التحديات التي تواجه العمل العربي المشترك /أ. الأخضر الإبراهيمي .. محمد عصفور

التحديات التي تواجه العمل العربي المشترك

_________

أ . الأخضر الإبراهيمي*

إعداد : محمد عصفور **

من الخارجية الجزائرية إلى الجامعة العربية إلى الأمم المتحدة ، خبرة في السياسة الدولية، شخصية سياسية مخضرمة وتجربة ثرية في أحوال العالم، ذلك هو الأخضر الإبراهيمي الذي شارك في أحد المواسم الثقافية لنادي الجسرة الثقافي الاجتماعي بمحاضرة حول التحديات التي تواجه العمل العربي المشترك،هذه التحديات القديمة الحديثة التي لا يزال معظمها قائما إلى يومنا هذا والتي طرحها الأخضر الإبراهيمي أمام جمهور المثقفين مساء يوم 2/4/1988 على منبر نادي الجسرة الثقافي بالدوحة في محاصرة قيمة نورد أهم وقائعها فيما يأتي:

المحاضرة:

قال الإاهيمي إن الموضوع الذي تم اختياره يتسع للعديد من القضايا التي تهم الوطن في الوقت الحاضر والمشاكل التي تواجه المنطقة وهي كثيرة ومتنوعة وكلمة تحدي أو تحديات من مفردات القاموس السياسي الحديث الشائعة الاستعمال في اللغة العربية كما هو الحال في اللغات الحديثة الأخرى وهي تشير في التعريف البسيط الذي اقترحه عليكم إلى امتحان صعب أو عقبة شاقة أو مشكلة عويصة تعترض سبيل الإنسان فرداً كان أو جماعة فتحول دون التقدم وتهدد الحاضر والمستقبل للإلمام بما يترتب على الأمر من نتائج في حالة النجاح أو الفشل وبالتالي فإن الحديث عن التحدي أو التحديات يتجاوز الوصف المجرد والتحليل المحايد فالكلمة توحي بنظرة أعمق وأبعد من ظواهر الأمور فإننا عندما نناقش الموضوع العربي العام والعمل العربي المشترك ونشير إلى التحديات فأننا نقر بما يلي:

أولا : أن الأوضاع غير مرضية وأن هناك نقائص وأخطاء ومشاكل .

ثانيا : أن هذا الموضوع بكل سيئاته والأخطار المترتبة عليه قابل للتحسن إذا كانت لنا الارادة والقدرة على معالجته وكأننا نقول إن هناك وجها آخر للعملة وبعبارة آخرى إن سلبية الوضع هي في الوقت نفسه فرصة للتغلب عليها لمن أراد بل علينا أن نحدد القضايا التي نراها أساسية وقد يكون لكل منا في هذا الأمر نظرته الخاصة وأولوياته وخياراته التي تتبلور عند نتيجة التجربة والاختصاص والظروف والأهواء الموضوعية منها من آراء حول هذا الموضوع في مختلف أقطار هذا الوطن فإنني أعتقد أن تجربة الدول والشعوب العربية منذ إنتهاء الحرب العالمية الثانية وإنساء جامعة الدول العربية تشير إلى أن قضايانا ومشاكلنا وأهدافنا وآمالنا تتمحور جميعا حول أسئلة ثلاث هي:-

س1 : كيف نريد نحن العرب أن نعيش مع بعضنا البعض؟

س2 : كيف نريد ونستطيع نحن العرب أن نتعايش مع غيرنا من الدول والأمم والشعوب في هذا العالم؟

س3 : ماهو مشروعنا الحضاري الذي في إطاره وبفضله نريد أن نحتل مكاناً تحت الشمس ونبني لأنفسنا كيانا؟

أولا: كيف نريد نحن العرب أن نعيش مع بعضنا البعض ؟ أنشئت جامعة الدول العربية الطلاقا من مطالبة الشعوب العربية بالوحدة إذا لم يصاحب قيامها حماس شعبي كبير لأن الرأي العام العربي كان يتطلع إلى صيغ أقوى من الارتباط بين الأقطار العربية أنضعت إلى الجامعة العربية جميع الأقطار العربية فور استقلالها كحق مطلق لهذه الأقطار بسبب انتمائها إلى الأمة الواحدة فأصبح عددها إثنين وعشرين دولة أنضمت إلى المجموعة الأوروبية ست دول أخرى فأصبح عددهم إثني عشر عضوا وتم الانضمام في كل مرة بعد طلب قدمته الدولة المرشحة وقبلت مبدأ دول السوق.

