صبيح، حسن توفيق، هدى جاد، حسين نجم، معروف رفيق، د. فراج الشيخ الفزاري، يوسف الحرمي، معن البياري، عاطف النمر، محمد همام فكري، راشد الشيب، احمد عبدالسلام، محسن الهاجري، عباس خامة يار، فتح الله الكردي، اشرف العوضي، يحيى الآغا، وغيرهم).
- · وأشراف على إدارة ندوات الصالون/ الدكتور مراد مبروك الأستاذ المساعد بجامعة قطر، والدكتور/ حسن رشيد.
- · كما أشرف على فعاليات الصالون/ ابراهيم خليل الجيده، نائب رئيس مجلس إدارة النادي، والدكتور/ حسن رشيد، والأستاذ/محمد عصفور ، مدير النادي في تلك الفترة.
العضوية:
- · عضوية الصالون مفتوحة لكل المثقفين والاعلاميين والشعراء والمسرحيين والروائيين والفنانين القطريين والعرب الذين لهم اسهامات متميزة في حقل العمل الثقافي والابداعي.
- · تقدم الطلبات لاكتساب العضوية الى نادي الجسرة الثقافي ويرفع الطلب الى اللجنة الفنية والإدارية للصالون لاعتماده ويجوز لهذه اللجنة منح حق العضوية لأي شخصية عامة أو هيئة ثقافية أو علمية يكون لها إسهاماً متميزاً في حقل العمل الثقافي.
أهم أعمال الصالون الثقافي لموسمي الخريف والربيع:
برنامج الصالون (في – 13/3/1996) على سبيل المثال لا الحصر: – ناقشت مجموعة من الأعمال مثل القصة القصيرة والشعر وكان الاشراف للدكتور مراد مبروك ود. حسن رشيد ومحمد عصفور، وقد تناول الحضور هذه الأعمال:-
1- 27/3/1996م:
2- وهج الصدق الممكن “قصة” (لمحمد همام). وتدفق شلال الذكريات “قصة” (لهدى جاد). والوشم “قصة” (لاسماعيل الشمري). وبدون عنوان “قصيدة” (لسيدي محمد) وندوة عن تطور الشعر العربي الحديث في قطر ، التيار الإحيائي في الشعر القطري. وشبابيك “مجموعة قصصية” لمحمد همام. وانتظار من يأتي “قصة” لراشد الشيب. والدمية “قصيدة” لناصر الهلابي. وأنت الذبيح “قصيدة” لسيدي محمد. وزنابق “قصيدة” لابراهيم اسماعيل.
3- 5/8/1996م:
4- من البحار القديم إليك “رواية” لدلال خليفة. والشرنقة “قصة” لجمال فايز.
5- العباءة السوداء “قصة” لناصر الهلابي). وآهات الذات “قصة” لراشد الشيب.
6- وخلف الجدار “قصيدة” لابراهيم اسماعيل.
7- 15/5/1996م:
8- بانوراما القصة القصيرة في قطر بين التقليد والتجديد د. محمد عبدالرحيم كافود. ومسيرة القصة القصيرة في قطر د. عمر الدقاق. والرواية العربية في قطر تحليل وظائفي، للدكتور.مراد مبروك.
9- 22/5/1996م: ديوان الخيل،البحر، الجسد، لجميل ابو صبيح. والركض في الوحل “قصة” لجمال فايز. والمطار لراشد الشيب، الأشياء الجميلة ترحل فجأة “قصة” لهدى جاد.والتوقيع “قصة” لناصر الهلابي، ألم المسافة “قصة” لعادل ابراهيم.
10- 2/6/1996م:
11- رواية من البحار القديم إليك لدلال خليفة.
12- حفل ختامي،
13- ونتنياهو “قصيدة” للشاعر المرحوم/ معروف رفيق. بطاقة من متفرج “قصيدة لحسن توفيق. وأهواك ولكن “قصيدة” لجميل ابو صبيح. ثم الندوة الافتتاحية لبرنامج الصالون.
14- 16/10/1996م: د. محمد مراد
15- 23/10/1996 م: ديوان مشاعل ومشاعر “ديوان شعر” لمحمد قطبة
16- 30/10/1996م: وساعة الميدان “قصة” لمحمد همام فكري. ودهاليز “قصة” لناصر الهلابي. والموتى لا يرتادون القبور “مجموعة قصصية” للدكتور.حسن رشيد.
17- 6/11/1996م: الشكل الشعري والرؤية الفكرية “دراسة أدبية” للدكتور/ مراد مبروك والأعضاء. وإلى مجهولة العنوان “قصيدة” لأحمد أمين. وسأظل “قصيدة” لحسين نجم. وسواد وبياض ” قصة لراشد الشيب.
18- 13/11/1996م:
19- تابوت من لحم “قصة” (13/11/1996 – جمال فايز). ديوان ليلى تعشق ليلى “شعر” (حسن توفيق).
20- 20/11/1996م:
21- الملامح الفنية المستحدثة في النص الشعري”دراسة أدبية” (أعضاء الصالون).
22- حوار مفتوح “حوار” (20الشيخ د. محمد بن عيد والأعضاء).
23- 27/11/1996م:
24- ظاهرة التفتيت في النص الأدبي “دراسة أدبية” (27/11/1996- د. مراد مبروك). عربي “شعر” (خالد الدرويش). آفاق “شعر” (ناصر الهلابي). مدينة لا..لا “شعر (ابراهيم اسماعيل). كيف ضاعت “شعر” حسين نجم. الجسر الزريق “شعر” سيدي محمد، البلاغ “قصة” محسن الهاجري. فحيح العاصفة “قصة” جمال فايز ، الانزلاق “قصة” راشد الشيب.
25- 4/12/1996م:
26- ديوان نجمة في الذاكرة “شعر” زكية مال الله ، المقود الثقيل “قصة” ناصر الهلابي.
27- 11/12/1996م:
28- البراري “ديوان شعر” جميل ابو صبيح ، مسافر ليل “مسرح” صلاح عبدالصبور.
29- 18/12/1996م:
30- المصطلح الأدبي “دراسة” محمد الشافعي/حسين نجم. إشكالية الثقافة العربية “جراسة بين الأصالة والمعاصرة”
31- 29/12/1996م:
32- (د محمد عبدالرحيم كافود).
33- 5/3/1997م:
34- دقيقة واخرج حياً “ديوان شعر” (غازي الذيبة).
35- 19/3/1997م:
36- القضية التفاعلية بين الأدب ووسائل الاتصال “دراسة” (د. علي الهيل، د.حسن نعمة).
37- الدوران في محيط الدائرة “قصة” (19/3/1997- مبارك سعيد).
38- حطام المسافات البعيدة “قصة” جمال فايز.
39- عندما يبكي البنفسج “قصة” عادل ابراهيم (19/3/1997).
40- 2/4/1997 م: دهاليز “مجموعة قصصية” ( ناصر الهلابي).
41- الحشرة “قصة” (2/4/1997 – احمد عبدالسلام).
42- 5/4/1997م: التعليم التعاوني من منظور جامعي “محاضرة” ( د.كما حمدي ابو الخير).
43- 9/4/1997م: تكنولوجيا الاتصال “محاضرة” (محمد عرفة).
44- 30/4/1997م: الرؤية والأداء في المسرح القطري (موسى زينل، د.حسن رشيد، محمد طه، عاطف النمر، أنور جعفر).
45- 7/5/1997م: اثر العملية التربوية في الثقافة الابداعية (عبدالرحمن الابراهيم).
46- 21/5/1997م: الجلسة الختامية كلمات مراد مبروك، يوسف درويش، ابراهيم الجيده
47- الشعراء: علي الفزاني، عمر الكدي، نوري المودي، معروف رفيق، حسن توفيق.
48- 25/10/1997م: مناقشة مسرحية رحلة طرفة ابن العبد إلى الموت، مناقشة برنامج الصالون الأدبي للناقد أنور جعفر.
- · ثورة التحرير الجزائرية (1/11/1997- د. عمر بن قينه).
- · مناقشة مجموعة قصصية “الرقص على حافة الجرح” جمال فايز.
- · مناقشة قصة “المنبه” (1/11/1997- احمد عبدالسلام).
- · السينما العربية والنص الروائي ( عبدالرحمن محسن).
- · مناقشة قصة “زمن الموج” ( ناصر الهلابي).
- · محكمة الزمن (فتح الله الكردي).
- · قصيدة مسافر / حسين نجم.
- · مناقشة قصة (زمن الموج) ناصر الهلابي.
- · مناقشة المجموعة القصصية “المكحلة” ( هدى جاد).
- · ليلة بعيدة “قصة” ( الكاتب الأمريكي وليم سارويان).
- · مرثية رجل ميت “قصة” ( أشرف العوضي).
- · مناقشة “ديوان” الأمطار” (جميل ابو صبيح).
- · مناقشة قصة “أفكار صبي” ( الكاتب الاسباني/كاميلا خوزيه ثيلا).
- · الخيال المحال “قصة” (ناصر الهلابي).
- · استفاقات بجسد الروح ( الكاتب سنان المسلماني).
- · العمال الشعرية الكاملة للشاعر ابراهيم ناجي (دراسة وتحقيق الشاعر حسن توفيق).
- · محنة الشجرة الأم “قصة” (احمد عبدالسلام).
- · قرص الذاكرة “قصة” ( مبارك سعيد).
- · تحديات الثقافة المعاصرة (اقبال الغربللي).
- · الحبكة في القصة القصيرة ( أنو جعفر).
- · مجرد تغيير اسم “قصة” ( فتح الله الكردي).
- · دائرة الانكسار “قصة” (مبارك سعيد عمر).
- · الطوفان الأزرق “قصة” ( محمد سالم الفردي).
- · نقطة ضوء “قصة” (اشرف العوضي).
- · الصل “قصة” ( احمد امين).
- · الصندوق “قصة” ( سعاد الكواري).
- · جلسة ختام الصالون الثقافي لفصل الخريف.
- · ظل النخيل “قصة” ( جمال فايز).
- · القرية الرمادية “قصة” (ناصر الهلابي).
- · نحو منهجية ثقافية مستقبلية ( د. مراد مبروك).
- · مناقشة ما تم من أعمال الصالون
- · مناقشة برنامج الصالون لفترة الربيع
- · دور التراث في تأصيل الرواية العربية ( د. مراد مبروك).
- · مناقشة رواية نار الزغاريد ( د. أمير تاج السر).
- · ندوة شئون التعليم والثقافة (د. محمد عبدالرحيم كافود).
- · مناقشة مسرحية “أمجاد يا عرب ( غانم السليطي).
- · الثقافة العربية من منظور الثقافة الغربية (– د. سامي حنا).
- · مناقشة إبداعات الأعضاء
- · الحفل الختامي للصالون في هذه الدورة.
بجانب النشاط المتميز للصالون الثقافي. هناك أنشطة عدة موازية منها مثلاً:
المسرح:
للمسرح سحر خاص ، كما أن المسرح في إطار التربية والتعليم تلعب دوراً مؤثراً. من هنا فقد أخذ نادي الجسرة على عاتقه أن يقدم مسرحاً ذات بعد تربوي، أخلاقي هام. ومع أن للمسرح دور تثقيفي هام. فإن المسرح يقدم أيضا المتعة والفائدة. مع أن البعض مع الأسف لا يجد في المسرح الا إطارا واحداً واعني التسلية والإضحاك. مع أن هذا الجانب جانب أحادي.
في المجمل العام. لا يمكن أن نربط بين المسرح والتسلية فقط ذلك إننا في نادي الجسرة قد آلينا على أنفسنا أن نقدم هذا الفن في إطاره الإبداعي وكنشاط هام ومؤثر. ليس فقط كرافد أخلاقي أو مقوم سلوكي. ولكن لأن المسرح يشكل حلقة وصل بين التربية والتعليم والتوجيه والإرشاد ومن خلال العلاقة الوطيدة بين المرسل والمتلقي ودون وسيط يصل الرسالة مباشرة إلى قلوب المشاهدين.
مسرحيات الأطفال والشباب تقوم على أسس من الشجاعة والأمانة، والبطولة والعدالة والإخلاص، وهي بذلك تلعب دوراً هاماً في تثقيف وتوعية الممثل والمتلقي على حد سواء بطبيعة الصراع بين الخير والشر، وتثير بداخله المشاعر النبيلة، وتبرز فيه المثل العليا مثل الحرية والإخاء، وتنقل له تجارب عديدة متنوعة، توسع مداركه، وتجعله أكثر قدرة على فهم الناس، ومن ثم التعامل معهم، بل ومواجهتهم إذا لزم الأمر.
ولا يكفي أن ننظر للمسرح على أنه وسيلة تدريب لغوية، أو عملية تعليمية مساعدة، ولكن يجب أن ننظر إليه على أساس كونه وسيلة للصراع من أجل حياة أفضل.
إن المسرح في جوهره حياة كاملة بحلوها ومرها بخيرها وشرها، وهو ليس عملاً من أعمال تمضية وقت الفراغ فقط ، أو استكمالاً لصورة عصرية، نقلد بها غيرنا، ولكنه سلاح فعال، ومؤثر، لو أمكننا أن نستعمله بوعي ومنهجية.
أن المسرح إذ يضطلع بهذه المهمة، وحين يتوافر له من يرعاه ويؤمن به سوف يكون له أثر عظيم في تصحيح المسار وتوجيهه.
- · تأسست الفرقة في مطلع عام 1983 وكانت تتكون من مجموعة مختارة من أبناء النادي هم:
- · يوسف درويش، فهد درويش، عبدالعزيز الحر، عبدالرحمن الملا، عادل الملا، خالد جمال، بدر الجيده، محمد الحرقان، خالد صادق ، جمال محمد، ابراهيم درويش، خالد قربان، ياسر جاسم النعمة.
- · في 24 فبراير 1983 قدمت الفرقة أول عروضها ضمن المهرجان الأول للفنون الذي نظمه المجلس الأعلى لرعاية الشباب على مسرح نادي السد، حيث قدمت:
1. أوبريت (قطر اليوم) خليفة جمعان، ألحان: عبدالعزيز ناصر.
2. مسرحية (المحامي) من المسرح العالمي.
3. (كوكتيل 1) عرض بانتوميم وتمثيل صامت في 3،4،5 يوليو 1983م قدمت الفرقة عرضها الثاني على مسرح النادي القديم وهي : مسرحية (نهاية الغدر).
4. في 26 سبتمبر قدمت الفرقة مسرحية (الحلاق والبطيخة) ضمن مهرجان المراكز الصيفية على مسرح الخليج.
5. في الفترة من 15 يوليو وحتى 15 سبتمبر أقيمت سلسلة محاضرات في فنون الإلقاء والتمثيل للفرقة ومنهجاً كاملاً للتدريب على الأداء الصامت.
6. في 21 فبراير 1984م قدمت الفرقة عرضها الثالث على مسرح المجلس العلى لرعاية الشباب، حيث قدمت:
- · مسرحية الأمل
- · مسرحية الحلاق والبطيخة.
- · فقرة شعرية من (أنين الصواري) للشاعر علي عبدالله خليفة.
- · فقرة من البانتوميم.
1. وفي عام 1984 إنضم لفريق التمثيل بالنادي كل من محمد عبدالله فخرو، فهد بوعباس، صلاح الملا، محمد حسن ، علي حسن، حمد عبدالحسين، محمود شكري، ابراهيم شريف، سعيد مفتاح.
2. في أكتوبر 1984م قدمت الفرقة في افتتاح المبنى الجديد للنادي أهم عروضها، وهي مسرحية: (الفيل يا ملك الزمان) تأليف سعدالله ونوس.
3. في يناير 1985م قدمت الفرقة ضمن المهرجان الخامس الذي أقامه المجلس الأعلى لرعاية الشباب برنامجها الذي تكون من مسرحية (السعادة) تأليف: نوال الجمل. مسرحية (الفيل يا ملك الزمان) تأليف: سعدالله ونوس، مشهد من (الفتى مهران) تأليف: عبدالرحمن الشرقاوي. عرض لممثل واحد في فن البانتوميم.
4. وكان يشرف على الفرقة الأستاذ/ جاسم نعمة المشرف الثقافي بالنادي في تلك الفترة.
5. تمارس الفرقة نشاطها في التدريب وتقديم العروض طوال العام.
6. حصلت الفرقة على المركز الأول في المهرجان الرابع للفنون المسرحية.
7. حصل أغلب أبطال الفرقة في تلك الفترة على جوائز الامتياز في الأداء مثل (عادل الملا، محمد فخرو، خالد صادق، محمد عبدالحسين).
ولأن الفنون حلقات متصلة. فإن هواية الفن قد دفعت مجموعة أخرى من المنتمين إلى النادي الى ممارسة فن ابداعي آخر. ونعني الموسيقى والغناء. وكان السؤال الهام:
هل الغناء والموسيقى والفنون الشعبية ضرورة اجتماعية؟
يامعاذ “ساعة وساعة” روحوا القلوب ساعة بعد ساعة فإن النفوس يصيبها الملل. تلك بعض معاني أقوال المصطفى صلى الله عليه وسلم وتوجيهاته النبوية الكريمة إلى مجتمع المسلمين. ذلك المجتمع المثالي الذي بناه محمد صلى الله عليه وسلم.
والموسيقى أحد الفنون الإنسانية الراقية الرفيعة، التي يستجيب لها الإنسان بمشاعره وأحاسيسه ووجدانه. وقد أكدت الدراسات التي أجريت في مختلف أنحاء العالم أن الموسيقى غذاء روحي عاطفي. يساعد على زيادة الإنتاج وجودته. وقيل أيضاً ” إذا أردت أن تعرف حضارة امة، فاستمع إلى موسيقاها” والموسيقى لغة عالمية للتفاهم بين الشعوب.
والموسيقى تبدأ مع ميلادنا، ويتضح ذلك من انتظام دقات قلب الإنسان، والإيقاع المنتظم هو العامل المشترك بين الموسيقى وضربات قلب الإنسان، والإيقاع هو العنصر الأساسي، في تكوين الموسيقى، وهو عبارة عن حلقات منتظمة لضبط المقطوعة، وهو يسيطر عليها من البداية إلى النهاية تماماً، مثل دقات قلب الإنسان المنتظمة، منذ ولادته إلى نهاية حياته.
والجزء الثاني الأساسي في الموسيقى هو النغم، وهو أيضاً ينشأ مع الإنسان منذ ولادته، ويتضح ذلك في بكائه الذي يعبر عن حالته، وأحياناً يكون البكاء عالياً، وأحيانا يكون منخفضاً أو متقطعاً أو متصلاً.
وقد أثبتت بعض الدراسات أن الطفل ينقطع بكاؤه إذا استمع إلى موسيقى بجانبه، وتفسير ذلك أن الإحساس بالموسيقى يولد مع الإنسان. إذاً فهي معروفة ومألوفة ومستحبة، وما علينا إلا أن نراعي هذا الإحساس. وننميه بالطرق التربوية السليمة.
والتربية الموسيقية هامة جداً في غرس التربية الجمالية في نفوس الأطفال، فهي الصق ما تكون بالنزعات الفطرية، فالطفل يتحرك، وكأنه جزء من الإيقاع في منظومة الأطفال في العالم.
ولذلك فإن التربية الموسيقية يجب أن تفهم من زاوية حاجات الأطفال، ونزعاتهم الفطرية، بمعنى أن يتاح للأطفال التعايش مع الموسيقى، بالتركيز على الجوانب العملية، عن طريق الحركة مع الإيقاعات المختلفة والإنشاد،والعزف على الآلات الموسيقية، والتعبير عن ذاته، من خلال هذه المجالات وغيرها، وتستطيع التربية الموسيقية أن تحقق الأهداف الآتية:
- · تعزيز مشاعر الولاء والانتماء للوطن. عن طريق ترديد الكلمات التي تتغنى بالأوطان.
- · تنمية قدرات التعبير الفني لدى الإنسان.
- · غرس التذوق الموسيقى والجمالي.
- · تنمية الناحية الاجتماعية. والمشاركة الايجابية، بما توفره من العمل الجماعي وروح الفريق.
- · تنمية القدرة على الانضباط الذاتي، والامتثال للنظام والتعليمات العامة.
- · إشاعة البهجة والفرح والمرح في النفوس.
- · ربط الإنسان بالبيئة، عن طريق إنشاء الموسيقى الشعبية والفلكلورية.
- · تنمية القدرة على الإبداع والابتكار.
- · تحقيق التوازن، النفسي بما تتيحه من فرص للتعبير والتنفيس وإشاعة السكينة وعلاج بعض التوترات.
- · إكساب بعض المهارات الأولية في كتابة وقراءة اللغة الموسيقية وترجمتها إلى أداء والحان وأنغام.
- · تنمية قدرة التعبير والفصاحة بالأناشيد المنوعة التي تربط الإنسان بالحياة، وتزيد ثروته من اللغة العربية الفصحى.
- · دفع الإنسان إلى المزيد من العمل والإنتاج. وتجديد نشاطه، ومساهمته في برامج التنمية.
- · وهكذا تستطيع الموسيقى أن تكون ذات أثر فاعل في حياة الشعوب.
- · ومن هنا نستطيع القول أن الموسيقى ضرورة اجتماعية.
وأيماناً بدور النادي في تبني المواهب الفنية ورعايتها وابتغاء في تعدد النشاط الغنائي والموسيقي، فقد تشكلت فرقة موسيقية مارست دورها لسنوات وقدمت العديد من الوجوه الفنية للساحة الفنية مثل:
1. عيسى احمد
2. طلال الصديقي
3. ظافر يحيى
كانت من أبرز ملامح نشاط هذه الفرقة:
- · إحياء حفل نادي الدوحة لكبار الموظفين.
- · إحياء ثلاث حفلات بحديقة المنتزه للعائلات ضمن المشاركة في الترويح السياحي.
- · تسجيل برنامج غنائي وموسيقي بمناسبة عيد الأضحى في التلفزيون.
- · إحياء بعض حفلات الأعراس بالدوحة.
- · المشاركة في تقديم فقرات غنائية وموسيقية في حفل كرنفال الأطفال الذي اقامه النادي بمناسبة عيد الطفولة العالمي.
- · المشاركة في المهرجان الثالث للموسيقى والغناء والفنون الشعبية برعاية المجلس الجهات المختصة لرعاية الشباب لعام 1985م.
موجز عن نشاطات فرقة الجسرة الموسيقية:.
