شعــر الطفل العربي واقع وتاريخ ……. عبـد التـواب يوسف

شعــر الطفل العربي واقع وتاريخ
عبـد التـواب يوسف
كاتب لأدب الطفل العربي
-1-
رددنا ان الشعر ديوان العرب، وانه فننا الاول الى حد وضع المعلقات على استار الكعبة، لكننا غادرناه منذ القرن الرابع، اى منذ عشرة قرون، اللهم إلا أن ظهر شاعر كبير يعود بنا لساحته.. وفى العصور الحديث ينافسه الشعر الشعبى، والعامى، والزجل.. وايضا العالمى.. فما بالنا بشعر الاطفال الذى ارتاده عربيا أمير الشعراء أحمد شوقى بعد عودته من باريس، موفدا اليها فى بعثه التدرب على الترجمة، وهناك التقى مع اعمال لافونتين وشارل بيرو، الذى اخذ الكثير عن اليونانى ايسوب سنة 1889..
وبدأ شوقى يكتب اشعاره للاطفال وضمها الجزء الاول من ديوانه الشوقيات، ولم يكتف بذلك بل دعا شعراء العرب للكتابة للاطفال، واستجاب له الهراوى وكامل كيلانى ابراهيم العرب من مصر، ومعروف الرصافى من العراق وقد جمعنا دواوينهم للاطفال خشية اندثارها، وطبعت اكثر من طبعة، لقيت رواجا كبيرا.. وكان محمد عثمان جلال قد سبقهم الى ايسوب ولافونتين، وترجم عنهما شعرا للكبار، وليس للاطفال فى كتابة الشهير “العيون اليواقظ في الحكم والمواعظ”..
ولم يتجاوز شعر الاطفال لدينا-قديما-اغانى الهدهده التى تترنم بها الامهات لاطفالهن، وبدأ اجيال جديده تكتب شعرا جميلا وعذبا تلقنه الاطفال بفرح ورددوه وهذا هو موضوع بحثنا مستبعدين منه الاغانى المحليه، والاشعار العامية، وايضا النظم الذى نخرجه من موضوعنا واظننى قد شهدت منعطف التاريخ الى هذا الاتجاه فى مؤتمر الاتحاد العام للكتاب العرب فى دمشق، وان سبق ذلك حادث طريف ابدأ به..
كانت الادارة الثقافية بجامعة الدول العربية قد اقامت ندوه شهدها مندوبو ست عشرة دولة عربية واقيم خلالها معرض صغير لكتب الاطفال رأيت فيه أول ديوان شعر للاطفال كتبه سليمان العيسى، وفكرت فى ان احتفظ به لنفسى وتراجعت رغم علمى بأنه سيختفى من العرض، وحدث ما توقعته، رحت استنجد بمن يمثل سوريا، واذا بها سيدة شابة جميلة ورقيقة، هادئة مهذبة قلت لها وأنا أكاد ابكى:
ديوان سليمان العيسى سرق.
ردت: ما الذى يزجعك فى هذا؟
كنت اريده لنفسى..
سأتيك بنسخة.
شريطة ان تعرفى مكانة هذا الشاعر الكبير.
ضحكت وقالت: انا اعانيها واعانيه.. ذلك اننى “ملك ابيض” زوجته
واهدتنى نسخة من الديوان.
فى ندوة الاتحاد العام للكتاب العرب توالى الشعراء يلقون قصائدهم فى هذه المناسبة الهامة وعندما جاء دور سليمان العيسى فوجئنا بأن دخل الى المسرح عشرات من الاطفال فى ثياب انيقة جميلة، ودخل عدد من العازفين، ومن بعدهم الشاعر الذى قال لنا:
لقد فقدت الثقة فى اجيال الكبار، وهؤلاء هم الأمل..
واشار الى الأطفال الذين تغنوا بقصيدة له كتبها لهم ولقيت اقبالا كبيرا وتصفيقا مدويا..
كانت هذه انطلاقة اراها تاريخية فى شعر الاطفال العربى إذ توالت قصائد رائعة من شعراء مبدعين من شتى ارجاء البلدان العربية، كأنما فتح لهم الباب ليشاركوا فى هذا الاتجاه الذى برز عالميا وصارت له مكانته الكبيرة وقد حرصت على متابعته وطنيا وعربيا واسلاميا وعالميا.
قد دوى اسم د. سوس فى امريكا وقرأه كل الاطفال الذين ينطقون بالانجليزية والذين يتعلمونها كلغة ثانية اجنبية بجوار لغتهم الام.. ورحل الشاعر عن الحياه بعد ان قدم خمسين كتابا تتضمن قصصا رائعة فى صورة قصائد بديعة..