تستعمل منظماتنا المشتركة لغة واحدة بطبيعة الحال هي لغتنا المشتركة في حين تستعمل دول السوق الأوروبية تسع لغات ولا يمكن أن يعقد إجتماع واحد إذا لم تكن جميع وثائقه جاهزة في اللغات التسع واليوم بعد أكثر من أربعين سنة من بدء سيرتنا وثلاثين سنة من بدء سيرتهم ماذا نرى؟

هم يعقدون ثلاث اجتماعات قمة كل سنة ونحن لم نتمكن من عقد قمة عادية منذ أكثر من ست سنوات هم يوحدون اقتصادهم وتشريعاتهم وسياساتهم الأمنية في الداخل والخارج ونحن نمضي الاتفافات ولا ننفذها وننشىء المنظمات ولا نستفيد من أعمالها هم يحددون سنة 1992م للانتقال إلى مرحلة جديدة وحاسمة ونحن لا نزال نتخبط في خلافاتنا وشكوكنا والتشكيك في نوايا بعضنا أهي أزمة هوية كما يقال ولماذا هذه الأزمة؟ تثبت تجاربنا خلال الأربعين سنة الماضية وما آلت إليه أوضاعنا أو الوحدة العربية لم تعد مشروعاً مطروحاً أو قابلاً للتحقيق في المستقبل إن الدول القطرية التي يقول عنها الأخ هيكل أنها سقطت لهي حقيقة من حقائق عصرنا وجيلنا ولا يمكن تجاهلها أو إلغاء دورها سواء كان ذلك على مستوى الوطن العربي كله أو على مستوى أي جزء من أجزائه. جائز أن هذه الدولة القطرية لم تحقق الكثير أو تحقق آمال شعبها وبعبارة أخرى قد يجوز القول أن الدولة القطرية فشلت فذلك رأي واجتهاد ولكل منا أن يعتبره صائباً أو خاطئا ولكن لا أعتقد أنه يمكن القول إنها سقطت لأن في ذلك التعبير زعما بأن الأمر حقيقة موضوعية يستخلص العديد من المراقبين والباحثين الأجانب من هذين الأمرين أن الأمة العربية حقيقة شعرية وأدبية وقد تكون حقيقة ثقافية ولكنها ليست حقيقة سياسية ويستند هذا الرأي إلى التاريخ في الماضي البعيد على وجود أمة إسلامية ودولة إسلامية لكن لم يعرف أمة عربية واحدة ولا دولة عربية واحدة وتساهم بعرض الاتجاهات السياسية الحديثة من دعم هذا الرأي بدعوتها إلى إعادة بناء دار الإسلام والتخلي عن الدولة القطرية والأهداف القومية العربية في آن واحد لقد حققت الدولة القطرية الكثير خلال فترة زمنية قصيرة جداً لقد حصل تقدم في جميع المجالات ومن جميع الأقطار حتى أكثرها فقراً بنيت المدارس والجامعات والطرق والمستشفيات والمصانع وارتفع الدخل وقد ساهمت هذه الإنجازات في تنمية الشعور بالولاء للقطر إن هذه الكيانات القطرية كبيرة أو صغيرة قد أنجزت كل ما كان في إمكانها وبدأت تشعر بطرق مختلفة وفي ظروف مختلفة أن القاعدة القطرية لم تعد تكفي لحماية أمن البلاد ولا تكفي لتنمية الموارد الذاتية أو لتطوير الثقافة بأشكالها ترى الدول القطرية أن عالم اليوم هو عالم التكتل وعالم التجمعات الكبيرة ولا مكان فيها للكيانات الصغيرة وهناك سيناريوهات متوقعة لتطوير المنطقة العربية مثل، سيناريو وضع التجرئة الحالي أو التجمعات بين عدد من الدول كمجموعة دول مجلس التعاون أو مجموعة دول المغرب العربي أو مجموعة دول وادي النيل أو منطقة الهلال الخصيب والسيناريو الثالث يطرح قيام وحدة عربية شاملة وثبت أن الخيار يترك للدول العربية ولكن ثبت أن استمرار هذا الوضع يؤدي إلى تقهقر كبير لكل الأقطار العربية في حين أن السيناريو الأمثل هو أن تتحقق وحدة عربية شاملة والسيناريو الأكثر احتمالاً أن تقوم هذه التجمعات الحالية ويتم التعاون معها . إن التحدي الأول الذي يواجهنا نحن العرب يتعلق بهويتنا من نحن؟

