أغسطس 3 2012
استبدليني بي ……………………..أديب حسن محمد
أَسْتبدلُني….. بي – شعر : أديب حسن محمد – شاعر من سوريا
انطفأ الضوءُ
ونامتْ عائلة الكلماتْ
ويدي غلّقتِ الليلَ على شوكِ النكباتْ
كان الحبر الجاسوسُ
يدسُّ مكاتيب الأعماقِ
لملكِ الشّعرِ
ويأخذني موجوداً لبلاط الآهاتْ
فأُجرّد كالعادة من أشيائي
يستجوبني البحر الكامل
عن كنْهِ الريبة في صوتي
عن نشل الحزن الباهظ من جيب الناياتْ
منحرفٌ
وبريءٌ
ذلك شأني
حين يحاصرني عسس الشّعر
وحين يساورني شبَقُ الصرخاتْ
أستبدلني بي
وأخاتل أقران بكائي
بالعينِ الفارغة الدمعاتْ
في الزنزانة وحدي أعرف لغة الحائط
وحدي
أقرأ لغز الحسرة
حين تعذّبها الضحكاتْ
ليس بنافذة الآمال
أخادع طير الوحشة
ليس بضوءٍ علّقه الصمتُ
أعالي ندمي
كي يتلذّذ بالطعناتْ
وحدي
بجواري صوت الموّال
ودركوشي*
وظلال امرأة
فاقت في الحزن جميع الأنهار
المشنوقة في يبس الفلواتْ
ولأني غشيمٌ
سأعدّ على كفّ العتمة أعضائي
وأفوز بسبق الحزن على فرسٍ أعمى
وأصير أمير الخيباتْ
أرسم نخلاً فوق يباب الروح
أغذُّ السيرَ إلى تمرتها
وأهزُّ بجذع الحلماتْ
أحاول تفسيرَ
تحوّل كل سماءٍ في عينيّ
إلى جدران تحاصرني
وأؤجّل تفسيري لخطاها
المقتولة
في كلّ العتباتْ
في سفْح يدي
حيث البريةُ
كلّ تراب يبكيني
أدنيه شقيقاً
فيشدّ على رأسي
بعُصابة طيبته
ويحضُّ القلب
على ضخِّ الوردِ
مع النبضاتْ
أسْتبدلني بقصائدَ
لم تعرفْ
أني قدمتُ لها وطناً
ومضيتُ غريباً
كالأمواتْ
***************************
* الدركوش: سرير تهزه الأم وتهدهد فيه طفلها
مايو 3 2015
الشبــــــح الأعمـــــــي ………………… أديب حسن محمد
الشبــــــح الأعمـــــــي
———
أديب حسن محمد *
لا تنتظري ..
ماتت قبل حدود الصدر يداه
كان يحب ضجيج ذراك ،
هسيس القبلة
كم أسرته حين تهاوت ،
وانغرست في قلب الغيب بمثل أساه
كم هتفت ،
وبه من بعد زوال إمارته عدم
لا ينجده في ذاك الردم سواه
يمشي فوق بقية أمنية
شبحاً يجرح وجه الموت صداه
ماذا سيقول الشبح الأعمي لعصاه … ؟؟
يا ليت غياب الروح يلازمه ،
يا ليت غياب المرأة ممحاة
تنشب مثل حريق فوق خطاه
من يقتله ثانية … ؟
من يغمض أجفان التابوت إذا ولي … ؟؟
من يبقي في قافلة القتل سواه !!
يده عبثاً ستجوس فراغاً لا يألفه ،
يده تحمل ما أشقاه
لن تهديه إلا عدماً
ليظل الليل الساكن في عينيه
ويظل بكاه
ماذا سيقول الشبح الاعمي لعصاه … ؟؟
( ماتت … !!
………. حقاً ……….. !! )
كل جبال العشق تقول :
قرنفلة قتلت قبل يلوغ الحزن صباه
هي تحفرني ، وأنا في برزخ حمرتها .. أبكي
مثل يمام سلبوا في جنح الليل مداه ..
ماذا سسقول الشبح الاعمي لعصاه .. ؟؟
كل امرأة .. ينهض من طعنته ،
.. نبش تربة وحدته ،
لا يعثر حتي بالدمع ،
وتبقي في عمق الجرح يداه
فينام علي كسرة حلم ،
وتنام من الجوع عصاه … !!!
—————–
هوامش :
* من مواليد 1971 ، صدر له :
1- موتي من فرط الحياة 1999 .
2- إلي بعض شأني ، 2000م .
بواسطة admin • 03-نصوص شعرية • 0 • الوسوم : أديب حسن محمد, العدد الحادى عشر