مسيرة المرأة القطرية – عرض وتحليل أمينة العمادي
مفتتح
تظل الكتابات التي عنيت بامرأة الخليجية والقطرية علي وجه التحديد قلية ، ونادرة ولهذا عانيت كثيراً في جمع المادة العلمية لكتابي “مسيرة المرأة القطرية” والذي جمعت مواده ميدانياً وبوبت وأعيد صياغتها في عامين والكتاب يقع في 224 صفحة من القطع الكبير وشغلت به منذ سنواتت بعيدة .
فقد ظلت قضية المرأة وعملها ومشاركتها في الحياة العامة كعضو فاعل ومنجز هي الشغل الشاغل للمدافعين عن حقوقها منذ فجر قاسم أمين كتابه الشهير وطالب بتحرير المرأة وخروجها لتشارك الرجل مسيرة الكفاح اليومي . وفي هذا السياق فإن دولة قطر لم
تتأخر . أو تنفصل . عن باقي دول المنطقة فقد مرت المرأة فيها بمراحل عديدة . كان لها فيها فترات خفوت . وفترات تجل . ولعل أكثر هذه الفترات إضاءة ووضوح لدور المرأة ومشاركتها في النهوض بمجتمعها . هي الفترة التي تسلم فيها الشيخ / حمد بن خليفة ال ثاني أمير دولة قطر مقاليد الحكيم في البلاد . حيث عمل سموه ومنذ اليوم الأول لتولية المسئولية علي تحقيق كل ما من شأنه أو يرفع ويعزز من مكانة المرأة ويرسخ من وجودها .
ولقد بدأنا نجني ثمار هذا التوجه . ففي خلال فترة وجيزة من عمر الزمن . برزت إسهامات المرأة القطرية لتكون شاهداً حياً علي المدى الذي وصلت إليه من العطاء والفاعلية .
ولقد مرت الأيام والسنون وخرجت المرأة العربية من وراء ذلك السياج التاريخي ومن خلف تلك النوافذ المغلقة لتصبح سفيرة لبنات جنسها في كل مناحي ودروب الحياة فأصبحت المرأة طبيبة ومحامية ومهندسة وأصبحت صيدلانية وصحفية ومبدعة ومدرسة وموظفة . ثم من بعد ذلك سفيرة ووزيرة . وعشرات من المهن النبيلة التي لا يتسع المجال لذكرها . والتي وجدت المرأة العربية فيها مكانتها وغيرت من خلالها تاريخاً طويلاً من الافتراضات التي كانت تشير إلي أن دخول المرأة في هذه المجالات أمر غير مرغوب فيه وضرب من ضروب المستحيل .
لكل إصرار المرأة العربية علي أن تكون جزءا فاعلا في مجتمعها غيِّر وبدلِّ من فكرة مشاركتها للرجل في المجمع بقوة . وأصبح ينظر لتلك المشاركة علي أنها أمر حضاري فقد دخلت المتعرك السياسي . والاقتصادي . والاجتماعي والثقافي . وأسهمت فيه إسهامات بارزة .
وأن كانت المرأة العربية في الخليج قد اقتحمت الميادين التي ذكرت في وقت لاحق عن أخواتها في الدول العربية الأخري ، فإنها قد أثبتت أنها قادرة علي مواكبة متطلبات العصر . والانخراط فيه بهمة وقد تحقق علي يديها الكثير من الإنجازات في دول مجلس التعاون الخليجي .
والحق أقول لكم . المرأة الخليجية لم تكن أبداً بعيدة . أو منفصلة . عن مجتمعها الذي خرجت منه . فهي تعمل من أجل أن يتطور ذلك المجتمع وتساهم بجانب الرجل . في أن يكون هذا المجتمع أكثر تحضراً ورقياً ، في هذا الإطار برزت نمازج مضيئة من السيدات الخليجيات . شاركن الرجل نجاحة وعطاءه في مختلف نواحي الحياة .
