يونيو 25 2014
أهدى من قطاة لنجاح إبراهيم ………… وجيهة عبد الرحمن
أهدى من قطاة
لنجاح إبراهيم
سرد واقعي لسلسلة هزائم
وجيهة عبد الرحمن
كاتبة من سوريا
ربما تكون المجموعة القصصية/ أهدى من قطاة/ للكاتبة السورية نجاح إبراهيم هي مجموعة قصص في المتن، ولكنها في الأصل حكايات شعبية لأناس مهزومين من الداخل، دفعتهم الهزيمة إلى الحلم؛ يقينا منهم بأن فيه الخلاص من أعباء اجتماعية وسياسية وأخلاقية متراكمة.
ذات أمسية قصصية استمعت فيها إلى قصة لنجاح إبراهيم، أذهلتني بطريقة سردها للقصة، والتفاصيل التي جاءت عليها، فآثرت أن أعود إلى كتابها الأكثر ادهاشًا لي وهو مجموعتها القصصية/ أهدى من قطاة/ لأقرأها، ليس كقاصة أو شاعرة، وإنَّما كقارئة، تبحث في نتاج الأدباء عن الدهشة والفكر الثَّر والموقف الصريح والمتعة.
نجاح إبراهيم قاصة وروائية سورية من محافظة الرقة، عضو اتحاد الكتاب العرب .
مجموعتها / أهدى من قطاة/ والعنوان هو لقصة مفردة، ضمن المجموعة المؤلفة من أربع عشرة قصة، لكل منها عنوانها الخاص، باستثناء القصص السبع الأخيرة التي كان لها قاسم مشترك وهو/ منصور المهزوم/ فقد بدأت بمنصور المهزوم الأول وقصته مع الهزيمة حتى انتهت بمنصور السابع ضمن حبكة متقنة وقدرة على رصد حالات منصور الانهزامية.
قصص نجاح إبراهيم في هذه المجموعة تغصُّ بالكثير من البوح الرمزي والتداخلات الاجتماعية والسياسية والأخلاقية، مما يجعلنا نقف منها موقف المتطلِّع معها إلى حياة أخرى تخلو من الهزيمة والانكسارات والأحلام المستباحة، على أننا بالرغم من ذلك لايمكننا قراءة نصوصها بمعزل عن اللغة الشعرية، التي شكَّلت نظامًا قائما بذاته، متكئًا على استخدام أكثر التقنيات اللغوية اللاسردية، والتي تماهت معها ذات الكاتبة من خلال أحداث قصصها التي اتَّسمت بيئتها بالشبيهة بالصحراوية، ومن ثم نهر الفرات الذي اختزل الكثير من حالات تداعي الذاكرة في انتقادها الصارخ للقوانين الاصطناعية، بعيدًا عن تدخُّل الطبيعة في إسباغ شروطها، إذ صورة الرجل المهزوم المنكسر، والمرأة اللاهثة وراء أحلامها، فقد أحدثت هذه البيئة علامات فارقة في ذات هذا الثنائي الذي يصنع بطبيعته الفيزيولوجية حياةً بمعزل عن الشرط البيئي، من خلال زمن غير محدد التعريف، لذا نجدها (الكاتبة) توظف الزمن ليكون تحت خدمة المكان؛ إذ إن هناك تمحورًا حول بُعْدٍ مكاني فيه الكثير من الدلالات الرمزية، التي تمثل مرحلة تاريخية، منتجة لِكَمٍّ هائل من العلاقات البسيطة، والتي تنمُّ عن بيئة بسيطة، ابن الصحراء هذا هو إنسان طبيعي بكل الأبعاد والمقاييس، وما يفرزه سلوكه من تصرفات ورغبات إنَّما هي تصرفات عفوية، تبدَّى ذلك جليًّا في قصتيها/الفيضان- فاضت الأحلام/ ففي هاتين القصتين المتممتين لبعضيهما، نلمس بوضوح بساطة الرغبات والأحلام لدى شخوصها المتعددين، بالرغم من أن القصة القصيرة لا تحتمل الكثير من الشخصيات، ولكن نجاح إبراهيم بالرغم من تعدد الشخصيات لديها في هاتين القصتين، فإنَّها لم تفشل في تحقيق هذا الشرط في القصة القصيرة؛ لأنَّ أبطالها لم يحملوا الكثير، بل كانوا في أفضل حالاتهم أناسًا يعيشون على الهامش ( مجموعة عمال)، وما أن تسنّى لهم أن يحلموا، وجدناهم لم يتردَّدوا، فحلموا وبالغوا في الحلم، فرسم كل واحد منهم صورة أرادها أن تكون عليه تلك المرأة التي ركبت معهم الحافلة، حتى الشيخ (على أنه رجل وقور) لم يسلم من مداهمة الرغبة في الحلم، اقترانا بتلك المرأة المحور لهاتين القصتين.
