أكتوبر
17
2011
الولد
مصطفى نصر
لن أتحدث كثيراً معكم فابنتي تموت أجل هى راقدة فوق سريرها بالداخل أنجبتها بعد صمت طويل تاق فيه زوجى إلي الأطفال وأنا كذلك.
بحثنا فى كل مكان حتى استجاب الله لدعواتنا بعد رحلة مريرة مع الأطباء والفحوص وأنجبت جاءت بقلب ضعيف أجل أعرف منذ ان كانت طفلة سبحان الله طفلة تأتي بعد طول عذاب وبقلب ضعيف لن يحتمل مشاق الحياة لا الحب ولا الزواج ولا الإنجاب
لكن ابنتي احبت وأرادت أن تتزوج جزعت وعاندتها وحذرتها من نتيجة ذلك الحب لكنها كانت متحمسة ألحت وبكت وأنا بم احرمها من شيء كل ما تريده احضره لها مهما كان مكلفاً لكن هذه المرة هى التى ستدفع الثمن لا أنا
قلت لزوجي
لا أستطيع أن احرمها من الذى أحبته
يا امرأة الزواج قد يقتلها
لهذا لن احرمها من شيء تريده
أسكنتها معى لكى احرسها واخدمها كنت أطهو لها الطعام واقدمه لها ولزوجها وأسعد عندما أراها تنام فوق السرير وزوجها بجوارها وأصر على أن يبقيا مكانهما أسعد لأنها سعيدة وأود من زوجها ألا يخرج من البيت لا يعمل أجل يبقى معها فوق السرير وسأعطيه ما يريد أريدها أن ترتوي من كل شيء تحبه وتريده أصررت بأن تبقى بجواري فى شقتي فربما خدماتي لها تنجيها من المصير الذى حذرني الأطباء منه وحبلت ابنتي منذ شهورها الأولي وهى غير قادرة على الحركة أحد الأطباء كاد يصفعني عندما حكيت له ما حدث قال:
لقد قتلت ابنتك
والعمل؟
العمل عمل الله.
شهور طويلة وهى راقدة فوق السرير تتأوه وأنا ليس لى مشاغل سواها
ترك زوجها الشقة ترك كل شيء وعاد إلى بيت أمه ويقولون أنه مشغول الآن بفتاة سيتزوجها ما دام الموت مصير ابنتي
معذرة فلن أطيل عليكم فابنتي تنتظرني فوق فراشها بالداخل.
أنجبت ولداً جميلاً فازدادت آلام قلبها لم يعد لها من الحركة سوى عينيها اللتين تحركهما وتحدثنا بهما
زوجي يبكي كثيراً من أجلها لكن انا لم أبك كل طاقتي من اجلها هى أطعمها وأسقيها بيدي ماذا أقول أيضاً فالطبيب حذرني من الحركة كل أشيائها تقضيها فوق السرير وانا أقف أمامها ابتسم لها وأضيع يدى فوق وجهها الذى يزداد اصفراراً كل ما يؤلمني هو هروب زوجها هكذا أعلم أن ابنتي لم تعد تصلح زوجة له لكن كان ينتظر حتى تموت فوجوده معها سيخفف عنها لا شك.
ابنها بعيد عنها بلا غطاء تركته فأسرعت إحدى الجارات وكسته من لديها فأنا مشغولة بابنتي التى يقترب الموت منها كما أنني لا أريد له أن يعيش فسيكون بلا أم ووالده هرب لم يتحمل زوجته المريضة فلماذا يبقي الولد ايضاً؟ سأتركه ليلقي مصير امه.
زوجي مشغول بمرض ابنته يبكي من اجلها ويتهمني بالجنون لو لم يستجيب لى لظلت البنت بلا زواج ولعاشت للآن أراه يحنو على الطفل فأصيح فيه بان يتركه ليلقي مصير أمه فهو الذى قتلها بحضوره لم أطعمه وأمه لا تستطيع أن ترضعه ولن ابحث له عن مرضعة لن اعطيه ماء مسكر كما أوصوني لا لابد أن يتبع امه لن أستطيع احتماله كفى ما حدث
بالأمس أوصيت النسوة فى البيت بألا يطعموه واتهمتهن بأنهن يقدمن له الطعام من ورائي لقد ماتت ابنتي اليوم أجل هكذا قالت النسوة اللاتي وقفن حول سريرها ألم أقل لكم أنها ستموت بكيت وقتها وأحسست بأن نوراً كان يواجهني حيثما ذهبت قد انطفأ كنت أري ذلك النور حتى وهى مريضة تصارع الموت لكنه ذهب معها الآن.
