جمال حمدان النجم الذي هوي …………………………نبيل سليم

جمال حمدان   النجم الذي هوي   نبيل سليم *

في الخامسة والنصف من غروب السبت الموافق السابع من ابريل عام ثلاثة وتسعين وتسعمائة وألف ورحلو عالمنا الكبير الدكتور جمال حمدان صاحب المؤلف الفذ شخصية مصر رحل في ظروف مأساوية وهو يستعد لإصدار كتب جديدة عن الجغرافيا الإسلامية والصهيونية واليهودية وآثار رحيله وما زال موجة من الأسي العميق لأنه كان يمثل نموذجاً استثنائياً في عصرنا هذا .

ولد مؤلف شخصية مصر عام 1928 بمحافظة القليوبية جمهورية مصر العربية وتخرج في قسم الجغرافيا بجامعة القاهرة عام 1948 ثم حصل علي درجة دكتوراه الفلسفة في علم الجغرفيا من جامعة ريدنج البريطانية عام 1953 وحصل علي جائزة الدولة التشجيعية عام 1959 وجائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية عام 1986 ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولي .

وكتابله الأعظم شخصية مصر عبارة عن دراسة تقع في مجلدات أربعة ضخمة ويعد إنجاز مبهراً أبدعه العبقري الراحل يعد جهد  وتفرغ استمرا عشر سنوات استعان خلالها بمائتين وخمسة وأربعين مرجعاً عربياً وسبعمائة وواحد وتسعين مرجعاً في اللغات الأخري المختلفة وبرغم غبداعه وتأليفه العديد من الكتب العلمية التي تقرب من العشرين كتاباً في اللغات العربية والإنجليزية والفرنسية ، فإن كتاب شخصية مصر وكمال قال هو عنه : ” أهم ما عرفت به وأغلي ما أعتز به ” .

إن كتاب أو موسوعة شخصية مصر بمثابة ملحمة علمية عن مصر لا يماثلها كتاب آخر منذ ظهور كتاب ( وصف مصر ) . من أن مصر هي حجر الزاوية ، وأرض مجمع القارات ومفرق البحار في الشرق والغرب ولذا وضع مصر برمتها في البؤرة واجتهد حتي استخلص أسرار عظمتها وشخصيتها فكان هذا الكتاب الضخم ملحمة كتبها وغناها فيلسوف الجغرافيا وشاعر الصخور الذي اعتزل الحياة إيثار للعلم وكان صوت جمال حمدان حين خرج من صمته بكتابه هذا من أهم باعث المقاومة في مواجهة أعتي تحديات العصر التي واجهها هذا الجيل الذي ظل يبحث عن وطنه مصر ويجد في الكشف عن مقوماته .

وخصائصه،وإمكاناته الطبيعية ، والبشرية . وجاء صوت جمال حمدان ليؤكد أن مصر ليست مجرد خريطة مصور جغرافي ، ولكنها هبة الله التي نبحث  عنها ، كما يبحث كل إنسان عن نفسه المفردة . فقد رأى مصر ( فلته جغرافية) لا تتكرر فى أى ركن من أركان العالم ؛ فالمكان كالزمان ،   الجغرافيا كالتاريخ لا يعيد نفسه أو تعيد نفسها .. تلك هي حقيقة عبقريتها الإقليمية جغرافيا . وكذلك كان جمال حمدان فى عبقريته التي لا تتكرر .

عاش غريبا ومات وحيدا

وهناك نوعية من البشر تعيش بيننا لا تفتح كتابا ، وكل علقتها بحروف المطبعة عبارة عن أرقام فى شيكات ونظرة عابرة على مانشتات السياسة ، وأسماء الوفيات خشية أن يكون أحد (الأكابر) قد مات : ولا تفكر سوى فى كفيار أعالى البحار ، وهل يكون الغذاء فى لندن ؟ ، ثم تركب السوبر فى مكسيم باريس .. ومن باب (الترقية ) ترفد الليل وتأتى بالنهار غضبا عن شمس مازلت فى أفاق النرويج .. وهكذا .. ترف زاحف داهم .. أسطورى .

صاحبنا وراحلنا العظيم الدكتور جمال حمدان كان بإمكانه فى يسر وسهولة أن يحيا هذا الترف وزيادة عنه أضعافا .. لدية استغراق فى الهوية كانت عشق مصر العربية .

