تفيد هذه الدراسة من معطيات علم اللسانيات ، وتهدف إلى اكتشاف الطاقة الشعرية فى نص معين هو “علميني كيف أشتاق ” للدكيور صابر عبد الدايم .
* التحليل اللساني تحليل علمي دقيق ينظر إلى النص على أنه بنية تتكون من عدد من المستويات : الإيقاع والمعجم والتركيب . ويسعى إلى تحليل العلاقاي التى تربط بين عناصر كل مستوى والمستوى الآخر من ناحية أخرى.
يعتمد التحاليل اللساني علي التمييز بين الطاقةالشعريةوالانجاز الشعري ، أقصد بالطاقة الشعرية الكفاءة ، التى يتمتع بها الشاعر ، وأقصد بالإنجاز ما حققه الشاعر من هذه الكفاءة في عمله الشعري، وبتعبير آخر تتمثل الكفاءة في التركيب النموذجي والعلاقات الكامنة بين أجزاء هذا التركيب وأقصد بالإنجاز تتبع التغيرات التى أدخلها الشاعر على التركيب والعلاقات النموذجية ، بحيث يمكن القول إن هذه التغيرات هى التي تسم الشاعر المعين بطابع معين ، يقول “محمد مفتاح ” إن العمل الشعري يعتمد على محورين : التشاكل والتباين . ( تحليل الخطاب الشعري \ 15 -30 ) إنه يعني بذلك أن العمل الشعري يجمع بين عنصرين الكفاءة وتتمثل فى التركيب القائم على التشاكل ، والإنجاز ويتمثل في التغييرات التي يدخلها الشاعر على التركيب النموذجي القائم على التشاكل ؟؟
2- الإيقاع :
تهدف دراسة الإيقاع إلى إبراز المقاطع الموسيقية في النص ، مع ا لتركيز على مواضع تكرار هذه المقاطع، ومواضع اختلافها في النغم علوآ وانخفاضاالذا يميز الدارسون بين النموذج العروضي للبيت هو المعنى ، الذي يهدف الشاعر إلى إبرازه ، وهنا يبرز التعارض بين الوزن والتركيب النحوي ، وهذا هو الفرق بين الشعر والنثر ، ذلك أن الشاعر يسعى ألى التعبير عن معان مختلفة من خلال بنية إيقاعية متكررة فى البيت ، وكلما وفق الشاعر في التعبير عن هذه المعاني فى نطاق بنية إيقاعية واحدة ، كلما كان ذلك أقرب إلى الكمال . والحق أن المعنى يعاد تشكيله من جديد في الشعر ، هذا يعني أن للايقاع يدا في تشكيل المعنى ، يقول فاليري : تاقصيدة هي ذلك التردد الممتد بين الإيقاع والمعنى ” . تتناول البنية الإيقاعية دراسة جرس الحروف والقافية والوزن .
أولا : البنية الايقاعية المكرورة :
2 :1 أجراس الحروف :
2 :1 : أ : تكرار الحروف الأساسية في القصيدة ، وهي أكثر الحروف تكرارا هي الهمزة والنون والراء واللام .
2 :1 : أ :1 : معدل تكرار الهمزة ثمان وثلاثون مرة ، ومعدل تكرار النون والراء ثلاث وثلاثون مرة ، ومعدل تكراراللام إحدى وثلاثون مرة . إذا أضفنا ألى ذلك حرفي الروي فسنجد أنه الكاف في القسم الأول من القصيدة ، والقاف في القسم الثاني منها .
2 : 1 : أ : 2 توزيع الهيمنة : نجد أن النون تبرز أساسا في صدر الشطر الأول ، فمعدل تكرارها في هذا الموقع سبع عشرة مرة ، يليها الراء في منتصف الشطر الأول فمعدل تكرارها اثنتا عشرة مرة . تتصدر الهمزة صدرالشطر الثاني ، فمعدل تكرارها اثنتا عشرة مرة ، ويليها اللام ، فهي تبرز في منتصف الشطر الثاني بمعدل أربع عشرة مرة ، ثم ياتي بعد ذلك حرف الروي الكاف ويتكرر بمعدل عشر مرات في القسم الأول من القصيدة ، والكاف وهويتكرر بمعدل أربع عشرة مرة . توصف النون والراء – وهما الصوتان الشائعان في الشطر الأول – بانهما من الأصوات المتوسطة. فالنون صوت لثوي أنفي متوسط ، والراء صوت لثوي ترددي فموي متوسط هذا يعني أنهما يشتركان في المخرج وهو اللثة وفي سمة التوسط ، ويختلفان في أن النون أنفية والراء ترددية .
ماذا يعني هذا الخلف ؟ يعني أن الصوت الذي يهيمن على بداية البيت صوت مغنون ، أي صوت يصاحبه غنة ، والغنة صوت محبوب للأذن ، وهو أكثر الأصوات – أو الأصوات الرنينة كما يصفها جليسون (Descriptive Linguistics ) – إسماعايليه صوت واضح في السمع كذلك لأن صوت متوسط، ولكنه ليس مغنونا ولكنه ترددي ، هذا يعني أنه أقل إسماعا من النون . أخلص من هذا إلى أن الذي يهيمن عبى الشطر الأول من البيت صوتان واضحان في السمع ولكن بينها خلاف ،هذا يكمن في نغمة كل منهما ، فنغمة النون عالية ونغمة الراء أقل علوا من النون ، وهذا كله يعني أن البيت يبدأ بصوت عال في النغمة ، يليه صوت أقل علوا في النغمة . * توصف الهمزة التي تتصدر بداية الشطر الثاني من الأبيات بأنها صوت حنجري شديد مهوس، ويوصف متوسط – رنيني – لثوي التوائي فموي . هذا يعني أن الشطر الثاني من البيت يهيمن عليه صوت إسماعه منخفض جدا لأنه صوت شديد مهموس وهو يوصف بأنه أقل أنواع الأصوات إسسماعا ويليه صوت رنيني متوسط إسماعه عال ، فكان الشاعر يتعمداستخدام صوت منخفض في الشطر الثاني ثم يليه صوت عال . وتوصفكل من الكاف والقاف بأنهما من ألاصوات الشديدة المهموسة ، غير أن الكاف صوت رقيق والقاف صوت مفخم وكل منهما إسماعه منخفض جدا نشتنتج مماسبق أن توزيع الهيمنة سيكون كالآتي :صوت مغنون عال يليه صوت ترددي أقل منه إسماعا، وفي الشطر الثاني نجدأن الشاعر يواصل استخدام الأصوات الأقل إسماعا ثم يعود في منتصف الشطر الثاني إلىاستخدام صوت أكثر إسماعا وعندما يصل إلى نهاية الشطر يستخدم صوتا أقل إسماعا. والرسم الآتي يوضح اختلاف نغمة الأصوات المهيمنة علي البيت في القصيدة .
ملحوظات :
1- نلاحظ أن الصوت المهيمن على بداية الشطر الأول إسماعه عال والصوت المهيمن على منتصف الشطر الأول أقل اسماعا من الأول ، ثم يستمر الشاعر في استخدام صوت أقل إسماعا في نداية الشطر الثاني ثم يعود في منتصف الشطر إلى استخدام صوت عال وينهي البيت بصوت أقل إسماعا
2- هذا يعني أن معدل تكرار الأصوات المهيمنة في القصيدة ليس تكرارا عفويا. ولكنه يشير إلى درجات السلم الموسيقي ، فهو يبدأ بصوت عال ثم يتدرج في النخفاض إلى أن يصل إلى أقل درجة من الإسماع ثم يعود إلى الارتفاع مرة ثانية ، لكن هذا الارتفاع أقل من الارتفاع الذي بدابه الشطر الأول من البيت، ثم يتجه مرة ثانية إلى الانخفاض مع حرفي الروي وهما الكاف والقاف ، ويبدو أن هذا استعداد للانتقال إلىبداية البيت التالى : 2 : 1: ب : تكرار الحروف بين كلمتين في داخل البيت مع اختلاف المعنى ” الجناس ” الجناس في القصيدة هو الجناس الماقص والجناس بشكل عام علاقة داخلية بين الكلمتين المجانستين ، هي علاقة اللزومفي التداعي ، فلايكاد يوجد مدلول الكلمة ألاويوجد مدلول مجانسها ، في النفس ، هذا يعني أنه يجتمع في ذهن المتلقي الكلمتان المتجانستان ، ولكنهما يعكسان دلالتين مختلفتين ، يوحيان بأشياء مختلفة في الحياة ، يقول ” أحمد بورفور ” نقلآ عن خليل بن أيبك الصفدي إن الجناس بشكل عام مطمع ، لأن المتلقي يتوقع لفظا ثانيا يخالف الأول ليدل على مدلول مخالف لللأول ، ولكنه يفاجا بتجانس الكلمة الثانية – مع أن التجانس جزئي – مع المحافظة على اختلاف المعنى ” أحمدبورفور ” تأبط شرا /29 -30 ” . ومواقع الجناس في القصيدة هو ما تحته خط في الأبيات الآتية :
أنت بستان حنان عاطر
وأنا باقة حب في يديك
والصباحات مشرقات حنينا
والأماني ممطرات … وفافا
شمسه في الغيوم حلم أسير
مارأت بعد للمنى إشراقا
إن قلبي – قد صحا مستقبلا
صبح أيامك … والسعد لديك
غردي وانطلقي سابحة
واحمليني بين عينيك إليك
نجمة الحب في فضائل تشدو
بأغان تفيض منك إليك
السحابات فوق عينبك تجري
وهو فيالأسر لايطيق انطلاقا
ملحوظات :
1- يقع الجناس الناقص في سبعة أبيات من أبيات القصيدة .
2- يلاحظ أن الجناس يقع في الشطر الأول في الأبيات الأربعة التالية .
3- يلاحظ أن الجناس في الشطر الأول يتمثل في تكرار النون والميم في 1و3 وفي تكرار الثاء في ( 2 ) . أما في الشطر الثاني فيتمثل في تكرار الكاف والقاف . وهذا يثبت ما سبق أن استنتجته من استخدام أصوات عالية الإسماع في الشطر الأول وأصوات منخفضة الإسماع في الشطرالثاني :
2 : 2 القافية :
القافية عند الخليل هي من آخر حرف إلى أول ساكن يليه مع المتحرك الذي قبله الساكن ، ومثالها قول لبيد :
عفت الديار محلها ، فمقامها
بمنى تأبد غولها فرجامها فالقافية من جيم رجامها إلى آخر البيت، وحجة الخليل أن الرسم الذي ذكره ، جامع جميع الحروف والحركات:المسميات اللازمة في القافية ، التي لايجوز اختلافها ولااختلال شىء منها ،ولو اختل شىء منها لاختلت القافية ، كذلك تقول العرب ، ولو اختل شرء مما قبل هذه الحروف والحركات لمتتغير القافية باختلاله ،ووافقه على ذلك أبوعمرو الجرمي ، ومن رأي رأيهما، فإن في القافية علي رأي الخليل ألف التأسيس ،مثل ألف عائد أو ألفالردف مثل ألف كتاب .
ويعرض في الردف الواو ، مثل مسعود ، والياء مثل سعيد ، فمتي اختل شى من ذلك قالت العرب اختلت القافية ، فلايجوز حدف أو
حركة ، ولايجوز أن يأتي بيت مؤسس وبيت غير مؤسس ، ولا بيت مردف في قصيدة واحدة البتة ، وميى وقع ذلك كان سندا قبيحا . ( كتاب القوافي لأبي الحسن الإربلي تح . عبد المحسن القطحاني / 78- 79 ) .
يستنتج مماسبق أن القافية تعني مجموع الأصوات التي تتمائل في آخر كل بيت من أبيات القصيدة ، هذه الأصوات تشمل الصوامت والحركات ، ويمكن تقسيم هذه الأصوات المتجانسة إلى قسمين : قسم يقع فى آخر البيت وسنطلق عليه القافية الداخلية ، وفي كل قسم من قسمي القافية نجد أن الصوت قد يكون صامتا وقد يكون حركة وفيمايلي إيضاح ذلك : 2: 2: 1 القافية الخارجية أقصد بالقافية الخارجية العناصر الصوتية التي تقع آخر كل بيت ، وتتكررفي كل أبيات القصيدة ، هذه العناصر قد تكون صوامت أو حركات .2: 2 : 1: أ الصوامت : يطلق على الصامت الذي يقع آخر البيت ، ويتكرر في كل أبيات القصيدةالروي ( حرف الروي) . والقصيدة التي معنا تنقسم إلى قسمين الروي في القسم الأول هو الكاف ، والروي في القسم الثاني القاف .
2 : 2 : 1: ب الحركات : قد يكون حرف الروي متبوعا بحركة ، وتسمى القافية عندئذ بالقافية المطلقة ، وقد يكون غير متبوع بحركة ، فتسمى القافية بالقافية المقيدة . في القصيدة التي معنا نجد أن حرف الروي متبوع بالفتحة الطويلة في القسم الثاني هذا يعني أن القافية في القصيدة مطلقة . 2 : 2: 2 القافية الداخلية : أقصدبها العناصر الصوتية التي تقع قبل حرف الروي . ويلاحظ أنه في القافية المطلقة قد يقع صامت غير متبوع بحركة قبل حرف الروي مباشرة ، أمافي القافية المقيدة فيقع صامت مصحوب بحركة قبل حرف الروي ، ولما كانت القصيدة التي معنا مطلقة القافية فأنه يجوز أن يكون الصامت الذي قبلهاغير متبوع بحركة . 2: 2 : 2 : أالصامت الذي يقع قبل حرف الروي نجد في القسم الأول من القصيدة أن الياء الساكنة وقعت قبل حرف الروي والتزم بها الشاعر في هذا القسم وعدد أبياته عشرة أبيات .
2: 2: 2:ب الحركة: قد تكون الحركة التي تسبق حرف الروي قصيرة أو طويلة ، ويسمى هذا عند أهل العروض بالردف . في القسم الثاني القصيدة التي معنا الحركة التي قبل حرف الروي تسمى بالردى حركة الفتحة الطويلة وهي التي تسمى بالردف ، لذا يسمى أهل العروض القافية في هذه الحالة بالقافية المردوفة . وقد التزم الشاعر بحركة الفتحة الطويلة في هذا القسم وعددأبياته خمسة عشربيتا. يقول د. أنيس إن التزام الشاعر بحركة بعينها قبل حرف الروي فإن هذا يكسب القافية نغما وموسيقي … وهنا أستطيع أن أقول إن موسيقي القافية عند الشاعر أقرب إلى الكمال .
2: 3 التصريع : يقصد به أن تكون قافية الشطر الأول ممائلة لقافية الشطر الثاني من البيت . ويلاحظ التصريع في القصيدة التي معنا في أبيات من في أبيات من 1علميني … كيف أشتاق إليك
إن عمري ساكن في مقلتيك
أي سحر أراه في ناظريك
أي حلم يموج في ساعديك
أي عطر يضيء في وجنتيك
أي ورد يضوع في شفتيك
أي شوق يرف في عينيك
أنت عطر الحياة في كل أيك
3- وأنا كركب يضيء اشتياقا
واشتهاء … ولهفه … وعناقا
ودلو يحضن السحابات عشقا
ويذيب الثلوج … والأطواقا
فاسكبي الشوق في الشرايين برقا
من سنا الوجد مائجا دفاقا
أبيات القسمين الأول والثاني . وفيمايلي هذه الأبيات : 2 :4 الوزن : تخضع القصيدة لوزنين هما الرمل والخفيف .
