متحف الفن الحديث بالقاهرة ……………… محمد كمال

متحف الفن الحديث بالقاهرة
تراكم إبداعى فى بئر الذاكرة
محمد كمال
فنان تشكيلي من مصر
تعتبر الفنون المختلفة هى اللبنات التى يشيد عليها المعمار الشعبى لأى أمة ، ويتنوع هذا بين التلقائى منها والأكاديمى ، لتكوين الطبقات المختلفة للوعى عبر العصور .. وتعد الفنون التشكيلية واحدة من أهم صنوف الإبداع التى تكشف عن سمات الأمم ، حيث تتمتع بالقدرة على البقاء فى مواجهة الزمن أكثر من أى صنف إبداعى آخر ، عبر الوسائط المادية المتنوعة التى تعتمد عليها فنون النحت والتصوير والخزف والرسم والحفر والميديا الحديثة .. ولاتثرى الذاكرة الإبداعية إلا بالآلية المتحفية التى تبدو كبئر ممتلىء بالماء العذب الذى يروى الظامئين كل حين .. ولاشك أن متحف الفن الحديث بالقاهرة هو أحد صروح الذاكرة الإبداعية فى العالم ، إذ يحوى بين جدرانه كنوزاً من الأعمال التشكيلية التى تجسد مشوار الحركة الفنية المصرية عبر أكثر من قرن من الزمان ، منذ تخرج أول دفعة من مدرسة الفنون الجميلة عام 1911م ، والتى أسسها الأمير يوسف كمال لتستقبل طلاب الفن بداية من عام 1908م ، وهم من صاروا رموزاً للفن المصرى فيما بعد ، مثل محمود مختار وراغب عياد ويوسف كامل ومحمد حسن ، وغيرهم ممن تفتحت مداركهم بعد التخرج على الإبداع والثورة معاً ، حيث وجدوا أنفسهم فى مواجهة ضرورة تحصيل المعرفة وحتمية مواجهة المحتل الإنجليزى ، قبل أن ينالوا شرف معايشة ثورة 1919م التى كانت شرارة الإنطلاق للتحرر الوطنى لاحقاً ، كما شكلت جسراً لفعل ثورى عند بداية منتصف القرن العشرين مع أولى بشائر ثورة يوليو 1952م التى أسست لمشروع قومى مصرى وضع مصر بين صفوف الدول المتقدمة ، وبالضرورة حفز الحركة الفنية على مواصلة رحلتها النهضوية ، قبل أن تتوالى الأحداث ليصل القطار الشعبى المصرى إلى محطة ثورة 25 يناير 2011م ، مروراً بانكسارات وانتصارات مختلفة ، مثل نكسة 1967م ، ثم نصر أكتوبر 1973م ، فمعاهدة السلام مع العدو الصهيونى 1979م ، وغيرها من المتواليات التاريخية التى أثرت بشكل كبير فى ملامح الحركة التشكيلية المصرية عبر أكثر من مئة عام ، كانت خلالها ثروة مصر المتحفية تتزايد وتتراكم فى بئر الذاكرة الوطنية .. وتعود بداية هذا المتحف لرجل السياسة والثقافة محمد محمود خليل الذى استطاع عام 1927م أن يستصدر مرسوماً من السراى الملكى بتشكيل لجنة إستشارية تابعة لوزارة المعارف من أجل رعاية الفنون الجميلة ، وقد أوصت تلك اللجنة بإنشاء متحف الفن الحديث بالقاهرة الذى أمسى يعتمد على مقتنيات الوزارة من صالون القاهرة السنوى الذى كانت تقيمه آنذاك جمعية محبى الفنون الجميلة ، حيث أوت بدورها المتحف الوليد فى غرفة صغيرة بمقرها الكائن بسراى تيجران ( شارع الجمهورية الآن ) .. وفيما بعد تم نقل مجموعة الأعمال المقتناه إلى متحف الشمع الذى أنشأه فؤاد عبد الملك سكرتير جمعية محبى الفنون الجميلة ، وذلك فى مقر عائلة موصيرى على ناصية شارع فؤاد ( 26 يوليو حالياً ) وعماد الدين ( محمد فريد الآن ) ، ليصبح أول مبنى يحمل إسم متحف الفن الحديث فى مصر .
