ناشبة أظفاري في نحري- منى ظاهر

أنا الطّفلة المغويّة الضّالّة البريئة الّتي تُخرج ملح البحر من رضاب شبّابة تمدّ ألحانها المرتكنة إلى هيكل عظم النّصّ المتفجر من جسديهما.. هما اللذان يعجنان معجم اللغة، يحملانه وينشبان الأظفار فيه ليندلق  خارج الوقت والتّراب.. هما من رحمها المنذور للارتكان للحياة المندلعة من الشّعلة الّتي لا تنطفىء.. تتوقّد بجموح غبار تعرّقها المستجير فيه غبار السّماء، المنفتحة على أزرقها بفعل مسحة كفّها الّتي تطرق المساحة كوقع قفَزات الحلجة.. تتزلزل الضّلوع الفاتكة بضربتها ونقطة الماس تلتمع برصَفِها في كلّ منهما.

أنا المحاربة المتوهّجة، القابضة على حجر الإرادة، القويّة اللامتناهيّة، حاملة صولجان الحكمة، أقشّر الشّمس بأصابع من يلق.

أنا الضّائعة التّائهة الدّائخة بنبض عطرك النّافذ إلى شعيرات أعصابي المرتعشة، تلك الكائنات المرتجفة من صوت الكلمات المديّة المنفلتة من همهمات الوجد والفقد. أفتح جلدي وأصل إلى عظامي المدفونة فيّ، أشقّها، أنا أقشّر لحمي برائحة الصّوت وصوت الرّائحة الّتي كانت تختزن بريق شهواتنا للجنون، وتسقط منّي شظيّة كانت في عيني.. أحملها وأسير..

قطع اللحم تسقط وأنا أقف، بيضاء قطع اللحم كنتف كبيرة من الثّلج، أرقبها بعينيّ تتحجّر كصخور صغيرة، تسيل في الفجوات المتكوّنة مياه من عيون جاحظة تنبت فيها، تبحلق في المحيط الدّائر ولحمي الّذي أقذفه ما زال يتخشّب.

وَحْشة أنا، من هناك انقذفتُ من حيث الفجوة المشبعة بجهنّميّة الغرائز. شعري المنكوش يتبلل من عرق التّأوّهات الّتي احتفت بقدومي. لا أعلم ما هي الحكمة اللعنة الّتي اختارتني كي أجيء الآن؟  جدير أن تعرف أنّ شعري ما زال يتبلّل وأصابعي تخرج منها غصون ريحان مشتعلة.. وصوتي يصرخ باشتياقه لمسامات ذاك الكائن البعيد البعيييييد ييييييييييد ييييييييييييييييييييييييد يييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييددددددددددددددددددددددددددد.

أنا المتربّصة عند مداخل الرّغبة، أنا المخذولة بضيق صهيل الخيول لفرسانها، أنا المذبوحة باليباس المحيط في كلّ المكان حيث الجثث الّتي تجتثّ بعضها بعضًا.

أنا المنكسرة بشفرات ماء الدّمع المكبوت.

يشرّ الخوف من براري الرّوح حيث أنا البرّيّة، أنا المنزّهة بالعشق ونزقي والشّوق لشوك البلاّن. هو الخوف الّذي تلتقطه رائحة الأصابع الماشية على حافّة السّيف، تختال بعشق أفعال المحو، تنغمر بشغبها وتضغط على عنقود العنب من دالية عند نصب الصّليب هناك، حيث الفلاة المحمّلة بفايروس محموم بالحروب الملعونة، هي بضع لعناتي أنا النّبيّة المستجيرة بمرايا القلب الشّاسع بنبضه ولوثة مكره وما به من أحجار صوّان.

أنا النّبيّة المعذّبة، أحمل صليبي وصخرة كنت قد وهبتها لسيزيف، وذاك السّلّم العريض الّّذي يأبى الرّضوخ لخسارات الحياة. أنا الخائنة بعميي المقتولة بحِلّي، أنا الملتهبة بقوانين الرّؤية الكلام وهسيس الضّوء المائل على عتمات الطّيش.

أنا الميّتة بضراوتي المحمّلة بدم النّور.

2/2010