2 : 4: 1 الرمل : يعتمد هذا الوزن على تفعيلة واحدة هي فاعلاتن ، وتتكرر هذه التفعيلة ، في الشطر الواحد ثلاث مرات ، وللتفيلة فترة زمنية ، وتكرر التفعيلة يعني تكرار الفترة الزمنية المحددة ، هذا يعني تساوي الإيقاعات المكرورة ثلاث مرات في الشطر الواحد ، الرسم الآتي يوضح ذلك .
ملحوظات :
1- تبدأ التفعيلة بصوت مصحوب بحركة طويلة ، ونغمة الحركة الطويلة تقدر بضعف نغمة الحركة القصيرة ، ثم تهبط هذه النغمة العالية إلى مايوازي نصف هذا العلو . هذه هي نصف التفعيلة ، والنصف الثاني يشبه النصف الأول ، أي أنه يبدآ هو الآخر بصوت الحركة الطويلة ونغمته أطول بمقدار الضعف من نغمة الحركة القصيرة ثم تهبط النغمة إلى مايوازي النصف مع الحركة القصيرة .2- هذا المعدل الإيقاعي أي الاتفاع والانخفاض يتكرر في الشطر الواحد ثلاث مرات . هذا يعني أن الوحدات الإيقاعية للشطر متساوية .
ماسبق كان حديثا عن نغمة الوزن ، أما من حيث تكوين الوزن فيقول أهل العروض إن التفغيلة في هذا الوزن تتكون من سببين بينهما وتد مجموع . ويرى الأصواتيون أن هذا الوزن يتكون من أربعة مقاطع – الأول متوسط مفتوح والثاني قصير والثالث متوسط مفتوح والرابع متوسط مغلق ، هذا يعني أنه يتكون من ثلاثة مقاطع متوسطة ، اثنان منها متوسطان مفتوحان والأخير متوسط مغلق ، هذا يعني أنه يتكون من ثلاثة مقاطع متوسطة ، اثناه منها متوسطان مفتوحان والأخير متوسط مغلق ، وهناك مقاطع متوسطة ، اثنان منها متوسطان مفتوحان والأخير متوسط مغلق، وهناك مقطع آخرقصير .
2 : 4 : 2الخفيف : يعتمد هذا الوزن على تفعيلتين الأول فاعلاتن وتتكرر مرتين وبينهما التفعيلة الثانية وهي مستفعلن .هذا يعني أن الشطر الواحد من البيت يتكون من فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن . تختلف نغمة هذا الوزن عن الوزن الأول، ففي فاعلاتن ، ترتفع النغمة مع / فا / ثم تنخفضمع / ع / ثم تعود إلى الارتفاع مع / لا / تنخفض مرة ثانية مع / تن / . هذايعني أن هذه التفعيلة تتكون من وحدتين إيقاعيتين متساويتين ، كل واحدة تحتوي على صوت عال النغمة فصوت منخفض النغمة . أما مستفعلن فيتكون هو الآخر من أربعةمقاطع نغماتها جميعا منخفضة هو مس ، تف، ع ، لن ، وكل هذه النغمات مستاوية قي الانخفاض . الرسم الآتي يوضح نغمات هذا الوزن ،
ملحوظات :
1- النغمات من حيث العلو والانخفاض : نغمة التفعيلة الأولى تتراوح بين الارتفاع والانخفاض ، أمانغمة التفعيلة الثانية تتراوح بين الارتفاع والانخفاض، والنغمات هنا غير متساوية كما لاحظنا في رقم (1) ، ذلك أنه يفصل بين التفعيلة الأولى والثالثة تفعيلة منخفضة .
2- النغمات من حيث التكوين : نلاحظ أن التفعيلة الأولى تتكون من ثلاثة مقاطع متو سطة ومقطع قصير ، والذى يختلف بيهما هو نوع المقطع المتوسط وتوزيع هذه المقاطع ، ففي فاعلاتن مقطعان متوسطان مفتوحان هما الاول والثالث ، ومقطع متوسط مغلق هوالرابع والمقطع القصير يحتل الموقع الثاني أما مستفعلن ، فإنه يتكون من ثلاثة مقاطع مغلقة متوسطة تحتل المواقع الأول والثاني والرابع ، والمقطع القصير يحتل الموقع الثالث . والشكل الآتي يوضح ذلك
ثانيا : البنية الإيقاعية المتنوعة : لايتحقق جمال الإيقاع الشعري من التكرار فقط . ولكن العذوبة الموسيقية تتحقق بموازاة التكرار بالتنوع ، فكما يوازي الشعر بين الإيقاع والدلالات المختلفة يوازي كذلك بين حركات الوزن المتكررة وصوامته المتكررة ، ولكن نضع أيدينا على التوازي في الإيقاع الصوتي سندرس الأصوات المفردة والأصوات المركبة . 3 :1 الأصوات المفردة : الصوت المفرد قد يكون صاميا وقد يكون حركة ، والحركة قد تكون قصيرة وقد تكون طويلة ، عددالأصوات في القصيدة 1083 صوتا وتتوزع كالآتي :
عدد الصوامت 627 صامتا وعدد الحركات 315 حركة وعدد الحركاتالطويلة 141 حركة : 3 : 1: أ التنوع في الأصوات الصامتة : الجدول الآتي يوضح سمات الصوامت ومعدل تكرار كل صوت كما جاء في القصيدة والنسبة المئوية
لذلك . الآتي يوضح ذلك :
المقطع
الــوزن
ملحوظات
فاع لأتن
مستفعلن
(1)
(2)
(3)
(4)
(1)
(2)
(3)
(4)
متوسط مفتوح
+
+
يتكون فاعلان من مقطعين متوسطين مفتوحين ومقطع متوسط مغلق ويتكون مستفعلن من ثلاثة مقاطع متوسطة مغلقة ومقطع قصر يحتل الموقع الثالث .
متوسط مغلق
+
+
+
–
+
قصير
+
+
تكرار الصوامت والنسبة المئوية
العائــق
درجة الرنين
مكان النطق
مجموع الصوامت
+ عائق شديد
– عائق شديد
±عائق متوسط
+ رنين مهموس
+ رنين مجهور
+ مرفق
+ مفخم
تكرار الصوامت
220
261
146
251
376
559
68
627
النسبة المئوية
35 %
41%
24%
40%
60%
90%
10%
ملحوظات :
1- بلغت نسبة الأصوات الرخوة 41 % ، وهي أعلى من نسبة تكرار الصوامت الشديدة التي بلغت 35% ، وهذا يعني أن الموضوع الذي تحدث الشاعر عنه ، وهو الشوق تطلب منه استخدام نسبة عالية من الصوامت الرخوة ، ومن المعروف أن هذه الأصوات متمادة في النطق وليست مؤقتة كالأصوات الشديدة ، ويبدو أن هذا التمدد في الزمن يرجع إلى استغراق خروج الهواء من الفم عند النطق بها .
وهذا في الحقيقة يتلاءم مع موضوع القصيدة ، وهوموضوع يتعلق بالشعور ، ويحتاج لفترات نفسية طويلة تضم الإحساس والتعبير عن÷ أضف إلى ذلك أن استخدام 24% من الأصوات المتوسطة ، وهي الأخرى تحتاج إلى تمدد في الفترة الزمنية فهذا يعني أن مجموع الأصوات المتمادة سيرتفع إلى 65 % ، وهذا يعني تناسب الأصوات التي استخدمها الشاعر مع موضوع قصيدته .
2- بلغت نسبة الأصوات المجهورو 60 % وبلغت نسبة الأصوات المهموسة 40 % ، يقول إبراهيم أنيس إن نسبة تكرار الأصوات المهنوسة في الكلام العادي لاتتعدى 20% ، في حين أنها وصلت في هذه القصيدة إلى 40 % ، وهذا يعني زيادة في نسبة تكرار الأصوات المهموسة بمقدار الضعف ، يبدو أن هذه الزيادة تتلاءم مع موضوع الشوق ، ذلك أن الصوت المهموس أقل الأصوات إسماعآ ويبدو أن الشوق يحتاج إلى أصوات أقل إسماعآ ، لذافارتفاع نسبة هذه الأصوات يتلاءم مع موضوع القصيدة .
3- بلغت نسبة الأصوات المفخمة 10% ووصلت نسبة الأصولت المرقفة 90% هذا يعني أن الصوت المفخم لايتلاءم مع موضوع القصيدة .
أخلص مماسبق أن زيادة نسبة الأصوات الرخوة والمهموسة والمرققة يتلاءم مع موضوع الشوق . هذا يعني أن العلاقة بين سمات الأصوات في القصيدة وموضوعها تقوم علي مبدأ التوازي .
3 : 1: 5 التنوع في الحركات :
تكرار الحركة والنسبة المئوية للتكرار
الحركات القصيرة
الحركات الطويلة
المجموع
الفتحة
الكسرة
الضمة
الفتحة الطويلة
الكسرة الطويلة
الضمة الطويلة
تكرار الحركات
129
102
84
94
42
5
456
النسبة المئوية
28%
22%
18 %
20%
9%
1%
ملحوظات :
1- بلغت نسبة استخدام الحركات القصيرة في القصيدة 68% ووصلت نسبة استخدام الحركات الطويلة32 % . هذا يعني أن الحركات القصيرة في القصيدة تقدر بضعف الحركات الطويلة . ولما كانت نغمة الحركات القصيرة بمقدار الضعف . فهذا يعني أن الحركة ذات النغمة المنخفضة هي الشائعة في القصيدة .
وهذا يتلاءم موضوع الشوق فهو لايحتاج إلى نغمات عالية .
2- إذا استعرضنا العلاقة بين الحركات القصيرة في القصيدة سنجد أن معدل تكرار الفتحة يقدر ب28 % ، وإذا عرفنا أن الفتحة صوت متوسط ليس حادا كالكسرة وليس متضاهاأو ثقيلا كالفتحة أدركنا أن الشاعر استخدم هذا الصوت ليتلاءم مع شعوره وهو بث الشوق إلى المشتاق إليه . ونلاحظ نفس النسبة في حركة الفتحة الطويلة ، فقد وصلت إلى 20% بعكس الكسرة والضمة . ونلاحظ أن صوت الفتحة الطويلة استخدم في : أشتاق إليك ، وصحا القلب ، وعانقي أحلامه ، وأرى السحر : ناظريك ، وكلها تعبيرات تعبر عن الإفصاح عن شعوره تجاه المشوق إليه ، وعن وصفه كذلك ، أضف إلي ذلك أنه استخدم هذا الصوت حركة لحرف الروي . إن هذا يوضح مدى التلاؤم بين الفتحة الطويلة وهي صوت متوسط بين الكسرة والضمة وبين المعاني التي استخدم الشاعر هذا الصوت للتعبير عنها .
3 : 1 : ج التنوع في المقاطع : المقطع وحدة صوتية ، تتكون من مزيج من الصامت والحركة ، ويتفق تكوين المقطع مع طريقة اللغة فيتاليف البنى فيها. والمقطع هو نواةالموسيقى في الشعر . وللمقطع العربي عدد من الأشكال الشائع منها اثنان هما المقطع القصير والمقطع المتوسط . يتكون المقطع
القصيرمن صامت + حركة ، ويتكون المقطع المتوسط من صامت+ حركة (+حركة ) ويوصف المقطع الذي ينتهي بحركة بأنة مقطع مفتوح ،ويوصف +صامت المقطع الذي ينتهي بصامت بأنه مقطع مغلق .
والتزم الشاعر في قصيدته بالمقاطع الشائعة الآستخدام . ويبلغ مجموع المقاطع في القصيدة 472 مقطعآ ، والجدول الآتي يوضح توزضح توزيع هذه المقاطع والنسبة الئوية لتكرارها .
نوع المقطع
معدل التكرار في القصيدة
النسبة المئوية للتكرار في الطبيعة
المقطع القصير
173
36.5 %
المقطع المتوسط المفتوح
129
27.2 %
المقطع المتوسط المغلق
164
34.5 %
نتائج :
1- نلاحظ بشكل عام وجود تواز في توزيع المقاطع ، فأقل نسبة مئوية للتكرار هي 27,2 وأعلى نسبة للتكرار هي 36,5 % .
2- يمكن القول إن المقطع القصير هو أكثر المقاطع شيوعآ في القصيدة يليه المقطع التوسط المغلق ، أماالمقطع التوسط المفتوح فهو أقل هذه المقاطع شيوعآ. هذا يعني أن الشاعر فضل استخدام المقطع القصير الذي يحتاج إلي أقل فترة زمنية للنطق به ويليه المقطع التوسط المغلق ، ويبدو أن هذين النوعين لايتطلبان علوآ في الصوت ، وقد أوضحت قبل ذلك أن الشوق يلائمه الصوت الهادىء غير المرتفع .
3 : 1 : دالتنوع في الوزن : الذي يسبب التنوع في إيقاعات وزن البيت هو الزحاف والعلل .
الزحاف : الزحاف مفرد أو مركب .
الزحاف المفرد يشمل مايلي :
-الخبن : ويقصد به حذف الحرف الثاني الساكن . ومن ثم يتحول فاعلاتن إلى فعلاتن .
-الكف : وهو حذف سابع التفعلية متى كان ساكنا وثاني سبب ، مثل حذف النون منفاع لاتن فتصبح فاع لات .الزحاف المركب ، ويشمل الشكل . وهو مركب من الخبن والكف ، وهذا يعني حذف الحرف الثاني الساكن ، وحذف الحرف السابع الساكن ، ومن ثم تصبح فاعلاتن -> فعلات .
العلة المفردة تشمل الحذف والتشعيث .
الحذف : يقصد به إسقاط السبب الخفيف من آخر التفعيلة ، وهكذا تصبح فاعلاتن فاعلا ( فاعلن ) ، التشعيث : هو حذف أول أو ثاني الوتد المجموع وهكذا تصير فاعلاتن – ( فعلاتن ) .
العلة المركبة ؛ تشمل البتر ، وفيه يجتمع الحذف والقطع ، وقد عرفنا أنه يقصد بالحذف إسقاط السبب الخفيف من آخر التفعلية ، والقطع هو حذف ساكن الوتد المجموع وإسكان ماقبله وهكذا تصبح فاعلاتن -> فعال .
الجدول الآتي يوضح الزحاف والعلل في القسم الأول من القصيدة الذي علي جاء علي وزن الرمل
البيت
الشطر الأول
الشطر الثاني
الضرب
الحشو
العروض فاعلاتن
الحشــو
فاعلاتن
فاعلاتن
فاعلاتن
فاعلاتن
فاعلاتن
1
………….
………….
شكل
…………..
…………
كف
2
…………..
شكل
حذف
خبن
خبن
كف
3
………….
………….
حذف
………….
شكل
بتر
4
………….
………….
بتر
………….
………..
كف
5
…………
خبن
بتر
………….
…………
كف
ملاحظات :
1- فاعلاتن في صدر البيت لم يطرا عليها تغيير ، وطرأ التغيير على ” التفعيلة رقم (2) في البيتن الثاني والخامس أما العروض فقد طرأ عليه تغيير في كل الأبيات.
2- في الشطر الثاني طرأ خبن في صدر البيت الثاني وطرأخبن وشكل في التفعيلة الثانية أما الضرب فطرأت عليه تغييرات شملت كل الأبيات فطرأ الكف في 1و2و4و5 وطرأ بتر في 3 . وهذا يؤدي إلي خفض نغمة التفعيلة ويعني هذا الايذان بنهاية البيت فينخفض الصوت ثم يرتفع عند صدر البيت التالي ، هذا هو السبب في عدم وجود زحاف في التفعيلة الواقعة في صدر البيت .