وفى 8 فبراير 1931م أعادت إدارة الفنون الجميلة تنظيم المتحف ونشر أول دليل له يضم 584عملاً .. ثم نقلت وزارة المعارف المتحف إلى شارع البستان فى فبراير 1936م .. وبعد ذلك إنتقل المتحف إلى قصر الكونت ( زغيب ) بجوار قصر هدى شعراوى بشارع قصر النيل .. وفى عام 1963م أغلق المتحف بعد هدم المبنى والمكتبة الملحقة به .. وفى عام 1966م إنتقلت مقتنيات الفنانين المصريين إلى فيلا إسماعيل أبو الفتوح بميدان ” فينى ” ، بينما انتقلت أعمال الفنانين الأجانب إلى متحف الجزيرة للفنون الذى أغلق لحالته المتردية وقتذاك .
وفى عام 1983 إبان رئاسة الفنان الكبير د . مصطفى عبد المعطى للمركز القومى للفنون التشكيلية تم تخصيص سراى 3 بأرض الأوبرا الجديدة لتكون مقراً جديداً دائماً للمتحف ، وهى التى بنيت على طراز إسلامى عام 1936م فى عهد الملك فؤاد الذى سمى هذا المبنى بالسراى الكبرى ، إذ تم تجهيزة فى الثمانينيات ليلائم الغرض المتحفى الجديد ، حتى افتتح رسمياً عام 1991م بمقره الحالى بأرض الأوبرا .. ولأن المتحف كان قد وصل إلى حالة تقتضى إعادة ترتيبه بناءاً على ميديا وأفكار جديدة تدفقت على الحركة التشكيلية المصرية ، خاصة مع بدايات الألفية الثالثة ، فقد اتخذ الفنان د . أحمد نوار رئيس قطاع الفنون التشكيلية آنذاك قراراً بتشكيل لجنة عليا مؤقتة لتعديل أخطاء التوصيف الفنى والتوثيق والحفظ والترميم والعرض ، وذلك من الفنانين والنقاد أحمد فؤاد سليم ، حسين الجبالى ، حلمى التونى ، على نبيل وهبة ، فاطمة اسماعيل ، محسن عطية ، محمد حمزة ، محمد طه حسين ، مصطفى الرزاز ، محيى الدين حسين ، صبحى جرجس ، حازم فتح الله ، عمر النجدى .. وقد تمخضت أعمال اللجنة عن إعادة ترتيب المتحف من جديد ليعبر من وجهة نظرهم عن دخول الحركة التشكيلية المصرية عصر الحداثة ، أى أن زائر المتحف كان يمكن أن يطل وقتذاك على التجارب الأكثر طزاجة فى الحركة الفنية ، بعدما نقل الرواد إلى الأدوار العلوية .. وربما لم يرق هذا التنظيم للبعض بسبب الهجوم الشرس الذى كانت تتعرض له الحركة الفنية الشبابية ، حيث لم تكن تملك نضجاً بيئياً وبصرياً موازياً لثورتها التكنولوجية والوسائطية التى بدت فى أغلب حالاتها إستنساخاً أو إعادة إنتاج لفنانين غربيين تخلوا هم أنفسهم عما أنجزوه من عدة عقود .