وراهب العلم فى تجرده الشديد لم يكن يواكب أحداث وسائل الاتصال بالبشر أو بكوبري الذبذبات. لكي تطلب رأيه ، يكفى وضع الأسئلة من تحت الباب وانتظار إجاباته عليها ليدفعها على البلاط من الجانب الأخر .. أن تأتيه الصحيفة وبروفة المقال أو .. الخبز والخضار ، لا يتم استحضار ذلك إلا عبر بواب مستأنس يدخل على أطراف الأصابع ويخرج كالشبح . تقنية الخدمات أبدا لم يتعامل بها ، وعندما طلب قبل وفاته بشهر معلومة مهمة من مؤسسة (الأهرام)

ليضيفها لكتابه عن الصهيونية ودولة إسرائيل ، بعثت جريدة (ألأهرام) ومركز معلوماتها لتجلب المعلومة من واشنطن بجهاز الفاكس وأرسلت له في ذات يوم ..فسأل بسذاجة عن كيفية حدوث هذه المعجزة فشرح له الأمر المتداول بالأزرار ، فقال وكأنه (عباس ابن فرناس الذى تحقق حلمه في أن يطير الآدمى بجناحين هي حصلت خلاص؟:).وكانه مازال يعيش في القرون الوسطى.. وهوالذي ينتمى أديبة وعلمية كبيرة .

فوالدة المرحوم محمود حمدان كان من كبار رجال التعليم..ومن أخوانة الأستاذ محمد محمود حمدان من كبار الأدباء والعلماء المتحققين،والدكتور عبدالحميد حمدان.بجامعة السوريون،والعميد/ مصطفي حمدان . بجامعة السوريون ،بل أنه هو نفسه مثقف مثقفي مصر .. وأستاذ الأساتذة .. فمنذ تفرغه للبحث العلمي عام 1963 وهو يعيش غريباً .. إلي أن مات وحيداً علي حد تعبير كاتبنا الكبير أنس منصور الذي يقول : ” ما الذي أصاب فقيدنا العظيم جمال حمدان ، وجعله يكفر بالناس ؟! ما الذي جعله لا يري من مصر إلا أرضها ووديانها ورمالها وجبالها ؟! . ولم يكن من قبيل المجاز أن يطلق أنيس منصور علي د. جمال حمدان لقب شاعر الصخور ، ذلك أنه وضع أذنيه علي أرض مصر فقالت له الكثير وجعلها تقول وتغني .. لقد انطق الحجر وهو يتحدث عن فلسفة المكان .. وباحت له الأحجار بالأسرار .. والأنهار بالأخبار .. والمعالم بالملامح …

المتوسم والاختيار الصعب :

لم يكن اعتزاله حياة الأضواء إلا إيثاراً للعلم حيث قدر له أن يختار : إما الحياة وإما العلم … ذلك أن ما تكسبه الحياة لابد من أن يخسره الفن كما يقول القائلون ، ولذلك آثر التحاور مع الطبيعة وتجرد لهذا الحوار .. تجرد المفكر المتوسم المرهف والشاعر العاشق فلهذين والمفكر الشاعر تبين الأشياء بذاتها ويعجب تركيب الله فيها . وآثار صنعته في مظاهرها كما يقول ابن وهب الكاتب .

لذلك قال بعضهم : قل للأرض من شق أنهارك وغرس أشجارك وجني ثمارك ؟ فإن لم تجبك حواراً ، أجابتك اعتباراً فهي وإن كانت صامتة في نفسها فهي ناطقة بظاهر احوالها ، وعلي هذا النحو اصطفت العرب الربع ، وخاطبت الطلل ونطقت عنه بالجواب علي سبيل الاستعارة في الخطاب .

وإنما تعتبر هذه الأشياء كما يقول ابن وهب لم اعتبر بها وتبين لمن طلب البيان منها ولذلك جعل الله عز وجل الآية فيهما لمن توسم وفكر وتذكر فقال في كتابه الكريم ( إن في ذلك لآيات للمتوسمين ) سورة الحجر / 75 .

فهنا وجه بيان الأشياء بذواتها لمن اعتبر بها وطلب البيان منها ، فإذا حصل هذا البيان للمتفكر صار عالماً بمعاني الأشياء .. وهذا ما صنعه عالمنا المفكر الكبير جمال حمدان في سيرته الفكرية والحياتية حين اعتزل الناس والعالم وانصرف إلي مصر ومات ومصر كلها في عينيه .. بعد أن منحته كل أسرارها .