3- إذا حاولنا حصر الزحاف والعلل في هذه الأبيات الخمسة فسنجد أن فاعلاتن في صدر البيت الأول لم تتغير وطرأ على فاعلاتن التالية وهي التفعلية (2) تغييران فقط وطرأ علي العروض 5 تغييات . وفي الشطر الثاني طرأ على التفعلية رقم (1) تغيير واحد وطرأ على التفعلية رقم (2) تغييران وطرأ علي الضرب خمسة تغييرات . والرسم البياني الآتي يوضح أثر هذه التغييرات في موسيقي هذه الأبيات .
ملاحظات :
1- يلاحظ أن تغييرين في البيت الأول يجعلان نغماته المتبقية أعلي من سواها ثم تنخفض النغمات في البيت الثاني لتصل إلي أقل حد من النغمات ثم يزداد الارتفاع في البيت الرابع ثم يعود إلي الانخفاض في البيت رقم (5) .
2- يوضح الرسم السابق تذبذب الإيقاع بين الارتفاع والانخفاض .
3:3 وزن الخفيف :
الجدول الآتي يوضح الزحاف والعلل في القسم الثاني من القصيدة الذي جاء علي الوزن
الخفيف .
البيت
الشطر الأول
الشطر الثاني
الضرب
فاعلاتن
الحشو
العروض فاعلاتن
الحشــو
فاعلاتن
مستفعلن
فاعلاتن
مستفعلن
6
……….
خبن
كف
………
خبن
كف
7
………..
خبن
كف
……….
خبن
شكل
8
……….
خبن
تشعيث
………..
خبن
كف
9
……….
خبن
خبن
………..
خبن
شكل
10
……….
خبن
خبن
خبن
خبن
شكل
11
خبن
خبن
……….
……….
خبن
خبن
12
……….
خبن
……….
……….
خبن
……….
13
……….
خبن
……….
……….
خبن
……….
14
……….
خبن
خبن
……….
خبن
تشعيت
15
……….
خبن
خبن
……….
خبن
تشعيت
16
……….
خبن
……….
……….
خبن
تشعيت
17
خبن
خبن
خبن
……….
خبن
تشعيت
18
……….
خبن
خبن
خبن
خبن
تشعيت
19
خبن
خبن
……….
……….
……….
خبن
20
……….
خبن
خبن
خبن
خبن
خبن
21
……….
خبن
……….
……….
خبن
……….
22
خبن
خبن
خبن
……….
خبن
تشعيت
23
……….
خبن
……….
……….
خبن
خبن
24
خبن
خبن
……….
……….
خبن
……….
25
……….
خبن
……….
……….
خبن
……….
ملاحظات :
1- فاعلاتن في صدر البيت طرأ عليها تغيير بالخبن في خمسة أبيات وفيما عدا ذلك جاءت التفعلية كاملة . وقد أو ضحت أن نغمة هذه التفعيلة عالية ، واحتفظت صدارة الأبيات رسم
بعلوها فيما عدا الأبيات الخمسة . وفي حشو السطر الثاني جاءت كاملة فيما عدا ثلاثة أبيات .
2- مستفعلن في حشو الصدر الأةل طرأ عليها تغيير في الأبيات بالخبن وكذا في حشو الشطر الثاني .
3- جاءت تفعيلة العروض وهي فاعلاتن كاملة في تسعة أبيات وأصابها تغيير في أحد عشر بيتآ ، ثمانية منها طرأ عليها الخبن واثنان الكف وواحد التشعيث . أما في الضرب فجاءت كاملة في أربعة أبيات وأصابها الخبن في أربعة أبيات والكف في بيتين والشكل في ثلاثة والتشعيث في سبعة .
يوضح الرسم السابق أن أعلى النغمات يتركز في الأبيات : 7- 8- 16- 20 وأقلها يتركز الأبيات 5- 12- 13- 15- 17 . وتتركز النغمات المتوسطة الأبيات .
1- 4- 9- 10- 19 . ومن ثم تختلف النغمة هنا عن النغمة في القسم الأول فالنغمة في القسم الأول تتردد بين الارتفاع والانخفاض ، أماهنا فالنغمة شبه مستفرة فهي عالية في بعض الأبيات ومنخفضة في أبيات أخرى ومتوسطة في عدد آخر من الأبيات .
يبدو أن تردد النغمة يتطابق مع الحالة النفسية للمشتاق ، فهو يصور في هذا القسم شوقه للمشتاق إليه ، والشوق يلازمه اضطراب في النفس بالطبع ، أما القسم الثاني فالشاعر يصف فيه المشتاق إليه ويشرح فيه أماله بلقائه ، ويبدو أن الذي يناسب ذلك هو شبه استقرار النغمة .
4 –المعجم :
4 : 1 الكلمة : هناك نوعان من الكلمات ، كلمات معجمية ، كلمات نحوية ، توصف الكلمة المعجمية بأنها كلمة منفتحة وتوصف الكلمة النحوية بأنها كلمة منغلقة ، الكلمة المنفتحة هي الكلمة التي تعبر عن عدد من المعاني بتعدد السياق الذي تقع فيه ، والكلمة المنغلقة هي التي تعبر عن وظيفة نحوية ، كالربط مثلآ .
يهتم المعجم بحصر الكلمات المنفتحة ، ويهدف إلى إيضاح الكلمات التى تتردد في النص ، وتوصف هذه الكلمات بأنها الكلمات الأساسية ،
م الكلمة معدد تكرارها
1 شوق (اشتياق ) 4
2 حنين 3
3 وجد 2
4 اشتهاء 2
5 حب 2
6 عشق 2
وتقوم بدور محوري The meticc role لذا توصف بأنها تمثل مفاتيح النص . ويتم التوصل إلى هذه الكلمات من خلال دراسة معانيها، وحصر المعاني المتكررة والمترادفة معانيه ، ترتبط فيما بينها بصلة القرابة ، ثم ترتيبها في حقل دلالي يوضح العلاقات الوفاقية والخلافية فيما بينها ، وكلما تكثفت مفردات الحقل الدلالي بتكرار الكلمات المفاتيح ، وكما اتسعت بالترادف وبالقرابة المعنوية كلما كان الموضوع رئيسيآ .
الحقل الرئيسي في هذه القصيدة هو حقل الشوق ، يضم هذا الحقل مفردات عن درجات الشوق المختلفة ، وأسباب الشوق ، ودارت كل الصور حول هذين المعنيين .فيمايلي قائمة بذلك :
م الكلمة معدد تكرارها
7 حلم 2
8 لهفة 1
9 احتراق 1
10 لامستقر 1
11 أمنية ( أماني ) 1
12 وفاق 1
4 :2 المكونات الدلالية للكلمات السابقة وهى الكلمات المفاتيح فى النص
الكلمـــة
الرغبة في اللقاء
شدة الرغبة في اللقاء
الشدة الملحة في الرغبة للقاء
الرغبة في اللقاء بحنان
الرغبة في اللقاء للجاذبية
الرغبة الملحة في اللقاء لشدة الجاذبية
الأمل في اللقاء
الأمل في اللقاءأثناء النوم
شوق
+
–
–
–
–
–
–
–
اشتياق
+
–
–
–
–
–
–
–
حنين
+
–
–
–
+
–
–
–
وجد
+
+
–
–
–
–
–
–
اشتهاء
+
+
–
+
–
–
–
–
لهفة
+
–
+
–
–
–
–
–
احتراق
+
+
+
–
–
–
–
–
لا مستقر
+
+
+
–
–
–
–
–
حب
+
–
–
–
–
–
–
–
عشق
+
–
–
–
+
+
–
–
حلم
+
–
–
–
+
–
–
–
أمنية
+
–
–
–
–
–
+
+
(أماني)
+
–
–
–
–
–
+
–
ملحوظات :
1- تشترك هذة الكلمات في عنصر من عنصر من عناصر المعنى وهو الرغبة في اللفاء وتدل الكلمات وجد ، واشتهاء واحتراق ولا مستقر على عنصر إضافي وهو شدة الرغبة في اللقاء وتحتوي الكلمتان احتراق ولامستقر على عنصر آخر هو الشدة الملحة .
2- تحتوي كلمتا حنين ، وجد على عنصر الرغبة اللقاء + عنصر الحنان في هذا اللقاء .
3- تحتوي كلمتا حب وعشق على عنصر الرغبة في اللقاء بسبب الجاذبية ويضاف إلى حالة العشق عنصر آخر هو شدة الجاذبية .
4- تحتوي كلمتا الحلم والأمنية على التمني في اللقاء ، غير أن الحلم يعني حدوث هذا التمني في المنام .
5- الذي يوضح العلاقات بين هذه المفرادات هو الشكل الآتي :
الرسم
يوضح هذا الشكل أن الرغبة في اللقاء عنصر مشترك بين المفردات ، العلاقة الأساسية إذآ هي علاقة الاشتمال .
وتشترك : وجد واشتهاء واحتراق ولامستقر في عنصر الشدة والشدة الملحة ، وهذا العنصر هو الذي يميز هذه الكلمات عن الحب والعشق لأن هاتين الكلمتين تحويان على عنصر الجاذبية وهذا اختلاف في نوعية العنصر ،هناك مجموعة أخرى هي التي تعبر عن التمني في اللقاء ، وهذا اختلاف آخر في نوعية العنصر .
إذا نظرنا إلى الكلمات التي تعبرعن الرغبة في اللقاء سنجد أن الشاعر استخدم الاشتياق في البيت الأول واستخدم الشوق في البيت (8)واستخدم اشتهاء ولهفة في البيت 11 واستخدم الوجد في البيت 15 . هذا يعني أنه بدأ شعره بالتعبير عن الرغبة في اللقاء وكلما تقدم في قصيدته كلما أوغل في استخدام تعبيرات تعبر عن شدة رغبته في اللقاء فهو ينتقل بنا تدريجيآ في التعبير عن شدة الرغبة في اللقاء فشدة الرغبة الملحة . ويلاحظ كذلك أنه استخدم الحب في البيت (10) واستخدم العشق في البيت (16) وقد أو ضحت الدراسة أن العشق يحتوى على عنصر أعمق من الحب فكأن الشاعر يصور لنا نفسه ويوضح كيف يتعمق الاعجاب بالمشتاق إليه في نفسه كلما تقدمنا في قراءة القصيدة .
4 : 3 الصورة : سأتحدث هنا عن التشبيه والاستعارة والمجاز .
التشبيه : التشبيه في القصيدة هر التشبيه البليغ ، وأمثلته ، أنت بستان . أنا باقة . هو طير .
أناكوكب .أرى وجهك الصبوح شعاعآ . الاستعارة : تنتج الاستعارة عن مفارقة دلالية . تؤدي هذه المفارقة إلى شعور المتلقي بالمفاجاة فتثير لديه شعورآ بالدهشة والطرافة معآ ، والاستعارة ثلاثة أنواع هي :
1 – الاستعارة التجسيدية ، وتنتج عن اقتران كلمة تشير دلالتها إلى الجماد بأخرى تشير دلالتها إلى المجرد .
2- الاستعارة الإيحائية . وتحصل باقتران كلمة يرتبط مجال استخدامها بالكائن الحى : حيوان أو نبات – بأخرى ترتبط دلالتها بمعنى مجرد أو جماد .
3-الاستعارة التشخيصية ، وتحصل باقتران كلمتين ، إحداهما تشير إلي خاصية بشرية والأخرى تشير إلى جماد أوحي أو مجرد . ” سعد مصلوح ، 217 – 218 ” .الاستعارة التجسدية في القصيدة
+ جماد + مجرد :
يموج لبحلم المسافات تتلاقى
عطر الحياة يملأ الأفاق مشرقات حنينآ
نجمة الحب عطر الأحداق الأماني ممطرات
تفيض الأغاني أشرقت الصباحات الوجه الصبوح
إشراق للمني اسكبي الشوق
الاستعارة الايحائية :
+ كائن حي
+حيوان + مجرد
+
+نبات +جماد
1- كائن حي + مجرد
عانقي أحلامه حلم أسير تتساقى الأدمع
شوق يرف
إشراق المنى
سابح في الحنين تعطر قصة الجمال
2- نبات + مجرد
بستان حنان
باقة حب
3- كائن حي + جماد
تشدو نجمة يملأ الوجه
تجري السحابات
يذيب الأطواق
يحضن السحابات
تتساقي الحكايا
تتساقى من أدمعي
تتلاقى فى دمي
اسكبي فى الشرايين
الاستعارة التشخيصية :
1-بشرى + مجرد
عمري ساكن
عانقي أحلامه يضيء العطر أضاءت رؤاتي
يضيء وجنتيك ييلاقى المسافات مشرقات حنيناً
2 – بشرى + كائن حي مشرقات حنيناً
ساكن في مقلتيك
هائم في شاطئيك
يضوع في شفتيك
يضيء اشتياقاً
سابح في الحنين
تجري السحابات
التركيب :
2 : 1 التركيب الدلالي :
يهدف التركيب الدلالي إلى إيضاح تماسك القصيدة . أوضحت في المستوى المعجمي أن الموضوع الأساسي للقصيدة هو الشوق . وقد قسم الشاعر قصيدته إلى ثلاثة أقسام . يمتد القسم الأول من البيت الأول حتى البيت الخامس ، ويمتد القسم الثاني من البيت السادس حتى البيت العاشر ويمتد القسم الثالث من البيت الحادي عشر حتى البيت الخامس والعشرين .
موضوع القسم الأول هو الشوق . أو ضح فيه أنه قبل الشوق كان بمثابة النائم ثم أيقظه الشوق إلى المشوق إليها، وموضوع القسم الثاني هو وصف المشوق إليها ، فقد وصف عينيها بأنهما ساحرتان ، ووصف وجنتيها بأنهما مضيأتان وشفتيها بأنهما ورديتان . إنها بتت الحياة في جسده ، فهي إذن بمثابة الروح ، وكيف لاوهي بمثابة آلهة الجمال عند اليونان :فينوس ، وهي بمثابة النجمة المضيئة في ظلام دامس ، وعصفورة تشدو في سكون تام .وموضوع القسم الثالث هو وصف شعوره حيال المشوق إليها أوضح فيه أنه يتوق إلى أن يحنو إليها . وأنه يحترق لوعة للقائها إنها جعلته أسيرآ لها ، وهو مسرور بهذا الأسر لايريد الانفكاك منه . وأوضح الشاعر أن رغبته في لقاء المشوق إليها بعيدة المنال ، اذا يصورها ببزوغ الشمس أثناء الغيوم ويصور شوقه إليها بعواصف الخريف ، ويصور شوقه لها بجمال الربيع ، وصور وجهها بالقمر الذي يضىء الآفاق . وعبر عن أمانيه بلقاء المشوق إليها فأوضح أنه يود أن يلتقي بالسحاب وأنه مستعد لإذابة الثلوج وإزالة الأطواق التي تعيق هذا اللقاء . إنه في شوقه وأمله في لقاء المشوق إليها كعصفور يغردفي الهواء على أمل اللقاء . وأوضح أن قلبه يحترق وهو مملوء بالشوق.
ولما لم يتحقق اللقاء ولن يتحقق راح يتخيل تحقيق هذا اللقاء في عالم الحلم ، وهنا تخيل صورآ من مشاهد هذا اللقاء وأثره عليه ، فالدموع تنهمر من عينيه فرحة بهذا اللقاء .وتخيل أن اللقاء تم في ظلام الليل الحالك ولكن نار الشوق التي توقدت في نفسه أضاءت هذا الظلام . وإذا ابيهى الحلم وبزغ الصباح بزغ معه الشعوربحنان اللقاء. ولما كان اللقاءصعب المنال راح يصوره بالمطر الذي يغيث الأرض ويحول جفافها إلي حدائق موردة إنه يرى أن وجهها هو الشعاع الذي انبثق في الظلام فأضاءه وعنا أشرق الصباح .يقول إن الوجد وهو زيادة الشوق للقاء المشوق إليها ازداد في شرايين قلبه ، فهو إذن بمثابة الدم الذي يتدفق في هذه الشرايين فيهبه الحياة . وصور تدفق الشوق في الشرايين بالبرق في السحاب ، فكما أن البرق يرغم السحاب ، على أن يبوح بالمطر فكذا الشوق في الشرايين يلح عليه للقاء المشوق إليها .