إيماني الشديد أننا نعيش بحق في عصر من أزهي العصور التي علي دولة قطر ولأننا ننعم بمناخ الحرية الديموقراطية الذي أزدهر وازدان في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى حمد بن خليفة ال ثاني حفظه الله ورعاه ، الذي وهب نفسه لخدمة مجتمعه وال علي نفسه إلا أن ينهض بهذا المجتمع الفتي ، فأصبحت قطر تحت قيادته دولة يشار إليها بالبنان إذ إنها تبوأت مكانة متميزة بين الدول والمجتمعات الأخري مع أنها دولة صغيرة ولكنها برجالها وإنجازاتها وكبيرة أيضاً بنسائها اللاتي يشاركن رجالها بفعالية كبيرة في ظل القيادة الرشيدة التي اهتمت بجهود المرأة وإنجازاتها ولأن صاحب السمو أمير البلاد حكيما ومدركا لدور المرأة أو كل أمورها الي سيدة البلاد الأولي وهي الشيخة موزة بنت ناصر المسند حفظها الله ورعاها رئيسة المجلس الأعلي للأسرة وصاحبة التوجه الحضاري بأن تتبوأ المرأة مكانتها ودورها الطليعي لتقف جنبا إلي جنب الرجل لتشاركه مسيرة البناء والخير الذي يعم بلدنا المتطلع الي مزيد من التقدم والاذهار . قد تبوأت المرأة القطرية في ظل هذا المناخ أعلي المناصب والتي كانت حكرا علي الرجال وذلك عندما شغلت سيدة قطرية منصب وكيل وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي وهي الاستاذة / شيخة أيحمد المحمود . وإذا نظرنا إلي ماهية ذلك الاختيار نجد أن القيادة الحكيمة رأت أن وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي هي معمل تفريخ الأجيال القادمة وهي أن النواة الحقيقية التي يسخرج منها أبناء قطر القرن القادم وهم من سيحملون الشعلة ليتموا مسيرة البناء والتقديم . وكثيراً ما كنت نفسي عندما أري كثيراً من الأخوات وقد برزن في مجالات كثيرة من سيؤرخ مسيرة هؤلاء الرائدات وكيف ستعرف الأجيال القادمة ماذا قدمت المرأة القطرية لمجتمعها ووطنها منذ الاستقلال وحتى نهايات القرن العشرين ، وكنت أشعر بالغيرة الشديدة من المجتمعات الأخري مثل المجتمع المصري الشقيق وكيف يهتم بالمرأة ويوثق أكثر من كتاب مسيرة المرأة المصرية بداية من هدي شعرواي وملك حفني ناصف وبن الشاطئ وسهير القلماوي . وغيرهن ممن تحملن عبء الريادة فقلت لماذا لا نسجل لمسيرة المرأة القطرية والتي هى بحق مسيرة مشرفة ، وعندما تطلعت من حولي فإذا بي أجد كثيراً من الأخوات المبدعات القطريات يشاركن بجهد واضح ويتفاعلن مع مختلف القضايا بنظرة موضوعية واعية . ساعتها كانت لحظة الانطلاق بالنسبة لي فقررت أنه يجب أن تؤرخ لهؤلاء الرائدات حتى يتسني لمن يأتي من بعدنا أن يعرف من خلال كتاب موثق ومدعم بالمعلومة والإحصائية والصورة والتحليل العلمي المنهجي أن قطر كانت تزخر بكثير من النساء اللواتي تفوقت وأبدعت فيحق لهم ولأعمالهن الخلود علي مر الأيام . ويشمل كتاب (مسيرة المرأة القطرية) ستة أبواب وعدة فصول تنشغل بالتعريف بما حققته المرأة القطرية من حضور وفعلية في ميادين العطاء والعمل في خدمة المجتمع وفي دفع مسيرة التمنية في الدولة من جميع النواحي والمجالات والمستويات التي تجلي فيها عطاء المرأة القطرية علي تعددها وتنوعها ومدي مساهماتها في ظل تلك التوجيهات السامية للأمير المفدي وولي العهد والنشاط التي تقوم به بهمة وحماس سمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند في إطار التطلع إلي افاق مستقبلية تحقق المرأة القطرية فيها المزيد من الإنجازات ، ويحاول كتابي هذا الإلمام مختلف المعطيات والتفاصيل المتعلقة بالمرأة القطرية وفيما يلي العناوين الرئيسة حتى يتسنى لنا أن نعرف ماذا يحوي هذا الكتاب بين دفتيه
* الباب الأول / الطريق إلي الحاضر :
الفصل الأول / المرأة القطرية في أرقام تعرف بتعداد الإناث في المجتمع القطري باستطلاع التعداد السكاني العام ونسب التزايد فيه والإحصاءات الرقمية للمرأة القطرية في مجالات العمل العام والتوجه الذي سلكه الأمير المفدى في تحقيق الديموقراطية من خلال مشاركة المرأة القطرية بانتخابات المجلس البلدي وأيضاً محاولة استشراف مستقبل المرأة القطرية .
