نزيف النخيــل ………………… جميل محمود عبدالرحمن

نزيف النخيــل جميل محمود عبدالرحمن * للنخيل بأرضي .. علاقته بالمدي … والنخيل بأرض بلادي بفطرته مؤمن … والندي مطهر … يتقاطر في الفجر ..نهر حنان .. لكي يتوضأ منه النخيل ، وسجادة العشب .. مسجده الأبدي … فإذا صاح صوت المؤذن .. يتهجد قلب النخيل ويبكي كمن فتح مستشرفاً ..قارئاً .. في مرايا الأفق وطوايا الغيوب البكاء ..نحيب والدموع ..عبق آه يادرراً للتسابيح تهمي وأورادها تتزاحم منفطرات بأعماقه … فتميل جدائله للركوع .. ويساقط من جبهة السعف المتماوج . في سجدات القنوت ، جمان الندي .. لؤلؤاً رابتا فوق عشب الحقول .. فجأة حين هم نخيل بلادي لسجدته كان يسقط .. فوق بساط تهجده دم قتلي المصلين في ثالث الحرمين.. واليمام .. يخر ذبيحاً بسجادة العشب ماذا أصاب النخيل ؟؟!! تمدد خيط الدماء بحلق المآذن يسكب صرخته في ضمير البلاد … ويخبئ في رحم الأرض هذا الجنين الغضب .. ويخبئ في شجرالصبر غيماً عصوف الردي ويخبئ في نفق ” الأقصي ” الحجارة تشعل أيامنا الخاوي تستدير لنا بعدهم … ثم تطوي بنا صفحه باليه .. هل علي ” قبة الصخرة ” الآن ، يصعد سرب الحمام .. وتهتف عصفورة بالغناء ؟! أم النوح فوق نعوش المصلين ، صار النشيد الجديد ؟؟!! لم يجبني المدي وأجابت دماء النخيل