التركيب الشعرى الاسبانى خلال العقدين الاخيرين …. كلارا خانيس

التركيب الشعرى الاسبانى

خلال العقدين الاخيرين

بقلم : كلارا خانيس(*)

للحديث عن الجيل الجديد فى الشعر الاسبانى المعاصر يرجع النقاد البداية الى عامى 1977 و1978 يؤكدون انه فى عام 1977 بدأ مايمكن تسميته جيل مابعد الفرانكوية نسبة الى الدكتاتور الجنرال فرانكو ويرتبط ذلك الجيل بأحداث سياسية مثل اعلان الشرعية للحزب الشيوعى الاسبانى واجراء أول انتخابات ديمقراطية عام 1977 يشار الية أيضا باعتباره العام الذى فاز فيه الشاعر فيثنتى أليكساندرى بجائزة نوبل للاداب مما أكد على وجود جماليات معينة اختارها الشعراء الشباب الذين بدأوا فى نشر أعمالهم مع نهايات سنوات الستينيات الذين يطلق عليهم النقاد اسم الجدد وهم مجموعة من الشعراء تربط نفسها أكثر بجيل27 وترفض أنجاز الجيل الذى يطلق عليه النقاد اسم جيل مابعد الحرب الاهلية يرى نقاد اخرون أنه عند الحديث عن الجيل الجديد يجب الاشارة الى أحداث شعرية خالصة وليست سياسية لذلك يمكن أن تكون البداية فى رأيهم عام1978 لانه فى ذلك العام ظهرت مختارات شعرية أكدت الوجود الابداعى لشعراء جيل الخمسينيات لكن الحقيقة أنه فى الشعر كما فى الحياة من الصعب الرجوع الى تاريخ معين لكن يجب التأكيد على أن الانفصام مع الماضى الذى بدأه الطليعيون خلال العشرينيات من هذا القرن وحدث هذا فى اسبانيا على أيدى حركتين مختلفين الاولى من المغالاة الى السوريالية وهى حركة مثلها الى حد ماجيل27 ولكن التجديد لم يصل لى حد القول بأنه خنق تلك الحركة حتى النهاية كما كان مستهدفا بعد الحرب الاهلية اى أن حركة الغارثيانية نسبة الى الشاعر غارثيا نييتو وحركة الشعر الاجتماعى داخل وخارج اسبانيا ظل المجددون يكتبون ويمارسون تأثيراتهم الى أن تم اكتشاف المناخ والاصوات التى كانت تبتعد عن الغارثيانية الرسمية منذ الخمسينيات كانت هناك جماعات مثل مجموعة كانتكو الانشودة فى قرطبة من اعضائها بابلو غارثيا بائينا و ريكاردو مولينا و خوان برنيير أو تلك المجموعة التى كانت تدور حول مجلة لايى فى برشلونة على راسها الشاعر كالوس بارال مترجم سوناتات أورفيو لريلكه وأيضا مترجم اعمال باسترناك وناشر اعمال لاريا وهولان واليوت وكانت تلك الجماعة انفتاحا على الميتا فيزيقا والتصوف اضافة الى افراد اخرين يعيشون فى محيطات منعزلة مثل: خوان ادواردو ثيرلوت و انخيل كريسبوأو خوسيه أنخيل فالنتى لذلك فانه سواء فى عام1977 أوعام1978 فان الشعر انطلق فى اسبانيا فىارض محروثة ومخصبة ومستعدة لانتاج ثمار طيبة تلك الثمار التى كانت تشبة الازهار الطبيعية الموسمية انضمت الى الاتجاهات الجديدة مع نهايات السبعينيات كانت هناك اصوات تغنى الشعر المنفتح على الغنائية العالمية الى جوار الاصوات الكلاسيكية والواقعية كانت هناك الاشعار الاخيرة للشاعر خوان رامون خيمينيث الى جوار بريق الاشعار الشابة التى بدأت فى الانتشار خلال الستينيات مثل: بيرى خيمفيرير و جييرمو كارنيرو و ليوبلدو ماريا بانيرو اعتبر النقاد ان تلك الاسماء تنتمى الى مابعد الفرانكوية بفترة مبكرة وطبقا لاقوال نقاد اخرين فهم نتاج فترة الكتاتورية لان اعمالهم تفتقر الى اى ايدلوجية سياسية أو اجتماعية ممايجعلهم مثالا على نهاية الايدلوجيات وبدأ بعضهم يغادر البرج العاجى ويقترب من ما اصطلح على تسميته البحث الصامت كما فعل ليوبلدو ماريا بانيرو أو خايمى سيليس وتوجه  بعضهم الاخر الى التعبير الثقافى بشكل داخلى قليل التجسد على خلاف ذلك فان الذين بدأوا النشر فى عام 1977 لم يقطعوا أبدا صلتهم بما هو مكتوب خلال فترة مابعد الحرب الاهلية مع الترجمة بدأ يظهر تأثير الشعراء الاجانب وأول هؤلاء كان ريلكة وتأثيرة كان واضحا فى اعمال كارلوس بارال و أنطونيو مارتينيث ساريون و ماريا فيكتوريا اتنثيا وكان تأثير اليوت واضحا فى كتابات بيرى خيمفرير و خوان كارلوس سوينين أما تأثر كافافيس كان سببا فى ظهور تيار كامل فى الشعر الاسبانى واثره كان واضحا فى عدد من الشعراء على رأسهم لويس انطونيو دى بيينا حقق هؤلاء الشعراء كل الامكانيات الفنية الممكنة فى القصيدة الشعرية وكانت اجادة تقنية اللغة العلامة المشتركة بين الشعراء الجدد رغم تعدد توجهاتهم هذا التعدد كان ينى عودة الى السوريالية وأبرز مثال على ذلك كتابات الشاعرة بلانكا اندريو فى كتابها من طفلة ريفية جاءت لتعيش فى شاغال الصادر عام1980 وقصائد انطونيو غامونيدا فى كتابة على الواح حجرية عام1986 أوفى اشعار انخيل كامبو فى المدينة البيضاء عام1989 أو خوليا كاستيو فى قصائد مستوحاة من الباروكو عام1980 هذا مع الاختلاف الكبير الذى يمكن استشفافه من اعمال اخرين مثل غارثيا مونتيرو مما يكشف عن مدى الاختلاف بين حركات الشعر المتعددة التى توجد فى الشعر الاسبانى المعاصر لذلك ليس هناك خوف من حركة الشعر الاسبانى الشابة التى ترواح مابين التثقف والواقعية يقول غارثيا مونتيرو القاعدة العامة التى تجمع كل هؤلاء الرغبة فى كتابة القصيدة الاقرب الى الحياة كما فى قصيدة خوليا كاستيو التى عنوانها فتاة ترتدى الجينز عبركل القرون ، قفزا على كل الكوارث ، قفزا على الشعارات والتواريخ ، تعود الكلمات الى عوالم الاحياء ، تسأل عن يتها***أنا أعرف أن الشعر ليس أزليا لكنها تعرف أنها تتحول الى جوارنا تأتى مرتدية الجينز ترتاح على الكتف الذى يختلق الحب تعانى من الحب عندما تكون وحيدة