- · تشكلت الفرقة الموسيقية للنادي عام 1981م من السادة الأعضاء:
عبدالعزيز صادق جاسم الهيدوس خالد المعضادي
عيسى ابراهيم علي الهلابي شريف خالد
ومنذ إنشاء هذه الفرقة، أقامت العديد من الحفلات الداخلية، وأحيت العديد من الأمسيات الفنية الموسيقية، وشاركت في كل الفعاليات الفنية والثقافية والاجتماعية، كما قامت الفرقة بمجموعة من الأنشطة المختلفة كما يلي:-
1981 | إنتاج شريطين أغاني منوعة |
إقامة الحفلات الداخلية بالنادي | |
تسجيل بعض أغاني الأطفال للتليفزيون. | |
1982 | الاشتراك في برامج تليفزيونية.
الاشتراك في إحياء حفل خيري لصالح جمعية الهلال الأحمر والفرع النسائي. الاشتراك في الحفلات الخاصة بمناسبة زيارة بعض الوفود العربية للنادي. |
1983 | إنتاج الشريط الثالث (أغاني منوعة)
المشاركة في المهرجان الأول للموسيقى والغناء والفنون الشعبية، برعاية المجلس الأعلى لرعاية الشباب، وقد حازت الفرقة على المركز الأول. |
1984 | المشاركة في المهرجان الثاني للموسيقى والغناء والفنون الشعبية، برعاية المجلس الأعلى لرعاية الشباب، وقد حازت الفرقة على المركز الأول.
المشاركة مع فرقة الجامعة الموسيقية في الأسبوع الثقافي الأول للجامعات الخليجية الذي أقيم بدولة الكويت. |
1985 | الاشتراك في البرنامج الثقافي التليفزيوني (س،ج) الذي عرض خلال شهر رمضان المبارك 1405هـ.
المشاركة في المهرجان الثالث للموسيقى والغناء والفنون الشعبية برعاية المجلس الأعلى لرعاية الشباب، وقد حازت الفرقة على المركز الأول. إعداد الموسيقى التصويرية لبرنامج صوت مجلس التعاون الذي تبثه إذاعة قطر. تسجيل أربع أغان للإذاعة. الاشتراك في اليوم المفتوح الذي بثه التلفزيون خلال عيد الأضحى. |
لقطات من منجزات النادي في الأعوام السابقة عبر الصور:
الثقافة في خدمة المجتمع:
النشاط الثقافي والفني:
الجهاز الإداري والفني:
محاضرات وندوات:
ندوة حول الصحافة – شئونها وشجونها
ندوة الجامعة بين التأثير والتأثر
محاضرة الإنسان والصحة
محاضرة الشباب ومشاركته في التنمية
ندوة عن قانون المرور بين الواقع والتطبيق
أزمة الثقافة العربية
الشباب والعام الدولي
المسابقة الثقافية للموسم 1984
المسابقة الثقافية للموسم 1985
المشاركين في الفريق الثقافي
المسرح لماذا؟
بعض من ذاكرة الأمسيات والندوات والمحاضرات:
الشاعر نزار قباني.
- · ولد الشاعر الكبير نزار قباني يوم 21 مارس 1923 في بيت من بيوت دمشق.
- · في السابعة من عمره دخل الكلية العلمية الوطنية بدمشق، وتخرج منها في الثامنة عشرة من عمره، وهو يحمل شهادة البكالوريا /القسم الأدبي، ثم انتقل إلى مدرسة التجهيز التي حصل منها على شهادة البكالوريا الثانية/ قسم الفلسفة.
- · تخرج من كلية الحقوق بدمشق عام 1945
- · كان أستاذ الأدب الأول الذي تتلمذ عليه هو الشاعر الراحل خليل مردم بك.
- · تعلم اللغتين الفرنسية والانجليزية وقرأ لكبار الشعراء منذ المرحلة المبكرة في حياته، وتعلم اللغة الأسبانية فيما بعد عندما عمل في مدريد في الفترة من عام 1962 حتى عام 1966م. وخلال تلك الفترة جمعته صداقة وطيدة بالمستعرب الأسباني الشهير د.بدرو مارتينيث الذي ترجم له الكثير من قصائده.
- · عمل في السلك الدبلوماسي السوري أعواما طويلة، وهذا ما أتاح له التعرف على معظم بلدان العالم، وانعكس هذا التعرف في قصائده وفي كتاباته النثرية.
- · تفرغ تفرغاً كاملاً للشعر وللأدب بعد هجره للعمل الدبلوماسي.
- · أصدر 23 ديوانا شعرياً.
- · وفي النثر أصدر ثمانية كتب.
- · ترجمت قصائده إلى كثير من اللغات العالمية.
- · كتب عنه النقاد والأدباء العرب منذ صدور ديوانه الأول “قالت لي السمراء” عام 1944، وقد تراوحت كتاباتهم عنه ما بين الهجوم الشديد عليه والحماسة الشديدة له.
- · أكبر شعرائنا العرب شهرة جماهيرية في عصرنا الحديث.
- · أصدر أعماله الشعرية والنثرية والسياسية في ثمانية مجلدات كبيرة.
- · تتالت بعد هذا الديوان دواويين عديدة هي: (طفولة نهد- سامبا- أنت لي – قصائد من نزار قباني- حبيبتي- الرسم بالكلمات- يوميات امرأة لا مبالية – قصائد متوحشة- كتاب الحب – أشعار خارجة على القانون – أحبك .. أحبك .. والبقية تأتي – إلى بيروت – الأنثى- مع حبي – 100 رسالة حب- كل عام وأنت حبيبتي – الحب لا يقف عند الضوء الأحمر – سيبقى الحب سيدي – أشهد ألا امرأة إلا أنت – هكذا اكتب تاريخ النساء – الأوراق السرية لعاشق قرمطي – لاغالب إلا الحب- هل تسمعين صهيل أحزاني – أنا رجل واحد وأنت قبيلة من النساء).
- · أحدث ما صدر له في الشعر هو ديوانه الجديد “خمسون عاما في مديح النساء”.
- · أما في النثر فقد صدرت له كتب كثيرة – هذه الكتب هي:
1. الشعر قنديل أخضر.
2. قصتي مع الشعر.
3. عن الشعر والجنس والثورة.
4. المرأة في شعري وفي حياتي.
5. ما هو الشعر؟
6. العصافير لا تطلب تأشيرة دخول.
7. لعبت بإتقان وها هي مفاتيحي.
8. وله مسرحية نثرية هي: جمهورية جنونستان.
مقدمة لأمسية الشاعر نزار قباني – الدوحة 6/5/1995م:
أيها الأحباء:
شكراً لنادي الجسرة الذي أتاح لي هذه الفرصة الجميلة للجلوس معكم على أرض الشعر.
فالشعر هو آخر مكان نقيم فيه، بعدما سحبوا من تحتنا سجادة الكلمات.
فالشعر هو آخر خيط من الحرير، يجمع بين العربي والعربي، في حين قطعت السياسة كل الخيوط.. وكل الرقاب..
والشعر هو آخر قطرة ماء .. في زمن الجفاف القومي، والجفاف الثقافي، والجفاف الإبداعي.
فلنعلن إيماننا بالشعر، لأنه المرفأ الأخير الذي سينقذنا من الغرق .. والكوكب الأخير الذي سينقذنا من الضياع.. والحب الأخير الذي سينقذنا من هجمة هذا العصر البلاستيكي.
سأقول في نادي الجسرة كل ما تأمرني الحرية أن أقوله.. فأنا لا أعصي للحرية أمراً..
وسأغني هنا، كما تعودت أن أغني دائماً، دون أن أقسم الكلمة إلى نصفين.. والفكرة إلى نصفين.. والحقيقة إلى نصفين..
لن يكون بيني وبينكم ستار، لا أقنعة، لأن القصيدة التي تطلي وجهها بالمساحيق والأصباغ، تتحول إلى راقصة من الدرجة العاشرة.
سأكون في نادي الجسرة كما أنا.. وتكونون كما أنتم.. فلنترك أساطيرنا وخرافاتنا، وملابسنا الفولكلورية خلف الأبواب، ولنرم أنفسنا كالأسماك في بحر الحرية..
المفاجأة الجميلة في هذه الأمسية الشعرية، أن المرأة تملأ المكان رقة، وعذوبة، ورائحة طيبة.
وهذا الحضور النسائي المتميز، دليل على أن قطر بدأت تقتنع أن المرأة ليست نصف الحضارة.. ولكنها كل الحضارة.
قبل عشر سنوات، جئت لأقرأ شعري في الدوحة، وأذهلني أن كل جمهوري كان من الذكور.
فتجمدت الكلمات في فمي، واختنق صوتي، واحسست أن المنبر تحت أقدامي تحول إلى بحر من الجليد. وأنني أصبحت شاعراً من شعراء الأسكيمو.
كانت أمسية شعرية فاشلة جداً..
لأن كل مكان بغير امرأة.. لا مكان له..
ولأن اللغة بغير امرأة.. لا لغة لها..
ولأن كل قصيدة لا تسكنها امرأة.. هي قصيدة من الخشب..
كنت أشعر في تلك الأمسية غير السعيدة، أنني أغني في غابة من الشوك، أنا الذي لا يتقن الغناء إلا في أعراس الياسمين.
وعندما خرجت من الأمسية الذكورية، سألت نفسي: لماذا تنفي المرأة خارج أسوار الشعر؟ وهي ملهمته.. وحاضنته.. ومرضعته؟
إن كل شيء بغير نعمة الأنوثة مستحيل.
ضوء القمر مستحيل. ونور الشمس مستحيل. وفصل الربيع مستحيل. والولادة مستحيلة، والكتابة مستحيلة، والرجال هم أيضاً مستحيلون..
ثقافة الرجل وحده، هي ثقافة مالحة، ومتصحرة، وعدوانية، ولا تنتج إلا الحروب، والمذابح ، واسلحة الدمار الشامل.
أما ثقافة المرأة، فهي ثقافة العشب، والماء ، والخصوبة..
إن الذي أعرفه من تجربتي الشعرية خلال خمسين عاماً، أن المرأة تحس بالشعر أكثر من الرجل.. وتلتقطه أسرع من الرجل.. وتعطيه قلبها ووقتها وحياتها.. أكثر من رجال الأعمال، ومدراء المصارف، والمحامين والأطباء، والسياسيين.
فلماذا نمارس سياسة (الفصل العنصري) على مشاعرها؟
لماذا لا نترك النحلة تذهب الى الزهرة.. والحمامة تأوي الى عشها؟..
والحرية تعانق حريتها؟..
أيتها الصديقات، أيها الأصدقاء:
في عام 1995 تغيرت الصورة التي أعرفها.
سقط جدار برلين الذي ارتطمت به في زيارتي الأولى لكم.. وتحررت نون النسوة.. وانتصرت تاءات التأنيث..
وها هو الحمام الزاجل يحط على أهدابنا وأكتافنا.. ويأكل قمح الشعر من راحاتنا.. دون أن تطارده شرطة الأمن الثقافي، وبنادق الصيادين..
فشكراً لنادي الجسرة الذي راهن على حصان الحرية، ففتح أبوابه أمام أسراب القطا.. و (عيون المها بين الرصافة الجسر..).
شكراً له لأنه اختار هذا الموقف الحضاري، وانتصر للكلمة الأنثى التي بدونها لا يمكن للعالم العربي أن يدخل بوابة القرن الحادي والعشرين..
وأخيراً .. شكراً للسيدات اللواتي جئن لسماع الشعر. فهو وطنهن.. وبيتهن.. ورفيق السلاح الذي يقاتل معهن في خندق واحد.. حتى تنتصر الوردة.. وتنتصر القصيدة.. وتنتصر الحياة..
الدوحة 6/5/1995
نزار قباني
التلميذ:
تورطت في الحب خمسين عاما
و لا زلت أجهل ماذا يدور برأس النساء
قرات كتاب الانوثة حرفا فحرفا
و لم اتعلم إلى الآن شيئا من الأبجدية
و لا زلت أشعر أني أحبك في زمن الجاهلية
و لا زلت ألثم حناء شعرك بالطرق الجاهلية
و لا زلت أشعر ان الهوى في بلاد العروبة
ليس سوى غزوة جاهلية
تنقلت بين قوارير عطرك خمسين عاما
و بين بساتين شعرك خمسين عاما
و بين تقاسيم خصرك خمسين عاما
و لا زلت أجهل كيف أفك حروف الهجاء
و كيف أفك الضفائر
و كيف أشيل دبابيس شعرك
إذا ساعة الحزم دقت
و فاضت دموع الشتاء
تورطت فيك عميقا عميقا
إلى أن وصلت لحال التجلي
و حال التماهي
و حال الحلول
و حال الفناء
و لا زلت أجهل ماالفرق بين رائحة الجسد الأنثوي
و رائحة الكستناء
دخلت مدرسة العشق خمسين عاما
و منها خرجت بخفي حنين
أخذت بدرس التقشف صفرا
و درس التصوف صفرا
و درس القناعة صفرا
و درس الغرام الرومانسي صفرا
و لكنني ما تفوقت إلا بدرس الجنون
لبست النساءعلي قميصا
و حين أتى البرد تأكدت
أني لبست العراء و الزمهرير
السيرة الذاتية لسياف عربي
أيها الناس أيها الناس:
لقد أصبحت سلطانا عليكم
فاكسروا أصنامكم بعد ضلال ، واعبدونى…
إننى لا أتجلى دائما..
فاجلسوا فوق رصيف الصبر، حتى تبصرونى
اتركوا أطفالكم من غير خبز
واتركوا نسوانكم من غير بعل .. واتبعونى
إحمدوا الله على نعمته
فلقد أرسلنى كى أكتب التاريخ،
والتاريخ لا يكتب دونى
إننى يوسف فى الحسن
ولم يخلق الخالق شعرا ذهبيا مثل شعرى
وجبينا نبويا كجبينى
وعيونى غابة من شجر الزيتون واللوز
فصلوا دائما كى يحفظ الله عيونى
أيها الناس:
أنا مجنون ليلى
فابعثوا زوجاتكم يحملن منى..
واعبثوا أزواجكم كى يشكرونى
شرف أن تأكلوا حنطة جسمى
شرف أن تقطفوا لوزى وتينى
شرف أن تشبهونى..
فأنا حادثة ما حدثت
منذ آلاف القرون..
2
أيها الناس:
أنا الأول والأعدل،
والأجمل من بين جميع الحاكمين
وأنا بدر الدجى، وبياض الياسمين
وأنا مخترع المشنقة الأولى، وخير المرسلين..
كلما فكرت أن أعتزل السلطة، ينهانى ضميرى
من ترى يحكم بعدى هؤلاء الطيبين؟
من سيشفى بعدى الأعرج، والأبرص، والأعمى..
ومن يحيى عظام الميتين؟
من ترى يخرج من معطفه ضوء القمر؟
من ترى يرسل للناس المطر؟
من ترى يجلدهم تسعين جلدة؟
من ترى يصلبهم فوق الشجر؟
من ترى يرغمهم أن يعيشوا كالبقر؟
ويموتوا كالبقر؟
كلما فكرت أن أتركهم
فاضت دموعى كغمامة..
وتوكلت على الله …
وقررت أن أركب الشعب..
من الآن.. الى يوم القيامه..
3
أيها الناس:
أنا أملككم
كما أملك خيلى .. وعبيدى
وأنا أمشى عليكم مثلما أمشى على سجاد قصرى
فاسجدوا لى فى قيامى
واسجدوا لى فى قعودى
أولم أعثر عليكم ذات يوم
بين أوراق جدودى ؟؟
حاذروا أن تقرأوا أى كتاب
فأنا أقرأ عنكم..
حاذروا أن تكتبوا أى خطاب
فأنا أكتب عنكم..
حاذروا أن تسمعوا فيروز بالسر
فإنى بنواياكم عليم
حاذروا أن تدخلوا القبر بلا إذنى
فهذا عندنا إثم عظيم
والزموا الصمت، إذا كلمتكم
فكلامى هو قرآن كريم..
4
أيها الناس:
أنا مهديكم ، فانتظرونى
ودمى ينبض فى قلب الدوالى، فاشربونى
أوقفوا كل الأناشيد التى ينشدها الأطفال
فى حب الوطن
فأنا صرت الوطن
إننى الواحد، والخالد ما بين جميع الكائنات
وأنا المخزون فى ذاكرة التفاح، والناى،
وزرق الأغنيات
إرفعوا فوق الميادين تصاويرى
وغطونى بغيم الكلمات
واخطبوا لى أصغر الزوجات سناً..
فأنا لست أشيخ..
جسدى ليس يشيخ..
وسجونى لا تشيخ..
وجهاز القمع فى مملكتى ليس يشيخ..
أيها الناس:
أنا الحجاج إن أنزع قناعى تعرفونى
وأنا جنكيز خان جئتكم..
بحرابى .. وكلابى.. سوجونى
لاتضيقوا – أيها الناس – ببطشى
فأنا أقتل كى لاتقتلونى….
وأنا أشنق كى لا تشنقونى..
وأنا أدفنكم فى ذلك القبر الجماعى
لكيلا تدفونى..
5
أيها الناس :
اشتروا لى صحفا تكتب عنى
إنها معروضة مثل البغايا فى الشوارع
إشتروا لى ورقا أخضر مصقولاً كأشعاب الربيع
ومدادا .. ومطابع
كل شىء يشترى فى عصرنا .. حتى الأصابع..
إشتروا فاكهة الفكر .. وخلوها أمامى
واطبخوا لى شاعرا،
واجعلوه، بين أطباق طعامى..
أنا أمى.. وعندى عقدة مما يقول الشعراء
فاشتروا لى شعراء يتغنون بحسنى..
واجعلونى نجم كل الأغلفة
فنجوم الرقص والمسرح ليسوا أبدا أجمل منى
فأنا، بالعملة الصعبة، أشرى ما أريد
أشترى ديوان بشار بن برد
وشفاه المتنبى، وأناشيد لبيد..
فالملايين التى فى بيت مال المسلمين
هى ميراث قديم لأبى
فخذوا من ذهبى
واكتبوا فى أمهات الكتب
أن عصرى عصر هارون الرشيد…
6
يا جماهير بلادى:
ياجماهير العشوب العربية
إننى روح نقى جاء كى يغسلكم من غبار الجاهلية
سجلوا صوتى على أشرطة
إن صوتى أخضر الايقاع كالنافورة الأندلسية
صورونى باسما مثل الجوكندا
ووديعا مثل وجه المجدلية
صورونى…
وأنا أفترس الشعر بأسنانى..
وأمتص دماء الأبجدية
صورونى
بوقارى وجلالى،
وعصاى العسكرية
صورونى..
عندما أصطاد وعلا أو غزالا
صورونى..
عندما أحملكم فوق أكتافى لدار الأبدية
يا جماهير العشوب العربية…
7
أيها الناس:
أنا المسؤول عن أحلامكم إذ تحلمون..
وأنا المسؤول عن كل رغيف تأكلون
وعن العشر الذى – من خلف ظهرى – تقرأون
فجهاز الأمن فى قصرى يوافينى
بأخبار العصافير .. وأخبار السنابل
ويوافينى بما يحدث فى بطن الحوامل
أيها الناس: أنا سجانكم
وأنا مسجونكم.. فلتعذرونى
إننى المنفى فى داخل قصرى
لا أرى شمسا، ولا نجما، ولا زهرة دفلى
منذ أن جئت الى السلطة طفلا
ورجال السيرك يلتفون حولى
واحد ينفخ ناياً..
واحد يضرب طبلا
واحد يمسح جوخاً .. واحد يمسح نعلا..
منذ أن جئت الى السلطة طفلا..
لم يقل لى مستشار القصر (كلا(
لم يقل لى وزرائى أبدا لفظة (كلا(
لم يقل لى سفرائى أبدا فى الوجه (كلا(
لم تقل إحدى نسائى فى سرير الحب (كلا(
إنهم قد علمونى أن أرى نفسى إلها
وأرى الشعب من الشرفة رملا..
فاعذرونى إن تحولت لهولاكو جديد
أنا لم أقتل لوجه القتل يوما..
إنما أقتلكم .. كى أتسلى..
الأستاذ أنيس منصور:
- · مواليد 1924 محافظة الدفهلية.
- · خريج كلية الآداب قسم الفلسفة جامعة القاهرة.
- عمل رئيس تحرير للعديد من المجلات منها: الجيل، هى، آخر ساعة، أكتوبر، العروة الوثقى، مايو، كاريكاتير، الكاتب
- عمل مدرسا للفلسفة الحديثة بكلية الآداب، جامعة عين شمس من عام 1954 حتى عام 1963، وعاد للتدريس مرة أخرى عام 1975.
- كتب في جريدة الأهرام المقال اليومي: مواقف، ويكتب في جريدة الشرق الأوسط مقال يومي.
- كانت بداياته في عالم الصحافه في مؤسسة أخبار اليوم إحدى أكبر المؤسسات الصحفية المصرية حينما انتقل اليها مع كامل الشناوى، ثم مالبث أن تركها وتوجه إلى مؤسسة الأهرام في مايو عام 1950 حتى عام 1952،
- ترجم العديد من الكتب والأعمال الأدبية إلى العربيّة. فقد ترجم أكثر من 9 مسرحيات بلغات مختلفة وحوالى 5 روايات مترجمة، وتقريبا 12 كتاب لفلاسفة أوروبيين.
- حصل على لقب كاتب المقال اليومى الأول في أربعين عاما الماضية
- حصل على جائزة الدولة التشجيعية في الآداب من المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية
- حصل على جائزة الدولة التقديرية في الآداب من المجلس الأعلى للثقافة، عام 1981
- حصل على جائزة الإبداع الفكرى لدول العالم الثالث، عام 1981
- حصل على جائزة مبارك في الآداب من المجلس الأعلى للثقافة، عام 2001
- ألف أكثر من 13 مسرحية باللغة العربية.
اللغات التي يجيدها:
الأنجليزية – الفرنسية – الالمانية – الايطالية – اليونانية.