لقد كانت نهاية العالم الدكتور حمدان مأساوية إلي أبعد حدود المآسي وكانت في حكم المتوقعة لأنه عاش نمطاً من حياة ينهيها الخطأ البسيط وحدة المفكر المحقق الفنان المستغرق في المراجع والمخطوطات لابد وأن تلهيه عن تغيير خرطوم البوتاجاز المهترئ .. وأن يظل براد الشاش يغلي فوق الشعلة حتي ينضب ماؤه ويتقرقر الصاج ملتاعاً من هول السخونة ، لا ينتبه إليه د . جمال حمدان اللهم إذا غزت الأنف رائحة حريق المعدن النفاذة .. يخطو إليه وفي طريق الخطي الذاهلة تلمع في الذهن ، بارقة فيؤوب لأوراقه يكتب مجرد هامش .

لكن الهوامش تستطيل وتتفرس صفحات لتصبح وحدها موضوع كتاب جديد وذلك ما حدث عندما كاد ينتهي من كتابه ، معركة الاستعمار والتحرير ، وكتابه الخالد شخصية مصر الذي مر بثلاث مراحل .. الصغير والوسيط والكبير ..

ألوان من الحب والظلم :

هناك علامات استفهام كبيرة لا تنتهي ما زالت قائمة حتى اليوم ولم تجد من يفك ألغازها ويجيب علي طلاسمها حول رحيل واحد من المع وأنبل الظواهر المعرفية في تاريخنا كله وسط إهمال يعكس جهلا مطلقا بقيمته ،ووسط ضياع للإجابة عن سؤال يتعلق بكراسات موسوعته العملاقة .. جغرافيا العالم الاسلامى..وكراسات كتابة المهم((اليهودية والصهيونية))وهوا لسؤال الذي لم يجب عنة احد حتى ألان،ولم يقتل لنا احد..اين  توجد كراسات الموسوعة..والكتاب؟؟”وفى محاولة للبحث عن السباب التي جعلت هذا العالم الفذ يزهد كل شي ويلقى بأبسط الاحتياجات الإنسانية خلف ظهره.. ويأخذ نفسة  بتقشيت اليم وهوالذى  ينحدر من أسرة ميسورة تقطن فى ارقى احياء القاهرة ،والذى كان قادرا على تحصيل ملايين الدولارات لواراد .. يقول شقيقاه العميد / عبدالعظيم حمدان ومحمد حمدان : كان جمال فى انجلترا أنسانا.. آخر.. لقد راح يلتهم متع الحياة يعشق وحب . قرأ كل ما وقع تحت يديه من روائع الأدب الشعرة ،وتعلم ودرس الموسيقى الكلاسيكية حتى أصبح واحد مناهم عازفيها وعاشقيها.. وهناك في انجلترا عاش قصة حب .. وجمال عندما يحب يتحول إلى عاشق مرهف ،ويتصرف في موضع عشقه .كانت أخباره تصلنا من هناك وكلنا نزوره أحيانا ،ورأيناهما معا:جمال ومحبوبة الانجليزية .الباحثة في علم المصريات ، كانا يقران معا،ويسهران معا ،ويتنزهان معا في أيام الإجازات .وكانت الإنجليزية مفتونة بعبقريته ونبوغه المبكر وإلمامة المتبحر في فروع عديدة  من المعارف .وفجأة عاد جمال من انجلترا..عاد صامتا.. ولم يفلح احد في إخراجه من هذا الصمت المؤلم .وكان من السهل أن ندرك عمق الجرح وألم الطعنة ، وفداحة الأحزان التى نهشت قلبه ولكنه تمكن – كعادته – من الاستمرار فى عمله كعاشق للجغرافيا والتاريخ . كانت هذه المحبوبة فى قلبه دائما ، وكان قادرا على أن يعشق بجرحه وكأن شيئا لم يكن .

واكتملت الضربة عندما تخطته الجامعة ، وقامت بترقية أستاذ مساعد آخر إلى درجة الأستاذية قبله ، وكان محقا فى إحساسه الفادح بالظلم ، وصمم على الاستقالة وعاد إلى شقته ليتوحد مع جوهر القضية التى كان مرتبطا بها إلى حد التصرف ، إنها شخصية مصر .