الفصل الثاني / التوجيهات السامية والتشريعات الخاصة :
يتقصي هذا الفصل مختلف التوجيهات التي أطلقها سمو أمير البلاد للدفع بفاعلية المرأة القطرية ، والأنشطة المتعددة التي ساهمت بها سمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند في هذا الإطار ، والتعرف علي التشريعات والقوانين والأنظمة في البلاد ، المتعلقة بتنظيم عمل المرأة القطرية .
الفصل الثالث / مسار وعطاء : –
يتم البحث هنا المسار الذي عرفه عطاء المرأة القطرية منذ حداثة الدولة وانتقالها الي مرحلة الازدهار التنموي وصولا الي اللحظة الراهنة التي تتعدد خلالها ميادين عطاء المرأة القطرية في كثير من المجالات ، ومنها الوظيفة الحكومية الخاصة والمناسبة للمرأة القطرية وطرح المشكلة وهي أن هذه التشريعات تخلو من معالجة المشاكل التي تترتب علي عمل المرأة سواء علي جهة العمل ذاتها أن علي الوضع الأسري للمرأة .
* الباب الثاني / المرأة القطرية والعمل الاجتماعى والإنساني
الفصل الأول/ الأنشطة التطوعية : –
تتم هنا دراسة المجالات التي ساهمت فيها المرأة القطرية بفاعلية التطوعية في ميادين خدمة المجتمع ، ويتم التعريف بالمؤسسات والجمعيات الأهلية المختلفة في هذا المجال .
الفصل الثاني / الصحة والعمل الإنساني : –
يتوخي بالقطاع الصحي في قطر بمختلف مستوياته من خلال العمل التطوعي الخيري في مختلف المجالات .
الفصل الثالث / مساهمات في البحث
الاجتماعي : –
نظت فعاليات نسوية عدة في البلاد في مجال إعداد الدراسات والبحوث الاجتماعية والميدانية والتربوية ، ويعتني هذا الفصل بالتطرق الي هذا الإسهام .
* الباب الثالث / المرأة القطرية في المدرسة والجامعة
الفصل الأول / التعليم والتأهيل : –
نعني هنا ببحث مسار تعليم المرأة القطرية بدءاً من المراحل الإلزامية وصولاً إلي مراتب للتعليم العالي في المعارف الختلفة .
الفصل الثاني / التدريس والعمل التربوي : –
يختص هذا الفصل بالتعرف علي حضور المرأة القطرية العاملة ف مجال التدريس الابتدائي والإعدادي والثانوي والعمل التربوي عموماً .
الفصل الثالث / المرأة القطرية في الجامعة : –
يختص هذا الفصل حضور المرأة القطرية في تدريس الجامعة والعقل الأكاديمي في مختلف المعارف .
* الباب الرابع / المرأة القطرية والنشاط الثقافي والفني
الفصل الأول / العطاء في الكتابة الإبداعية : –
نعتي هنا بالتعريف بحضور المرأة القطرية كاتبة في الصحافة وأديبة في أخبار الإبداع القصص والشعري والروائي مثل الشاعرة د. زكية مال الله ، موزة الماكي ، د . هدي النعيمي وغيرهن .
الفصل الثاني / الفنون التشكيلية : –
تحقق المرأة القطرية فاعلية في الميدان الإبداعي ويهتم هذا الفصل باستكشاف التجارب التشكيلية المميزة الجادة والملتزمة التي كان للمرأة القطرية فيها حضور خاص وفاعل .
الفصل الثالث / فنون التراث : –
يعني هذا الفصل بإبداع المرأة القطرية علي صعيد الفنون التراثية والتقليدية والأزياء والأثواب وغيرها .
* الباب الخامس / المعوقات التطلعات والافاق
الفصل الأول / المعوقات العامة : –
نصطدم فاعلية المرأة القطرية بمعوقات اجتماعية عديدة ويعني هذا الفصل بتحليلها ودراستها علمياً ومنهجياً .