المحاضرة:
دعوني أبدأ بداية تكاد تكون ذاتية ولكنها في نفس الوقت لا تبعد كثيرا عن موضوعنا، وأي إنسان لكي يكون له رأي لا بد أن تكون له رؤية وفي لغتنا العربية رأي الشيء يعني “شافو” ورأى الرأي يعني من رأيه كذا والرأي والرؤية والرؤيا ورأى وارتأى رأيا ورؤية كلها بمعنى أنه لا يمكن أن يكون لي رأي إلا اذا رأيت بعيني ما أرى. وقديما كان أستاذنا سقراط يحاور تلامذته فكانوا كلهم يناقشون إلا واحدا كان لم يشارك فقال له قولته الشهيرة: “تكلم حتى أراك” ويعني أنه طالما أنك ساكت فلا أعرف من أنت، ويروى عن الإمام الشافعي أيضاً أنه كان في مجلس له وجلس تلامذته حوله وظلوا يسألونه إلا واحدا تهيبه الإمام الشافعي فلم يقل شيئا وكانت جلسة الإمام الشافعي طويلة وتحرج أن يمد رجله في وجه هذا الرجل حتى سأله سؤالا سخيفا فقال الإمام الشافعي: آن للشافعي أن يمد رجله. وفي البلاد الأوروبية حيث يكثر الضباب، وتنعدم الرؤية يتواصى الناس إذا ساروا في الشارع أن كل واحد يتكلم بصوت عال أو يصفر حتى لا يصطدم به أحد، وفي عالمنا العربي كلنا يتكلم ويصفر والضباب يشمل الجميع ولا أحد يعرف من ضرب من ومن اصطدم بمن والقضية كما ترون جديد في قديم في جديد. شوقي عندما تكلم عن قصة حب قال: كأن رواية الأشواق عود على بدء وما كمل الكتاب وما قاله في العشق نقوله في السياسة وفي مختلف الآراء والنظريات في السياسة والاجتهادات الدينية والاقتصاد وغير ذلك ومن الصدف الغريبة أنني كنت ألقي محاضرة في جامعة _جراتس) بالنمسا وكان يشاركني من مصر المستشار سعيد العشماوي، وكل واحد تناول موضوعاً، وكان موضوعي الفكر الألماني المعاصر وأثره في الفكر العربي، ولم يكن الهدف أن أستعرض معلوماتي الفلسفية ولكن كان الهدف أن يعرف الغرب ما رأينا فيما حولنا: فلسفة وأدب وعلم نفس وشعر وموسيقى. نحن نتكلم كثيرا لكن من الصعب أن تكون الصورة واضحة نحن أكثر الناس كلاما، وأقل الناس لمسا لواقع ما نعانيه. أنا أذكر مرة وقد كنا صغاراً ذهبت إلى الأستاذ العقاد وقلت له إن الواجد منا يرغب أن يكون له نظرية، فقال لي يجب أن يتعلم الواحد أولا المشي وبعد ذلك يتعلم الرقص ثم يقوم بعمل مقطوعة موسيقية لكي يرقص عليها الناس وفهمت من خلال هذه العبارة حدودي وما يجب علي عمله، وأنا لا أطن أني بلغت ما تمنيت أو تجاوزت مدى فيما أحلم به، ومن حقي أن أحلم ومن حقي أن يكون لي طموح أو أتصور أن نهاية الطريق الفلسفي سوف تؤدي في النهاية إلى أن يكون لي رأي أو رؤية فلما ذهبت إلى الدكتور طه حسين وهو أكثر أستاذية وأبوة وأرق وألطف، وحتى لا يتكرر ما حدث لي مع العقاد، قلت للدكتور طه حسين: أنا عندي وجهة نظر نشرتها في كتاب لي اسمه “وداعا أيها الملل” نظرية في 3 صفحات فكان رأي طه حسين: احتفظ بهذا المعنى وامض في قراءتك وفي دراستك واجعلها عندما تقارب نهاية العمر، وأنا أخذت برأي الدكتور طه حسين وما كتبته في 3 صفحات وهي وجهة نظر فلسفية أعكف الآن على كتابته فيما يمكن أن يصل إلى 700 صفحة، وجهة نظر في العلاقات الإنسانية، في الأدب، في الفلسفة في علم النفس.
الفرق بين العلم وبين الفلسفة أنه في العلوم فيزياء أو كيمياء مثلا نجد أن العلماء يكمل بعضهم البعض، وإذا زار أحدنا متحفا للسيارات أو السكك الحديدية لرأى كيف كانت السيارات منذ مائة سنة وما حصل لها من تطور ناتج عن إضافة العلماء بعضهم لما وضعه البعض الآخر السابق وهذا لا يكون في الفلسفة، فالفيلسوف يعيد النظر في كل ما قيل في موضوعات معروفة ويجد لها تفسيرا واحدا منطقيا يقنع بهذا الرأي الجديد ومثال ذلك انه لا يسمى في الفلسفة مذهب فلسفي إلا بشروط، والشرط الأول أن يتناول المذهب أو الرأي أو المنظومة الفكرية مجموعة من القضايا التقليدية المعروفة في الفلسفة: الله، نشأة الكون والنفس والقيم الأخلاقية والقيم الجمالية والموت والحياة بعد الموت.
كل من يستطيع أن يجد تفسيرا منسقاً بينا بذاته لهذه الأفكار التقليدية يسمى بصاحب نظرية أو صاحب رأي، وهي مرحلة تجيء متأخرة جداً في نمو أي مفكر، ونحن صغار كنا نقع في حيرة شديدة: في كتابي “في صالون العقاد” والكتاب عنوانه في “صالون العقاد” ولكنه في الواقع يتناول العقاد في مجاله، في مجتمعه، وأنا وجيلي في مواجهة العقاد وطه حسين وسلامة موسى وحسن البنا وعبدالوهاب ويوسف وهبي ولطفي السيد، فالكتاب اسمه في صالون العقاد، إنما في الحقيقة أنا مشغول بنفسي وجيلي في حالة تأكيد للذات كيف يكون لنا رأي؟ كما ذكرت كنت في السنة الأولى في الجامعة كنت عضواً في جماعة الإخوان المسلمين بأمبابة وكنت أمينا للمكتبة وأذكر أنه في يوم من الأيام في ذكرى الهجرة النبوية، القيت قصيدة عن الهجرة النبوية، ولحسن حظي أو لسوء حظي كان الشيخ حسن البنا موجودا وقد تحرجت أمامه، وقد كان فيه رقة وأبوة، فبعدما أنهيت القصيدة قال لي أنت تدرس في أي تخصص؟ فقلت: فلسفة.. قال لي هذا واضح في القصيدة ولكن يجب أن تنتبه إلى أن الناس المستمعين بسطاء ويعني ذلك أن القصيدة صعبة وأنها فوق متناول الناس وأنه من الأوفق أن تكون سهلة العبارة وأيسر تناولا لكي تكون مفهومة عند أقل الناس تخصصاً، وقد كان أبي شاعرا صوفيا فعرضت عليه القصيدة وادعيت أنها لأحد زملائي ويريد معرفة رأيه فيها، فقرأها وطلب تركها عنده ثم وجدث أنه غير فيها كثيرا ووجد أربعة أبيات مكسورة وبعض الأبيات قلقة في مواضعها. وباختصار وجدها رديئة. في هذا الوقت الذي كنا نتردد أثناءه على جمعية الإخوان المسلمين، كنت في نفس الوقت أتردد على الدير الدومينيكي في شارع مصنع الطرابيش في العباسية إذ كنا كطلاب في قسم الفلسفة ندرس الفلسفة المسيحية، واليهودية، والبوذية، والزرادشتية.. إلى آخر الديانات المعروفة. في مثل هذه السن لا يعرف الواحد إلى أين يتجه؟ وما الصحيح وما الخاطئ؟ وبعد هذا تتكون أفكاره فيما بينه وبين نفسه، ومن الصعب في هذه السن المبكرة أن يكون للواحد رأي أو موقف قوي وإنما تأخذه كل الاتجاهات لأنه أضعف من كل هذه الاتجاهات، فكنا في جمعية الشبان المسلمين نتناقش وكان يشارك في المناقشة طلبة من مختلف الاتجاهات: شيوعيون وملحدون ومسلمون، ورأت الجمعية أننا نستغل الجمعية فطردونا كلنا ولا يعني الطرد أننا لم نعد مسلمين ولكن لأننا غير منظمين. أردت مما سبق أن أبين أن الحيرة التي تصيب الشباب هي التي تصيب الشعوب أيضاً، لأن الشعوب مجموعة أفراد، ما الذي ينتظر شعب أو مجتمع في أزمة من الأزمات؟ ينتظر رأيا، ينتظر صاحب الرأي الذي يرى الواقع، يشخصه، يجد له علاجا يدعو الناس إليه كشخص أو كصاحب نظرية وعن طريق التفاف الناس حوله وانتشار رأيه يصبح قوة، ويحرص هؤلاء الناس أن يأتوا به للحكم لكي ينفذ ما رآه او ما وعد به. لما أستعرض زملائي أو أبناء جيلي الذين كانوا زملائي في الدراسة، أجد أننا تفرقنا كل في طريق وأذكر أننا كنا حوالي اثني عشر شخصا نرتبط بعلاقات جيده سبعة منا شيوعيون وثلاثة ملحدون وواحد مسيحي وكلنا أصدقاء لكننا مختلفون، فماذا حصل لنا؟ ما حصل هو أننا نسقى من ماء واحد ثم نتفرق. وما الذي فرقنا؟ وجهات النظر المختلفة. فما هي وجهات النظر المختلفة؟ أن كلاً منا يرى أن رأيه صحيح ولكنه ليس الأصح. كل الآراء صحيحة لكن لا أحد يستطيع أن يقول إن رأيي هو الصحيح وبناء على ذلك كلكم كاذبون وانا سأحاكمكم وأطلق عليكم الرصاص الآن. هذه ليست طريقة. في هذه السن في أوائل الخمسينيات صور الفساد في مصر وفي بلاد أخرى واضحة لكنا كنا أصغر من أن يقوم واحد منا بدور الطبيب الذي يشخص أو يعالج، ولا أدي أنه كان لي وعي سياسي بما يجري حولي فقد كنت مشغولا بتكوين مستقبلي في المقام الأول أصبح ماذا؟ ثم أنشغل بماذا؟ وقد لاحظت في ذلك الوقت أن كثيراً من الموضوعات أو الأعمال الأدبية العالمية عندما نراجعها مع بعضنا فكل واحد منا يرى فيها شيئا، فأنا مثلا سألت أحد الزملاء: هل قرأت “الجريمة والعقاب” لدستوفسكي؟ فقال نعم فقلت ما المنظر الذي افزعك فيها؟
قال: لا شيء فقلت: وأنا أقرأ الرواية لاحظت البطل وقد أمسك بالسكين لقتل صاحبة البيت وبينما كان يفتح الباب تخيلت أن باب غرفتي يفتح فوجدته مقفلا، فمن الممكن أن بعض الناس يقرؤون نصا واحدا أو يعايشون نفس الظروف وكل واحد يكون له رد فعل مختلف فمثلا في رواية “مدام بوفاري” وهي للكاتب الفرنسي “فلوبار” وتمثل بداية الواقعية الفرنسية، بطل الرواية طبيب في الأرياف وبطلتها سيدة رومانسية حالمة، وقد سألت المهتمين بالأدب الفرنسي: ما الحاجة التي هزتك في هذه الرواية؟ قال: عند محاولة انتحار البطلة، بينما ما هزني أنا هو أنه عندما عاد الدكتور إلى البيت وكانت امرأته واقفة في كامل زينتها جنب نافذتها، وكان حذاؤه كله طين وبدأ في خلع نعله فقد تهيأ لي أني سمعت ذلك، وأتصور أن هذه صدمة للرومانسية ولأحلام زوجته وللشاعرية في مسرحية بيت الدمية وهي من المسرحيات الشهيرة للأديب النرويجي إبسن، وهي تتكلم عن حرية المرأة، بطلة المسرحية اسمها نورا، سألت شخصا عما هزه فيها فاختلفنا أنا هزني انها لما اختلفت مع زوجها اقفلت الباب بعنف وخرجت، وقد أحسست أنها أقفلت الباب في وجه الجمهور وفي وجه القرن “19” كله لأنها بداية حركة تحرير المرأة وأن لها حقاً مثل الرجل وكانت المطالبة بالمساواة. كان لي مسرحية بعنوان: “روميروس العظيم” ترجمتها عن الأدب الألماني وخرجت في المسرح المصري وعرضها التليفزيون، وموضوع المسرحية: نهاية الإمبراطورية الرومانية الغربية وقام بدور البطل في هذه المسرحية الممثل المصري صلاح منصور، وكان يقوم بدور الامبراطور وهو آخر الأباطرة الرومان، ويقوم بدور الملك فاروق على الشاشة وهو آخر ملك. ويقوم بدور الإمام أحمد وهو آخر ملوك اليمن وهذه مصادفة غريبة، من كل المسرحية لم تهزني سوى كلمة واحدة قالها عسكري أثناء المسرحية وهو يقف على السلم وهي عبارة “أنا تعبان” وهي كلمة عادية ولكن خيل لي أنه هو “تعبان” ونحن كلنا متعبون ولأسباب مختلفة، وأحسست كأني أنا المقصود بهذا المعنى والمطلوب منا كثير والمفروض أن نجد حلاً لمشاكلنا ولبلادنا ولغيرنا ولكننا لم نعثر على حل. فكأن ذلك العسكري حين قال تلك الكلمة ليس هو المتعب بل نحن لسنا معه في نهاية الإمبراطورية الرومانية على المسرح، بل في نهاية شيء ما في الواقع لا على المسرح. المعنى الذي اريد الوصول إليه أنه من الممكن أن يتعايش الناس في ظروف واحدة وأن يكون رد الفعل مختلفاً ليس بين عامة الناس ولكن بين المثقفين عموما، وأنا سجلت هذه الحيرة في أكثر من كتاب، وللأمانة التاريخية أقول إننا ليس في مصر فقط بل في العالم العربي لم نعش عصرنا وإننا استعرنا قضايا مختلفة عوضاً عن قضايانا، ومن الحاجات التي تدهشني جداً عندما أطالع الصحف العربية والخليجية بصفة خاصة أحد الكتاب يناقشون مثلاً قضية البنيوية، ونحن ليست لنا علاقة بهذا الموضوع أبدا لا لغويا ولا تاريخيا ولا فلسفيا ولا يمكن أن تكون هذه قضية عربية ولا قضية خليجية وإنما هي قضية مستعارة، استعيرت لأنه إما أن الناس لا يجدون حلا لقضاياهم وإما أنهم غير قادرين على التعبير عن قضاياهم فاستعاروا قضية وجمعوا حولها الناس، وافتعلوا اهتماما، وبناء على اهتمام الناس اهتموا هم أيضاً لكنها قضية مفتعلة. في مصر نجد أن عدداً كبيرا من النقاد يناقشون قضايا فرغ منها أساتذتنا في الثلاثينيات والأربعينيات، مثل قضية مضمون الشعر، والشعر العمودي وغير العمودي، وهذه حكاية انتهينا منها وما شابهها كالكلام عن ابي تمام والبحتري وأبي حيان التوحيدي وما دار حول هذا، ليست هذه قضايانا وكل هذه قضايا مستعارة. مصر في الخمسينيات بعد العدوان الثلاثي، لو رجع أحد إلى ما كتبته الصحف الأدبية والسياسية في مصر، نجد أننا كنا مشغولين بقضية استوردناها وافتعلناها ونشرناها وشجعنا الناس عليها حتى صدقوها فصدقناها. ظهر في انجلترا وفي أمريكا مدرسة أدبية اسمها مدرسة الأدباء الساخطين أو الغاضبين، وفي أمريكا ظهرت مدرسة الأدباء الصاخبين وهذه المدارس ليست لها علاقة بنا وكان هذا في الخمسنيات،
وحتى بعد العدوان الثلاثي على مصر ظلت قضية أدب الغاضبين وأدب الساخطين، وفي مصر في ذلك الوقت ظهرت أديبة لبنانية اسمها ليلى بعلبكي وكتبت رواية اسمها “أنا أحيا” وكتبت رواية ثانية اسمها “الأجنحة المنكسرة” وظهرت أديبة في سوريا اسمها غادة السمان وكان كتابها الأول “عيناك قدري” في نفس الوقت ظهرت الأديبة الفرنسية “فرانسواز ساغان” وكانت روايتها الأولى “مرحبا أيها الحزن” و”ابتسامة ما” و “في يوم في شهر” وتحمست الأقلام الأدبية لهذه القضية وهاجمت الذين اهتموا بها، وشغلوا الناس عن قضاياهم السياسية. فعندما يأتي شخص ويقول إنك تكتب في هذه القضايا وتشغل الناس عن الواقع – إذا سئلت عما فعلته لصرف الناس عن هذه الاهتمامات لم ينجز شيء يذكر.
وتحيرت الألفاظ والمعاني على أقلام النقاد والمؤرخين إلى أن ظهرت كتب ترجمتها لنا بيروت بسخاء وخاصة ما يتعلق بالفلسفة الوجودية. هناك أديب عراقي اسمه أنيس زكي حسن ترجم كتابا يعتبر الكتاب العمدة لأدب الساخطين في انجلترا، والكتاب اسمه “The Out Side” نحن نسميه “الغريب” وبالفرنسية يسمى “L”etranger” وهذا الأديب العراقي وجد له تسمية جذابة ولا تزال على الأقلام حتى الآن وهي اللامنتمي، ولم تكن هذه الكلمة معروفة أو متداولة في اللغة العربية ولكنه نحتها وأصابت الهدف، وكانت من أكثر الكلمات شيوعاً ودلالة على المعنى المقصود وهو شعور الإنسان بأنه غريب عن عصره وزمنه ومجتمعه والمعتقدات السائدة. ما الذي غرب الغريب؟ وما الذي جعل المواطن في بلده غريباً؟ ما الذي يجعل الإنسان يشعر بأنه مغترب؟ وما سبب هذا الاستغراب؟ إذا ما عدنا إلى ما كتبه الأدباء الساخطون وترجمته لبنان ودمشق، وأول الذين نشطوا في حركة الترجمة كانوا في لبنان ودمشق وامتلأت المكتبة العربية بالكتب المترجمة والمصطلحات الأدبية الجديدة وفي الخمسينيات انتشرت موجة الشعور بالغربة والاغتراب وبسرعة التقط الكتاب المصريون والنقاد والعرب في أماكن مختلفة فكرة الغربة والاغتراب والشعور بالضياع وأن يكون الإنسان غريبا بين أهله وغريبا في لغته أيضاً – لو أن مجتمعا أو مجموعة من المواطنين استشعروا هذه الغربة فليس هذا من مظاهر الصحة ولكنه من مظاهر المرض، فما هو واجب الكتاب؟ يجب أن يقوم الكاتب بدور الطبيب الواقي والطبيب المعالج، وأن يشخص الداء وأن يحاول أن يقدم دواء له ولكننا كثيرا ما استعذبنا المرض واستملحنا الألم ومضينا في ذلك في سلبية لذيذة. العدوان الثلاثي على مصر أشعل القضايا السياسية وهذا طبيعي وأشعل الأمة العربية وهذا طبيعي ولكني التفت إلى هذا الجانب الذي تناوله عدد من القادرين على الكتابة والتعبير الاجتماعي والعلاج السياسي والمساهمات الوطنية أو المداخلات الفكرية. في الستينيات سافرت مع ثلاثة من الأدباء المصريين إلى مدينة الأقصر في رفقة أمير الشعراء السوفييت “ايفجيني ابتشاك” وصاحب الدعوة كان الأستاذ الكبير أحمد بهاء الدين، منعه عمله أن يرافق الشاعر فاستضافنا لنكون في معيته في الأقصر، وهو شاعر عظيم وناثر عظيم أيضاً وكان أمير الشعراء السوفييت المعاصرين.
في أسوان كان الجو شاعريا والنيل بلا أمواج وكان القمر مضيئا والنسيم عليلا، والزروق يرف شراعه، تمدد الشاعر الروسي وبجانبه زجاجة فودكا، ولم نجد شيئا نقوله فقد كنا مبهورين بجمال النيل وجلال الكون وأبهة الآثار الفرعونية. فالكلام حولنا كثير نثراً أو شعراً، ولا يصح أن نفسد هذه المتعة، وفجأة نهض هذا الشاعر وسألنا السؤال : أنا أريد أن أعرف منكم ما هي القضية التي تشغل بال المفكر العربي الآن؟ أنت كمفكرين بماذا أنتم مشغولون في بلادكم؟ ما هي القضية؟ ما هي النظرية؟ ما هي الصيغة الفكرية التي تجمع شتات الأمة العربية الآن؟ تتفقون وتختلفون على أي موضوع؟ وعلى الرغم من أن السؤال كان يبدو بسيطاً وسهلاً ولكنه كان السؤال وقد فوجئنا به وكأننا لم نسمعه من قبل أو لم يخطر على بال أحد منا قبل ذلك، واختلفنا، فمن قائل إنها الاشتراكية الواقعية، أو الواقعية الاشتراكية، وأنا قلت الوجودية أو تجديد الوجودية، ولم يرق ما قلناه للشاعر الروسي، وقطع كلامنا كله بعبارة واحدة: لا يوجد شيء اسمه الاشتراكية الواقعية أو الواقعية الاشتراكية وإنما الواقعية هي الاشتراكية ولا توجد حلول أخرى ولا اجتهادات في هذا الموضوع، واستمر النقاش ولم يقتنع فقال: أنتم في مصر شأنكم شأن رسام طلبت منه اللجنة العليا في الاتحاد السوفياتي أن يرسم صورة لأحد أعضاء مجلس السوفيات، فلما ذهب لمرسمه وجده بعين واحدة، فقال: لو رسمته بعين واحد فقد تكون واقعية تؤدي إلى حبل المشنقة، ولو رسمته بعينين صار ذلك تزويرا للواقع، فالحل الوحيد أنه رسم له صورة جانبية “بروفيل” فأنتم في مصر لا تواجهون القضايا وإنما تتناولونها جانبيا، مثل مسألة التسكين في النطق: سكن تسلم حتى لا تقع في أخطاء إعرابية، أنتم لا تواجهون القضايا وإنما تستسهلون الحل حسما للخلاف وبعدا عن تعمق القضايا، أنتم لا تستغرقون وقتا كافيا في النظر إلى قضاياكم أو إلى حلها وقد أحس الواحد منا أنه فضح وكشف وأنه لا يعرف بما هو مشغول هل يعني هذا أنه ليست لنا مشاكل؟ لنا مشاكل وقضايا فما هي الصيغة الفكرية التي أجمعت عليها الأمة العربية لحل مشاكلها؟ هناك صيغة أو صيغ لكنها لا تلقى نفس التأييد وبنفس الدرجة في مختلف البلاد العربية، في ذلك الوقت كنت مشغولا بتجديد الفكر الفلسفي الوجودي من ناحية منهج النقد الأدبي فقط. كنت أدرس في الجامعة الفلسفة الوجودية والأديان المقارنة، وتاريخ الحضارة وقد جد جديد على هذا الفكر أو أننا كبرنا حيث أن الفلسفة الوجودية كانت بالنسبة لي كملابس طفل كبرت عليها ويجب أن يتغير الزي المناسب للفكر ومناهج البحث أو للنقد الأدبي. أذكر أنني ذهبت للدكتور طه حسين وقلت له: يا أستاذ أنا عندي مشكلة فإن اتسع صدرك ووقتك أعرض عليك أنا وزملائي مشكلتنا وتشير علينا بحل مناسب. طه حسين بتكوينه فرنسي التفكير أو عبارته فيها الوضوح والجمال الموجودان في اللغة الفرنسية وفي نفس الوقت الشك الذي عنده ليس شكا نهائيا وإنما هو شك مرحلي أو شك منهجي أو شك طريق إلى اليقين، وعندما كنا ندرس الفلسفة كان كتاب “المنقد من الضلال” للغزالي من الكتب التي كنا نعجب بها وهو كتاب صغير، وكنا نقارن بينه وبين كتب فلسفية أخرى في اللغات الأوروبية.