-2-
امتلأت رفوف مكتبتى بمئات من دواوين الشعر للاطفال على المستوى العالمى والعربى والاسلامى والوطنى، وبالكتب والمراجع التى تتحدث عنه، وبجانبه رف به اعمالى حول هذا الجانب الآخر من أدب الاطفال، الذى لا يقل اهمية عن القصص والروايات والمسرحيات، ذلك اننى ارى الشعر صور، وفكر ونغم وموسيقى خاصة بعد ان قرأت ان المدارس فى بلد اغتصبت ارضه وبلده يتوقف المعلم عن درسه، ليقول للتلاميذ:
دقيقة للشعر.
يحدث هذا فى جميع الحصص فى كل الفصول، وفى كافة المواد: علوم كالاحياء والفزياء والكيمياء، وفى المواد الاجتماعية كالتاريخ والجغرافيا وغيرها، وفى الرياضيات كالحساب والجبر والهندسة، ويقف تلميذ ليلقى بيتين أو ثلاث من الشعر، وقد يقوم المعلمه بذلك، ثم يواصل القاء دروسه، وبذلك يسمع التلاميذ نحو عشره ابيات خلال اليوم، ومئات الابيات اثناء العام الدراسى.. كم يكون عدد ما يسمع اثناء سنين الدراسة؟
لقد ادركوا اهمية الشعر..
ويؤسفنى ويؤلمنى ان اقول ان هذا ما يحدث فى اسرائيل، ونكتفى نحن بترديد ان الشعر ديوان العرب، والسؤال: كم قصيدة وبيتا يسمعه منا ابناؤنا؟
وبعث الى باحث عن غير سابق معرفة يسألنى عن كتبى حول شعر الاطفال، لانه يعد اطروحة دكتوراه حوله، فبعث اليه الدواوين الخمسة التى جمعتها وكتاب عن شعر الاطفال وضعت فيه دراسات عنه لكل من د. على الحديدى (مصر) من كتابه عن أدب الاطفال، ود. هادى نعمان الهيتى (العراق) من كتابه أدب الاطفال، ود. عبد العزيز المقالح (اليمن) عن شاعر الاطفال الكبير سليمان العيسى، من كتاب الوجه الغائب، أ. ابراهيم شعراوى (مصر) وهو شاعر للاطفال، رائد وكبير وحاصل على جائزة الدولة عن مسرحية شعرية، ثم فاروق يوسف (العراق) وهو ناقد وكاتب عمل طويلا مديرا للنشر فى دار ثقافة الاطفال وقدم لهم كتابا يضم خمسين قصيدة احسن اختيارها، ثم ترجمه لدراسة قيمة عن شعر الاطفال قام بها نادر ابو ذكرى اللاذقية وعقب ذلك هناك بحث ممتاز قام به العربى بن جلون (المغرب) عن الشاعرين علال الفاسى وعلى الصقلى وقصائد هما للطفل ثم دراسة لهذا الشعر قدمها عبد الفتاح ابو معالى (الاردن).. ويضم الكتاب مقدمة لى وختام بعنوان: شعر الاطفال نشيدا واغنيه، وحفلت كل الدراسات بنماذج احسن اصحابها اختيارها..
وفوجئت يوما بالدكتور زكريا عنانى-جامعة الاسكندرية-يشيد بالدواوين وبهذا الكتاب ويرى اننى قدمت لشعر الاطفال جهدا رائعا يستحق التقدير.. كان يتحدث فى تليفزيون الاسكندرية.
واضفت شيئا اظنه ابداعا وهو ان امزج قصائد شعر للاطفال بحياه صاحبها فى عمل درامى قصصى.. ونشرت بعض من هذه الاعمال من اجل مزيد من اجتذابهم للشعر، وقد انبهر أ. فاروق شوشة-الامين العام لمجمع اللغة العربية فى مصر-والشاعر المعروف لما فعلت مع دواوينه حول احفاده، كما بادرت الشاعرة ايمان البكرى بدفع قصتى “من حكايات شهر زاد” عن ديوانها للنشر فى كتاب صغير عن هيئة الكتاب..
-3-
جدّفت شمالا وجنوبا، شرقا وغربا، فى بحور الشعر، واستمتعت بما فعلت.. وقفت عند قصيدة يابانية مترجمة للانجليزية مذهولا اعيد قراءتها..
الحمار الوحش.
يعيش فى سجن.
وراء القضبان.
وضعها بنفسه لنفسه.
ورسمتها فى خيالى صورة ورأيتها بذهنى فكرة، وحكمة فى بضع كلمات قليلة.. ويقولون ان اليابان يعيش عصرا يزدحم بالالكترونيات، والآليات، والميكانيكيات، ترى هل لديهم الفرصة لكتابة الشعر أو قراءته أو سماعه؟
يا لروعة هذه القصيده التى لم تتجاوز كلماتها بالانجليزية عدد اصابع اليد لينقلها الامريكيون فى انبهار الى اطفالهم.. الحياة بدون شعر صحراء جليدية أو رملية لا تطاق.. ومن هنا نعض عليه بالنواجذ..