الفصل الثاني / الافاق إلي الأمام : –
يحاول هذا الفصل استكشاف الافاق المتوخاة والمأمولة والممكنة التي تصبو للوصول إليها المرأة القطرية في جهودها ونشاطاتها المتواصلة بدعم مستمر من سمو الأمير وسمو الشيخة موزة .
الفصل الثالث / توصيات أخيرة : –
يأمل هذا الفصل الي تبين أهم التوصيات التي يمكن العمل علي إجازها لاحقا من أجل إيصال المرأة القطرية إلي مزيد من مراتب الفاعلية والحضور الحيوي في المجتمع .
* الباب السادس / مقابلات
يعني هذا الباب بإلقاء الضوء علي التجارب الجديدة والنماذج الجديرة بالتقدير للمرأة القطرية من جميع النواحي ومختلف المجالات .
وأخيراً إن المرأة القطرية التي كان لها الدور الفاعل في مساعدة زوجها في عصر الصيد. وفترة ما قبل النمط . هي نفسها المرأة التي أعطاها سمو أمير البلاد حق المشاركة في انتخابات المجلس البلدي المركزي كأول امرأة خليجية تتال هذا الحق كمرشحة وناخبة وأيضاً في غرفة تجارة وصناعة قطر وذلك إيمانا من قيادتنا بالديموقواطية وبدور المرأة في المجتمع المتقدم وخصوصا ونحن علي أعتاب الألفية الثالثة , إننا في دولة قطر نحمل أن تتلقد المرأة مناصب مرموقة وهي قادرة علي ذلك في ظل هذا المناخ من الحرية والديموقراطية التي نحيا تحت مظلتها .
وإن هذا العهد الميمون قد أسس للمرأة القطرية ما يمكن أن تبني عليه في الأيام القادمة طموحاتها وآمالها ودفعها لأن تكون مشاركتها مشاركة فعلية من منطلق أن المرأة نصف المجتمع وإشراكها في الواقع العملي والحياة العامة إنما هو تعزيز لمسيرة التنمية التي نحلم بها .
أبريل 16 2011
مسيرة المرأة القطرية ………..عرض وتحليل أمينة العمادي
مسيرة المرأة القطرية – عرض وتحليل أمينة العمادي
مفتتح
تظل الكتابات التي عنيت بامرأة الخليجية والقطرية علي وجه التحديد قلية ، ونادرة ولهذا عانيت كثيراً في جمع المادة العلمية لكتابي “مسيرة المرأة القطرية” والذي جمعت مواده ميدانياً وبوبت وأعيد صياغتها في عامين والكتاب يقع في 224 صفحة من القطع الكبير وشغلت به منذ سنواتت بعيدة .
فقد ظلت قضية المرأة وعملها ومشاركتها في الحياة العامة كعضو فاعل ومنجز هي الشغل الشاغل للمدافعين عن حقوقها منذ فجر قاسم أمين كتابه الشهير وطالب بتحرير المرأة وخروجها لتشارك الرجل مسيرة الكفاح اليومي . وفي هذا السياق فإن دولة قطر لم
تتأخر . أو تنفصل . عن باقي دول المنطقة فقد مرت المرأة فيها بمراحل عديدة . كان لها فيها فترات خفوت . وفترات تجل . ولعل أكثر هذه الفترات إضاءة ووضوح لدور المرأة ومشاركتها في النهوض بمجتمعها . هي الفترة التي تسلم فيها الشيخ / حمد بن خليفة ال ثاني أمير دولة قطر مقاليد الحكيم في البلاد . حيث عمل سموه ومنذ اليوم الأول لتولية المسئولية علي تحقيق كل ما من شأنه أو يرفع ويعزز من مكانة المرأة ويرسخ من وجودها .
ولقد بدأنا نجني ثمار هذا التوجه . ففي خلال فترة وجيزة من عمر الزمن . برزت إسهامات المرأة القطرية لتكون شاهداً حياً علي المدى الذي وصلت إليه من العطاء والفاعلية .