وفي قصتها / أهدى من قطاة/ الحامل الأساسي لعنوان الكتاب اشتغلت نجاح بجدارة المرأة الحيوية على إبراز الرغبة في تجسيد مشاعر مضلَّلة بين ثنائي مهزوم أيضا هما الرجل والمرأة الساردة لأحداث القصة، والمفارقة التي قدَّمتها لنا الكاتبة، كانت من خلال إبراز جوانب الهزيمة الناتجة عن موروث قائم على العادات والتقاليد وتابو ناطق بأعلى صوته، على أن البوح يجب أن يكون من جانب الرجل والمرأة هي المتلقي لفعل البوح .
حاولت نجاح اختراق هذا التابو في نهاية القصة بأن أعطت الدور الأكبر لأنثاها بأن تبوح للرجل برغبتها في الاقتران به، علما أن نجاح نفسها بدت خائفة أثناء دفعها لبطلتها إلى البوح، فعمدت إلى مونولوج فريد من نوعه من قبل المرأة التي راحت تتحدث عما كان يجب أن يكون، وهي تتجاوز رهبة الاعتراف لتفسح المجال للخلود والحياة، بعد أن زحف الشعر الأبيض إلى رأسها، وقد وقفت قبالة قبره الذي ضمَّه بين جنباته لينعم برطوبة الثرى وهدوء المقام، وهي تقول له:
تلذذ بصمتك، فلست مجبرًا أو مطالبًا بالبوح بعد الآن: إني ألف أحبك.
ثم في قصتها / نصير الأدب/ تقدِّم لنا على الصينية الفضية صورة صارخة للإنسان المسخ- المهمَّش لتظهره كبطل فتردَّ له اعتباره بعد أن ضاقت الحياة بأمثاله من المهمَّشين، وليس لها أداة لذلك سوى دفعهم إلى الحلم، الذي يحلِّق بأبطالها عبر فضاءات لا مرئية، ليظهروا للعيان على أن لهم دورًا فعالًا في هذه الحياة، لا يقل عن دور أصحاب القرارات الحاسمة.
