ملحمة الدخان قصيدة في تحولات ثلاثة عصام ترشحاني

إلي روح الشاعر الكبير محمد عمران

(1) صلصال الكلام

في البدء

كأن الضوء

كانت رنة الأسفار

كان دمي

وحيداً

يلتقي الشجر الكثيف

وخاشعاً …

في ضلعه ،

بضع السماء

أمامه ماء

وخلف ندائه

شمس ،

وأشكال

من الغيم الملطخ بالبنفسج

كان من …

لا ينحني لصدوعه

وبريق فاكهة الخلود

يسوقه للأرض

ممسوساً

________________

* شاعر سوري ..

سأطيل ترتيل الخيال

كمن تمسك

من رءوس حريقه بالحلم

واستلقي ..

علي عرش البياض

فخرافتي امرأة مخلقة ..

يحاولها الظلام  ،

فتختلي .. بشقائق النعامن

هي منذ أن

سجد السديم لها

تبلل ذروتي حباً

وتزرع في هدوئي ..

خطوة الريحان

كم : بعد عاصفة

ونفي وانتظار

أرعفت ناري

وزاولت الحياض

هي ذلك الدم الذي

يلتف بالشجر الكثيف

المجد لي …

وأنا أشكل من قطيفتها

ملائكة لملحمة الدخان …

(2) نص الجمر

ما قلت عن شجر ،،

يباشره النفير ،،،

وندي .. ترامي في الذهول

وعاد ثانية ليغتاب العبير

ما قلت عن ماء ،

يبعثر عزلة الأوطان

وطني له

من شعلة الناي البعيدة .. للوريد

هو بعد ما …..

أرسي خرافته

ونام علي يدي

سلمته روحي …

وليلكها الوحيد

(3) ملك البهاء

ملك الرهافة والندي

وأمير مفردة البهاء …

متفرد .. بهيامه

ومدجج …

بمذاق امرأة

يظاهرها الشتاء …

كم في انتظار جراحه

كره الكماة نزاله

فهو الشمول

ووعد ماء الكشف

لا عصف

يطاول حلمه

وإذا رمي ..

لغة الظلام بظله

فاضت حريقاء القصيدة بالغناء

********

هو سيدي ..

ضرب البلاد بوردة ….

وبكي ……..

هل كان متكئاً …

علي وطن …

ثم يزجره

بآزفة اللطائف

واللذائذ  والنهي …

والريح من حمأ وأمشاج

الريح … تمنحه الجسد …

…..  …….       ………

بأصابعي ..

حركت صلصال الكلام

فقام أشباهي

وفي فمهم غناء

وفي فمهم غناء

فالطير منه

وغطرسات الموج ،،

إيقاع المشيئة

حمزة الشرر المعبأ بالأبد ..

هل في احتفال السم

يندفع الزيد ؟

بشهيتي …

كان اقتران القمح بي

كان التحاب

ولجتي …

وطن انبلاج

في الجنون وفي الغياب

في نبض الخيول …

هو زرقتي …

ودماء نص الجمر ،

للورد الضلول ..

فانشر طيورك يا الذي

واقرأ …

ومن كل الجهات

قطوف من ..

دعت النخيل إلي

مفازات الصهيل

*****

نار أنا

والريح .. أنثي راهجة ..

طيف الجنون يميد بي

والغيم من لغتي دنا …

الغيم حين دمي احتواه

وشق عنه حجابه

الغيم .. صار بنفسجة …

****

من أي مملكة أتي ..

هذا الذي

فرط البنفسجة الجميلة واستوي

هو غامض ،

كالخمر فوق الوقت

أو فوق الفصول ..

جسدي يخافقه

ويبتكر الحقول

هو جامح

مثل انفلات البحر

في حمي النشيد

أم كان متكئاً

علي منفي … ؟

ما زال إيقاع ..

لتخرج من قصيدته

ما زال قنديل

ليشرب ماء هجرته

ويبزغ في الفناء ..

والآن اشهد أنه

نادي علي أوجاعه

ليلمها …

من كل عنقود ..

وسوسنة .. وليل ..

هو سيدي …

سيسلم القمر الكبير متاعه

مخيلة الشفيف

يا المرأة الأولي

أعيديب النرجسات إلي يديه

أعيدي النرجسات إلي يديه

فلم يزل …

كالسنديان ،

إذا اصطفاه الموت …

أقبل نحوه ،

بحفاوة الورد الذي

يختار قبراً باسقاً بعد الزفاف

يا المرأة الأولي ..

أعدي كل يوم

للقصيدة قهوتي ..

فخلائطي بذرت

ويخصب الأرض الصغيرة .. بالوداع