سيحــدث رفقي بدري

كان الزمن لا يتعدي اللحظة ، والمكان أمام بيتي ، لا أدري كيف قفزت فسقطت ، ثم قمت فاحتميت بمدخل بيتي وكأن روحي قد حملتني لتنقذني قبل أن يستدير بسيارته المجنونة ويقتلني .

أما احتميت بمدخل بيتي ، أغلقت بابه الحديدي بسرعة وانتظرت ألتقط أنفاسي وأهدئ من روعي فكحتت عجلات سيارته أسفلت الطريق شاهدته ووجهه محتقن من الغيظ يصرخ في : ” يا فكري لن تفلت مني ” ثم ركب سيارته وانطلق مسرعاً .

جلست علي درج السلم ، واضعاً رأسي بين كفي وصورته تمر أمامي بكل تفاصيله ، لم أره من قبل وليس بيني وبين أحد خصومة لكنه صرخ باسمي يا فكري فلم يخطئني حينما اندفع مصمماً علي رصفي بالطريق .

كان وجهي ميتاً وكانت زوجتي تتأملني في دهشة وأنا أضع نفسي علي الفراش وعيناي مثبتان علي سقف الحجرة ، مراجعاً سنوات حياتي .

أعطيت زوجتي ظهري ولم أنشغل بأسئلتها واستفساراتها ، فلقد كان رأسي الذي قرر هرسه بالأرض في حالة استنفار محاولاً أن أجد مبرراً لما سيحدث لي .