2 : 2 الضمائر :
توزيع الضمائر في القصيدة :
مجموع الضمائر في القصيدة ثلاثة وتسعون ضميرآ ، تكرر ضمير المتكلم خمس عشرة مرة ، وتكرر ضمير المخاطب سبعآ وعشرين مرة وتكرر ضمير الغائب إحدي وخمسين مرة . وبلغ مجموع الضمائر البارزة سبعآ وأربعين ضميرآ . وبلغ مجموع الضمائر المستترة ستآ وأربعين ضميرآ وضمائر المذكر واحدا وخمسين ضميرآ أما ضمائر المؤنث فاثنان وأربعون ضميرآ . يعود منهاعلى الجمع عشرة ضمائر ، والجمع هو جمع غير العاقل . الضمائر المؤثرة في النص هي الضمائر التي تعود إلى المشوق إليها وهي ضمائر المخاطبة والضمائر المتاثرة في النص هي ضمائر المتكلم .
عائد الضمير ، من المعروف أن مرجع ضمير المتكلم هو المتكلم نفسه ، ومرجع المخاطب هو الشخض الموجة اليه الحديث ، أما مرجع ضمير الغائب فهو الشخص السابق في الكلام ، فكأن ضمير الغائب يشير إلى اسم سبق الإشارة إليه في الكلام ، لذا يوصف ضمير الغائب بأنه بمثابة الإشارة إلى اسم سبق ذكره .
يلاحظ في هذه القصيدة أن ضمير الغائب قد يعود إلى المتكم ، وهذا يشكل طابعآ خاصآ لهذه القصيدة . يلاحظ ذلك في الأبيات الآتية :
1 – سابح في الحنين … لا مستقر
بل فضاء … يئن فيه احتراقا
يحتوي الوصف ( سابح ) على ضمير مستتر ، تقديره هو ، وعائد هذا الضمير هو الذي يشعر بالحنو إلى لقاء المشوق إليها ونحن نعرف من سياق القصيدة أن المشوق هو المتكلم هذا يعي أن مرجع هذا الضمير هو المتكلم . وكذلك الأمر بالنسبة إلى ” لا مستقر ” وإلى ” يئن ” .
2 – السحابات فوق عينيه تجري
وهو في الأسر لايطيق انطلاقا
واضح من الضمير في ( عينيه تجري ) ومن الضمير : ( وهو في الأسر لايطيق انطلاق ) ،أن الشاعر وهو المشوق في القصيدة يتحدث عن نفسه بواسطة الحكاية ، ويبدو أن هذا هو السبب في استخدام ضمائر الغيبة بدلآ من ضمائر المتكلم .
شمسه في الغيوم حلم أسير
ما رأت بعد .. للمنى إشراقآ !!
نهاره الوجد في الخريف ربيعا
أقمر الوجه … يملأ الآ فاقا
ودلو يحضن السحابات عشقا
ويذيب الثلوج … والأطواقا
بجناحين … من غناء ووصل
يسبح القلب … يغزل الأشواقا
ويمارج الشاعر بعد ذلك بين ضميري الغائب والمتلكم في البيت الآتي :
نبضه … قصة الجمال تراءت
في كياني … تعطر الأحداقا
فالضمير في ( نبضه ) يعود على المتكلم كما في ( كياني ) بالضبط ، ويستمر الشاعر على هذه الممازجة حتى البيت 12 .
العلاقة بين الضمائر وأقسام النص :
سأقسم هذا النص إلى خمسة أقسام ، يضم كل قسم خمسة أبيات . والجدول الآتي يوضح نسبة تكثيف الضمائر في كل قسم من أقسام هذا النص .
جدول 7
تكثيف الضمائر :
لاحظنا أن القسم الأول هو أكثر أقسام القصيدة اشتمالآ علي الضمائر ، يتكثف في هذا القسم ضمير المخاطب ، إذ بلغ معدل تكراره أربعة عشر ضميرآ ويليه ضمير الغائب إذ بلغ معدل تكراره ثمانية ضمائر ويليه ضمير المتكلم إذ بلغ معدل تكراره خمسة ضمائر . إن ماسبق يعني أن هذا القسم ركز الحديث علي المشوق إليها، إذ أو ضح فيه الشاعر أنه يخاطب المشوق إليها، لذا نجده يحاورها فيطلب منها أن توضح له كيف يعبر عن أشتياقه إليها، ويعبر عن ثقته بأنها تبادله هذا الشوق . لذا نجد أن في هذا القسم يقيم الشاعر حوارآ بينه وبينها فيوضح أنها رقيقة مملوءة بالحنان وأن تعرفه عليها جعل حياته مشرقة , لذا يطلب منها أن تستجيب لرغبته في اللقاء بها ، وهو بمثابة الطائر الهائم الذي عرف بعد التعرف عليها مكانآ يرسو فيه .
وفي القسم الثاني يتكثف ضمير المخاطب كذلك لأن الشاعر يستمر في وصف المشوق إليها وأوضح أسباب شوقه لها بأن عينيها ساحرتان وأنها رزينة وأن وجنتيها مضياتان وشفتيها ورديتان وأنها بمثابة فينوس في الجمال .
وفي القسم الثالث ينتقل التكثيف إلى ضمير الغائب ، ولكني أوضحت أن مرجع هذا الضمير هو المتكلم . هذا يعني أن الشاعر في هذا القسم بدأ يشرح مافي نفسه من شوق إلى المشوق إليها فهو يشعر بالشوق والاشتهاء واللهفة إليها وأنه يشعر بالحنين للقاء بها وأنه أسربها وسعيد بهذا الأسر ، وأن أمنيتهاللقاء بها وأنه مستعد لتحطيم أي قيد يحول بينة وبين اللقاء بها .
ويلاحظا أن ضمير المخاطب لم يرد في هذا القسم مطلقآ ، وهذا يؤكد أن الشاعر خصص هذا القسم لوصف شعوره بالشوق إليها.
وفي القسمين الرابع والخامس يستمر الشاعر في الحديث عن شوقه فأوضح أن القلب يحنو إلي اللقاء بها لأنه جذب بجمالها وراح يتخيل مشاهد من اللقاء بها ، لذا وصف لقاءه بها في الظلام الدامس بأنه بمثابة الضوء الذي أحال الظلمة إلى ضياء . ومن هنا بزغ الصباح ، لقد شبه وجهها بالشمس فكما أن الشمس تزيل ظلمة الليل بواسطة الأشعة التي ترسلها إلى الفضاء فكذا وجهها يضىء الظلام بالأشعة التي يرسلها إلى المشوق .
الأفعال:
عدد الأفعال في القصيدة واحد وثلاثون فعلآ، تتوزع كالآتي : الماضي 5 أفعال . المضارع 21 فعلآ ، والأمر 5 أفعال . أفعال تدل صيغة الماضي على حدث وقع قبل التكلم وتدل صيغة المضارع على حدث وقع متزامنآ مع وقت المتكلم ، وتدل صيغة الاستقبال على حدث سيقع بعد التكلم . وفي القصيدة التي معنا يدل سياق الماض على حدث وقع قبل زمن المتكلم ولكنه استمر حتى وقت التكلم ، يتضح ذلك من الأمثلة الآتية :
1- إن قلبي قد صحا مستقبلآ
صبح أيامك … والسعد لديك
يلاحظ في هذا البيت أن الفعل ( صحا) قد أعقبه اسم الفاعل ( مستقبلآ ) ، ونحن نعرف أن اسم الفاعل المنون يفيد الاستقبال ، يقول الفراء ؛ وهو يعرض لقوله تعالى : )كل نقس ذائقة الموت ( : وأكثر ما تختار العرب في اسم الفاعل التنوين والنصب في المستقبل ، فإذا كان معناه ماضيآ لم يكادوا يقولون إلآ بالإضافة ( بوزفو / 99 ). ويصف شلوفسكي توالي الماضي واسم الفاعل الدال على الاستقبال بأنه زمن مركب يفيد الاستمرار، هذا يعني أن الحدث بدأ قبل التكلم واستمر حتى وقت التكلم وسيظل مستمرآ إلى ما بعد الاستيقاظ وهكذا في هذاالبيت ، فالمشوق عندما صحا في الماضي إذا به بعد هذا الاستقياظ يلمح وجهها فيلا زمه شروق هذا الوجه منذ الاستيقاظ إلى مايليه من وقت الصباح .
شمسه في الغيوم حلم أسير
مارأت بعد … للمنى إشراقآ
زمن الفعل ( رأت ) هو الماضي ولكنه أستمر حتى وقت التكلم والذي يوضح ذلك هو الظرف (بعد) أي مارأت عينه الشمس وسط الغيوم حتى الآن . ولذا فإن إشراق شعاع الشمش المؤذن باللقاء لم يحن بعد وهذا كله يعني أن أمنيته بتحقيق اللقاء بالمشوق إليها لم تتحقق حتى الآن .
3 – نبضه … قصة الجمال تراءت
في كياني … تعطر الأحداقا
زمن الفعل (تراءي) هو الماضي ، ولكنه استمر حتى زمن التكلم ، والذي أوضح ذلك جملة الحال : (تعطر الأحداق) . فهو يريد أن يقول إن جمال المشوق إليها قد أثر في نفسه ، وأدى ذلك إلى تغيير في نبضه وهذا التاثير هو ماجعله يكون سعيدآ مرتاح النفس لمن ينظر إليه فهو كشخص زين حدقة عينية والمقصود بالطبع كشخص زين عينية ، فأصبحت جميلة ومن ثم أصبح هو سعيدآ .
4 – المساءات في رؤاي أضاءت
والمسافات في دمي تتلاقى
زمن الفعل (أضاءت) هو الماضي ، ولكنه استمر حتى وقت التكلم ، والذي يوضح هذا الاستمرار الزمني هو في الجملة المستانفة ، ” (والمسافات في دمي تتلاقى) ” ذلك أنه هنا يصف مارآه في منامه من رؤى مختلفة تمنيه بلقاء المشوق إليها . إن هذه الرؤى أضاءت له ظلمة المساء وتفرب له المسافات البعيدة التي تفصله عن المشوق إليها ، هذا يعني أن المسافات غير واضحة في ظلمة المساء ولكن رؤاه أضاءت هذه الظلمة فجعلته يلاحظ أن المسافات البعيدة بدأت تنحصر في وقت الحلم وهو الوقت .المزامن للرؤى .
تدل صيغة المضارع على حدث وقع أثناء التكلم أو في زمن مصاحب لزمن التكلم . إذا نظرنا إلى الأفعال التي جاءت في صيغة المضارع في القصيدة سنلاحظ أنها تدور حول أربعة حقول دلالية هي الشعور والإفحاص والحركة والتحول . الأفعال الدالة على الشعور هي أشتاق . تشتهي . يطيق . والأفعال الدالة على الإفصاح هى : تشدو . يئن . والأفعال الدالة على الحركة هي : يرف – تفيض – تجري . يسبح . والأفعال التي تدل على التحول هي : يملأ – يذيب – يغزل – تتساقى .
إن طبيعة هذه الأفعال أنها تحتاج إلى استمرار في الوقت ، وهذا يعني أنهاتحدث متزامنة مع وقت التكلم ثم تستمر إلى مابعد هذاالوقت ، فالمضارع هنا يستمر حتى الاستقبال .
تدل صيغة الأمر في القصيدة على الالتماس ، لأنه موجه من المشوق إلى المشوق إليها . ويتضح ذلك في الأبيات الآتية :
1- علميني … كيف أشتاق إليك
إن عمري ساكن في مقلتيك
2- عانقي أحلامه في فرح
فهو طير هائم في شاطئيك
3- غردي وانطلقي سابحة
واحمليني بين عينيك إليك
4- فاسكبي الشوق في الشرايين برقا
من سنا الوجد مائجا دفاقا
الحروف والأدوات :
سبق أن أوضحت أن الكلمات نوعان كلمات منفتحة هي الكلمات المعجمية ، وكلمات منعلقة ويقصد بها الكلمات النحوية . وتوضح هذه الكلمات علاقة قد تكون بين وظيفتين نحويتين أو بين جملتين : الأدوات في هذه القصيدة هي إن ، أي ، بين ، بل ، لو ، الواو .
(1) إن : حرف توكيد ، يؤكد الجملة الخبرية .وعندما يلقى الخبر ويكون المتلقي خالي الذهن عن مضمون الخبر فإنهه لايصحب عادة بتوكيد ، ولكن قد يكون للمخاطب سابق معرفة بالحكم الذي يفسده الخبر ، ولكن هذا الحكم يمتزج بالشك لذا يلجا المبدع إلى تأكيد هذا الخبر بأداة من أدوات التوكيد كإن التي معنا ، يتضح ذلك من الأبيات الآتية :
1- علميني .. كيف أشتاق إليك
إن عمري ساكن في مقلتيك
يقول الشاعر هنا ملتمسا من المشوق إليها أن تعلمه كيف يعبر عن الشوق . ثم يوضح لها السبب ، فيقول موجها كلا مه لها ” حياتي مرتبطة بك … ولكنه شعر بأن هذا الكلام قد يفسر بشىء من الشك لذا راح يؤكده ليدفع هذا الشك .
2- إن قلبي … قد صحا مستقبلا
صبح أيامك … والسعد لديك
وهنا يؤكد لها كذلك أنه بعدما تعرف عليها وشعر بالشوق إليها أصبحت الأيام بالنسبة لهكلها إشراق ، أو قل هي مشرقة لاتغيب الشمس عنها أبدآ .ولاشك أن إن تدفع الشك في ذلك .
2-أي أي في الأساساستفهامية ، ولكن الشاعر هنا استخدمها ليوضح بها التعجب من الشىء المضاف إليها ، ويتضح ذلك ممايلي :
أ –التعجب من سحر عينيها المشوق إليها
وحلُمها ، يقول في هذا :
أيسحر أراه في ناظريك
أي حلم يموج في ساعديك
ب – التعجب من عطر الوجنتين أي ما ارتفع من
الخدين ، ومن حمرة الشفتين
أي عطر يضىء في وجنتيك
أي ورد يضوع في شفتيك
ج – التعجب من الشوق الذي يلأ عينيها أي شوق يرف في عينيك ؟ !
أنت عطر الحياة في كل أيك
3- بل تفيد القصر ، أي تخصيص أمربآخر ، هذا يعني أن الجملة التي تستخدم فيها بل تحتوي علي أمرين ، الأول هو الأمر الذي يضرب عنه . قال تعالى :)ولديناكتاب ينطق بالحق ، وهم لايظلمون ، بل قلوبهم في غمرة( ” المؤمنون : 62- 64 ) ، وقال تعالى : )أم يقولون به جنة ، بل جاءهم بالحق( ” المؤمنون : 70 ” .
والثاني المخصص ، وهو المقصور عليه . يقع الأمر المضروب عنه قبل بل ، ويقع الأمر المخصص بعد بل .
وفي النص الذي معنا نلاحظ أن بل سبقت بنفي .. هذا يعني أن تركيب بل في القصيدة أخذ الشكل الآتي :
…………….. بل ……………
هذا هو التركيب المسور عند التوليديين ، والتركيب المسور في القصيدة هو :
لامستقر … بل فضاء … يئن فيه احتراقآ وهو يعني يئن محترقآ في مكان لامستقر له بل فضاء ، فمكان الأنين إذن هوليس مكانآ لا قرار له ولكنهمكان فضاء فالشاعر إذن خص الفضاء ليكون مكاناً لأنينه .