وافتتح المتحف بالفعل فى ثوبه الجديد عام 2005م بمصاحبة كتالوج فاخر ضم فلسفة العرض وتقاسيمه الجديدة ؛ فصار كخريطة إرشادية للزائر ، إلا أن المنظمين لم يراعوا أى احتمال لتغيير تلك التركيبة المتحفية ، تبعاً لأن الكتالوج لن يطبع مرة أخرى ، وهو ماحدث فعلاً ، حيث نجد أن الكتالوج الوحيد الآن لايتناسب مع منهج العرض نفسه .. ولكن مالاشك فيه أن القاعات الجديدة المستحدثة هى إضافة حقيقية للمتحف منذ إنشائه الأول الذى أشرنا إليه سلفاً ، وهى قاعة أبعاد المخصصة لإعادة اكتشاف فنانين لم يعرفوا على مستوى موسع من قبل ، مثل محمود عفيفى وأحمد كمال حجاب ، ومؤخراً محمد رياض سعيد ، وهو جهد علمى لافت يساعد الباحثين ، لكنه يفتقد إلى الجماهيرية المطلوبة .. أما قاعة الباب فقد خصصت لعروض الفنانين الكبار المميزين فى الساحة ، وكان آخرهم الفنان الكبير رمزى مصطفى صاحب المشوار الفنى الطويل .. أما قاعة الصوتيات والمرئيات فقد تم تخصيصها للعروض والتجارب الموسيقية والبصرية الراقية من أجل إكمال المنظومة المتحفية المتبعة فى كل متاحف العالم .. ومع بدايات المتحف فى نسقه الجديد كانت الجماعات الفنية لها نصيب كبير من الإهتمام لدورها الكبير فى الحركة التشكيلية المصرية خلال عمرها الذى تجاوز المئة عام ، مثل ” الخيال ” ، ” الفن والحرية ” ، ” الفن المعاصر ” ، ” الفن الحديث ” ، ” التجريبيين ” ، ” المحور ” ، وغيرها من التكوينات التى دمجت بين الوعيين الفنى والوطنى .. وقد تواتر على هذا المتحف العديد من المديرين الأكفاء الذين واجهوا مشاكل كثيرة قبل الوصول إلى شكله الجديد ، مثل الفنانين أحمد فؤاد سليم ، على نبيل وهبة ، ثروت البحر ، إيفيلين عشم الله ، حتى المديرة الأخيرة له الآن الفنانة سلوى حمدى التى تديره تحت قيادة الفنان د . صلاح المليجى رئيس قطاع الفنون التشكيلية الحالى .. ليبقى هذا المتحف لؤلؤة مضيئة فى قلب مصر النابض بالفن والحرية الذين ينتظران سياقاً جديداً بعد ثورة 25 يناير المجيدة التى تبدو الآن مع صعود التيارات الدينية إلى سدة الحكم فى محك إختبارى مع التراكم الإبداعى فى بئر الذاكرة .

متحف الفن الحديث بالقاهرة تراكم إبداعى فى بئر الذاكرة                                                                                                                                       محمد كمالفنان تشكيلي من مصر تعتبر الفنون المختلفة هى اللبنات التى يشيد عليها المعمار الشعبى لأى أمة ، ويتنوع هذا بين التلقائى منها والأكاديمى ، لتكوين الطبقات المختلفة للوعى عبر العصور .. وتعد الفنون التشكيلية واحدة من أهم صنوف الإبداع التى تكشف عن سمات الأمم ، حيث تتمتع بالقدرة على البقاء فى مواجهة الزمن أكثر من أى صنف إبداعى آخر ، عبر الوسائط المادية المتنوعة التى تعتمد عليها فنون النحت والتصوير والخزف والرسم والحفر والميديا الحديثة .. ولاتثرى الذاكرة الإبداعية إلا بالآلية المتحفية التى تبدو كبئر ممتلىء بالماء العذب الذى يروى الظامئين كل حين .. ولاشك أن متحف الفن الحديث بالقاهرة هو أحد صروح الذاكرة الإبداعية فى العالم ، إذ يحوى بين جدرانه كنوزاً من الأعمال التشكيلية التى تجسد مشوار الحركة الفنية المصرية عبر أكثر من قرن من الزمان ، منذ تخرج أول دفعة من مدرسة الفنون الجميلة عام 1911م ، والتى أسسها الأمير يوسف كمال لتستقبل طلاب الفن بداية من عام 1908م ، وهم من صاروا رموزاً للفن المصرى فيما بعد ، مثل محمود مختار وراغب عياد ويوسف كامل ومحمد حسن ، وغيرهم ممن تفتحت مداركهم بعد التخرج على الإبداع والثورة معاً ، حيث وجدوا أنفسهم فى مواجهة ضرورة تحصيل المعرفة وحتمية مواجهة المحتل الإنجليزى ، قبل أن ينالوا شرف معايشة ثورة 1919م التى كانت شرارة الإنطلاق للتحرر الوطنى لاحقاً ، كما شكلت جسراً لفعل ثورى عند بداية منتصف القرن العشرين مع أولى بشائر ثورة يوليو 1952م التى أسست لمشروع قومى مصرى وضع مصر بين صفوف الدول المتقدمة ، وبالضرورة حفز الحركة الفنية على مواصلة رحلتها النهضوية ، قبل أن تتوالى الأحداث ليصل القطار الشعبى المصرى إلى محطة ثورة 25 يناير 2011م ، مروراً بانكسارات وانتصارات مختلفة ، مثل نكسة 1967م ، ثم نصر أكتوبر 1973م ، فمعاهدة السلام مع العدو الصهيونى 1979م ، وغيرها من المتواليات التاريخية التى أثرت بشكل كبير فى ملامح الحركة التشكيلية المصرية عبر أكثر من مئة عام ، كانت خلالها ثروة مصر المتحفية تتزايد وتتراكم فى بئر الذاكرة الوطنية .. وتعود بداية هذا المتحف لرجل السياسة والثقافة محمد محمود خليل الذى استطاع عام 1927م أن يستصدر مرسوماً من السراى الملكى بتشكيل لجنة إستشارية تابعة لوزارة المعارف من أجل رعاية الفنون الجميلة ، وقد أوصت تلك اللجنة بإنشاء متحف الفن الحديث بالقاهرة الذى أمسى يعتمد على مقتنيات الوزارة من صالون القاهرة السنوى الذى كانت تقيمه آنذاك جمعية محبى الفنون الجميلة ، حيث أوت بدورها المتحف الوليد فى غرفة صغيرة بمقرها الكائن بسراى تيجران ( شارع الجمهورية الآن ) .. وفيما بعد تم نقل مجموعة الأعمال المقتناه إلى متحف الشمع الذى أنشأه فؤاد عبد الملك سكرتير جمعية محبى الفنون الجميلة ، وذلك فى مقر عائلة موصيرى على ناصية شارع فؤاد ( 26 يوليو حالياً ) وعماد الدين ( محمد فريد الآن ) ، ليصبح أول مبنى يحمل إسم متحف الفن الحديث فى مصر .وفى 8 فبراير 1931م أعادت إدارة الفنون الجميلة تنظيم المتحف ونشر أول دليل له يضم 584عملاً .. ثم نقلت وزارة المعارف المتحف إلى شارع البستان فى فبراير 1936م .. وبعد ذلك إنتقل المتحف إلى قصر الكونت ( زغيب ) بجوار قصر هدى شعراوى بشارع قصر النيل .. وفى عام 1963م أغلق المتحف بعد هدم المبنى والمكتبة الملحقة به .. وفى عام 1966م إنتقلت مقتنيات الفنانين المصريين إلى فيلا إسماعيل أبو الفتوح بميدان ” فينى ” ، بينما انتقلت أعمال الفنانين الأجانب إلى متحف الجزيرة للفنون الذى أغلق لحالته المتردية وقتذاك .وفى عام 1983 إبان رئاسة الفنان الكبير د . مصطفى عبد المعطى للمركز القومى للفنون التشكيلية تم تخصيص سراى 3 بأرض الأوبرا الجديدة لتكون مقراً جديداً دائماً للمتحف ، وهى التى بنيت على طراز إسلامى عام 1936م فى عهد الملك فؤاد الذى سمى هذا المبنى بالسراى الكبرى ، إذ تم تجهيزة فى الثمانينيات ليلائم الغرض المتحفى الجديد ، حتى افتتح رسمياً عام 1991م بمقره الحالى بأرض الأوبرا .. ولأن المتحف كان قد وصل إلى حالة تقتضى إعادة ترتيبه بناءاً على ميديا وأفكار جديدة تدفقت على الحركة التشكيلية