طه حسين سالني السؤال التالي: هل تريد الكتابة لعامة الناس أم لخاصة الناس؟ فأجبت: أنا أكتب للعامة وأكتب للخاصة ، ما أنشره في الصحف للعامة وما أنشره في الكتب للخاصة، وما يصلح للصحف قد لا يصلح للكتب وما يصلح للكتب قد لا يصلح للصحافة اليومية. فقال: كيف يكون ذلك؟ قلت: أنا لي تجربة. في بداية حياتي الأدبية كتبت مقالا عن معنى الفن عند “تولستوي” فأعجب به جدا الأستاذ العقاد، فحزنت حزنا شديدا لأن العقاد عبارته صعبة وشاقة وأن يعجب بما أكتبه من ناحية الأسلوب فهذه كارثة، فكتبت المقال بيني وبين نفسي 29 مرة واستبعدت منه جميع المصطلحات الجافة أو الغليظة أو الفلسفية التي أعجب بها الأستاذ العقاد. طه حسين قال إن المشتغلين في الصحافة من الأدباء عندهم القدرة على التبسيط فلا تثريب عليك إن كتبت ما تراه في الصحف على أن تكون ميسرا أو على أن تكون مفهوما من أقل الناس تخصصا. ظهرت كتابات جديدة في الفكر الوجودي في أوروبا تجمع بين هذه الفلسفة والاشتراكية وتعقد بينهما زواجا سعيدا وظهر وجوديون مؤمنون بعضهم مسيحي وبعضهم يهودي ووجدنا في الفكر الإسلامي ما يمكن أن يوصف بأنه وجودية مسلمة وخاصة أنه لا يسمى مذهباً فلسفياً إلا اذا توافرت له الشروط التي منها التعرض لقضايا متعددة فإذا أغفل منها قضية لم يعد مذهبا وإنما يسمى اجتهادا في مذهب أو كما هو الحال في الإسلام عند الشافعي والحنبلي والحنفي والمالكي وهي اجتهادات في داخل الدين الواحد، أو في المسيحية أو أورتودوكسي أو بروتستان أو كاثوليكي كلها اجتهادات في دين واحد، فكذلك بالنسبة للوجودية يمكن أن نجد مجتهدين داخل النظرية الواحدة ولكن لم تكن هذه هي القضية التي يجب أن يروج لها الكاتب ويقنع بها عامة الناس فمثل هذه القضايا تعتبر طرفا لأن القارئ يريد أن تحل له مشاكله المادية والمعيشية والسكنية والحياتية عموما، فمثل هذه الآراء ليست مما يعايشه الناس وإنما هي طرف يضاف إلى الناس القادرين أو الذين فرغوا من مشاكلهم اليومية العاجلة. إذا لست مطلوبا ولا هذه النظرية مطلوبة. في نفس الوقت كلنا متدينون لكن لا نعرف ماذا نفعل، وحتى يفعل الإنسان شيئاً يجب أن يكون على قدر كبير من العلم. نحن مسلمون فهل كل واحد قادر الإفتاء؟ هذا صعب، حتى الاجتهاد صعب لأن المعطيات المتوافرة لدي قليلة. في الستينيات ظهر في مصر اتجاه انتقل إلى بعض البلاد العربية وهو قضية مستعارة مرة أخرى كقضية البنيوية في الصحف الخليجية ، وهذه القضية هي مسرح العبث او مسرح اللامعقول وعندما نبحث في تاريخ الحركة الأدبية النقدية في مصر في ذلك الوقت لا نجد لهذا المسرح مقدمات على الإطلاق وإنما نحن نقلناه من فرنسا إلى مصر. ظهرت مسرحيات الكاتب الفرنسي الروماني الأصل “يونسكو” ومنها مسرحية الكراسي، المطربة الصلعاء وغيرها، وأنا ترجمت بعض هذه المسرحيات وترجمت مسرحيات أخرى لأدباء مثل الإسباني “أربال” والفرنسي “آدمون” وترجمت العديد من المسرحيات مثل “في انتظار جودو” للمؤلف صومويل بيكيت. وألف توفيق الحكيم مسرحية “يا طالع الشجرة” وهو عنوان مأخوذ من أغنية شعبية لا معقولة أيضاً اسمها “يا طالع الشجرة هاتف لي معاك بقرة تحلب وتديني بالمعلقة الصيني”.
وهذه صورة لا معقولة، فقد استولى على النقد الأدبي والفكر الأدبي والفني والفلسفي في مصر قضية مستعارة فلسفية أو أدبية ولكنها قضية وانشغلنا بها. هل يمكن أن يقال مثلا إن مسرح العبث او ما ظهر في مصر وكان له صدى في بعض البلاد العربية “في بغداد مثلا” هل هذه مشكلة أدبية؟ أو أن هذا هو المعنى الذي يشيع بين الناس وهو أن شيئا لا معقولا نشر أو أن شيئا غير مفهوم أو أن غموضا شاملا يجعل اللغة عاجزة عن التعبير ويجعل المنطق غير ضروري لأننا عندما نحاول معرفة مفهوم مسرح العبث، في الأصل نجد أن معظم المؤلفين للمسرحيات العبثية كانوا أجانب في فرنسا: يونسكو روماني، آرابال إسباني، بيكت إيرلندي وغيرهم فكانت المشكلة الأولى اللغة إذ أن الكاتب غير متمكن من اللغة ولا يشعر أن هذه اللغة سكنه وموطنه ثم إن الإنسان عندما يأتون من الريف إلى القاهرة وهي مدينة كبيرة كثيرة الزحام أول ما يشعر به أنه ضائع لا أهل له لا سكن له ولا جار وهذا شعور بالضياع يجعله يشعر بالضآلة فرد الفعل هو إما أن يذوب وسط الناس وتمحي شخصيته أو يتخذ موقفا عدوانيا على المجتمع ويؤكد ذاته فيتخذ في الستينيات في مصر وفي بلاد عربية أخرى كانت قضية العبث افتقاد المعنى والصلة ووسيلة العبور والتعبير طريقا إلى هدف هو حال الناس أم نحن صنعنا وفبركنا وخلقنا نظرية غير مناسبة ولكن لأنها مكثت طويلا في مصر حصلت على الجنسية المصرية أو الجنسية العربية، في ذلك الوقت أيضا وجدنا كاتبا باسم توفيق الحكيم له رأي وحاول أن تكون له نظرية شغلته طويلا اسمها التعادلية، ومفهومها أنه لولا الاعتدال والاتزان في كل مظاهر الطبيعة وسلوكيات الإنسان، ما كانت حياة. الليل والنهار، السالب والموجب، الحياة والموت، الأرض والسماء، الغني والفقير، الأبيض والأسود، نظرية توفيق الحكيم هي نوع من استئناس “الديالكتيك الماركسي” فالفلسفة الماركسية أو الديالكتيكية أو الثنائية تقوم على الموضوع ونقيض الموضوع والتأليف بينهما مثلا غني ، فقير ، طبقة متوسطة فكل ما قام به توفيق الحكيم في نظرية التعادلية هو ليس اعتراضا على واقع إنما هو محاولة موازنة بين طرفي واقع وأن الأصح أو الأوفق لنا أن نتعايش معا لا أن يرفض بعضنا البعض يعني لا يصح أن يقول الواحد إن الاشتراكية أو الماركسية كلام فارغ أو يأتي شخص آخر يهاجم دينا من الأديان، من رأيه أن الكل يتعايش معا كما يتعايش الصغير مع الكبير، والغني مع الفقير والأبيض مع الأسود وابن الريف مع ابن المدينة والحاكم مع المحكوم وهكذا،.. لكن الدكتور زكي نجيب محمود لأنه مفكر متخصص وجاد فليست له شعبية فهو يكتب لي أو لحضراتكم ولا يكتب لعامة الناس، وهو أستاذ له شعبية، وهو أستاذ له لغة رصينة ومفكر عميق التفكير ولأنه كذلك عميق التفكير ومتفلسف فليس في إمكانه أن يكون في متناول عامة الناس ولذلك كان مقاله الذي جعله ردا علي كأنه لم يكن. خطاب شخصي بلغني وأشكره. فالواقع العربي متغير من زمان ومازال يتغير. والسؤال هو: ما هي الصيغة الفكرية التي تجمع شمل المثقفين العرب حول قضية واحدة من القضايا؟ ما هو الموضوع الذي لا اختلاف عليه بيننا؟ وما هي القضية السياسية التي تحمسنا لها بدرجة واحدة؟ من هو الشخص في العالم العربي الذي لم يتهمه عربي آخر بالخيانة والعمالة والرجعية وإفساد الزمن؟ كل هذه المعاني ليس بيننا نحن العرب اتفاق عليها. والمطلوب أن نتفق على معاني الألفاظ كما نتفق في العملة على سعر الدولار أو الريال او الجنيه، لا بد من الاتفاق لنستطيع تداول النقد، فلم نتفق، تحصل خلافات بين العلماء فلا يتفقون وهذا ممكن. يجوز في عالم السياسة وفي الأدب، وفي الفن الاتفاق سهل، ولكن في العلوم المتخصصة يمكن حدوث خلافات في الألفاظ والمعاني ولذلك يلجأ الناس إلى قراءة اللغات الأجنبية كما يحدث عندنا في الجامعات، وأنا أتكلم عن البلاد التي أعرف عنها أكثر وهي مصر فعندنا مشاكل مثل محو الأمية والتنمية الاقتصادية وغيرها وإذا انتقلنا إلى مجال أوسع فهناك المشاكل السياسية القائمة والخلافات العربية العربية القائمة والخلافات العربية الأجنبية قائمة والخلافات العربية الإسرائيلية قائمة، ولكن حدثت متغيرات على الساحة. هناك حاجات تتغير ولكن ليس بالسرعة التي يتوقعها الجميع، كل شيء يتحسن ولكن ببطء وصعوبة لأن ما نريده قد لا يقبله الطرف الآخر ولكن بالمفاوضات وبالحوار ثبت بالتجربة أننا لا نبتدع جديدا في السياسة، إنما يحدث عادة في أعقاب الحروب أن يجلس المتقاتلون معا ليتكلموا عن التعويضات، على اسرى الحرب، على ترسيم الحدود وهكذا.
عندنا إذاً قضايا معلقة تستأهل الاهتمام الشديد من الأمة العربية والإسلامية من أغنيائنا وفقرائنا. هناك قضايا العمالة والتشغيل والتنمية كل هذه قضايا لا تزال ساخنة، ويجب أن نكون على رأي واحد وليس واحدا على وجه التدقيق لانه يصعب التطابق التام، ومن ضمن المفهومات الغريبة جدا عندنا نحن العرب أن يقال: تطابقت وجهات النظر، ولا يوجد في الكون كله تطابق والله سبحانه وتعالى لم يخلق ورقتي شجر متشابهتين تماما، فلا يوجد تطابق بل اتفاق في معظم الحاجات، وليس ضروريا الاتفاق في كل شيء ولنتفق في أكثر الأشياء. عندما ننظر في المجتمع الأوروبي نجد أن دول المجموعة الأوروبية تتكلم تسع لغات، وفيها مذاهب دينية مختلفة وكان فيهم شيوعيون لا دين لهم، ومنهم من هو ملكي ومنهم الجمهوري، والجمهوري الاتحادي وإمارات كل هؤلاء رغم الفوارق اللغوية والعرقية وجدوا طريقا للتجمع معا والنظر إلى مصالحهم نظرة عملية بحتة، ونحن مازلنا في العالم العربي مع الأسف الشديد نجعل الحب والكره شرطا للتعامل، لا حب دائم ولا كره دائم ولكن مصالح دائمة. في الشرق لا تزال هذه المراهقة الفكرية والسياسية هي سيدة الأداء الفكري والسياسي عندنا. فما هي الصيغة الفكرية التي يلتف حولها العرب حلاً لقضياهم؟ الدين على عيني وعلى رأي، والدين ليس قضية فالمسلمون مسلمون والمسيحيون مسيحيون والدين ليس قضية. لكن ماهي القضية في الدين؟ بعض الاجتهادات التي لها خطر على أمن الآخر. التعصب معناه أني على صواب وأنت على خطأ، وأنني سأقاومك الآن وبالكرباج، ما هي الصيغة التي اتفق عليها علماؤنا المجتهدون وما هي حدود الاجتهاد؟ ومن الذي يضع حدود للأجتهاد؟ ما الذي اتفق عليه علماؤنا في الدين، في السياسة، في الاقتصاد، في الفكر؟ بقي السؤال هو السؤال، وإلى أن نجد إجابة مقنعة عنه وواضحة ففي هذه الحالة يجب أن ننتقل إلى الخطوة التي تليها، والله أعلم.
محاضرة
ظرفاء العصر
الاستاذ
محمود السعدني
الأستاذ محمود السعدي:
- · من مواليد 20/11/1927م.
- · عمل في الصحافة منذ عام 1944م. في مجلة نداء الوطن التي أصدرها صاحب وناظر مدرسة المعهد العلمي الثانوية التي كان السعدني طالبا بها.
- · صدرت له المؤلفات التالية:
(مجموعة قصص):
- · السماء السوداء.
- · جنة رضوان.
- · بنت مدارس.
- · الأمزيكي.
- · الموكوس في بلاد الفلوس.
(أدب رحلات):
- · السعلوكي في بلاد الأفريكي.
- · بلاد تشيل وبلاد تحط.
- · رحلات ابن عطوطة.
(سيرة ذاتية):
- · الولد الشقي جزء أول.
- · الولد الشقي في السحب.
- · الولد الشقي في المنفى.
(دراسة عن الضحك والاضحاك):
- · الظرفاء المضحكون.
(روايات):
مسافر على الرصيف.
خوجة السعدان.
الجزائر أرض اللهب.
أمريكا يا أمريكا.
حمار من الشرق.
(مسرحيات):
مصر من تاني.
عزبة.
بنايوتي.
النصابين.
فيضان النبع.
بين النهدين.
- · توفي في عام 2010
بسم الله الرحمن الرحيم
أرحب بكم في محاضرتنا اليوم عن ظرفاء العصر، وكان من المفروض أن يحضر معنا اليوم فارس من فرسان الظرفاء في العالم العربي استاذي مأمون الشناوي، ولكن يبدو أن ظروفه الصحية قد حالت دون حضوره في آخر لحظة.
والحقيقة أن مأمون الشناوي له معزة خاصة عندي فأنا أول ما اشتغلت في الصحافة اشتغلت عنده ومعه أيام الصحافة الحقيقية، والصحيفة التي عملت فيها مع الشناوي في بدايتي الصحفية كان اسمها كلمة ونصف وكانت من أحسن المجلات التي ظهرت في العالم العربي، وهي مجلة صغيرة ولكنها كالقنبلة الموقوته كل سطر فيها لغم وكل صفحة فيها كتيبة وكانت “فلتانة العيار” كل يكتب على مزاجه إلى درجة أني كتبت فيها حاجات لما أقرؤها اليوم يشيب شعري ثانيا وأتساءل كيف نشر هذا الكلام في الصحف؟ أذكر أني كتب عمودا عن الفريق حيدر باشا قائد عام القوات المشلحة وقلت إنه قائد عام القوات “المشلحة” ونشر ذلك في الصحف وهذا غريب ومما قلته: “يضعه الخبراء العسكريون على رأس جنلاالات الحرب في العالم وعلى رأسهم جنرال الكتريك وجنرال موتورز” والذي يضحك أن هذا الكلام نشر والذي يضحك أكثر أن أحداً لم يراجعنا أو يناقشنا في هذا الكلام رغم أن المجلة شديدة الانتشار والرواج، وقد كنا نشرنا كلاما أشد خطراً في مجلات لكنها محدودة الرواج من ذلك أننا أصدرنا مجلة اسمها “السحاب” وقد كنا شباناً أنا والأستاذ علي جمال الدين طاهر والأستاذ/ احمد طوغان الرسام، وطبعنا 3 آلاف نسخة وكان الراجع 5 آلاف. هذا الكلام لا ينطبق على مجلة كلمة ونصف لأنها كانت تبيع بشكل حقيقي، وكان فيها كتاب جيدون كان مأمون رئيس التحرير وكان معنا كاتب مصري ولكنه صادفه سوء الحظ في حياته وهو/ صلاح عبدالمجيد وكان من أعظم الأقلام التي ظهرت في مصر، وكان أيضاً إبراهيم الورداني وكان هؤلاء الثلاثة رؤساء تحرير، وكنت أنا والأستاذ/ صلاح حافظ نتقاضى 6 جنيهات، ونحن إلى الآن لم نتقاض الست جنيهات ويبدو أننا لن نتقاضاها إلى آخر الحياة – كان المفروض كما قلت أن ياتي معي مأمون الشناوي ولكن طرأ عليه طارئ صحي وقال: إنه يخضى لو جاء أن يموت في قطر، فقلت له الموت في مصر مثل الموت في قطر، وإذا مت سآخذك معي، وأنا كذاب، فلن آخذه. هذا يذكرني بأمر قد حصل لي مع “الخميسي” إذ قابلني مرة ونحن هاربون من السادات في الخارج.
وكان مريضاً، وكنا “صائعين” أحدنا مثل الآخر، فقال لي أنا مريض وخذ جثتي معك إذا مت فقلت له: آخذها إلى أين؟ أنا لا أعرف؟ هل ابيعها مثلاً؟ فأنا لست قاصداً أي جهة وليس لي مقر. المهم أن مأمون اعتذر في آخر لحظة وقد (عملت فيه مقلباً مش كويس) والمقالب تدخل في دائرة الطرف بشرط أن لا تكون مؤذية لأن هناك مقالب شديدة الايذاء وعندئذ تصبح جرائم يستحق مرتكبوها المحاكمة. كان هناك في مصر شخص ظريف اسمه حفني باشا محمود “يفتكره العواجيز أمثالي”، كان أخوه محمد باشا محمود رئيس وزراء مصر الذي حكم مصر بقبضة من حديد سنة 1930م. حفني محمود “كان الذي يديه مقلب يبقى نهاره اسود”، وكنا نعده من الظرفاء ولكن مقالبه قاتلة تذبح، وكان حفني من الصعيد، وكان يعرفه أحد الصعايدة وذهب إليه في البيت وقال له: أريد خدمة منك قال: ابني عسكري في الجيش وبعثوه إلى السلوم ونريد اعادته إلى منقباد قرب بلدنا قال: ابحث عن أي ضابط يتوسط له، قال: لا أنت كلم حيدر باشا قائد الجيش ينقله. فوعده بالتدخل ثم اتصل به فقال هل كلمت حيدر باشا قال: لا ، انتظر قليلاً، فعاد إليه ثانية وثالثة دون فائدة، فقرر أن يلقنه درسا فضرب في الساعة الثانية ليلا الهاتف لحيدر باشا في بيته في التيفون الخاص وهذا كان وزيراً، وأخوه رئيس وزارة ومن كبار الناس في مصر. حيدر باشا رد على التليفون فقال له: أنا حميدة عبدالجليل ولي ولد في الجيش وأريد نقله، فاغتاظ حيدر باشا ورمى السماعة وأمر بتغيير التليفون فقد كان يعتقد أن الاتصال به في مثل هذه الساعة في هاتفه الخاص، لأمر خطير كالحرب. وفي اليوم الثاني ذهب إلى مكتبه فرن التليفون وإذا به يسمع نفس الكلام: أنا حميدة عبد الجليل (وعايز تنقل ابني)، حفني محمود قابل الرجل في اليوم الثالث وقال له: الأمر انتهى انت تتوجه فوراً إلى حيدر باشا في مكتبه في قصر النيل فقال: سلمني كارت فقال له: لا داعي، الرجل في انتظارك. قدم نفسك وقل أنا حميدة عبد الجليل وكفى. ونفذ الرجل ذلك وانتم تتصورون باقي ما حصل، الرجل هذا لم يعد إلى القاهرة ثانية ورغم “المقلب الذي عملته في عم مأمون” لكنه لم ينزل فأنا كنت حالفا إذا نزل ولو في “البجاما” أنا كنت سأخطفه وآتي به. كنت اتفقت أنا والأستاذ مأمون أن نتحدث عن الظرفاء والظرف، والحياة نفسها ظريفة وتحدث فيها حاجات ظريفة والناس العاديون في منتهى الظرف أيضاً بقصد أو بدون قصد أحياناً.
وأنا لما نجحت في التوجيهية كانت الدراسة في الجامعة بمقابل مالي، فاشتغلت في الصحافة بأجر يساوي 6 جنيهات في الشهر وارتحت لذلك إلى درجة أني كنت أريد اشعار الناس بذلك، وقد فتحوا في تلك اللحظة معهد تمثيل وكانت الدراسة بعد الظهر فالتحقت به لا للدراسة ولكن للحصول على منحة 6 جنيهات كانت تعطى للطالب لتشجيعه على الدراسة والنجاح وكنت خائفا من السقوط في الامتحان لأن الدخول للمعهد يتطلب اجراءات امتحان والغريب أني نجحت ولما ذهبت لأقبض الست جنيهات قالوا: لا يصرف المبلغ الا للمواظب الذي يحضر وأنا لم أحضر والأظرف من ذلك أن أخي الممثل صلاح السعدني والممثل عادل امام والممثل سعيد صالح لما تقدموا للإمتحان لدخول هذا المعهد سقطوا في حين أني نجحت وقد كان رسوبهم في الامتحان على يد لجنة مكونة من سعد أردش وجلال الشرقاوي وسيد بدير، وكانوا في اللجنة التي امتحنت عادل امام وسعيد صالح وصلاح السعدني وأعطوهم أصفارا وقالوا لا يصلحون للتمثيل بينما أنا نجحت.
