أغسطس 3 2012
ابهي اشكال الماء …….………محمد الهادي الجزيري
أبهى أشكال الماء – محمد الهادي الجزيري – شاعر من تونس
الموجة … تلك السمراءْ
تلك الهادرة الليلة في إحدى غرف البحرْ
تلك اللائذة بالشعرِ…الكافرة بالشعرْ
تلك المترنّحة ما بين الدمعة والدفتر من فرط الكفرْ
تلك المرتدّة عن حضن البحّار…الموغلة في تيّار الثأرْ
الموجة …تلك الموجوعة منّي
لن يسعها الليلة حضني
لن يسعها البحر ولا البرّ ولا الشعر ولا النثر ولا الخدرُ
ولا الليل ولا الفجر ولا…
لن يستوعبها الليلة ميناء
الموجة …تلك الهوجاءْ
سأقول لها : غفرانك… إنّي من نار
يا أبهى أشكال الماءْ
غفرانك… لست سوى طفل يعبث بالدنيا
كي يعبث بالدنيا
ويفيض دموعا حين يكسّر شيئا ما.
أنا لا أدرك معنى الغدرْ
هل يغدر من يعشق كلّ بهاءْ؟
………………………….
كان الوقت نبيذا لمّا فاحت عبر الهاتف وردةْ
كنت أريدك ، لكن فاحت عبر الهاتف وردةْ
فامتدّت كفّي عبر الهاتف
وانفجرت في وجهي آنية الزهرْ
لالوم عليّ ولا لوم على الخمرْ
اللوم على من سوّاني من جمرْ
لخّص فيَّ العشاق وألقاني في هاء الدهشة
طفلا متّهما بالمكرْ.
يا الموجة غفرانك
لست سوى وهم يركض نحو القبرْ
ويطارده وهم ما.
ياالموجة لا تنسحبي من حولي
فغيابك إسم من أسماء الصحراءْ
كوني أمّا لي ، كوني ظلاّ ، كوني ثمرا
كوني نبع نساءْ
كوني حاضنتي حين تضيق الأرض
وأختي حين يتعتعني العشق
وكأسي حين أشاءْ .
كوني أهلي حين يحدّق في قلبي الغرباءُ
وأغنيتي حين يحاصرني أشباه الشعراءْ
كوني الموجة والمركب والرحلة والميناءْ.
فلكم أحتاج إلى أنثى تعبر بي بحر الأوهامِ
وتخفي في داخلها ما أكسره من أشياءْ
يا الموجة يا السمراءْ
أحتاج إليك الآن َ
ويوم أزفّ الحبل إلى الرقبةْ
وأعلّق وجهي في شرفة مريمَ
أو في نجم ما.
أروع ما قد يحدث لي في خاتمة اللعبةْ
أنْ أتأرجح في حبل غسيل النارِ
وأسقط في حضن الماءْ.
أغسطس 3 2012
شارع او اقل……………………………مها العتوم
شارعٌ أوْ أقلّ- مها العتوم — شاعرة من الأردن
بيننا شارعٌ..
لا مَمَرَّ لسيارةٍ
أو لأقدامِ ناسٍ حقيقيةٍ
بيننا خضرةُ العشبِ لا العشبُ
أو رقّة البحرِ لا البحرُ
ما بيننا شارعٌ أو أقلُّ…
شارعٌ واحدٌ يتلفّتُ فيك وفيَّ:
تُغنّي لعبد الحليم يُغني..
تُصفّرُ لحناً حزيناً فيَعلَََقُ بالسروِ
تُطلِقهُ ضحكةٌ عبثيةُ شكلٍ
عميقةُ طيرٍ ومعنى
بيننا شارعٌ
يتعلّمُ مزجَ الروائح منا
من العطر فوق القميصِ
وتحت الكلامِ
يُلخّصُ عمّانَ
في شارع واحد
بيننا شارع أو أقلُّ
لو تُطِلُّ الحديقةُ فينا
ترى نفسَها..
وترى الجلنارَ الذي ضاءَ
في عتمة الجسدينِ
وليلا تَبلَّلَ من لَيلَك الشفتينِ
وما ظلَّ قرب اليدين من الطينِ
يثملُُ في الكافِ والنونِ
في لغةٍ
تتقاطع فيها السماواتُ والأرضُ
في شارع بيننا..
بيننا شارع واحد أو أقلُّ
إذا خفَّ هذا الحنينُ
ولم يبقَ إلا الترابُ
نطيرُ على شُرُفات البلادِ
تراباً
ونعبرُ ما بيننا
خطوةً
خطوة
لا نملُّ..ً
ما بيننا شارعٌ أو أقلُّ..
بواسطة admin • 03-نصوص شعرية • 0 • الوسوم : العدد الثانى والعشرون, مها العتوم