كيف ينظر الواحد منا إلى أخيه وجاره داخل الوطن العربي؟ داخل القطر الواحد أولا ثم بين الحدود التي تفصل أقطارنا. في مجال السياسة الدولية حصلت بلادنا على استقلالها السياسي وكنا نظن أن الخلاص من قبضة الاستعمار والسيطرة الأجنبية شرط لابد من تحقيقه قبل إعادة بناء مجدنا ولكن اكتشفنا أن الاستقلال السياسي وحده لا يكفي فعملنا من أجل تحرير اقتصادنا واكتشفنا أن القضية الفلسطينية هي قضية العرب الأولى وعلينا الآن أن نلقي نظرة جديدة إلى العالم من حولنا وأن نعرف مكاننا فيه، وصلتنا بالدول والمجموعات التي تشكل المجتمع الدولي وأن نقيم علاقتنا ونحدد مستقبل مسيرتنا والكلمة الأولى بطبيعة الحال ستكون عن الدولتين العملاقتين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة الأميريكية وأنا أقول أن الوفاق الدولي الذي حددت ملامحه في أواخر الخمسينات وأوائل الستينات والذي عاش العالم في ظله نهاية السبعينات قد انتهى مع انتخاب ريغن رئيساً للولايات المتحدة وبدأ عهد جديد يمكن أن نسميه عهد الوفاق الجديد مع وصول غرياتشوف إلى السلطة في الاتحاد السوفييتي وفي هذا الاطار وبالنظر لما يتصل بنا وبمنطقتنا فإن ما يجب أخذه في الاعتبار فيما يخص الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة الأميركية هو ما يلي:

أولاً: الاتحاد السوفيتي الذي يقوده جورباتشوف ليس هو الذي استلم خروتشوف قيادته من ستالين قبل بضعة سنوات فالاتحاد السوفييتي ليس فقط جيل ثورة 1917م الذي اختفى عن الساحة هناك ولكن اختفى أيضا من مكان الصدارة الزعماء والمسؤولون الذين اشتركوا في الحرب العالمية الثانية وهناك لابد أن نتساءل هل يمكن أن تتغير سياسة الاتحاد السوفييتي وتتطور تجاه العالم كله وتبقى دون تغير فيما يتصل بمنطقتنا إذا سياسة الاتحاد السوفييتي نحونا ستتغي وتتطور ولكن من أي اتجاه والقضية ستكون قضية حسابات وضغوط خارجية وداخلية ، والسؤال المطروح هو ماذا نفعل نحن؟ نحن نستطيع بكل تأكيد أن نسمع صورتنا في موسكو وأن نضمن أن الاتحاد السوفييتي في عملية المراجعة هذه يأخذ آراءنا ومصالحنا بعين الاعتبار.