أشتغلت في الصحافة وكانت أول تجربة في الحقيقة أنضجتني وصدمتني ذلك أن النحاس باشا سنة 1951م ألغى معاهدة السويس وأرسلتني ادارة المجلة إلى السويس وكنت شاباً في مقتبل العمر وقمت بحركة وتغطية اعلامية للحدث أغلبها كذب لأننا كل يوم نزعم قتل ما لا يقل عن 50 انجليزياً على صفحات الجرائد ولو عدوا الذين قتلوا لكان الانجليز كلهم انتهوا.
من ألطف ما حصل لي مرة أني كنت قادما من الاسماعيلية وقاصدا السويس وكنت أقود عربة ووصلت إلى مكان اسمه فايد كان مقر القيادة العامة للقوات المسلحة البريطانية وكانت الأسلحة على اختلاف انواعها تغطي ما يقارب العشر كيلو مترات من دبابات وطائرات ومدافع وقد صادفت شخصا يرتدي جلابية وبلطو أصفر ويمسك عصا وهو واقف استوقفني فامتثلت واستجوبني قائلا: إلى أين أنت متجه؟ قلت إلى السويس قال: ومن أين جئت؟ قلت من الاسماعيلية ثم سألني: معك تموين؟ قلت: لا فقال افتح شنطة العربة فنظر فيها ثم كرر السؤال من أين قادم والى اين ذاهب؟ فأعدت الجواب واعاد اليس معك تموين؟ فقلت لا فطلب فتح غطاء المحرك وكرر السؤال عن التموين ثم سأل: ماذا تشتغل؟ قلت: صحفي فسأل عن التموين واستمر في التفتيش تحت الكراسي وداخل العربة ثم سأل نفس الأسئلة وأخيراً طلب مني الانصراف، فسألته: ماذا تعمل؟ قال: أنا مخبر للسلطات المصرية، فقلت: وماذا تعمل في هذا المكان؟ قال أمنع التموين عن الجيش الانجليزي، فاستغربت قائلا: أنت هنا لوحدك واقف تمنع التموين عن الجيش الانجليزي؟ قال بلى قلت: ومن أين تأكل؟ قال من الجيش الانجليزي.
الظرف شيء جميل والنكت ظاهرة مسلية لكن الظرف والنكت سلاح في يد الإنسان وممكن استخدامه ضد العدو وممكن العدو يستخدمه ضد الإنسان وفي رأيي أن النكت التي تصاغ حول أهل الصعيد في مصر هذه الأيام هي نكت تصاغ خارج مصر لا داخلها والمستهدف جزء لعله نصف الأمة المصرية الذي له ميزة على النصف الثاني، الصعايدة ناس ليس عندهم أمراض طفيلية لا بلهارسيا ولا انكوستوما وهذه موجودة فقط في الوجه البحري ولذلك تجد أهل الصعيد أشداء في الحرب وفي كل عمل يقومون به وعندهم جلد رهيب على العمل وعندهم قوة حقيقية والحملة القائمة بشكل رهيب لجعلهم مادة للنكت الساخرة منهم أعتبر أنها مصنوعة خارج مصر ويقوم بها أعداء مصر وأعداء العرب لضرب جزء هام في مصر وثمين ومصر مستهدفة دائما، من ضمن النكت التي سمعتها وأكاد أجزم أنها صنعت في اسرائيل بعض النكت السيئة ولها مدلول منها نكتة تتعلق بصعيدي على الجبهة المصرية عام 1968م وأثناء حرب الاستنزاف: عسكري قال للضابط: اليهود شتموني قال كيف؟ قال كل يوم في الصباح ينادوني يا عبدالعاطي أقول نعم: يقولون عليك اللعنة، قال الضابط: رد عليهم بشتم وسب مماثل، قال العسكري لا أعرف الأسماء قال: قل يا كوهين يردون عليك وصحا الرجل في اليوم الثاني مبكرا وقال يا كوهين: قال اليهودي من ينادي قال العسكري: أنا عبدالعاطي فقال اليهودي عليك اللعنة، فهذه نكتة محبوكة ولها مغزى وفيها شغل وهناك نكتة أخرى أكثر خبثا: شخص سائر في الطريق وآخر قاعد في المقهى وهو مخمور فقال الأول للثاني: السلام عليكم فرد وعليكم السلام فقال له أحد الجالسين لماذا ترد عليه السلام؟ قال: وماذ في ذلك؟ قال: إنه يهودي قال: وماذا في ذلك؟ قال: قد قتلوا المسيح فاستغرب الرجل وقام إلى اليهودي فقتله وفي المحكمة سأله القاضي: لماذا قتلت هذا الرجل؟ قال انه يهودي واليهود قتلوا المسيح فقال القاضي: هذا حدث منذ ألفي سنة قال الرجل: والله لم أسمع بذلك سوى البارحة.
هذه نكتة أيضاً معمولة ومعناها خطير وانتشرت بشكل رهيب في مصر وتداولها الناس كثيرا في المقاهي، وهم لا يحاربوننا بالسلاح فقط وإنما أيضاً بالنكتة خاصة ونحن شعب يحب النكتة ويقولها، والنفاذ الينا من هذا الجانب أخطر من النفاذ بالسلاح عبر الحدود.
نكتة ثالثة تضرب ضربة رهيبة في أهل الصعيد وهي أقرب إلى الذبح المعنوي: صعيدي يسير وفي يده أرنب فقابله شخص وسأل: بكم هذا الحمار الذي معك؟ فقال الصعيدي هذا أرنب ليس حماراً ، فقال الرجل سؤالي موجه للأرنب. ولهذا لا بد ونحن نتداول النكت أن نفتش على أعدائنا وراء هذه النكتة، وأنا قلت هذا الكلام كثيراً ودعوت إلى ضرورة التوقف عن جعل أهل الصعيد مادة للنكتة، لأن ذلك ليس فيه أي مصلحة سوى مصلحة العدو.
في تاريخ مصر عشرات من الظرفاء العظام وبعضهم يستخدم الظرف ليقود مصر إلى الثورة مثل عمي واستاذي، عبدالله النديم رحمه الله، وهو مهرج مصري عظيم جداً بدأ حياته “أدباتي” يمشي في الأسواق بطار ويقول: أنا الأديب الأدباتي وشعري أحسن من الحاتي…، وعندما التقى بجمال الدين الأفغاني تفجرت في داخله أشياء عظيمة للغاية انتهت به أخيراً إلى أن صار أحد زعماء الثورة العرابية وأعظمهم على الاطلاق لأنه الوحيد الذي لم يستسلم ولم يسلم سلاحه على الاطلاق. ولما قبضوا على العرابي والبارودي وكل العظام في الثورة العرابية رجع إلى أصله القديم لبس جلابية ووضع الطرطور على رأسه ودار في الأسواق يضحك الناس ثانية وذلك لكسب قوته واختفى في زحام الناس في ريف مصر عشر سنوات ولم تستطع السلطة البريطانية ولا الطبقة الجديدة التي عملوها في مصر أن تقبض عليه وقبضوا عليه بعض عشر سنوات وكان كل شيء انتهى وخافوا إن أعدموه أن تحصل مشكلة فنفوه إلى تركيا لكن لسانه لم يسكت حيث أصدر مجلة في تركيا واستأنف شتم الانجليز وبقسوة شديدة جدا وسخرية لاذعة حتى توفي بالسل في المنفى. وكان أعظم الظرفاء الذين أنجبتهم مصر. النكتة المصرية بالذات تعتمد على المبالغة في تصوير حقيقة أو في تشويه حقيقة وهذا ركن أساسي في أي نكتة.
زيور باشا كان رئيس وزراء مصر وكان أصله غير مصري فهو تركي الأصل وكان شكله “حلو” وكان عندنا كاتب لسانه”زي الفرقلة” وقلمه “زي الكرباج” اسمه الشيخ/ عبدالعزيز البشري، وأنا السنة الفائتة دخلت المحكمة قرابة العشر مرات متهماً في قضايا نشر، وصرت مستقيماً في حركتي من المحكمة إلى البيت إلى المحكمة: جنايات وجنح وكلما أدخل المحكمة آخذ براءة مستنداً على حكم صدر في مصر من خمسين سنة لصالح الشيخ عبدالعزيز البشري، لأنه كان أحد لساناً من العبد الفقير لله وأشد فتكاً وكان القاضي دائماً يحكم عليه بالبراءة، وكان يشتم ويهاجم رئيس وزراء مصر أحمد زيور باشا من 60 سنة، وقد وصفه وهو يركب العربة وقال: إذا ركب العربة لم يستطع أحد أن يعرف هل هو جالس على الشمال أو اليمين لأنه جالس على كل المقعد، وهذا نموذج للمبالغة التي تخلق النكتة. مأمون الشناوي في إحدى مبالغاته قال محدثاً عن حمادة الطرابلسي وكان شخصا سمينا وكان وزنه يقارب 15 قنطاراً وقال عنه: “أنا امبارح كنت قاعد معه وشفته وهو بيتخن” حنفي محمود كان وزير المواصلات، وسمع ضجة في الغرفة المجاورة فسأل أحد الحاضرين مال الحكاية؟ فقال له: إنه السكرتير يتكلم مع اسكندرية، فقال الوزير: (قل له يتكلم في التليفون).
الشاعر العظيم/ حافظ إبراهيم كان جالساً في بيته ودخل عليه عبدالعزيز البشري فحافظ قال له: الظاهر أني عميت “تصور وانت جاي من بعيد افتكرتك واحدة ست” فقال له: أنا أيضاً عميت مثلك، (أنا افتكرتك راجل)، حافظ ابراهيم كان جالساً في حفلة وحالة الفرقة سيئة الآلات مقطعة الأوتار والعزف رديء فقال لأحدهم: “سمعنا ياعم حاجة نهاوند” فقال له العازف: القطعة الفائتة كانت في النهاوند، فقال حافظ: “والله؟ على كدة يبقى انبسطنا”. في مصر كان هناك ترزي اسمه حسين الترزي اشتهر بالظرف والنكتة وكان صديقاً لكل الظرفاء، وكان يسير عندما قابله أحد أصدقائه ومعه سيارة فيات قديمة حالتها سيئة تنفث دخاناً وناراً توجهها إلى اليمين فتتجه إلى الياسر، فنادى حسين ” تعال أوصلك” فقال: لا أنا مستعجل. كان هناك جزار في مصر اسمه المعلم دبشة اشتهر كثيراً من خلال الظرف وكان يحمل للأمير محمد علي خرفاناً ليذبحها في العيد، واستدعاه محمد علي وكان ولياً للعهد وكان تركياً فلما ذهب وجد الأمير في منتهى الغضب، وقال: لماذا تحمل خرفاناً بهذا الشكل قال: مالهم قال: في الخرفان التي حملتها اثنان اعوران، بعين واحدة؟ فقال المعلم دبشة: الله! انت ستذبحهم ام ستدخلهم الجيش؟.
من خطب عبدالله النديم في ثورة عرابي: كان يخاطب المصريين ويدعوهم إلى الثورة ولكنه لم ينس أنه ظريف، قال: “أيها المصريون شموا رائحة أجسامكم انها نتنة قذرة والنيل يجري بينكم استمعوا إلى صرخات أمعائكم وواديكم يملؤه الخير، انصتوا إلى صوت الله يلعنكم مع أنكم حفظة كتابه وحملة رسالته، أيها المصريون لعن الله من يكره الحرية لعن الله من تعف نفسه عن أطايب الطعام، لعن الله من يكره الراحة، لعن الله من يعقد متفرجاً، لعن الله من لا يتبعنا”.
قطعة أدبية فنية لزعيم يخاطب الجماهير لتتبعه في الثورة، لم يقل لهم لغة غريبة مثل هذه اللغة الجديدة التي نتكلمها اليوم بل تكلم بلغة الناس ولذلك الناس مشت وراءه وتبعته. اليوم أنا أسمع محاضرات من ناس سياسيين فأموت من الضحك مع أنهم جادون جداً يقولون: “في الواقع، ومنبثق – متشنكح في شنكحار” وأنا لا أفهم ما يقولون وأحياناً أقرأ مقالات في الصحف فلا أعرف ما يقولون اطلاقاً، أحدهم كتب صفحة كاملة لا أعرف ما يقول، ولو كان فاهما لأفهمني. أنا أعتقد أنه هو نفسه غير فاهم. عمنا الشيخ البشري له حكايات من الظرف كثيرة جداً، وكان يلبس عمة وكاكولا مثل الأزهريين وكان سائراً في الطريق فقابله فلاح وقال: اقرأ لي هذا الجواب فمسك الجواب ووجده مكتوباً بخط هيروغليفي غامض لا يمكن لأحد أن يقرأه فقال: أنا مستعجل ولا يمكن لي قراءة رسالتك فظن الفلاح أن الشيخ البشري عاجز عن القراءة فقال له: لماذا تلبس عمة وانت أمي؟ فقال له خذ البس العمة واقرأ.. كان يجلس في جماعة في إحدى المقاهي، منهم أحمد الصاوي محمد وكان مازال صغيراً، وحافظ أبراهيم وفي الليل كان أحد الجماعة يحلف مائة يمين على ان يقوم يدفع الحساب ويقوم باخراج ورقة من فئة المائة جنيه فالجرسون يقول: (مافيش فكة) فيدفع شخص آخر، وكان نفس الشخص يكرر نفس الحكاية ويخرج المائة جنيه متظاهراً بالدفع وفي المرة الخامسة أو السادسة اغتاظ البشري وقال له ادفع فأخرج الرجل المائة جنيه فقال له البشري “هو الأبونية لسه معاك”.
وكان يتعشى عند الأباظية وكانوا مشهورين بالمآدب العظيمة وأكل ثم دخل يغسل يديه وكان قبلها خلع الجبة ليأكل براحته وتركها خارج غرفة الطعام ولما عاد ليلبسها وجدها وقد رسم عليها “وجه حمار” بالطباشير فقال: من مسح وجهه في الجبة؟ وقد كتب عن زيور باشا مقالاً عاتياً قدم إلى محكمة جنايات مصر وقد حكم عليه بالبراءة وكان رئيس المحكمة عبدالعزيز فهمي باشا وكان هذا الحكم من الأحكام التي نستند إليها نحن الصحفيين المشاكسين في طلب البراءة في كل قضية نقولها لأنه لا أحد يستطيع الوصول إلى الحد الذي وصل إليه البشري في هذا المقال وهو يتحدث عن رئيس الوزراء، قال: “إذا اطلعت عليه أدركت أنه مؤلف من عدة مخلوقات لا تدري كيف اتصلت ولا كيف تعلق بعضها ببعض، ومنها الثابت وبينها المختلج ومنها ما يدور حول نفسه ومنها ما يدور حول الغير، وأهل مصر يأخذون عن زيور كله ما لا يحصى من الجرائم ضد الوطن ولكن من الظلم أن يؤخذ البريء بجريرة الآثم، وأن يعاقب المظلوم بجريمة الظالم، فقد يكون الذي ارتكب الخيانة هو كوع زيور الأيسر أو القسم الأيسر من الغدة أو المنطقة الوسطى من فخذه الأيمن والحق والعدل يقتضيان تأليف لجنة تقوم بعمل تحقيق مع جسم صاحب الدولة فتسأل أعضاءه عضواً عضواً وتحقق مع أشلائه شلوا شلوا ولعل العضو الوحيد المقطوع ببراءته من كل ما ارتكب من آثام هو مخ زيور باشا، فما أحسبه شارك وليس له دخل في شيء فيما حصل، وقد حكمت عليه محكمة جنايات مصر بالبراءة، وأنا أخذت براءة في عام 1974م في قضية تهم حملة صحفية قمت بها على مؤسسة السينما المصرية وقلت إنهم بدلوا 8 مليون جنيه وأن رأيي أنهم سرقوا وقلت ذلك في المجلة ولم يكلمني أحد من جماعة المؤسسة وقد امتدت الحملة 7 أو 8 أسابيع بشكل قاس جداً ولكنهم لم يكلموني ثم أوقفت فجأة في قضية 1971م ودخلت السجن فرفعوا عندها علي قضية وأنا في السجن، ومن حيث لم يرضوا كنت أنبسط لأني كل شهر أطلع من السجن وأذهب لمحكمة الجنايات لأحاكم في قضية السينما فأرى السكة والرصيف والترماي فأنبسط، وأنا اندهشت لأنه في آخر يوم في القضية حضر محام عظيم اسمه الدكتور/ محمد عبدالله وكان أعظم محام في قضايا النشر لكنه اعتزل منذ زمان لتقدمه في السن، ولكن وجدته في المحكمة، وقال: أنا قادم متطوعاً للدفاع وانى استغرب محاكمتكم لكاتب صحفي هاجم مؤسسة السينما وهاجم شخصاً اسمه تركي، وكان رئيسها اسمه سامي تركي، وأنتم تضعون صحافياً في القفص في محكمة الجنايات لهذا السبب وقام باخراج الحكم وقرأ المقال كله وهو مقال اتهم فيه عبدالعزيز البشري رئيس وزراء مصر بالخيانة والقاضي حكم عليه بالبراءة وأنا أقول إن في مصر قضاءًا عظيماً للغاية. أنا كنت في السجن وفي الظل ولا أحد يجاملني وكان القاضي مغتاظاً مني لسبب لا أدريه وعاملني معاملة قاسية ولقنني درساً أنا مرتاح له لأنني أقوم به إلى الآن، دخلت المحكمة كان اسم هذا الرجل حذيفة وجلست جنب المحامي فسأل أين المتهم؟ فأجبته فقال: قم ادخل القفص فقلت: حاضر. والآن صرت أدخل القفص فيقول القاضي اين المتهم؟ فأجيبه من القفص فيطلب مني الجلوس جنب المحامي، وهذا أحسن. وأخرج الحكم فالقاضي تبين له أولا أن كل الكلام الذي كتبته لم يكن حقيقياً بل كان يمثل 1 في 1000 من الحقيقة، أنا لم تكن لدي معلومات وكنت مغتاظاً فقط للمعلومات القليلة المتوفرة عندي بينما الخراب كان واصلاً إلى حد ليس له مثيل، كان رئيس مؤسسة السينما الذي رفع قضية علي موجوداً فأمر القاضي بأن نجلس معاً في قفص الاتهام والحكم آخر الجلسة فجلسنا أنا مسجون والحمد لله وسوابق، وهو “بيه وأبهه” ولا بس لباساً فخماً ومعتن بشعره وبدأ الوقت يمر وبدأ يخاف فقلت له: (أنت حتروح السجن معايا اليوم وأنا أوريك) أنا في السجن من البداية والكل يعرفني وسأسلطهم عليك، فالرجل غضب في الآخر وصار يشتم، فصرخ عسكري طالباً الصمت فقلت: هو الرجل الذي يشتم – القاضي (طلع حذق ومعلم وفضل لا طعنا إلى الساعة 5) وفي الآخر جاء الحاجب وقال: الحكم الأسبوع القادم.
ومن جرأة الشيخ البشري وهو يهاجم أحمد زيور، هاجم شيخ الأزهر فقال: “وزيور يحترم البرنيطة ولا يرد لها طلبا ولقد زعموا أن بعض كبار علماء الأزهر مصابيح الدجى والظلام الأغبر، بعد ما أعياه الكد والجهد وشدة السعي في سبيل وظيفة خالية عزم أخيراً على لبس القبعة لعله يحظى بمعونة من زيور على افتاء الديار أو مشيخة الأزهر، ومولانا الشيخ المذكور أعلاه لا يعدم الف فتوى من الشريعة تحل له هذه الذريعة، المهم أنه لم يرفع أحد ضده قضية في الكلام لأنه لم يذكر اسم أحد، والقانون المصري لا يسجن إلا إذا ورد ذكر اسم معين وورد ما يثبت الاتهام، وأنا استفدت من هذا: مرة في مصر كانوا يشقون طريقاً بين دمنهور والاسكندرية وفي قرية ما اقتضى الأمر تهديم المنازل لشق الطريق واعترض المحافظ على ذلك طالباً بناء مساكن للناس قبل التهديم فرد عليه المسؤول عن الطرقات قائلاً: أنا لست مكلفاً بالبناء وانما عملي التهديم لشق الطريق ولدي خطة وأمر بالهدم وسأنفذه، والبناء مسؤولية غيري. فأنا كتبت كلمة عن ذلك في صباح الخير سنة 1965م/أو 1964م وقلت إن المحافظ على غلط لأنه حمل المسؤول عن الطرقات تبعة التهديم لأن هذا الرجل ليس مسؤولاً لا على البناء ولا على الهدم لأن الناس في هذه القرية حظهم سيء ومكتوب عليهم في اللوح المحفوظ أن يحدث لهم هذا، (واللي مكتوب على الجبين لازم تراه العين)، وأنا رأيي أن هذا الرجل غير مسؤول لا هو ولا غيره ولكن المسؤول هو “اللوح” واللوح في مصر شتيمة، فرفع علي رئيس هيئة الطرق قضية، وكان رجلاً وقوراً وأخذ المسألة بجدية والواقع أنها ليست مسألة جادة وأحست أني عملت حاجة لازم الحرب تقوم من أجلها والقاضي قال لي: ماذا تقصد باللوح؟ فقلت أقصد اللوح المحفوظ لو قرأت المقال لوجدت ذلك، فقال أنت لم تكتب المحفوظ وأنت تقصد إهانة الرجل. فقلت: لا أقصد ذلك بل أنا أكن له كل احترام، وهو أعظم رجل فقال القاضي: براءة. وقد اغتاظ هذا المسؤول وقد قابلته بعد ذلك وخجلت منه كثيراً فقد توجهت مرة إلى اليمن حوالي سنة 1965م وقابلته هناك. ونحن في مصر نتحمل كثيراً إلى درجة ملفتة للنظر. أنا شتمت ناساً كثيرين في مصر من أدباء وفنانين ووزراء ومحافظين ولا عبي كرة ولما نلتقي نسلم على بعض ونأخذ بعضنا بالأحضان وكأن شيئاً لم يكن. كنت مرة في العراق وهاجمت مطرباً فترك الطرب وتفرغ لي وغضب بشكل رهيب وأنا في مصر شتمت جميع المطربين حتى الذين لم يصلوا بعد، كنت في الكويت وكان هناك كاتب صحفي اسمه سليمان الفهد وهو كاتب ساخر جيد، وكنت في الكويت أيام “الصياعة” أيام رحلة المكوك التي كنت عملتها وكتب عني مقالا قال فيه: يبدو أن السعدني فقد موهبته وجاء يكتب في الكويت ويكتب كلاماً فارغاً… وقال يبدو أن عمنا محمود السعدني قدتحول إلى “حمار”، وأنا أحب ان يشتمني احد حتى اشتمه. وقد كان عندنا في مصر رجل فتوة يعمل جزاراً وكان يضرب أي شخص يكلمه، فقال شخص أنا لن أتركه يضربني فقالوا سيضربك فقال: سترون. وكان هادئاً بارد الأعصاب وتوجه إلى الجزار فقال السلام عليكم ورد الجزار السلام ، فقال: (أريد كيلو لحمة فقال: كيلو بس. خذ 2 كيلو، قال الرجل حاضر هات 2 كيلو ضأن قال لا خذ كندوز، قال: حاضر، وفي الآخر قال: كم الثمن قال: 40 جنيه قال حاضر فقال الجزار: وكمان بتقول حاضر) وضربه، أنا فرحت أن سليمان الفهد شتمني فكتبت رداً وقلت له: أنا تقريباً الآن عديم الوزن وفاقد الوزن وما حصل لي لو حصل لك ما قدرت على الخروج من البيت، ولكن أنا رغم كل شيء خرجت من البيت ومن السجن ومن مصر وأتيت إلى هنا ولا زلت اكتب وأنت وصفتني بأنني حمار وهذا حقيقي ولكن يجب أن تعذر ولم تحصل لك المصائب التي حصلت لي ولازم تعذر وفي الآخر قلت له: أنت وصفتني بأني عمك فأرجو يابن أخي أن تعذرني ووقعت تحت ذلك: عمك الحمار محمود السعدني.
من ضمن الحاجات الظريفة التي حصلت لي أني كنت ذات يوم جالساً في مقر المجلة وكنت أعمل مع رئيس التحرير وكان اسمه أحمد قاسم جودة وله فضل علي وكان قد فوض لي كل أمور المجلة وكان اسمها التحرير، وقد كان رئيس تحرير الجمهورية في نفس الوقت. وكنت جالساً ذات يوم عندما دخل علي يوسف السباعي ومعه شاب يبدو عليه العته الشديد وقال لي: يامحمود اكتب مقدمة لهذا الشاب فقلت: لعل يوسف السباعي يريد التخلص منه أو رمي تهمة علي فسألت الشاب ماذا تريد؟ قال أريد أن تكتب مقدمة لكتابي، وهو لا يعلم من أنا، فطلبت منه الرجوع إلي في الغد وأخذت منه الكتاب ثم فتحته فحصل لي نوع من الذهول. كان عنوان الكتاب “قصص من الحياة”: بقلم/ محمد حامد أبو الحمد، وكانت القصة الأولى تبدأ بهذا الكلام: “يا بوليس الفضيلة، الحقوني تعالوا.. إن زوجتي في الحديقة، امسكوها..” وكانت القصة الثانية بعنوان “يارجال النيابة” وتبدأ أيضاً “يا رجال النيابة إن زوجتي في الحديقة…” وثالث قصة: “إلى من يهمه الأمر” “وتبدأ أيضاً إلى من يهمه الأمر إن زوجتي في الحديقة..” فقلت: لا يمكن أن يكتب إنسان عاقل هذا الكلام ثم شمرت على ذراعي وكتبت مقدمة ليس لها مثيل وقلت: إن هذا الكاتب متقدم على الفصيلة الأولى منحدر نحو الشفق إلى الأفق الأعلى، مضروب على قفاه، وهو في تدحرجه إلى الهيلولة متصاعداً في السموات العلا، مطحوناً لكي يعود من جديد، لكي ينبثق مع الفجر زاعماً أن الأمر لا يمكن أن يدوم…، وكتبت بقلم محمود الصعيدي عضو جامعة كبار الأدباء، ولما جاء سلمت له الورقة المتضمنة هذا الكلام وانصرف، وقلت إنه سيقرأ الورقة ويقول إن هذا الرجل هازل ويقطع الورقة، ولكن لم يمر وقت طويل حتى سمعت وأنا في طريقي إلى المجلة، بائع مجلات ينادي اقرأ قصص من الحياة، مقدمة للكاتب الكبير/ محمود الصعيدي، فطلبت منه نسخة وكان ثمنها 10 قروش، وقرأت المقدمة التي كتبتها والقصص التي أشرت إليها، ولما وصلت المجلة سلمت الكتاب لكامل الشناوي وقال: لا يمكن، هذا لا يحصل حتى في الأحلام، ورفع السماعة وكلم هيكل وتكلم مع محمد التابعي وكلم مصطفى أمين وعبدالوهاب.. وكلم مصر كلها.
وكان كامل الشناوي شديد الانتشار، ابعث هذا الكتاب ولكن الكتاب بيع على آخره، أمر غريب لم يحدث له مثيل. وقد قال أحد القراء لصاحب هذا الكتاب: إن هذه ليست مقدمة بل حاجة سيئة فيها ضحك عليك، فجاءني وقال: أنت ضحكت علي في هذه المقدمة فقلت له: إن عندي في مكتبي مقدمات كثيرة وحدث خطأ فهذه لم تكن مقدمتك فقال لي اكتب إذا مقدمة للكتاب القادم فقلت: إن شاء الله، وتوجه ليوسف السباعي قائلاً: محمود الصعيدي سيكتب لي المقدمة الثانية، فقال لي يوسف: ألا تكف عن هذا؟ وكتب مقالا في مجلة الرسالة الجديدة بعنوان: مطلوب قانون لحماية المغفلين من محمود السعدني، والحمد لله أن هذا القانون لم يظهر إلى الآن، وقد قمت مرة بفصل سيء وقد عاقبني الله عليه إذ تلقيت درسا بعد أيام قليلة، كان هناك كاتب مصري اسمه سعد مكاوي وهو رجل جاد لا يميل إلى الهزل، فكلمني في التليفون قائلا إني سأرسل لك شخصا لتساعده في أمر، وجاءني شخص وأنا في روز اليوسف وكان معي جمال كامل وحسن فؤاد وأحمد عباس صالح وبهجت الرسام واحسان عبدالقدوس وفتحي غانم، وتقدم الرجل وكان أقرع ووجهه كله دمامل فتصورت أنه مريض في حاجة إلى مساعدة صحية في أحد المستشفيات ، وسألته عن طلبه ، فقال: إني أريد وساطتك، وقد طلب وساطتي في أمر لا يمكن أن يكون نافعا فيه ، ذلك انه قال: إنه مطرب ويريد أن أتوسط له للعمل في الاذاعة فاستغربت جدا وطلبت منه أن يسمعنا شيئاً فقال: إني أخجل فقلت: التفت إلى الحائط وغن، فغنى لحناً لفريد الأطرش، فضربته بالقلم على قفاه: فقال ما هذا؟ قلت هذا امتحان القفا. افرض عبدالوهاب وعبدالحليم حافظ خافا منك وبعثا لك شخصا وانت تغني وتصرف معك هكذا، هل تغني أم تنقطع عن الغناء؟ قال: أغني فقلت اذن واصل الغناء فغنى فقمت إلى وعاء فيه خليط ألوان يستخدمه الرسام جمال كامل وأرقته عليه فقال ما هذا؟ قلت هذا امتحان الماء، أنت ذو موهبة وسيظهر في طريقك اعداء ولا بد أن تثبت. ودخل احسان عبدالقدوس واستغرب مما قمت به، فقلت له لأسمع الرجل: الأستاذ/ أحمد بدرخان المخرج يا أستاذ بدرخان أظهره في السينما. ثم قلت له سأسلمك بطاقة تحملها الآن وكتبت فيها، “أرجو تعيينه مطربا بالاذاعة وشكرا” على ورقة بيضاء ووضعتها في ظرف وكتبت عليه السيد/ مدير عام الضمان الاجتماعي بوزارة الخارجية وقلت له: توجه الى الوزارة في ميدان التحرير وقل إني أريد مقابلة وكيل الوزارة. وكانت مصر تلك الأيام في حالة توتر لوجود انفجارات وكانت هناك احتياطات أمنية وحراسة مشددة، فلما ذهب الرجل هناك أوقفوه وظنوه مجنونا أو ارهابياً فقبضوا عليه، وقد ألقي عليه القبض يوم السبت وبعدما حققوا معه أفرج عنه يوم الأحد بعدما وضح لهم الأمر، وأنا أوقفوني يوم الاثنين، وقد قال لي الرجل الذي أوقفني: كلها خمس دقائق وتخرج فذهبت وخرجت بعد سنتين. ولما أوقفوني سنة 1971م كنت سلمت نفسي وقال لي السيد فهمي سنرسلك إلى مكان ما لمدة يومين فقلت هذا كثير جدا فاستغرب فقلت سبق أن وعدوني بالافراج بعد خمس دقائق فمكثت سنتين، فكيف إذا كان الوعد الآن بعد يومين؟! كان في مصر شاعر عظيم اسمه ابراهيم ناجي وكان رجلا ظريفا وقد اشتغلت معه في مجلة اسمها القصة وكان رئيس تحريرها. وقد نقده في يوم الدكتور/ طه حسين نقداً قاسياً جداً، قال: “إبراهيم ناجي أديب بين الأطباء، وطبيب بين الأدباء” وبذلك جرده من الطب ومن الأدب في وقت واحد. وقد أثر هذا النقد إلى أبعد حد في ابراهيم ناجي.. إلى درجة أني خفت عليه وقد غاب لفترة ثم جاء وكتب مقالة قال فيها: أنا من اليوم فصاعدا سيكون جلوسي ليلا ونهارا مع الدكتور طه حسين ود. محمد مندور لأحسن أني أديب، فقد قال علي طه حسين أني أديب بين الدكاتره.
كان إبراهيم ناجي يركب سيارة مع أحد أصحابه فأوقفهم عسكري فأراد ابراهيم ناجي تعريفه بنفسه فقال: أنا الدكتور/ ابراهيم ناجي.. الشاعر فقال العسكري: “ولما أنت شاعر أمال انت لا بس ملكي ليه؟”.
من أغرب ما حصل لي مع العساكر أني كنتب عائدا من السويس سنة 1952م بعد حريق القاهرة بيوم، وكان هناك حظر التجول ولا بد من التحرك بتصريح ولم يكن معي تصريح، وأوقفني العسكري وسألني فقلت في نفسي إذا أجبت بالنفي سيضربني بسونكي البندقية التي معه فالأحسن أن أقول: عندي تصريح ثم نتفاهم، وقلت له: نعم معي تصريح فقال: أخرجه فبحثت عن أي ورقة أقدمها له في جيبي فوجدت ورقة يانصيب وكان عليها رسم دبة فأخذها وتوجه تحت فانوس ليقرأها وبقى وقتا يقلبها وأنا أكاد أموت فالرجل سيكتشف أنه لا تصريح معي وأيضاً أقدم ورقة كاذبة لأسخر منه، ورجع الرجل وقال: ولكن هذه ليست صورتك.
أحد الصحافيين سأل ناجي: من أعظم الشعراء؟ :قال: أحمد شوقي قال: ومن بعده؟ قال: علي شاكر. قال له: من هذا؟ قال: أخو محمد شاكر قال: ومن محمد شاكر؟ قال: والله يابني لا أعرفه.
وقد استدعي ناجي لمعالجة مريض فقير فكشف عليه ولما لمس مدى فقره دفع له جنيها لشراء الدواء، وبعد مدة قابل زوجة المريض وسألها عن زوجها فقالت: الحمد لله البركة فيك يا دكتور لقد دعونا دكتورا كفؤا بفضل الجنيه الذي سلمته لنا وشفي زوجي علي يديه. وكان ناجي يقص هذه الحكاية بنفسه.
المازني كان ظريفا في الكتابة وظريفا في الكلام، وبعض الناس يكونون ظرفاء في الكلام ولما يكتبون يفقدون هذه الميزة وتكون لهم شخصية ثانية مغايرة تماما، والعكس صحيح.
المازني كان يجمع بين الظاهرتين: الظرف كلاما وكتابة ومن ضمن عباراته الرشيقة والأنيقة أنه يقول: الزواج يشبه لبس الحذاء والعزب كالذي اعتاد الحفي، ويقول: كانت لا تريد أن تتزوج وصدقت لأنها ماتت، ويقول: كانت مشاكله كثيرة حتى أنه كان يبدو سعيدا وكان يقول: كان فلان شديد السكر حتى أنه كان يمشي متزناً.
كان في مصر ظريف آخر اسمه محمد البابلي وكان ظريفا جدا وثريا جدا وكان يعيش حياة سعيدة وكان يقول النكتة للنكتة والمزاج وكان له تابع اسمه سنقر وكان يمشي وراءه ويقضي له حاجته، ولما ضاقت حالة محمد البابلي ورهن أرضه في البنك العقاري ونزعت منه وكان يسمع عبدو الحامولي وهو يغني: أهل السماح والملاح فين أراضيهم فرد قائلا: في البنك العقاري. مر بجانبه شحاذ فقال هات حاجة لله فرد عليه: انه أخذ كل حاجة حتى سنقر.
من ظرفاء مصر أيضاً شخص عاصرناه وكان سيء الحظ جدا وكان اسمه مجدي وكان في فقر واحتياج ويبحث عن عمل، وكان يجيد الفرنسية والانجليزية كأحد أبناء هذين البلدين فتوسطوا له للعمل عند صحافي في مكتب يقوم بإصدار نشرات دعاية للحلفاء. وكان أمل مجدي أن يعمل مقابل عشر جنيهات، وكان الرجل صاحب المكتب عرض عليه العمل مقابل مائة جنيه وكان هذا الرجل مصابا بحركة عصبية في الوجه تتردد باستمرار ولكن البابلي لما رآه يقوم بتلك الحركة فهم أن الرجل يهزأ به ويسخر منه فرد عليه بجملة حركات وجهية معبرة عن السخرية وانتهى الأمر بأن الرجل استدعى له الشرطة وقضى ليلته في السجن. ثم توسط له كامل الشناوي للعمل في مكتب حامد جودة باشا رئيس مجلس النواب المصري. وصادف أنه بعد استلام عمله خرج فوجد اضرابا في المواصلات وكان يسكن في شبرا وحدثت مظاهرات عطلت حركة المواصلات وهو خائف ان تأخر أن يرفت وهو في بداية العمل. ووجد مظاهرة سائرة من شبرا فشارك فيها كأنه زعيم لها حتى يرفع على الأكتاف ويصل راكبا وصار يهتف: “تسقط حكومة السعديين” التي انتدب للعمل معها، وحول المظاهرة من شبرا إلى مجلس النواب واستغلها كأنها “ترماي” يركبه حتى وصل إلى مجلس النواب وكان حامد جودة واقفا في شرفة المجلس فرأى الرجل المنتدب للعمل في مكتبه هو الزعيم الذي يهتف ولم يصدق أنه كان استغل المظاهرة “كأتوبيس” للوصول لتعطل المواصلات.
كنا اليوم سنتكلم عن الظرف والظرفاء ولكن تكلمنا عن أشياء أخرى واعتقد أننا لم نبعد عن الظرف ولا عن الظرفاء.
كان لي صديق اسمه أبو حسن من الاسماعيلية واشترى سيارة جديدة سنة 1952م من الوكالة من طراز “أوبل” بمائتي وخمسين جنيها.. وقد ركبت معه للتوجه إلى مصر، وكان شكله كالملك فؤاد بالضبط ويلبس طربوشا وفي عز الصيف يلبس جلابية صوف وبالطو وكوفية كشمير وركب لتليين العربة في اتجاه القاهرة وكانت المسافة بين الاسماعيلية والقاهرة (130) كلم وقد قطعناها في شهر.. فقد مررنا على ناس في بلدة اسمها الوصفية فقال السلام عليكم فقالوا: “علينا الطلاق ما أنتم ماشيين” والسبب ان هذا الرجل كان ظريفا جدا ومحبوبا وبقينا حوالي خمسة ايام ثم مررنا على العدلية وتكررت الحكاية وهكذا كلما مررنا ببلدة أو حي مكثنا أياما وكلما قال “سلام عليكم” قالوا: “علي الطلاق ما أنتم ماشيين”، والمصريون يحلفون بالطلاق دون جد أنا كل يوم أحلف مائة طلاق ولست جادا، ولسنا بقادرين على الطلاق، ومن يدعي القدرة على الطلاق فهو كذاب. الشيخ قطامش غضب مرة من الشيخ زكريا الحجاوي واغتاظ كثيراً رغم أنهم أصدقاء من 50 سنة وقد حاولت التوفيق بينهما دون فائدة فرحت إلى قطامش وقلت له: الدنيا فانية وأنتم صائرون إلى الموت ولا بد أن تتصالحا. فقال لي: لا ، زكريا سقط من عيني ومن نفسي إلى الأبد. فقلت له: لماذا؟ قال: لأنه يحقد علي. فقلت: وما السبب في هذا الحقد؟ قال: أنا حقير جداً ولست ابن ناس (وصايع) ولا عندي أصل ولا فصل ولا ذمة ولا لي عهد وكذاب، وهو أيضاً هكذا مثلي ويريد أن ينفرد لوحده بهذه الصفات.
من أول شروط الظريف أن ما يقوله عن الناس يجب أن يقوله عن نفسه أولا وإلا لا يكون مقبولاً عند الناس ويصير مجرد شتام، يسب الناس، فيجب أن يشتم نفسه أولاً ليتحمله الناس. زكريا الحجاوي ظل عشر سنوات يعالج عند طبيب بيطري ولما أساله: لماذ بيطري؟ قال: لما يقف الحمار أمامه يفهم مما يشكو بدون كلام.
للأسف الشديد الظرف بدأ يقل في مصر لأسباب كثيرة الزحمة في مصر تمنع الناس من التزاور، والضجيج والغلاء الرهيب..
كنا زمان نجلس في المقهى إلى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل ومن يدفع الحساب في الآخر يدفع 25 قرشاً أو ريال.. اليوم لتستضيف شخصين وتجلس معهما يجب عليك الاقتراض من الريان.
وقد انتشرت في مصر وفي العالم العربي آفة رهيبة جداً وهي “الشم” وانتشرت لدى قطاع عريض من الناس، وهذه الآفة باهظة الثمن، ومن يمارسها من بسطاء الناس يستعمل حاجات تؤدي إلى الوفاة وقبل الوفاة تؤدي إلى الجنون. ومن يمارس هذه الأمور لا استعداد عنده للقول أو للأستماع. في الماضي كانت الجلسات ممتعة جدا. أنا جلست مع زكريا أحمد ليالي طويلة يتكلم من 10 ليلا إلى السابعة صباحاً، ولا يمكن أن تقلق منه أبدا وكنا نغتاظ منه أحيانا لأنه لا يعطينا فرصة الكلام ونحن زعماء في دولة الكلام وهو انقلب علينا وكان يتكلم ويغني ويسلي وسعيد من يسمعه، وقد تأمرنا مرة ضده لكي نجبره على السكوت ولا نعطيه الفرصة للكلام، وكنا أنا وعباس الأسواني وزكريا الحجاوي والشيخ قطامش وأحمد البديني ومجموعة من عتاولة الكلام في ذلك الوقت، واتجهنا إليه في البيت حسب الموعد ونحن متآمرون عليه بعدم السماح له بالكلام وضربنا الجرس ففتح الباب وقال: “ايه واخذين بالكم”. إن عدم وجود مجالس للظرف في أيامنا ظاهرة سلبية وحتى المقاهي التي كنا نجلس فيها قلبت إلى محلات أحذية. مصر كانت بؤرة للنكتة وبؤرة للظرف، وهو ليس عيباً. “ديغول” منح أعظم وسام للفنان الذي استطاع إضحاك أهل باريس أثناء الاحتلال. كنت مسجونا سنتين في الواحات، وأنا خارج بعثوا لي وفدا ليشكرني وذلك لأني أشعت بسمة في السجن في الظروف الرهيبة ورغم الخلاف والشتائم توجهوا لي بالشكر وكان لهم رجاء عندي وهو عدم التشنيع عليهم بعد خروجي فقلت: أنتم تطلبون المستحيل لازم أشنع فقالوا: لا تفعل ذلك قبل خروجنا. فوعدت بذلك. نطلب من الله أن تنتهي المشاكل في عالمنا العربي، المشاكل التي هي من صنعنا لا من صنع أعدائنا حتى يكون هناك جو يدخل الضحك على الناس ويدفع عنهم الهم والمصائب التي تخلقها ظروف الحياة لأن الضحك ليس عيبا بل هو مطلوب جداً، أنا أخاف من شخص لا يضحك، وأحس أنه مصدر خطر، بينما الضاحك لا يخيف ويسهل التعامل معه والتفاهم معه، ولذلك نجد أن اليهود لا يضحكون إطلاقاً ومن يضحك يكتفي بتحريك شفتيه وضحكهم ليس عادياً. الضحك مطلوب وأرجو أن ينتشر في بلادنا بعد انتهاء المشاكل، وأن يأتي على العرب ظرف جديد وجو جديد تنتشر فيه السعادة والحب والضحك وارجو أن أحضر ذلك لأستمتع به وأشكركم جميعاً والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مناظرة
موقفنا الفكري
تجاه الغرب
الدكتور: عبدالقادر القط
الدكتور: لويس عوض
الأديب: الطيب الصالح
الدكتور: عبدالقادر القط
- · تخرج من جامعة القاهرة قسم اللغة العربية سنة 1938م.
- · حاصل على درجة الدكتوراه من جامعة لندن.
- · عين في جامعة عين شمس سنة 1951م ووصل حتى منصب عميد كلية الآداب.
- · له العديد من الأعمال الشعرية والأدبية منها:
1. ذكريات شباب (ديوان شعر).
2. مفهوم الشعر عند العرب.
3. في الشعر الإسلامي الأموي.
4. الاتجاه الوجداني في الشعر العربي المعاصر.
5. في الأدب المصري المعاصر.
6. في الأدب العربي الحديث.
7. قضايا ومواقف.
8. فن المسرحية.
9. دراسات في الأدب العربي (باللغة الانجليزية) بالاضافة إلى العديد من الأبحاث والمقالات.