4- لو : لو في القصيدة وقعت بعد ود ونحن نعرف ان الفعل ود يحتاج إلي مفعول به يتكون من جملة أو يتكون كما يقول التوليديون من (ج) وتحتاج الجملة إلي أداة للربط هذه الأداة هي لو وبتعبير النحويين لو هنا حرف مصدري مثلها مثل أن لذا ينصب الفعل المضارع بعدها علي إضمار أن .. من أمثلة ذلك في القصيدة قول الشاعر :
أغسطس 9 2011
الطاقة الشعرية فى القصيدة العربية المعاصرة د / صلاح الدين حسنين
الطاقة الشعرية
فى القصيدة العربية المعاصرة
د / صلاح الدين حسنين (* )
1- مدخل :
تفيد هذه الدراسة من معطيات علم اللسانيات ، وتهدف إلى اكتشاف الطاقة الشعرية فى نص معين هو “علميني كيف أشتاق ” للدكيور صابر عبد الدايم .
* التحليل اللساني تحليل علمي دقيق ينظر إلى النص على أنه بنية تتكون من عدد من المستويات : الإيقاع والمعجم والتركيب . ويسعى إلى تحليل العلاقاي التى تربط بين عناصر كل مستوى والمستوى الآخر من ناحية أخرى.
يعتمد التحاليل اللساني علي التمييز بين الطاقةالشعريةوالانجاز الشعري ، أقصد بالطاقة الشعرية الكفاءة ، التى يتمتع بها الشاعر ، وأقصد بالإنجاز ما حققه الشاعر من هذه الكفاءة في عمله الشعري، وبتعبير آخر تتمثل الكفاءة في التركيب النموذجي والعلاقات الكامنة بين أجزاء هذا التركيب وأقصد بالإنجاز تتبع التغيرات التى أدخلها الشاعر على التركيب والعلاقات النموذجية ، بحيث يمكن القول إن هذه التغيرات هى التي تسم الشاعر المعين بطابع معين ، يقول “محمد مفتاح ” إن العمل الشعري يعتمد على محورين : التشاكل والتباين . ( تحليل الخطاب الشعري \ 15 -30 ) إنه يعني بذلك أن العمل الشعري يجمع بين عنصرين الكفاءة وتتمثل فى التركيب القائم على التشاكل ، والإنجاز ويتمثل في التغييرات التي يدخلها الشاعر على التركيب النموذجي القائم على التشاكل ؟؟
2- الإيقاع :
تهدف دراسة الإيقاع إلى إبراز المقاطع الموسيقية في النص ، مع ا لتركيز على مواضع تكرار هذه المقاطع، ومواضع اختلافها في النغم علوآ وانخفاضاالذا يميز الدارسون بين النموذج العروضي للبيت هو المعنى ، الذي يهدف الشاعر إلى إبرازه ، وهنا يبرز التعارض بين الوزن والتركيب النحوي ، وهذا هو الفرق بين الشعر والنثر ، ذلك أن الشاعر يسعى ألى التعبير عن معان مختلفة من خلال بنية إيقاعية متكررة فى البيت ، وكلما وفق الشاعر في التعبير عن هذه المعاني فى نطاق بنية إيقاعية واحدة ، كلما كان ذلك أقرب إلى الكمال . والحق أن المعنى يعاد تشكيله من جديد في الشعر ، هذا يعني أن للايقاع يدا في تشكيل المعنى ، يقول فاليري : تاقصيدة هي ذلك التردد الممتد بين الإيقاع والمعنى ” . تتناول البنية الإيقاعية دراسة جرس الحروف والقافية والوزن .
أولا : البنية الايقاعية المكرورة :
2 :1 أجراس الحروف :
2 :1 : أ : تكرار الحروف الأساسية في القصيدة ، وهي أكثر الحروف تكرارا هي الهمزة والنون والراء واللام .
2 :1 : أ :1 : معدل تكرار الهمزة ثمان وثلاثون مرة ، ومعدل تكرار النون والراء ثلاث وثلاثون مرة ، ومعدل تكراراللام إحدى وثلاثون مرة . إذا أضفنا ألى ذلك حرفي الروي فسنجد أنه الكاف في القسم الأول من القصيدة ، والقاف في القسم الثاني منها .
2 : 1 : أ : 2 توزيع الهيمنة : نجد أن النون تبرز أساسا في صدر الشطر الأول ، فمعدل تكرارها في هذا الموقع سبع عشرة مرة ، يليها الراء في منتصف الشطر الأول فمعدل تكرارها اثنتا عشرة مرة . تتصدر الهمزة صدرالشطر الثاني ، فمعدل تكرارها اثنتا عشرة مرة ، ويليها اللام ، فهي تبرز في منتصف الشطر الثاني بمعدل أربع عشرة مرة ، ثم ياتي بعد ذلك حرف الروي الكاف ويتكرر بمعدل عشر مرات في القسم الأول من القصيدة ، والكاف وهويتكرر بمعدل أربع عشرة مرة . توصف النون والراء – وهما الصوتان الشائعان في الشطر الأول – بانهما من الأصوات المتوسطة. فالنون صوت لثوي أنفي متوسط ، والراء صوت لثوي ترددي فموي متوسط هذا يعني أنهما يشتركان في المخرج وهو اللثة وفي سمة التوسط ، ويختلفان في أن النون أنفية والراء ترددية .
ماذا يعني هذا الخلف ؟ يعني أن الصوت الذي يهيمن على بداية البيت صوت مغنون ، أي صوت يصاحبه غنة ، والغنة صوت محبوب للأذن ، وهو أكثر الأصوات – أو الأصوات الرنينة كما يصفها جليسون (Descriptive Linguistics ) – إسماعايليه صوت واضح في السمع كذلك لأن صوت متوسط، ولكنه ليس مغنونا ولكنه ترددي ، هذا يعني أنه أقل إسماعا من النون . أخلص من هذا إلى أن الذي يهيمن عبى الشطر الأول من البيت صوتان واضحان في السمع ولكن بينها خلاف ،هذا يكمن في نغمة كل منهما ، فنغمة النون عالية ونغمة الراء أقل علوا من النون ، وهذا كله يعني أن البيت يبدأ بصوت عال في النغمة ، يليه صوت أقل علوا في النغمة . * توصف الهمزة التي تتصدر بداية الشطر الثاني من الأبيات بأنها صوت حنجري شديد مهوس، ويوصف متوسط – رنيني – لثوي التوائي فموي . هذا يعني أن الشطر الثاني من البيت يهيمن عليه صوت إسماعه منخفض جدا لأنه صوت شديد مهموس وهو يوصف بأنه أقل أنواع الأصوات إسسماعا ويليه صوت رنيني متوسط إسماعه عال ، فكان الشاعر يتعمداستخدام صوت منخفض في الشطر الثاني ثم يليه صوت عال . وتوصفكل من الكاف والقاف بأنهما من ألاصوات الشديدة المهموسة ، غير أن الكاف صوت رقيق والقاف صوت مفخم وكل منهما إسماعه منخفض جدا نشتنتج مماسبق أن توزيع الهيمنة سيكون كالآتي :صوت مغنون عال يليه صوت ترددي أقل منه إسماعا، وفي الشطر الثاني نجدأن الشاعر يواصل استخدام الأصوات الأقل إسماعا ثم يعود في منتصف الشطر الثاني إلىاستخدام صوت أكثر إسماعا وعندما يصل إلى نهاية الشطر يستخدم صوتا أقل إسماعا. والرسم الآتي يوضح اختلاف نغمة الأصوات المهيمنة علي البيت في القصيدة .
ملحوظات :
1- نلاحظ أن الصوت المهيمن على بداية الشطر الأول إسماعه عال والصوت المهيمن على منتصف الشطر الأول أقل اسماعا من الأول ، ثم يستمر الشاعر في استخدام صوت أقل إسماعا في نداية الشطر الثاني ثم يعود في منتصف الشطر إلى استخدام صوت عال وينهي البيت بصوت أقل إسماعا
2- هذا يعني أن معدل تكرار الأصوات المهيمنة في القصيدة ليس تكرارا عفويا. ولكنه يشير إلى درجات السلم الموسيقي ، فهو يبدأ بصوت عال ثم يتدرج في النخفاض إلى أن يصل إلى أقل درجة من الإسماع ثم يعود إلى الارتفاع مرة ثانية ، لكن هذا الارتفاع أقل من الارتفاع الذي بدابه الشطر الأول من البيت، ثم يتجه مرة ثانية إلى الانخفاض مع حرفي الروي وهما الكاف والقاف ، ويبدو أن هذا استعداد للانتقال إلىبداية البيت التالى : 2 : 1: ب : تكرار الحروف بين كلمتين في داخل البيت مع اختلاف المعنى ” الجناس ” الجناس في القصيدة هو الجناس الماقص والجناس بشكل عام علاقة داخلية بين الكلمتين المجانستين ، هي علاقة اللزومفي التداعي ، فلايكاد يوجد مدلول الكلمة ألاويوجد مدلول مجانسها ، في النفس ، هذا يعني أنه يجتمع في ذهن المتلقي الكلمتان المتجانستان ، ولكنهما يعكسان دلالتين مختلفتين ، يوحيان بأشياء مختلفة في الحياة ، يقول ” أحمد بورفور ” نقلآ عن خليل بن أيبك الصفدي إن الجناس بشكل عام مطمع ، لأن المتلقي يتوقع لفظا ثانيا يخالف الأول ليدل على مدلول مخالف لللأول ، ولكنه يفاجا بتجانس الكلمة الثانية – مع أن التجانس جزئي – مع المحافظة على اختلاف المعنى ” أحمدبورفور ” تأبط شرا /29 -30 ” . ومواقع الجناس في القصيدة هو ما تحته خط في الأبيات الآتية :
أنت بستان حنان عاطر
وأنا باقة حب في يديك
والصباحات مشرقات حنينا
والأماني ممطرات … وفافا
شمسه في الغيوم حلم أسير
مارأت بعد للمنى إشراقا
إن قلبي – قد صحا مستقبلا
صبح أيامك … والسعد لديك
غردي وانطلقي سابحة
واحمليني بين عينيك إليك
نجمة الحب في فضائل تشدو
بأغان تفيض منك إليك
السحابات فوق عينبك تجري
وهو فيالأسر لايطيق انطلاقا
ملحوظات :
1- يقع الجناس الناقص في سبعة أبيات من أبيات القصيدة .
2- يلاحظ أن الجناس يقع في الشطر الأول في الأبيات الأربعة التالية .
3- يلاحظ أن الجناس في الشطر الأول يتمثل في تكرار النون والميم في 1و3 وفي تكرار الثاء في ( 2 ) . أما في الشطر الثاني فيتمثل في تكرار الكاف والقاف . وهذا يثبت ما سبق أن استنتجته من استخدام أصوات عالية الإسماع في الشطر الأول وأصوات منخفضة الإسماع في الشطرالثاني :
2 : 2 القافية :
القافية عند الخليل هي من آخر حرف إلى أول ساكن يليه مع المتحرك الذي قبله الساكن ، ومثالها قول لبيد :
عفت الديار محلها ، فمقامها
بمنى تأبد غولها فرجامها فالقافية من جيم رجامها إلى آخر البيت، وحجة الخليل أن الرسم الذي ذكره ، جامع جميع الحروف والحركات:المسميات اللازمة في القافية ، التي لايجوز اختلافها ولااختلال شىء منها ،ولو اختل شىء منها لاختلت القافية ، كذلك تقول العرب ، ولو اختل شرء مما قبل هذه الحروف والحركات لمتتغير القافية باختلاله ،ووافقه على ذلك أبوعمرو الجرمي ، ومن رأي رأيهما، فإن في القافية علي رأي الخليل ألف التأسيس ،مثل ألف عائد أو ألفالردف مثل ألف كتاب .
ويعرض في الردف الواو ، مثل مسعود ، والياء مثل سعيد ، فمتي اختل شى من ذلك قالت العرب اختلت القافية ، فلايجوز حدف أو
حركة ، ولايجوز أن يأتي بيت مؤسس وبيت غير مؤسس ، ولا بيت مردف في قصيدة واحدة البتة ، وميى وقع ذلك كان سندا قبيحا . ( كتاب القوافي لأبي الحسن الإربلي تح . عبد المحسن القطحاني / 78- 79 ) .
يستنتج مماسبق أن القافية تعني مجموع الأصوات التي تتمائل في آخر كل بيت من أبيات القصيدة ، هذه الأصوات تشمل الصوامت والحركات ، ويمكن تقسيم هذه الأصوات المتجانسة إلى قسمين : قسم يقع فى آخر البيت وسنطلق عليه القافية الداخلية ، وفي كل قسم من قسمي القافية نجد أن الصوت قد يكون صامتا وقد يكون حركة وفيمايلي إيضاح ذلك : 2: 2: 1 القافية الخارجية أقصد بالقافية الخارجية العناصر الصوتية التي تقع آخر كل بيت ، وتتكررفي كل أبيات القصيدة ، هذه العناصر قد تكون صوامت أو حركات .2: 2 : 1: أ الصوامت : يطلق على الصامت الذي يقع آخر البيت ، ويتكرر في كل أبيات القصيدةالروي ( حرف الروي) . والقصيدة التي معنا تنقسم إلى قسمين الروي في القسم الأول هو الكاف ، والروي في القسم الثاني القاف .
2 : 2 : 1: ب الحركات : قد يكون حرف الروي متبوعا بحركة ، وتسمى القافية عندئذ بالقافية المطلقة ، وقد يكون غير متبوع بحركة ، فتسمى القافية بالقافية المقيدة . في القصيدة التي معنا نجد أن حرف الروي متبوع بالفتحة الطويلة في القسم الثاني هذا يعني أن القافية في القصيدة مطلقة . 2 : 2: 2 القافية الداخلية : أقصدبها العناصر الصوتية التي تقع قبل حرف الروي . ويلاحظ أنه في القافية المطلقة قد يقع صامت غير متبوع بحركة قبل حرف الروي مباشرة ، أمافي القافية المقيدة فيقع صامت مصحوب بحركة قبل حرف الروي ، ولما كانت القصيدة التي معنا مطلقة القافية فأنه يجوز أن يكون الصامت الذي قبلهاغير متبوع بحركة . 2: 2 : 2 : أالصامت الذي يقع قبل حرف الروي نجد في القسم الأول من القصيدة أن الياء الساكنة وقعت قبل حرف الروي والتزم بها الشاعر في هذا القسم وعدد أبياته عشرة أبيات .
2: 2: 2:ب الحركة: قد تكون الحركة التي تسبق حرف الروي قصيرة أو طويلة ، ويسمى هذا عند أهل العروض بالردف . في القسم الثاني القصيدة التي معنا الحركة التي قبل حرف الروي تسمى بالردى حركة الفتحة الطويلة وهي التي تسمى بالردف ، لذا يسمى أهل العروض القافية في هذه الحالة بالقافية المردوفة . وقد التزم الشاعر بحركة الفتحة الطويلة في هذا القسم وعددأبياته خمسة عشربيتا. يقول د. أنيس إن التزام الشاعر بحركة بعينها قبل حرف الروي فإن هذا يكسب القافية نغما وموسيقي … وهنا أستطيع أن أقول إن موسيقي القافية عند الشاعر أقرب إلى الكمال .