ثانياً الولايات المتحدة: هي الأخرى تغيرت كثيراً عما كانت عليه قبل عشرين سنة فهي في الوقت الحالي أقوى دولة في العالم وهي أكثر الدول تأثيراً وإشعاعاً وجاذبية وستبقى كذلك في المستقبل المنظور حسب كل الدلائل والمؤشرات فهي حقيقة دولة ومجتمع ونظام وشعب يستحق التقدير والاحترام انظروا كيف تغلبوا على كارثة فيتنام فهذه أول حرب خسرتها أميركا وكان شعبها منقسماً انقساماً رهيباً وكان شبابهاً ممزقا بالانهاك في المخدرات ولكن استطاع المجتمع الأميركي أن يمتص هذه الهزيمة وأن يلم جروحه بكرامة كبيرة واستطاع المجتمع الأميركي أن يمتص هذه الهزيمة وأن يلم جروحه بكرامة كبيرة واستطاع أن يستعيد وحدته في وقت قصير قارن هذا بما حصل من فرنسا مثلاً التي لم تهضم هزيمتها في فيتنام أعتقد شخصياً أن أميركا كانت في الماضي وتحديداً حتى ولاية الرئيس كيندي في أوائل الستينات تريد هي الأخرى إقامة علاقات ودية مع العالم العربي ولن ينسى جيلنا موقف الرئيس ايزنهاور سنة 1956 م وتعاونه مع خورتشوف من أجل إفشال العدوان الثلاثي على مصر.أعتقد أن الرئيس كارتر حاول التعاون مع الدول العربية إلا أنه وجد جواً مسموماً وأرضاً ملغومة بسبب ما فعله جونسون قبل وبعد حرب 1967م وما فعله كيسنجر في ظل ولاية الرئيس نيكسون وفورد وجاء الرئيس الحالي ريغن لينقل العلاقات بين الولايات المتحدة واسرائيل إلى قمم لم تعرفها علاقات اسرائيل مع أي دولة أخرى وقد فعلت أميركا دون أي مبالاة بعلاقاتها مع الدول العربية أو رعاية لمصالح العرب وللمصالح الأميركية وتحولت أميركا إلى شريك لإسرائيل في كل خصوماتها وتضع مصالح اسرائيل في مقدمة المصالح التي تدافع عنها وتدعو لها وبذلك فتحت أميركا حرباً مباشرة مع منظمة التحرير الفلسطينية إلى حد أنها أغلقت مكاتبها في أميركا وهددت بطرد الطلاب العرب إن الولايات المتحدة الأميركية هي ضحية نظامها الذي يسمح بالمصالح الأجنبية وبالتأثير في سياستها ، وإسرائيل باعتمادها على جالية يهودية كبيرة وغنية بمالها ورجالها وتنظيم عملها ومنظمة استطاعت ببراعة فائقة أن تخلق لنفسها مراكز نفوذ لا يمكن لرجل سياسي أو حزب أو جريدة أو حكومة أن تعصي لها أمراً دون التقليل من شأن اللوبى الصهيونى بعض المواطنين الأميركان يعتبرون التأثير الإسرائيلي على القرار الأميركي نوعاًمن الإهانة هي أكبر وأقوى من أن تسلم أقدارها إلى دولة صغيرة ولابد للحديث عن القضية الفلسطينية هذه الأيام أن من حق الشعب الفلسطيني علينا جميعاً أن يحرص كل منا على مساعدة الشعب الفلسطيني والانتفاضة بكل ما أوتي من قوة وأكتفي بتقديم الملاحظات التالية:

1-  أثار الباحثون الاسرائيليون المشكلة الديمغرافية وخطرها على الكيان الاسرائيلي منذ أمد طويل غير أن الرأي العام الاسرائيلي لم يول هذه القضية اهتماما كبيراً حتى جاءت الانتفاضة.

2-   من عواقب حرب 1967حقيقة أبرزتها الانتفاضة وهي أن حرب 1967وحدت الأرض الفلسطينية ومكنت الشعب الفلسطيني من أرضه المحتلة منذ 1948 والشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة.

3-   اكتشف العالم الخارجي أن قضية الشرق الأوسط ليست قضية الأمن الإسرائيلي وكيف تضمن إسرائيل بقاءها وحماية حدودها من الغرب ، إنما قضية شعب هو الشعب الفلسطيني الذي ضاعت حقوقه.

4-   هذه الانتفاضة على خصوصيتها ليست آتية من العدم ، فهي حلقة من سلسلة النضال الفلسطيني المتواصل ومرحلة من وطنيته.

5-   لابد أن نلتزم الحذر وأن لا يدفعنا التفاؤل والثقة في النفس والشعور بالفخر والاعتزاز إلى الظن بأن النصر أصبح في متناول اليد وأن ما، حققناه غير قابل للانتكاس ، فالحقيقة أن الانتفاضة فتحت أبواباً مغلقة وشقت طريقاً كان مسدوداً.