ألا ترون ذلك فى المرسوم الملكى الذى يصدر عن صاحب الجلالة أو صاحبة الجلالة باختيار-شاعر الامبرطورية واذا رحل أو لم يعد يكتب الشعر اختير آخر.. يحدث هذا فى انجلترا.. ويختارون فى امريكا شاعرة تعمل فى الكونجرس، مهمتها تلقى آلاف القصائد من كل ولايات-امريكا.. وينكبون على فحصها، لاختيار المتميز منها، لكى يحظوا بزيارة الرئيس فى البيت الأبيض-بل يحظى هو باستقبالهم والاستماع الى اشعارهم-التى تذاع على الهواء مباشرة.. وتقول الشاعرة ريتا دوف   التى شغلت هذا المنصب طويلا:
تساءلت: اذا ما كنت أستطيع ان أجد كلمة أصف بها مالك الذى سمعتُه هذا الصباح من خارج نافذتى.. ها انا انقله لكم..
كان هناك رفيف اجنحة
ثم هب الهواء..
كأنما تدفقت آلاف اللآلئ
متساقطة على الارض
ناعمة، مثلما ندوف الثلج فى بداية تساقطها
لامعه، مثل انف المهرج
ومضت الاغنية، تتواصل..
استمعت اليها لساعة أو تزيد
وربما كنت احلم
باحثة عن الكلمة الصحيحة/التى اصف بها الغناء
عندها كان الطائر قد مضى
واريد ان اعترف انى لا احب، بل ولا اطيق النظم، وقد اطلقت “تشنيعة” على واحد ممن يكتبون هذا الشىء بأنه يضعه على الورق بقلمه الرصاص ثم يأتى بممحاة، ويشطر هذا الى قسمين.. وقد نبهناه الى شعر يقال انه حديث، وقال انه يستطيع كتابته، فهو يستخدم الممحاة بشكل متعرج!
ولست انسى حكاية احدهم ذهب الى لقاء ناظر المعارف..
وكان يومها سعد زغلول، وقال هامسا:
اكتشفت ان التلاميذ لا يحبّون الجغرافيا، فقمت بضمها على طريقة الفية ابن مالك..
اسمعنى ما نظمت.
مصر تحد من الشمال
بالبحر الابيض يا عالما بحال
انحنى سعد زغلول يفك رباط حذائه فقام الرجل مهرولا، والوزير يطارده فى ردهات المكان فى مشهد مرح لا نظنّ ان له سابقة أو تكرر بعده إذا لم يكن ما يقدم للاطفال شعرا حقيقيا وفنا اصيلا فأننى ارفضه وتقديمه اليهم يفسد اذواقهم كما تفعل الوجبات السريعة بمعدتهم وامعائهم، لذلك اناشد الجميع الحرص على مشاعرهم واحساسيهم وعلى عقولهم وقلوبهم..
يقول الشاعر فاروق يوسف الناقد الادبى والفنى العراقى فى مقدمة كتاب: “50 قصيدة للاطفال”..
ان قصيدة الطفل ليست الوسيلة الصالحة للتعبير عن (الذات)-اقصد ذات كاتبها-انها تخص (الآخر) المتلقى، وهى ليست وسيلة اتصال بين كاتبها والمتلقى ولكنها وسيلة اتصال بين المتلقى والعالم.
يسعى النص الشعرى للاطفال ان يكون مقنعا، بمعنى التأكيد من القدره على احداث التأثيرات المطلوبة فى المتلقى والاقناع هنا لا يتم وفق تسلسل موضوعى اى إنه لا يحدث تدريجيا فهو يحدث أو لا يحدث شبيها بالصدمة لذلك فأن الجملة الاولى من النص كفيلة بأن تهدد النص بالفناء اذا لم تكن مشبعة بالقدره على احداث الصدمة.
ونحن من جانبا نضيف نموذجًا من استهلال فاروق سلوم، اجمل الشعراء الحديثيين للاطفال، إذ يقول..
عطس القنفذ: هَآتْشُو..
والبَطةّ قالت: امشوا
هل يقدر الطفل الا يواصل القراءه؟
وان يرفع عينيه عن الصفحة؟
واحتار فيما اختار من نماذج للشعراء العرب.. ولابد وان نبدأ بالرواد.. وقد لا تصدقون اعينكم وانا انقل اليكم مقطوعة يرى صاحبها انها تصلح للاطفال-وناقل الكفر ليس بكافر-هو يحكى عن قرد فقد احدى عينيه، امتدح فيلا فاركبه فوق ظهره..
فجال في الظهر بلا توان حتى إذا لم يبق من مكان
أوفى على الشيء الذي لا يذكر وأدخل الأصبع فيه يخبر
فاتهم الفيل البعوض، واضطرب وضيق الثقب، وصال بالذنب
فوقع الضرب على السليمه فلحقت بأختها الكريمه!
هذه المقطوعة مقتطفة من شعر شوقى!!