وفي قصتيها/تموز قادم- لقاء أشعل المدى/ تعود إلى ذات اللعبة التي لعبتها في قصتيها/فيضان- فاضت الأحلام/إذ نجدها تترك نهاية قصة تموز قادم مفتوحة، يشعر القارئ أن القصة انتهت عند هذا الحد، ومن ثم عليه أن يتدخل هو لوضع نهاية تلائمه، ولكن نجاح تجعلنا في قصتها لقاء أشعل المدى والمتممة لقصة تموز قادم ، أن نتذكر أحداث القصة السابقة لها للقيام بفعل الربط بين الأحداث، وبذلك نكون قد قرأنا قصتين في قصة واحدة، وهذا يحسب للكاتبة حينا، ويؤخذ عليها أحيانا، بيئتها في هذه القصص أيضا صحراوية، وحرُّ تموز وحده كفيل بأن يشرح لنا تفاصيل تلك البيئة، حاولت نجاح هنا أيضا رسم صورة للمرأة، ولكن أية امرأة تلك التي صورتها لنا نجاح، إنَّما هي المرأة التواقة والراغبة أبدًا في رجل ينصفها من ذاتها، المرأة التي تنغمس بكليتها في فضاء رجلٍ تظنُّه يكنُّ لها الرغبة والحبَّ، فيمضي بها الحلم مرة أخرى وتسوقها الرغبة، لتهندس حياتها القادمة في انتظار لقاء ذاك الغريب الذي التقت به مصادفة، وفي القصة الثانية/لقاء أشعل المدى/ تؤسس الكاتبة للقاء طريف ومؤلم في آن معا بين بطليها أو الثنائي، فتُظهر المرأة بأنها وحدها من عاشت تلك الساعات الطويلة حلما لاينتهي، إلا بلقاء يختزل ما تبقَّى من عمر، وبجرة قلم تفاجئنا الكاتبة بأن هذا الرجل لم يكن لها منذ البداية.
وقبل أن تنتقل نجاح إبراهيم إلى عالم منصور بهزائمه السبع، نراها ما تزال تهيم في عوالم المرأة التي على ما يبدو في قصصها معظمها بأنَّها همّها الأهم، فتنقل لنا معاناتها وإخلاصها للرجل، الذي يختلف موقفه منها، وذلك في قصة/امرأة تجيد الانتظار.
وفي قصص منصور المهزوم نجد نجاح التي كانت قبل قليل ترسم لنا صورة المرأة على أنها الحامل الأساسي لأعباء المجتمع و الحياة، وبأنها كائن مليء بالهزائم والانكسارات، نجدها الآن تنغمس بكليتها في عالم منصور المهزوم، مبرزة أسبابًا كثيرة في سبب هزيمته التي كانت بفضل الموروث والتابو وتدخُّل السلطة السياسية والسلطة الاجتماعية / الرقيب/والاقتصادية.
ثمّة تضاد بين اسم منصور ودلالته. والصفة التي أسبغتها الكاتبة على منصور (مهزوم) ، ثم إنها في منصورها الأول أوجدت مقاربة تاريخية بين منصور وبين زرادشت الذي ناشده منصور ليوافقه على موقفه من الحياة والناس:
أليس كذلك يازرادشت؟ تبًّا..! أتبتسم؟
يخيَّل إليه أنَّ زرادشت يقف أمامه ويهزأ به..
منصور المهزوم كما تصوره لنا الكاتبة يشعر بقهر وانكسار يلازمانه:
أنا ما اخترت لنفسي فَقْدَ حواسي، ولا وضعت نفسي موضعا كهذا، وإنَّما أجبرت على ذلك… لذا فأنا مقهور حتى انطفائي.
وفي موضع آخر يبوح أكثر بانكساره:
أشعر بقلعة كبيرة في داخلي تتهاوى، وتتهدم، كل ذرَّة فيَّ ترغب بالانطلاق والتلاشي والتبعثر، أشعر بدوار يلفُّ بي وأنني متعب مهزوم.
هزيمته تبدأ منذ أن تم تزويجه دون علمه، وهو ما يزال طالبًا في المرحلة الإعدادية من فتاة صغيرةجدا، ومن ثم طرده من قبل والده من البيت مع زوجته حين شعر والده بأنَّه سيعتاد على الكسل، ليغادر القرية إلى المدينة، وهناك يعتمد على نفسه ويكمل دراسته، وما أن يعمل حتى تقذف به الأقدار إلى شركة مديرها من ضيعته، وكان فيما مضى ينافسه في الدراسة والتفوق، منصور الثالث يعمل في شركة ومن خلال لعبة الكراسي، التي طرحها المدير للعب بها على أنها ضرب من الترفيه، بعد عناء عمل يوم كامل، نجد منصورًا يُظهر كل ما بداخله من رغبة في الانتقام من أصحاب الكراسي، فيظهر شجاعا عبر التخيل، بأنَّه سيهزم المدير وسيتحول الكرسي إليه، ولكن اللعبة تنتهي لصالح المدير ويُهزم منصور، الذي يعود ليعيش قلقه.