2: 3 التصريع : يقصد به أن تكون قافية الشطر الأول ممائلة لقافية الشطر الثاني من البيت . ويلاحظ التصريع في القصيدة التي معنا في أبيات من في أبيات من 1علميني … كيف أشتاق إليك
إن عمري ساكن في مقلتيك
أي سحر أراه في ناظريك
أي حلم يموج في ساعديك
أي عطر يضيء في وجنتيك
أي ورد يضوع في شفتيك
أي شوق يرف في عينيك
أنت عطر الحياة في كل أيك
3- وأنا كركب يضيء اشتياقا
واشتهاء … ولهفه … وعناقا
ودلو يحضن السحابات عشقا
ويذيب الثلوج … والأطواقا
فاسكبي الشوق في الشرايين برقا
من سنا الوجد مائجا دفاقا
أبيات القسمين الأول والثاني . وفيمايلي هذه الأبيات : 2 :4 الوزن : تخضع القصيدة لوزنين هما الرمل والخفيف .
2 : 4: 1 الرمل : يعتمد هذا الوزن على تفعيلة واحدة هي فاعلاتن ، وتتكرر هذه التفعيلة ، في الشطر الواحد ثلاث مرات ، وللتفيلة فترة زمنية ، وتكرر التفعيلة يعني تكرار الفترة الزمنية المحددة ، هذا يعني تساوي الإيقاعات المكرورة ثلاث مرات في الشطر الواحد ، الرسم الآتي يوضح ذلك .
ملحوظات :
1- تبدأ التفعيلة بصوت مصحوب بحركة طويلة ، ونغمة الحركة الطويلة تقدر بضعف نغمة الحركة القصيرة ، ثم تهبط هذه النغمة العالية إلى مايوازي نصف هذا العلو . هذه هي نصف التفعيلة ، والنصف الثاني يشبه النصف الأول ، أي أنه يبدآ هو الآخر بصوت الحركة الطويلة ونغمته أطول بمقدار الضعف من نغمة الحركة القصيرة ثم تهبط النغمة إلى مايوازي النصف مع الحركة القصيرة .2- هذا المعدل الإيقاعي أي الاتفاع والانخفاض يتكرر في الشطر الواحد ثلاث مرات . هذا يعني أن الوحدات الإيقاعية للشطر متساوية .
2 : 4 : 2الخفيف : يعتمد هذا الوزن على تفعيلتين الأول فاعلاتن وتتكرر مرتين وبينهما التفعيلة الثانية وهي مستفعلن .هذا يعني أن الشطر الواحد من البيت يتكون من فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن . تختلف نغمة هذا الوزن عن الوزن الأول، ففي فاعلاتن ، ترتفع النغمة مع / فا / ثم تنخفضمع / ع / ثم تعود إلى الارتفاع مع / لا / تنخفض مرة ثانية مع / تن / . هذايعني أن هذه التفعيلة تتكون من وحدتين إيقاعيتين متساويتين ، كل واحدة تحتوي على صوت عال النغمة فصوت منخفض النغمة . أما مستفعلن فيتكون هو الآخر من أربعةمقاطع نغماتها جميعا منخفضة هو مس ، تف، ع ، لن ، وكل هذه النغمات مستاوية قي الانخفاض . الرسم الآتي يوضح نغمات هذا الوزن ،
ملحوظات :
1- النغمات من حيث العلو والانخفاض : نغمة التفعيلة الأولى تتراوح بين الارتفاع والانخفاض ، أمانغمة التفعيلة الثانية تتراوح بين الارتفاع والانخفاض، والنغمات هنا غير متساوية كما لاحظنا في رقم (1) ، ذلك أنه يفصل بين التفعيلة الأولى والثالثة تفعيلة منخفضة .
2- النغمات من حيث التكوين : نلاحظ أن التفعيلة الأولى تتكون من ثلاثة مقاطع متو سطة ومقطع قصير ، والذى يختلف بيهما هو نوع المقطع المتوسط وتوزيع هذه المقاطع ، ففي فاعلاتن مقطعان متوسطان مفتوحان هما الاول والثالث ، ومقطع متوسط مغلق هوالرابع والمقطع القصير يحتل الموقع الثاني أما مستفعلن ، فإنه يتكون من ثلاثة مقاطع مغلقة متوسطة تحتل المواقع الأول والثاني والرابع ، والمقطع القصير يحتل الموقع الثالث . والشكل الآتي يوضح ذلك
ثانيا : البنية الإيقاعية المتنوعة : لايتحقق جمال الإيقاع الشعري من التكرار فقط . ولكن العذوبة الموسيقية تتحقق بموازاة التكرار بالتنوع ، فكما يوازي الشعر بين الإيقاع والدلالات المختلفة يوازي كذلك بين حركات الوزن المتكررة وصوامته المتكررة ، ولكن نضع أيدينا على التوازي في الإيقاع الصوتي سندرس الأصوات المفردة والأصوات المركبة . 3 :1 الأصوات المفردة : الصوت المفرد قد يكون صاميا وقد يكون حركة ، والحركة قد تكون قصيرة وقد تكون طويلة ، عددالأصوات في القصيدة 1083 صوتا وتتوزع كالآتي :
عدد الصوامت 627 صامتا وعدد الحركات 315 حركة وعدد الحركاتالطويلة 141 حركة : 3 : 1: أ التنوع في الأصوات الصامتة : الجدول الآتي يوضح سمات الصوامت ومعدل تكرار كل صوت كما جاء في القصيدة والنسبة المئوية
لذلك . الآتي يوضح ذلك :
ملحوظات :
1- بلغت نسبة الأصوات الرخوة 41 % ، وهي أعلى من نسبة تكرار الصوامت الشديدة التي بلغت 35% ، وهذا يعني أن الموضوع الذي تحدث الشاعر عنه ، وهو الشوق تطلب منه استخدام نسبة عالية من الصوامت الرخوة ، ومن المعروف أن هذه الأصوات متمادة في النطق وليست مؤقتة كالأصوات الشديدة ، ويبدو أن هذا التمدد في الزمن يرجع إلى استغراق خروج الهواء من الفم عند النطق بها .
وهذا في الحقيقة يتلاءم مع موضوع القصيدة ، وهوموضوع يتعلق بالشعور ، ويحتاج لفترات نفسية طويلة تضم الإحساس والتعبير عن÷ أضف إلى ذلك أن استخدام 24% من الأصوات المتوسطة ، وهي الأخرى تحتاج إلى تمدد في الفترة الزمنية فهذا يعني أن مجموع الأصوات المتمادة سيرتفع إلى 65 % ، وهذا يعني تناسب الأصوات التي استخدمها الشاعر مع موضوع قصيدته .
2- بلغت نسبة الأصوات المجهورو 60 % وبلغت نسبة الأصوات المهموسة 40 % ، يقول إبراهيم أنيس إن نسبة تكرار الأصوات المهنوسة في الكلام العادي لاتتعدى 20% ، في حين أنها وصلت في هذه القصيدة إلى 40 % ، وهذا يعني زيادة في نسبة تكرار الأصوات المهموسة بمقدار الضعف ، يبدو أن هذه الزيادة تتلاءم مع موضوع الشوق ، ذلك أن الصوت المهموس أقل الأصوات إسماعآ ويبدو أن الشوق يحتاج إلى أصوات أقل إسماعآ ، لذافارتفاع نسبة هذه الأصوات يتلاءم مع موضوع القصيدة .
3- بلغت نسبة الأصوات المفخمة 10% ووصلت نسبة الأصولت المرقفة 90% هذا يعني أن الصوت المفخم لايتلاءم مع موضوع القصيدة .
أخلص مماسبق أن زيادة نسبة الأصوات الرخوة والمهموسة والمرققة يتلاءم مع موضوع الشوق . هذا يعني أن العلاقة بين سمات الأصوات في القصيدة وموضوعها تقوم علي مبدأ التوازي .
3 : 1: 5 التنوع في الحركات :
ملحوظات :
1- بلغت نسبة استخدام الحركات القصيرة في القصيدة 68% ووصلت نسبة استخدام الحركات الطويلة32 % . هذا يعني أن الحركات القصيرة في القصيدة تقدر بضعف الحركات الطويلة . ولما كانت نغمة الحركات القصيرة بمقدار الضعف . فهذا يعني أن الحركة ذات النغمة المنخفضة هي الشائعة في القصيدة .
وهذا يتلاءم موضوع الشوق فهو لايحتاج إلى نغمات عالية .
2- إذا استعرضنا العلاقة بين الحركات القصيرة في القصيدة سنجد أن معدل تكرار الفتحة يقدر ب28 % ، وإذا عرفنا أن الفتحة صوت متوسط ليس حادا كالكسرة وليس متضاهاأو ثقيلا كالفتحة أدركنا أن الشاعر استخدم هذا الصوت ليتلاءم مع شعوره وهو بث الشوق إلى المشتاق إليه . ونلاحظ نفس النسبة في حركة الفتحة الطويلة ، فقد وصلت إلى 20% بعكس الكسرة والضمة . ونلاحظ أن صوت الفتحة الطويلة استخدم في : أشتاق إليك ، وصحا القلب ، وعانقي أحلامه ، وأرى السحر : ناظريك ، وكلها تعبيرات تعبر عن الإفصاح عن شعوره تجاه المشوق إليه ، وعن وصفه كذلك ، أضف إلي ذلك أنه استخدم هذا الصوت حركة لحرف الروي . إن هذا يوضح مدى التلاؤم بين الفتحة الطويلة وهي صوت متوسط بين الكسرة والضمة وبين المعاني التي استخدم الشاعر هذا الصوت للتعبير عنها .
3 : 1 : ج التنوع في المقاطع : المقطع وحدة صوتية ، تتكون من مزيج من الصامت والحركة ، ويتفق تكوين المقطع مع طريقة اللغة فيتاليف البنى فيها. والمقطع هو نواةالموسيقى في الشعر . وللمقطع العربي عدد من الأشكال الشائع منها اثنان هما المقطع القصير والمقطع المتوسط . يتكون المقطع
القصيرمن صامت + حركة ، ويتكون المقطع المتوسط من صامت+ حركة (+حركة ) ويوصف المقطع الذي ينتهي بحركة بأنة مقطع مفتوح ،ويوصف +صامت المقطع الذي ينتهي بصامت بأنه مقطع مغلق .
والتزم الشاعر في قصيدته بالمقاطع الشائعة الآستخدام . ويبلغ مجموع المقاطع في القصيدة 472 مقطعآ ، والجدول الآتي يوضح توزضح توزيع هذه المقاطع والنسبة الئوية لتكرارها .
نتائج :
1- نلاحظ بشكل عام وجود تواز في توزيع المقاطع ، فأقل نسبة مئوية للتكرار هي 27,2 وأعلى نسبة للتكرار هي 36,5 % .
2- يمكن القول إن المقطع القصير هو أكثر المقاطع شيوعآ في القصيدة يليه المقطع التوسط المغلق ، أماالمقطع التوسط المفتوح فهو أقل هذه المقاطع شيوعآ. هذا يعني أن الشاعر فضل استخدام المقطع القصير الذي يحتاج إلي أقل فترة زمنية للنطق به ويليه المقطع التوسط المغلق ، ويبدو أن هذين النوعين لايتطلبان علوآ في الصوت ، وقد أوضحت قبل ذلك أن الشوق يلائمه الصوت الهادىء غير المرتفع .
3 : 1 : دالتنوع في الوزن : الذي يسبب التنوع في إيقاعات وزن البيت هو الزحاف والعلل .
الزحاف : الزحاف مفرد أو مركب .
الزحاف المفرد يشمل مايلي :
-الخبن : ويقصد به حذف الحرف الثاني الساكن . ومن ثم يتحول فاعلاتن إلى فعلاتن .
-الكف : وهو حذف سابع التفعلية متى كان ساكنا وثاني سبب ، مثل حذف النون منفاع لاتن فتصبح فاع لات .الزحاف المركب ، ويشمل الشكل . وهو مركب من الخبن والكف ، وهذا يعني حذف الحرف الثاني الساكن ، وحذف الحرف السابع الساكن ، ومن ثم تصبح فاعلاتن -> فعلات .
العلة المفردة تشمل الحذف والتشعيث .
الحذف : يقصد به إسقاط السبب الخفيف من آخر التفعيلة ، وهكذا تصبح فاعلاتن فاعلا ( فاعلن ) ، التشعيث : هو حذف أول أو ثاني الوتد المجموع وهكذا تصير فاعلاتن – ( فعلاتن ) .
العلة المركبة ؛ تشمل البتر ، وفيه يجتمع الحذف والقطع ، وقد عرفنا أنه يقصد بالحذف إسقاط السبب الخفيف من آخر التفعلية ، والقطع هو حذف ساكن الوتد المجموع وإسكان ماقبله وهكذا تصبح فاعلاتن -> فعال .
الجدول الآتي يوضح الزحاف والعلل في القسم الأول من القصيدة الذي علي جاء علي وزن الرمل
ملاحظات :
1- فاعلاتن في صدر البيت لم يطرا عليها تغيير ، وطرأ التغيير على ” التفعيلة رقم (2) في البيتن الثاني والخامس أما العروض فقد طرأ عليه تغيير في كل الأبيات.
2- في الشطر الثاني طرأ خبن في صدر البيت الثاني وطرأخبن وشكل في التفعيلة الثانية أما الضرب فطرأت عليه تغييرات شملت كل الأبيات فطرأ الكف في 1و2و4و5 وطرأ بتر في 3 . وهذا يؤدي إلي خفض نغمة التفعيلة ويعني هذا الايذان بنهاية البيت فينخفض الصوت ثم يرتفع عند صدر البيت التالي ، هذا هو السبب في عدم وجود زحاف في التفعيلة الواقعة في صدر البيت .
3- إذا حاولنا حصر الزحاف والعلل في هذه الأبيات الخمسة فسنجد أن فاعلاتن في صدر البيت الأول لم تتغير وطرأ على فاعلاتن التالية وهي التفعلية (2) تغييران فقط وطرأ علي العروض 5 تغييات . وفي الشطر الثاني طرأ على التفعلية رقم (1) تغيير واحد وطرأ على التفعلية رقم (2) تغييران وطرأ علي الضرب خمسة تغييرات . والرسم البياني الآتي يوضح أثر هذه التغييرات في موسيقي هذه الأبيات .
ملاحظات :
1- يلاحظ أن تغييرين في البيت الأول يجعلان نغماته المتبقية أعلي من سواها ثم تنخفض النغمات في البيت الثاني لتصل إلي أقل حد من النغمات ثم يزداد الارتفاع في البيت الرابع ثم يعود إلي الانخفاض في البيت رقم (5) .
2- يوضح الرسم السابق تذبذب الإيقاع بين الارتفاع والانخفاض .
3:3 وزن الخفيف :
الجدول الآتي يوضح الزحاف والعلل في القسم الثاني من القصيدة الذي جاء علي الوزن
الخفيف .
فاعلاتن
ملاحظات :
1- فاعلاتن في صدر البيت طرأ عليها تغيير بالخبن في خمسة أبيات وفيما عدا ذلك جاءت التفعلية كاملة . وقد أو ضحت أن نغمة هذه التفعيلة عالية ، واحتفظت صدارة الأبيات رسم
بعلوها فيما عدا الأبيات الخمسة . وفي حشو السطر الثاني جاءت كاملة فيما عدا ثلاثة أبيات .
2- مستفعلن في حشو الصدر الأةل طرأ عليها تغيير في الأبيات بالخبن وكذا في حشو الشطر الثاني .
3- جاءت تفعيلة العروض وهي فاعلاتن كاملة في تسعة أبيات وأصابها تغيير في أحد عشر بيتآ ، ثمانية منها طرأ عليها الخبن واثنان الكف وواحد التشعيث . أما في الضرب فجاءت كاملة في أربعة أبيات وأصابها الخبن في أربعة أبيات والكف في بيتين والشكل في ثلاثة والتشعيث في سبعة .