ولقد مرت الأيام والسنون وخرجت المرأة العربية من وراء ذلك السياج التاريخي ومن خلف تلك النوافذ المغلقة لتصبح سفيرة لبنات جنسها في كل مناحي ودروب الحياة فأصبحت المرأة طبيبة ومحامية ومهندسة وأصبحت صيدلانية وصحفية ومبدعة ومدرسة وموظفة . ثم من بعد ذلك سفيرة ووزيرة . وعشرات من المهن النبيلة التي لا يتسع المجال لذكرها . والتي وجدت المرأة العربية فيها مكانتها وغيرت من خلالها تاريخاً طويلاً من الافتراضات التي كانت تشير إلي أن دخول المرأة في هذه المجالات أمر غير مرغوب فيه وضرب من ضروب المستحيل .
لكل إصرار المرأة العربية علي أن تكون جزءا فاعلا في مجتمعها غيِّر وبدلِّ من فكرة مشاركتها للرجل في المجمع بقوة . وأصبح ينظر لتلك المشاركة علي أنها أمر حضاري فقد دخلت المتعرك السياسي . والاقتصادي . والاجتماعي والثقافي . وأسهمت فيه إسهامات بارزة .
وأن كانت المرأة العربية في الخليج قد اقتحمت الميادين التي ذكرت في وقت لاحق عن أخواتها في الدول العربية الأخري ، فإنها قد أثبتت أنها قادرة علي مواكبة متطلبات العصر . والانخراط فيه بهمة وقد تحقق علي يديها الكثير من الإنجازات في دول مجلس التعاون الخليجي .
والحق أقول لكم . المرأة الخليجية لم تكن أبداً بعيدة . أو منفصلة . عن مجتمعها الذي خرجت منه . فهي تعمل من أجل أن يتطور ذلك المجتمع وتساهم بجانب الرجل . في أن يكون هذا المجتمع أكثر تحضراً ورقياً ، في هذا الإطار برزت نمازج مضيئة من السيدات الخليجيات . شاركن الرجل نجاحة وعطاءه في مختلف نواحي الحياة .
إيماني الشديد أننا نعيش بحق في عصر من أزهي العصور التي علي دولة قطر ولأننا ننعم بمناخ الحرية الديموقراطية الذي أزدهر وازدان في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى حمد بن خليفة ال ثاني حفظه الله ورعاه ، الذي وهب نفسه لخدمة مجتمعه وال علي نفسه إلا أن ينهض بهذا المجتمع الفتي ، فأصبحت قطر تحت قيادته دولة يشار إليها بالبنان إذ إنها تبوأت مكانة متميزة بين الدول والمجتمعات الأخري مع أنها دولة صغيرة ولكنها برجالها وإنجازاتها وكبيرة أيضاً بنسائها اللاتي يشاركن رجالها بفعالية كبيرة في ظل القيادة الرشيدة التي اهتمت بجهود المرأة وإنجازاتها ولأن صاحب السمو أمير البلاد حكيما ومدركا لدور المرأة أو كل أمورها الي سيدة البلاد الأولي وهي الشيخة موزة بنت ناصر المسند حفظها الله ورعاها رئيسة المجلس الأعلي للأسرة وصاحبة التوجه الحضاري بأن تتبوأ المرأة مكانتها ودورها الطليعي لتقف جنبا إلي جنب الرجل لتشاركه مسيرة البناء والخير الذي يعم بلدنا المتطلع الي مزيد من التقدم والاذهار . قد تبوأت المرأة القطرية في ظل هذا المناخ أعلي المناصب والتي كانت حكرا علي الرجال وذلك عندما شغلت سيدة قطرية منصب وكيل وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي وهي الاستاذة / شيخة أيحمد المحمود . وإذا نظرنا إلي ماهية ذلك الاختيار نجد أن القيادة الحكيمة رأت أن وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي هي معمل تفريخ الأجيال القادمة وهي أن النواة الحقيقية التي يسخرج منها أبناء قطر القرن القادم وهم من سيحملون الشعلة ليتموا مسيرة البناء والتقديم . وكثيراً ما كنت نفسي عندما أري كثيراً من الأخوات وقد برزن في مجالات كثيرة من سيؤرخ مسيرة هؤلاء الرائدات وكيف ستعرف الأجيال القادمة ماذا قدمت المرأة القطرية لمجتمعها ووطنها منذ الاستقلال وحتى نهايات القرن العشرين ، وكنت أشعر بالغيرة