أما قبل ………………. العدد السادس عشر

بسم الله الرحمن الرحيم

أما قبل

يصدر العدد السادس عشر من الجسرة الثقافية وسط مجموعة من التحديات الصعبة التي تواجه الحياة الثقافية عامة والعربية بخاصة .حيث لم يعد صوت المثقفين مسموعاً حتى في بعض البلدان التي تنادي بحرية وحقوق الإنسان ، فعلى الرغم من أن مئات المدن والعواصم الغربية تظاهرت ضد المحاولات الأمريكية للاعتداء على العراق إلا أن ذلك لم يؤثر في قيادات بعض هذه الدول ليثنيها عن موقفها في مساندتها لأمريكا. وجاءت بعض التصريحات الرسمية مخالفة لمطالب الشعوب والمثقفين الأمر الذي يجعلنا نستشعر بأن الثقافة الإنسانية لاسيما العربية تمر بمنعطف خطر . ومثلما تحاول القوى الأمريكية وضع تصور جديد للمنطقة العربية ، فكذلك نستشعر تهديداً خطيراً للأمن الثقافي العربي . لوجازلنا استخدام هذا التعبير . وهذا التهديد لايخفى على أحد سواء على المستوى كل خطوة ثقافية تصبو نحو التقدم والبناء .

** * *

ومن ثم تحاول محاور هذا العدد التعبير عن هذه المنعطفات الخطيرة من خلال الدراسات والإبداعات والميابعات والحوارات والفنون المخيلفة .

ففي محور الدراسات شارك كل من الدكتور طه وادي بدراسته ” شعراء من أرض عبقر ” والدكتور هيثم عبيدات بدراسته العلاقات السياسية البولندية العراقية ” والدكتور مصطفى أبو العلا بدراسته “صورة المرأة في شعر المتنبي بين الرمز والواقع ” .

وجاء ملف العدد ليعبر عن المتغيرات السياسية والاجتماعية التي مربها المجتمع العربي عامة والقطري بخاصة من خلال ملف الشاعر حسن توفيق عن “الشعر في قطر خلال مائة سنة من الاستسلام للتقليد إلى المبالغة في التجديد ” .

أما الإبداعات الشعرية فقد شارك فيها كل من الشعراء خليل الفزيع ونزار عابدين ونور الدين صمود وأحمد شهاب وإيمان مصطفى وعبد محمد بركو وفرانسوا كوبية ورسول رضا .

وقد شارك في محور الإبداعات القصصية كل من كلثم جبر وهدى النعيمي وأسماء أبو بكر وجواد الرامي وتيسير النجار ونزار عبد الستار وعمر حسن الشريف وميجيل انجل وفيفان دينون وحسن رشيد وجمال فايز .

أما حوار العدد فقد عني باهم القضايا السياسية والفكرية والأدبية الراهنة من خلال الحوار مع الدكتور حامد طاهر . وعني محور الفنون بالمرأة كاداة سينمائية في الصراع العربي الإسرائيلى لمحمود قاسم ، والسينما العجوز والمخاض الجديد لنبيل سليم . وجاءت إضاءات العدد عن الوضع النفطي والمستقبل العربي من خلال المحاضرة التي القاها روبرت مابروبنادي الجسرة الثقافي بالدوحة وأعدها محمد عصفور .

وقد شارك في المتابعات الثقافية بعض المتخصصين من الكتاب والمثقفين والأكاديميين ومنهم خالد محمد عزب وحمدي البطران ونعمان بوقرة وسهيل العروسي وحواس محمود وخالد البلتاجي وخالد زغريت وخلف عبد العزيز .

أما محور الفنون التشكيلية فقد قام بإعداده الناقد الفني الدكتور أسعد عرابي عن أحمد معلا حشود كونية تتارجح بين الثنويات التشكيلية .

وهكذا تحاول الجسرة الثقافية مواصلة رسالتها وسط عواصف عاتية تمربها المنطقة العربية في واقعها الراهن علها تكون قطرة في بحر الثقافة الإنسانية الجادة.