ربما يكون مثل هذا هو الذى دفع المجلس العالمى لكتب الاطفال IBBY الى مناقشة ان كان للشعر ضروره وذلك فى مؤتمر عقد فى اثينا عام 1976، وكنت بالطبع من انصاره والمدافعين عنه بينما اد رافضوه ان الشعر يحتاج الى التركيز، مما يجعل فهمه واستيعابه ليس سهلا وان احب الاطفال الاقتضاب وشرح ما غمض بأقل الكلمات وايسرها، وهذا ليس متاحا إلا لاصحاب الخبره الفنيه العالية من الموهوبين.. كان لدى الرافضين حجج كثيرة من بينها مثل هذا النموذج الردىء الذى أوردناه وينبرى المحبون لشعر الاطفال بأنه اذا اخطأ شاعر هل يجوز لنا ان نحرمهم من جماليات مبدع مثل “محمد الهراوى” الذى يحكى هذه القصة الرائعة فى ايجاز غير مخل:
كان يطيب لى ان اورد بعضا من اشعار أرق شاعرة تنظم قصائد لا فى قطر وحدها، بل فى الخليج، وعلى مستوى الوطن العربى الكاتبة المتميزة حصة العوضى-واحتفظ فى مكتبتى بدواوينها وكتبها معتزا بها-وقد اعطت حياتها فى سخاء للاجيال الجديده، عبر الاذاعة المرئية والمسموعة، ومن خلال الكتب نثريا وشعرا، واعمالها واسعة الانتشار، لذلك اكتفى بأقل القليل، تقول:
وطنى قطر
وطن تجاوره النجوم
ويسهر فوق شرفته القمر
وطنى قطر
وطن تعانقه البحار
وترتجى أعتابه كل الدرر
وطنى قطر
الموج رافقه طويلا
منذ آلاف العصور الغابات
وما انفطر
والمد افنى عمره
بين الشواطىء والصخور
وما انتثر
أما الشاعر البحرينى صديقى على الشرقاوى فهو بدورة اهم شعراء الاطفال على مستوه الخليج والوطن العربى، ومن دواوينى البديعة للاطفال: اغانى العصافير، شجره الاطفال، قصائد الربيع، الاصابع، الارجوحه، اغانى الحكمة..
وله عدة مسرحيات شعرية للاطفال من بينها الفتح، الارانب الطيبة، الفخ، بطبوط.. ومن ديوانه: العائلة، يقول..
الغا باء تاء ثاء
الدنيا اخذ وعطاء
جيم حاء خاء دال
لا نعرف من غير سؤال
ذال راء زاء سين
نطلب علما ولا فى الصين
شين صاد ضاد طاء
ما اجمل عيش البسطاء
ظاء عين غين قاف
لجميع الأنهار ضفاف
كاف لام ميم نون
للحامض طعم الليمون
واو هاء باء همزه
للفصحى فى دمنا لذى
حصـــان الهــرم
فى اليوم السابع عشر من شهر ابريل عام 1987 كنت مع صديقى الشاعر المغربى الكبير على الصقلى فى زيارة لمنطقة الأهرامات، وحدث هرج ومرج دهشنا له، ورحنا نستفسر عن الأمر، واذا بنا نسمع قصة جميلة عن حصان عربى حاول سائح اسرائيلى ان يركبه، واذا بالحصان يلقيه من فوق ظهره ويرفسه..
هل حدث حقا هذا؟
نعم واقسم انى رأيت المشهد، وفيه قال شاعرنا المغربى..
حتى انت يا حصان الهرم
اثرت فيك دماءُ الشمم
فثأرت من النذل القزم
وهو يصول فى سفح العلم
من ذا آمنهم من خوف؟
اليس عدوا ذا حيف؟
وبه اولى، فرط العسف
يهدى خير تحية تسف!