يوضح الرسم السابق أن أعلى النغمات يتركز في الأبيات : 7- 8- 16- 20 وأقلها يتركز الأبيات 5- 12- 13- 15- 17 . وتتركز النغمات المتوسطة الأبيات .
1- 4- 9- 10- 19 . ومن ثم تختلف النغمة هنا عن النغمة في القسم الأول فالنغمة في القسم الأول تتردد بين الارتفاع والانخفاض ، أماهنا فالنغمة شبه مستفرة فهي عالية في بعض الأبيات ومنخفضة في أبيات أخرى ومتوسطة في عدد آخر من الأبيات .
يبدو أن تردد النغمة يتطابق مع الحالة النفسية للمشتاق ، فهو يصور في هذا القسم شوقه للمشتاق إليه ، والشوق يلازمه اضطراب في النفس بالطبع ، أما القسم الثاني فالشاعر يصف فيه المشتاق إليه ويشرح فيه أماله بلقائه ، ويبدو أن الذي يناسب ذلك هو شبه استقرار النغمة .
4 –المعجم :
4 : 1 الكلمة : هناك نوعان من الكلمات ، كلمات معجمية ، كلمات نحوية ، توصف الكلمة المعجمية بأنها كلمة منفتحة وتوصف الكلمة النحوية بأنها كلمة منغلقة ، الكلمة المنفتحة هي الكلمة التي تعبر عن عدد من المعاني بتعدد السياق الذي تقع فيه ، والكلمة المنغلقة هي التي تعبر عن وظيفة نحوية ، كالربط مثلآ .
يهتم المعجم بحصر الكلمات المنفتحة ، ويهدف إلى إيضاح الكلمات التى تتردد في النص ، وتوصف هذه الكلمات بأنها الكلمات الأساسية ،
م الكلمة معدد تكرارها
1 شوق (اشتياق ) 4
2 حنين 3
3 وجد 2
4 اشتهاء 2
5 حب 2
6 عشق 2
وتقوم بدور محوري The meticc role لذا توصف بأنها تمثل مفاتيح النص . ويتم التوصل إلى هذه الكلمات من خلال دراسة معانيها، وحصر المعاني المتكررة والمترادفة معانيه ، ترتبط فيما بينها بصلة القرابة ، ثم ترتيبها في حقل دلالي يوضح العلاقات الوفاقية والخلافية فيما بينها ، وكلما تكثفت مفردات الحقل الدلالي بتكرار الكلمات المفاتيح ، وكما اتسعت بالترادف وبالقرابة المعنوية كلما كان الموضوع رئيسيآ .
الحقل الرئيسي في هذه القصيدة هو حقل الشوق ، يضم هذا الحقل مفردات عن درجات الشوق المختلفة ، وأسباب الشوق ، ودارت كل الصور حول هذين المعنيين .فيمايلي قائمة بذلك :
م الكلمة معدد تكرارها
7 حلم 2
8 لهفة 1
9 احتراق 1
10 لامستقر 1
11 أمنية ( أماني ) 1
12 وفاق 1
4 :2 المكونات الدلالية للكلمات السابقة وهى الكلمات المفاتيح فى النص
ملحوظات :
1- تشترك هذة الكلمات في عنصر من عنصر من عناصر المعنى وهو الرغبة في اللفاء وتدل الكلمات وجد ، واشتهاء واحتراق ولا مستقر على عنصر إضافي وهو شدة الرغبة في اللقاء وتحتوي الكلمتان احتراق ولامستقر على عنصر آخر هو الشدة الملحة .
2- تحتوي كلمتا حنين ، وجد على عنصر الرغبة اللقاء + عنصر الحنان في هذا اللقاء .
3- تحتوي كلمتا حب وعشق على عنصر الرغبة في اللقاء بسبب الجاذبية ويضاف إلى حالة العشق عنصر آخر هو شدة الجاذبية .
4- تحتوي كلمتا الحلم والأمنية على التمني في اللقاء ، غير أن الحلم يعني حدوث هذا التمني في المنام .
5- الذي يوضح العلاقات بين هذه المفرادات هو الشكل الآتي :
الرسم
يوضح هذا الشكل أن الرغبة في اللقاء عنصر مشترك بين المفردات ، العلاقة الأساسية إذآ هي علاقة الاشتمال .
وتشترك : وجد واشتهاء واحتراق ولامستقر في عنصر الشدة والشدة الملحة ، وهذا العنصر هو الذي يميز هذه الكلمات عن الحب والعشق لأن هاتين الكلمتين تحويان على عنصر الجاذبية وهذا اختلاف في نوعية العنصر ،هناك مجموعة أخرى هي التي تعبر عن التمني في اللقاء ، وهذا اختلاف آخر في نوعية العنصر .
إذا نظرنا إلى الكلمات التي تعبرعن الرغبة في اللقاء سنجد أن الشاعر استخدم الاشتياق في البيت الأول واستخدم الشوق في البيت (8)واستخدم اشتهاء ولهفة في البيت 11 واستخدم الوجد في البيت 15 . هذا يعني أنه بدأ شعره بالتعبير عن الرغبة في اللقاء وكلما تقدم في قصيدته كلما أوغل في استخدام تعبيرات تعبر عن شدة رغبته في اللقاء فهو ينتقل بنا تدريجيآ في التعبير عن شدة الرغبة في اللقاء فشدة الرغبة الملحة . ويلاحظ كذلك أنه استخدم الحب في البيت (10) واستخدم العشق في البيت (16) وقد أو ضحت الدراسة أن العشق يحتوى على عنصر أعمق من الحب فكأن الشاعر يصور لنا نفسه ويوضح كيف يتعمق الاعجاب بالمشتاق إليه في نفسه كلما تقدمنا في قراءة القصيدة .
4 : 3 الصورة : سأتحدث هنا عن التشبيه والاستعارة والمجاز .
التشبيه : التشبيه في القصيدة هر التشبيه البليغ ، وأمثلته ، أنت بستان . أنا باقة . هو طير .
أناكوكب .أرى وجهك الصبوح شعاعآ . الاستعارة : تنتج الاستعارة عن مفارقة دلالية . تؤدي هذه المفارقة إلى شعور المتلقي بالمفاجاة فتثير لديه شعورآ بالدهشة والطرافة معآ ، والاستعارة ثلاثة أنواع هي :
1 – الاستعارة التجسيدية ، وتنتج عن اقتران كلمة تشير دلالتها إلى الجماد بأخرى تشير دلالتها إلى المجرد .
2- الاستعارة الإيحائية . وتحصل باقتران كلمة يرتبط مجال استخدامها بالكائن الحى : حيوان أو نبات – بأخرى ترتبط دلالتها بمعنى مجرد أو جماد .
3-الاستعارة التشخيصية ، وتحصل باقتران كلمتين ، إحداهما تشير إلي خاصية بشرية والأخرى تشير إلى جماد أوحي أو مجرد . ” سعد مصلوح ، 217 – 218 ” .الاستعارة التجسدية في القصيدة
+ جماد + مجرد :
يموج لبحلم المسافات تتلاقى
عطر الحياة يملأ الأفاق مشرقات حنينآ
نجمة الحب عطر الأحداق الأماني ممطرات
تفيض الأغاني أشرقت الصباحات الوجه الصبوح
إشراق للمني اسكبي الشوق
الاستعارة الايحائية :
+ كائن حي
+حيوان + مجرد
+
+نبات +جماد
1- كائن حي + مجرد
عانقي أحلامه حلم أسير تتساقى الأدمع
شوق يرف
إشراق المنى
سابح في الحنين تعطر قصة الجمال
2- نبات + مجرد
بستان حنان
باقة حب
3- كائن حي + جماد
تشدو نجمة يملأ الوجه
تجري السحابات
يذيب الأطواق
يحضن السحابات
تتساقي الحكايا
تتساقى من أدمعي
تتلاقى فى دمي
اسكبي فى الشرايين
الاستعارة التشخيصية :
1-بشرى + مجرد
عمري ساكن
عانقي أحلامه يضيء العطر أضاءت رؤاتي
يضيء وجنتيك ييلاقى المسافات مشرقات حنيناً
2 – بشرى + كائن حي مشرقات حنيناً
ساكن في مقلتيك
هائم في شاطئيك
يضوع في شفتيك
يضيء اشتياقاً
سابح في الحنين
تجري السحابات
التركيب :
2 : 1 التركيب الدلالي :
يهدف التركيب الدلالي إلى إيضاح تماسك القصيدة . أوضحت في المستوى المعجمي أن الموضوع الأساسي للقصيدة هو الشوق . وقد قسم الشاعر قصيدته إلى ثلاثة أقسام . يمتد القسم الأول من البيت الأول حتى البيت الخامس ، ويمتد القسم الثاني من البيت السادس حتى البيت العاشر ويمتد القسم الثالث من البيت الحادي عشر حتى البيت الخامس والعشرين .
موضوع القسم الأول هو الشوق . أو ضح فيه أنه قبل الشوق كان بمثابة النائم ثم أيقظه الشوق إلى المشوق إليها، وموضوع القسم الثاني هو وصف المشوق إليها ، فقد وصف عينيها بأنهما ساحرتان ، ووصف وجنتيها بأنهما مضيأتان وشفتيها بأنهما ورديتان . إنها بتت الحياة في جسده ، فهي إذن بمثابة الروح ، وكيف لاوهي بمثابة آلهة الجمال عند اليونان :فينوس ، وهي بمثابة النجمة المضيئة في ظلام دامس ، وعصفورة تشدو في سكون تام .وموضوع القسم الثالث هو وصف شعوره حيال المشوق إليها أوضح فيه أنه يتوق إلى أن يحنو إليها . وأنه يحترق لوعة للقائها إنها جعلته أسيرآ لها ، وهو مسرور بهذا الأسر لايريد الانفكاك منه . وأوضح الشاعر أن رغبته في لقاء المشوق إليها بعيدة المنال ، اذا يصورها ببزوغ الشمس أثناء الغيوم ويصور شوقه إليها بعواصف الخريف ، ويصور شوقه لها بجمال الربيع ، وصور وجهها بالقمر الذي يضىء الآفاق . وعبر عن أمانيه بلقاء المشوق إليها فأوضح أنه يود أن يلتقي بالسحاب وأنه مستعد لإذابة الثلوج وإزالة الأطواق التي تعيق هذا اللقاء . إنه في شوقه وأمله في لقاء المشوق إليها كعصفور يغردفي الهواء على أمل اللقاء . وأوضح أن قلبه يحترق وهو مملوء بالشوق.
ولما لم يتحقق اللقاء ولن يتحقق راح يتخيل تحقيق هذا اللقاء في عالم الحلم ، وهنا تخيل صورآ من مشاهد هذا اللقاء وأثره عليه ، فالدموع تنهمر من عينيه فرحة بهذا اللقاء .وتخيل أن اللقاء تم في ظلام الليل الحالك ولكن نار الشوق التي توقدت في نفسه أضاءت هذا الظلام . وإذا ابيهى الحلم وبزغ الصباح بزغ معه الشعوربحنان اللقاء. ولما كان اللقاءصعب المنال راح يصوره بالمطر الذي يغيث الأرض ويحول جفافها إلي حدائق موردة إنه يرى أن وجهها هو الشعاع الذي انبثق في الظلام فأضاءه وعنا أشرق الصباح .يقول إن الوجد وهو زيادة الشوق للقاء المشوق إليها ازداد في شرايين قلبه ، فهو إذن بمثابة الدم الذي يتدفق في هذه الشرايين فيهبه الحياة . وصور تدفق الشوق في الشرايين بالبرق في السحاب ، فكما أن البرق يرغم السحاب ، على أن يبوح بالمطر فكذا الشوق في الشرايين يلح عليه للقاء المشوق إليها .
2 : 2 الضمائر :
توزيع الضمائر في القصيدة :
مجموع الضمائر في القصيدة ثلاثة وتسعون ضميرآ ، تكرر ضمير المتكلم خمس عشرة مرة ، وتكرر ضمير المخاطب سبعآ وعشرين مرة وتكرر ضمير الغائب إحدي وخمسين مرة . وبلغ مجموع الضمائر البارزة سبعآ وأربعين ضميرآ . وبلغ مجموع الضمائر المستترة ستآ وأربعين ضميرآ وضمائر المذكر واحدا وخمسين ضميرآ أما ضمائر المؤنث فاثنان وأربعون ضميرآ . يعود منهاعلى الجمع عشرة ضمائر ، والجمع هو جمع غير العاقل . الضمائر المؤثرة في النص هي الضمائر التي تعود إلى المشوق إليها وهي ضمائر المخاطبة والضمائر المتاثرة في النص هي ضمائر المتكلم .
عائد الضمير ، من المعروف أن مرجع ضمير المتكلم هو المتكلم نفسه ، ومرجع المخاطب هو الشخض الموجة اليه الحديث ، أما مرجع ضمير الغائب فهو الشخص السابق في الكلام ، فكأن ضمير الغائب يشير إلى اسم سبق الإشارة إليه في الكلام ، لذا يوصف ضمير الغائب بأنه بمثابة الإشارة إلى اسم سبق ذكره .
يلاحظ في هذه القصيدة أن ضمير الغائب قد يعود إلى المتكم ، وهذا يشكل طابعآ خاصآ لهذه القصيدة . يلاحظ ذلك في الأبيات الآتية :
1 – سابح في الحنين … لا مستقر
بل فضاء … يئن فيه احتراقا
يحتوي الوصف ( سابح ) على ضمير مستتر ، تقديره هو ، وعائد هذا الضمير هو الذي يشعر بالحنو إلى لقاء المشوق إليها ونحن نعرف من سياق القصيدة أن المشوق هو المتكلم هذا يعي أن مرجع هذا الضمير هو المتكلم . وكذلك الأمر بالنسبة إلى ” لا مستقر ” وإلى ” يئن ” .
2 – السحابات فوق عينيه تجري
وهو في الأسر لايطيق انطلاقا
واضح من الضمير في ( عينيه تجري ) ومن الضمير : ( وهو في الأسر لايطيق انطلاق ) ،أن الشاعر وهو المشوق في القصيدة يتحدث عن نفسه بواسطة الحكاية ، ويبدو أن هذا هو السبب في استخدام ضمائر الغيبة بدلآ من ضمائر المتكلم .
شمسه في الغيوم حلم أسير
ما رأت بعد .. للمنى إشراقآ !!
نهاره الوجد في الخريف ربيعا
أقمر الوجه … يملأ الآ فاقا
ودلو يحضن السحابات عشقا
ويذيب الثلوج … والأطواقا
بجناحين … من غناء ووصل
يسبح القلب … يغزل الأشواقا
ويمارج الشاعر بعد ذلك بين ضميري الغائب والمتلكم في البيت الآتي :
نبضه … قصة الجمال تراءت
في كياني … تعطر الأحداقا
فالضمير في ( نبضه ) يعود على المتكلم كما في ( كياني ) بالضبط ، ويستمر الشاعر على هذه الممازجة حتى البيت 12 .
العلاقة بين الضمائر وأقسام النص :
سأقسم هذا النص إلى خمسة أقسام ، يضم كل قسم خمسة أبيات . والجدول الآتي يوضح نسبة تكثيف الضمائر في كل قسم من أقسام هذا النص .