الشديدة من المجتمعات الأخري مثل المجتمع المصري الشقيق وكيف يهتم بالمرأة ويوثق أكثر من كتاب مسيرة المرأة المصرية بداية من هدي شعرواي وملك حفني ناصف وبن الشاطئ وسهير القلماوي . وغيرهن ممن تحملن عبء الريادة فقلت لماذا لا نسجل لمسيرة المرأة القطرية والتي هى بحق مسيرة مشرفة ، وعندما تطلعت من حولي فإذا بي أجد كثيراً من الأخوات المبدعات القطريات يشاركن بجهد واضح ويتفاعلن مع مختلف القضايا بنظرة موضوعية واعية . ساعتها كانت لحظة الانطلاق بالنسبة لي فقررت أنه يجب أن تؤرخ لهؤلاء الرائدات حتى يتسني لمن يأتي من بعدنا أن يعرف من خلال كتاب موثق ومدعم بالمعلومة والإحصائية والصورة والتحليل العلمي المنهجي أن قطر كانت تزخر بكثير من النساء اللواتي تفوقت وأبدعت فيحق لهم ولأعمالهن الخلود علي مر الأيام . ويشمل كتاب (مسيرة المرأة القطرية) ستة أبواب وعدة فصول تنشغل بالتعريف بما حققته المرأة القطرية من حضور وفعلية في ميادين العطاء والعمل في خدمة المجتمع وفي دفع مسيرة التمنية في الدولة من جميع النواحي والمجالات والمستويات التي تجلي فيها عطاء المرأة القطرية علي تعددها وتنوعها ومدي مساهماتها في ظل تلك التوجيهات السامية للأمير المفدي وولي العهد والنشاط التي تقوم به بهمة وحماس سمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند في إطار التطلع إلي افاق مستقبلية تحقق المرأة القطرية فيها المزيد من الإنجازات ، ويحاول كتابي هذا الإلمام مختلف المعطيات والتفاصيل المتعلقة بالمرأة القطرية وفيما يلي العناوين الرئيسة حتى يتسنى لنا أن نعرف ماذا يحوي هذا الكتاب بين دفتيه
* الباب الأول / الطريق إلي الحاضر :
الفصل الأول / المرأة القطرية في أرقام تعرف بتعداد الإناث في المجتمع القطري باستطلاع التعداد السكاني العام ونسب التزايد فيه والإحصاءات الرقمية للمرأة القطرية في مجالات العمل العام والتوجه الذي سلكه الأمير المفدى في تحقيق الديموقراطية من خلال مشاركة المرأة القطرية بانتخابات المجلس البلدي وأيضاً محاولة استشراف مستقبل المرأة القطرية .
الفصل الثاني / التوجيهات السامية والتشريعات الخاصة :
يتقصي هذا الفصل مختلف التوجيهات التي أطلقها سمو أمير البلاد للدفع بفاعلية المرأة القطرية ، والأنشطة المتعددة التي ساهمت بها سمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند في هذا الإطار ، والتعرف علي التشريعات والقوانين والأنظمة في البلاد ، المتعلقة بتنظيم عمل المرأة القطرية .
الفصل الثالث / مسار وعطاء : –
يتم البحث هنا المسار الذي عرفه عطاء المرأة القطرية منذ حداثة الدولة وانتقالها الي مرحلة الازدهار التنموي وصولا الي اللحظة الراهنة التي تتعدد خلالها ميادين عطاء المرأة القطرية في كثير من المجالات ، ومنها الوظيفة الحكومية الخاصة والمناسبة للمرأة القطرية وطرح المشكلة وهي أن هذه التشريعات تخلو من معالجة المشاكل التي تترتب علي عمل المرأة سواء علي جهة العمل ذاتها أن علي الوضع الأسري للمرأة .
* الباب الثاني / المرأة القطرية والعمل الاجتماعى والإنساني
الفصل الأول/ الأنشطة التطوعية : –
تتم هنا دراسة المجالات التي ساهمت فيها المرأة القطرية بفاعلية التطوعية في ميادين خدمة المجتمع ، ويتم التعريف بالمؤسسات والجمعيات الأهلية المختلفة في هذا المجال .
الفصل الثاني / الصحة والعمل الإنساني : –
يتوخي بالقطاع الصحي في قطر بمختلف مستوياته من خلال العمل التطوعي الخيري في مختلف المجالات .