سله، كم كان تحدانا
وبمكر الثعلب كم جانا
او لا يعلم ان حصانا
حرم يرفص من عادانا
يا خير جواد ذى نَسب
بحياتى سنبكك الذهبى
قد افصح مثل اجل نبى
عما ينويه كل أبّى
ليكن منك لخصمك درسُ
لا طابت لظلوم نفس
للسنبك ما ظلموا رفس
لا فُلكَ يلاحق يرسو
على الصقلى 17/4/1987
ويقول المناضل المغربى (علال الفاسى) فى قصيدته أو نشيده “وطنتا المغربى”:
مَغْرِبِي مَغْرِبِي
حُبُّهُ مَذْهَبِي
أَنَا مِنْ فَضْلِهِ
عِشْتُ فِي ظِلِّهِ
أَرْضُهُ سَكَنِي
وَ بِهَا عَدَنِي
سَأَكُونُ لَهَا
خَادِمًا أَهْلَها
ويقــول
محفظتى محفظتى
تحفظ ما حملت
محفظتى امينة
قيمتها ثمينة
محفظتى احملها
فى كتفى اجعلها
فأن دخلت المكتبة
اخرجت منها الكتب
يقول الشاعر المغربى (محمد الطوبى) (1955-2004م)
امى امى
فى عينيك ارى تاريخ بلادى
وملامح اجدادى
امى امى
فى صوتك فجر بلادى
فى صدرك شمس بلادى
وذراعاك حنان وسادى
يا احلى اعيادى

شعــر الطفل العربي واقع وتاريخ عبـد التـواب يوسفكاتب لأدب الطفل العربي -1-رددنا ان الشعر ديوان العرب، وانه فننا الاول الى حد وضع المعلقات على استار الكعبة، لكننا غادرناه منذ القرن الرابع، اى منذ عشرة قرون، اللهم إلا أن ظهر شاعر كبير يعود بنا لساحته.. وفى العصور الحديث ينافسه الشعر الشعبى، والعامى، والزجل.. وايضا العالمى.. فما بالنا بشعر الاطفال الذى ارتاده عربيا أمير الشعراء أحمد شوقى بعد عودته من باريس، موفدا اليها فى بعثه التدرب على الترجمة، وهناك التقى مع اعمال لافونتين وشارل بيرو، الذى اخذ الكثير عن اليونانى ايسوب سنة 1889..وبدأ شوقى يكتب اشعاره للاطفال وضمها الجزء الاول من ديوانه الشوقيات، ولم يكتف بذلك بل دعا شعراء العرب للكتابة للاطفال، واستجاب له الهراوى وكامل كيلانى ابراهيم العرب من مصر، ومعروف الرصافى من العراق وقد جمعنا دواوينهم للاطفال خشية اندثارها، وطبعت اكثر من طبعة، لقيت رواجا كبيرا.. وكان محمد عثمان جلال قد سبقهم الى ايسوب ولافونتين، وترجم عنهما شعرا للكبار، وليس للاطفال فى كتابة الشهير “العيون اليواقظ في الحكم والمواعظ”..ولم يتجاوز شعر الاطفال لدينا-قديما-اغانى الهدهده التى تترنم بها الامهات لاطفالهن، وبدأ اجيال جديده تكتب شعرا جميلا وعذبا تلقنه الاطفال بفرح ورددوه وهذا هو موضوع بحثنا مستبعدين منه الاغانى المحليه، والاشعار العامية، وايضا النظم الذى نخرجه من موضوعنا واظننى قد شهدت منعطف التاريخ الى هذا الاتجاه فى مؤتمر الاتحاد العام للكتاب العرب فى دمشق، وان سبق ذلك حادث طريف ابدأ به..كانت الادارة الثقافية بجامعة الدول العربية قد اقامت ندوه شهدها مندوبو ست عشرة دولة عربية واقيم خلالها معرض صغير لكتب الاطفال رأيت فيه أول ديوان شعر للاطفال كتبه سليمان العيسى، وفكرت فى ان احتفظ به لنفسى وتراجعت رغم علمى بأنه سيختفى من العرض، وحدث ما توقعته، رحت استنجد بمن يمثل سوريا، واذا بها سيدة شابة جميلة ورقيقة، هادئة مهذبة قلت لها وأنا أكاد ابكى:ديوان سليمان العيسى سرق.ردت: ما الذى يزجعك فى هذا؟كنت اريده لنفسى..سأتيك بنسخة.شريطة ان تعرفى مكانة هذا الشاعر الكبير.ضحكت وقالت: انا اعانيها واعانيه.. ذلك اننى “ملك ابيض” زوجته واهدتنى نسخة من الديوان.  فى ندوة الاتحاد العام للكتاب العرب توالى الشعراء يلقون قصائدهم فى هذه المناسبة الهامة وعندما جاء دور سليمان العيسى فوجئنا بأن دخل الى المسرح عشرات من الاطفال فى ثياب انيقة جميلة، ودخل عدد من العازفين، ومن بعدهم الشاعر الذى قال لنا:لقد فقدت الثقة فى اجيال الكبار، وهؤلاء هم الأمل.. واشار الى الأطفال الذين تغنوا بقصيدة له كتبها لهم ولقيت اقبالا كبيرا وتصفيقا مدويا..  