انشغلت ب ها وبالمراسم التى لا بد أن تحدث والطفل فوق سريره الكل منشغل عنه بعد ان دفنا ابنتي وصرخت النسوة وبكى زوجي وبعض الرجال اقتربت النسوة مني خشين ان يغمي على أو أن يحدث لى مكروه من هول الصدمة ودهشن لأنهن رأينني متماسكة شددت جسدي وصحت فيهن:
الولد
تذكرت أننى للأن لم أعرف اسمه ولا اعرف من الذى ذهب ليستخرج له شهادة ميلاد
الولد؟ ماذا حدث له؟ هو الباقي لى – الآن – منها لا بد أن أحافظ عليه
أسرعت بين صفوف المعزين وأنا أردد:
الولد
ظن البعض أنني جننت لو أستطيع ان أطير إليه ألحقه أيكون قد مات من إهمالي له
لا إنني كنت أقصد قتله لو أستطيع لفعلت
أسرعوا خلفي قلت:
أريد سيارة لا بد أن أصل إلى البيت بسرعة
ألححت على السائق بأن يسرع الولد؟ أكثر من أسبوع منذ أن ولد وأنا مشغولة بأمه لم أره جيداً سوى مرة واحدة
هبطت من السيارة دفعت باب البيت وأخذت أجرى فوق الدرج
الشقة خالية كل من فيها ذهب إلى المدافن لوداع ابنتي وابنها وحيد فوق سريره ينام على ظهره ويضع يده فى فمه رأيته كبيراً أكبر من عمره الحقيقي كأنه ابن سنة أو أكثر شددته من ملابسه الرثة وضممته لصدري فى جزع قبلته.
بواسطة admin •
04-نصوص قصصية •
• الوسوم : العدد العاشر, مصطفى نصر
أكتوبر 17 2011
الولد……………………………. مصطفى نصر
الولد
مصطفى نصر
لن أتحدث كثيراً معكم فابنتي تموت أجل هى راقدة فوق سريرها بالداخل أنجبتها بعد صمت طويل تاق فيه زوجى إلي الأطفال وأنا كذلك.
بحثنا فى كل مكان حتى استجاب الله لدعواتنا بعد رحلة مريرة مع الأطباء والفحوص وأنجبت جاءت بقلب ضعيف أجل أعرف منذ ان كانت طفلة سبحان الله طفلة تأتي بعد طول عذاب وبقلب ضعيف لن يحتمل مشاق الحياة لا الحب ولا الزواج ولا الإنجاب
لكن ابنتي احبت وأرادت أن تتزوج جزعت وعاندتها وحذرتها من نتيجة ذلك الحب لكنها كانت متحمسة ألحت وبكت وأنا بم احرمها من شيء كل ما تريده احضره لها مهما كان مكلفاً لكن هذه المرة هى التى ستدفع الثمن لا أنا
قلت لزوجي
لا أستطيع أن احرمها من الذى أحبته
يا امرأة الزواج قد يقتلها
لهذا لن احرمها من شيء تريده
أسكنتها معى لكى احرسها واخدمها كنت أطهو لها الطعام واقدمه لها ولزوجها وأسعد عندما أراها تنام فوق السرير وزوجها بجوارها وأصر على أن يبقيا مكانهما أسعد لأنها سعيدة وأود من زوجها ألا يخرج من البيت لا يعمل أجل يبقى معها فوق السرير وسأعطيه ما يريد أريدها أن ترتوي من كل شيء تحبه وتريده أصررت بأن تبقى بجواري فى شقتي فربما خدماتي لها تنجيها من المصير الذى حذرني الأطباء منه وحبلت ابنتي منذ شهورها الأولي وهى غير قادرة على الحركة أحد الأطباء كاد يصفعني عندما حكيت له ما حدث قال:
لقد قتلت ابنتك
والعمل؟
العمل عمل الله.