الفصل الثالث / مساهمات في البحث
الاجتماعي : –
نظت فعاليات نسوية عدة في البلاد في مجال إعداد الدراسات والبحوث الاجتماعية والميدانية والتربوية ، ويعتني هذا الفصل بالتطرق الي هذا الإسهام .
* الباب الثالث / المرأة القطرية في المدرسة والجامعة
الفصل الأول / التعليم والتأهيل : –
نعني هنا ببحث مسار تعليم المرأة القطرية بدءاً من المراحل الإلزامية وصولاً إلي مراتب للتعليم العالي في المعارف الختلفة .
الفصل الثاني / التدريس والعمل التربوي : –
يختص هذا الفصل بالتعرف علي حضور المرأة القطرية العاملة ف مجال التدريس الابتدائي والإعدادي والثانوي والعمل التربوي عموماً .
الفصل الثالث / المرأة القطرية في الجامعة : –
يختص هذا الفصل حضور المرأة القطرية في تدريس الجامعة والعقل الأكاديمي في مختلف المعارف .
* الباب الرابع / المرأة القطرية والنشاط الثقافي والفني
الفصل الأول / العطاء في الكتابة الإبداعية : –
نعتي هنا بالتعريف بحضور المرأة القطرية كاتبة في الصحافة وأديبة في أخبار الإبداع القصص والشعري والروائي مثل الشاعرة د. زكية مال الله ، موزة الماكي ، د . هدي النعيمي وغيرهن .
الفصل الثاني / الفنون التشكيلية : –
تحقق المرأة القطرية فاعلية في الميدان الإبداعي ويهتم هذا الفصل باستكشاف التجارب التشكيلية المميزة الجادة والملتزمة التي كان للمرأة القطرية فيها حضور خاص وفاعل .
الفصل الثالث / فنون التراث : –
يعني هذا الفصل بإبداع المرأة القطرية علي صعيد الفنون التراثية والتقليدية والأزياء والأثواب وغيرها .
* الباب الخامس / المعوقات التطلعات والافاق
الفصل الأول / المعوقات العامة : –
نصطدم فاعلية المرأة القطرية بمعوقات اجتماعية عديدة ويعني هذا الفصل بتحليلها ودراستها علمياً ومنهجياً .
الفصل الثاني / الافاق إلي الأمام : –
يحاول هذا الفصل استكشاف الافاق المتوخاة والمأمولة والممكنة التي تصبو للوصول إليها المرأة القطرية في جهودها ونشاطاتها المتواصلة بدعم مستمر من سمو الأمير وسمو الشيخة موزة .
الفصل الثالث / توصيات أخيرة : –
يأمل هذا الفصل الي تبين أهم التوصيات التي يمكن العمل علي إجازها لاحقا من أجل إيصال المرأة القطرية إلي مزيد من مراتب الفاعلية والحضور الحيوي في المجتمع .
* الباب السادس / مقابلات
يعني هذا الباب بإلقاء الضوء علي التجارب الجديدة والنماذج الجديرة بالتقدير للمرأة القطرية من جميع النواحي ومختلف المجالات .
وأخيراً إن المرأة القطرية التي كان لها الدور الفاعل في مساعدة زوجها في عصر الصيد. وفترة ما قبل النمط . هي نفسها المرأة التي أعطاها سمو أمير البلاد حق المشاركة في انتخابات المجلس البلدي المركزي كأول امرأة خليجية تتال هذا الحق كمرشحة وناخبة وأيضاً في غرفة تجارة وصناعة قطر وذلك إيمانا من قيادتنا بالديموقواطية وبدور المرأة في المجتمع المتقدم وخصوصا ونحن علي أعتاب الألفية الثالثة , إننا في دولة قطر نحمل أن تتلقد المرأة مناصب مرموقة وهي قادرة علي ذلك في ظل هذا المناخ من الحرية والديموقراطية التي نحيا تحت مظلتها .
وإن هذا العهد الميمون قد أسس للمرأة القطرية ما يمكن أن تبني عليه في الأيام القادمة طموحاتها وآمالها ودفعها لأن تكون مشاركتها مشاركة فعلية من منطلق أن المرأة نصف المجتمع وإشراكها في الواقع العملي والحياة العامة إنما هو تعزيز لمسيرة التنمية التي نحلم بها .
بواسطة admin • 09-متابعات ثقافية • 0 • الوسوم : أمينة العمادي, العدد السادس