المصرية ، خاصة مع بدايات الألفية الثالثة ، فقد اتخذ الفنان د . أحمد نوار رئيس قطاع الفنون التشكيلية آنذاك قراراً بتشكيل لجنة عليا مؤقتة لتعديل أخطاء التوصيف الفنى والتوثيق والحفظ والترميم والعرض ، وذلك من الفنانين والنقاد أحمد فؤاد سليم ، حسين الجبالى ، حلمى التونى ، على نبيل وهبة ، فاطمة اسماعيل ، محسن عطية ، محمد حمزة ، محمد طه حسين ، مصطفى الرزاز ، محيى الدين حسين ، صبحى جرجس ، حازم فتح الله ، عمر النجدى .. وقد تمخضت أعمال اللجنة عن إعادة ترتيب المتحف من جديد ليعبر من وجهة نظرهم عن دخول الحركة التشكيلية المصرية عصر الحداثة ، أى أن زائر المتحف كان يمكن أن يطل وقتذاك على التجارب الأكثر طزاجة فى الحركة الفنية ، بعدما نقل الرواد إلى الأدوار العلوية .. وربما لم يرق هذا التنظيم للبعض بسبب الهجوم الشرس الذى كانت تتعرض له الحركة الفنية الشبابية ، حيث لم تكن تملك نضجاً بيئياً وبصرياً موازياً لثورتها التكنولوجية والوسائطية التى بدت فى أغلب حالاتها إستنساخاً أو إعادة إنتاج لفنانين غربيين تخلوا هم أنفسهم عما أنجزوه من عدة عقود .وافتتح المتحف بالفعل فى ثوبه الجديد عام 2005م بمصاحبة كتالوج فاخر ضم فلسفة العرض وتقاسيمه الجديدة ؛ فصار كخريطة إرشادية للزائر ، إلا أن المنظمين لم يراعوا أى احتمال لتغيير تلك التركيبة المتحفية ، تبعاً لأن الكتالوج لن يطبع مرة أخرى ، وهو ماحدث فعلاً ، حيث نجد أن الكتالوج الوحيد الآن لايتناسب مع منهج العرض نفسه .. ولكن مالاشك فيه أن القاعات الجديدة المستحدثة هى إضافة حقيقية للمتحف منذ إنشائه الأول الذى أشرنا إليه سلفاً ، وهى قاعة أبعاد المخصصة لإعادة اكتشاف فنانين لم يعرفوا على مستوى موسع من قبل ، مثل محمود عفيفى وأحمد كمال حجاب ، ومؤخراً محمد رياض سعيد ، وهو جهد علمى لافت يساعد الباحثين ، لكنه يفتقد إلى الجماهيرية المطلوبة .. أما قاعة الباب فقد خصصت لعروض الفنانين الكبار المميزين فى الساحة ، وكان آخرهم الفنان الكبير رمزى مصطفى صاحب المشوار الفنى الطويل .. أما قاعة الصوتيات والمرئيات فقد تم تخصيصها للعروض والتجارب الموسيقية والبصرية الراقية من أجل إكمال المنظومة المتحفية المتبعة فى كل متاحف العالم .. ومع بدايات المتحف فى نسقه الجديد كانت الجماعات الفنية لها نصيب كبير من الإهتمام لدورها الكبير فى الحركة التشكيلية المصرية خلال عمرها الذى تجاوز المئة عام ، مثل ” الخيال ” ، ” الفن والحرية ” ، ” الفن المعاصر ” ، ” الفن الحديث ” ، ” التجريبيين ” ، ” المحور ” ، وغيرها من التكوينات التى دمجت بين الوعيين الفنى والوطنى .. وقد تواتر على هذا المتحف العديد من المديرين الأكفاء الذين واجهوا مشاكل كثيرة قبل الوصول إلى شكله الجديد ، مثل الفنانين أحمد فؤاد سليم ، على نبيل وهبة ، ثروت البحر ، إيفيلين عشم الله ، حتى المديرة الأخيرة له الآن الفنانة سلوى حمدى التى تديره تحت قيادة الفنان د . صلاح المليجى رئيس قطاع الفنون التشكيلية الحالى .. ليبقى هذا المتحف لؤلؤة مضيئة فى قلب مصر النابض بالفن والحرية الذين ينتظران سياقاً جديداً بعد ثورة 25 يناير المجيدة التى تبدو الآن مع صعود التيارات الدينية إلى سدة الحكم فى محك إختبارى مع التراكم الإبداعى فى بئر الذاكرة .