ويضيف العميد عبدالعظيم : لقد كنت فى البدء من أشد المعارضين لطريقته فى الحياة ، ولكنه أستطاع أن يقنعنى بروعة وصفاء عالمه النبيل ، الخالى تماما من أى أطماع شخصية ، ومن الأحقاد ، وكان يكره كل ما له صلة بالماديات . وأثبت لنفسه أولا وللذين ظلموه أن الإنسان الحقيقى .. المجتهد يستطيع أن ينجز الكثير دون ضجيج إعلامى أو نفوذ .

ولقد فعلها د . جمال حمدان .. أنجز بمفرده ما لا يسطيع فريق ذخم من الباحثين عن المجد أن ينجزه .

وفى الستينات جاءت إلى مصر باحثة فرنسية فى علم المصريات بصحبة شقيقه عبدالحميد حمدان وزوجته الفرنسية ، والتقت الفرنسية ” جمال” .. وكانت مولعة بالحديث معه .. ومن الوهلة الأولى أدركنا أنها وقعت فى حبه .. وحاولنا إقناعه بأن يراجع موقفه من الزواج وأن يفكر فى هذه الباحثة التى تحبه ولكنه رفض فى إصرار غريب .. وعاد إلى صومعته لينهل من العلم والبحث .

الاحتراق فئ حب مصر

كانت صومعته نموذجا غريبا وفريدا ندر أن يكون لها مثيل لدى أي عظيم ..فالكلمات لا وجود لها بل والضرورات أيضا..الأرض خاصمت بساطها.. والستائر مسدلة معنويا والأثاث بائس لشقة نوم العازب  الفقير .. والدوائر الكهربائية لم تتصل بسلك تليفون أو شاشة تليفزيون ،أو حتى مروحة كهربية . فقط مذياع أثرى وعينا بوتاجاز ((مسطح)) لا يعرف ((فرن)) الصواني، أرضية بتتبع فليسرف الأرض علي خرائطها الباهتة نبض نظرياته العبقرية فى علوم الجغرافيا. أن هذا المتحفظ جدا، في حياته مأساة حب أو خيانة ذكر لنا في تخليصها جملة فجفاء لا تشبع نهم أذن شهوتها الاستقصاء: أنة عاش عصيبا كبر فيه فجأة عشرين عاما. فالأستاذ لم يترك عملة في الجامعة بمخطط سابق لكن مستقيلا بفوز قرار بعد ان اختلس بحثه القيم ، واهدة النظام وقتها حقه ولم ينصفه خوف القضاة . كان عفيف الكبرياء ،اذ قال لناشر المرحوم محمد العلم ذات يوم: لا اقبل نقودا عن كتابي مقدما حتى يتم توزيعه .. كان متحفظا من قبل إيذان الانسحاب .. كان يعشق الغناء ،ويحب أن يأتيه الثناء . قال انه تفوق يوما علي عبدالحليم حافظ ويشهد على ذلك جمهور له في حفل قديم بفرع جامعة القاهرة بالخرطوم.

كان مستقلا فوق كل المغريات ، أذا ما كافا نفسه في عيد إصدار كتاب جديد له ينزهها على منضدة متوارية في كازينو (قصر النيل ) بالقاهرة .. ويطعمها حلاوة قطعة جاتوه وزجاجة    كوكاكولا . وكان رافضا لكل المغريات مهما كان حجمها إذا طغت علي حق من حقوق حبه لبلاده وقوميته ..رفض ذات مرة عرضا بمبلغ عشرين ألف دولار من مؤسسة نشر فرنسية أرادت سبق النشر عن مصر.. كان فنانا ومتذوقا للفن.. لكن مقتنياته لم تتعد لوحة ورق بوستر إصابتها عفونة القدم مرسوم علي سطحها طائر كان بجعة قبل زوال حبر طباعته .

في زمن دراسته في انجلترا للحصول علي درجة الدكتوراه.. كان يحجز مقعدا لجميع حفلات موسم الاْوبرا متذوقا الفن الرفيع.. ولا يفوته افتتاح معرض للفنون التشكيلية ، فموهبته في عالم الرسم زاملتة طفولته  منذ ممسكة بالريشة ،يرسم في الكبر أغلفة جميع مؤلفاته بل حتى يأتيه النزيف إرهاقا عن الوعي وتسقط رأسه فوق ألفاظ جديدة في اللغة.الكتاب في مصرا لاف ألاف الصافحات كان بلا انتماء لأضواء الشهرة وعاش حياته لم يزايد ولم يدع.. عاش نحيفا متقشفا..شديد الولاء لمادته ، كان يكاد يكون راهبا هنديا سرقة المسامير ودنياه التاْمل ونزهقه الروحية في مسرح اْهل اليوجا والصفاء .. فتقوقع داخل رحم المعرفة .. وان مصريا عربيا قلبا وقالبا .. عزيز النفس .. رافضا للعطف .. متكبرا كهرم .. ومتواضعا في لباس الفقراء .