شهور طويلة وهى راقدة فوق السرير تتأوه وأنا ليس لى مشاغل سواها
ترك زوجها الشقة ترك كل شيء وعاد إلى بيت أمه ويقولون أنه مشغول الآن بفتاة سيتزوجها ما دام الموت مصير ابنتي
معذرة فلن أطيل عليكم فابنتي تنتظرني فوق فراشها بالداخل.
أنجبت ولداً جميلاً فازدادت آلام قلبها لم يعد لها من الحركة سوى عينيها اللتين تحركهما وتحدثنا بهما
زوجي يبكي كثيراً من أجلها لكن انا لم أبك كل طاقتي من اجلها هى أطعمها وأسقيها بيدي ماذا أقول أيضاً فالطبيب حذرني من الحركة كل أشيائها تقضيها فوق السرير وانا أقف أمامها ابتسم لها وأضيع يدى فوق وجهها الذى يزداد اصفراراً كل ما يؤلمني هو هروب زوجها هكذا أعلم أن ابنتي لم تعد تصلح زوجة له لكن كان ينتظر حتى تموت فوجوده معها سيخفف عنها لا شك.
ابنها بعيد عنها بلا غطاء تركته فأسرعت إحدى الجارات وكسته من لديها فأنا مشغولة بابنتي التى يقترب الموت منها كما أنني لا أريد له أن يعيش فسيكون بلا أم ووالده هرب لم يتحمل زوجته المريضة فلماذا يبقي الولد ايضاً؟ سأتركه ليلقي مصير امه.
زوجي مشغول بمرض ابنته يبكي من اجلها ويتهمني بالجنون لو لم يستجيب لى لظلت البنت بلا زواج ولعاشت للآن أراه يحنو على الطفل فأصيح فيه بان يتركه ليلقي مصير أمه فهو الذى قتلها بحضوره لم أطعمه وأمه لا تستطيع أن ترضعه ولن ابحث له عن مرضعة لن اعطيه ماء مسكر كما أوصوني لا لابد أن يتبع امه لن أستطيع احتماله كفى ما حدث
بالأمس أوصيت النسوة فى البيت بألا يطعموه واتهمتهن بأنهن يقدمن له الطعام من ورائي لقد ماتت ابنتي اليوم أجل هكذا قالت النسوة اللاتي وقفن حول سريرها ألم أقل لكم أنها ستموت بكيت وقتها وأحسست بأن نوراً كان يواجهني حيثما ذهبت قد انطفأ كنت أري ذلك النور حتى وهى مريضة تصارع الموت لكنه ذهب معها الآن.
انشغلت ب ها وبالمراسم التى لا بد أن تحدث والطفل فوق سريره الكل منشغل عنه بعد ان دفنا ابنتي وصرخت النسوة وبكى زوجي وبعض الرجال اقتربت النسوة مني خشين ان يغمي على أو أن يحدث لى مكروه من هول الصدمة ودهشن لأنهن رأينني متماسكة شددت جسدي وصحت فيهن:
الولد
تذكرت أننى للأن لم أعرف اسمه ولا اعرف من الذى ذهب ليستخرج له شهادة ميلاد
الولد؟ ماذا حدث له؟ هو الباقي لى – الآن – منها لا بد أن أحافظ عليه
أسرعت بين صفوف المعزين وأنا أردد:
الولد
ظن البعض أنني جننت لو أستطيع ان أطير إليه ألحقه أيكون قد مات من إهمالي له
لا إنني كنت أقصد قتله لو أستطيع لفعلت
أسرعوا خلفي قلت:
أريد سيارة لا بد أن أصل إلى البيت بسرعة
ألححت على السائق بأن يسرع الولد؟ أكثر من أسبوع منذ أن ولد وأنا مشغولة بأمه لم أره جيداً سوى مرة واحدة
هبطت من السيارة دفعت باب البيت وأخذت أجرى فوق الدرج
الشقة خالية كل من فيها ذهب إلى المدافن لوداع ابنتي وابنها وحيد فوق سريره ينام على ظهره ويضع يده فى فمه رأيته كبيراً أكبر من عمره الحقيقي كأنه ابن سنة أو أكثر شددته من ملابسه الرثة وضممته لصدري فى جزع قبلته.
بواسطة admin • 04-نصوص قصصية • 0 • الوسوم : العدد العاشر, مصطفى نصر