مايو 1 2015
بقايا سفينة غوص ……….. مبارك بن سيف آل ثاني
بقايا سفينة غوص
——-
شعر : مبارك بن سيف آل ثاني (*)
إنما أنت بقية
قد رماها الزمن الطاحن
للأرض وصية
للصغار القادمين
ترقب الأمس حبيباً عائداً
قد تواري خلف أستار السنين
فلقد دارت رحي الأيام دورة
وغدا الغوص حكايات تغني
قصة نامت بأعماق الوجود
**********
فاحفظي الذكري … ففي الذكري عزاء
واستعيدي صوت نهام ….
علي سطحك يشدو بالغناء
وعليه السيب والغواص أسري
يمضيان اليوم في هم وكد وعناء
**********
واذكر ذاك الهزج
والأغاني الحانية
تملأ الآفاق أصداء وحزناً
في البحار النائية
واذكري ذاك الشراع
باسطاً للريح ممدود الذراع
————-
(*) من ديوان الليل والضفاف ،ط1 ، سنة 1983 ، ص 7 .
كجناح النورس الباهيب البياض
هو والإعصار يمضي في صراع
وانظري تلك الحبال
يا تري كم من يد قد مزقتها
كالسيوف المرعبة
واذكري الماء الأجاج
ملحه القاسي …
علي تلك الجروح النادية
واذكري الشمس عليك
والسموم اللاهبة
تحرق الإنسان فيك
والوجوه الشاحبة
**********
أو تدرين إذا عم المساء ؟
وأتي النجم المتوج
بالضياء
ورمي الغواص بالجسم المكبل
بالعناء
ورمي يوماً شقياً قاسياً
قد أتي الليل فما أحلي الغناء
وأتي الصوت الشجي
ناشراً آهاته الثكلى دعاء ورجاء يبعث الآلام رسلاً وحنيناً ونداء يطلق اليامال فى تلك المتاهات البعيدة إنه القلب الممزق
والمعني بالوفاء
* * *
واذكري النور إذا ما الفجر لاح
وصفا البحر مع الجذلى العذاب
هادئاً يلهو تناجيه الرياح
ثم تأتي الشمس من مخبئها
وبأيديها سياط
تنقي تلك الجراح
* * *
إن تذكرت فهل تنسين . . أيام القفال
بعد ليل طال فى البحر وطال . . ؟
وأتى الفجر وليداً فى ثناياه الوصال
واذكرى الشط إذا ما الشط قد مد ذراعه
وهفا الرمل إليك فى حنين ووداعه
عاتباً يشكو من البعد التياعه
اذكرى الأمس وقولي :
إنها شرع الحياة
كم حياة عاشها الدهر . .
وضاعت فى ثراه
إنها شرع الحياة
هكذا تمضى الحياة
مايو 1 2015
أجراس القدس ……… مبارك بن سيف آل ثاني
أجراس القدس
شعر : مبارك بن سيف آل ثاني (*)
أنا فى قعر زنزانة
أصيخ السمع للأجراس فى القدس
تزف الحب للإنسان
وترقب مولد الإنسان
ورقمى جاوز التسعين . .
بعد الألف والمية
تغطى جسمى المسلول . .
والمحروق بالجمر
بقايا بدلة صفراء كاكية
كلون الموت والغدر
* * *
أنا يا زارع الصلبان فى أرضى
وسارق قوت أولادي
ونابش قبر أجدادى لتفنينى
أنا باق بقاء المسجد الأقصى على أرضى
فأما سوطك القاسى فلن ـ أبداً ـ يعذبنى
ولا وشم الجروح الحمر . . يرهبنى
ولا سحلي ولا قتلي
ولا تقليع أظفاري سيؤلمنى
فهل خيرت ـ جلادى ـ
بأن الأرض تعرفنى ؟
غصون التين والزيتون تعرفنى
وحتى شوكها يحنو على قدمى
يضم الأرض عن عينيك . . يخفينى
وهل خبرت ـ جلادى
بأنى مثل هذى الأرض ؟
وأن الأرض لاتفنى
إليك أقول ـ جلادى ـ
جعلت مدينتى الشماء معتقلاً
ومن بيارة الزيتون متجراً
وحتى من بيوت الله حانات
فلم أكفر
أنا من أمة رضعت لهيب الشمس . . فى المهد
وصاغت من صخور الأرض
آيات من المجد
لتبني للعلا بيتاً
وترسي صادق الوعد
بنور الحق والإيمان والقرآن . . مهدية
أنا من أمة بالدم مروية
سقيناها ونسقيها
لتطعمنا ثمار الموت حرية
فهل خبرت ـ جلادى ـ ؟
وهل تعلم ؟
بواسطة admin • 03-نصوص شعرية • 0 • الوسوم : العدد السادس عشر, مبارك بن سيف آل ثاني