تتوالى الهزائم عليه، في نص منصور الرابع تتجسد هزيمته في خيانة زوجته له وفي منصور الخامس والسادس هزيمته مشروعة، عندما تضعه الكاتبة بمواجهة صنّاع القرار، أو بمعنى آخر: أشباح الليل وكاتمي الأفواه.
منصور يتحدث عن نفسه عن هزائمه عبر ست حالات واقعية لم تتفنن الكاتبة في ابتداعها أو ابتكارها، إذ منصور هو واحد من الملايين الذين يعيشون الواقع مرغمين عنهم، يقودهم في ذلك انتماؤهم إلى بقعة من الأرض لم يختاروها، أو مذهب فُطروا عليه.
أما منصور السابع فهو الوجه الآخر لمنصورنا، ذلك الذي تبعه منذ بداية القصة كان منصور يحكي له قصته، وإذا به يبوح لمنصور باسمه بأنه هو منصور رقم سبعة، إذًا، هل كلنا منصور، ولكن كل بطريقته وحسب ظروفه؟
هذه هي نجاح إبراهيم كما قرأتها في مجموعتها/ أهدى من قطاة/عوالمها متخيلة أحيانا وواقعية أحيانا أخرى، لكن شخوصها واقعيون من لحم ودم، هم نحن كلنا بما نعيشه من تضاد مؤلم في واقعنا، احتفظت نجاح إبراهيم في كتابها هذا بلغتها القصصية الشعرية؛ لأنها لم تكن قد دخلت بعد عالم النص المفتوح، المفتوح على كل الاحتمالات، لذا جاءت قصصها مفعمة بالحيوية التي انتقلت إلى القارئ عبر ذبذبات فعل القراءة والمتعة، وما أحدثته هذه القصص في نفس المتلقي من تأثير.
وجيهة عبد الرحمن
يونيو 29 2014
أما قبل ……….… العدد الثالث/الرابع والعشرون
يصدر هذا العدد مع مطلع عام 2011م , ومجلة الجسرة الثقافية ماتزال تواصل رسالتها للعام الثاني عشر على التوالي؛ مؤمنة بأهمية الدور الثقافي البناء في مرحلة شديدة الحساسية – لاسيما المنطقة العربية – على المستويات الاقتصادية والسياسية والثقافية . ولعل هذه المرحلة تقف فيها الثقافة العربية عند مفترق طرق نتيجة للمتغيرات السياسية العربية وبزوغ بعض الحركات الوطنية في العالم العربي التي تنادي بحقوقها ومكتسباتها، لاسيما حقها في الحياة الكريمة القائمة على العدل والحق والحرية والمساواة ؛ الأمر الذي ينم عن إرهاصات ثقافية وفكرية وسياسية جديدة في العالم العربي .
والمجلات الثقافية لا تملك غير الكلمة الواعية التي ترصد حركة التطور الاجتماعي والسياسي والثقافي والفكري , وهذه هي رسالة المنابر الثقافية في شتي أصقاع العالم .
ومن هنا جاءت المساهمات الإبداعية لكتاب الجسرة معبرة عن الواقع العربي، المعيش. فعني محور الدراسات الثقافية بأهمية الموروث الثقافي والإبداعي العربي، وشارك في هذا المحور المستشرقة بربارا ميخالاك رئيسة قسم الدراسات العربية بجامعة كراكوف في بولندا , والدكتور جمال محمد النواصرة , والدكتور جمال حسين حماد .