كانت هذه انطلاقة اراها تاريخية فى شعر الاطفال العربى إذ توالت قصائد رائعة من شعراء مبدعين من شتى ارجاء البلدان العربية، كأنما فتح لهم الباب ليشاركوا فى هذا الاتجاه الذى برز عالميا وصارت له مكانته الكبيرة وقد حرصت على متابعته وطنيا وعربيا واسلاميا وعالميا. قد دوى اسم د. سوس فى امريكا وقرأه كل الاطفال الذين ينطقون بالانجليزية والذين يتعلمونها كلغة ثانية اجنبية بجوار لغتهم الام.. ورحل الشاعر عن الحياه بعد ان قدم خمسين كتابا تتضمن قصصا رائعة فى صورة قصائد بديعة..-2- امتلأت رفوف مكتبتى بمئات من دواوين الشعر للاطفال على المستوى العالمى والعربى والاسلامى والوطنى، وبالكتب والمراجع التى تتحدث عنه، وبجانبه رف به اعمالى حول هذا الجانب الآخر من أدب الاطفال، الذى لا يقل اهمية عن القصص والروايات والمسرحيات، ذلك اننى ارى الشعر صور، وفكر ونغم وموسيقى خاصة بعد ان قرأت ان المدارس فى بلد اغتصبت ارضه وبلده يتوقف المعلم عن درسه، ليقول للتلاميذ:دقيقة للشعر.يحدث هذا فى جميع الحصص فى كل الفصول، وفى كافة المواد: علوم كالاحياء والفزياء والكيمياء، وفى المواد الاجتماعية كالتاريخ والجغرافيا وغيرها، وفى الرياضيات كالحساب والجبر والهندسة، ويقف تلميذ ليلقى بيتين أو ثلاث من الشعر، وقد يقوم المعلمه بذلك، ثم يواصل القاء دروسه، وبذلك يسمع التلاميذ نحو عشره ابيات خلال اليوم، ومئات الابيات اثناء العام الدراسى.. كم يكون عدد ما يسمع اثناء سنين الدراسة؟لقد ادركوا اهمية الشعر..ويؤسفنى ويؤلمنى ان اقول ان هذا ما يحدث فى اسرائيل، ونكتفى نحن بترديد ان الشعر ديوان العرب، والسؤال: كم قصيدة وبيتا يسمعه منا ابناؤنا؟ وبعث الى باحث عن غير سابق معرفة يسألنى عن كتبى حول شعر الاطفال، لانه يعد اطروحة دكتوراه حوله، فبعث اليه الدواوين الخمسة التى جمعتها وكتاب عن شعر الاطفال وضعت فيه دراسات عنه لكل من د. على الحديدى (مصر) من كتابه عن أدب الاطفال، ود. هادى نعمان الهيتى (العراق) من كتابه أدب الاطفال، ود. عبد العزيز المقالح (اليمن) عن شاعر الاطفال الكبير سليمان العيسى، من كتاب الوجه الغائب، أ. ابراهيم شعراوى (مصر) وهو شاعر للاطفال، رائد وكبير وحاصل على جائزة الدولة عن مسرحية شعرية، ثم فاروق يوسف (العراق) وهو ناقد وكاتب عمل طويلا مديرا للنشر فى دار ثقافة الاطفال وقدم لهم كتابا يضم خمسين قصيدة احسن اختيارها، ثم ترجمه لدراسة قيمة عن شعر الاطفال قام بها نادر ابو ذكرى اللاذقية وعقب ذلك هناك بحث ممتاز قام به العربى بن جلون (المغرب) عن الشاعرين علال الفاسى وعلى الصقلى وقصائد هما للطفل ثم دراسة لهذا الشعر قدمها عبد الفتاح ابو معالى (الاردن).. ويضم الكتاب مقدمة لى وختام بعنوان: شعر الاطفال نشيدا واغنيه، وحفلت كل الدراسات بنماذج احسن اصحابها اختيارها..وفوجئت يوما بالدكتور زكريا عنانى-جامعة الاسكندرية-يشيد بالدواوين وبهذا الكتاب ويرى اننى قدمت لشعر الاطفال جهدا رائعا يستحق التقدير.. كان يتحدث فى تليفزيون الاسكندرية. واضفت شيئا اظنه ابداعا وهو ان امزج قصائد شعر للاطفال بحياه صاحبها فى عمل درامى قصصى.. ونشرت بعض من هذه الاعمال من اجل مزيد من اجتذابهم للشعر، وقد انبهر أ. فاروق شوشة-الامين العام لمجمع اللغة العربية فى مصر-والشاعر المعروف لما فعلت مع دواوينه حول احفاده، كما بادرت الشاعرة ايمان البكرى بدفع قصتى “من حكايات شهر زاد” عن ديوانها للنشر فى كتاب صغير عن هيئة الكتاب..-3- جدّفت شمالا وجنوبا، شرقا وغربا، فى بحور الشعر، واستمتعت بما فعلت.. وقفت عند قصيدة يابانية مترجمة للانجليزية مذهولا اعيد قراءتها..الحمار الوحش.يعيش فى سجن.وراء القضبان.وضعها بنفسه لنفسه.