- · عمل : رئيس تحرير مجلة الشعر، مجلة المجلة، مجلة المسرح والسينما، ورئيس تحرير مجلة إبداع.
الدكتور: لويس عوض.
- · من مواليد محافظة المنيا بمصر.
- · حاصل على بكالوريوس في الأدب الانجليزي.
- · حاصل على ما جستير من جامعة كمبردج.
- · حاصل على ماجستير ودكتوراه في الأدب الانجليزي من جامعة برنستون بأميركا.
- · عمل استاذا جامعيا من 1937م حتى 1954م.
- · له العديد من المؤلفات والتراجم منها اثنا عشر كتاباً مترجماً من الأدب العالمي مثل شكسبير، أوسكرواين. ومنها خمسة عشر كتاباً في النقد الأدبي ومنها خمسة عشر كتاباً في تاريخ الفكر المصري والأوروبي.
- · عمل مستشاراً ثقافياً لجريدة الأهرام القاهرية من 1961م وحتى 1981م.
- · له مقال أسبوعي بجريدة الأهرام القاهرية.
الأستاذ: الصيب الصالح
- · من مواليد مروي بشمال السودان.
- · درس في مدرسة وادي سيدنا الثانوية ثم جامعة الخرطوم، ثم جامعة لندن.
- · عمل في حقل الاعلام والثقافة في السودان وهيئة الاذاعة البريطانية في لندن، وكمدير لوزارة الاعلام القطرية بين عام 1974و 1980م.
- · ثم التحق بمنظمة اليونسكو في باريس حيث عمل مستشاراً أقليمياً للاعلام والاتصال.
- · وشغل منصب ممثل اليونسكو للدول العربية في الخليج.
- · له عدة مؤلفات قصصية وروائية منها:
1. عرس الزين.
2. موسم الهجرة إلى الشمال.
3. ضوء البيت.
4. مريود.
- · ترجمت أعماله إلى عدة لغات.
بسم الله الرحمن الرحيم
الطيب صالح …
إن نادي الجسرة قد وضعني في موضع صعب بين قطبين من أقطاب الفكر العربي المعاصر الدكتور عوض والدكتور عبدالقادر القط، فالدكتور عوض من أبناء جامعة كمبريدج وهي جامعة تعتز بأن أبناءها وبناتها ابدا يدافعون عن القضايا الخاسرة ولذلك فهو مفكر قد تميز بالحيوية الفكرية والشجاعة وطرح الأسئلة التي يتحرج الناس من طرحها أحياناً، وهذا أمر لا بد منه إذا كان لنا أن نقيم فكراً قوياً يساهم فيه كل شخص أخذا وعطاء أما أستاذنا وصديقنا الدكتور عبد القادر القط فهو مفكر رصين درس في جامعة لندن ونهل من منابع الثقافة الغربية هناك وأنا العبد الفقير إلى الله تعالى قد تعلمت على أيدي أساتذة انجليز في السودان وفي لندن لذلك فإن الذي يجمع بيننا بالإضافة إلى كوننا عرباً ننتمي إلى الحضارة العربية الإسلامية هو أننا ننتمي أيضاً إلى الفكر الليبرالي الغربي، وكثيرون أمثالنا في العالم العربي مئات بل ألوف لنتذكر إذا ونحن نتحدث عن علاقة فكرنا بالغرب أن الغرب ليس شيئاً واحداً وأن أشياء حسنة واشياء قد لا تروقنا، لماذ كل هذا الاهتمام بالغرب؟ لماذا نحن مشغولون كل هذا الانشغال برقعة هي في نهاية الأمر جزء واحد من أجزاء متعددة في هذه الكرة الأرضية؟ نحن لا نكاد نعرف شيئاً عن الصين مثلاً والهند أو أمريكا اللاتينية أو أفريقيا السوداء. المستشرق الفرنسي الكبير جاك برك يقول لعل أحد الأسباب في أن العلاقة بين العالم العربي والعالم الأوروبي علاقة غير مستقرة وغير واضحة هو أن العالمين قريبان بعضهما من بعض وفي الوقت نفسه بعيدان أعظم البعد بعضهما عن بعض وعلى أي حال سيجلي لنا اساتذتنا هذا الأمر.
والمفكر العربي المرموق ادوارد سعيد يقول في كتابه القيم “الاستشراق” إن الغرب قد كون في مخيلته صورة للعرب أبعد ما تكون عن الواقع، وهو مصر عليها وربما يكون هذا هو السبب في أن صورة العرب في وسائل الاعلام الغربية في الغالب لا تمت للواقع بصلة ولنتذكر أيضاً أن الغرب أو أوروبا مكان جذاب طبيعته تجذبنا ومدنه تجذبنا وكثير من فكره يجذبنا وبمعنى أننا لا نتعامل مع حضارة كريهة لنا ولكن مع حضارة فيها كثير من عناصر الجاذبية وهذا هو أس المشكلة لأنها لو كانت حضارة كريهة لهان الأمر، لذلك كانت هذه العلاقة المتأرجحة الغامضة التي فيها قبول ورفض وحب وكراهية وقرب وبعد، وأنا لا أريد أن أسبق آراء أساتذتنا الأجلاء ولكن أحب أن أقول بأن هذه ندوة وليست مناظرة ولعلكم تجدون في نهاية هذه الأمسية أننا لا نختلف كثيراً بعضنا عن بعض، والآن نبدأ بالدكتور لويس عوض ليقدم لنا عرضاً مختصراً عن لقاء الحضارات بوجه عام.
الدكتور/ لويس عوض (لقاء الحضارات):
سأقدم استعراضاً تاريخياً عما يمكن أن نسميه لقاء الحضارات وابتداء أقول إن لقاء الحضارات يمر عادة في دورة جدلية تبدأ بصدام الحضارات ثم بحوار الحضارات وبعد ذلك لقاء الحضارات، وهذا ما تعود الفلاسفة منذ هيجل أن يسموه: الموضوع نقيض الموضوع مركب الموضوع وهذه أطراف الدورة الجدلية المألوفة، هناك مصطلحات عديدة بعضها أخذناه عن المفكرين الغربيين كالأستاذ جاك بيرك كاصطلاح الخصوصية وستجدون أني ممن يعتقدون أن الخصوصية في الحضارة هي بنت التاريخ والجغرافيا بينما الانسانية في الثقافة وهي السمة المشتركة بين جميع الثقافات الحية الراقية يمكن أن نسميها الثوابت التي لا تتغير أو الثوابت بطيئة التغير ولنبدأ بأمثلة عن الشرق القديم وهو ما نسميه اليوم العالم العربي. في عصور التاريخ الأولى كانت هناك الحضارات الوثنية في كل المنطقة وكان العالم القديم متميزاً كما هو الآن بمعنى أنه كان هناك شرق وغرب.
وكان الشرق القديم مكوناً من الدول العربية، والغرب كان أساساً مكوناً من اليونان القديمة ومن روما القديمة وربما من بيزنطة أو طروادة، نلاحظ أنه في تلك الفترة البعيدة كان هناك أيضاً صراع بين الحضارات انتهى إلى نوع من التجانس لا ندري كيف تم في بعض الأحوال لأننا نلاحظ أن العبادات والرموز فيما كان يقابل العالم العربي اليوم من مصر إلى بابل وأشور وسومر حتى إلى الأناضول وبلاد العرب وإلى فينيقية كل هذه البلاد كانت مشتركة في أفكار أو معتقدات متشابهة متجانسة تصاحبها رموز متجانسة فكرية وفلسفية فمثلاً كل المنطقة كانت تعبد إله الخصب وكان هذا الإله معذبا أو ممزقاً فإذا ذهبنا إلى مصر نجده باسم أوزوريس، وفي العراق نجده باسم تموز وكذلك في الشام وإذا ذهبنا إلى الأناضول نجده باسم ايدس وكان له في الأناضول وفي الشام اسم آخر وهو ادونيس وفي اليونان القديمة كان عندهم أيضاً إله للخصب وهو إله ممزق ومعذب كأوزوريس وهو ديونيزوس وهو إله الخمر الإله المعذب في بلادنا كان إله القمح أوزيريس كان روح القمح، بينما ديونيزيس كان روح الخمر والمأساة التي مر بها هذان الإلهان مأساة متشابهة هناك إختلاف في بعض التفاصيل ولكن الإطار العام واحد هناك أيضاً فكرة عبادة الأم العذراء، نجدها بأسماء مختلفة في مختلف أرجاء المشرق القديم فكان اسمها في العراق عشتروت وفي مصر كان اسمها ايزيس وفي اليونان القديمة عرفت هذه الآلهة التي كان قدماء بابل, اشور وسومر يسمونها خليلة الآلهة هذه الأم العذراء كان اسمها دنيتر في بعض المناطق وكان اسمها افروديت في مناطق أخرى. هناك أيضاً من الأفكار الأساسية التي كانت مشتركة في العالم القديم كانت فكرة البطل المخلص الذي كنا في مصر نسميه حوريس او حور وهو إله الصخر، نجده في مختلف بلاد الشرق القديم نفس الشخصية نجد في اليونان القديمة شخصية هرقل وهو البطل المخلص وهكذا.
موضوع تدمير البشرية، قضية الطوفان نجدها متكررة في الديانات والآداب القديمة في كل المنطقة سواء في منطقتنا أو في اليونان القديمة ومن أراد أن يستفيض في هذا البحث يستطيع أن يرجع إلى كتابات السير جيمس فريز في هذا الموضوع والباحثون الذين اشتغلوا كثيراً في الآداب اليوناية بينوا بوضوح أن الفنيقيين كان لهم الأثر الكبير في تكوين الأودسا التي تنسب إلى هوميروس. حضارة كريت القديمة اكتشفت منذ 1900 على يد الباحثين أنها كانت حضارة مصر وكانت هناك عبادة لا يزيس وطقوس شبيهة بالعبادات المصرية كل هذا في الماضي السحيق، عندما نقترب من الحضارة اليونانية نجد أيضاً اندفاعا نحو التلاقح الحضاري، اليونان في مرحلة ما عندما أحسوا بأن لهم دوراً في التاريخ حاولوا أن يتتلمذوا على من حولهم هناك سولون زار مصر وفيتاغورس وسقراط وأفلاطون نفسه تتلمذ في جامعة عين شمس، نقلوا إلى اليونان الفكر المثالي والمقصود بهذا الفكر المثالي أسبقية الفكرة على المادة وكان هذا شيئاً شبه جديد في الحضارة اليونانية لأن هذه الحضارة بصفة اساسية حضارة اسططالسية تؤمن بمادية العالم وتؤمن بالعقلانية وتؤمن بأن الله والحقيقة يعرفان بالعقل وتؤمن بأزلية المادة، فإذا بسقراط وقبله فيثاغورس ثم أفلاطون يأتون بأفكار قريبة من فكرة التوحيد وينادون بالمثالية أي أن المثال سابق على الكون المادي، الفكر أو الروح أو الله كما نقول نحن سابق على المادة ثم ينادون بأن المادة مزيفة والوجود المادي مزيف وهو مجرد ظل للمثال أو الروح المطلق الذي كان في الأزل سابقاً على الخليقة، ومن هنا نجد أن الأفكار الأساسية في الأديان بدأت تتغلغل وتسود أوروبا من خلال الأفلاطونية التي كانت تدعو إلى ان الفكر سابق على المادة وبلغتنا نحن عندما نقول إن الله خالق الكون كان القدماء في الاطار الفلسفي يقولون: الفكر سابق على المادة ثم يضيفون إلى هذا كما كان أفلاطون يقول إن المادة مزيفة ومجرد ظل لا يعتد به والبحث عن الحقيقة والله يعرفان بالإلهام، والفكر أزلي بينما المادة مجرد ظل. الحضارة اليونانية كانت شيئاً مركباً من الفكر الارسططاليسي والفكر الأفلاطوني واستطاع الانتشار اليوناني والثقافة الهيلينية أيام الاسكندر الأكبر أن تنشر هذه الجذور الأساسية في العالم القديم ثم تأتي إلى أهم مرحلة وهي المرحلة التي ينشر فيها الشرق الأديان الثلاثة الراقية اليهودية ثم المسيحية ثم الإسلام على الغرب. كان هناك أولاً صدام لأن الأفكار التوحيدية لم تقبل بسهولة ثم كان هناك الحوار ثم كان هناك اللقاء. نسأل هذا السؤال. ماذا تعلم الغرب من الحضارة العربية ومن الإسلام؟ أولاً كانت المسيحية لمدة ألف عام ديناً يعنى بالآخرة ولا يعنى بالدنيا وهذه هي فترة العصور الوسطى من انقراض الوثنيات الأولى نحو 400م حتى عصر النهضة الأوروبية الذي بدأ نحو 1400م فامتلأت أوروبا بالأديان وازدهرت الدراسات اللاهوتية واندثرت العلوم الدنيوية والفنون والآداب من أوروبا وكانت رسالة الإسلام الجديدة هي حفظ التوازن بين الدين والدنيا مما أفسح مجالاً للعلوم الدنيوية وللآداب مع بعض التخوف من الفنون خشية الردة إلى عبادة الأصنام والوثنية ولو أن المجتمع تسامح مع فنون التشكيل كالنحت والتصوير، الفن الوحيد الجميل الذي نجا في العصور الوسطى كان فن المعمار لأنه كان مقترنا ببناء الكاتدرائيات في أوروبا وبناء المساجد في العالم الاسلامي وقد كانت نهاية الحروب الصليبية نهاية مرحلة الصدام وبداية مرحلة الحوار بين المسيحية والإسلام وهكذا ظهرت المسيحية الجديدة التي استوعبت من العالم الإسلامي اهتمامه بالعلوم الدنيوية والآداب نتيجة لمخالطة المسلمين على مدى قرنين في الحروب الصليبية وعلى مدى قرون في الأندلس وكان عامة المثقفين الأوروبيين يتقنون العربية ويترجمون عنها إلى اللاتينية التي كانت لغتهم ولغة ثقافتهم الرسمية كما تدل على ذلك أعمال وليام الصوري وروجر بيكون وريمون رول والبرتو سميكوس وبيكو دلامرانجولا وولنتن.. كذلك حفظ العرب ونصارى المشرق تراث اليونان والرومان الوثني في مدوناتهم واديرتهم مما مكن الأوروبيين من تجديد معرفتهم بفلسفات جاهليتهم المظلمة وآدابها وعلومها وأقصد فترة اليونان والرومان ولا سيما اليونان بعد أن فر علماء بيزنطة وروما بهذه المخطوطات القديمة إلى ايطاليا وبقيت كلها في أوروبا أمام زحف الأتراك العثمانيين على الأناضول وسقوط القسطنطينية في أيديهم وقد توافق هذا مع اختراع المطبعة التي مكنت الأوروبيين من طبع كل هذه الكلاسيكيات فور وصولها إلى أوروبا نحو 1500م وعلى مستوى تجديد المسيحية في حركات الاصلاح الديني بين 1400م و1600م ظهرت اجتهادات تدل على التأثر بمؤثرات إسلامية كدعوة البعض للتوحيد المطلق وكمحاولات التوفيق بين الدين والدنيا في المذاهب البروتستانتية المختلفة وفي الكاثوليكية الجديدة وفي الحملات المشددة على الرهبانية وعلى وساطة الكهنوت بين الله والناس وفي الاهتمام البالغ بقضية الجبر والاختيار كما حدث في العالم الإسلامي أيام الصراع بين الشيعة والمعتزلة وكان هذا ايذانا بظهور العقلانية الجديدة في القرن 18م كما كان إيذاناً بالثورة العلمية والتجريبية من فرانسيس بيكون وهي باقية معنا إلى اليوم وصاحب كل هذا اهتمام متزايد بدراسة الرحالة والعلماء الغربيين لأحوال الشرق القريب والبعيد ومعتقداته ولغاته وآدابه القديمة والحديثة ففي القرن 18م اكتشف السير ارثر جويس اللغة السنسكريتية وديدون لغة السند وهي الايرانية القديمة أيام ذاردشت وفي القرن 19م اكتشف شامليون اللغة المصرية القديمة ثم اكتشفت البابلية والآشورية والسومرية والفينيقية واليمنية في أيام الجاهلية وبالثورة الفرنسية بدأ عهد جديد وخرج الغرب من مرحلة الرصد والدراسة إلى مرحلة تصدير المبادئ والبضائع.
وسيحدثكم زميلي الدكتور القط عن هذه الفترة ابتداء من الثورة الفرنسية – وإذا كان لنا أن نستخلص قانوناً عاماً يسري على كافة الثقافات والحضارات فهو أن الثقافات والحضارات تنطوي على نفسها وتتقوقع وتصاب بالجمود باسم المحافظة على هويتها في أزمنة الضعف والهزال وفي أزمنة العدوان عليها أو الخوف من العدوان وهي تشعر بهويتها وتصاب بالخيلاء في أزمنة عدوانها على الغير ولكنها تنفتح على الغير بالأخذ والعطاء في زمن الحوار. والعاقل في معركة البقاء من يعرف غيره معرفته لنفسه. قانون شامل آخر: كلما ورثت ثقافة أو حضارة ثقافة أو حضارة أخرى استوعبت الحضارة الوارثة كل ما هو ايجابي في الحضارة الموروثة أما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض.
الطيب صالح:
بعد هذه المقدمة المفيدة التي انتهى فيها د. عوض إلى أن مرحلة انتهت بتصدير الأفكار والبضائع ولعلها انتهت بفرض الأفكار والبضائع وسيواصل الدكتور القط هذا العرض في اللقاء بين الشرق والغرب بدءاً من حملة نابليون إلى مصر التي كانت حدثاً مهماً في تاريخ العلاقات بين العالم العربي الإسلامي والعالم الأوروبي ويمكن أن يقال إنما لم تكن داخله في نطاق تبادل الأفكار والبضائع ولكنها ذهبت أبعد من ذلك.