وجاء ملف العدد عن الشعر الفرنسي المعاصر، وقام بإعداده الناقد المغربي، وتضمن نصوصا شعرية لبعض الشعراء الفرنسيين المعاصر؛ وهم: هنري ميشو نيك , وبرنار مازو, وأندري فلتر , وماري كلير بانكار , ودومينيك كانيار . وتعبر قصائد هذا الملف عن الواقع المعيش والتطلع إلى واقع إنساني أفضل .
ثم جاء حوار العدد شاملا حوارين ؛ الأول : حوار مع الروائي البرتغالي جوزيه ساراماجو، وأجرته كاترين فاز في أمريكا عندما كان يلقي محاضرة في إحدى الجامعات الأمريكية، وترجمه محمد هاشم عبد السلام . والحوار الثاني مع الفنان فيصل لعيبي عن رسالة الفن، وأجرته الكاتبة ليلى يوسف في إنجلترا . وهذان الحواران أيضا يعبران عن رسالة الفنان تجاه الواقع المعيش، ومدى التطلع لواقع أفضل فنيا وسياسيا واقتصاديا وفكريا .
وجاء محور النصوص الشعرية معبرا عن هذه الرؤية أيضا، وشارك فيه شعراء عرب وأوربيون؛ وهم: ميكيلي كاكامو , وهارولد بنتر , واعتدال موسى الذكر الله , ونور سليمان أحمد , وعبد الرحيم عزام مراشدة , ومحمد بلمو , وشهيناز شيخة , وخلدون إبراهيم , وأنور محمد الأسمر , وعمر أبو الهيجاء , ونور الدين صمود , وأحمد البربري .
أما محور النصوص القصصية فقد جاءت المشاركات معبرة عن هذا الواقع أيضا من خلال المشاركات التي تضمنت بعض الكتاب العرب؛ وهم: سناء الشعلان، وحسن علي البطران , وحصة العوضي , وامتنان الصمادي ، وجلاء محمد عزت , وعدي مسعد جريس , وراشد الشيب , وريهام حسني .
وجاء محور الفنون عن دراسة فنية للكاتب راجي عبد الله ؛ ناقش فيها البناء الدرامي والإخراج المسرحي للتراجيديا الشكسبيرية؛ لتكون استلهاما للواقع العربي المعيش في بناء نصوصه المسرحية التي تعبر عن الواقع الحياتي .
ومحور المتابعات الثقافية عني بالعديد من المتابعات منها ملف الكوميديا في قطر (الجسرة .. أيام وذكريات) للشاعر والفنان: إمام مصطفى , (روسيا تحتفل بثلاث قمم إبداعية كلاسيكية) للناقد الدكتور أشرف الصباغ , و(سحر القص) فى قصيدة “موعد العاشق الأشل” للدكتور حســــن البنــــــدارى , و(إخوان الصفا وخلان الوفا) للكاتب فراج الشيخ الفزاري , وقراءة في رواية “الصحراء” لجون ماري ميشيل مولبوا، ترجمة: المبارك الغروسي , و(صورة الوجود الإنساني) للدكتور شعيب خلف , و(أهدى من قطاة) سرد واقعي لسلسلة هزائم للكاتبة وجيهة عبد الرحمن . وتعبر هذه المتابعات الثقافية عن طبيعة الواقع العربي المعيش .
وجاء ملف الفن التشكيلي عن الفن التشكيلي الفرنسي، لاسيما المدرسة الانطباعية، ومن أبرزها الفنان كلود مونيه رائد المدرسة الانطباعية الفرنسية .
على أن الفن الإنساني الرفيع يعبر عن قضايا الإنسانية في كل زمان ومكان، وبتضافر الفنون تتشكل الرؤية الكلية للواقع الإنساني عربيا وعالميا؛ لأن الفن تعبير جمالي واجتماعي عن الواقع الحياتي المعيش .
مشرف عام التحرير
بواسطة admin • 00-اما قبل • 0 • الوسوم : أسرة التحرير, العدد الثالث/الرابع والعشرون