ورسمتها فى خيالى صورة ورأيتها بذهنى فكرة، وحكمة فى بضع كلمات قليلة.. ويقولون ان اليابان يعيش عصرا يزدحم بالالكترونيات، والآليات، والميكانيكيات، ترى هل لديهم الفرصة لكتابة الشعر أو قراءته أو سماعه؟ يا لروعة هذه القصيده التى لم تتجاوز كلماتها بالانجليزية عدد اصابع اليد لينقلها الامريكيون فى انبهار الى اطفالهم.. الحياة بدون شعر صحراء جليدية أو رملية لا تطاق.. ومن هنا نعض عليه بالنواجذ..ألا ترون ذلك فى المرسوم الملكى الذى يصدر عن صاحب الجلالة أو صاحبة الجلالة باختيار-شاعر الامبرطورية واذا رحل أو لم يعد يكتب الشعر اختير آخر.. يحدث هذا فى انجلترا.. ويختارون فى امريكا شاعرة تعمل فى الكونجرس، مهمتها تلقى آلاف القصائد من كل ولايات-امريكا.. وينكبون على فحصها، لاختيار المتميز منها، لكى يحظوا بزيارة الرئيس فى البيت الأبيض-بل يحظى هو باستقبالهم والاستماع الى اشعارهم-التى تذاع على الهواء مباشرة.. وتقول الشاعرة ريتا دوف   التى شغلت هذا المنصب طويلا:تساءلت: اذا ما كنت أستطيع ان أجد كلمة أصف بها مالك الذى سمعتُه هذا الصباح من خارج نافذتى.. ها انا انقله لكم..كان هناك رفيف اجنحة    ثم هب الهواء..كأنما تدفقت آلاف اللآلئمتساقطة على الارضناعمة، مثلما ندوف الثلج فى بداية تساقطهالامعه، مثل انف المهرجومضت الاغنية، تتواصل..استمعت اليها لساعة أو تزيدوربما كنت احلمباحثة عن الكلمة الصحيحة/التى اصف بها الغناءعندها كان الطائر قد مضىواريد ان اعترف انى لا احب، بل ولا اطيق النظم، وقد اطلقت “تشنيعة” على واحد ممن يكتبون هذا الشىء بأنه يضعه على الورق بقلمه الرصاص ثم يأتى بممحاة، ويشطر هذا الى قسمين.. وقد نبهناه الى شعر يقال انه حديث، وقال انه يستطيع كتابته، فهو يستخدم الممحاة بشكل متعرج!ولست انسى حكاية احدهم ذهب الى لقاء ناظر المعارف..وكان يومها سعد زغلول، وقال هامسا:اكتشفت ان التلاميذ لا يحبّون الجغرافيا، فقمت بضمها على طريقة الفية ابن مالك..اسمعنى ما نظمت.مصر تحد من الشمالبالبحر الابيض يا عالما بحال انحنى سعد زغلول يفك رباط حذائه فقام الرجل مهرولا، والوزير يطارده فى ردهات المكان فى مشهد مرح لا نظنّ ان له سابقة أو تكرر بعده إذا لم يكن ما يقدم للاطفال شعرا حقيقيا وفنا اصيلا فأننى ارفضه وتقديمه اليهم يفسد اذواقهم كما تفعل الوجبات السريعة بمعدتهم وامعائهم، لذلك اناشد الجميع الحرص على مشاعرهم واحساسيهم وعلى عقولهم وقلوبهم..
يقول الشاعر فاروق يوسف الناقد الادبى والفنى العراقى فى مقدمة كتاب: “50 قصيدة للاطفال”..ان قصيدة الطفل ليست الوسيلة الصالحة للتعبير عن (الذات)-اقصد ذات كاتبها-انها تخص (الآخر) المتلقى، وهى ليست وسيلة اتصال بين كاتبها والمتلقى ولكنها وسيلة اتصال بين المتلقى والعالم.يسعى النص الشعرى للاطفال ان يكون مقنعا، بمعنى التأكيد من القدره على احداث التأثيرات المطلوبة فى المتلقى والاقناع هنا لا يتم وفق تسلسل موضوعى اى إنه لا يحدث تدريجيا فهو يحدث أو لا يحدث شبيها بالصدمة لذلك فأن الجملة الاولى من النص كفيلة بأن تهدد النص بالفناء اذا لم تكن مشبعة بالقدره على احداث الصدمة.ونحن من جانبا نضيف نموذجًا من استهلال فاروق سلوم، اجمل الشعراء الحديثيين للاطفال، إذ يقول..عطس القنفذ: هَآتْشُو..والبَطةّ قالت: امشوا هل يقدر الطفل الا يواصل القراءه؟وان يرفع عينيه عن الصفحة؟ واحتار فيما اختار من نماذج للشعراء العرب.. ولابد وان نبدأ بالرواد.. وقد لا تصدقون اعينكم وانا انقل اليكم مقطوعة يرى صاحبها انها تصلح للاطفال-وناقل الكفر ليس بكافر-هو يحكى عن قرد فقد احدى عينيه، امتدح فيلا فاركبه فوق ظهره..فجال في الظهر بلا توان حتى إذا لم يبق من مكانأوفى على الشيء الذي لا يذكر وأدخل الأصبع فيه يخبر  فاتهم الفيل البعوض، واضطرب وضيق الثقب، وصال بالذنب  فوقع الضرب على السليمه فلحقت بأختها الكريمه!