أهم الشعراء الجدد ظهروا فى مدينة بلد الوليد عام 1985 من خلال القراءات الشعرية التى كانت تدور حول مجلة ضربة زهر تحت ادارة كارلوس اورتيجا الذى سرعان ما أصدر مجلة ملاك جديد من بين اعضاء تلك الجماعة البارزين ميغيل كاسادو و ميغيل سواريث و الشاعرة أولفيدو غارثيا فالديس انهم مجموعة من المثقفين الذين يمارسون الابداع الشعرى والكتابة شعرا يتميز بالثقة الكبيرة فى الفكرة والمعاناة الابداعية أهم نتاجاتهم ابداع عام1987 وحركة مزيفة عام1994 والعروسة الاتوماتيكية عام1997 للشاعر ميغيل كاسادو و مثابرة المختفى عام1994 للشاعر ميغيل سواريث و هى والطيور عام1994 وصيد ليلى  عام1997 للشاعرة أولفيديو غارثيا فالديس التى نختار قصيدتها التالية : ما أقولة حقيقة ، كل كلمة ، تقول منطق القصيدة ، الواقعية على هامش ماهو واقعى ، ماهو واقعى يقول الانا فى القصيدة، المنطق لا يكذب ابدا،

من اقرب الشعراء الى هذه المجموعة الشاعر خوان كارلوس سوينين الذى يعبر عن توجهه الابداعى بقوله: اريد أن أتذكر غوته فى قوله أن الشعر هو الاصعب والافضل ويقول أيضا: لا أريد أن ادخل فى النقاش القديم(المعرفة- التواصل) لانه يتم الربط دائما بين كلمتى المعرفة والوضوح انا اعمل من اجل الشعر وعشقى للقصيدة نشر خوان كارلوس سوينين عام1988 كتابه حتى لايرى ابدا وعام1989 نشر ملاك اقل يتخذ شعره طريقا صاعدا بلغ نضجه فى كتابه الاخير السرعة الصادر عام1994 الذى يضم قصيدة طويلة تتميز بحركتها المحكمة وتتناول عدة موضوعات مهمة تتعلق بعالمنا المعاصر من اهم العناصر اللافته للنظر فى تلك القصيدة علاقتها بأنواع الفنون الاخرى كالفن التشكيلى والموسيقى أوالسينما امافى اشعار البيرتوكوينكا فان سينما الكوميديا السوداء تشع منها بقوة خاصة فى كتابه الحلم الاخر عام1987 حيث يتعامل مع السوناتات بشكل كلاسيكى ليعبر من خلالها بشكل ساخر مثل قصيدة يكتب الشاعر لمحبوبته حتى لاتلقى علية القنابل أو يطلب الشاعر من سارقته ان تعود مرتدية ملابس سوداء اضافة الى هذا هناك الشعر الذى يكتبة مونتشو غوتيريث والذى يدور فى اطار صور تشكيلية كلاسيكية تخترق العين وتكشف فى كثير من الاحيان عن مشاهد واقعية مقلقة نجد هذا فى القصيدة القصيرة فى كتابة الاخير اليد الميتة تحصى اموال الحياة الصادر عام1997