جدول 7
تكثيف الضمائر :
لاحظنا أن القسم الأول هو أكثر أقسام القصيدة اشتمالآ علي الضمائر ، يتكثف في هذا القسم ضمير المخاطب ، إذ بلغ معدل تكراره أربعة عشر ضميرآ ويليه ضمير الغائب إذ بلغ معدل تكراره ثمانية ضمائر ويليه ضمير المتكلم إذ بلغ معدل تكراره خمسة ضمائر . إن ماسبق يعني أن هذا القسم ركز الحديث علي المشوق إليها، إذ أو ضح فيه الشاعر أنه يخاطب المشوق إليها، لذا نجده يحاورها فيطلب منها أن توضح له كيف يعبر عن أشتياقه إليها، ويعبر عن ثقته بأنها تبادله هذا الشوق . لذا نجد أن في هذا القسم يقيم الشاعر حوارآ بينه وبينها فيوضح أنها رقيقة مملوءة بالحنان وأن تعرفه عليها جعل حياته مشرقة , لذا يطلب منها أن تستجيب لرغبته في اللقاء بها ، وهو بمثابة الطائر الهائم الذي عرف بعد التعرف عليها مكانآ يرسو فيه .
وفي القسم الثاني يتكثف ضمير المخاطب كذلك لأن الشاعر يستمر في وصف المشوق إليها وأوضح أسباب شوقه لها بأن عينيها ساحرتان وأنها رزينة وأن وجنتيها مضياتان وشفتيها ورديتان وأنها بمثابة فينوس في الجمال .
وفي القسم الثالث ينتقل التكثيف إلى ضمير الغائب ، ولكني أوضحت أن مرجع هذا الضمير هو المتكلم . هذا يعني أن الشاعر في هذا القسم بدأ يشرح مافي نفسه من شوق إلى المشوق إليها فهو يشعر بالشوق والاشتهاء واللهفة إليها وأنه يشعر بالحنين للقاء بها وأنه أسربها وسعيد بهذا الأسر ، وأن أمنيتهاللقاء بها وأنه مستعد لتحطيم أي قيد يحول بينة وبين اللقاء بها .
ويلاحظا أن ضمير المخاطب لم يرد في هذا القسم مطلقآ ، وهذا يؤكد أن الشاعر خصص هذا القسم لوصف شعوره بالشوق إليها.
وفي القسمين الرابع والخامس يستمر الشاعر في الحديث عن شوقه فأوضح أن القلب يحنو إلي اللقاء بها لأنه جذب بجمالها وراح يتخيل مشاهد من اللقاء بها ، لذا وصف لقاءه بها في الظلام الدامس بأنه بمثابة الضوء الذي أحال الظلمة إلى ضياء . ومن هنا بزغ الصباح ، لقد شبه وجهها بالشمس فكما أن الشمس تزيل ظلمة الليل بواسطة الأشعة التي ترسلها إلى الفضاء فكذا وجهها يضىء الظلام بالأشعة التي يرسلها إلى المشوق .
الأفعال:
عدد الأفعال في القصيدة واحد وثلاثون فعلآ، تتوزع كالآتي : الماضي 5 أفعال . المضارع 21 فعلآ ، والأمر 5 أفعال . أفعال تدل صيغة الماضي على حدث وقع قبل التكلم وتدل صيغة المضارع على حدث وقع متزامنآ مع وقت المتكلم ، وتدل صيغة الاستقبال على حدث سيقع بعد التكلم . وفي القصيدة التي معنا يدل سياق الماض على حدث وقع قبل زمن المتكلم ولكنه استمر حتى وقت التكلم ، يتضح ذلك من الأمثلة الآتية :
1- إن قلبي قد صحا مستقبلآ
صبح أيامك … والسعد لديك
يلاحظ في هذا البيت أن الفعل ( صحا) قد أعقبه اسم الفاعل ( مستقبلآ ) ، ونحن نعرف أن اسم الفاعل المنون يفيد الاستقبال ، يقول الفراء ؛ وهو يعرض لقوله تعالى : )كل نقس ذائقة الموت ( : وأكثر ما تختار العرب في اسم الفاعل التنوين والنصب في المستقبل ، فإذا كان معناه ماضيآ لم يكادوا يقولون إلآ بالإضافة ( بوزفو / 99 ). ويصف شلوفسكي توالي الماضي واسم الفاعل الدال على الاستقبال بأنه زمن مركب يفيد الاستمرار، هذا يعني أن الحدث بدأ قبل التكلم واستمر حتى وقت التكلم وسيظل مستمرآ إلى ما بعد الاستيقاظ وهكذا في هذاالبيت ، فالمشوق عندما صحا في الماضي إذا به بعد هذا الاستقياظ يلمح وجهها فيلا زمه شروق هذا الوجه منذ الاستيقاظ إلى مايليه من وقت الصباح .
شمسه في الغيوم حلم أسير
مارأت بعد … للمنى إشراقآ
زمن الفعل ( رأت ) هو الماضي ولكنه أستمر حتى وقت التكلم والذي يوضح ذلك هو الظرف (بعد) أي مارأت عينه الشمس وسط الغيوم حتى الآن . ولذا فإن إشراق شعاع الشمش المؤذن باللقاء لم يحن بعد وهذا كله يعني أن أمنيته بتحقيق اللقاء بالمشوق إليها لم تتحقق حتى الآن .
3 – نبضه … قصة الجمال تراءت
في كياني … تعطر الأحداقا
زمن الفعل (تراءي) هو الماضي ، ولكنه استمر حتى زمن التكلم ، والذي أوضح ذلك جملة الحال : (تعطر الأحداق) . فهو يريد أن يقول إن جمال المشوق إليها قد أثر في نفسه ، وأدى ذلك إلى تغيير في نبضه وهذا التاثير هو ماجعله يكون سعيدآ مرتاح النفس لمن ينظر إليه فهو كشخص زين حدقة عينية والمقصود بالطبع كشخص زين عينية ، فأصبحت جميلة ومن ثم أصبح هو سعيدآ .
4 – المساءات في رؤاي أضاءت
والمسافات في دمي تتلاقى
زمن الفعل (أضاءت) هو الماضي ، ولكنه استمر حتى وقت التكلم ، والذي يوضح هذا الاستمرار الزمني هو في الجملة المستانفة ، ” (والمسافات في دمي تتلاقى) ” ذلك أنه هنا يصف مارآه في منامه من رؤى مختلفة تمنيه بلقاء المشوق إليها . إن هذه الرؤى أضاءت له ظلمة المساء وتفرب له المسافات البعيدة التي تفصله عن المشوق إليها ، هذا يعني أن المسافات غير واضحة في ظلمة المساء ولكن رؤاه أضاءت هذه الظلمة فجعلته يلاحظ أن المسافات البعيدة بدأت تنحصر في وقت الحلم وهو الوقت .المزامن للرؤى .
تدل صيغة المضارع على حدث وقع أثناء التكلم أو في زمن مصاحب لزمن التكلم . إذا نظرنا إلى الأفعال التي جاءت في صيغة المضارع في القصيدة سنلاحظ أنها تدور حول أربعة حقول دلالية هي الشعور والإفحاص والحركة والتحول . الأفعال الدالة على الشعور هي أشتاق . تشتهي . يطيق . والأفعال الدالة على الإفصاح هى : تشدو . يئن . والأفعال الدالة على الحركة هي : يرف – تفيض – تجري . يسبح . والأفعال التي تدل على التحول هي : يملأ – يذيب – يغزل – تتساقى .
إن طبيعة هذه الأفعال أنها تحتاج إلى استمرار في الوقت ، وهذا يعني أنهاتحدث متزامنة مع وقت التكلم ثم تستمر إلى مابعد هذاالوقت ، فالمضارع هنا يستمر حتى الاستقبال .
تدل صيغة الأمر في القصيدة على الالتماس ، لأنه موجه من المشوق إلى المشوق إليها . ويتضح ذلك في الأبيات الآتية :
1- علميني … كيف أشتاق إليك
إن عمري ساكن في مقلتيك
2- عانقي أحلامه في فرح
فهو طير هائم في شاطئيك
3- غردي وانطلقي سابحة
واحمليني بين عينيك إليك
4- فاسكبي الشوق في الشرايين برقا
من سنا الوجد مائجا دفاقا
الحروف والأدوات :
سبق أن أوضحت أن الكلمات نوعان كلمات منفتحة هي الكلمات المعجمية ، وكلمات منعلقة ويقصد بها الكلمات النحوية . وتوضح هذه الكلمات علاقة قد تكون بين وظيفتين نحويتين أو بين جملتين : الأدوات في هذه القصيدة هي إن ، أي ، بين ، بل ، لو ، الواو .
(1) إن : حرف توكيد ، يؤكد الجملة الخبرية .وعندما يلقى الخبر ويكون المتلقي خالي الذهن عن مضمون الخبر فإنهه لايصحب عادة بتوكيد ، ولكن قد يكون للمخاطب سابق معرفة بالحكم الذي يفسده الخبر ، ولكن هذا الحكم يمتزج بالشك لذا يلجا المبدع إلى تأكيد هذا الخبر بأداة من أدوات التوكيد كإن التي معنا ، يتضح ذلك من الأبيات الآتية :
1- علميني .. كيف أشتاق إليك
إن عمري ساكن في مقلتيك
يقول الشاعر هنا ملتمسا من المشوق إليها أن تعلمه كيف يعبر عن الشوق . ثم يوضح لها السبب ، فيقول موجها كلا مه لها ” حياتي مرتبطة بك … ولكنه شعر بأن هذا الكلام قد يفسر بشىء من الشك لذا راح يؤكده ليدفع هذا الشك .
2- إن قلبي … قد صحا مستقبلا
صبح أيامك … والسعد لديك
وهنا يؤكد لها كذلك أنه بعدما تعرف عليها وشعر بالشوق إليها أصبحت الأيام بالنسبة لهكلها إشراق ، أو قل هي مشرقة لاتغيب الشمس عنها أبدآ .ولاشك أن إن تدفع الشك في ذلك .
2-أي أي في الأساساستفهامية ، ولكن الشاعر هنا استخدمها ليوضح بها التعجب من الشىء المضاف إليها ، ويتضح ذلك ممايلي :
أ –التعجب من سحر عينيها المشوق إليها
وحلُمها ، يقول في هذا :
أيسحر أراه في ناظريك
أي حلم يموج في ساعديك
ب – التعجب من عطر الوجنتين أي ما ارتفع من
الخدين ، ومن حمرة الشفتين
أي عطر يضىء في وجنتيك
أي ورد يضوع في شفتيك
ج – التعجب من الشوق الذي يلأ عينيها أي شوق يرف في عينيك ؟ !
أنت عطر الحياة في كل أيك
3- بل تفيد القصر ، أي تخصيص أمربآخر ، هذا يعني أن الجملة التي تستخدم فيها بل تحتوي علي أمرين ، الأول هو الأمر الذي يضرب عنه . قال تعالى :)ولديناكتاب ينطق بالحق ، وهم لايظلمون ، بل قلوبهم في غمرة( ” المؤمنون : 62- 64 ) ، وقال تعالى : )أم يقولون به جنة ، بل جاءهم بالحق( ” المؤمنون : 70 ” .
والثاني المخصص ، وهو المقصور عليه . يقع الأمر المضروب عنه قبل بل ، ويقع الأمر المخصص بعد بل .
وفي النص الذي معنا نلاحظ أن بل سبقت بنفي .. هذا يعني أن تركيب بل في القصيدة أخذ الشكل الآتي :
…………….. بل ……………
هذا هو التركيب المسور عند التوليديين ، والتركيب المسور في القصيدة هو :
لامستقر … بل فضاء … يئن فيه احتراقآ وهو يعني يئن محترقآ في مكان لامستقر له بل فضاء ، فمكان الأنين إذن هوليس مكانآ لا قرار له ولكنهمكان فضاء فالشاعر إذن خص الفضاء ليكون مكاناً لأنينه .
4- لو : لو في القصيدة وقعت بعد ود ونحن نعرف ان الفعل ود يحتاج إلي مفعول به يتكون من جملة أو يتكون كما يقول التوليديون من (ج) وتحتاج الجملة إلي أداة للربط هذه الأداة هي لو وبتعبير النحويين لو هنا حرف مصدري مثلها مثل أن لذا ينصب الفعل المضارع بعدها علي إضمار أن .. من أمثلة ذلك في القصيدة قول الشاعر :
ود لو يحضن السحابات عشقا .. ويذيب الثلوج .. والأشواقا .
5- الواو : استخدمت الواو في القصيدة للعطف وللاستئناف والحال .
أ – واو العطف : هي أكثر الاستخدامات في القصيدة واستخدمت لعطف كلمة علي أخري كما في قول الشاعر :
وأنا كوكب يضئ اشتياقاً
واشتهاء .. ولهفة وعناقاً
واستخدمت كذلك لعطف جملة علي أخري نحو قول الشاعر :
أنت بستان حنان عاطر
وأنا باقة حب في يديك
غردي وانطلقي سابحة
وحمليني بين عينيك إليك
ب- واو الاستئناف وقد وردت مرة واحدة في القصيدة في البيت الآتي :
وأنا كوكب يضئ اشتياقاً
واشتهاء .. ولهفة .. وعناقاً
(ج) واو الحال : وردت مرة واحدة في البيت الآتي :
إن قلبي قد صحا مستقبلاً
صبح أيامك .. والسعد لديك
وهذه هو النص الشعري موضح الدراسة ..
علميني .. كيف اشتاق إليك
علميني .. كيف اشتاق إليك إن عمري ساكن في مقلتيك
أنت بستان حنا ماطر وأنا باقة حب في يديك
إن قلبي .. قد صحا مستقبلاً صبح ايامك والسعد لديك
عانقي أحلامه في فرح فهو طير حائم في شاطئيك
غردي وانطلقي سابحة واحمليني بين عينيك إليك !!
2
أي سخر أراه في ناظريك ؟؟ أي حلم يموج في ساعديك ؟ ؟
أي عطر يضئ في وجنتيك ؟؟ أي ورد يضوع في شفتيك ؟؟
أي شوق يرف في عينيك ؟؟ أنت عطر الحياة في كل أيك
أنت “فينوس ” في الجمال تهادت والازاهير تشتهي ما لديك
نجمة الحب في فضائك تشدو بأغان تفيض منك إليك !!!
3
وأنا كوكب يضئ اشتياقاً واشتهاء .. ولهفة .. وعناقا
سابح في الحنين لا مستقر بل فضاء .. يئن فيه احتراقاً !!!
السحابات فوق عينيه تجري وهو في الأسر لا يطيق انطلاقاً !!!
شمسه ف يالغيوم حلم أسير ما رأت بُعدُ .. للمني إشراقاً !!!
زاره الوجد في الخريف ربيعاً أقمر الوجه .. يملأ الآفاقا
ود لو يحضن السحابات عشقا ويذيب الثلوج .. والأطواقا
بجناحين .. من غناء ووصل يسبح القلب .. يغزل الأشواقا
نبضُه .. قصٌهُ الجمال تراءتْ في كياني … تعُطر الأحٌداقا
صوٌر من مشاهد العشق تترى والحكايا .. من أدٌمعي تتساقى
المساءاتُ في رؤاي أضاءتْ والمسافاتٌ.. في دمي تتلاقى
والصباحات مشرقاتٌ ي …حنيناً والأمانيً ممطراتٌ … وفاقا
وأرى وًٍٍٍٍِجْهك الصبوح شعاعِاً في مراياي صادحًا ألاُقا
فاسكبي الشوق في الشرايين بًرْقا من سنا الوجٌد مائجاَ دفٌاقا
فأنا كوكبٌ .. يضىء اشتياقاَ واشتهاء.. ولهفة .. وعناقا
سابحٌ في الحنين .. لا مستقرٌ بلْ فضاءٌ أئنٌ فيه احتراقا!!!
بواسطة admin • 01-دراسات • 0 • الوسوم : العدد الثامن, صلاح الدين حسنين