ترى أكان أجدى للدكتور جمال حمدان الزواج لتنتبه الزوجة لاهتراء خرطوم أنبوبة البوتاجاز

فتغيره فلا يموت هذا العالم الفذ ؟” لكن من منا كان في استطاعته التنبؤ لمصر العطاء في

ظل الارتباط ؟” من كان يستطيع أن يستجلي كينونة زوجة الغيب التي ربما كانت من فصيلة اللاتي يزهقن من فيلا أو عماره في الحي الراقي وتريد قضاء سهرتها مع شلة الانس وانتظار الغذاء في لندن والعشاء في مطعم مكسيم بباريس ؟

قالوا بعد الرحيل

لقد اكتفي الراحل العظيم بالواحة .وبالروب المهترئي وبراد الشاى المشوة  بالسناج وبنتوء بقايا مسمارتديرة في كهف النذياع الكهل لتسمع ((خروشة)) البرنامج الموسيقى. اكتفى بالقلم فكتب ونزف وترك من وترك من بعده فوق رف دولابه المتواضع صورة حسناء مجهولة كان يصافح وجهها كل صباح.. وغادرها ليحترق بها ومنها في حب مصر. قال الناقد رجاء النقاش((ان جمال حمدان يمثل نموجا استثنائيا في هذا العصر الذي نحن فيه الاشياء والقيم واصبح الكتاب الناشئ الان يحسب ابداعاته  بالجنيهات قبل ان يحسب  ابداعاته بالجنيهات قبل ان يحسبها بالكلمات.لقد ادارجمال حمدان ظهره لكل الصراعاتالسطحية ،وانسحب من الحياة العامة انسحابا كاملا رافضا الاغراءات والمناصب كافة. وكتابه ((شخصية مصر))عمل شامخ..عمل فكري واداء بالغ الروعة والفخامة والاصالة))وقال الروائي ،يو سف العقيد ان جمال حمدان قدم اهل واخطركتب زماننا في شكل ملحمي ضخم.

أما الدكتورة نعمات أحمد فؤاد فكتبت قائلة : إن كتاب (شخصية مصر ) وصاحبه نتاج من كفاءة مصر وجودتها واستمراريتها . فمصر لا تنضب ولا تجدب .

وعنه قال الكاتب علاء الديب : إن اسم الدكتور جمال حمدان في حياتنا له وقع خاص.. انه مرادف للكرامة والأمانة العلمية ورمز للمسئولية والعمل الفكري الحر .

وقال عنه الكاتب الكبير كامل زهري : هذا الجل استغني عن المال والشهرة والزوجة والأولاد، أستغني عن كل هذه الأشياء صار أغنى الأغنياء .

وهكذا تفرغ دكتور جمال حمدان تماما للعمل العلمي .. وعاش حياة شديدة القسوة والزهد.. ثلاثون عاما لم يبحث خلالها عن أضواء أو شهرة، ولكنة ظل يعمل في اجتهاد وصمت مؤكدا أن الإخلاص في العمل والتفرغ له هو الطريق الحقيقي إلي النجاح والإجادة وعلي العكس مما نراه الآن من سعي كثير من المفكرين إلي الأضواء علي حساب الجهد الدءوب والقيمة العلمية.

رحم الله د.جمال حمدان الذي صدق فيه قول الشاعر:

وليس موت امرئ شاعت فضائله كموت من لا له فضل وعرفان والموت حق ولكن كل فتي

يبكي عليه إذا يعروه فقدان في كل يوم تري أهل الفضائل في نقصان بين للجهاز رجحان

المصادر والمراجع

(1)            مجلة (نصف الدنيا) – افتتاحية العدد الصادر 16/5/93 بقلم سناء البيبسي .

(2)            مجلة (نصف الدنيا) _حكاية هي في انجلترا _محمد البرغونى _جمال غيطاس

16/5/1993 .

أعداد مختلفة من جريدتي (الأهرام ) و(الأحبار) المصريين .