الدكتور عبدالقادر القط:
اني اذ أبداً الحديث عن الحملة الفرنسية على مصر والشام لا أريد أن أخوض في أحداث تاريخية معروفة لنا جميعاً ولكني أريد أن أستخلص منها دلالات ومؤشرات على طبيعة اللقاء بين العرب والحضارة الغربية حين وفد نابليون إلى مصر كانت صدمة كبيرة للمصريين والمماليك حيذاك إذ لم تغن عنهم صهوات جيادهم ولا سيوفهم المسلولة التي عهدوا أن يخوضوا بها الحروب أمام الخطط العسكرية والأسلحة الحديثة والمناورات الحربية التي لم يكونوا يعرفون عنها شيئاً وهكذا هزتهم هذه الصدمة العسكرية هزة عنيفة وأيقظتهم من غفلتهم ليدركوا إلى أي مدى تخلفوا عن ركب الحضارة الحديثة وإلى أي مدى جاوزتهم أوروبا في هذا المجال ولكنهم لم يلبثوا أن أفاقوا من هذه الصدمة ليطلعوا على جانب آخر من الحملة الفرنسية وهو ما حملته من أفكار حديثة تتمثل في شعار الثورة الفرنسية: الحرية والأخاء والمساواة وفي نظريات كتبت بطريقة منهجية تتحدث عن هذه المبادئ وغيرها وتشير إلى جوانب تطبيقية ربما كان لها أصول في الإسلام ولكن العرب في ذلك الوقت وجدوا نظريات مكاملة ووسائل مرسومة لتطبيق هذه النظريات فبدؤوا ينظرون فيها ويعيدون النظر في أمر حياتهم الراكدة في ذلك الوقت وإلى جانب ذلك لم تكن الحملة الفرنسية كما هو معروف حملة عسكرية فحسب ولكنها جلبت معها كما هو معروف كثيراً من العلماء والفنانين والمتخصصين في دراسة الشعوب واطلع رجال من الأزهر ومن علماء المصريين على منجزات العلوم الحديثة وعلى أجهزتها وأدواتها فبهروا بها وبدؤوا يفكرون في الاستفادة منها وكان من بين الزعماء في ذلك الوقت بعض الحكام المستنيرين الذين أرادوا أن يفيدوا من هذه الانجازات العلمية الحديثة فبدأت البعثات العلمية وبدأت حركة الترجمة وكان من ثمار هذا أشياء عملية من ناحية وأراء فكرية من ناحية أخرى تمس نظام الحكم وتمس الفكر وتمس طبيعة الحياة بوجه عام، وكان من أثر ذلك مثلاً أن ظهر الحديث عن الحياة الديمقراطية وتحققت في صورة عملية في بعض مظاهرها فيما كان يسمى بمجالس الشورى حينذاك وظهر بعض المفكرين العرب الذين جاروا المفكرين الفرنسيين في النظرة إلى الحرية والديمقراطية مثل عبدالرحمن الكواكبي في كتابه “طبائع الاستبداد” وظهرت الصحافة العربية التي أصبحت منبراً للرأي ومجالاً لتطوير النثر العربي الحديث ونشأت الرواية العربية فيما بعد، كل هذه كانت من ثمار اللقاء بين الحضارة الغربية والحضارة العربية منذ الحملة الفرنسية على مصر، ومنذ ذلك الوقت دخلت الأقطار العربية في مرحلة فكرية عرفت بحركة الإحياء، قامت على جانبين مهمين هما إحياء الأدب الغربي والشعر العربي ودراسته دراسة على منهج علمي جديد ثم الحفاظ على اللغة العربية وهذا كان شيئاً مهماً في اللقاء بين هاتين الحضارتين لأن العرب واجهوا كثيراً من العلوم التي تستخدم كثيراً من المصطلحات التي لم يكن لها وجود في اللغة العربية في ذلك الوقت وكثر من المصطلحات التي نستخدمها الآن في القضاء والصحافة والجامعات وفي الادارة هي كلمات رغم أنها أصبحت شائعة في حياتنا اليومية نستخدمها وكأنها كانت من صميم اللغة العربية منذ القدم صاغها مفكرون مخلصون مثقفون ثقافة عربية كبيرة، حريصون على سلامة لغتهم حتى لا تضيع أمام هذه اللغة الغازية المتحضرة العصرية فنسيت هذه البوادر ولكنها في الحقيقة كانت خدمة جليلة في هذه المواجهة منذ البداية وحافظت اللغة العربية على روحها وعلى أصالتها وكان من ذلك أن أبدع المترجمون في ابتداع أساليب حديدة للغة العربية لا تخضع لقواعد اللغة الأوروبية ولا لطريقتها في الاشتقاق ولا بناء العبارة، وإنما أصبحت لغة عربية صميمة ولكنها عصرية تحمل ثمار الفكر الأوروبي الحديث، ثم كان ما هو معروف في حركة الاحياء في الشعر العربي الحديث على يد البارودي وغيره من الشعراء العرب وإن جاؤوا متأخرين عنه بعض الوقت كالرصافي والزهاوي في العراق، ثم تجاوز المجتمع العربي مرحلة الاحياء إلى مرحلة يسميها الدارسون مرحلة التجديد وهي مرحلة أفادت من الخطوات الأولى لهذا اللقاء ومن الشعور القومي الذي كان قد أثاره لقاء العرب بالغزاة الفرنسيين فبدأ العرب يفتبسون كثيراً من الفنون ولكن بنوع من التمهل ولم يشعروا بشيء من التناقض بين الفائدة التي يمكن أن يجنوها من ثمار الفكر الغربي وبين فكرهم العربي الأصيل، فبدؤوا يكتبون الرواية ولكن كانت مزيجاً من المقامة العربية أحياناً والسيرة الذاتية أحياناً والفن الأوروبي وبدؤوا يتحدثون عن الأدب العربي في صورة منهجية تفيد من المنهج الأوروبي ولم يجدواغضاضة في أن يكتبوا عن الأدب الغربي في الوقت الذي كانوا يمارسون فيه حركة الاحياء للأدب العربي ولم يجد طه حسين بأساً من أن ينقل بعض المسرحيات والعمال الاغريقية القديمة في الوقت الذي كان يكتب فيه عن هامش السيرة ولم يجد العقاد بأساً من أن يكتب عن المفكرين الأوروبيين في الوقت الذي كان يكتب فيه عن ابن الرومي وهكذا بدأ التطور بصورة هادئة لم يحدث فيها أي خلاف إلا حين يمس الأمر بعض العقائد الدينية أو بعض الجوانب ذات القدسية الخاصة كما حدث مثلاً حين نشر طه حسين كتابه في الدب الجاهلي وكما حدث أيضاً في وقت متأخر حين خاض دارس في القصص الفني في القرآن وكما حدث أيضاً حين كتبت دراسة في وقت لاحق عن القراءات في القرآن ولكن دون هذا ظل التأثير يسير بخطوات هادئة ولكن على أساس من الانتقاء والاختيار فلم تكن هذه الصلة صلة شاملة بالمعنى الصحيح، كان المبعوث يبعث إلى فرنسا أو انجلترا ويطلع على ثمار الفكر الأوروبي فيختار منها على سبيل الانتقاء أو على سبيل الشمول لم يكن هناك تصور عام للفكر الوروبي أو للحضارة الأوروبية لذلك لم يكن غريباً على مفكرين كبار مثلاً مثل العقاد أو شكري أو المازني أن يعلنوا أن أول ما تأثروا به كان كتباباً صغيراً من مختارات الشعر الانجليزي يسمى الذخيرة الذهبية وكان كثير من كتاب الرواية أيضاً يتأثرون بهذه المذاهب حيثما استطاعوا أن يجدوا إلى ذلك سبيلاً ولكن على سبيل الانتقاء لا على سبيل النظرة الشاملة ومما يدل على ذلك مثلاً أنه في ذلك الوقت كانت قد بدأت الحركة الرومانسية في الأدب العربي وكان طبيعياً لو كان الالتقاء شاملاً وليس على سبيل الانتقاء الذي يخضع للإختيار الشخصي والظروف الشخصية فكان طبيعياً أن يبتدئ الأدب العربي أو الأدباء العرب في الرواية في الافادة من المذهب الواقعي الذي كان سائداً ولكن وقعت العودة إلى المذهب الرومانسي الذي كان سائداً في أوائل القرن 19م وانتهى في منتصف القرن نفسه على أنه ظلت مع هذا كما قلت مناطق حساسة لا يتطرق إليها الدارسون وكانوا إذا تطرقوا إليها يلقون خصومة شديدة وهكذا ظلت الحركة التوفيقية تمارس نقلها عن الحضارة الأوروبية دون أن تثير أي مشاكل ودون أن تثار القضية المطروحة الآن وهي قضية الغزو الفكري وقضية الأصالة والمعاصرة لكن الأمر تغير بعد الحرب العالمية الثانية وبعد أن تخلص المجتمع من الاستعمار العسكري وحل محله استعمار اقتصادي أو فكري، هذا الاستعمار الاقتصادي أو السياسي لم تكن ركيزته الجيوش والسلاح ولكن ركيزته الفكر فكان طبيعياً أن يحاول أن يتسلل بفكره ويؤثر بقيمه على القيم العربية لكي يسيطر من خلال الفكر على ما لم يعد قادراً على السيطرة عليه من خلال السلاح وهكذا بدأ الاحتكاك الحقيقي بين الحضارة العربية الأصيلة وبين الغزو الأوروبي وبدأنا نناقش ما نسميه بالغزو الفكري أو مناقشة قضية الأصالة والمعاصرة.
الأستاذ محمد الفيتوري:
- · من مواليد مدينة الجنينة “غرب السودان” عام 1930م طبقاً لما هو مدون في وثيقة سفره، وتبقى هذه السنة 1930م تقديرية بالنظر إلى عدم وجود شهادة ميلاد للشاعر.
- · حاصل على: دراسات عليا في العلوم والآداب العربية والاسلامية من كل من جامعة الأزهر الشريف وكلية دار العلوم.
- · عمل: منذ عام 1956م محرراً أدبياً في صحيفة آخر ساعة والجمهور المصري، وجريدة الجمهورية، ثم انهى دراسته بكلية دار العلوم، وعمل بالصحافة المصرية وعاد إلى السودان عام 1958م حيث تولى سكرتارية تحرير جريدة النيل ثم رئاسة تحرير مجلة الاذاعة والتلفزيون السوداني (هنا أم درمان) ثم رئاسة تحرير كل من جريدتي التلغراف والناس المستقلتين، ثم عمل خبير اعلام بجامعة الدول العربية من 1967م إلى عام 1970م، ثم تغرب إلى العاصمة اللبنانية بيروت حيث تولى رئاسة تحرير مجلة “الثقافة العربية” ثم أصبح كاتب مقال يومي في جريدة اليوم اللبنانية ثم كاتباً وناقداً أدبياً في مجلتي “الأسبوع العربي” والديار الخ…
- · المؤلفات: المجموعات الشعرية التالية:
1. أغاني افريقيا 1955م
2. عائق من افريقيا 1964م
3. اذكريني يا افريقيا 1965م
4. البطل والثورة والمشنقة 1967م
5. سقوط دبشليم، معزوفة لدرويش متجول، اقوال شاهد اثبات، احزان افريقيا، ثورة عمر المختار، ابتسمي حتى تمر الخيل، شرق الشمس ، غرب القمر، أيام يوسف بن تاشفين (مسرحية تحت الطبع)، الشاعر واللعبة (مسرحية نثرية) مخطوط لمجموعة شعرية جديدة تصدر خلال هذا العام.
6. ترجمت أعماله إلى العديد من اللغات.
بسم الله الرحمن الرحيم
أشكر الأستاذ الذي قدمني بهذا الثناء والحب والتقدير وأشكر الأساتذة الحاضرين وأنا أعلم أنهم من النخبة والصفوة والفكر والعبق، وأشكر لقطر وللدوحة أن أتاحت لي هذه الفرصة الثمينة التي أحاول أن استعيد فيها شيئاً مما كنت قد فقدته في حياتي الماضية، أستعيد صوتي كشاعر واستعيد ايقاعاتي كضاج بالموسيقى في روحي واستعيد نفسي في الآخرين. أشكر لنادي الجسرة الثقافي هذه المبادرة وهذا التكريم الذي أعتبره تكريما لي، وفي الحقيقة فإني عانيت كثيراً في الانتقال من الدار البيضاء حتى وصلت الدوحة والمسافة طويلة تمتد أكثر من عشر ساعات وتحط بي الطائرة في أكثر من مكان حتى أرهقت وأنا أعاني من مرض قديم ووصلت متعبا لكني ما كدت أطل على هذه المدينة السمحة المضيئة العبقة بالعذوبة والخيال والأصالة العميقة في وجوه أهلها، ما كدت أطل حتى تناسيت متاعبي وما كدت أهبط على أرض مطارها حتى أخذتني هذه الحالة من الوجد الصوفي حالة العناق مع هذه الوجوه الطيبة التي استقبلتني في المطار. أنا الآن صوت يحاول أن يجد نفسه من جديد فيكم، ولا أدعي لنفسي أكثر مما أنا عليه، صوت مجرد صوت، ربما أمكن لهذا الصوت، أن يبقى بعض الوقت، ربما ذهب مع الريح. سألقي عليكم شيئا مما كتبته في حياتي الشعرية وكما تفضل الأستاذ المقدم فإني سأقدم شيئاً من شعري في المراحل الأولى ولن أطيل، وسأترك هذا الشعر وأنا أوثر أن ألقيه لأني أعلم أنه ليس كل الموجودين قد قرؤوا لي، ربما رأوا اسما أو قرؤوا تعليقا ولذلك لا بد لي أن أقدم نفسي إليكم أي لا بد لي أن أولد من جديد في هذه اللحظات واسمحوا لي أن أقدم قصيدتي ألأولى من المرحلة الإفريقية وهي قصيدة كتبت في أوائل الخمسينات:
من أغاني إفريقيا
|
|
يا أخي في الشرق ، في كل سكن | |
يا أخي فى الأرض ، فى كل وطن | |
أنا أدعوك .. فهل تعرفنى ؟ | |
يا أخاأعرفه .. رغم المحن | |
إنني مزقت أكفان الدجى | |
إننى هدمت جدران الوهن | |
لم أعد مقبرة تحكى البلى | |
لم أعد ساقية تبكى الدمن | |
لم أعد عبد قيودى | |
لم أعد عبد ماض هرم عبد وثن | |
أنا حى خالد رغم الردى | |
أنا حر رغم قضبان الزمن | |
فاستمع لى .. استمع لى | |
إنما أذن الجيفة صماء الأذن | |
إن نكن سرنا على | |
الشوك سنينا | |
ولقينا من أذاه ما لقينا | |
إن نكن بتنا ولقينا من أذاه ما لقينا | |
إن نكن بتنا عراة جائعينا | |
أو نكن عشنا حفاة بائيسنا | |
إن تكن قد أوهت الفأس قوانا | |
فوقفنا نتحدى الساقطينا | |
إن يكن سخرنا جلادنا | |
فبنينا لأمانينا سجونا | |
ورفعناه على أعناقنا ولثمنا قدميه خاشعينا | |
وملأنا كأسه من دمنا | |
فتساقانا جراحا وأنينا | |
وجعلنا حجر القصر رؤوسا ونقشناه جفونا وعيونا | |
فلقد ثرنا على أنفسنا ومحونا وصمة الذلة فينا | |
الملايين افاقت من كراها ما تراها | |
ملأ الأفق صداها | |
خرجت تبحث عن تاريخها | |
بعد ان تاهت على الأرض وتاها | |
حملت فؤسها وانحدرت | |
من روابيها وأغوار قراها..! | |
فانظر الإصرار فى أعينها وصباح البعث | |
يجتاح الجباها | |
يا أخى فى كل أرض عريت من ضياها | |
وتغطت بدماها | |
يا اخى فى كل ارض وجمت شفتاها | |
واكفهرت مقلتاها | |
قم تحرر من توابيت الأسى | |
لست اعجوبتها | |
أو مومياها انطلق | |
فوق ضحاها ومساها
يا أخي في كل أرض وجمت شفتاها جبهة العبد.. ونعل السيد وأنين الأسود المضطهد.. تلك مأساة قرون غبرت لم أعد أقبلها.. لم أعد! كيف يستعبد أرضي أبيض كيف يستعبد أمسي وغدي؟ كيف يخبو عمري في سجنه وجدار السجن من صنع يدي أنا زنجي! وإفريقيتي لي لا للأجنبي المعتدي أنا فلاح ولي أرضي.. التي شربت تربتها من جسدي أنا إنسان ولي حريتي وهي أغلى ثروة من ولدي أنا حر مستقل البلد وسأبقى مستقل البلد ها هنا واريت أجدادي .. هنا.. وهم اختاروا ثراها كفنا.. وسأقضي أنا من بعد أبي.. وسيقضي ولدي من بعدنا.. وستبقى أرض إفريقيا لنا.. فهي ما كانت لقوم غيرنا.. نحن أهرقنا عليها دمنا.. ومزجنا بثراها عظمنا.. وشققناها بحارا وربى.. وزرعناها سيوفا وقنا.. وركزنا فوقها أعلامنا.. وتحدينا عليها الزمنا.. وسنهديها إلى أحفادنا وسيحمون علاها مثلنا فاسلمي يا أرض إفريقيا لنا.. اسلمي يا أرض إفريقيا لنا.. |
معزوفة لدرويش متجول
شحبت روحي ، صارت شفقا
شعت غيما و سنا
كالدرويش المتعلق في قدمي مولاه أنا
أتمرغ في شجني
أتوهج في بدني
غيري أعمى , مهما أصغى , لن يبصرني
فأنا جسد …… حجر
شيء عبر الشارع
جزر غرقى في قاع البحر….
حريق في الزمن الضائع
قنديل زيتي مبهوت
في اقصى بيت , في بيروت
أتالق حينا. ثم أرنق ثم أموت
***
و يحي…و أنا أتلعثم نحوك يا مولاي
أجسد أحزاني ….
أتجرد فيك
هل انت أنا؟
يدك الممدودة أم يدي المدودة؟
صوتك أم صوتي؟
تبكيني أم ابكيك؟
***
في حضرة من أهوى
عبثت بي الأشواق
حدقت بلا وجه
و رقصت بلا ساق
و زحمت براياتي
و طبولي في الآفاق
عشقي يفنى عشقي
و فنائي استغراق
مملوكك…. لكنـي
سلطان العشاق
سأقرأ قصيدة أصبح الصبح وسألقي ما أحفظه منها وهي قصيدة كتبتها في السودان في أواخر عام 1964م ، ثم أعطيتها للفنان السوداني محمد وردي الذي كان قد ترنم بها وغناها في نفس اليوم وهكذا أصبحت عنوانا ورمزاً للمواكب الثورية التي حطمت الأصنام حينذاك:
أصبح الصبح
فلا السجن ولا السجان باقي
واذا الفجر جناحان يرفان عليك
واذا الحزن الذي كحل تلك المآقي
والذي شد وثاقا لوثاق
والذي بعثرنا في كل وادي
فرحة نابعة من كل قلب يابلادي
أصبح الصبح
وها نحن على النور التقينا
التقى جيل البطولات
بجيل التضحيات
التقى كل شهيد
قهر الظلم ومات
بشهيد لم يزل يبذر في الأرض
بذور الذكريات
أبدا ما هنت يا سوداننا يوما علينا
بالذي اصبح شمسا في يدينا
وغناء عاطرا تعدو به الريح
فتختال الهوينى
من كل قلب يا بلادي
فرحة نابعة من كل قلب يابلادي
الشاعر / عبدالله البردوني
من مواليد 1929 من قرية البردون الحدا.
تعليم الابتدائية والإعدادية في مدينة زمار.
التحق بدار العلوم بصنعاء عام 1949 وتخرج منها عام 1953م حاملاً ليسانس في الفقه واللغة العربية وعلوم الدين والقرآن.
من عام 1954م أصبح من أساتذة دار العلوم بصنعاء إلى جانب مواصلته نشر القصائد والمقالات في صحف صنعاء وتعز وعدن.
نشر له أحد عشر ديوانا من الشعر وسبعة كتب وهي:
1- ديوان بعنوان “من أرض بلقيس” عام 1960م وحقق هذا الديوان انتشاراً واسعاً لذا فقد أعاد المجلس الأعلىللآداب والعلوم والفنون بالقاهرة نشره ثلاث مرات من عام 1961م وحتى عام 1965م.
2- ديوان بعنوان “في طريق الفجر” عام 1966م.
3- ديوان بعنوان “مدينة الغد” عام 1970م.
4- ديوان بعنوان “لعيني أم بلقيس” عام 1972م.
5- ديوان بعنوان “السفر إلى الأيام الخضر” عام 1973م.
6- ديوان بعنوان “وجوه دخانية في مرايا الليل” عام 1977م.
7- ديوان بعنوان “كائنات الشوق الآخر” عام 1986م.
8- دينوان بعنوان “ترجمة رملية لأعراس الغبار” عام 1983م.
9- ديوان بعنوان “كائنات الشوق الآخر” عام 1986م.
10- ديوان بعنوان “رواغ المصابيح” عام 1989م.
11- ديوان بعنوان “جواب العصور” عام 1991م.
ومن كتبه التي صدرت:
1- دراسة تاريخية ونقد أدبي بعنوان (رحلة في الشعر اليمني قديمه وحديثه) عام 1972م.
2- كتاب بعنوان قضايا يمنية عام 1978م.
3- كتاب بعنوان اليمن الجمهوري عام 1983م.
4- كتاب فنون الأدب الشعبي في اليمن عام 1981م.
5- دراسة معاصرة للثقافة والثورة في اليمن بعنوان (الثقافة والثورة) عام 1991م.
6- كتاب (الثقافة الشعبية) تجارب وأقاويل يمنية.
7- كتاب بعنوان (من أول قصيدة إلى آخر طلقة) وهو دراسة في الشعر الزبيري تناول فيه حياة محمد محمود الزبيري وشعره واستشهاده.
مقدمة لعبدالله البردوني
لم يبق لي ما أغني فقد سبقني الشاعر المجيد الحساس ولا أنسى في هذه الغمرة أن أحيي الزملاء في نادي الجسرة ووزارة الإعلام والثقافة بهذا النشاط الجديد المتجدد في إحياء الثقافة واستمراريتها وتجددها من داخلها ومن كل خلفية ومتجه، وسأبدأ القراءة من صنعاء وعن صنعاء فأستحضرها في ثلاث صور لكي نرى بياننا العربي كيف يخلق من الاسم والمسمى عدة مسميات وعدة عوالم من عوالم الأفكار والأشخاص والأشياء.
لص تحت الأمطار
|
|
اللّيل خريفي أرعن | يهمي .. يدويّ .. يرمي .. يطعن |
يستلّ حرابا ملهبة | يستلقي كالجبل المثخن |
يأتي ويعود كطاحون | أحجارا وزجاجا يطحن |
يعدو كالأدغال الغضبى | يسترخي يفغر كالمدفن |
يعرى … يتزيى … يتبدىّ | أشكالا … يبسم … يتغضّن |
في كلّ جدار يلتوّى | وبكلّ ممرّ … يتأسّن |
وبلا أسماه يتسمّى | وبلا ألوان … يتلوّن |
ويشم بأذنيه ، يرنو | قلقا كرقيب يتكهن |
*** | |
من أين أمرّ ؟ هنا وكر | ملعون … رادته ألعن |
وخصوصيات … واقفة | تهذي كالمذياع الألكن |
وتقل براميل تسطو | تحت الأضواء ولا تسجن |
أخشابا جدّ مبروزة | بأسامي ناس تتزين |
*** | |
وهنا شبّاك يلحظني | شبح في وجهي يتمعن |
شيء … يهتزّ كعوسجة | وعلى قدميه … يتوثن |
باب يستجلي … زاوية | تصغي … منعطف كالمكمن |
قنديل يسهو كالغافل | ويعي كغبي يتفطّن |
كبريء عاص يلتقّى | إعداما عن حكم معلن |
*** | |
ما هذا ؟ جمع مصطخب | يعوي أو يشدو … يتفنّن |
حفر ترتجّ روادفها | حزم من قشّ تتلحّن |
طرب في ذا القصر العالي | أو عرس في هذا المسكن |
*** | |
ولماذا أحسد من يبدو | فرحا من عيشته ممتن؟ |
لا … لست لئيما يؤسفني | أن يهنا غيري في مأمن |
لكنّ مسرّات الهاني | توحي للعاني أن يحزن |
*** | |
حسنا ، كفّ المطر الهامي | وبدأت كدربي أتعفّن |
وأخذت كأمسيتي أهمي | أم أنتهج الدرب الأيمن |
*** | |
أيسارا يا ((صنعا)) أمضي | أم أنتهج الدرب الأيمن ؟ |
هل هذا الأحسن أم هذا ؟ | يبدو لا شيء هنا أحسن |
*** | |
فلتقدم يا (( فرحان)) بلا | خوف .. ما جدوى أن تأمن |
أقدمت … أظنّ بلا ظن | وبدون يقين أتيقّن |
ومضيت مضيت .. وصلت إلى | حي … كدخيل يتيمّن |
فهنا إقطاعيّ دسم | وهنا إقطاعيّ أسمن |
هذا ما أعىّ حارسه | بل هذا حارسه أخشن |
*** | |
وهناك عجوز وارثه | تعطي … لو عندي ما أرهن |
هل أغشى منزلها ؟ . أغشى | فلعلّ فوائده أضمن |
لا ، لا … فيه جبن امرأة | وأنا لو أخنقها أجبن |
*** | |
البنك حراسته أقوى | ويقال ودائعه أثمن |
لو كان الأمر حراسته | لحسبت صعوبته أمكن |
البنك مغالقه أخرى | تحتاج لصوصا من ((لندن(( |
كلّ الأموال مسلّحة | بفنون الإرهاب المتقّن |
*** | |
فلأرجع ، حسنا … لا أدري | أرجوعي … أم تيهي أغبن ؟ |
سيهلّ غد … وله طرق | أنقى … ومتاعبه أهون |
وبدأت أحسّ بزوغ فتى غيري ، من مزقي يتكوّن
تحولات .. أعشاب الرماد | |
|
عطوة ا لزقم
03/08/2010 @ 10:15 م
مبروك
ياباشمهندس صلاح
مجهود رائع
ربنا يو فقك
فرج مجاهد
11/08/2010 @ 9:43 ص
خطوة هامة نهنئكم عليها ونتمني أن يكون متاحالنا في كل مدن مصر*فرج مجاهد عبدالوهاب
عضواتحاد كتاب مصر
مصر-الدقهلية – شربين ٣٥٦٦١محلج القطن
كمال كوكب
30/06/2015 @ 12:03 ص
بالفعل نشاط ثقافي أكثر من رائع من منبركم الثقافي المميز والذي يلقى قبولا واسعا على مستوى الساحة الثقافية العربية / تقبلوا كامل التقدير ،،،،
كمال كوكب / شاعر وباحث في الفلكلور الواحاتي / مصر