الموضوع الثاني هو حرب العراق مع إيران وهنا أكتفى بالملاحظات السريعة التالية:

1-  أثار الباحثون الاسرائيليون المشكلة الديمغرافية وخطرها على الكيان الاسرائيلي منذ أمد طويل غير أن الرأي العام الاسرائيلس لم يول هذه القضية اهتماما كبيراً حتى جاءت الانتفاضة.

2-   من عواقب حرب 1967حقيقة أبرزتها الانتفاضة وهي أن حرب 1967وحدت الأرض الفلسطينية ومكنت الشعب الفلسطيني من أرضه المحتلة منذ 1948 والشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة.

3-   اكتشف العالم الخارجي أن قضية الشرق الأوسط ليست قضية الأمن الإسرائيلي وكيف تضمن إسرائيل بقاءها وحماية حدودها من العرب، إنما قضية شعب هو الشعب الفلسطيني الذي ضاءت حقوقه.

4-   هذه الانتفاضة على خصوصيتها ليست آتية من العدم ، فهي حلقة من سلسلة النضال الفلسطيني المتواصل ومرحلة من وطنيته.

5-   لابد أن نلتزم الحذر وأن لا يدفعنا التفاؤل والثقة في النفس والشعور بالفخر والاعتزاز إلى الظن بأن النصر أصبح في متناول اليد وأن ما، حققناه غير قابل للانتكاس، فالحقيقة أن الانتفاضة فتحت أبواباً مغلقة وشقت طريقاً كان مسدوداً.

الموضوع الثاني هو حرب العراق مع إيران وهنا أكتفى بالملاحظات السريعة التالية:

1-  ليس من باب المن أن نذكر إخواننا في الدين في إيران أن ثورتهم حظيت عندنا قبل انتصارها بالتعاطف والتشجيع والتأييد.

2-   لم ينكر أحد مناما للثورة الإيرانية من أفضال بعد أن أقدمت على قطع جميع علاقاتها مع العدو الإسرائيلي وطرد ممثليه من طهران وتسليم سفارته إلى منظمة التحرير الفلسطينية.

3-   بعد أن قامت الحرب بين إيران والعراق ارتفعت أصوات المسلمين جميعا بدعوة واحدة وهي أن تتوقف الحرب بين الأشقاء.

4-   أكدت الدول العربية كلها على أنها تتطلع إلى إقامة علاقات ثقة وأخوة وتعاون مع الشعب الإيراني وقيادته على أسس من الاحترام وعدم التدخل في الشؤون الداخلية .

5-   لاتزال الدول العربية تنادي بإنهاء الحرب في ظروف تحفظ للطرفين مصالحهما قلت في بداية حديثي أن السؤال الشامل الذي تنطوي تحته هذه القضايا والمشاكل هو السؤال المتصل بأسلوب تعايشنا مع غيرنا فكما اكتشفنا بعد الاستقلال أن العيش مع الشقيق في البيت الواحد أو في بيتين متجاورين ليس بالأمر السهل كذلك كان علينا أن تكتشف أن انتهاء الاستعمار والسيطرة الأجنبية المباشرة لا يعني بالضرورة أننا سنعيش ونتعايش مع الشعوب والأمم الأخرى في وئام دون مشاكل ولا تعقيدات والحقيقة أن الاستقلال السياسي لا يفعل أكثر من إعطائنا فرصة لممارسة مسؤوليتنا كأعضاء راشدين أحرار في المجتمع الدولي والتحدي الكبير هنا أن نكتشف سبيلنا إلى حماية أراضينا وصيانة أمتنا والدفاع عن مقدساتنا ومبادئنا وابتكار أساليب التعاون البناء مع غيرنا ويبقى السؤال الثالث والأخير وهو ما يتعلق بمشروعنا الحضاري الذي بفضله نريد أن نحتل مكاننا تحت الشمس ونبني لأنفسنا كياناً ولأبنائنا وأحفادنا مستقبلا وهو سؤال لن أحاول الرد عليه لأسباب لا تحتاج إلى شرح فهو حصيلة الأسئلة الأخرى ونتيجتها هي قضية القضايا.