هذه المقطوعة مقتطفة من شعر شوقى!!ربما يكون مثل هذا هو الذى دفع المجلس العالمى لكتب الاطفال IBBY الى مناقشة ان كان للشعر ضروره وذلك فى مؤتمر عقد فى اثينا عام 1976، وكنت بالطبع من انصاره والمدافعين عنه بينما اد رافضوه ان الشعر يحتاج الى التركيز، مما يجعل فهمه واستيعابه ليس سهلا وان احب الاطفال الاقتضاب وشرح ما غمض بأقل الكلمات وايسرها، وهذا ليس متاحا إلا لاصحاب الخبره الفنيه العالية من الموهوبين.. كان لدى الرافضين حجج كثيرة من بينها مثل هذا النموذج الردىء الذى أوردناه وينبرى المحبون لشعر الاطفال بأنه اذا اخطأ شاعر هل يجوز لنا ان نحرمهم من جماليات مبدع مثل “محمد الهراوى” الذى يحكى هذه القصة الرائعة فى ايجاز غير مخل: كان يطيب لى ان اورد بعضا من اشعار أرق شاعرة تنظم قصائد لا فى قطر وحدها، بل فى الخليج، وعلى مستوى الوطن العربى الكاتبة المتميزة حصة العوضى-واحتفظ فى مكتبتى بدواوينها وكتبها معتزا بها-وقد اعطت حياتها فى سخاء للاجيال الجديده، عبر الاذاعة المرئية والمسموعة، ومن خلال الكتب نثريا وشعرا، واعمالها واسعة الانتشار، لذلك اكتفى بأقل القليل، تقول: وطنى قطروطن تجاوره النجومويسهر فوق شرفته القمروطنى قطروطن تعانقه البحاروترتجى أعتابه كل الدرروطنى قطرالموج رافقه طويلا منذ آلاف العصور الغابات وما انفطر والمد افنى عمرهبين الشواطىء والصخوروما انتثر أما الشاعر البحرينى صديقى على الشرقاوى فهو بدورة اهم شعراء الاطفال على مستوه الخليج والوطن العربى، ومن دواوينى البديعة للاطفال: اغانى العصافير، شجره الاطفال، قصائد الربيع، الاصابع، الارجوحه، اغانى الحكمة..وله عدة مسرحيات شعرية للاطفال من بينها الفتح، الارانب الطيبة، الفخ، بطبوط.. ومن ديوانه: العائلة، يقول.. الغا باء تاء ثاء  الدنيا اخذ وعطاء جيم حاء خاء دال لا نعرف من غير سؤال ذال راء زاء سيننطلب علما ولا فى الصين شين صاد ضاد طاء ما اجمل عيش البسطاءظاء عين غين قافلجميع الأنهار ضفاف كاف لام ميم نون للحامض طعم الليمونواو هاء باء همزهللفصحى فى دمنا لذىحصـــان الهــرم
فى اليوم السابع عشر من شهر ابريل عام 1987 كنت مع صديقى الشاعر المغربى الكبير على الصقلى فى زيارة لمنطقة الأهرامات، وحدث هرج ومرج دهشنا له، ورحنا نستفسر عن الأمر، واذا بنا نسمع قصة جميلة عن حصان عربى حاول سائح اسرائيلى ان يركبه، واذا بالحصان يلقيه من فوق ظهره ويرفسه..هل حدث حقا هذا؟نعم واقسم انى رأيت المشهد، وفيه قال شاعرنا المغربى..

حتى انت يا حصان الهرم اثرت فيك دماءُ الشمم فثأرت من النذل القزم وهو يصول فى سفح العلممن ذا آمنهم من خوف؟ اليس عدوا ذا حيف؟ وبه اولى، فرط العسف يهدى خير تحية تسف! سله، كم كان تحدانا وبمكر الثعلب كم جانا او لا يعلم ان حصانا  حرم يرفص من عادانايا خير جواد ذى نَسب بحياتى سنبكك الذهبىقد افصح مثل اجل نبى عما ينويه كل أبّىليكن منك لخصمك درسُ لا طابت لظلوم نفسللسنبك ما ظلموا رفس لا فُلكَ يلاحق يرسوعلى الصقلى 17/4/1987

ويقول المناضل المغربى (علال الفاسى) فى قصيدته أو نشيده “وطنتا المغربى”:مَغْرِبِي مَغْرِبِي     حُبُّهُ مَذْهَبِيأَنَا مِنْ فَضْلِهِ     عِشْتُ فِي ظِلِّهِأَرْضُهُ سَكَنِي     وَ بِهَا عَدَنِي سَأَكُونُ لَهَا     خَادِمًا أَهْلَها
ويقــولمحفظتى محفظتىتحفظ ما حملتمحفظتى امينةقيمتها ثمينةمحفظتى احملها فى كتفى اجعلهافأن دخلت المكتبةاخرجت منها الكتب
يقول الشاعر المغربى (محمد الطوبى) (1955-2004م)امى امى  فى عينيك ارى تاريخ بلادىوملامح اجدادى  امى امىفى صوتك فجر بلادىفى صدرك شمس بلادىوذراعاك حنان وسادىيا احلى اعيادى